logo
سباق «المسيرات» فوق الأمواج.. ثلاث دول تعيد رسم الحرب

سباق «المسيرات» فوق الأمواج.. ثلاث دول تعيد رسم الحرب

تم تحديثه الأحد 2025/4/20 08:45 م بتوقيت أبوظبي
في عرض البحر، وعلى وقع تغيّر مفهوم السيطرة الجوية، تتقدم ثلاث قوى إقليمية نحو إعادة صياغة ملامح الحرب البحرية الحديثة، ليس عبر حاملات الطائرات التقليدية، بل من خلال جيل جديد من السفن التي تحمل في أحشائها أسرابًا من الطائرات المسيّرة، مصمّمة للتحليق والضرب
سردية جديدة تُعد بداية لسباق استراتيجي يعيد إلى الأذهان الأيام الأولى لحاملات الطائرات في القرن العشرين، حين كان الخيال البحري يسبق الميدان بخطوة، لكن هذه المرة، لا يتعلق الأمر بمجرد تطور تقني؛ بل بتحوّل في العقيدة العسكرية ذاتها.
وبحسب موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي، فإن السفن الجديدة ليست منصات إطلاق فحسب، بل أدوات تمكين للهيمنة الجوية والبحرية بأقل التكاليف وأعلى المرونة.
وأشار إلى أن كلا من أنقرة وطهران وبكين تدخل السباق بأسلوبها الخاص: الأولى بتصميم محلي طموح، والثانية بقدرات كامنة في سفينة شبحية، والثالثة بمنجنيق وعتاد يعيد للأذهان إمبراطوريات البحر القديمة. المستقبل، بلا شك، يُرسم الآن على سطح طائرات لا يقودها بشر.
وأطلقت الصين مؤخرًا أكبر سفينة هجومية برمائية في العالم، وأثارت ميزاتها تكهنات واسعة بأنها قد تكون أول حاملة طائرات مسيرة في العالم يتم تصميمها تحديدا للقيام بهذا الدور. وبذلك ستكون بكين ثالث دولة تقوم بتشغيل حاملة طائرات للمسيرات بعدما قامت تركيا وإيران بتكييف سفنها الحالية لإطلاق طائرات مسيرة.
ونظرا لأن جميع السفن تقريبا قادرة على إطلاق مسيرات محمولة باليد أو حتى الأكبر حجما التي تتطلب معدات خاصة، فإنه نظريا يمكن أن تكون أي سفينة تقريبًا حاملة طائرات مسيرة.
وكانت الجهود السابقة للقيام بذلك معظمها تجارب أو عمليات فريدة، لكن مفهوم حاملة الطائرات المسيرة يتجاوز ذلك فهي سفينة ذات سطح طيران كبير مُصمم لإطلاق موجات من الطائرات المسيرة، مثل حاملة الطائرات التي تنطلق منها طلعات جوية بمعنى آخر هي مصممة تحديدا لهذا الغرض.
من بنى أول حاملة للمسيرات؟
هناك خلاف حول الدولة التي بنت أول حاملة طائرات للمسيرات تمامًا مثل الجدل حول من بنى أول حاملة طائرات في أوائل القرن العشرين.
وكانت تركيا هي أول دولة تُعلن عن بدء تشغيل حاملة طائرات للمسيرات وهي " TCG Anadolu " التي أُطلقت عام 2018، ودخلت الخدمة عام 2023 ويبلغ طولها 757 قدمًا، وتبلغ إزاحتها 27436 طنا وهي أكثر سفن البحرية التركية تطورًا، وتعد حاليًا السفينة الرئيسية.
وتزعم الحكومة التركية أن 70% من مكونات السفينة محلية، لكن تصميمها مستوحى من تصميم سفينة الهجوم البرمائية الإسبانية خوان كارلوس الأول.
ومن المقرر أن يعمل طرازان من المسيرات من السفينة هما "بيرقدار تي بي 3" و"بيرقدار كيزيللما" اللذان طورتهما شركة "بايكار".
و"تي بي3" هي نسخة بحرية من المسيرة "تي بي 2" ذات المحركات المروحية، والمُثبتة كفاءتها القتالية، وتتميز بأجنحة قابلة للطي، ونظام تعليق مُعزز، ومحرك أقوى.
وتقول شركة بايكار، إنها تتمتع بقدرة تحمّل تزيد عن 21 ساعة، ويمكنها حمل ما يصل إلى 617 رطلاً من الذخائر ويمكن استخدامها في مهام المراقبة والهجوم، خاصةً ضد الأعداء الذين يفتقرون إلى دفاعات جوية دفاعاتهم الجوية ضعيفة.
أما «كيزللما» فتصفها «بايكار» بأنها «مسيرة مقاتلة» مزودة بمحرك نفاث توربيني يُمكّنها من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 0.9 ماخ والتحليق على ارتفاع يصل إلى 45,000 قدم. كما يمكنها حمل أسلحة تزن 3,300 رطل على نقاط تعليق خارجية وفي حجرات أسلحة داخلية.
