
بعد عقود على هيروشيما... دمار غزة يروي الكارثة من جديد
خلال السادس من أغسطس (آب) 1945، أطلقت الولايات المتحدة القنبلة النووية "ليتل بوي" على المدينة اليابانية، فتبخر عشرات الآلاف في ثوانٍ، وقتل أكثر من 140 ألف شخص خلال الأشهر التالية. وبعد ذلك بوقت قصير، أعلنت اليابان استسلامها، منهية الحرب العالمية الثانية.
في الذكرى الـ80 للتفجير، عبرت منظمات حقوقية وناشطون يابانيون من هيروشيما عن مخاوفهم حيال ما يجري في غزة، محذرين من أن العالم لم يتعلم بعد من دروس الماضي.
مدير الاستجابة للأزمات في فرع منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة كريستيان بينديكت ، قال لـ"اندبندنت"، "عندما توضع صور غزة جنباً إلى جنب مع صور هيروشيما قبل 80 عاماً، فإن أوجه الشبه لافتة. مثل هيروشيما، الدمار في غزة كارثي، عائلات كاملة أُبيدت، أطفال دُفنوا تحت الأنقاض، ومستشفيات ومدارس لم يبق منها أثر".
وأوضحت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، أن إحدى زميلاتها كانت أخيراً في رفح، المنطقة الواقعة جنوب غزة والتي دُمرت إلى حد كبير جراء القصف الإسرائيلي.
وأضافت "كانت تقود سيارتها للخروج من غزة عبر رفح جنوباً، وقالت إن رفح بدت وكأنها هيروشيما. سألتها إن كانت لديها صور، فقالت إن التصوير غير مسموح. لكننا بحثنا معاً عن صور لهيروشيما على 'غوغل'، فقالت 'هذا بالضبط ما تبدو عليه [رفح] اليوم'".
تصر إسرائيل على أن حركة "حماس" تتحمل المسؤولية عن الحرب -التي اندلعت بعد مقتل نحو 1200 شخص وخطف أكثر من 250 آخرين على يد الجماعة المصنفة إرهابية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023- وعن حجم الدمار في غزة.
عند سؤاله في مقابلة حديثة مع قناة "سكاي نيوز" عن "تسوية" غزة بالأرض، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية "نحن نعتبر أية إصابة للمدنيين مأساة، إلا أن هذه المنظمة الإرهابية "حماس"، تتبع ذلك كجزء من استراتيجيتها. إنهم يعرضون الأبرياء للخطر ويستخدمونهم دروعاً بشرية. أما إسرائيل، فعلى العكس، تبذل كل جهد ممكن لمنع وتقليل الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين إلى أدنى حد، بما في ذلك إجلاء المدنيين من مناطق القتال".
وعلى بعد آلاف الأميال داخل هيروشيما، ترددت المخاوف في شأن مستقبل غزة خلال فعالية أقيمت الأربعاء الماضي لإحياء الذكرى.
"لا للسلاح النووي، أوقفوا الحرب" و"حرروا غزة! لا مزيد من الإبادة الجماعية" كانت بعض الشعارات التي رفعها مئات المتظاهرين خارج متنزه النصب التذكاري للسلام، حيث حضر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا مراسم رسمية.
وللمرة الأولى، حضر الفعالية ممثل عن فلسطين، إلى جانب نحو 55 ألف مشارك، بينهم وفود من عدد قياسي من الدول بلغ 120 دولة، من بينها روسيا وبيلاروس. ووقف الحضور دقيقة صمت عند الساعة 8:15 صباحاً، تزامناً مع قرع "أجراس السلام" خلال التوقيت نفسه الذي ألقيت فيه القنبلة على هيروشيما من قاذفة أميركية من طراز "بي 29".
رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي حذر من الميل المتزايد إلى تقبل فكرة استخدام الأسلحة النووية كخيار لتحقيق الأمن القومي، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا والنزاعات الدائرة داخل الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بمعظم الترسانة النووية في العالم.
وقال ماتسوي "إن هذه التطورات تتجاهل بصورة فاضحة الدروس التي كان ينبغي على المجتمع الدولي أن يستخلصها من مآسي التاريخ، وهي تهدد بنسف أطر بناء السلام التي بذل كثر جهوداً شاقة لإرسائها".
وخلال يونيو (حزيران) الماضي، شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" مستهدفة منشآت إيران النووية ومواقع صواريخها الباليستية، في محاولة لإحباط أي مسعى من طهران لتطوير سلاح دمار شامل.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر مراراً التحذير من العواقب التي قد تترتب إذا ما حصلت إيران على أسلحة نووية، وما قد تسببه من دمار.
