
ردود غاضبة في إسرائيل على رئيس حزب اتهمها بقتل أطفال غزة "هواية"
قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يئير غولان، اليوم الثلاثاء، بشأن حرب الإبادة على قطاع غزة إن "دولة عاقلة لا تقتل الأطفال هواية"، ما أثار عاصفة انتقادات في دولة الاحتلال، في محاولة لتبرير جرائم قتل الفلسطينيين.
وكان غولان، الذي يعتبر نفسه، صهيونياً يسارياً، من أوائل من حملوا السلاح وتوجهوا إلى منطقة غلاف غزة للقتال في
السابع من أكتوبر
/ تشرين الأول 2023 عقب عملية طوفان الأقصى، كما سبق أن أطلق تصريحات دموية من مناطق على الحدود اللبنانية، وانتقد التوصل إلى تسوية مع لبنان.
وأضاف غولان، في حديث لإذاعة "كان ريشت بيت"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، معلّقاً على الانتقادات والتحذيرات الدولية ل
إسرائيل
، أن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، مثل جنوب أفريقيا في فترة سابقة، إذا لم تعد لتتصرف تصرف دولة عاقلة. دولة عاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً تتعلق بتهجير السكان".
واعتبر غولان، أنّ "هذه الأمور مروّعة ببساطة، ولا يمكن أن نكون نحن، أبناء الشعب اليهودي، الذين تعرضنا للاضطهاد والمذابح عبر تاريخنا، وكنا دائماً نموذجاً للمبادئ الأخلاقية والإنسانية اليهودية، نحن من يتخذ خطوات لا يقبلها العقل على الإطلاق". ووجّه غولان انتقاداً مباشراً للحكومة الإسرائيلية، قائلاً إنها "مليئة بشخصيات لا علاقة لها باليهودية إطلاقاً"، مضيفاً "لقد أنهينا العملية العسكرية لكسر القوة العسكرية لـ"حماس" في مايو /أيار ويونيو /حزيران من العام الماضي. منذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة تقل فيها الأهداف العسكرية الاستراتيجية وتزداد فيها الأهداف السياسية، أي بقاء هذه الحكومة. أولاً وقبل كل شيء، يجب إعادة جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) إلى الديار. سنعرف كيف نحاسب حماس حتى بعد عامين، أو ثلاثة، أو خمسة، أو عشرة".
وأثارت تصريحات غولان ردات فعل غاضبة في إسرائيل، إذ دان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما قال إنه "التحريض الجامح الذي أطلقه غولان". وأضاف: "بينما نخوض حرباً متعددة الجبهات، ونقود جهوداً دبلوماسية معقّدة لتحرير مختطفينا وهزيمة حماس، يردد غولان ورفاقه في اليسار الراديكالي، أبشع الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل. لا حدود للانحطاط الأخلاقي".
بدوره، علّق وزير الخارجية
جدعون ساعر
بأن "الافتراء الدموي الذي أطلقه يئير غولان ضد دولة إسرائيل وجيشها لن يُغتفر. ما قاله غولان سيكون بلا شك وقوداً لنيران معاداة السامية في العالم، وذلك في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل من أجل بقائها ضد تحالف يسعى لتدميرها".
رصد
التحديثات الحية
واشنطن بوست: أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تنه الحرب
من جانبه، دعا عضو الكنيست الإسرائيلي إسحاق كروزر، المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، إلى تقديم غولان للمحاكمة "بشبهة التحريض". وقال: "لا يمكن السماح لشخص يصف جنود الجيش الإسرائيلي بالقتلة، ويشوّه سمعة دولة إسرائيل بهذه الطريقة الفظة، بالبقاء دون مساءلة قانونية". بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "يبدو أن يائير غولان أخذ صفحة الرسائل الخاصة بالمتحدث باسم حماس وتبناها لنفسه، حيث كان شغفه الوحيد دائماً هو نشر افتراءات الدم ومعاداة السامية ضد إسرائيل. يائير، عليك أن تخجل من نفسك".
