logo
كيف حول اليمين المتطرف جريمة فردية إلى ذريعة لتحريض عنصري في إسبانيا؟

كيف حول اليمين المتطرف جريمة فردية إلى ذريعة لتحريض عنصري في إسبانيا؟

صوت بيروتمنذ 4 أيام
ارتفعت حدّة الخطاب العنصري ضد المهاجرين المغاربة في إسبانيا، بعد مقتل مسن إسباني على يد أشخاص يُشتبه أنهم من أصول مغربية في مدينة توري باتشيكو منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وحذر باحثون من استغلال اليمين المتطرف في إسبانيا للحادثة، من أجل تمرير أجنداته بالتحريض على المهاجرين المغاربة، والدعوة إلى ترحليهم والنيل من حقوقهم القانونية.
وتداولت وسائل إعلام محلية مقاطع مصورة، توثق الاعتداء على مهاجرين مغاربة بالبلدة، بسبب مقتل المسن الإسباني.
جاء ذلك بينما قال موقع 'طنجة7' المغربي (مستقل)، إن رجلا مسنا تعرض لهجوم من أشخاص يشتبه في كونهم من أصول مغربية منتصف يوليو الماضي، غير أن جماعات يمينية متطرفة، من بينها أعضاء في حزب 'فوكس'، استغلت الحادث وروجت لخطاب عنصري تجاه المهاجرين.
وأضاف الموقع، أن تحريض اليمين المتطرف أثار مشاعر الكراهية والعنصرية في أوساط سكان توري باتشيكو ضد أي فرد ينتمي للجالية المغربية.
**جريمة فردية
وتعقيبا على ذلك، قال الباحث المغربي في قضايا الهجرة خالد منة، إن 'توجيه الاتهامات نحو المهاجرين المغاربة بسبب هذا الحادث فجر موجة من الاعتداءات العنصرية'.
وأضاف منة للأناضول، أن 'اليمين المتطرف يستغل هذا النوع من الحوادث لتأجيج خطاب الكراهية، وتحميل المهاجرين المغاربة مسؤولية الأزمات الاجتماعية والأمنية'.
وأوضح أن 'الهجمات التي طالت المهاجرين المغاربة جاءت عقب حادث مقتل مسن إسباني، وهي جريمة فردية لم تُثبت علاقتها بأي جالية بعينها'.
وتابع: 'سارع البعض إلى توجيه الاتهامات نحو المهاجرين، ما فجر موجة من الاعتداءات العنصرية، تعكس توترا اجتماعيا عميقا'.
وبشأن أسباب تصاعد العنصرية، قال الباحث المغربي، إن 'هذا التحول السريع من واقعة معزولة إلى عنف جماعي يكشف غياب التمييز بين المسؤولية الفردية والانتماء الجماعي، إلى جانب قصور في تعامل الإعلام والسياسات المحلية مع قضايا ذات حساسية اجتماعية وثقافية'.
ويتصدر المغاربة قائمة المهاجرين الأجانب المقيمين في إسبانيا، بأكثر من مليون، وهي ثاني دولة أكثر استقبالا للمغاربة بعد فرنسا.
وقال المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكراهية الأجانب، التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة بإسبانيا، إنه تم تسجيل أكثر من 54 ألف خطاب كراهية خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي.
وسجل المرصد، في تقرير له، الارتفاع الكبير في نسبة العداء ضد المهاجرين المنحدرين من شمال إفريقيا، والتي بلغت 81 بالمئة من مجموع الخطابات المبلغ عنها في يونيو.
ومن بين هذه الخطابات 'التجريد من الإنسانية'، و'شيطنة المهاجرين'، و'تبرير العنف ضدهم'، و'التحريض على ترحيلهم'.
**اليمين يستغل الحادثة
وفيما يتعلق باستغلال الحادثة، قال منة، إن 'اليمين المتطرف يعيش حالة من الانتظار لكل الحالات المماثلة، ويستغل هذا النوع من الحوادث لتأجيج خطاب الكراهية، وتحميل المهاجرين مسؤولية الأزمات الاجتماعية والأمنية'.
وأشار إلى أن 'تصريحات بعض الزعامات اليمينية، وكذلك تفاعلات منصات التواصل، تظهر كيف يتم توظيف مثل هذه الأحداث لتبرير مشاريع سياسية، تستهدف النيل من حقوق المهاجرين وتشديد سياسات الهجرة'.
ومحذرا من النتائج، أشار منة إلى أن هذا الخطاب 'يعزز الانقسام ويُسهم في تطبيع العنصرية داخل المجتمعات الأوروبية'.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024، كشف تقرير حول معاداة الإسلام في أوروبا، عن زيادة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الأوروبية، بالتزامن مع المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.
والتقرير الذي حمل اسم 'الإسلاموفوبيا في أوروبا 2023' ودعمته مجموعة من المعاهد والمؤسسات في الولايات المتحدة وأوروبا، اعتبر أن 'استخدام الأحزاب اليمينية المتطرفة لظاهرة الإسلاموفوبيا، أداة لتحقيق مكاسب سياسية'.
وقالت وكالة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي في تقرير لها منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إنه تم تسجيل 'زيادة حادة في الكراهية'، فضلا عن 'المزيد من العنصرية والتمييز'.
**حلول مقترحة
وبشأن الحلول المقترحة، قال الباحث المغربي، إن 'الحد من تداعيات هذا النوع من الأحداث، يتطلب دورا فعالا للإعلام في إعطاء صورة إيجابية للهجرة وليس شيطنة المهاجرين، وهو ما يتطلب تهذيب العمل الصحفي'.
ودعا إلى 'ضرورة إدانة كل أشكال خطاب التحريض والعنصرية، واتخاذ مواقف مبدئية تُعيد التأكيد على مبادئ التعايش والمواطنة، وتطبيق القانون بشكل صارم ضد أي اعتداء أو تحريض على أساس عنصري'.
واعتبر أن 'صعود اليمين المتطرف في أوروبا يرافقه تصعيد في السياسات والإجراءات التقييدية تجاه المهاجرين، ما يؤثر سلبا على الجاليات، خصوصا من دول شمال إفريقيا مثل المغرب'.
كما حذر من انعكاس ذلك 'على فرص العمل، والإقامة والتماسك الاجتماعي، بل حتى على تمثيل هذه الجاليات في الحياة السياسية أيضا'.
كما أن هذا النوع من الخطاب العنصري 'يُضاعف من هشاشة وضعية العديد من أفراد الجالية، خصوصا من يعيشون في أوضاع غير نظامية'، وفق منة.
وختم الباحث المغربي حديثه بالقول، إن 'الحد من الخطاب العنصري يمر عبر التربية على التعايش في المدارس والمؤسسات التربوية'، داعيا 'إلى تمكين الجاليات من المشاركة في النقاش العام والسياسي'.
وسبق أن أعلنت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان (غير حكومية)، في بيان، رفضها لكل أشكال التحريض والعنصرية ضد الجاليات بإسبانيا، خاصة المغاربة.
ودعت الرابطة المغاربة في إسبانيا إلى 'ضبط النفس، وعدم الانجرار وراء ردود الفعل الانفعالية، والتمسك بالأشكال النضالية الراقية والحقوقية'.
واعتبرت أن 'تزايد محاولات بعض الجهات المتطرفة استغلال معاناة المهاجرين لأهداف انتخابية ضيقة، تضرب في عمق المصالح الاستراتيجية لدولة إسبانيا الشقيقة، وتخدم أجندات التوتر والانقسام'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمين الفتوى يحذر من تحول الأخلاق لسوق نخاسة على السوشيال
أمين الفتوى يحذر من تحول الأخلاق لسوق نخاسة على السوشيال

