
خالي يا خالي!
خالي يا خالي!
نشر في
29 مايو 2025 الساعة 14 و 15 دقيقة
ما جرى في الخليج العربي الأسبوع الماضي كان استثنائيا، والضيف الاستثنائي أيضا لم يصدق ما كان يراه في القصور الأميرية وهو الملياردير قبل أن يكون رئيسا! ولم يكن بإمكان الكاميرات أن تخفي ذهوله وهو يتفرس في الأرضيات الرخامية والسقوف العالية، وعيناه تدوران ولسانه لا يتعب من لهج كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان: […]
نور الدين مفتاح
ما جرى في الخليج العربي الأسبوع الماضي كان استثنائيا، والضيف الاستثنائي أيضا لم يصدق ما كان يراه في القصور الأميرية وهو الملياردير قبل أن يكون رئيسا! ولم يكن بإمكان الكاميرات أن تخفي ذهوله وهو يتفرس في الأرضيات الرخامية والسقوف العالية، وعيناه تدوران ولسانه لا يتعب من لهج كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان: 'ر..ائع'! كل شيء كان بالنسبة إليه رائعا، محمد بن سلمان رائع ! محمد بن زايد رائع! تميم رائع! العقال رائع! الصندل رائع…
وأعتقد أن الناس مثلي فهموا أن هذا الترامب الذي ترتعد له الفرائص في العالم وهو يرغي ويزبد، كان يمثل دورا مختلفا في هذه الجزيرة العربيّة السحرية، وقد خمنت أن الطائرة الرئاسية التي حملته من واشنطن إلى الرياض ثم الدوحة فأبوظبي، كانت تقلّ إضافة إلى الوفد الرسمي ورجال الأعمال والإعلاميين أطنانا من 'الصباغة' متقنة الصنع، التي كان يقذفها دونالد ترامب في كل اتجاه خلال أيامه الثلاثة في قصور الجزيرة الذهبية وسط محيط الفاقة والعوز العربي.
«أنا أحبك»! وتسرع القنوات الفضائية الخليجية لنقل سطل الصباغة الترامبي المصبوب على رأس الأمير في إطار العواجل. عاجل: «ترامب يحبّ محمد بن سلمان ويسأله كيف تنام». عاجل: «ترامب يحب تميم والطول الفاره لآل ثاني». عاجل: «ترامب يحب بن زايد وكل آل نهيان».
لم ينفد مخزون الصباغة في ثلاث عواصم! كان الرهان كبيراً، كان الرهان طاريخيا (بالطاء المقصودة)، لذلك حضر ترامب قمة مجلس التعاون الخليجي، ورشّ بما تيسر باقي الملوك والأمراء من الطلاء الرئاسي المبارك. فتناقلت القنوات الفضائية في المنامة والكويت ومسقط العواجل بأن ترامب يحب حمد بن عيسى بن سلمان، ويحب مشعل الأحمد الجابر الصباح، ويحب هيثم بن طارق سلطان عمان ومحتضن المفاوضات بين أمريكا وإيران. أنتم رائعون، من الخليج إلى الخليج رائعون!
وحسب تقديرات الخبراء والمعلن من الأرقام، استنتجتُ أن صباغة ترامب كانت هي أغلى طلاء في العالم وفي الطاريخ! فقد كانت المحصلة في رحلة ترامب الميمونة ما بين الآني والمدى الطويل ما يناهز ثلاثة تريليونات من الدولارات! أي والله! وسأعود لترجمة هذا الرقم لنفسي وللكثيرين منكم الذين إذا تجاوز الأمر المليار فإن حمارهم يقف في العقبة.