ووفقا لمسؤولين أتراك، فإن الجناح الجوي لحاملة الطائرات المسيرة سيتألف من 12 مسيرة مقاتلة، كما يمكن للسفينة أن تحمل مروحيات هجومية من طراز AH-1W Cobra وT129 وطائرات SH-60B Seahawks.
وفي 6 فبراير/شباط الماضي، أصبحت إيران ثاني دولة تُعلن عن بدء تشغيل حاملة طائرات مسيّرة أطلق عليها اسم الشهيد بهمن باقري وهي سفينة حاويات مُعدّلة بدأت عملية تحويلها في 2022 حيث أضيف إليها سطح طيران بزاوية. وفي عام 2023، أُضيف منحدر تزلج بزاوية مماثلة يشير إلى اليمين في مقدمة السفينة.
ويعني التصميم أن الطائرات المسيرة ذات العجلات ستقلع وتهبط بزاوية، وهو نظام يُرجَّح أنه اتُّبع لأسباب عملية لتجنب عرقلة برج السفينة.
ووفقًا لمسؤولين إيرانيين، تتميز السفينة بسطح طيران بطول 590 قدمًا، وإزاحة 41,978 طنًا، ومدى يصل إلى 22,000 ميل بحري، والقدرة على حمل ونشر زوارق هجومية سريعة مسلحة.
ونشرت طهران لقطات لنماذج متعددة من المسيرات على متن السفينة تشمل مسيَّرتين من طراز مهاجر-6 للاستطلاع والهجوم، وطائرة مسيَّرة مُعَدَّلة على ما يبدو من طراز أبابيل-3 للاستطلاع والهجوم، والتي شوهدت وهي تنطلق من سطح الباقري إضافة إلى مسيَّرتين صغيرتين من طراز هوما.
لكن النموذج الأكثر إثارة للاهتمام هو مسيرة جديدة مبنية على ما يبدو على مشروع مقاتلة شبح محلية الصنع مخطط لها، عُرفت باسم قاهر-313.
وقد يشمل الجناح الجوي لباقري طرازات أخرى، بالإضافة إلى ذخائر متسكعة مثل شاهد-136 ويتردد أن السفينة قادرة أيضا على إطلاق غواصات مسيرة.
ماذا عن الصين؟
أما الصين فبدأت مسيرتها في سباق حاملات الطائرات المسيرة في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي وأُطلق على سفينتها اسم "سيتشوان"، وهي مبنية على أساس سفينة الهجوم البرمائية الصينية من الفئة 075، وقد تم تعديلها لتحسين عمليات الطيران، بما في ذلك تغييرات مثل وضع مصاعدها وجزيرتي قيادة.
وتُعد سيتشوان السفينة الرئيسية من الفئة 076، ويبلغ طولها 853 قدمًا، ويُقال إن إزاحتها تزيد عن 40,000 طن، مما يجعلها أكبر سفينة هجوم برمائية في العالم وهي أطول بقليل من سفينة الهجوم البرمائية الأمريكية (LHA) التي يبلغ طولها 844 قدمًا.
وتتميز سيتشوان بوجود منجنيق كبير مثبت على جانبها الأيسر، ومعدات إيقاف على سطحها، وهي ميزات غير مسبوقة في أي سفينة هجومية برمائية، ويمكن للمنجني إطلاق طائرات ثابتة الجناح، بينما تتيح معدات إيقافه هبوط هذه الطائرات.
ومع عدم وجود طائرات مأهولة للإقلاع والهبوط القصير في الخدمة الصينية، لا شك أن الجناح الجوي لسيشوان مصمم ليكون في الغالب للمسيرات التي يرجح أن تكون من طراز " GJ-11 Sharp Sword".
وتُظهر صور نماذج GJ-11 من العروض الجوية حجرتين داخليتين للأسلحة، يعتقد البعض أنهما قادرتان على حمل أكثر من 4400 رطل من الذخائر.
ونظرًا لحجمها، قد تتمكن سيتشوان من حمل ما يصل إلى اثنتي عشرة طائرة من طراز GJ-11 وقد تنضم إليها نسخ بحرية من مسيرات أخرى.
وحتى الآن، دخلت الحاملة التركية والإيرانية فقط إلى الخدمة في حين تُنهي السفينة الصينية أعمال التجهيز النهائية استعدادًا لتجاربها البحرية الأولى.
وبصفة عامة تُتيح حاملات الطائرات المسيرة إمكانية التحكم في مساحة برية وبحرية أكبر بتكلفة أقل بكثير من تكلفة جناح جوي مأهول ومن المرجح أن تزداد أهمية هذه السفن في المستقبل.
aXA6IDgyLjI3LjIyNS40MiA=
جزيرة ام اند امز
SK

