logo
كيف يجب أن يتعامل لبنان مع "الزمن الإسرائيلي"؟

كيف يجب أن يتعامل لبنان مع "الزمن الإسرائيلي"؟

خرجنا من الزمن الإيراني، لندخل في الزمن الإسرائيلي. ما عادت عبارات الانتصار أو التهديد تلقى آذاناً تصدّقها إن خرجت ممّا سُمّي طيلة عقود "محور الممانعة"، فكُتبت في الساعات الماضية الأسطر الأخيرة من نهايته. يسقط الرأس، بعد أن قُطعت الأذرع، أو تكاد.
كان "طوفان الأقصى" أسوأ قرار يُتّخذ في تاريخ المواجهات بين العرب والعدوّ الإسرائيلي. جاء بعده، في السوء، قرار فتح جبهة إسناد انتهت باستشهاد الآلاف، من بينهم الأمين العام التاريخي لحزب الله، وتدمير قرى وأحياء، وأسر مواطنين، واحتلال أراضٍ، بالإضافة الى خسائر اقتصاديّة كبرى. على الرغم ممّا حصل كلّه، لم يخرج قياديٌّ واحد في حزب الله ليقول "أخطأنا". لا بل خرج كثيرون ليعلنوا الانتصار وليكابروا وليهدّدوا لبنانيّين آخرين بالانتقام...
سقط بعدها بشار الأسد، ودُجّن الحوثي، وحُيّد العراق، وتُدمّر غزة فوق رؤوس أهلها و"حماس"، وبقيت طهران مع خطاب الأوهام نفسه يصدر عن مرشدها الأعلى الذي لا تتفاعل معه في لبنان سوى قلّة من الأبواق وبعض راكبي الدراجات الناريّة الذين جالوا في الضاحية احتفالاً بالردّ الإيراني على إسرائيل. للمفارقة، حصل هذا الاحتفال بعد ساعاتٍ من القضاء على أكثر من ٢٠ قياديّاً بارزاً في إيران، ومن تدمير جزءٍ كبير من قدراتها النوويّة.
نحن إذاً أمام شرقٍ أوسط جديد لن يكون هناك مكانٌ فيه للواهمين والمحتفلين بانتصاراتٍ هي أقرب بكثير إلى الهزائم. شرقٌ أوسط يحكمه بنيامين نتنياهو عبر آلة القتل التي يديرها، والتي تأخذ المنطقة إلى المجهول، بينما حسنتها الوحيدة أنّها كشفت محور الوهم الذي خدعنا طيلة عقود بأنّه قادر على إزالة إسرائيل والصلاة في المسجد الأقصى.
ولكن، أين لبنان من هذا المشهد؟
ما نخشاه أن يكون الخطاب الرسمي، وبعضه سمعناه في الساعات الأخيرة، من خارج الزمن الحالي ولا يواكب التغيير الكبير في المنطقة، ويغفل عمّا ارتكبته إيران بحقّنا، وهي التي خرج منها من كان يقول إنّ لبنان ولاية إيرانيّة.
هل يعني ذلك السير في ركب الزمن الإسرائيلي؟ أبداً، ولكن لا يجوز بعد ألا نعترف بموازين القوى في المنطقة، والعيش بوهم إزالة إسرائيل أو ادّعاء مواجهتها، إن عبر سلاح حزب الله أو حتى الجيش اللبناني. ولنعترف بأنّ التصدّي لإسرائيل وهمٌ أيضاً، لذا يجب البحث عن صياغة علاقة معها حدودها الدنيا الهدنة، وحدودها القصوى السلام والتطبيع.
إن أغفل لبنان الرسمي عن هذا الواقع فسيكون كمن يدفن رأسه في التراب. حينها لن يختلف بعض المسؤولين كثيراً عن راكبي الدراجات الناريّة الذين احتفلوا مساء أمس بما اعتبروه انتصاراً آخر.
ماذا نسمّي المهزومين الذين يحتفلون بالانتصار؟
داني حداد - mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تستهدف منشآت الغاز الإيرانية.. بأول هجوم من نوعه
إسرائيل تستهدف منشآت الغاز الإيرانية.. بأول هجوم من نوعه

