
تحليل إستراتيجي لمآلات العدوان الإسرائيلي على إيران
تشير المعطيات حتى الآن إلى أن العدوان الإسرائيلي على إيران لا يهدف فقط إلى تقويض القدرات النووية والعسكرية لطهران، بل يسعى إلى ما هو أبعد: إسقاط النظام الإيراني نفسه، في محاولة لصياغة مشهد إقليمي جديد. هذه النية تتجلى في حجم ونوعية الضربات التي تستهدف قيادات عسكرية حساسة وعمليات إلكترونية عميقة، وتَرافَق ذلك مع تصعيد إعلامي يهيئ لتدخل خارجي أوسع، ربما يكون أمريكيًا.
1. الغايات الاستراتيجية المتباينة: إسرائيل تريد إسقاط النظام.. وأمريكا تعديل السلوك
منذ اللحظات الأولى، بدا أن الفجوة بين الرؤية الإسرائيلية والأمريكية عميقة:
إسرائيل تتبنى نهجًا استئصاليًا يهدف إلى إنهاء النظام الإيراني نفسه، عبر إحداث اختراقات جوية واسعة النطاق واغتيالات منظمة، أملاً في خلق مشهد يفرض على الإدارة الأمريكية التدخل لاستكمال "الضربة القاضية".
الولايات المتحدة، في المقابل، كانت تسعى في الأصل إلى تعديل السلوك الإيراني وفقًا لشروطها الخاصة، خصوصًا فيما يخص الملف النووي وسلوك إيران الإقليمي، دون السقوط في فوضى إقليمية قد تهدد مصالحها في أمن الطاقة واستقرار المنطقة.
2. المفاجأة الإيرانية: صمود غير متوقع وإنجازات مؤلمة
رغم شراسة الهجوم الإسرائيلي، أظهرت إيران قدرة على امتصاص الصدمة الأولية، بل وتحقيق ردود فعل مؤلمة:
اختراق القبة الحديدية مرات متتالية يكشف عن خلل في منظومة الدفاع الإسرائيلية.
استهداف منشآت بالغة الحساسية في تل أبيب وحيفا أثبت أن قدرة الردع الإيراني لا تزال فاعلة.
التقارير عن فشل مخطط انقلاب داخلي في إيران وتفعيل أنظمتها الدفاعية مجددًا أربك الحسابات الإسرائيلية.
في المقابل، كشفت المواجهة عن قصور في القدرة الجوية الإسرائيلية على تحييد الترسانة الصاروخية الإيرانية أو تدمير قدراتها النووية بشكل شامل.
3. حرب استنزاف هجينة: لا غالب ولا مغلوب حتى اللحظة
تتخذ المواجهة طابع الحرب الهجينة:
من جانب إسرائيل: سيطرة جوية جزئية واستخدام مكثف للاستخبارات والأسلحة السيبرانية.
من الجانب الإيراني: استخدام الصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية باحترافية، مع تجنب توسيع رقعة المواجهة.
كلا الطرفين يقف عند حافة الهاوية:
نتنياهو يربط بقاءه السياسي بإسقاط إيران أو على الأقل بكسر هيبتها.
خامنئي لا يملك خيار الاستسلام، نظرًا لما يشكله الصراع من تهديد وجودي للنظام.
4. التوازن الإيراني: هدوء رغم النزيف
ورغم الخسائر الكبرى التي تكبدتها إيران (خصوصًا في قيادات الحرس الثوري)، إلا أنها لم تنهار:
ما زال الحرس الثوري قادرًا على تنفيذ عمليات دقيقة، مع الحفاظ على مسافة محسوبة من المصالح الأمريكية وممرات الطاقة.
امتنعت إيران حتى اللحظة عن تفعيل جبهات الوكلاء في اليمن، لبنان، العراق، وسوريا، مما يشير إلى رغبتها في احتواء التصعيد وكسب التعاطف الدولي.
في الوقت ذاته، تواجه إيران تحديات داخلية عميقة، أبرزها تآكل شرعية النظام، وخوف من حراك شعبي أو انقلاب داخلي حال اتساع رقعة الضربات.
5. احتمالية التدخل الأمريكي: مفتاح التحول النوعي
تصريحات دونالد ترامب الأخيرة وتغير نبرة الخطاب الأمريكي تعزز من احتمالية تدخل واشنطن في العمليات العسكرية، وهو ما سيقلب قواعد الاشتباك:
إذا تدخلت أمريكا، فقد تقدم على استهداف منشآت حيوية كفوردو باستخدام قنابل خارقة للتحصينات (GBU-57).
ولكن، شخصية ترامب غير قابلة للتنبؤ، وقد تؤجل الإدارة التدخل أو تضع سقوفًا عملياتية محددة، استجابة لحسابات التوازن الداخلي بين جماعات ضغط مختلفة (الإنجيليين الصهاينة مقابل العزلة الخارجية التي تدعو لها مجموعة MAGA).