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«فودر».. نظام صاروخي يهدد عرش «هيمارس» الأمريكي
«فودر».. نظام صاروخي يهدد عرش «هيمارس» الأمريكي

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

«فودر».. نظام صاروخي يهدد عرش «هيمارس» الأمريكي

مساع فرنسية لتعزيز قدراتها الدفاعية عبر تطوير نظام "فودر" الصاروخي، في خطوة استراتيجية لمنافسة النظام الأمريكي "هيمارس" وتقليل الاعتماد الأوروبي على الصناعات الدفاعية الأمريكية. وفي الوقت الذي تعمل فيه أوروبا على تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتعزيز صناعاتها وترساناتها الدفاعية، تُطوّر شركة "تورجيس غايار" الفرنسية نظامًا صاروخيًا وقذائفيًا بعيد المدى بديلا لنظام "هيمارس" الأمريكي الذي أثبت فعاليته في أوكرانيا. و"فودر" هو نظام الصواريخ الجديد الذي تطوره "تورجيس غايارد" لينافس نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة "هيمارس" الذي تصنعه شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للمقاولات الدفاعية والذي أثبت كفاءته في القتال، واستخدمته أوكرانيا بفعالية في حربها كما اشترته العديد من الدول الأوروبية الأخرى على مر السنين. وفي تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، قالت الشركة الفرنسية إن نظام "فودر" هو نظام مثبت على شاحنة ومصمم ليكون قابلاً للنقل الجوي وعالي الحركة، ويطلق أنواعًا عديدة من الذخائر الموجهة بدقة، بمدى يتراوح بين 46 و621 ميلًا. وأشارت تقارير فرنسية سابقة عن النظام إلى قدرته على حمل صواريخ" M31"، وأنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش "أتاكمز MGM-140 "، وحتى صاروخ "PrSM" الجديد كما أنه قادر على إطلاق صواريخ كروز. وأضافت الشركة لـ"بيزنس إنسايدر" أن النظام الجديد "تسمح بنيته المفتوحة بدمج مركبات الحلفاء أو الفرنسيين، مما يعزز المرونة اللوجستية في مواجهة الأزمات الدولية". وأكد مؤسسا الشركة فاني تورجيس وباتريك غايارد أن حرب أوكرانيا أثبتت الحاجة إلى هذا النوع من الأنظمة وشددا على الأصول الأوروبية لهذا السلاح الذي تم تطويره بالتعاون مع شركاء وطنيين، وأضافا أنه من خلال نظام "فودر"، تضع الشركة "رؤية فرنسية للابتكار الدفاعي: سياديّة في تصميمها، وأوروبيّة في طموحها، وتركيزها الراسخ على الكفاءة التشغيلية". وأوضحت الشركة أن نظام "فودر" جرى تطويره "استجابةً للدروس المستفادة من الصراع الأخير"، وقال المؤسسان إنه "يُجسّد التزامنا بتزويد جيوش الحلفاء بأدواتٍ تستبق صراعات الغد". وحاليا، تبحث أوروبا بشكل متزايد عن أفضل السبل للاعتماد على نفسها، حيث أصبحت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، حليفًا أقل موثوقية. وتشهد ميزانيات الدفاع الأوروبية ارتفاعًا هائلاً، وهناك اهتمام متزايد بالأنظمة المحلية، حيث ينتقد ترامب حلفاءه ويشير إلى أن الولايات المتحدة قد لا تدافع عنهم. وأفادت مجلة "تشالنجز" الفرنسية للأعمال مؤخرًا بأن "تورجيس غايارد" تطور نظام "فودر" سرًا منذ عامين، حيث رأت الشركة فرصة سانحة في عمليات الرصد من أوكرانيا. وقال مارك كانسيان، كبير مستشاري الدفاع والأمن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه على الرغم من أن "النظام لم يُطور استجابةً لترامب"، إلا أن "عدم موثوقية الرئيس الأمريكي كشريك عسكري واقتصادي قد يثني بعض الدول عن شراء أسلحة أمريكية الصنع"، مما يفتح الباب أمام عملاء محتملين جدد. كانت أوكرانيا قد استلمت نظام "هيمارس" لأول مرة في عام 2022 وكان من بين أوائل الأسلحة المهمة التي أرسلها الشركاء الغربيون إلى أوكرانيا. وبفضل مداه الواسع من قاذفات المدفعية والصواريخ الأخرى، ضرب نظام "هيمارس" المواقع الروسية، مُدمّرًا مستودعات الذخيرة والقوات والمعدات ومراكز القيادة والتحكم. وعلى الرغم من أن موسكو تكيفت معه، حيث نقلت أهدافًا محتملة حاسمة واستخدمت تدابير مضادة مثل التشويش إلا أن هيمارس لا يزال يُحدث تأثيرًا، وأسقط مروحيات روسية في مارس/آذار الماضي. وقال كانسيان إن حرب أوكرانيا أظهرت أن "قاذفات الصواريخ المتنقلة أثبتت فعاليتها الكبيرة نظرًا لكمية نيرانها العالية وقدرتها على التحرك بسرعة" وأضاف أن "الصواريخ الموجهة أثبتت فعاليتها الكبيرة ضد الأهداف النقطية، مثل نقاط الذخيرة والمقرات الرئيسية". aXA6IDM4LjIyNS4xOC4xMzcg جزيرة ام اند امز SE

