
لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟
كان من الممكن أن يكون العنوان عن السذاجة والدبلوماسية، أو يخفَّف ليكون «في البراءة والدبلوماسية»، وهو أمر لا يتعلق بفشل اتفاق أوسلو (1993) وحده، أو بفشل وقف إطلاق النار الأخير في غزة، وإنما يمكن أن ينسحب على كل الاتفاقات الدبلوماسية بين العرب وإسرائيل، بما فيها كامب ديفيد، ووادي عربة، اللذان كان الفشل فيهما نسبياً وأقل ضرراً.
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، واضح للعيان إلا لبعض الفلسطينيين، فإن الاتفاق كان فشلاً ذريعاً، وقد انتقد إدوارد سعيد اتفاق أوسلو، في عام 2000، في كتاب كامل بعنوان «نهاية السلام: أوسلو وما بعدها»، وكأنه يتنبأ بحالنا الآن. ثلاثة عقود مرت منذ أوسلو، وحالُ الفلسطينيين من سيئ إلى أسوأ. والسبب الرئيسي في هذا هو أننا لا نُجيد عمليات التفاوض وحماية الاتفاقات التي نُوقّعها، وأحياناً نأخذ الأمور بسذاجة ندفع ثمنها فيما بعد. ومع ذلك، فمن غير الإنصاف أن نقول إننا نفشل في كل اتفاقاتنا، فقد نجح العرب في اتفاق الطائف في لبنان (1989)، مثلاً، والذي فتح مساراً دستورياً جديداً للبنان وأخرج البلد من مستنقع الحرب الأهلية.
ولكنْ لكي نفهم ما يجري لنا وحولنا، لا بد من دراسات مقارنة تسأل الأسئلة الصعبة التي تكشف الأمور بشكل جلي وواضح. فمثلاً، لماذا نجح اتفاق الجمعة العظيمة في آيرلندا الشمالية (1998)، واتفاق أروشا في رواندا (1993)، بينما فشلت اتفاقية أوسلو، وفشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟ أو ما الذي جعل أوسلو استثناءً فاشلاً في مشهد اتفاقيات السلام؟ ولماذا نجحت الاتفاقات الأخرى نسبياً في تحقيق الاستقرار في آيرلندا ورواندا؟
فهمُ السياق الذي تحدث فيه الاتفاقات أمر مهم، هذا إذا أقررنا أن كل الاتفاقات بشكل قانوني سواء، فبعضها تفاهمات وليست اتفاقات دولية بالمعنى القانوني للكلمة. سياق أوسلو كان محكوماً بغياب التوازن في القوى بين الطرفين. إسرائيل كانت دوماً الطرف الأقوى سياسياً وعسكرياً، في حين كانت منظمة التحرير ولتوِّها خارجة من عزلة إقليمية ودولية بسبب موقفها من غزو صدام حسين للكويت 1990. كانت إسرائيل، وما زالت، محزمة بحزام غربي وأميركي يجعلها فوق النقد، هذا الفارق أنتج اتفاقاً غير متكافئ صاغت إسرائيل شروطه بقلم أميركي، القلم ذاته خطَّ خطوطاً وهمية منحت الفلسطينيين وعوداً فضفاضة حول دولة مستقبلية دون ضمانات واضحة. وانتهى الأمر إلى ما نراه أمامنا في رام الله، اليوم.
في المقابل، كانت اتفاقيات مثل الطائف وآيرلندا تعكس نوعاً من القبول المتبادل بضرورة التعايش وتوزيع السلطة. ففي لبنان، وافق أطراف الحرب الأهلية على تقاسم السلطة وفق صيغة طائفية جديدة، برعاية عربية وإقليمية. وفي آيرلندا، قَبِل الطرفان بتنازلات متبادلة تحت ضغط شعبي واسع ودعم دولي حقيقي، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
إخفاقات أوسلو هي ذاتها إخفاقات وقف إطلاق النار الأخير، حيث كان اتفاقاً غامضاً في جوهره، يعتمد على حلول مرحلية غير محددة بتفاصيل واضحة أو آليات تنفيذ مُلزِمة. المراحل الأولى والثانية والثالثة في اتفاق وقف إطلاق النار هي ذاتها الاتفاقات التي أنشأت السلطة الفلسطينية ككيان إداري مؤقت، وحاصرتها بالمناطق ألف وباء وجيم.
