
كيف يسعى المغرب إلى تعزيز نفوذه في القارة الافريقية عام 2028؟
أعلن المشروع في خطاب للملك محمد السادس عام 2023. جاء فيه 'نقترح إطلاق مبادرة على المستوى الدولي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي'. الذي يمتد على سواحل الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
تهدف الرباط بذلك إلى تعزيز نفوذها في القارة الافريقية وفي نفس الوقت إعطاء دفعة أقوى للتنمية في الإقليم المتنازع عليه، الأقرب جغرافيا لبلدان الساحل. بينما تمر علاقات الجزائر مع تلك البلدان بفترة توتر.
طرح المشروع في سياق تحولات في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وهي بلدان غنية بالموارد الطبيعية تشكل تحالفا في ما بينها وتحكمها أنظمة عسكرية وصلت إلى السلطة إثر انقلابات بين عامي 2020 و2023. وتقاربت مع روسيا بعد تخليها عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.
على إثر تلك التحولات، اتخذ الاتحاد الإفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) قرارات زادت من عزلة البلدان الثلاثة.
وقال وزير خارجية النيجر باكاري ياوو سانغاري عقب استقباله رفقة وزيري خارجية بوركينا فاسو ومالي من قبل الملك محمد السادس في الرباط نهاية أبريل، إن المغرب كان 'من أول البلدان التي وجدنا لديها تفهما في وقت كان تجمع إكواس وبلدان أخرى على وشك شن حرب علينا'.
وأعرب الوزراء الثلاثة يومها عن التزام بلدانهم 'بتسريع' تنفيذ المشروع.
مثلث
شكلت هذه الدول الثلاث في سبتمبر 2023 تحالف دول الساحل.
تعتمد البلدان الثلاثة حاليا على موانئ في عدة بلدان من إكواس (بنين وتوغو والسنغال وساحل العاج وغانا). لكن توتر علاقاتها مع هذا المجموعة يمكن أن يهدد وصولها إلى مرافئه.
وتعيش أيضا توترا على حدودها الشمالية مع الجزائر، حيث أعلنت مطلع أبريل استدعاء سفرائها لدى هذا البلد. الذي اتهمته بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة لجيش باماكو في شمال الأراضي المالية، قرب الحدود الجزائرية في نهاية مارس.
إلى هذا السياق تضيف الباحثة في الجامعة الدولية للرباط بياتريس ميزا أيضا 'فشل' العمليات الأوروبية خلال الأعوام الأخيرة في المنطقة على غرار عملية برخان.
وترى أن المغرب، الذي يشكل ما يشبه 'مثلثا' مع إفريقيا والغرب، بصدد 'الاستفادة من تلك الإخفاقات من خلال تقديم نفسه كشريك موثوق لأوروبا' والقارة الافريقية على حد سواء.
لكن وبعد إعلان هذا المشروع يبقى السؤال عن مدى الجدوى والتمويل.
مراحل يجب قطعها
يحتمل بأن تساهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول خليجية في تمويل المشروع، وفق تقرير لمجلة 'أفريك أون موفمون' المغربية المتخصصة. وهي دول أعلنت رسميا تأييدها للفكرة.
وسيكون عبارة عن شبكة طرق تربط كلا من تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا بالمغرب. وسيكلف شقها نحو مليار دولار، بحسب رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي عبد المالك العلوي.
حتى الآن لا يزال المسار المفترض لهذه الطرق غير واضح حيث تبعد تشاد عن المغرب نحو 3 آلاف كيلومتر. وتبدو أيضا 'أقل انخراطا نوعا ما في المشروع' مقارنة بالتحالف الثلاثي. وفق رئيس المركز الدولي للدراسات والتفكير حول الساحل صديق أبا.
ويضيف هذا الخبير النيجيري 'ما تزال هناك مراحل يجب قطعها' على طريق تنفيذ المشروع، ما دام أن 'شبكة الطرق أو السكك الحديدية غير موجودة حاليا'. مشيرا أيضا إلى قلة عدد السيارات في بلدان المنطقة.