لقد تم توقيع اتفاقيات تسلح مع العربية السعودية بـ 142 مليار دولار (ميزانية المغرب في سنتين) وهذا ضمن اتفاقيات تصل إلى 600 مليار دولار، وصرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن الاستثمارات ستصل إلى تريليون دولار في غضون أربع سنوات. وفي الدوحة وقعت صفقة طائرات بوينغ بما يناهز 200 مليار دولار، إضافة إلى اتفاقيات في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ترفع المبلغ الإجمالي للصفقة مع ترامب إلى ما يناهز 600 مليار دولار. وختامه مسك في أبوظبي حيث انخرطت الإمارات العربية المتحدة في صفقات تكنولوجية بقيمة 1,4 تريليون دولار، وقال مراقبون أو مقربون إن مجمل الاستثمارات الخليجية طويلة الأمد للدول الثلاث تجاوزت 3 تريليونات دولار.
«كم أنت رائع يا ترامب»! أنت إله الصفقات يا دودو! الرؤساء عادة يكتبون مذكراتهم السياسية بعد المغادرة بعناوين مثل «حياتي في البيت الأبيض» ونحن ننتظر بلهفة أن تكتب لنا أنت كتاب القرن: «كيف تربح 3000 مليار دولار في ثلاثة أيام». سيكون مشروع سيناريو رائع لأول فيلم عالمي جامع مانع، واقعي وخيال علمي وكوبوي ورومانسي وأكشن وسينما مؤلف وكوميدي ودرامي في نفس الوقت ويحمل عنوان: «حب بـ 3 تريليون دولار» من بطولة دونالد وتميم والأحمدين. 3 تريليون دولار حتة وحدة! كما يقول إخواننا في مصر الذين استكثر عليهم ترامب نفسه في الشهر الماضي مساعدات بـ 7 مليار دولار في السنة، وقد أخذ في ثلاثة أيام ما يقابل 400 سنة من هذه المساعدات! 3 تريليون هي 2000 عثمان بنجلون و2000 أخنوش و2000 صفريوي! وهي ميزانية المغرب لأربعين سنة! 3 تريليون هي دخل أسرة متوسطة منذ عهد القرطاجيين إلى يوم ينفخ في الصور. هذه هي الصفقة، وهذا هو الحب بضم الحاء وفتحها أيضا.
قضيتُ إذن ثلاثة أيام طاريخية وأنا أمام الشاشة أحسب لوحدي و«اللي حسب لوحدو يشيط ليه»! لم «يشط» لي شيء بالطبع إلا بعض الأحاسيس الغريبة حول «الأشقاء» حيث تساءلت هل أنا بالفعل شقيق لـ 3 تريليون دولار؟! تساءلت عن الانتماء! فكرت في أوروبا حيث شيدوا اتحادا أوربيا ووحدوا العملة ورفعوا الحدود وهم ليسوا أشقاء ولا يتفوهون بذلك، ونحن؟ الدوحة والصومال أشقاء! أبوظبي والخرطوم أشقاء! والرياض ونواكشوط أشقاء!
على ذكر نواكشوط، تذكرت في خضم هلوساتي ذلك الزميل الشنقيطي الرائع الذي بالغ يوما في مراودة الأعناب المخمرة إلى أن وصل إلى مقر الإذاعة الموريتانية، وافتتح النشرة بـ«هنا نواكشنطن ومنها أحدثكم..»! ضحكت، بل قهقهت وأنا أرى الأروع ترامب يودع الخلان وهو يوجه لهم سبابته كالسهم ويضربها بعد ذلك على قلبه المتيم، ثم يلوح بقبضته ويرفع ذراعه كثوري، وأشقاؤنا مخمورون من الهوى الغلاب، وأنفسهم المرضية طافحة على وجناتهم، والابتسامات بحجم الصبابة الطازجة.