هذه الحسابات تجعل القرار الأمريكي رهنًا بلحظات التقييم النهائية، خاصة في ظل غياب توافق استخباراتي مطلق على المردود الاستراتيجي للتدخل العسكري المباشر.
6. المسارات الثلاثة الجارية في الظل: الدبلوماسية، الضغط، والردع
في هذه اللحظة المفصلية، تدور ثلاث عمليات متوازية على مدار الساعة:
دبلوماسية طارئة تهدف إلى تخفيف التصعيد عبر وساطات إقليمية ودولية، تخوفًا من الانهيار الإقليمي والتأثير على إمدادات الطاقة.
ضغط إسرائيلي هائل لإقناع واشنطن بالتدخل الجوي والنووي العاجل، لحسم المعركة قبل أن تعيد إيران تنظيم قدراتها.
استعداد إيراني لهجوم نووي رادع (إذا توفر)، وللقيام بردود فعل دراماتيكية حال تلقي ضربة شاملة، تشمل ضرب المصالح الأمريكية، وتحريك جبهات الوكلاء، وتفجير الشارع الداخلي كمحاولة أخيرة لمنع انهيار النظام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 20 دقائق
- البيان
ترامب يصف باول بـ«الغبي».. ويقول «ربما لن يخفض» أسعار الفائدة الأربعاء
مع اقتراب موعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بشأن أسعار الفائدة، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء رئيسه جيروم باول، واصفاً إياه بـ«الغبي»، ومشككاً في أن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة. في أحدث هجوم له على باول، والذي يعود إلى سنوات، قال ترامب إن سعر الفائدة الرئيسي للاقتراض في الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يكون أقل بنقطتين مئويتين على الأقل. وقال ترامب في تصريحات مرتجلة أمام البيت الأبيض: «إذن لدينا شخص «غبي»، بصراحة، ربما لن تخفضوا أسعار الفائدة اليوم». «أوروبا أجرت 10 تخفيضات، ولم نقم نحن بأي تخفيض. وأعتقد أنه سياسي، لا أعرف. إنه سياسي ليس ذكياً، لكنه يُكلف البلاد ثروة طائلة». جاءت هذه التصريحات قبل ساعات تقريباً من إصدار لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة، بيانها بشأن أسعار الفائدة، إلى جانب تحديث لتوقعاتها بشأن توجهات السياسة النقدية والعديد من التدابير الاقتصادية الرئيسية خلال السنوات القليلة المقبلة. هذا ولا تشير أسعار السوق إلى احتمال خفض الفائدة في هذا الاجتماع، ومن المتوقع اتخاذ الخطوة التالية في سبتمبر. ويستهدف الاحتياطي الفيدرالي حالياً سعر فائدة الاقتراض لليلة واحدة في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%. أسئلة بلا إجابة أعرب باول وزملاؤه عن ترددهم في تعديل أسعار الفائدة في ظل وجود العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها بشأن الاقتصاد. أولاً، لا يزال التأثير طويل المدى لرسوم ترامب الجمركية غير معروف. لم تتغير مؤشرات التضخم كثيراً منذ تطبيق الرسوم الجمركية في أبريل، ولكن عوامل مختلفة تضافرت لتخفيف وطأة هذا التأثير. مع ذلك، قال ترامب إن ارتفاع أسعار الفائدة يكلف الولايات المتحدة «مئات المليارات» من الدولارات من تكاليف التمويل التي كان من الممكن توفيرها إذا خفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. قال ترامب: «إذا كان قلقاً بشأن التضخم، فلا بأس. أتفهم ذلك. لا أعتقد أنه سيُثار أي جدل. حتى الآن لم يحدث ذلك». وأضاف الرئيس: «لكن لدينا الآن رجلاً يرفض خفض سعر الفائدة الفيدرالية، يرفض القيام بذلك فحسب، وهو ليس شخصاً ذكياً. لا أعتقد أنه سياسي إلى هذه الدرجة. أعتقد أنه يكرهني، لكن لا بأس». التقى ترامب وباول مؤخراً في البيت الأبيض، على الرغم من عدم الكشف عن الكثير حول ما تمت مناقشته. وقد تعهد باول وزملاؤه بعدم التأثر بالضغوط السياسية، التي تصاعدت لتشمل مسؤولين آخرين في الإدارة، مثل نائب الرئيس جيه دي فانس. حتى أن ترامب فكّر في تعيين نفسه رئيساً للاحتياطي الفيدرالي، قائلاً: «سأكون أفضل بكثير من هؤلاء الأشخاص». هذا وتنتهي ولاية باول في مايو 2026، وقد صرّح ترامب بأنه ينوي تسمية خلف له قريباً.


