
واشنطن وبكين.. بوادر تهدئة أم حرب باردة؟
أجبر التنين الصيني الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على التراجع - كعادته - عن سياساته العدائية تجاه بلاده، بعد أن قلَّص المستثمرون الصينيون الكثير من استثماراتهم في سندات الخزانة الأميركية لصالح أوروبا، إضافة لقرار الحكومة الصينية التخلي عن النفط الأميركي واستبداله بالشرق أوسطي، بسبب الحرب التجارية التي أشعلها ترامب بين أميركا وبقية العالم من جهة، وبين أميركا والصين من جهة أخرى منذ بدء ولايته الرئاسية الثانية في يناير. ومن الطريف أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المنتجات الصينية بالتحديد وصلت لـ 145 %، ما حدا ببكين للرد بفرض رسومٍ على السلع الأميركية بنسبة 125 %.
وعقب إعلان الرئيس الأميركي أنه لا يعتزم التعامل بحزمٍ مع الصين في مفاوضات الرسوم الجمركية، أبدت بكين استعدادها لاستئناف المحادثات التجارية مع واشنطن بعد يومٍ من تغيير ترامب لهجته العدائية معها؛ حيث أعرب زعيم البيت الأبيض عن تفاؤله بإمكانية التوصُّل إلى اتفاقٍ بسرعة كبيرة، ما يُعدُّ تطورًا لافتًا في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميًّا. تدرس الغرف المغلقة بالبيت الأبيض حاليًّا خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى ما بين 50 و65 %، حسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، وفي الوقت ذاته ارتفعت مؤشرات وول ستريت الرئيسة إلى أعلى مستوياتها في أسبوعٍ مع بداية تداولات الأربعاء؛ بفضل تزايد الآمال حول تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومع تراجع الرئيس دونالد ترامب عن تهديداته بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وتوالت المؤشرات الصعودية لبعض الشركات العالمية والأميركية على وجه التحديد في البورصات العالمية نتيجة إرهاصات التهدئة المحتملة، والتي أفصحت عنها التصريحات الإيجابية من الجانبين، والتسريبات التي تُؤكد جديتها؛ حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.66 %، ليصل إلى 40.227 نقطة، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.2 %، ليصل إلى 5.457 نقاط، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 4.10 %، ليصل إلى 16.967 نقطة.
وقد أثَّرت الحرب التجارية الشرسة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم 'واشنطن وبكين'، في الآونة الأخيرة، على الأسواق بشكلٍ كبير، وتفاقمت المخاوف من ركودٍ اقتصادي عالمي، ولكن يبقى التساؤل: هل ستؤدي الحرب الجمركية بين واشنطن وبكين في النهاية إلى أخرى عسكرية؟ ربما تحدث يومًا ما، في تقديري.
تصريحات ترامب الإيجابية هذه لم تكن لتصدر لولا التحذير الذي انطلق من لسان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من أن المواجهة الجمركية الحالية غير مستدامة، وأن رسومها المرتفعة قد تُؤثِّر سلبًا على الاقتصادين الأميركي والعالمي معًا.
أما الرئيس الصيني شي جين بينغ، فقد أطل بوجهه، الأربعاء، مُصرحًا بأن الحروب الجمركية والتجارية تُقوِّض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول، وتلحق ضررًا بالنظام التجاري مُتعدد الأطراف، وتترك أثرًا على النظام الاقتصادي العالمي، وهو ما يحمل دلالات خطيرة إن لم تتم التهدئة وفي أسرع وقتٍ بين الغريمين الاقتصاديين العالميين.
وختامًا بالتقرير المُقلق لصندوق النقد الدولي، الذي توقَّع تباطؤًا حادًّا في النمو الاقتصادي، لاسيما في الولايات المتحدة، مع دخول حقبة جديدة يُعاد فيها ضبط النظام الاقتصادي العالمي الذي عمل على مدار الثمانين عامًا الماضية، ما أراه يشد الرحال سريعًا للجلوس على طاولة المفاوضات، لإنقاذ ما أفسدته القرارات المتهورة.