وعلّق وزير الأمن
يسرائيل كاتس
أيضاً قائلاً إن "من قارن المجتمع الإسرائيلي سابقاً بالنظام النازي، ويطلق الآن افتراءات ويشوه سمعة دولة إسرائيل وجيشها أثناء الحرب، يجب استبعاده من الحياة العامة". كما هاجم وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير، تصريحات غولان، معتبراً أن "الادعاء بأن إسرائيل تقتل الأطفال هواية، هو كذب بغيض وإهانة خطيرة لأخلاقيات القتال الخاصة بالجيش الإسرائيلي، ولطبيعة دولة إسرائيل. دولة إسرائيل، من خلال جنود الجيش الإسرائيلي، تحارب عدواً وحشياً...".
وهاجم رئيس المعارضة يئير لبيد تصريحات غولان، قائلاً: "جنودنا هم أبطال يدافعون عن حياتنا. الادعاء بأنهم يقتلون الأطفال كهواية هو خاطئ وهو هدية لأعدائنا. أنا أدعم الجيش الإسرائيلي وجنوده وأدين هذا التصريح". وكتب وزير الأمن السابق يوآف غالانت، من جهته، عبر حسابه على منصة إكس: "ليس السؤال كيف أصبح جنرال متقاعد عنصراً معادياً للجيش الإسرائيلي، بل كيف أصبح شخص معادٍ للجيش الإسرائيلي جنرالاً".
من جانبه، دعا رئيس "المعسكر الرسمي" المعارض، بني غانتس، يئير غولان إلى التراجع عن تصريحاته والاعتذار. وقال غانتس: "جنود الجيش الإسرائيلي لا يقتلون الأطفال هواية"، معتبراً أن "هذه التصريحات ليست فقط مستفزة، وكاذبة، ومتطرفة، بل إنها أيضاً تعرّض حرية جنودنا الأبطال للخطر، أمام القضاء الدولي. وشدد غانتس على أن "دولة إسرائيل تخوض الحرب الأكثر عدالة منذ تأسيسها، وتتصرف وفقاً للمعايير الدولية وأعلى القيم الأخلاقية. ومن يدرك ذلك أكثر من غولان، الذي كان نائب رئيس أركان سابقاً". واختتم حديثه بدعوة مباشرة لغولان قائلاً: "تراجع عن تصريحك يا يئير واعتذر، لم يفت الوقت بعد".
غولان يردّ على الانتقادات
وردّ غولان على العاصفة التي أثارتها تصريحاته، دون الاعتذار عن كلامه رغم مطالبته بذلك. وقال: "لقد جرّبنا نهج (بني) غانتس في التودد لنتنياهو، و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش وبن غفير، وقد فشل ذلك". وأضاف: "كان المقصود في كلامي واضحاً: هذه الحرب هي تحقيق لأوهام بن غفير وسموتريتش. وإذا سمحنا لهما بتحقيقها، سنصبح دولة منبوذة".
وتابع: "لقد حان الوقت لأن يكون لدينا عمود فقري من الفولاذ الصلب. يجب أن نتمسك بقيمنا بصفتنا دولة صهيونية، يهودية وديمقراطية". وأضاف: "جنود الجيش الإسرائيلي هم أبطال، وزراء الحكومة فاسدون. الجيش الإسرائيلي أخلاقي، والشعب مستقيم، لكن الحكومة منحرفة. يجب إنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، وإعادة بناء إسرائيل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"والاه": ترامب طلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة
نقل موقع "والاه" العبري عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، قولهما إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بإحباط متزايد من استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأضاف المسؤلان أن الرئيس الأميركي عبر عن "فزعه" من معاناة الأطفال الفلسطينيين في القطاع. وبحسب المسؤولَين، فقد بعث ترامب برسائل مباشرة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبه فيها بـ"العمل على إنهاء" الحرب. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب "يريد إنهاء الحرب، وعودة الرهائن، واستئناف دخول المساعدات، وبدء إعادة إعمار غزة"، مضيفاً أن الجمود في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، والوضع الميداني المتدهور، دفعا نائب الرئيس جي دي فانس إلى إلغاء زيارة كانت مقررة إلى تل أبيب هذا الأسبوع. من جهته، أوضح المسؤول الثاني أن "هناك الكثير من الإحباط من استمرار هذه الأزمة لفترة طويلة". وأضاف أن قرار ترامب بالتصرف بشكل أحادي لإطلاق سراح عيدان ألكسندر بدلًا من انتظار اتفاق بين إسرائيل وحماس نابع من هذا الإحباط. وبحسب المصادر ذاتها، فإن ترامب "يرى أن زيارته للشرق الأوسط لقيت نجاحاً باهراً، لكنه يرى الحرب في غزة أزمة تعيق خططه للمنطقة". وقال المسؤول الأول: "يرى الرئيس فرصة حقيقية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط، لكن الحرب في غزة هي آخر بؤرة اشتعال، ويريد لها أن تنتهي". وأشار مسؤول آخر إلى أن "الحرب في غزة أصبحت تشتت ترامب عن مشاريع أخرى يريد المضي قدماً فيها، لكنه لا يستطيع ذلك في ظل استمرار الصراع". أخبار التحديثات الحية بريطانيا تستدعي سفيرة إسرائيل وتعلّق مفاوضات التجارة بسبب حرب غزة وكانت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية قد أفادت، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، بأن صبر ترامب تجاه نتنياهو بدأ ينفد وأنه قد يطالبه بتحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 15 يناير 2025 في 15 يناير/ كانون الثاني 2025، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطرية مصرية أميركية. . واعتبرت الصحيفة العبرية أن ترامب لم ينتقد إسرائيل علناً بعد، لكن كل المؤشرات تدل على أن البيت الأبيض على وشك تغيير نبرته، ونقلت عن مصادر، لم تسمها، قولها إن مقرّبين من ترامب يتحدثون عن تحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة. كذلك، أفادت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية تفكر كذلك بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت إلى البيت الأبيض، الذي تمنحه استطلاعات الرأي حظوظاً كبيرة في حال ترشحه للانتخابات الاسرائيلية المقبلة وبحسب مصادر، وصفتها الصحيفة بأنها تعمل على خط تل أبيب واشنطن، سيطلب ترامب من إسرائيل في مرحلة معينة تحديد موعد لإنهاء الحرب، وأنه غير مستعد لاستمرارها إلى الأبد. كذلك أوضح مسؤول أن التفكير في دعوة نفتالي بينت هو للتعبير عن مدى إحباط الإدارة الأميركية من نتنياهو. ونقلت يسرائيل هيوم عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن "هذه الإدارة (الأميركية) داعمة (لإسرائيل)، ولكن لا يدور الحديث عن الأشخاص أنفسهم الذين كانوا في الولاية الأولى (لترامب)"، مضيفاً أنّ "على إسرائيل أن تدرك ذلك".


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
"مِس ريتشل" ترد على منتقدي دعمها أطفال غزة: الصمت لم يكن خياراً
ردّت "مِس ريتشل" على الانتقادات وحملات هجومية طاولتها الشهر الماضي من مؤيدي إسرائيل، بسبب دفاعها المستمر عن أطفال غزة ، واصفةً الاتهامات لها بالترويج لدعاية حركة حماس بـ"الكذب الصريح". واشتهرت "مِس ريتشل" على منصات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، من خلال تقديمها مقاطع مصورة لتعليم الأطفال أو تقديم النصح للأهل، بوجه طفولي مبتسم. لكن الجمهور انقسم حول الممثلة الأميركية في الفترة الماضية، لأنها اتخذت موقفاً صريحاً ضد الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. منذ العام الماضي، بدأت "مِس ريتشل"، واسمها الحقيقي ريتشل أكورسو، بالتحدث عن المآسي التي يواجهها أطفال غزة جراء العدوان الإسرائيلي في تغيير جذري عن الصورة التي صنعت شهرتها، وهي التحدث بأسلوب طفولي محبب وهي ترتدي زيّاً من الجينز وتلف رأسها بربطة زهرية اللون. في مايو/أيار 2024، أطلقت "مِس ريتشل" حملة جمعت خلالها 50 ألف