فجأة دثرتني السكينة في لحظة نادرة كإطلالة هرمون السعادة! وقلت اللهم لا حسد. رزقهم ذاك ولهم أن يستثمروه أو يهبوه لمن شاؤوا، ولكن وجدت الأفكار تداهمني مرة أخرى، تحاصرني.. وتذكرت ولاية ترامب الأولى عندما كشف أمام تجمع انتخابي بولاية ميسيسيبي عن اتصال هاتفي له مع الملك سلمان شفاه الله. لقد عابه واستهزأ منه أمام الملأ وروى أنه قال له: «ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائرتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه» وفي فيرجينيا زاد: «أنا أحب الملك سلمان، لكني قلت له: أيها الملك، نحن نحميك، ربما لن تتمكن من البقاء لأسبوعين من دوننا، عليك أن تدفع لجيشنا».
هذا لم ينقل في العواجل. هنا كان «أبي فوق الشجرة»! واكتفت القصاصات ووكالة الأنباء السعودية بالقول: «إن الملك سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس ترامب، وبحث «العلاقات المتميزة» بين الجانبين» ههه.
من يهدد الأشقاء في الخليج لهذه الدرجة؟ فحتى لو كان التهديد قادما من كائنات فضائية لكانت 3 تريليون دولار غالية جدا. بزا…ف! وكيف لرئيس أن يهين ملكا ثم يقول : «أحب الملك سلمان»!؟ لو كان الرأي رأيي لبثوا حينها على قناة «العربية» لمدة 24 ساعة أغنية أم كلثوم: «حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه… إنت عارف قبله معنى الحب إيه».
ألم ينثر دونالد نفس الحب «الملاوط» على أكبر معتوه في العالم، كيم جون أون رئيس كوريا الشمالية ومن نفس الولاية فيرجينيا، وقال: «لقد كنت عنيفا للغاية، وهكذا كان هو، ونحن نتبادل التهديدات.. ثم وقعنا في الحب. كتب لي رسائل جميلة، وهي رائعة، ووقعنا في الحب». ليالي الأنس في فيرجينيا! ههه.
كم أعطى كيم لترامب؟ أرسل جنوداً إلى الجبهة لتعزيز القوات الروسية الغازية لأوكرانيا! وماذا فعل ترامب بعدما عاد بالثلاثة تريليون دولار من الأشقاء العرب؟ ضغط على إسرائيل لتدخل 9 شاحنات مساعدات إلى غزة قالت عنها الأمم المتحدة إنها قطرة في بحر، وزكى هجوما بريّاً قرر فيه نتنياهو احتلال غزة في أفق تهجير أهلها.
وماذا يجري في الجزيرة العربية بعد الزيارة الطاريخية؟ مازالوا يتبادلون التهاني ويكتبون بمداد الفخر هذه الصفحة من التاريخ المجيد لأمتنا. الآن أستوعب لماذا تحول الشاعر المرهف الرومانسي نزار قباني ليعانق شراسة مظفر النواب ويكتب:
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب.
وأترك لكم في عصر الأنترنيت أن تقرأوا السابق واللاحق لهذا البيت في هذا القصيد لصعوبة نشر كلماته العارية كالحقيقة المرة هنا. وأما عندنا فقد صدق الشاعر عندما أنشد: «خالي يا خالي را الهوى غالي».. غالي نيت..
وإليكم تريليون قبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 2 ساعات
- صوت العدالة
الولايات المتحدة تصادق نهائيا على صفقة صواريخ 'جافلين' للمغرب بقيمة 260 مليون دولار
في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل نهائي على بيع 612 صاروخا مضادا للدبابات من طراز 'Javelin' و200 منصة إطلاق خفيفة للمملكة المغربية، في صفقة تبلغ قيمتها 260 مليون دولار. وتهدف هذه العملية إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية للمغرب، وتحديث ترسانته العسكرية في ظل التحديات الأمنية الإقليمية، مع التركيز على دعم جهود المملكة في حماية حدودها ومواجهة التهديدات المحتملة. ويعتبر نظام 'جافلين' من بين أكثر الأنظمة فعالية في ميدان القتال ضد الآليات المدرعة، ويتميز بقدرته العالية على التوجيه الدقيق والفعالية القتالية في مختلف الظروف الميدانية. وتندرج هذه الصفقة ضمن مسلسل التعاون العسكري المتزايد بين المغرب والولايات المتحدة، والذي شمل في السنوات الأخيرة عدة اتفاقيات تتعلق بالتسليح والتدريب وتبادل الخبرات، مما يكرس الدور المحوري للمغرب في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.