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

أمين الفتوى يحذر من تحول الأخلاق لسوق نخاسة على السوشيال

قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من يبرر للظالم، ويزيف الحقيقة الواضحة، أو يحاول تلميع وجه المعتدي، إنما يشارك في الجريمة نفسها، ويخون القيم التي جاء بها الإسلام ورفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم أرنا الحق حقاً وأضاف «الورداني»، في تصريح له، أن دعاء النبي ﷺ: "اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"، يُلزم الإنسان بأن يكون صادقًا في بصيرته، وألا يبيع الحقيقة بأي ثمن، مستشهدًا بقول الله تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة". الأخطر من سوق النخاسة وشدد على أن الأخطر من سوق النخاسة الذي باع فيه الناس أجسادهم، هو "سوق نخاسة القيم"، حين يتحول الإنسان إلى أداة لتزييف الأخلاق، وتبرير الباطل، وتبرئة المجرم، وتجريم الشريف، مضيفًا: "من يتحدث باسم الدين لتبرير العدوان، هو تاجر في الدين، يبيع الأخلاق كما تُباع البضائع في الأسواق". قول كلمة الحق وأشار الورداني إلى أن من يعجز عن قول كلمة الحق في وجه الظالم، وينسى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: 'إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا'، قد فقد إنسانيته، مضيفًا: "من يحصن وجه الكيان المعتدي ويخدم روايته، هو شريك في استمرار هذه الجريمة". جعلوا من الدين سلعة وتابع: "لقد كشف الله سبحانه وتعالى حقيقة الكثيرين، وفضح من جعلوا من الدين سلعة، ومن الكرامة صفقة، ومن العدالة ورقة تفاوض، هؤلاء لم يعودوا يمثلون إلا أنفسهم، ولن يعجز الله عن أن يُظهر الحق مهما حاول البعض دفنه أو الالتفاف عليه"

الأزهري يهنئ نظيره الأردني بتجديد الثقة الملكية بتوليه حقيبة الأوقاف
الأزهري يهنئ نظيره الأردني بتجديد الثقة الملكية بتوليه حقيبة الأوقاف

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

الأزهري يهنئ نظيره الأردني بتجديد الثقة الملكية بتوليه حقيبة الأوقاف

هنأ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الدكتور محمد أحمد مسلم الخلايلة، وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، على تجديد ثقة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، به وزيرًا للأوقاف لفترة جديدة، سائلًا الله (عز وجل) له دوام التوفيق والسداد، ومزيدًا من النجاح في أداء رسالته الدعوية والوطنية. ويُعد الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة من الرموز العلمية والدعوية البارزة، حيث حصل على وسام الملك عبد الله الثاني للتميز من الدرجة الثانية، تقديرًا لجهوده في الإفتاء، وإبراز صورة الإسلام المشرقة، وترسيخ قيمه الإنسانية النبيلة، ومفاهيم الوسطية والاعتدال. كما منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، تقديرًا لعطائه المتميز في خدمة الفكر الوسطي والتعاون العلمي والدعوي بين البلدين.