«رود رانر» و«كويوتي».. أحدث أسلحة البحرية الأمريكية لقتل المسيرات
«رود رانر» و«كويوتي».. أحدث أسلحة البحرية الأمريكية لقتل المسيرات

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

«رود رانر» و«كويوتي».. أحدث أسلحة البحرية الأمريكية لقتل المسيرات

تم تحديثه الأحد 2025/5/18 03:49 م بتوقيت أبوظبي تعمل البحرية الأمريكية على تعزيز دفاعات حاملات طائراتها باستخدام صاروخين اعتراضيين متطورين وقابلين لإعادة الاستخدام. الصاروخان هما رود رانر-إم الذي تنتجه شركة أندوريل وصاروخ كويوتي بلوك2 الذي تنتجه شركة رايثيون، بحسب موقع بيزنس إنسايدر. ويتم إطلاقهما من المدمرات الأمريكية طراز آرليغ بيرك التي ترافق حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد خلال نشرها بالشرق الأوسط. وجرى تصميم هذين النظامين لمواجهة التهديدات الجوية المتزايدة، خصوصًا الطائرات المسيّرة التي يستخدمها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. وتعمل الصواريخ كأنظمة اعتراض آلية، يمكنها البقاء في الجو أثناء وجود المجموعة القتالية في منطقة التهديد، ثم التوجه بسرعة نحو الأهداف المكتشفة، مما يقلل بشكل كبير من زمن الاستجابة. تأتي هذه الأنظمة ضمن جهود البحرية لمواجهة "مشكلة التكلفة"، حيث تحاول خفض تكلفة الدفاع مقارنة بتكاليف الهجمات التي يشنها الخصوم. ورغم أن صواريخ رود رانر-إم وكويوت أغلى من ترسانة الحوثيين، إلا أنها توفر تكلفة أقل بكثير مقارنة بالصواريخ الاعتراضية التقليدية. كويوتي بلوك2 يُعتبر صاروخ كويوتي بلوك2، الذي تبلغ تكلفته 125,000 دولار للوحدة، أحد أبرز الخيارات الجديدة. ويتميز هذا الصاروخ، الذي تُنتجه شركة رايثيون، بقدرته على تنفيذ مهام متعددة كالاستطلاع والحرب الإلكترونية والضربات الدقيقة، بفضل حمولاته القابلة للتعديل. يعمل الصاروخ لمدة تصل إلى ساعة بعد إطلاقه من حاوية صغيرة، ويمكنه اعتراض الأهداف على مدى 10 أميال، مدعومًا بمحرك صاروخي معزز وآخر توربيني يمنحانه تسارعًا فائقًا. رود رانر-إم أما صاروخ رود رانر-إم من أندوريل، والذي تبلغ تكلفته 500,000 دولار، فيجمع بين خصائص الصاروخ القابل لإعادة الاستخدام والطائرة المسيّرة ذاتية