تركت القضايا الجوهرية مثل القدس، واللاجئين، والمستوطنات، للمستقبل في أوسلو، كما تركت جرائم الحرب والإبادة في اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، الذي ما لبث أن انهار واستمرت الإبادة بالوتيرة ذاتها.
النقطة المهمة هي أن اتفاقيات مثل أروشا في رواندا، والجمعة العظيمة في آيرلندا، اتخذت خطوات واضحة ومؤسسات تنفيذية محددة. فالأولى نصّت على تقاسم السلطة بين الحكومة والمعارضة، ودمج المتمردين في الجيش، وعودة اللاجئين. أما الثانية فقد أسست لحكم ذاتي، وآليات دستورية، وقانون انتخابي عادل، تحت إشراف دولي صارم. كل هذا كان نتيجة جدية التفاوض والفِرق القانونية المصاحبة والرعاية الدولية الجادة والمُحكمة للتعامل مع أوضاع هشة.
وفي كل الأحوال كانت الإرادة السياسية المحلية على قدر المسؤولية، وفي هذا كتبتُ مقالاً هنا عن الجُزر الفلسطينية المبعثرة، طبعاً إضافة إلى أن إسرائيل ليست لديها نية في إنهاء الاحتلال، بل نيتها دوماً التوسع.
ربما كان الفرق الأوضح بين أوسلو وباقي الاتفاقات هو طبيعة الدعم الدولي والإقليمي. اتفاق أوسلو وُلد برعاية نرويجية محدودة التأثير، واعتمد على وعود أميركية غير مُلزِمة. لم تكن هناك آلية تنفيذ دولية تُراقب التطبيق أو تفرض العقوبات عند الانتهاك. الشيء ذاته كان فيما يخص وقف إطلاق النار في غزة.
اتفاق أوسلو لم يفشل لأنه طُبّق بشكل سيئ فحسب، بل لأنه كان اتفاقاً هشاً من حيث المضمون، غير متوازن سياسياً، وغامضاً في بنوده، ومن دون دعم دولي حقيقي أو نية صادقة من الأطراف الأساسية. في المقابل، مثلت اتفاقات الطائف، آيرلندا، وأروشا محاولات أكثر جدية لتأسيس بيئة سياسية مستقرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 7 ساعات
- صراحة نيوز
تنديد دولي واسع بإطلاق الاحتلال النار على وفد دبلوماسي
صراحة نيوز ـ أدى إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي دولي أثناء قيامه بجولة ميدانية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، إلى ردود فعل غاضبة ومنددة بسياسات الاحتلال الإسرائيلي. وتراوحت ردود الفعل الدولية، بين استدعاء سفراء الاحتلال الإسرائيلي، والتنديد من خلال البيانات، حيث استدعت عدة دول أوروبية سفراء الاحتلال الإسرائيلي لديها احتجاجا على تصرف قوات الاحتلال، بينما نددت الأمم المتحدة ودول عربية بالحادث، واصفة إياه بأنه يمثل انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت سفير إسرائيل في روما 'للاحتجاج' و'طلب تفسيرات' عقب إطلاق قوات الاحتلال أعيرة تحذيرية في اتجاه وفد دبلوماسي أثناء زيارته مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وبدوره أوضح باولو رانجيل وزير الخارجية البرتغالي أن بلاده استدعت السفير لديها للاحتجاج على الحادث. وقالت وزارة الخارجية البرتغالية في بيان: 'في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، استُدعي السفير الإسرائيلي في البرتغال'، مضيفة أنها 'تدين بشدة' إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الدبلوماسيين الأجانب. ومن جانبه أعلن خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية الإسباني أن مدريد تعتزم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، في غياب أيّ سفير حاليا في إسبانيا، احتجاجا على إطلاق قوات الاحتلال النار خلال زيارة لدبلوماسيين أجانب في الضفة الغربية المحتلة. وكتب ألباريس على منصة 'إكس': 'بعد إطلاق النار غير المقبول للجيش الإسرائيلي خلال زيارة لدبلوماسيين من إسبانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، سنستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد ونطالب بتوضيحات ومساءلة'. كما أعلن جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي أن باريس ستستدعي بدورها السفير الإسرائيلي عقب الحادث، الذي وصفه بـ'غير المقبول'، مشيرا إلى وجود فرنسي بين الدبلوماسيين المستهدفين. وكتب بارو على منصة 'إكس':' زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة'. وعربيا، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لعملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارتهم لمخيم جنين بالضفة الغربية. وطالبت المجتمع الدولي، وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددةً مطالبتها بتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما أدانت مصر بأشد العبارات الواقعة التي جرت اليوم خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري في رام الله، والتي شهدت قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق طلقات نارية خلال الزيارة التي تم تنظيمها من قبل وزارة الخارجية