
السودان: ضبط أدوية مهربة في مدني الكبرى وتحذيرات من سوق الدواء غير المشروع
نفذ مجلس الأدوية والسموم بولاية الجزيرة، صباح الأربعاء، حملة إشرافية استهدفت عددًا من المؤسسات الصيدلانية بمحلية مدني الكبرى، في إطار جهود السلطات لمكافحة الأدوية المهربة وغير المطابقة للمواصفات.
وأسفرت الحملة، بحسب بيان رسمي، عن ضبط كميات كبيرة من الأدوية المهربة وغير المسجلة بوزارة الصحة السودانية، واتخذت السلطات المختصة إجراءات قانونية فورية ضد الجهات المخالفة.
وقال رئيس مجلس الأدوية والسموم بالولاية حبيب الله النور، في تصريح للوكالة الرسمية للأنباء إن الحملة تأتي ضمن خطة متكاملة لضبط السوق الدوائي، وضمان الالتزام بالضوابط واللوائح المنظمة للعمل الصيدلاني.
وأكد النور أن المجلس سيواصل حملاته في جميع محليات ولاية الجزيرة، مشددًا على أن محاربة الظواهر السالبة في سوق الدواء تمثل 'أولوية قصوى' لحماية صحة المواطنين، لا سيما في ظل الظروف الصحية المعقدة التي تعيشها البلاد.
تدهور كبير
شهد سوق الدواء في السودان تدهورًا كبيرًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث أدت المعارك إلى توقف المصانع الوطنية، وانهيار سلاسل التوريد، وإغلاق عدد كبير من الصيدليات، خاصة في الخرطوم ومدن الإنتاج الدوائي.
في هذا السياق، انتعشت تجارة الأدوية المهربة وغير المسجلة، سواء القادمة من دول الجوار أو تلك التي تُخزّن وتُباع بطرق غير قانونية داخل السودان، ما شكل خطرًا مباشرًا على حياة المرضى، خصوصًا في الولايات التي تعاني ضعف الرقابة الصحية.
وتعد ولاية الجزيرة، أكثر الولايات تضررًا من نقص الأدوية وارتفاع أسعارها وانتشار منتجات غير مأمونة، ما دفع السلطات المحلية لتكثيف الرقابة عبر مجلس الأدوية والسموم.
وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد حذّرت في وقت سابق من وجود شبكات منظمة تتاجر بأدوية منتهية الصلاحية أو غير مسجلة، مطالبة بدعم دولي لتعزيز الرقابة على الأسواق، في ظل الانهيار المؤسسي الذي تشهده البلاد.
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهد النظام الصحي في السودان انهيارًا واسعًا، خاصة في العاصمة الخرطوم التي كانت تُعد مركز تصنيع وتوزيع الأدوية في البلاد.
فقد أدى تدمير البنية التحتية، ونهب المصانع والمخازن، وتعطيل سلاسل الإمداد، إلى شح كبير في الأدوية الأساسية وخروج آلاف الصيدليات عن الخدمة.
في هذا الفراغ الدوائي، نشطت شبكات تهريب الأدوية، مستغلة انهيار الرقابة الحكومية، وازدياد الطلب في مناطق الاستقرار النسبي مثل ولاية الجزيرة، التي أصبحت مأوى لنحو مليون نازح داخلي.
وتُعد مدني، عاصمة الولاية، إحدى أبرز أسواق الأدوية البديلة والمهربة في البلاد، سواء القادمة من دول الجوار أو تلك التي يتم إعادة تدويرها وبيعها دون رقابة.
وتعاني السلطات المحلية في ولايات مثل الجزيرة وسنار والقضارف من تحديات كبيرة في ضبط الأسواق الصيدلانية، وسط نقص الكوادر، وضعف التشريعات، وانتشار سماسرة وموزعين غير مرخصين.
هذا التدهور أفضى إلى انتشار أدوية غير مسجلة أو منتهية الصلاحية، بعضها مقلّد أو غير مطابق للمواصفات، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة وحياة المواطنين، خاصة في ظل تفشي أوبئة مثل الكوليرا والتهاب الكبد.