التحكم، مع إمكانية الإقلاع العمودي والمناورة السريعة، ما يسمح له بالتحليق في منطقة التهديد حتى يتم رصد الهدف، أو العودة إلى السفينة إذا لم يُعثر على هدف. تركز البحرية الأمريكية على هذه الأنظمة كحل لـ"مشكلة التكلفة"، حيث تنفق مبالغ طائلة لصد هجمات منخفضة التكلفة. فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة صواريخ إس إم-2 التقليدية إلى 2 مليون دولار، وإس إم-6 إلى 4 ملايين دولار. وقد أطلقت البحرية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ما يقارب 400 صاروخ، بينها 100 من نوع إس إم-2 و80 من إس إم-6، لمواجهة الهجمات الحوثية، مما يزيد الضغوط لإيجاد بدائل أكثر استدامة. كما خضعت مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد القتالية لتدريبات مكثفة في البحر الأحمر لمحاكاة سيناريوهات التصدي للطائرات المسيّرة، كجزء من استعداداتها للنشر في الشرق الأوسط. وأكد الكابتن ديفيد دارتز أن هذه التمارين ركزت على التعامل مع التهديدات غير المأهولة باستخدام أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في إطار تحوّل استراتيجي نحو تعظيم الكفاءة التكنولوجية. وفي سياق التوسع في استخدام هذه التقنيات، اشترت وزارة الدفاع الأمريكية 500 صاروخ من نوع رود رانر-إم بقيمة 250 مليون دولار، بينما يُستخدم صاروخ كويوت ضمن نظام مكافحة الطائرات الصغيرة والبطيئة. وقد أكدت البحرية نجاح اختبارات كلا النظامين في البيئات البحرية رغم تصميمهما الأصلي للعمل فوق اليابسة، مما يعكس مرونة في التكيف مع التحديات الميدانية. إلى جانب الصواريخ، تبحث القوات البحرية عن حلول مستقبلية مثل أنظمة الليزر، التي بدأت بريطانيا نشرها على بعض سفنها. ورغم التحديات التقنية التي تواجه استخدام الليزر في البحر، فإنه يقدم إمكانية تحييد التهديدات بتكلفة رخيصة للغاية بعد التثبيت، مما قد يشكل نقلة نوعية في موازين القوى. aXA6IDgyLjI5LjIxOC4yNDIg جزيرة ام اند امز GB

​غموض السياسات يُربك المستثمرين ويهز ثقة وول ستريت
​غموض السياسات يُربك المستثمرين ويهز ثقة وول ستريت

سكاي نيوز عربية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سكاي نيوز عربية

