
المشاط: انضمام مصر إلى «بريكس+» يمثل تحولًا إستراتيجيًا في السياسات الاقتصادية والدبلوماسية
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بمنتدى «سانت جالن» السنوي الذي يُقام بجامعة سانت جالين السويسرية، بحضور هينغ سوي كيت، نائب رئيس وزراء جمهورية سنغافورة، والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس والرئيس التنفيذي لشركة SwissRe للضمانات ومشاركة قادة الفكر وصناع القرار ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وذلك لتبادل الرؤى ومناقشة القضايا الملحة التي تشكل ملامح الحاضر وتؤثر على مسارات المستقبل.
وفي كلمتها؛ قالت الدكتورة رانيا المشاط، إن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، إذ يشهد العالم تحولات جذرية في موازين القوى السياسية والاقتصادية، إلى جانب تسارع غير مسبوق في وتيرة التطورات التكنولوجية، وتفاقم التحديات البيئية والمناخية، حيث تعيد هذه التحولات تشكيل النظام العالمي، وتفرض على الحكومات والمؤسسات تبنّي رؤى مرنة واستباقية، وتعاون فعّال يعزز من قدرتها على التكيّف وتحقيق النمو المستدام.
وأكدت «المشاط»، أن مراكز القوى التقليدية أصبحت أكثر ترابطا مع الأسواق الناشئة، وبرزت أنماط جديدة من التفاعل الاقتصادي والسياسي، وهو ما يدفعنا لإعادة النظر في النماذج التنموية والتجارية السائدة، والسعي إلى حلول أكثر شمولية وتكاملاً تتناسب مع طبيعة المرحلة وتعقيداتها.
وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مصر تدرك أهمية المواءمة بين السياسات الوطنية والتوجهات الإقليمية والدولية، لافتة إلى أنه انطلاقا من هذه الرؤية، حرصت الدولة على الانخراط في مبادرات إستراتيجية تعزز من موقعها الجغرافي كمحور ربط بين القارات، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمارات والشراكات التنموية.
وأشارت إلى دور وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المحوري في رسم السياسات الاقتصادية للدولة، وتعزيز الشراكات الدولية بما يضمن توافق المسارات التنموية لمصر مع المتغيرات العالمية، مؤكدة أنه رغم التحديات الاقتصادية العالمية، أظهرت مؤشرات الأداء الاقتصادي المصري تحسنا ملحوظا في الربع الثاني من العام المالي 2024/2025، حيث ارتفع معدل النمو المحلي الإجمالي إلى 4.3%، وقد جاء هذا النمو مدفوعًا بأداء قوي في قطاعات متنوعة على رأسها الصناعات التحويلية غير البترولية، والنقل والتخزين، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة.
ونوهت بأن التنوع في مصادر النمو يؤكد نجاح السياسات الحكومية في تحفيز القطاعات الإنتاجية وتعزيز النمو القائم على الابتكار والشمول، مشيرة إلى إيمان الدولة بأهمية القطاع الخاص كشريك رئيسي في مسيرة التنمية، فقد تبنت الحكومة إصلاحات هيكلية وتشريعية تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وزيادة جاذبية الاستثمار، أسهمت في زيادة الاستثمارات الخاصة مقابل انكماش الاستثمارات الحكومية.
وحول تسريع وتيرة التنمية وتعزيز التكامل الإقليمي والدولي، أشارت «المشاط»، إلى إطلاق الوزارة الإستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، والتي تهدف إلى تعبئة الموارد وربط التمويلات التنموية بالأولويات الوطنية، ويسهم هذا الإطار في توطيد التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الإنمائيين، وتوجيه الموارد نحو القطاعات الحيوية، وعلى رأسها تنمية رأس المال البشري، والتحول الصناعي، وتطوير البنية التحتية المستدامة. كما استعرضت أبرز نتائج المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوفّي».
وفي سياق متصل، ألقت الدكتورة رانيا المشاط، كلمة في جلسة ضمن منتدى سانت جالن، تحت عنوان «المزيد من القوة، المزيد من التحديات؟ مسار الدول الصاعدة في عالم متغير»، حيث أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مسيرة مصر في السنوات الأخيرة كانت ولا تزال مليئة بالطموح والمثابرة، معتمدةً على رؤية واضحة للتنمية المستدامة، مشيرة إلى السعي نحو مستقبل أكثر مرونة واستدامة، رغم الأزمات والضغوط المتعددة التي يواجهها العالم.