ويأتي ضبط كميات الأدوية المهربة في مدني الكبرى ضمن محاولات خجولة لاستعادة بعض السيطرة على السوق الدوائي، إلا أن جهود مجالس الأدوية الولائية تبقى محدودة في ظل غياب دعم اتحادي فعّال، وانشغال الدولة بالمجهود الحربي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التغيير
منذ 20 ساعات
- التغيير
تحذير من كارثة صحية مع في مخيمات النزوح بدارفور
أعلنت منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، عن تصاعد حاد في تفشي وباء الكوليرا بعدة مناطق، على رأسها مخيم دبة نايرة بمنطقة طويلة، وسط تحذيرات من كارثة صحية وشيكة حالة عدم التدخل العاجل.. الخرطوم: التغيير أفاد المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، آدم رجال، باستمرار تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق من الإقليم، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الإصابة اليومية وتزايد أعداد الوفيات، لاسيما في مخيمات النزوح. وأوضح رجال في تصريحات صحفية الخميس، أن منطقة طويلة تسجل أعلى معدل إصابة، حيث بلغ العدد التراكمي للحالات منذ بداية التفشي 2,571 حالة، بينها 46 وفاة، أغلبها في مخيم دبة نايرة. وأضاف أن '246 مريضًا يتلقون العلاج حاليًا في مراكز العزل، بمعدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و200 حالة'. كما أشار إلى اتساع رقعة الوباء، موضحًا أن يوم أمس فقط سُجلت 10 حالات في منطقة مارتال بجبل مرة، و23 حالة إضافية في مناطق قولو وجلدو وسط جبل مرة، بينها 7 حالات وفاة. وفي مخيم كلمة بنيالا، بلغت الإصابات اليومية 312 حالة، منها 32 وفاة، بينما سجلت حالات أخرى في مخيمات عطاش وديريج شمال شرقي المدينة، ومخيم السلام جنوبها. رجال حذّر من 'كارثة صحية' إذا لم تُسرّع الاستجابة الإنسانية، داعيًا إلى توفير الدعم العاجل للمرافق الصحية ومراكز العزل، إلى جانب المياه النظيفة والمواد الطبية في مناطق النزوح التي تشهد هشاشة خدمية حادة. يأتي هذا التصاعد في الإصابات في سياق حرب طاحنة يشهدها السودان منذ أبريل 2023، أدت إلى انهيار شبه تام في النظام الصحي، خصوصًا في مناطق النزوح بإقليم دارفور، حيث تشهد المخيمات أوضاعًا إنسانية متردية، مع تردي شبكات المياه والصرف الصحي، وغياب شبه تام للرقابة الصحية. ويُعد هذا التفشي واحدًا من أسوأ موجات الكوليرا التي ضربت الإقليم منذ اندلاع النزاع، في ظل ضعف الاستجابة الدولية والمحلية.


التغيير
منذ 3 أيام
- التغيير
السودان: ضبط أدوية مهربة في مدني الكبرى وتحذيرات من سوق الدواء غير المشروع
نفذ مجلس الأدوية والسموم بولاية الجزيرة، الأربعاء، حملة تفتيش على صيدليات في مدني الكبرى، أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الأدوية المهربة وغير المسجلة.. نفذ مجلس الأدوية والسموم بولاية الجزيرة، صباح الأربعاء، حملة إشرافية استهدفت عددًا من المؤسسات الصيدلانية بمحلية مدني الكبرى، في إطار جهود السلطات لمكافحة الأدوية المهربة وغير المطابقة للمواصفات. وأسفرت الحملة، بحسب بيان رسمي، عن ضبط كميات كبيرة من الأدوية المهربة وغير المسجلة بوزارة الصحة السودانية، واتخذت السلطات المختصة إجراءات قانونية فورية ضد الجهات المخالفة. وقال رئيس مجلس الأدوية والسموم بالولاية حبيب الله النور، في تصريح للوكالة الرسمية للأنباء إن الحملة تأتي ضمن خطة متكاملة لضبط السوق الدوائي، وضمان الالتزام بالضوابط واللوائح المنظمة للعمل الصيدلاني. وأكد النور أن المجلس سيواصل حملاته في جميع محليات ولاية الجزيرة، مشددًا على أن محاربة الظواهر السالبة في سوق الدواء تمثل 'أولوية قصوى' لحماية صحة المواطنين، لا سيما في ظل الظروف الصحية المعقدة التي تعيشها البلاد. تدهور كبير شهد سوق الدواء في السودان تدهورًا كبيرًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث أدت المعارك إلى توقف المصانع الوطنية، وانهيار سلاسل التوريد، وإغلاق عدد كبير من الصيدليات، خاصة في الخرطوم ومدن الإنتاج الدوائي. في هذا السياق، انتعشت تجارة الأدوية المهربة وغير المسجلة، سواء القادمة من دول الجوار أو تلك التي تُخزّن وتُباع بطرق غير قانونية داخل السودان، ما شكل خطرًا مباشرًا على حياة المرضى، خصوصًا في الولايات التي تعاني ضعف الرقابة الصحية. وتعد ولاية الجزيرة، أكثر الولايات تضررًا من نقص الأدوية وارتفاع أسعارها وانتشار منتجات غير مأمونة، ما دفع السلطات المحلية لتكثيف الرقابة عبر مجلس الأدوية والسموم. وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد حذّرت في وقت