​غموض السياسات يُربك المستثمرين ويهز ثقة وول ستريت

أثار هذا الأداء الضعيف تساؤلات المستثمرين حول استقرار الأسواق في المدى القريب، مما يدفعهم إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية.​ وفي ظل هذه الظروف، تتجه الأنظار إلى الـ 100 يوم الثانية من ولاية ترامب ، حيث يأمل المستثمرون في وضوح أكبر للسياسات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالتجارة والضرائب، بينما التوقعات تشير إلى إمكانية اتخاذ خطوات تهدف إلى تهدئة الأسواق واستعادة الثقة، من خلال تقديم مبادرات اقتصادية واضحة ومحددة.​ ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة بشأن استمرار التقلبات، خصوصاً إذا استمرت السياسات غير المتوقعة والتصريحات المتضاربة. ويشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن أول 100 يوم من حكم ترامب "هي الأسوأ بالنسبة لسوق الأسهم الأميركية منذ جيرالد فورد". أدت محاولات ترامب لقلب نظام التجارة العالمي رأسا على عقب من خلال فرض تعريفات جمركية "متبادلة" على معظم البلدان إلى دفع الأسواق المالية الأميركية إلى حالة من الاضطرابات الجديدة، بحسب ما قاله استراتيجيون ومستثمرون. ونقل التقرير عن جورج بيركس، وهو استراتيجي اقتصادي في مجموعة بيسبوك للاستثمار، قوله: إن المستثمرين أصيبوا بالذهول بسبب سلسلة الإعلانات المتعلقة بالتجارة الصادرة عن البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة. كما نقل عن كبيرة مسؤولي الاستثمار في مورغان ستانلي لإدارة الثروات، ليزا شاليت، قولها إن المستثمرين "لديهم الحق في الشعور بالإرهاق"، مضيفة أن "حملة التعريفات الجمركية التي شنها ترامب في (يوم التحرير) حفزت الفوضى في السوق، مع سياسات تعريفات متذبذبة تنشر أقصى درجات عدم اليقين تتخللها بشكل دوري تصريحات من الإدارة تهدف إلى الطمأنينة وتهدئة التصعيد". ويتوقع محللون أن تواجه سوق الأسهم الأميركية موجة جديدة من التقلبات، مع اقتراب مؤشر S&P 500 من مستويات مقاومة فنية حاسمة، تتمثل في المتوسطين المتحركين لـ50 و200 يوم، واللذين قد يعيدان تنشيط ضغوط البيع، وفق تقرير لـ "بيزنس إنسايدر". ويفيد التقرير بأن المؤشر بنحو 14 بالمئة من أدنى مستوياته التي سببها التوتر التجاري، لكنه يواجه الآن ما يُعرف بـ"تقاطع المقاومة"، وهي مناطق يُرجح أن يعود فيها البائعون إلى السيطرة، ما يعزز احتمالات تصحيح فني على المدى القصير، خاصة إن فشل في تجاوز المتوسط المتحرك لـ200 يوم عند 5750 نقطة تقريباً. بعض المحللين يرون أن هذا الصعود قد يكون ارتداداً مؤقتاً ضمن مسار هابط، فيما يعتبر آخرون أن المؤشرات الداخلية للسوق (مثل تحسن معنويات المستثمرين) قد تدفعه لتجاوز المقاومة على المدى القريب، لكن دون استبعاد تراجع لاحق. من جانبه، يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": " وول ستريت تعيش حالة من القلق والتخبط غير المسبوق بعد مرور أول 100 يوم من الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، والتي تعد الأسوأ من حيث أداء الأسهم والمؤشرات الرئيسية". "السبب الأساسي لهذا التراجع لا يعود إلى أزمة اقتصادية عالمية أو ركود مفاجئ، بل إلى الضبابية الشديدة المحيطة بالسياسات الاقتصادية لإدارة ترامب، لا سيما فيما يتعلق بملف الحرب التجارية مع الصين، والتهديدات المتكررة بفرض رسوم جمركية جديدة، بالإضافة إلى الهجوم المستمر على مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسياساته النقدية". "الضعف الحالي في السوق يرتبط مباشرة بحالة الضوضاء وعدم اليقين السياسي الناتج عن تصريحات ترامب، مع استمرار المخاطر التي قد تدفع السوق إلى مزيد من التراجع في حال استمر الغموض الحالي". ويعتقد بأن "احتمالات تعافي الأسهم محدودة وبلا زخم حقيقي؛ حتى لو حدث ارتداد طفيف، فإنه لن يكون قوياً أو مستداماً إلا إذا أعلنت