الحرب الخفية
وفي الخفاء، بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، تدور أشرس معركة بين واشنطن وبكين، ليست بالدبابات والصواريخ، بل بالسيليكون والخوارزميات.
الرقائق الإلكترونية أصبحت سلاح القرن الحادي والعشرين، ومَن يسيطر عليها يتحكم في مستقبل الاقتصاد والأمن والابتكار.
الولايات المتحدة تُشدد الحصار على الصين بقيود التصدير والاستثمار، والصين تُسرع في سباق الاكتفاء الذاتي بصناعة أشباه الموصلات.
لكن، هل هذه حرب باردة تكنولوجية ستُعيد رسم خريطة القوى العالمية؟ أم أن الاعتماد المتبادل سيحول دون الانفصال الكامل؟ المعركة محتدمة.. والنتيجة ستحدد مَن يقود العصر الرقمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 4 ساعات
- الوطن
بيتكوين ترتفع لأعلى سعر منذ أكثر من 4 أشهر ونصف
ارتفعت عملة بيتكوين، أمس الأحد، إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 4 أشهر ونصف، وجاء ذلك وسط تقلبات سعر العملة وتحذيرات وتحولات استثمارية عاد بها إلى دائرة الضوء العام مع تذبذبات سعرية حادة، حيث أدت اضطرابات النظام التجاري العالمي إلى تكهنات واسعة حول انهيار محتمل للدولار. وشهدت العملة أعلى سعر عند 105,996.78 دولار وهو ما لم تشهده منذ نهاية يناير الماضي، وتداول وقت كتابة التقرير عند 105,572.5 دولار بارتفاع 2.43% في 24 ساعة، ونسبة 0.74% في أسبوع،و24.31% عن سعرها قبل شهر، وبنسبة 13.05% عن سعرها منذ بداية العام. ومع تجاوز سعر بيتكوين حاجز 100,000 دولار لكل وحدة، يواصل المستثمرون مراقبة تأثير ذلك على الأسواق المالية، رغم التحذيرات الصادرة عن بلاك روك بشأن مستقبل العملة الرقمية. التحولات الاستثمارية نحو بيتكوين وفي ظل تلك التغيرات، توقع محللون في جي بي مورجان، أن يتفوق أداء بيتكوين على الذهب خلال ما تبقى من عام 2025، حيث تشهد الأسواق تحولات كبيرة في الاتجاهات الاستثمارية. ويأتي هذا التغيير وسط استعداد المتداولين لموجة تقلبات جديدة قد تؤثر بشكل جذري على أسعار العملات المشفرة. وأكدوا أن أداء بيتكوين بدأت تتفوق على الذهب في الأسابيع الـ 3 الأخيرة، بعد فترة شهدت ارتفاعالالذهب على حساب بيتكوين بين منتصف فبراير ومنتصف أبريل. وأشار المحللون إلى أن هذا الاتجاه قد يستمر طوال العام، لكنهم يرجحون أن العوامل التنظيمية الداعمة للعملات المشفرة ستوفر مزيدًا من الزخم للبيتكوين مقارنة بالذهب في النصف الثاني من العام. وتشمل تلك العوامل صدور قوانين وتشريعات مؤيدة للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، إضافةً إلى دعم الرئيس دونالد ترامب للتكنولوجيا المالية، وفي الوقت نفسه، تستعد وول ستريت وشركات التكنولوجيا الكبرى لإحداث تأثير كبير في السوق الرقمية. وأعلن الكونغرس الأمريكي، أمس، أنه سيناقش خلال الأسبوع المقبل مشروع قانون لتنظيم مصدري العملات المستقرة، مما قد يؤدي إلى دمج العملات المشفرة رسميًا في النظام المالي التقليدي. وقال السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي، الذي رعى قانون جينيس أكت "Genius Act"، إن مشروع القانون يهدف إلى إرساء إطار تنظيمي داعم للنمو لأول مرة في مجال المدفوعات القائمة على العملات المستقرة. بيتكوين