الاتحاد
منذ 22 دقائق
- الاتحاد
ترامب لا يستبعد الخيار العسكري ضد إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه بصدد درس هل تنضم الولايات المتحدة إلى إسرائيل في قصف إيران، لافتا إلى أن طهران تواصلت مع واشنطن للتفاوض من أجل وضع حد للنزاع. في تصريحات أدلى بها في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض قال ترامب "لقد نفد صبرنا" حيال إيران، وكرّر دعوة الجمهورية الإسلامية إلى "استسلام غير مشروط". ولدى سؤاله عمّا إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، قال ترامب "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به". وتابع "يمكنني أن أقول لكم إن إيران تواجه مشاكل كثيرة وهم (الإيرانيون) يريدون التفاوض". وقال إن طهران اقترحت إيفاد مسؤولين إلى البيت الأبيض للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني في مسعى لوضع حد للهجوم الجوي الذي تشنه إسرائيل منذ الجمعة على الجمهورية الإسلامية، لكنه وصف المقترح بأنه "متأخر جداً". وتابع "قلت إنه فات الأوان للمباحثات ... هناك فرق هائل بين (أن يتم ذلك) اليوم وقبل أسبوع. أليس كذلك؟". وتابع أن الإيرانيين "عرضوا المجيء إلى البيت الأبيض"، واصفا الاقتراح بأنه "شجاع". ولدى سؤاله عمّا إذا فات الأوان للتفاوض، أجاب بالنفي قائلا "لا شيء فات أوانه" على هذا الصعيد.


سبوتنيك بالعربية
منذ 24 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
إيران تنفي الأنباء حول إرسالها وفدا تفاوضيا إلى سلطنة عمان
إيران تنفي الأنباء حول إرسالها وفدا تفاوضيا إلى سلطنة عمان إيران تنفي الأنباء حول إرسالها وفدا تفاوضيا إلى سلطنة عمان سبوتنيك عربي نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، الأنباء التي وردت بشأن توجّه وفد إيراني إلى مسقط، مؤكدًا أنه لم يسافر إلى سلطنة عمان. 18.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-18T16:42+0000 2025-06-18T16:42+0000 2025-06-18T16:42+0000 سلطنة عمان أخبار إسرائيل اليوم إيران العالم العربي الأخبار ونقلت وكالة "فارس"، مساء اليوم الأربعاء، عن عراقجي، نفيه إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان، وذلك على خلفية ما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي من ادعاءات تفيد بأن وفدا إيرانيا توجه إلى عُمان لإجراء مفاوضات مع الجانب الأمريكي.وقال عراقجي: "زعم بعض المستخدمين أن هذا الخبر نشرته وكالة أنباء أجنبية، في حين أن مثل هذا الخبر لم يُنشر في الوكالة أصلا".وكانت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة قد نفت بشدة الادعاءات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أنه "لم يطلب أي مسؤول إيراني قط الركوع عند بوابات البيت الأبيض".وجاء الرد الإيراني في بيان رسمي وُصفت فيه تصريحات ترامب بـ"الأكاذيب"، معتبرا أن "الشيء الوحيد الأكثر كراهية من أكاذيبه هو تهديده الجبان بالقضاء على قائد إيران (المرشد الإيراني علي خامنئي)"، على حد تعبير البيان.وتطرق الرئيس الأمريكي إلى اتصال إيراني وصفه بـ"المتكرر"، معربًا عن سخطه من الأوضاع الحالية: "لقد سئمت هذا الوضع، وأريد استسلام إيران غير المشروط". كما أكد أن طهران تواجه "مشكلة حقيقية" واقترحت زيارة البيت الأبيض.وحذّر ترامب من أن الولايات المتحدة "لن تسمح بدولة تهدد بالتدمير"، مستذكرًا التهديدات الإيرانية المستمرة "لسنوات عديدة". وأشار إلى أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا بشأن إيران، وقد تحصل التطورات قبل نهايته"، كاشفًا أن طهران "تريد إبرام صفقة" مع واشنطن.وفي ليلة 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل عملية ضد إيران، متهمةً إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري يزعم أنه يقترب من نقطة اللاعودة.وكانت أهداف القصف الجوي والغارات التي شنتها إسرائيل هي المنشآت النووية، والجنرالات، والفيزيائيين النوويين البارزين، والقواعد الجوية، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ "أرض-أرض".بدورها، إيران، التي تنفي أي دور عسكري في مشروعها النووي، تردّ بوابل من الصواريخ وإطلاق طائرات هجومية مسيرة، وحددت طهران منشآت عسكرية وصناعية عسكرية في إسرائيل كأهداف للضربات. ويتزايد عدد الإصابات في المباني السكنية والضحايا المدنيين من كلا الجانبين.وتتبادل إسرائيل وإيران الضربات عدة مرات يوميًا. وتتعهد الأولى بشن حملة عسكرية حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بينما تهدد إيران بمواصلة القصف حتى توقف إسرائيل القصف. سلطنة عمان إيران سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي سلطنة عمان, أخبار إسرائيل اليوم, إيران, العالم العربي, الأخبار