دولار لصالح منظمة سايف ذا تشيلدرن. وتحدثت بتأثر بالغ عن تعليقات قاسية و"تنمّر" تعرضت له عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهام منتقديها لها باتخاذ موقف منحاز مناهض لإسرائيل. كتبت أكورسو رداً على ذلك أن "الأطفال الفلسطينيين، الأطفال الإسرائيليين، الأطفال في الولايات المتحدة، الأطفال المسلمين، اليهود، المسيحيين. كل الأطفال، في أي بلد كانوا، لا أحد مستثنى من حق الحياة". "مِس ريتشل" تتمسك بدعم أطفال غزة لكن ذلك، لم يخفف من وقع الاتهامات المتزايدة لها بمعاداة السامية أو مناهضة إسرائيل. في إبريل/نيسان الماضي، طلبت مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل من وزيرة العدل الأميركية، بام بوندي، فتح تحقيق بشأن ما إذا كانت أكورسو "تتلقى تمويلاً من طرف خارجي للترويج لدعاية مناهضة لإسرائيل بهدف تضليل الرأي العام". كذلك، اتهمتها منظمة أوقفوا معاداة السامية (StopAntisemitism) بأنها تعمل على ترويج "دعاية حماس"، وإن كانت قد أقرّت بأن أكورسو نشرت فيديوهات داعمة لأطفال إسرائيليين منهم أرييل وكفير بيباس، أصغر الرهائن سناً، واللذان لقيا حتفهما في قطاع غزة. من جهتها، وصفت "مسِ ريتشل" في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، الأربعاء الماضي، الاتهامات الموجهة لها بالترويج لدعاية "حماس" بأنها "أمر عبثي" و"كذب صريح". ونقلت عنها الصحيفة الأميركية قولها: "الحقيقة المؤلمة... هي أن آلاف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة قتلوا وما زالوا يقتلون، ويتعرّضون للتشويه والتضوّر جوعاً. من الخطأ الاعتقاد بأن الاهتمام بمجموعة من الأطفال يحول دون اهتمامنا بمجموعة أخرى من الأطفال". وفي مقابلة أجرتها مع الصحافي الأميركي البريطاني، مهدي حسن، مطلع الأسبوع الماضي، رأت الممثلة البالغة 42 عاماً، وهي أم لولدين، أن "عدم قول أي شيء هو ما يجب أن يثير الجدل"، وعبّرت عن خيبة أملها من الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها بسبب حملات جمع التبرعات والمناصرة التي تقوم بها لمساندة الأطفال في القطاع الفلسطيني. وأضافت: "من المحزن أن يحاول الناس إثارة الجدل ضد من يرفع الصوت دفاعاً عن أطفال يتعرضون لمعاناة لا تقاس. الصمت لم يكن خياراً بالنسبة لي". سلّط هذا الاندفاع الضوء على الشخصية المحبوبة التي دخلت بابتسامتها العريضة ووجها البشوش، قلوب ومنازل ملايين من العائلات في الولايات المتحدة، وأصبحت من أبرز الوجوه على منصات التواصل الاجتماعي التي تقدم النصائح لمرحلة الطفولة المبكرة. في الوقت الحالي، يناهز عدد متابعي "مِس ريتشل" على منصة يوتيوب 15 مليون شخص. نجوم وفن التحديثات الحية "مِس ريتشل" تغضب جماعة مؤيدة للاحتلال انقسام أميركي متزايد يأتي الجدل حول الممثلة في وقت تزداد حدة الأزمة الإنسانية في غزة، مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس/آذار الماضي إلى القطاع المحاصر، ما أثار انتقادات دولية لاذعة لدولة الاحتلال التي قالت إنها ستعاود السماح بدخول "كمية أساسية" من المعونات. لفتت "فرانس برس" إلى أن الانتقادات المثارة حول فيديوهات "مِس ريتشل" التي تتطرق إلى معاناة الأطفال في غزة تعكس الانقسام العمودي في الولايات المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع، من الجامعات إلى المؤسسات الخاصة والمجتمع بشكل عام. ومنذ بدء حربها على القطاع، قتلت إسرائيل أكثر من 53 ألف فلسطيني، من بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة غزة. ألغت "مِس ريتشل" إمكانية التعليق على بعض منشوراتها الداعمة لأطفال غزة، لكن