وفي هذا الإطار، أوضحت «المشاط»، أن الحكومة المصرية بدأت منذ مارس 2024 تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الشاملة، بهدف تعزيز قدرة الاقتصاد على الصمود امام هذه التحديات والتحول نحو مسار تنموي مستدام، وقد شملت هذه الإصلاحات إعادة هيكلة منظومة الدعم، وتنفيذ سياسة مالية أكثر انضباطًا، والاستثمار في الطاقة المتجددة، مع تحديث سوق العمل، بالإضافة إلى توسيع نطاق التعاون الإقليمي.
كما سلّطت الضوء على أبرز الخطوات التي اتخذتها الدولة، من أجل تحقيق هذه الأهداف الطموحة، ومنها وثيقة سياسة ملكية الدولة، التي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص إلى 65% من إجمالي الاستثمارات بحلول عام 2025، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج دعم مالي بقيمة 8 مليارات دولار لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي وتحقيق مرونة أكبر في سعر الصرف، والإستراتيجية الوطنية للتمويل المتكامل التي أسفرت عن تعبئة أكثر من 12 مليار دولار في شكل تمويلات ميسّرة لدعم الحماية الاجتماعية والتحول الرقمي والنمو الأخضر، مؤكدة أن هذه الجهود تدل على إصرار الدولة المصرية على تحويل الأزمات إلى فرص، ووضع أسس قوية لتنمية شاملة ومستدامة.
وفيما يتعلق بالتحولات الإقليمية، أشارت «المشاط»، إلى أن انضمام مصر إلى تجمع 'بريكس+' يمثل تحولًا إستراتيجيًا في السياسات الاقتصادية والدبلوماسية، فقد أتاح هذا الانضمام لمصر فرصة الاندماج في تحالف يمثل نحو 37% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويضم 46% من سكان العالم، مؤكدة أن من خلال هذه العضوية، أصبحت مصر طرفًا فاعلًا في بنك التنمية الجديد (NDB).
وأوضحت أن هذا المسار يمثل تعزيزًا حقيقيًا للتعاون بين دول الجنوب، ويساهم في تحقيق التكامل الإقليمي ونقل الخبرات ودعم جهود التنمية في الدول النامية، مؤكدة أن الدولة المصرية تواصل التزامها بتنفيذ الإصلاحات الإستراتيجية والمضي قدمًا في مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويحقق النمو الشامل، ويرسخ مكانة مصر في الاقتصاد العالمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة المال
منذ 9 ساعات
- جريدة المال
برلماني: جهود الدولة في تيسير حركة التجارة الخارجية تعزز تنافسية الاقتصاد الوطني
أكد المهندس أحمد عثمان أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، عضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، أن الخطوات المتسارعة التي تتخذها الدولة المصرية لتبسيط وتيسير حركة التجارة الخارجية تُعد إحدى الركائز الأساسية لدعم تنافسية الاقتصاد الوطني وتعزيز قدرته على جذب الاستثمارات وتحقيق معدلات نمو مستدامة، مشيدا بالحوافز الجمركية غير المسبوقة التي أقرها مجلس الوزراء مؤخرًا بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعكس رؤية واضحة نحو اقتصاد أكثر انفتاحا ومرونة. وقال "عثمان"، إن الحزمة التي أعلنت عنها الحكومة، والتي شملت 29 حافزا لتسهيل الإجراءات، تمثل نقلة نوعية في إدارة التجارة الخارجية، خاصة مع التركيز على تقليص زمن الإفراج الجمركي، وتيسير التخليص المسبق، وتأجيل وتقسيط الرسوم الجمركية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد، وهو ما يترجم حرص الدولة على إزالة العقبات أمام المستثمرين والمستوردين والمُصنعين على حد سواء. وأوضح عضو مجلس النواب، أن تلك الإجراءات تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، الأمر الذي يعكس حرص الدولة على تتبنى سياسات اقتصادية محفزة للإنتاج والتصدير، بما يسهم في تقليل فاتورة الاستيراد وزيادة الناتج المحلي، مشيرا إلى أن تفعيل دور القطاع الخاص بات ضرورة وطنية تسعى الدولة إلى تحقيقها من خلال إصلاحات هيكلية حقيقية. ودعا النائب أحمد عثمان، إلى ضرورة المضي قدما في استكمال رقمنة جميع إجراءات الإفراج الجمركي، وتوحيد قواعد بيانات الجهات المعنية بمنظومة التجارة الخارجية، وتكثيف التدريب للعاملين بالمنافذ الجمركية لتعزيز كفاءة التنفيذ، لافتا إلى أهمية تسريع وتيرة العمل في المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة، خاصة مع إضافة نسبة سماح للهالك الصناعي تصل إلى 3%، ما يمنح مزيدا من المرونة للمصنعين ويشجع على التوسع في الإنتاج، وهو ما يبعث برسائل طمأنة للمستثمرين الدوليين حول تحسن مناخ الأعمال في مصر. وشدد "عثمان"، على ضرورة إطلاق حملات ترويجية على المستوى الإقليمي والدولي تبرز ما تحقق من إصلاحات في مجال التجارة والاستثمار، إلى جانب أهمية استمرار تقديم تسهيلات للمُصدرين، خاصة في القطاعات الإنتاجية الواعدة، والعمل على دعم الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية الشاملة لرؤية مصر 2030.