الأيام
منذ 3 ساعات
- الأيام
هل هناك 'انقلاب قضائي' ضد إدارة ترامب بالفعل؟
لجأ ترامب إلى قانون طوارئ لفرض التعريفة الجمركية على أغلب دول العالم نبدأ جولتنا في الصحف من واشنطن بوست الأمريكية، التي نشرت مقالا عن المعركة القضائية التي بدأت ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وإدارته بشأن السياسات التجارية للإدارة الجديدة التي تقوم على أساس فرض المزيد من القيود على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وقال كاتب المقال جيسون ويليك: "رغم الجلبة التي أثارها فريق الرئيس ترامب أثناء محاولة التهويل من شأن ما أطلقوا عليه "انقلابا قضائيا" على أجندة ترامب، لم تتحرك محكمة التجارة العالمية الأمريكية في اتجاه إبطال قرارات التعريفة الجمركية إلا منذ يومين فقط، وهو ما يُعد مجرد تقليص لهذه السياسات". وأضاف: "وكانت المرة الأولى الي اعترض فيها القضاء طريق سياسات ترامب في ولايته الثانية عندما نزعت محاكم أمريكية الشرعية عن استخدام ترامب قانون 'الأعداء الأجانب' كمبرر لترحيل مقيمين إلى بلادهم، لكن تلك المرة لم تؤثر إلا في فئة قليلة من المقيمين بصفة غير شرعية في البلاد". وقضت محكمة تجارية أمريكية ببطلان قرارات التعريفة الجمركية التي أعلنها ترامب في أوائل أبريل 2025، التي تضمنت فرض رسوم جمركية على شركاء تجاريين للولايات المتحدة. وقالت المحكمة إن الرئيس الأمريكي قد "تجاوز حدود سُلطته" عندما استخدم قانون طوارئ في فرض تعريفة جمركية على كل دول العالم تقريبا. واستندت المحكمة التجارية في قرارها بإلغاء التعريفة الجمركية إلى مبدأ "عدم التفويض" الذي يقضي بأنه لا يجوز للكونغرس الأمريكي أن يفوض السلطة التنفيذية ممثلة في ترامب باتخاذ قرارات تتعلق بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها. واستشهد الكاتب بقرار المحكمة الذي قال: "يخول الدستور الكونغرس سلطات مطلقة في فرض وتحصيل الضرائب، والرسوم، والضرائب الجمركية، وغيرها من الرسوم. كما يمنحه سلطات تنظيم الشؤون التجارية مع الدول الأجنبية". وكان الرئيس الأمريكي قد زعم أن الكونغرس رحب بتدخله لفرض تعريفات ورسوم جمركية جديدة. كما استند ترامب إلى مادة من قانون "الصلاحيات الاقتصادية الدولية الطارئة" لسنة 1977، والتي تنص على أن للرئيس الأمريكي الحق في "وضع القواعد الحاكمة للتعاملات مع الدول الأخرى من أجل التعامل مع أي تهديد غير عادي أو استثنائي للبلاد". وضرب الكاتب مثالا من تاريخ الولايات المتحدة مع الرسوم الجمركية عندما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، ريتشارد نيكسون، فرض تعريفة جمركية على واردات بلاده من الخارج بسبب أزمة اقتصادية عام 1971. وأشار الكاتب إلى أن محكمة استئناف الجمارك وبراءات الاختراع الأمريكية أكدت عام 1975 أن الرئيس الأمريكي آنذاك لم يتجاوز حدود سلطاته. لكن هذه المرة، يبدو أن قرار المحكمة التجارية كان أكثر جرأة لأنه تطرق إلى مبدأ "فصل السلطات"، إذ برر الحكم الصادر بوقف العمل بالتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب لما فيه من نقل سلطات تشريعية إلى السلطة التنفيذية، وفقاً لواشنطن بوست. يُذكر أن محكمة استئناف فيدرالية أعادت العمل بالتعريفات الجمركية بصفة مؤقتة بعد يوم من حكم المحكمة التجارية الدولية بأن ترامب تجاوز حدود سلطاته في فرض الرسوم الجمركية. وقالت محكمة الاستئناف الأمريكية في واشنطن إنها أوقفت تنفيذ حكم المحكمة الأدنى للنظر في استئناف الحكومة، وأمرت المدعين في القضايا بالرد بحلول الخامس من يونيو/حزيران والإدارة الأمريكية بحلول التاسع من يونيو القادم. "الجولان: خطر الانفصال عن إسرائيل" Getty Images تلعب السعودية دور الوسيط من أجل التوصل إلى تسوية يمكن من خلالها رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا ننتقل إلى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، التي تناولت المخاوف الإسرائيلية حيال رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة. ويرى كاتب المقال مايكل أورين، أن اعتراف واشنطن بالنظام السوري بقيادة أحمد الشرع، يمثل خطرا على إسرائيل على المدى القصير، إذ يُعد اعترافاً بنظام معادٍ للدروز، حلفاء إسرائيل في سوريا. وأشار إلى أن هناك خطراً على المدى الطويل في هذا الاعتراف يتمثل في إمكانية خسارة إسرائيل مرتفعات الجولان في حالة الاعتراف بالحكومة السورية الحالية من قبل البيت الأبيض. وأكد أورين أن "الجولان في أيدينا منذ حوالي 60 سنة. فقد ضمها مناحيم بيغن، عام 1981، واعترف الرئيس الأمريكي بسيادة إسرائيل عليها في 2019. كما أنها غنية بالمزارات اليهودية، بما في ذلك ثلث الكُنس اليهودية القديمة التي اكتشفت. وأشار إلى أن الحكومات المتعاقبة على السلطة في إسرائيل فشلت في تحويل الجولان إلى جزء لا يمكن فصله عن إسرائيل - إذ لا يتجاوز عدد السكان الإسرائيليين في هذه المرتفعات 25 ألف نسمة - وهو ما أدى إلى ظهور محاولات للاستغناء عن الجولان مقابل السلام مع سوريا. لكنه أنه أشار إلى هذا الخطر قد زال في 2011 عندما اندلعت الثورة السورية وتطورت إلى حرب أهلية، إذ أيقن الجميع أن وجود هذه المنطقة في أيدي إسرائيل هو الحل الأمثل وسط مخاوف حيال امتداد الصراع في سوريا إلى إسرائيل والأردن ودول الخليج. وقال الكاتب: "أسستُ 'تكتل تنمية الجولان' الذي يستهدف إسكان عشرة آلاف نسمة في المنطقة سنوياً لمدة عشر سنوات وتوفير البنى التحتية ووسائل النقل والوظائف لهم هناك". وأشار الكاتب إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وفّرت دعماً لا يتجاوز التصريحات لهذه المبادرة. فرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، اكتفى بإعلان ترامب اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على المنطقة بينما تعهد رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، "بإسكان المزيد من السكان الإسرائيليين في الجولان على مدار عقد من الزمن، لكن حكومته لم تبقَ في السلطة للوقت الكافي لتحقيق ذلك". "المساعدات لغزة مجرد دعاية" يقول عمال إغاثة إن غزة تقع تحت حصار شامل وصف إياد العماوي، ممثل لجنة الإغاثة في غزة ومنسق المنظمات غير الحكومية المحلية في القطاع، في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أعمال ما يُعرف "بمؤسسة غزة الإنسانية" - جماعة لوجستية يُعتقد أنها مدعومة من إسرائيل أُسست في 2025 - بأنها حملة "علاقات عامة" دعائية ليس أكثر من ذلك. وأضاف أن: "مؤسسة غزة الإنسانية لا تفعل شيئا سوى إطلاق حملة دعائية وتروّج لوهم يتضمن أن المساعدات الإنسانية بدأت تدخل إلى القطاع. لكن الواقع أن ثماني شاحنات من مساعدات الغذاء فقط دخلت إلى القطاع الأربعاء الماضي". وأشار إلى أن مؤسسة "رحمة وورلد وايد" الخيرية الأمريكية، التي لديها أطنان مكدسة من المساعدات الغذائية لم تتمكن من إدخالها إلى غزة سمحت بأن تكون هذه المساعدات "تحت وصاية" المؤسسة المدعومة من إسرائيل لتكون مسؤولة عن توزيعها في القطاع. وأكد العماوي أن "مؤسسة رحمة اتهمت مؤسسة غزة الإنسانية باستخدام شعارها دون تصريح منها أثناء توزيع المساعدات وأنها تعتمد على عناصر مسلحة من شركات أمن خاصة". وأشار كاتب المقال إلى أنه رغم وجود مراكز إغاثة تابعة لهذه المؤسسة في رفح، إلا أن هناك "عشرات الآلاف في قطاع غزة لن يتمكنوا من الوصول إلى هذه المراكز التي أُسست مؤخراً. وحتى إذا تم تشغيلها، فلن تستطيع تلبية الاحتياجات اليومية المتزايدة للسكان هنا". وقال العماوي، المقيم في غزة: "كعامل إغاثة، سمعت هذه الأخبار بكل أسى هذا الأسبوع. إنه وضع لا يحتمل، ولا يمكن اعتبار ما يحدث حلاً للحصار الشامل المفروض علينا هنا. فدخول المساعدات دون قيد أو شرط تحت إشراف وكالات الأمم المتحدة هو الحل الوحيد". وأضاف أنه قبل 19 شهرا، "كانت الكارثة التي نعيشها لا تُصدق. كما يفوق حجم المعاناة والألم الوصف. فالناس هنا يجوبون الشوارع بلا طعام أو ماء صالح للشرب، ووصل مستوى المعيشة إلى أسوأ حالاته في التاريخ الحديث، مع تضخم خانق ورفوف فارغة". وأكد أنه وعمال الإغاثة في القطاع "يساعدون الناس منذ 600 يوم تحت وطأة الاحتلال والقصف الإسرائيلي الغاشم، مشيراً إلى أن "أعضاء الحكومة الإسرائيلية أعلنوا عزمهم على التطهير العرقي لقطاع غزة من جميع الفلسطينيين". يُذكر أن إسرائيل بدأت السماح بدخول مساعدات وصفت بالـ "محدودة" إلى غزة الأسبوع الماضي، بعد أن أدى منع إدخال المساعدات الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر إلى توقف تسليم الإمدادات مثل الغذاء والدواء والوقود والمأوى.