المدن

timeمنذ 36 دقائق

  • المدن

إسرائيل تستهدف منشآت الغاز الإيرانية.. بأول هجوم من نوعه

شنّت إسرائيل اليوم السبت، غارات جوية استهدفت منشآت طاقة حيوية في محافظة بوشهر الإيرانية المطلة على الخليج، في تصعيد جديد ضمن المواجهة العسكرية المستمرة بين الجانبين. ونُفذ الهجوم عبر طائرات مسيّرة استهدفت منشآت حقل "بارس الجنوبي" للغاز، في ميناء كنغان، أحد أكبر مشاريع الغاز في إيران، ما أدى إلى اندلاع حريق واسع، تزامناً مع دوي انفجار قوي في المنطقة. وطاول الهجوم مصفاة "فجر جام" ومصفاة عسلوية، في وقت هرعت فيه سيارات الإطفاء إلى المواقع المستهدفة لمحاولة احتواء الحريق، ولم تعلن السلطات الإيرانية عن حجم الخسائر أو وقوع إصابات، فيما امتنع الجيش الإسرائيلي عن الإدلاء بأي تعليق رسمي. وتعدّ هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها محافظة بوشهر منذ بدء الضربات الإسرائيلية الأخيرة، ما يشير إلى توسيع نطاق الأهداف لتشمل البنية التحتية الحيوية للطاقة، في تطور لافت على صعيد التصعيد العسكري. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل دخلت "مرحلة المواجهة الوجودية" مع النظام الإيراني، مؤكداً أن الضربات التي نُفذت خلال الساعات الماضية "حققت إنجازاً كبيراً" باستهداف مواقع نووية وعسكرية حساسة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 70 طائرة حربية شاركت في الهجمات، التي مكنته من تحقيق "حرية الحركة في الأجواء الإيرانية" من غرب البلاد وصولاً إلى طهران.

بشأن اللبنانيين العالقين في الخارج.. بيانٌ من "الخارجية"
بشأن اللبنانيين العالقين في الخارج.. بيانٌ من "الخارجية"

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 42 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

بشأن اللبنانيين العالقين في الخارج.. بيانٌ من "الخارجية"

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، اليوم السبت، أنها تتابع موضوع اللبنانيين العالقين في الخارج، وذلك إثر التطورات الأمنية الأخيرة التي أدّت إلى عرقلة حركة الطيران من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي، مما تسبب بتأخير عودة العديد من المواطنين اللبنانيين بفعل إلغاء العديد من الرحلات المتجهة إلى لبنان. وذكرت الوزارة أنها تقوم بالاتصالات اللازمة مع الجهات المختصة لتسريع عودتهم بالوسائل الممكنة وفق معايير السلامة التي يقع حسن تقديرها ضمن اختصاص تلك الجهات. كذلك، قالت الوزارة إنها تتابع المعطيات ذات الصلة عبر بعثاتها الدبلوماسية في الخارج للوقوف على أوضاع الرعايا المعنيين حيثما تدعو الحاجة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

هجمات إسرائيل تطال البنى التحتية للطاقة في إيران!
هجمات إسرائيل تطال البنى التحتية للطاقة في إيران!

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

هجمات إسرائيل تطال البنى التحتية للطاقة في إيران!

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت، بأن حقل "فارس الجنوبي" الغازي تعرّض لهجوم يُعتقد أنه إسرائيلي، أسفر عن اندلاع حريق في أحد أقسامه، في وقت تعمل فرق الإطفاء حالياً على السيطرة على النيران. ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن مصادر محلية وشهود عيان أن الهجوم تم بواسطة طائرة مسيّرة صغيرة، يُرجّح أنها من نوع "درون". وكانت قد أطلقت إسرائيل، فجر يوم أمس الجمعة، عملية عسكرية ضد أهداف داخل إيران حملت اسم "الأسد الصاعد"، واستهدفت مواقع حساسة، من بينها منشآت نووية وشخصيات عسكرية بارزة. وفي خطاب تلفزيوني، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية الأسد الصاعد، وهي عملية عسكرية محددة الهدف لدحر التهديد الإيراني الذي يُهدد وجود إسرائيل"، مضيفًا أن "العملية ستستمر لأيام عديدة لإزالة هذا التهديد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store