اليوم السابع
منذ 9 ساعات
- اليوم السابع
ميدو: سيتم بناء "برج" بجوار الملاعب داخل الزمالك.. وسنقوم بتعيين مدير مالى
كشف أحمد حسام "ميدو"، عضو لجنة التخطيط بنادي الزمالك ، عن إجراء تغييرات في الأمور المالية داخل القلعة البيضاء خلال الفترة المقبلة. وقال ميدو، في تصريحات لبرنامج "زملكاوي" مع محمد أبوالعلا، المُذاع على قناة الزمالك: "سنقوم بتعيين مدير مالي خاص لقطاع كرة القدم، وسيتم بناء برج بجوار الملاعب لوضع كاميرات لتصوير التدريبات وتحليل أداء اللاعبين، هناك توافق كامل بين لجنة التخطيط ومجلس الإدارة". وأضاف: "يجب علينا جميعا كأبناء نادي الزمالك أن نسانده في هذا التوقيت لكي نعبر هذه المرحلة التي ستشهد عدة تغييرات في أمور كثيرة". وحقق فريق الزمالك الفوز على بتروجت بنتيجة 3 - 1 فى المباراة التى جمعتهما مساء اليوم، السبت، التي جمعتهما اليوم على استاد الكلية الحربية في الجولة الثامنة للمرحلة النهائية لمسابقة الدوري الممتاز. وسجل أهداف المباراة، رشاد المتولى لاعب بتروجت فى الدقيقة 25، وفى الدقيقة 30 سجل حسام عبد المجيد هدف التعادل للزمالك، وسجل شيكابالا أول أهدافه فى الدورى بالدقيقة 90. بهذه النتيجة يرتفع رصيد الزمالك للنقطة 44 فى المركز الثالث بجدول ترتيب الدورى، فيما يتجمد رصيد بتروجت عند النقطة 26 فى المركز الثامن.


جريدة المال
منذ 9 ساعات
- جريدة المال
وزير السياحة: الطلب على الساحل الشمالي يتجاوز الطاقة الحالية
قال الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، إن مصر تشهد طلبًا غير مسبوق على زيارة منطقة الساحل الشمالي، خاصة من دول أوروبا الشرقية وروسيا وكازاخستان. أضاف فتحي خلال لقاء مع الإعلامي خالد ابو بكر في برنامج اخر النهار على فضائية النهار أن هذا الطلب المتزايد تجاوز قدرات مطار العلمين الدولي في بعض أوقات الذروة، ما دفع الوزارة إلى التوصية بتوجيه الرحلات إلى مطاري برج العرب ومرسى مطروح لتخفيف الضغط. وأكد فتحي أن هناك حاجة ملحة لزيادة عدد الفنادق والطاقة الاستيعابية في منطقة الساحل الشمالي، تماشيًا مع الصورة الإيجابية التي تتمتع بها مصر في الأسواق العالمية، ومع الارتفاع الملحوظ في نسب الإشغال وطلبات الحجز. وكشف وزير السياحة عن أن عددًا من الفنادق الجديدة سيتم افتتاحها خلال العام الحالي، في إطار خطة طموحة لرفع الطاقة الفندقية وتوفير خدمات سياحية متكاملة، بما يعزز من قدرة مصر على المنافسة مع الوجهات الدولية الكبرى. وأوضح أن نسب الإشغال في الربع الأول من العام الحالي ارتفعت بنسبة 23% مقارنة بالسنوات الماضية، التي كانت تتراوح فيها نسب النمو بين 5 و6% فقط، وهو ما يدل على تطور حقيقي في القطاع. وأشار إلى أن الأسعار السياحية شهدت كذلك زيادة بمتوسط 30%، نتيجة ارتفاع الطلب وتحسن جودة الخدمات، مضيفًا أن هذه المؤشرات تعكس ثقة الأسواق الخارجية في المقصد السياحي المصري، ونجاح الجهود الحكومية في الترويج والاستثمار في البنية التحتية السياحية.