في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية وبعد اعتراضات ديمقراطية على المشروع بسبب ارتباط إدارة ترامب الوثيق بعالم التشفير، تمت إعادة صياغة القانون لتلبية مخاوف تتعلق بحماية المستهلك والأمن القومي، وأكد المدير التنفيذي لمجلس المستشارين الرئاسيين للأصول الرقمية بو هاينز، أن المشروع يسير في طريقه نحو الإقرار النهائي وتحقيق أهداف البيت الأبيض. وعلى مدار عدة أعوام دعت شركات العملات المشفرة إلى إطار تنظيمي واضح، حيث حاول الكونغرس تحت إدارة جو بايدن إصدار قوانين لتنظيم العملات المستقرة لكن دون نجاح. وفي أبريل الماضي، حذر محللو جي بي مورجان من أن سمعة بيتكوين كـ "ذهب رقمي" باتت مهددة، خاصة بعد فشله في الصمود أمام التقلبات السوقية الحادة الناتجة عن الحرب التجارية العالمية التي أشعلها ترامب.


الوطن
منذ 5 ساعات
- الوطن
واشنطن تقبل هدية «القصر الطائر» من قطر.. تعديل شامل ينتظرها
أعلن البنتاغون، الأربعاء، موافقة وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسث، على طائرة بوينغ 747 مقدمة من قطر سيستخدمها الرئيس، دونالد ترامب، وذلك بمجرد أن تقوم وزارة الدفاع بتحديثها بتدابير "أمنية مناسبة". وقال شون بارنيل، المتحدث الرئيسي باسم البنتاغون، في بيان: "وافق وزير الدفاع على طائرة بوينغ 747 من قطر وفقا لجميع القواعد والأنظمة الفيدرالية، وستعمل وزارة الدفاع على ضمان أن يتم أخذ التدابير الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام التشغيلية بعين الاعتبار للطائرة التي ستُستخدم لنقل رئيس الولايات المتحدة". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن متحدث باسم البنتاغون قوله إن "الولايات المتحدة قبلت طائرة 747 هدية من قطر، وطلبت من القوات الجوية إيجاد طريقة لتطويرها سريعا لاستخدامها طائرة رئاسية جديدة (إير فورس وان)". وعندما سُئل ترامب، الأربعاء، عن تقارير تفيد بأن البنتاغون قد قبل بالطائرة، قال للصحفيين إن "قطر تعطي سلاح الجو الأميركي طائرة، حسنا، وهذا أمر رائع". وقال رئيس وزراء قطر لوكالة "بلومبرغ" يوم الإثنين إن "قصة الطائرة هذه هي صفقة بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأميركية تمّت بشفافية تامة وبشكل قانوني تماما، وهي جزء من التعاون الذي نقوم به معا منذ عقود". وفي يوم الثلاثاء، قال وزير سلاح الجو تروي مينك، ورئيس أركان سلاح الجو ديفيد أولفين، للمشرعين إن هيغسث أمر سلاح الجو ببدء التخطيط لتعديل الطائرة. وقال مينك: "أمر وزير الدفاع سلاح الجو ببدء التخطيط لتعديل الطائرة، ونحن على استعداد للقيام بذلك". وذكر متحدث باسم سلاح الجو لشبكة "CNN" أن "سلاح الجو، بناء على توجيه وزير الدفاع، يستعد لمنح عقد لتعديل طائرة بوينغ 747 لنقل كبار الشخصيات. تفاصيل هذا العقد مصنفة". وذكر مسؤولون لشبكة "سي إن إن"، أن تعديل وتجهيز طائرة مستخدمة من حكومة أخرى، حتى وإن كانت صديقة، بأنظمة الأمن والاتصالات المطلوبة هو مهمة ضخمة، قد تستغرق عامين وقد تكلف أضعاف قيمة الطائرة نفسها، وستحتاج وكالات التجسس والأمن الأميركية المكلفة بتحديث الطائرة إلى تجريدها بالكامل حتى من هيكلها الأساسي، ثم إعادة بنائها بالمعدات اللازمة".