سابق من وجود شبكات منظمة تتاجر بأدوية منتهية الصلاحية أو غير مسجلة، مطالبة بدعم دولي لتعزيز الرقابة على الأسواق، في ظل الانهيار المؤسسي الذي تشهده البلاد. منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهد النظام الصحي في السودان انهيارًا واسعًا، خاصة في العاصمة الخرطوم التي كانت تُعد مركز تصنيع وتوزيع الأدوية في البلاد. فقد أدى تدمير البنية التحتية، ونهب المصانع والمخازن، وتعطيل سلاسل الإمداد، إلى شح كبير في الأدوية الأساسية وخروج آلاف الصيدليات عن الخدمة. في هذا الفراغ الدوائي، نشطت شبكات تهريب الأدوية، مستغلة انهيار الرقابة الحكومية، وازدياد الطلب في مناطق الاستقرار النسبي مثل ولاية الجزيرة، التي أصبحت مأوى لنحو مليون نازح داخلي. وتُعد مدني، عاصمة الولاية، إحدى أبرز أسواق الأدوية البديلة والمهربة في البلاد، سواء القادمة من دول الجوار أو تلك التي يتم إعادة تدويرها وبيعها دون رقابة. وتعاني السلطات المحلية في ولايات مثل الجزيرة وسنار والقضارف من تحديات كبيرة في ضبط الأسواق الصيدلانية، وسط نقص الكوادر، وضعف التشريعات، وانتشار سماسرة وموزعين غير مرخصين. هذا التدهور أفضى إلى انتشار أدوية غير مسجلة أو منتهية الصلاحية، بعضها مقلّد أو غير مطابق للمواصفات، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة وحياة المواطنين، خاصة في ظل تفشي أوبئة مثل الكوليرا والتهاب الكبد. ويأتي ضبط كميات الأدوية المهربة في مدني الكبرى ضمن محاولات خجولة لاستعادة بعض السيطرة على السوق الدوائي، إلا أن جهود مجالس الأدوية الولائية تبقى محدودة في ظل غياب دعم اتحادي فعّال، وانشغال الدولة بالمجهود الحربي.


التغيير
منذ 3 أيام
- التغيير
الصحة السودانية: ارتفاع تراكمي الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك في 12 ولاية
الوزارة أكدت كذلك تسجيل 61 إصابة بحمى الضنك جميعها في ولاية الخرطوم، دون وقوع أي وفيات، إلى جانب 26 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في ولاية الجزيرة، بينها 4 حالات وفاة. الخرطوم: التغيير أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 1913 إصابة بمرض الكوليرا في 12 ولاية خلال 39 أسبوعاً، بينها 43 حالة وفاة. بجانب استمرار الاستجابة عبر الرصد اليومي والتدخلات الصحية لمجابهة الوباء. وأكدت الوزارة في تقريرها الأسبوعي اليوم الثلاثاء، تسجيل 61 إصابة بحمى الضنك جميعها في ولاية الخرطوم، دون وقوع أي وفيات، إلى جانب 26 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في ولاية الجزيرة، بينها 4 حالات وفاة. وفيما يتعلق بوباء الحصبة، سُجلت 35 إصابة خلال أسبوع واحد، جميعها في ولايتي شمال دارفور والخرطوم، دون تسجيل أي حالة وفاة. وعلى صعيد تأثيرات فصل الخريف، أفاد التقرير بتضرر13 محلية في ثلاث ولايات جراء الأمطار، مما أدى إلى تضرر 60 أسرة. وأوضح تقرير تعزيز الصحة تنفيذ أنشطة توعوية في عدد من الولايات لمواجهة الوضع الوبائي، شملت رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى حوارات مجتمعية مباشرة لتعزيز الوقاية والاستجابة المجتمعية. وكانت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، قد كشفت اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 2145 حالة إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة وحدها، إلى جانب 40 حالة وفاة، ووجود 207 مصابين في مراكز العزل، مع تسجيل معدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و208 حالات. ويأتي ذلك في ظل تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في السودان بسبب الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، والتي تسببت في انهيار واسع للنظام الصحي وتراجع خدمات الرعاية الأولية، إضافة إلى نزوح ملايين السكان من مناطقهم إلى ولايات أكثر استقرارًا أو إلى دول الجوار. وقد أدى تكدس النازحين في مناطق محدودة، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي، إلى تفشي الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والتهاب الكبد. وتزامنًا مع موسم الخريف، ارتفعت مخاطر تفشي الأوبئة بسبب تراكم المياه الراكدة، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة بالأمطار، مما زاد من تعقيدات الاستجابة الصحية. فيما تواجه وزارة الصحة السودانية والمنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في تغطية الاحتياجات الصحية المتزايدة، وسط ضعف الإمداد الدوائي وتدمير أو تعطيل عدد من المرافق الصحية في مناطق النزاع.