هبة بريس
منذ 3 ساعات
- هبة بريس
هل إسقاط "رافال" بداية لتحوّل بكين إلى مركز الصفقات العسكرية العالمية؟؟
هبة بريس – عبد اللطيف بركة في تطور دراماتيكي قد يترك أثرًا بعيد المدى على ميزان سوق السلاح العالمي، أسقطت القوات الجوية الباكستانية مقاتلات هندية، بينها طائرات 'رافال' الفرنسية الشهيرة، خلال مواجهات جوية متصاعدة على الحدود بين البلدين. الحادثة، التي وصفها خبراء بأنها 'ضربة رمزية موجعة'، وضعت الطائرة التي لطالما تغنّت بها شركات التسليح الأوروبية، تحت اختبار ناري لأول مرة في مواجهة مباشرة مع أسلحة من إنتاج الصين. – رافال تسقط… والموازين تهتز رغم صمت نيودلهي، أكدت مصادر استخباراتية غربية أن واحدة على الأقل من طائرات 'رافال' أُسقطت فعلياً، بينما أشارت تقارير باكستانية إلى سقوط ثلاث منها. الأمر الذي أثار تساؤلات حقيقية حول كفاءة المقاتلة التي تتجاوز قيمتها 120 مليون دولار، مقارنة بنظيرتها الصينية 'جيه 10 سي'، الأقل سعراً بأكثر من النصف. ساحة المعركة لم تكن فقط بين دولتين نوويتين، بل تحوّلت إلى حلبة اختبار فعلية لتنافس تكنولوجي بين الغرب والصين، وبينما كانت الهند تراهن على الرافال كذراع هجومية متقدمة، نجحت باكستان في قلب المعادلة بمقاتلات صينية وأنظمة دفاع محلية أثبتت فاعلية لافتة. – باريس في موقف محرج… وخسائر اقتصادية فورية ما إن بدأت تفاصيل المواجهة تتسرّب إلى وسائل الإعلام، حتى سجّل سهم شركة 'داسو أفييشن' المصنعة للطائرة الفرنسية انخفاضًا حادًا تجاوز 6%، في مؤشر واضح على فقدان السوق لشيء من ثقته بمنتج طالما رُوّج له كرمز للتفوّق التكنولوجي الأوروبي. هذا الحدث، الذي يعتبر أول إسقاط مؤكد لمقاتلة 'رافال' في معركة حقيقية، يضع صفقات الشركة الفرنسية مع عدد من الدول قيد المراجعة، وعلى رأسها عقود الدعم والصيانة والتحديث، وسط تكهنات بإعادة تفاوض أو حتى إلغاء بعض الصفقات المحتملة. بكين على خط المكاسب في المقابل، برزت الصين كلاعب رئيسي في المشهد، بعد أن أثبتت مقاتلاتها القدرة على مواجهة نظيراتها الغربية، ليس فقط بالكفاءة، بل بالتكلفة الأقل والاعتماد على تكنولوجيا محلية. محللون يرون أن هذا النجاح التكتيكي للصين في اختبار غير مباشر أمام فرنسا والغرب، قد يمهّد الطريق أمام بكين لتوسيع صادراتها من الأسلحة، خاصة في الأسواق الإفريقية والآسيوية التي تبحث عن حلول فعالة ومنخفضة الكلفة. وفي هذا السياق، تُطرح أسئلة جدية: هل بدأنا نشهد تحولًا فعليًا في سوق السلاح العالمي من باريس وواشنطن إلى بكين؟ وهل يُمكن لإسقاط طائرة واحدة أن يُعيد تشكيل خريطة النفوذ العسكري؟. – الهند: بين الإنكار والضغوط في الهند، ورغم التكتم الرسمي، بدأت التساؤلات تتصاعد داخل الأوساط السياسية والعسكرية، حول أسباب الإخفاق، وجدوى الاعتماد المكثف على مقاتلات الرافال. تقارير لمراكز دراسات أمنية أوروبية تحدثت عن ضغوط داخلية تطالب بإعادة تقييم العلاقات الدفاعية مع فرنسا، وربما تنويع الموردين لتجنب الارتهان لتكنولوجيا واحدة قد تثبت هشاشتها في الحروب الفعلية. – الشرق يُصعّد… والغرب يُراجع حساباته من المؤكد أن ما جرى في سماء جنوب آسيا لن يبقى حدثاً عابراً. فللمرة الأولى منذ عقود، يجد الغرب نفسه أمام منافس صاعد يُثبت فعالية سلاحه في ساحة المعركة، لا في المعارض والأسواق فقط. ومع هذا التطور، تبدو بكين في موقع يؤهلها لانتزاع حصة متزايدة من سوق السلاح العالمي، بينما تستعد باريس لإجراءات احتواء تأثيرات 'سقوط الرافال'. هل يشكّل هذا بداية لتحوّل الصين إلى مركز ثقل عسكري عالمي؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X