ووفقا لرضا اليموري من 'مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد'، فإن 'طريقا بريا جديدا' بين المغرب وموريتانيا أصبح 'قريبا من الإنجاز'. وتعمل نواكشوط على أراضيها لضمان استمرارية الممر.
لكن مشروع الطرق يعتمد بشكل أساسي على الأمن في الساحل، بحسب العلوي. لأنه 'إذا حدثت مناوشات، فبحكم الأمر الواقع، تتوقف أعمالك'. علما بأن المنطقة تعاني من هجمات جهادية مستمرة.
وأما في ما يتعلق بالتصدير والاستيراد، سيكون ميناء المياه العميقة المستقبلي 'الداخلة الأطلسي'. المصمم في إطار ديناميكية تطوير الصحراء الغربية، متاحا للمبادرة المغربية.
تم إطلاق هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 1,2 مليار يورو في نهاية العام 2021. ويقع في العركوب بقلب المنطقة. واكتمل بنسبة 38%، على أن يدخل حيّز التشغيل في العام 2028.
أ ف ب
لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. يمكنكم أيضا الاشتراك على منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ ساعة واحدة
- هبة بريس
السفير سعيد موسى.. أقدام الربح على الدبلوماسية المغربية
محمد منفلوطي – هبة بريس يبدو أن رجل الدبلوماسية الجزائرية 'سعيد موسى' تحول إلى قدم ربح لدى الدبلوماسية المغربية، فالرجل أينما حل وارتحل إلا وأعقبته اعترافات رسمية بمغربية الصحراء. فبدءا من اسبانيا، مرورا بفرنسا وصولا إلى البرتغال، يبقى الرجل فال خير وبركة على الانتصارات الدبلوماسية المغربية التي حققتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس حفظه الله. كتب عمر الشرقاوي المحلل السياسي والأستاذ الجامعي تدوينة طالب من خلالها نظام 'تبون' تعيين سعيد موسى سفيرا لدى الدول التي لازالت لم تعترف بمغربية الصحراء. وقال الشرقوي: 'إننا نحن المغاربة نطالب بل نناشد ونستحلف بالله قصر المرادية بتعيين موسى سعيد لدى جنوب افريقيا وفينزويلا والموزمبيق وباقي الدول الداعمة للانفصال'. لمن لايعرف سعيد موسى، يقول الشرقاوي، إنه أسوأ شخص وأشرسهم في نظام تبون، ومن سوء طالعه فهو بركة على المغرب وأقدامه أقدام خير على المملكة المغربية أينما حل وارتحل. فالرجل عين سفيرا للجزائر بإسبانيا في 2021 وبعد مرور سنة على تسلمه لمهامه بعث 'بيدرو سانشيز' رئيس الحكومة الاسبانية للملك محمد السادس رسالة تاريخية تتضمن موقف اعتراف بمغربية الصحراء، فاضطرت الجزائر إلى استدعاء'سعيد موسى في مارس 2022 احتجاجا على الموقف الاسباني. وأضاف الشرقاوي أن موسى ظل عاطلا عن العمل الديبلوماسي حتى نهاية 2022، حيث عينه تبون سفيرا للجزائر بباريس، وبما أن أقدامه أقدام خير وبركة على المغرب أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في فبراير 2024، عن دعمه للموقف المغربي وتأييده للحكم الذاتي كخيار وحيد لحل قضية الصحراء المغربية، حيث اضطر تبون مرة أخرى لاستدعاء المنحوس موسى من سفارة باريس، حيث كلفه بعد شهور بشغل منصب سفير في البرتغال في اكتوبر 2024 وبعد مرور اقل من عام . فهل سيستدعي تبون 'سعيد موسى' من جديد بعد الاعتراف التاريخي للبرتغال بمغربية الصحراء، ويعينه بدولة أخرى معادية لوحدتنا الترابية؟ ذلك ما ينتظره الشارع الدبلوماسي المغربي التّواق إلى كل اعتراف جديد بقضيته العادلة.