ضغوط الحلفاء و"الظرف التاريخي"... هل تصنّف واشنطن "الإخوان" إرهابيين؟
ضغوط الحلفاء و"الظرف التاريخي"... هل تصنّف واشنطن "الإخوان" إرهابيين؟

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

ضغوط الحلفاء و"الظرف التاريخي"... هل تصنّف واشنطن "الإخوان" إرهابيين؟

يرى محللون أن إدراج الولايات المتحدة "جماعة الإخوان المسلمين" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بات مرجحاً أكثر من أي وقت مضى. ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعت سابقاً إلى ذلك خلال ولايته الأولى (2017-2021)، فإن عوامل ومستجدات عدة تُرجّح أن تتم هذه الخطوة هذه المرة. وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، مساء الجمعة، إلى أن الإدارة الأميركية "تحبذ" إدراج "الإخوان" على قائمة المنظمات الإرهابية. كما تُجرى حالياً مناقشات جادة في أروقة الكونغرس والإدارة الأميركية حيال إدراج الجماعة التي تأسست في القاهرة عام 1928. وينشط "الإخوان" في أكثر من 70 دولة، وتشكل الأيديولوجيا التي تتبناها الجماعة، بحسب خبراء تحدثوا في جلسة استماع بالكونغرس عام 2018، مصدراً لنشوء جماعات العنف الديني. وجاءت الجلسة، التي عقدتها لجنة فرعية متخصصة بالأمن القومي الأميركي، تحت عنوان "التهديد العالمي للإخوان المسلمين". ظرف تاريخي يقول الكاتب والصحافي محمد ماهر، المقيم في الولايات المتحدة، لـ"النهار"، إن "السناتور تيد كروز، ومجموعة من أعضاء الكونغرس، حاولوا أكثر من مرة سنّ تشريعات لإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب". ويضيف: "هناك موجات تصعد وتهبط في هذا الملف بين الحين والآخر، لكنني أعتقد أن الأمر هذه المرة مختلف، فهناك ظروف تاريخية قد تساعد على تمرير هذا القانون". ويشير إلى أن "وجود ترامب في السلطة، وسيطرة الجمهوريين على غالبية مقاعد مجلس النواب، إضافة إلى المزاج العام الرافض لتيارات الإسلام السياسي المتطرفة، أوجد زخماً بشأن هذا القانون". اختلافات حزبية يتفق الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين مع فكرة أن وجود الجمهوريين في السلطة سيكون له أثره، ويقول لـ"النهار": "ثمة اختلاف بين رؤية الجمهوريين والديموقراطيين؛ فالجمهوريون ينظرون إلى الجماعات الإسلامية على أنها خطرة، تقف وراء هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وضالعة في عمليات إرهابية عدة حول العالم". ويضيف: "أما الديموقراطيون، فيرون أن بعض هذه الجماعات قد يتولى السلطة ويخدم المصالح الأميركية". ورغم هذا الاختلاف، يعتقد حسين أن "القرار لا يزال مجرد طرح، لم يُترجم إلى واقع"، لافتاً إلى أنه "حتى في فرنسا، التي أصدرت تقريراً يحذر من خطر تلك التيارات، لم يُتخذ قرار حاسم، ويرجع ذلك إلى تغلغل تلك الجماعات في دوائر صنع القرار الغربية". ضغوط الحلفاء من جانبه، يرى الباحث في حركات الإسلام السياسي حسام الحداد أن من أبرز العوامل المرجحة لإدراج "الإخوان" على قائمة الإرهاب وجود ضغوط مستمرة من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وتحديداً مصر والسعودية والإمارات. و"الإخوان" مدرجون بالفعل على قوائم الإرهاب في الدول الثلاث، كما تشير تقارير إلى أنشطتهم التي تهدد الأمن القومي في دول أوروبية عدة، أبرزها فرنسا. ويضيف لـ"النهار": "الدول العربية الثلاث ترى في الإخوان تهديداً لاستقرارها السياسي، وتسعى الى دفع واشنطن لاتخاذ موقف مماثل، بما يعزز التنسيق الأمني الإقليمي". ويلفت إلى أن "القلق من النفوذ الأيديولوجي يتزايد في الأوساط الأميركية، خصوصاً بين الجمهوريين، إذ يعتبرون أن الإخوان يشكلون أرضية خصبة للتطرف عبر نشر أيديولوجيا الإسلام السياسي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store