المستخدمين لجأوا إلى منشوراتها الأخرى للتعبير عن آراء متفاوتة، فبينما كتب أحد المستخدمين: "أحب برنامجك وليس سياستك"، اعتبر آخر أن "مِس ريتشل كنز وطني". ودافعت بعض الشخصيات عن "مِس ريتشل"، مثل تومي فيتور الذي كان ضمن فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ويعمل حالياً مقدم بودكاست. كتب فيتور أن "معاداة السامية مشكلة حقيقية، والإدلاء بهذه التعليقات (بحق مِس ريتشل) بشكل خبيث... لغايات سياسية، يجعل الأمور أسوأ". وعلى الرغم من كل الانتقادات تمسكت ريتشل أكورسو بمواقفها الداعمة لأطفال غزة، ونشرت مؤخراً صورة برفقة الطفلة رهف البالغة ثلاثة أعوام التي فقدت ساقيها في الحرب، وكتبت: "نعلم أن معاملة الأطفال كما يحصل في غزة ليست أمراً صائباً أخلاقياً. نعلم ذلك في قلوبنا وأرواحنا"، متوجهةً بالقول إلى "القادة الملتزمين الصمت الذين لا يساعدون هؤلاء الأطفال، يجب أن تشعروا بالعار. صمتكم سيبقى في الذاكرة". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
ردود غاضبة في إسرائيل على رئيس حزب اتهمها بقتل أطفال غزة "هواية"
قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يئير غولان، اليوم الثلاثاء، بشأن حرب الإبادة على قطاع غزة إن "دولة عاقلة لا تقتل الأطفال هواية"، ما أثار عاصفة انتقادات في دولة الاحتلال، في محاولة لتبرير جرائم قتل الفلسطينيين. وكان غولان، الذي يعتبر نفسه، صهيونياً يسارياً، من أوائل من حملوا السلاح وتوجهوا إلى منطقة غلاف غزة للقتال في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 عقب عملية طوفان الأقصى، كما سبق أن أطلق تصريحات دموية من مناطق على الحدود اللبنانية، وانتقد التوصل إلى تسوية مع لبنان. وأضاف غولان، في حديث لإذاعة "كان ريشت بيت"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، معلّقاً على الانتقادات والتحذيرات الدولية ل إسرائيل ، أن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، مثل جنوب أفريقيا في فترة سابقة، إذا لم تعد لتتصرف تصرف دولة عاقلة. دولة عاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً تتعلق بتهجير السكان". واعتبر غولان، أنّ "هذه الأمور مروّعة ببساطة، ولا يمكن أن نكون نحن، أبناء الشعب اليهودي، الذين تعرضنا للاضطهاد والمذابح عبر تاريخنا، وكنا دائماً نموذجاً للمبادئ الأخلاقية والإنسانية اليهودية، نحن من يتخذ خطوات لا يقبلها العقل على الإطلاق". ووجّه غولان انتقاداً مباشراً للحكومة الإسرائيلية، قائلاً إنها "مليئة بشخصيات لا علاقة لها باليهودية إطلاقاً"، مضيفاً "لقد أنهينا العملية العسكرية لكسر القوة العسكرية لـ"حماس" في مايو /أيار ويونيو /حزيران من العام الماضي. منذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة تقل فيها الأهداف العسكرية الاستراتيجية وتزداد فيها الأهداف السياسية، أي بقاء هذه الحكومة. أولاً وقبل كل شيء، يجب إعادة جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) إلى الديار. سنعرف كيف نحاسب حماس حتى بعد عامين، أو ثلاثة، أو خمسة، أو عشرة". وأثارت تصريحات غولان ردات فعل غاضبة في إسرائيل، إذ دان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما قال إنه "التحريض الجامح الذي أطلقه غولان". وأضاف: "بينما نخوض حرباً متعددة الجبهات، ونقود جهوداً دبلوماسية معقّدة لتحرير مختطفينا وهزيمة حماس، يردد غولان ورفاقه في اليسار الراديكالي، أبشع الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل. لا حدود للانحطاط الأخلاقي". بدوره، علّق وزير الخارجية جدعون ساعر بأن "الافتراء