
مراوغات الاستعراض السياسي والسلام المزعوم
وبالمقابل تجاري بعض الأطراف الإقليمية والدولية ترامب في حديثه عن مقترحات ومفاوضات وقف إطلاق النار وإحلال السلام في غزة التي يمكن وصفها في حقيقة الأمر بمراوغات السلام المزعوم والاستعراض السياسي الهادف إلى تلميع صورة الاحتلال وتمكين آلة القتل الصهيوني واستمرار حرب الإبادة الجماعية واستباحة الأرض والإنسان.. تفاصيل أكثر في السياق التالي :
محمد الزعكري
فيما تستمر مفاوضات الدوحة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار في غزة بالتزامن مع زيارة نتنياهو للبيت الأبيض والتي تعد الزيارة الثالثة خلال أقل من 6أشهر.. تثبت تطورات الأحداث والوقائع على صعيد ميدان المواجهة العسكرية بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي وكذا على صعيد ميدان المواجهة السياسية أن مفاوضات السلام المزعومة ووقف إطلاق النار بناء على مقترحات الإدارة الأمريكية ليست سوى مراوغات سياسية أمريكية صهيونية هادفة إلى تهدئة الأجواء مؤقتا ومنح الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي فرصة رسم استراتيجية جديدة للمضي مجددا في تنفيذ حرب الإبادة والتهجير للشعب الفلسطيني.
ترامب كاذب
ورغم ادعاء ترامب أنه وسيط للسلام تثبت حقائق الواقع عكس ذلك تماما وتؤكد أنه ممول مباشر للعدوان الإسرائيلي وفيما يتحدث عن أزمة إنسانية في غزة تستمر طائرات العدو الإسرائيلي في قتل أطفال غزة ويستمر جيش الاحتلال في ارتكاب أبشع مجازر الحرب العدوانية التي تؤكد للعالم أجمع أن زيارة المجرم نتنياهو لواشنطن ليست زيارة سلام أو تفاوض بل زيارة استعراض سياسي لإيجاد مبرر لاستمرار الحرب وتلميع لصورة الاحتلال وتمكين لآلة القتل والاستباحة للأرض الفلسطينية وتهيئة الأجواء لاستباحة المزيد من الأوطان والأراضي العربية .
وبالتالي فإن التقارب الواضح بين ترامب ونتنياهو ليس إلا ورقة دعائية يريد من خلالها الأمريكي استثمار الدم الفلسطيني في معركة سياسية ضيقة داخل أمريكا.
مقاومة باسلة
وفي الوقت الذي يُراد فيه لهذه المفاوضات أن تكون عملية ابتزاز سياسي لا أكثر، ومحاولة لفرض منطق الاستسلام على المقاومة من خلال سلاح الضغط الإنساني، بعدما فشل العدو في تحقيق أهدافه العسكرية على الأرض.
تدرك المقاومة الفلسطينية خطورة هذه المفاوضات، التي يحاول العدو تمريرها تحت غطاء إنساني بينما جوهرها الحقيقي سياسي بحت وتؤكد بالمقابل استمرار صمودها وثباتها في ميادين المواجهة والقتال.
دفاعًا عن أرضها وكرامة شعبها، وترى أن أي حديث عن مفاوضات وقف إطلاق نار أو إحلال سلام لا تضمن وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وانسحاب جحافل جيش الاحتلال هي مجرد مراوغات سياسية واستراحة مؤقتة للعدو، يلتقط خلالها أنفاسه ليعود لاحقًا بأبشع صور الإجرام.
ولذلك فإن المقاومة الفلسطينية ترفض أي محاولة لفرض حلول مجتزأة أو اتفاقيات مشروطة لا تصون حقوق الشعب الفلسطيني ولا تعالج المأساة التي خلفها الحصار الخانق والاعتداءات المتكررة بشكل جذري.
صمود شعبي فلسطيني
وإلى جانب المقاومة الفلسطينية يقف الشعب الفلسطيني الذي أثبت صلابته وقدرته على الصمود، ويدرك جيدًا أن أي تهدئة لا تضمن رفع الحصار بشكل كامل ووقف العدوان نهائيًا ليست إلا هدنة خادعة سرعان ما تنفجر في وجه الأبرياء من جديد.
ويدرك أيضا أن معركة غزة ليست فقط معركة صواريخ أو قذائف، بل هي معركة إرادة وثبات وصبر سياسي، تحتاج إلى دعم كل الأمة، ووعي شعبي يرفض الضغوط الدولية، ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني حتى النهاية. ووحدة خيار المقاومة هو الطريق نحو وقف إطلاق نار حقيقي يحمي الأرض والكرامة، أما ما يُطبخ خلف الكواليس فليس سوى وصفة جديدة لاستمرار المعاناة.
مفارقات عجيبة
ولعل المفارقة الغريبة في هذه المفاوضات المزعومة أن المفاوض الفلسطيني يفاوض حرفيا من أجل استعادة عمل مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة بغزة فيما يصر الكيان الإسرائيلي ومن خلفه ما تسمى بـ"راعية الديمقراطية"؛ على استبدال هذا الدور بشركات أمنية عسكرية.
وفيما يفاوض المفاوض الفلسطيني من أجل قيم المجتمع الدولي في الإغاثة الإنسانية فيما يصر المجتمع الدولي على دفن رأسه بالتراب كالنعامة.