الفلسطينية. وشددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، على رفض مصر المطلق لتلك الواقعة، معتبرة أنها تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، كما طالبت الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة. وفي أنقرة أدانت الخارجية التركية، حادثة إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي يضم مسؤولا في القنصلية العامة التركية بالقدس، أثناء زيارتهم مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة. وأوضحت في بيان، أن هذا الهجوم الذي عرض حياة الدبلوماسيين للخطر، هو مثال آخر على استخفاف إسرائيل الممنهج بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. وشددت وزارة الخارجية التركية على ضرورة فتح تحقيق فوري في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها. كما نددت الأمم المتحدة بالحادث، مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجراء 'تحقيق دقيق'. ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية : 'هؤلاء الدبلوماسيون، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول'. بدورها أدانت وزارة الخارجية الألمانية 'بشدة' إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي لما قال إنه 'عيارات نارية تحذيرية' في اتجاه دبلوماسيين، بينهم ألماني، في الضفة الغربية المحتلّة. وقالت ناطقة باسم الوزارة 'يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فورا عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين'، مشيرة إلى أن وزير الخارجية يوهان فادفول سيتطرّق إلى 'إطلاق النار غير المبرّر' مع نظيره الإسرائيلي. من جانبه أكد هاميش فالكونر الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن 'أحداث جنين غير مقبولة'. وأضاف في منشور على منصة 'إكس' إنه تحدث إلى دبلوماسيين تعرضوا لنيران أطلقها جنود إسرائيليون قرب وفد دبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة. وأردف 'يجب حماية المدنيين دائما والسماح للدبلوماسيين بأداء عملهم. يجب إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين'. وأدان إسبن بارث إيدي وزير خارجية النرويج حادثة إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي، وأوضح على منصة 'إكس' أن إطلاق الجنود الإسرائيليين الرصاص على وفد دبلوماسي، أمر لا يمكن قبوله. وأضاف أن هذه الحادثة تعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي. في سياق متصل، أكد السفير الأردني في فلسطين، عصام البدور، الاستمرار في تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بدعم الأشقاء في فلسطين وتقديم جميع الخدمات الإنسانية لهم


هلا اخبار
منذ 7 ساعات
- هلا اخبار
تنديد دولي واسع بإطلاق الاحتلال النار على وفد دبلوماسي في جنين
هلا أخبار – أدى إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي دولي أثناء قيامه بجولة ميدانية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، إلى ردود فعل غاضبة ومنددة بسياسات الاحتلال الإسرائيلي. وتراوحت ردود الفعل الدولية، بين استدعاء سفراء الاحتلال الإسرائيلي، والتنديد من خلال البيانات، حيث استدعت عدة دول أوروبية سفراء الاحتلال الإسرائيلي لديها احتجاجا على تصرف قوات الاحتلال، بينما نددت الأمم المتحدة ودول عربية بالحادث، واصفة إياه بأنه يمثل انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت سفير إسرائيل في روما 'للاحتجاج' و'طلب تفسيرات' عقب إطلاق قوات الاحتلال أعيرة تحذيرية في اتجاه وفد دبلوماسي أثناء زيارته مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وبدوره أوضح باولو رانجيل وزير الخارجية البرتغالي أن بلاده استدعت السفير لديها للاحتجاج على الحادث. وقالت وزارة الخارجية البرتغالية في بيان: 'في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، استُدعي السفير الإسرائيلي في البرتغال'، مضيفة أنها 'تدين بشدة' إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الدبلوماسيين الأجانب. ومن جانبه أعلن خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية الإسباني أن مدريد تعتزم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، في غياب أيّ سفير حاليا في إسبانيا، احتجاجا على إطلاق قوات الاحتلال النار خلال زيارة لدبلوماسيين أجانب في الضفة الغربية المحتلة. وكتب ألباريس على منصة 'إكس': 'بعد إطلاق النار غير المقبول للجيش الإسرائيلي خلال زيارة لدبلوماسيين من إسبانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، سنستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد ونطالب بتوضيحات ومساءلة'. اقرأ أيضا: كما أعلن جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي أن باريس ستستدعي بدورها السفير الإسرائيلي عقب الحادث، الذي وصفه بـ'غير المقبول'، مشيرا إلى وجود فرنسي بين الدبلوماسيين المستهدفين. وكتب بارو على منصة 'إكس':' زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة'. وعربيا، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لعملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارتهم لمخيم جنين بالضفة الغربية. وطالبت المجتمع الدولي، وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددةً مطالبتها بتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما أدانت مصر بأشد العبارات الواقعة التي جرت اليوم خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري في رام الله، والتي شهدت قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق طلقات نارية خلال الزيارة التي تم تنظيمها من قبل وزارة الخارجية الفلسطينية. وشددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، على رفض مصر المطلق لتلك الواقعة، معتبرة أنها تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، كما طالبت الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة. وفي أنقرة أدانت الخارجية التركية، حادثة إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي يضم مسؤولا في القنصلية العامة التركية بالقدس، أثناء زيارتهم مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة. وأوضحت في بيان، أن هذا الهجوم الذي عرض حياة الدبلوماسيين للخطر، هو مثال آخر على استخفاف إسرائيل الممنهج بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. وشددت وزارة الخارجية التركية على ضرورة فتح تحقيق فوري في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها. كما نددت الأمم المتحدة بالحادث، مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجراء 'تحقيق دقيق'. ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية : 'هؤلاء الدبلوماسيون، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول'. بدورها أدانت وزارة الخارجية الألمانية 'بشدة' إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي لما قال إنه 'عيارات نارية تحذيرية' في اتجاه دبلوماسيين، بينهم ألماني، في الضفة الغربية المحتلّة. وقالت ناطقة باسم الوزارة 'يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فورا عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين'، مشيرة إلى أن وزير الخارجية يوهان فادفول سيتطرّق إلى 'إطلاق النار غير المبرّر' مع نظيره الإسرائيلي. من جانبه أكد هاميش فالكونر الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن 'أحداث جنين غير مقبولة'. وأضاف في منشور على منصة 'إكس' إنه تحدث إلى دبلوماسيين تعرضوا لنيران أطلقها جنود إسرائيليون قرب وفد دبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة. وأردف 'يجب حماية المدنيين دائما والسماح للدبلوماسيين بأداء عملهم. يجب إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين'. وأدان إسبن بارث إيدي وزير خارجية النرويج حادثة إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي، وأوضح على منصة 'إكس' أن إطلاق الجنود الإسرائيليين الرصاص على وفد دبلوماسي، أمر لا يمكن قبوله. وأضاف أن هذه الحادثة تعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي. في سياق متصل، أكد السفير الأردني في فلسطين، عصام البدور، الاستمرار في تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بدعم الأشقاء في فلسطين وتقديم جميع الخدمات الإنسانية لهم. (وكالات)

الدستور
منذ 7 ساعات
- الدستور
تنديد دولي واسع بإطلاق الاحتلال النار على وفد دبلوماسي في جنين
الدستور– أدى إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي دولي أثناء قيامه بجولة ميدانية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، إلى ردود فعل غاضبة ومنددة بسياسات الاحتلال الإسرائيلي. وتراوحت ردود الفعل الدولية، بين استدعاء سفراء الاحتلال الإسرائيلي، والتنديد من خلال البيانات، حيث استدعت عدة دول أوروبية سفراء الاحتلال الإسرائيلي لديها احتجاجا على تصرف قوات الاحتلال، بينما نددت الأمم المتحدة ودول عربية بالحادث، واصفة إياه بأنه يمثل انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت سفير إسرائيل في روما 'للاحتجاج' و'طلب تفسيرات' عقب إطلاق قوات الاحتلال أعيرة تحذيرية في اتجاه وفد دبلوماسي أثناء زيارته مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وبدوره أوضح باولو رانجيل