الإدارة عن سياسات اقتصادية واضحة، مثل تخفيضات ضريبية أو برامج إنفاق حكومي كبيرة". ويبيّن أن: "الصورة تزداد ضبابية مع تبني المستثمرين لنهج تقييم الوضع بناءً على أسوأ السيناريوهات المحتملة، مما يعني أن أي أخبار سلبية أو تصعيد في ملف الرسوم الجمركية أو توتر سياسي قد تدفع السوق إلى مزيد من الهبوط". "السوق لا تزال في انتظار خطوات عملية من الرئيس ترامب، كما وعد خلال حملته الانتخابية، لكن حتى الآن لم تصدر سوى تصريحات متضاربة دون وجود خطة اقتصادية واضحة". وينوه سعيد بأنه "خلال الـ 100 يوم القادمة، من المتوقع أن تواصل وول ستريت تحركاتها بحذر شديد، مع تركيز المستثمرين على نقطتين رئيسيتين؛ أولاً، ما إذا كان ترامب سيخفف من حدة المواجهة مع الصين ويركز على تحفيز الاقتصاد المحلي؛ وثانياً، ما إذا كانت الإدارة ستطرح إجراءات مالية وضريبية واضحة تعيد الثقة إلى الأسواق". ويستطرد: "في حال حدثت انفراجة في ملف الرسوم الجمركية أو تم الإعلان عن حوافز اقتصادية كبيرة، قد تشهد السوق بداية تعافٍ تدريجي". "أما في حال استمرار الغموض أو حدوث تصعيد إضافي، فمن المرجح استمرار التقلبات، بل وحتى تسجيل تراجعات إضافية، خاصة في القطاعات الحساسة مثل التكنولوجيا والصناعة". "الأسواق حالياً لا تراهن على صعود قوي، بل إن غالبية المستثمرين يتخذون مواقف دفاعية ويعملون على تقليل المخاطر في محافظهم لحين اتضاح الرؤية بشكل أكبر". تصحيح آخر وحذر "دويتشه بنك" من أن السوق الأميركية قد تواجه تصحيحاً جديداً، في ظل إشارات متضاربة بين توقعات خفض الفائدة، واستمرار التضخم، وتراجع جاذبية الأصول الأميركية. واعتبر البنك، في مذكرة يوم الثلاثاء، أن هذه العوامل قد تكشف مجدداً عن فجوة بين توقعات المستثمرين والواقع الاقتصادي. يراهن المستثمرون على خفض كبير للفائدة هذا العام، رغم أن التوقعات التضخمية تشير إلى تسارع الأسعار، ما قد يدفع الفيدرالي للإبقاء على سياسة متشددة، ويعيد سيناريوهات السنوات الماضية حيث أخطأت الأسواق في تقدير مسار الفائدة. في حين تظهر السندات الحكومية قلقاً من ركود محتمل، لا تعكس الأسهم والائتمان نفس المخاوف، ما يشير إلى فجوة خطيرة في قراءة السوق قد تنقلب إذا أظهرت البيانات قوة اقتصادية مفاجئة. أدى تصاعد التوترات التجارية إلى تراجع الإقبال على السندات والدولار، ما أثار الحديث عن نهاية "الاستثنائية الأميركية"، لكن البنك حذّر من التسرع، خاصة مع مؤشرات على تهدئة سياسية قد تعيد الثقة تدريجياً. بداية سلبية ويوضح رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه: "تاريخياً، أداء أول 100 يوم للرئيس قد يعكس أداء الـ 100 يوم التالية؛ فإذا كانت البداية سيئة، من المرجح أن تبقى الأوضاع متذبذبة". لكن تبقى احتمالات جيدة لتحسن الأداء في المائة يوم التالية.. السبب الأساسي وراء هذه الاحتمالات ما يتعلق بالتعديلات المحتملة على سياسات الرئيس ترامب، إذ هناك توقعات بحدوث اتفاقيات تجارية مع عدة دول؛ فقد صرّح وزير الخزانة الأميركي عن احتمال التوصل إلى اتفاقات مع 18 دولة، مع فرصة كبيرة لإحراز تقدم في العلاقات التجارية مع الصين. "هذه التطورات قد تدفع الأسواق الأميركية نحو أداء أفضل خلال المرحلة المقبلة." ويشير إلى أنه "من ناحية أخرى، فإن استمرار الأزمات قد ينعكس سلباً على مستويات التضخم والنمو الاقتصادي، ما قد يؤدي إلى ضعف إضافي في أداء الأسهم الأميركية". ويختتم يرق حديثه قائلاً: "العامل المحوري الآخر يتمثل في تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي؛ ذلك أن الأسواق تترقب بقلق قرارات تخفيض أسعار الفائدة المحتملة خلال العام الجاري 2025، سواء كانت هذه التخفيضات بمقدار 50 نقطة أساس أو 100 نقطة أساس، وهو ما سيكون له تأثير جوهري على مسار الأسواق في الفترة المقبلة."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store