الدموي الذي أطلقه يئير غولان ضد دولة إسرائيل وجيشها لن يُغتفر. ما قاله غولان سيكون بلا شك وقوداً لنيران معاداة السامية في العالم، وذلك في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل من أجل بقائها ضد تحالف يسعى لتدميرها". رصد التحديثات الحية واشنطن بوست: أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تنه الحرب من جانبه، دعا عضو الكنيست الإسرائيلي إسحاق كروزر، المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، إلى تقديم غولان للمحاكمة "بشبهة التحريض". وقال: "لا يمكن السماح لشخص يصف جنود الجيش الإسرائيلي بالقتلة، ويشوّه سمعة دولة إسرائيل بهذه الطريقة الفظة، بالبقاء دون مساءلة قانونية". بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "يبدو أن يائير غولان أخذ صفحة الرسائل الخاصة بالمتحدث باسم حماس وتبناها لنفسه، حيث كان شغفه الوحيد دائماً هو نشر افتراءات الدم ومعاداة السامية ضد إسرائيل. يائير، عليك أن تخجل من نفسك". وعلّق وزير الأمن يسرائيل كاتس أيضاً قائلاً إن "من قارن المجتمع الإسرائيلي سابقاً بالنظام النازي، ويطلق الآن افتراءات ويشوه سمعة دولة إسرائيل وجيشها أثناء الحرب، يجب استبعاده من الحياة العامة". كما هاجم وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير، تصريحات غولان، معتبراً أن "الادعاء بأن إسرائيل تقتل الأطفال هواية، هو كذب بغيض وإهانة خطيرة لأخلاقيات القتال الخاصة بالجيش الإسرائيلي، ولطبيعة دولة إسرائيل. دولة إسرائيل، من خلال جنود الجيش الإسرائيلي، تحارب عدواً وحشياً...". وهاجم رئيس المعارضة يئير لبيد تصريحات غولان، قائلاً: "جنودنا هم أبطال يدافعون عن حياتنا. الادعاء بأنهم يقتلون الأطفال كهواية هو خاطئ وهو هدية لأعدائنا. أنا أدعم الجيش الإسرائيلي وجنوده وأدين هذا التصريح". وكتب وزير الأمن السابق يوآف غالانت، من جهته، عبر حسابه على منصة إكس: "ليس السؤال كيف أصبح جنرال متقاعد عنصراً معادياً للجيش الإسرائيلي، بل كيف أصبح شخص معادٍ للجيش الإسرائيلي جنرالاً". من جانبه، دعا رئيس "المعسكر الرسمي" المعارض، بني غانتس، يئير غولان إلى التراجع عن تصريحاته والاعتذار. وقال غانتس: "جنود الجيش الإسرائيلي لا يقتلون الأطفال هواية"، معتبراً أن "هذه التصريحات ليست فقط مستفزة، وكاذبة، ومتطرفة، بل إنها أيضاً تعرّض حرية جنودنا الأبطال للخطر، أمام القضاء الدولي. وشدد غانتس على أن "دولة إسرائيل تخوض الحرب الأكثر عدالة منذ تأسيسها، وتتصرف وفقاً للمعايير الدولية وأعلى القيم الأخلاقية. ومن يدرك ذلك أكثر من غولان، الذي كان نائب رئيس أركان سابقاً". واختتم حديثه بدعوة مباشرة لغولان قائلاً: "تراجع عن تصريحك يا يئير واعتذر، لم يفت الوقت بعد". غولان يردّ على الانتقادات وردّ غولان على العاصفة التي أثارتها تصريحاته، دون الاعتذار عن كلامه رغم مطالبته بذلك. وقال: "لقد جرّبنا نهج (بني) غانتس في التودد لنتنياهو، و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش وبن غفير، وقد فشل ذلك". وأضاف: "كان المقصود في كلامي واضحاً: هذه الحرب هي تحقيق لأوهام بن غفير وسموتريتش. وإذا سمحنا لهما بتحقيقها، سنصبح دولة منبوذة". وتابع: "لقد حان الوقت لأن يكون لدينا عمود فقري من الفولاذ الصلب. يجب أن نتمسك بقيمنا بصفتنا دولة صهيونية، يهودية وديمقراطية". وأضاف: "جنود الجيش الإسرائيلي هم أبطال، وزراء الحكومة فاسدون. الجيش الإسرائيلي أخلاقي، والشعب مستقيم، لكن الحكومة منحرفة. يجب إنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، وإعادة بناء إسرائيل".