وزير الخارجية البرتغالي أن بلاده استدعت السفير لديها للاحتجاج على الحادث. وقالت وزارة الخارجية البرتغالية في بيان: 'في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، استُدعي السفير الإسرائيلي في البرتغال'، مضيفة أنها 'تدين بشدة' إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الدبلوماسيين الأجانب. ومن جانبه أعلن خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية الإسباني أن مدريد تعتزم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، في غياب أيّ سفير حاليا في إسبانيا، احتجاجا على إطلاق قوات الاحتلال النار خلال زيارة لدبلوماسيين أجانب في الضفة الغربية المحتلة. وكتب ألباريس على منصة 'إكس': 'بعد إطلاق النار غير المقبول للجيش الإسرائيلي خلال زيارة لدبلوماسيين من إسبانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، سنستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد ونطالب بتوضيحات ومساءلة'. كما أعلن جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي أن باريس ستستدعي بدورها السفير الإسرائيلي عقب الحادث، الذي وصفه بـ'غير المقبول'، مشيرا إلى وجود فرنسي بين الدبلوماسيين المستهدفين. وكتب بارو على منصة 'إكس':' زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة'. وعربيا، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لعملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارتهم لمخيم جنين بالضفة الغربية. وطالبت المجتمع الدولي، وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددةً مطالبتها بتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما أدانت مصر بأشد العبارات الواقعة التي جرت اليوم خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري في رام الله، والتي شهدت قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق طلقات نارية خلال الزيارة التي تم تنظيمها من قبل وزارة الخارجية الفلسطينية. وشددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، على رفض مصر المطلق لتلك الواقعة، معتبرة أنها تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، كما طالبت الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة. وفي أنقرة أدانت الخارجية التركية، حادثة إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي يضم مسؤولا في القنصلية العامة التركية بالقدس، أثناء زيارتهم مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة. وأوضحت في بيان، أن هذا الهجوم الذي عرض حياة الدبلوماسيين للخطر، هو مثال آخر على استخفاف إسرائيل الممنهج بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. وشددت وزارة الخارجية التركية على ضرورة فتح تحقيق فوري في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها. كما نددت الأمم المتحدة بالحادث، مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجراء 'تحقيق دقيق'. ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية : 'هؤلاء الدبلوماسيون، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول'. بدورها أدانت وزارة الخارجية الألمانية 'بشدة' إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي لما قال إنه 'عيارات نارية تحذيرية' في اتجاه دبلوماسيين، بينهم ألماني، في الضفة الغربية المحتلّة. وقالت ناطقة باسم الوزارة 'يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فورا عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين'، مشيرة إلى أن وزير الخارجية يوهان فادفول سيتطرّق إلى 'إطلاق النار غير المبرّر' مع نظيره الإسرائيلي. من جانبه أكد هاميش فالكونر الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن 'أحداث جنين غير مقبولة'. وأضاف في منشور على منصة 'إكس' إنه تحدث إلى دبلوماسيين تعرضوا لنيران أطلقها جنود إسرائيليون قرب وفد دبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة. وأردف 'يجب حماية المدنيين دائما والسماح للدبلوماسيين بأداء عملهم. يجب إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين'. وأدان إسبن بارث إيدي وزير خارجية النرويج حادثة إطلاق جنود إسرائيليين النار على وفد دبلوماسي، وأوضح على منصة 'إكس' أن إطلاق الجنود الإسرائيليين الرصاص على وفد دبلوماسي، أمر لا يمكن قبوله. وأضاف أن هذه الحادثة تعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي. في سياق متصل، أكد السفير الأردني في فلسطين، عصام البدور، الاستمرار في تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بدعم الأشقاء في فلسطين وتقديم جميع الخدمات الإنسانية لهم.