خلاصة
وتبقى الخلاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال المفاوضات لتحقيق مكاسب عجز عنها ميدانيًا، وفي مقدمتها استرجاع جنوده الأسرى لدى المقاومة، وتصفية البنية العسكرية لفصائل المقاومة، وفرض قيود مشددة على دخول السلاح والمواد الحيوية إلى غزة، بما يحول القطاع إلى سجن كبير تحت السيطرة الصهيونية.
وإن الولايات المتحدة، كعادتها، تساند الاحتلال بلا قيد أو شرط، وتضغط على بعض الأطراف لفرض تهدئة تحفظ أمن إسرائيل أولًا وأخيرًا، غير مكترثة بحجم الجرائم أو بالدماء التي سالت في غزة. فهي لا تزال تردد شعاراتها الزائفة حول "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، متجاهلة أن الشعب الفلسطيني هو من يدافع عن نفسه في وجه احتلال دموي متوحش.
ولذلك كله سيظل العالم أعورا وظالما ومنافقا رغم إدراكه بعدالة مطالب مقاومة غزة الصامدة ومطالب الشعب الفلسطيني وسيكتب التاريخ أن هذا العالم فيما بقي صامتا على إهانة مؤسساته كانت غزة بالدم تُرغم الاحتلال على احترامها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 4 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
لندن: اليمن أصبح قوة مؤثرة إقليمياً ودولياً
أكدت شركة بريطانية متخصصة في الاستشارات الاستراتيجية، أن اليمن أصبح قوة مستقلة ذات تأثير إقليمي ودولي كبير. وذكرت شركة "Azure Strategy" البريطانية في تقرير لها، أن "اليمنيين باتوا قوة صلبة تعمل باستقلالية، وتؤثر إقليميا ودوليا، ولايمكن تجاهلها". ولفتت الشركة إلى الهزيمة الأمريكية أمام اليمن، قائلةً إن "الرئيس الأمريكي ترامب أعلن فجأة وقفًا لإطلاق النار في مايو بعد أن تبين أن اليمنيين لن يهزموا أو يردعوا". وأكدت أن "صمود اليمنيين في وجه (الحملة) الأمريكية دليل أنهم لا يزالون بمثابة ثقب أسود للحكومات الغربية و(الإسرائيلية)". ونوّهت إلى أنه لا أحد "يعرف حجم ترسانة أسلحة اليمنيين"، مؤكدةً أن اليمن يعمل على صناعة وتطوير أسلحته بنفسه. وأضافت في السياق ذاته أن "المسؤولين الأمريكيين يشيدون بنهجهم المبتكر في تطوير الأسلحة". وفي ختام تقريرها، أكدت الشركة البريطانية المتخصصة في الاستشارات الاستراتيجية، أن "دور اليمنيين الاستباقي في الصراع زاد من صعوبة عزلهم دبلوماسيًا".


اليمن الآن
منذ 9 ساعات
- اليمن الآن
ترامب يطلق آلية تسليح جديدة عبر الناتو: 10 مليارات دولار دعماً لأوكرانيا و"باتريوت" في الطريق
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، بدء تنفيذ آلية تسليح جديدة مع دول حلف الناتو، ستُرسل بموجبها شحنات ضخمة من الأسلحة إلى أوكرانيا عبر الحلفاء الأوروبيين، الذين سيتحملون كامل تكاليفها. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عقب لقائه بالأمين العام للناتو مارك روته، إن "الآلية تمت الموافقة عليها بالكامل، وهي جاهزة للتنفيذ الفوري"، مشيراً إلى أن الأسلحة ستُنقل "فوراً إلى أماكن العمليات القتالية". وفي سياق متصل، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي عن خطة أمريكية لتوريد أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار ضمن المرحلة الأولى من هذه المبادرة. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان ترامب خيبة أمله من نتائج مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا، مؤكدًا قراره تزويد كييف بأنظمة "باتريوت" الدفاعية وأسلحة أخرى متقدمة.


يمنات الأخباري
منذ 11 ساعات
- يمنات الأخباري
ترامب يهدد روسيا بعقوبات في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا خلال 50 يوما
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن واشنطن تنوي فرض رسوم جمركية على روسيا وشركائها التجاريين في حال فشلت موسكو في التوصل لاتفاق بشأن التسوية في أوكرانيا خلال 50 يوما. قال ترامب خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف 'الناتو' مارك روته في البيت الأبيض: 'نحن مستاؤون للغاية منهم [الجانب الروسي]، وسنفرض رسوما جمركية صارمة للغاية في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال 50 يوما. سنفرض رسوما جمركية بنسبة 100% تقريبا. يمكن وصفها بأنها ثانوية'. وأضاف، في إشارة إلى اتفاقيات تسوية النزاع في أوكرانيا: 'كنت أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين'. في يوم 10 يوليو، وعد ترامب بالإدلاء بتصريح في غاية الجدية حول روسيا في يوم 14 يوليو الجاري خلال مقابلة مع قناة 'إن بي سي نيوز' التلفزيونية. وكان ترامب قد أعلن في 8 يوليو أنه يدرس 'بجدية كبيرة' إمكانية تمرير مشروع القانون، الذي قدمته مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أبريل الماضي، بقيادة غراهام وزميله الديمقراطي ريتشارد بلومنثال. ويتضمن المشروع فرض عقوبات ثانوية تطال الشركاء التجاريين لروسيا، بالإضافة إلى رسوم جمركية مرتفعة بنسبة 500% على الواردات القادمة من دول تواصل شراء النفط والغاز واليورانيوم وسلع أخرى من روسيا.