متظاهرون يجلسون أمام "قبة القنبلة الذرية" قبيل مراسم إحياء الذكرى الـ80 للقصف النووي على هيروشيما (أ ب)
وقال بعض الناجين من هيروشيما، الأربعاء الماضي، إنهم شعروا بخيبة أمل من تصريح أدلى به دونالد ترمب خلال الآونة الأخيرة، إذ برر فيه الهجوم الذي شنته واشنطن على إيران خلال يونيو الماضي بمقارنته بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المدرس السابق كوسي ميتو البالغ من العمر 79 سنة، والذي تعرض للإشعاع وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه "هذا أمر سخيف. لا أعتقد أن بوسعنا التخلص من الأسلحة النووية طالما ظل المعتدي يبرر استخدامها".
وفي الفاتيكان، قال البابا لاوون الـ14 الأربعاء الماضي إنه يصلي من أجل من عانوا آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية جراء القنبلة الذرية على هيروشيما، مضيفاً أن هذه المأساة تظل "تحذيراً عالمياً من الخراب الذي تسببه الحروب، وبخاصة الأسلحة النووية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
وفد «حماس» بحث مع رئيس المخابرات المصرية سبل دفع جهود مفاوضات غزة
التقى وفد من حركة «حماس» اليوم الأربعاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، لبحث سبل دفع جهود مفاوضات التهدئة في قطاع غزة. ونقلت قناة «القاهرة» الإخبارية التلفزيونية عن مصدر مطلع قوله إن «حماس»، «أبدت خلال الاجتماع حرصها على سرعة العودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار والتهدئة». وأكد المصدر أن مصر تكثف اتصالاتها مع الأطراف كافة للوصول إلى تهدئة تمهيدا لإنهاء الحرب.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
هل تنجح محادثات القاهرة في إحياء مفاوضات «هدنة غزة»؟
بدأت في القاهرة، الأربعاء، محادثات تمهيدية بحضور وفد قيادي من «حركة حماس»، تشمل عدداً من الملفات، بينها سبل وقف الحرب في قطاع غزة. تلك المحادثات الجديدة، تأتي غداة تأكيد أميركي على رفض وجود «حماس» في القطاع، وتلويح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بأنه في مهمة «دينية تاريخية» لاحتلال مزيد من الأراضي. وبدأ وفد «حماس» «لقاءات ومحادثات تركز حول سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة»، وفق ما أفاد طاهر النونو القيادي في الحركة. وتدرس إسرائيل إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، للقاء مسؤولين قطريين في إطار جهود استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة، وفق ما ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية، لافتة إلى أنه إذا ما توجه الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، فسوف تتناول المحادثات أيضاً الجهود المبذولة لصياغة اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُطلق سراح جميع الرهائن. صبي فلسطيني ينقل ماء من مركز توزيع في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ب) وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي الثلاثاء، أن القاهرة تعمل مع قطر والولايات المتحدة على «هدف رئيسي هو العودة إلى المقترح الأول بوقف إطلاق النار لستين يوماً»، لافتاً إلى «أن اليوم التالي المتفق عليه، يتضمن تولي إدارة قطاع غزة من قبل 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، تحت إشراف السلطة الفلسطينية لفترة مؤقتة تمتد لـ6 أشهر». وفي نهاية الأسبوع الماضي، التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في إيبيزا بإسبانيا، رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وناقش معه صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وفق ما نقلته قناة «آي نيوز24» الإسرائيلية الأربعاء. المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام الاستراتيجي»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى «أن زيارة (حماس) للقاهرة تحمل فرص إحياء المفاوضات، وتكشف أن الضغوط الأخيرة لا سيما المرتبطة باحتلال غزة التي أعلنتها إسرائيل الجمعة، قد تدفعها لإبداء مرونة نسيبة للذهاب لهدنة جديدة». ويتوقع في ظل تلك التطورات «أن يكون الاحتمال الأقرب، هو الذهاب لهدنة جزئية وليس لاتفاق شامل، على أساس أن الصفقة الشاملة تحمل مطالب بنزع سلاح (حماس)، وهي لن تقبل بذلك، وستراهن على عنصر الوقت وحدوث تغييرات مستقبلية تجعلها باقية في المشهد». فلسطينيون يركضون صوب مظلة تحمل مساعدات غذائية لدى سقوطها على الأرض في دير البلح وسط قطاع غزة الثلاثاء (رويترز) وبرأي المحلل السياسي الفلسطيني، نهرو جمهور، فإن «(حماس) ولا إسرائيل، لا تستطيعان غلق باب المفاوضات، حتى لو استمرت في إطار المفاوضات من أجل المفاوضات ومن دون نتائج»، مشيراً إلى أن الضغوط الأخيرة عقب إعلان خطة احتلال القطاع، «قد تشجع على إحياء المحادثات بالقاهرة أو الدوحة، لكن الفرصة مهددة بعراقيل إسرائيلية خاصة بشروطها لإنهاء الحرب ونزع سلاح (حماس)». ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء موافقة رئيس الأركان إيال زامير على «الخطوط المركزية» لخطة الهجوم على غزة التي أقرت بعد نحو أسبوعين من انسحاب أميركي إسرائيلي من المفاوضات للتشاور أواخر يوليو (تموز) الماضي. وجاء الإعلان غداة، حديث نتنياهو لقناة «آي نيوز 24» أنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية»، وأنه متمسك «جداً برؤية إسرائيل الكبرى»، التي تشمل الأراضي الفلسطينية، «وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر»، مؤكداً أنه سيعارض الإفراج التدريجي عن الرهائن، وأنه يريد «عودتهم جميعاً في إطار وضع حد للحرب بشروطنا»، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وسبق أن قال مصدر فلسطيني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قبل أيام إن «الوسطاء بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار»، وإنهم يناقشون «أفكاراً بعضها حول هدنة لستين يوماً، ثم مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وصفقة تبادل كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة». ويعتقد عكاشة أن المصادقة الإسرائيلية وتصريحات نتنياهو «جزء من زيادة الضغوط على (حماس)، وفي إطار المسار الإسرائيلي الذي يتبنى السير في خطين متوازيين العسكري والتفاوضي». ويرى جمهور أن المواقف الإسرائيلية «تمضي في مسارها نحو احتلال القطاع، ولن يعني قبولها بمسار المفاوضات وتعاطيها معها، إلا موقفاً مؤقتاً لاستنزاف المشهد وتفريغه من أي حالة نجاح»، متوقعاً أن تقدم إسرائيل «على صياغة تفسد المحادثات مجدداً كما تفعل كل مرة من أجل إتمام مشروع التهجير الذي يحلم به نتنياهو».


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
اخبار اليمن : خطة بريطانية لدعم الحكومة اليمنية في مهمة تأمين حرية الملاحة وحماية المياة الإقليمية
دعت بريطانيا إلى شراكة بحرية دولية مع الحكومة اليمنية المعترفة بها دولياً من أجل حماية المياه الإقليمية للبلاد، وتأمين حرية الملاحة والتجارة البحرية التي تتعرض للتهديدات من قبل جماعة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن. وقال نائب الممثل الدائم لبريطانيا لدى الأمم المتحدة؛ جيمس كاريوكي، خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن: 'تُعد الشراكة الأمنية البحرية اليمنية آلية أساسية للتعاون الدولي بهدف حماية المياه الإقليمية لليمن، وتأمين التجارة البحرية، ومكافحة الأنشطة غير المشروعة، وإعادة بناء قدرات خفر السواحل اليمني'. وأضاف كاريوكي أن بلاده ستستضيف، المؤتمر الافتتاحي رفيع المستوى لمبادرة الشراكة البحرية اليمنية (YMSP)، المقرر عقده في 16 سبتمبر/أيلول القادم بالرياض، بالشراكة مع السعودية، 'وندعو شركائنا الدوليين للانضمام إلى هذه المبادرة ودعمها'. وفيما أشاد الدبلوماسي البريطاني بعملية ضبط 750 طناً من الأسلحة كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين، من قبل قوات متحالفة مع الحكومة المعترف بها، أكد أن 'النقل غير المشروع للأسلحة يقوض بشكل مباشر استقرار اليمن والمنطقة على نطاق أوسع، ويشكل انتهاكاً واضحاً لقرار حظر الأسلحة، الذي يفرض على كل الدول الأعضاء الامتثال الكامل له'. وشدد كاريوكي على الحاجة الماسة إلى تحرك سريع وتعاوني من جانب المجتمع الدولي من أجل كبح جماح أزمة انعدام الأمن الغذائي المتفاقمة في اليمن، وتوفير التمويلات الإنسانية الضرورية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في عموم البلاد. وجدد المسؤول البريطاني دعوة بلاده لإطلاق سراح أفراد طاقم سفينة 'إترنيتي سي' المحتجزين لدى جماعة الحوثيين بشكل غير قانوني، والإفراج الفوري وغير المشروط عن عمال الإغاثة المعتقلين تعسفيا، حيث 'تؤدي هذه الاعتقالات إلى جعل وصول المساعدات الإنسانية أكثر صعوبة وخطورة في وقت تتزايد فيه احتياجات اليمنيين بسرعة'.