المغرب اليوم
منذ 2 ساعات
- المغرب اليوم
الأردن وكندا يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وضمان إيصال المساعدات
الملك عبدالله الثاني ، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بشكل مستمر إلى المدنيين، في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان القطاع. جاء ذلك خلال لقاء جمع العاهل الأردني برئيس الوزراء الكندي، في العاصمة الكندية أوتاوا، حيث بحث الجانبان سبل تطوير الشراكة الثنائية، إلى جانب مناقشة أبرز تطورات الأوضاع في المنطقة. ودعا الملك عبدالله الثاني إلى وقف التصعيد المتزايد في الضفة الغربية وبقية مناطق الإقليم، مشددًا على أن احترام سيادة الدول يمثل ركيزة أساسية لتهيئة بيئة سياسية تسهم في تحقيق السلام والاستقرار الشامل في المنطقة. كما جدد دعم الأردن لأمن سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها، بما يضمن سيادتها وسلامة شعبها. وخلال اللقاء، الذي يعد الأول بين الجانبين منذ تولي كارني رئاسة الحكومة الكندية، أكد الملك عبدالله الثاني عمق علاقات الصداقة بين الأردن وكندا، معربًا عن تطلع المملكة إلى تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، خاصة في التجارة والتعليم والرعاية الصحية. وتطرق اللقاء إلى فرص توسيع التعاون الثنائي في مجال الاستثمار بما ينعكس إيجابًا على اقتصادي البلدين، حيث أشاد العاهل الأردني بدور كندا كشريك رئيسي في دعم السلام والاستقرار بالمنطقة، وثمّن دعمها للجهود الإنسانية المبذولة في قطاع غزة. وشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة تكثيف التحرك الدولي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. من جانبه، رحّب رئيس الوزراء الكندي بالعاهل الأردني، مثمنًا الدور الذي يقوم به الأردن في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ومؤكدًا عمق علاقات التعاون بين البلدين. وأعلن كارني -خلال اللقاء- تقديم كندا دعمًا بقيمة 28.4 مليون دولار للأردن، موجهًا لقطاعات التنمية والتعليم والصحة وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى دعم قطاعي الدفاع والأمن لتعزيز قدرات المملكة في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. وقد حضر اللقاء كل من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك المهندس علاء البطاينة، وسفيرة الأردن لدى كندا صباح الرافعي، إلى جانب عدد من المسؤولين الكنديين. يذكر أن الوزير الصفدي كان قد أجرى في وقت سابق مباحثات موسعة في أوتاوا مع وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


برلمان
منذ 3 ساعات
- برلمان
البرتغال تشيد بالمبادرات الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لصالح القارة الإفريقية
الخط : A- A+ إستمع للمقال أشادت البرتغال، باعتبارها بلدا أطلسيا، بالمبادرات الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، لصالح القارة الإفريقية. وتم التعبير عن هذا الموقف من قبل وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية البرتغال، باولو رانجيل، في إعلان مشترك تم اعتماده عقب لقائه اليوم الثلاثاء، بلشبونة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. AdChoices ADVERTISING وجاء في الإعلان المشترك أن البرتغال، باعتبارها بلدا أطلسيا، نوهت بالمبادرات الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، لفائدة القارة الإفريقية، لاسيما مبادرة 'مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية' و'المبادرة الملكية الدولية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي' ومشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي نيجيريا-المغرب'. كما أشاد رانجيل بدور المملكة المغربية، بوصفها رافدا للتنمية وداعما للاستقرار في المنطقة وفي إفريقيا. AdChoices ADVERTISING وفي هذا الإطار، نوّه بالإصلاحات التي قامت بها المملكة المغربية تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس. وشددت المملكة المغربية وجمهورية البرتغال، في الإعلان المشترك، على دورهما الإيجابي والبناء في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في منطقتيهما، مع تأكيد تشبثهما بهذه المبادئ، وكذا بالحل السلمي للنزاعات واحترام الوحدة الترابية وسيادة الدول. وقام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بزيارة رسمية إلى البرتغال، بدعوة من وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية البرتغالي، باولو رانجيل.