الوطن
منذ 6 ساعات
- الوطن
ترامب يواجه رئيس جنوب أفريقيا بتقارير عن قتل المزارعين البيض
في مواجهة مثيرة أمام وسائل الإعلام واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الجنوب أفريقي خلال استقباله في البيت الأبيض، بسبب مقطع فيديو مثير للجدل وتقارير أخرى تدّعي حدوث "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا. مواجهة ثانية أمام الإعلام تُعد هذه المواجهة الثانية العلنية لترامب في البيت الأبيض، بعد مشادة سابقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. هذه المرة، وجّه ترامب هجومًا مباشراً إلى الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، الذي بدا متفاجئًا وغير مرتاح لما اعتبره "هجومًا مفاجئًا". بداية ودية تنقلب بدأ اللقاء بين الرئيسين بشكل ودي، حيث تحدثا عن رياضة الغولف وأشاد ترامب بمهارات لاعبي جنوب أفريقيا. ثم انتقل الحديث إلى قضايا تجارية، بما في ذلك صفقة معادن استراتيجية، قبل أن ينقلب المزاج فجأة عندما طلب ترامب تشغيل مقطع فيديو في القاعة. عرض مفاجئ لفيديو مثير الفيديو الذي عرضه ترامب يُظهر قبورًا قال إنها لمزارعين بيض قُتلوا في جنوب أفريقيا. وخلال عرض الفيديو، جلس رامافوزا بلا تعبير، قبل أن يلتفت بنظرة سريعة إلى الشاشة. ترامب علّق على المشاهد قائلاً إنها دليل على "إبادة جماعية للبيض". رامافوزا يتجنب المواجهة ردًا على الفيديو، قال رامافوزا إنه لم يشاهد المقطع من قبل وسيقوم بالتحقيق في مصداقيته وموقع التصوير. لكنه شدد على أن غالبية ضحايا الجرائم في بلاده هم من السود، وليس البيض، ما أثار اعتراض ترامب الذي قاطعه قائلاً: "لكن المزارعين ليسوا من السود". الهجوم يتصاعد بمقالات مطبوعة لم يكتف ترامب بالفيديو، بل عرض أيضًا نسخًا مطبوعة من مقالات إخبارية زعم أنها توثق حالات قتل لبيض في جنوب أفريقيا، مرددًا كلمة "موت" بصوت عالٍ أثناء تقليب الصفحات. تجنب الإحراج العلني في محاولة لتهدئة الأجواء، قال رامافوزا: "نحن مستعدون لمناقشة هذه المخاوف معكم"، في إشارة إلى رغبته في تجنب تصعيد المواجهة على العلن. خلفية سياسية وهجوم مستمر منذ توليه ولايته الثانية، اتخذ ترامب موقفًا حادًا تجاه قانون إصلاح الأراضي في جنوب أفريقيا، والذي يهدف إلى تصحيح إرث التمييز العنصري. وقد استخدم هذا الملف للرد على دعوى الإبادة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. إجراءات تصعيدية ضد جنوب أفريقيا ضمن تصعيده المستمر، أوقف ترامب مساعدات لجنوب أفريقيا، وطرد سفيرها من واشنطن، بل وعرض اللجوء السياسي لأقلية الأفريكانر البيضاء. السلطات في بريتوريا وكيب تاون رفضت هذه الخطوات ووصفتها بأنها ذات دوافع عنصرية. اتهامات مباشرة اتهم ترامب الحكومة الجنوب أفريقية بالتواطؤ في "الخطاب التحريضي" ضد البيض، وبممارسة سياسات الاستيلاء على أراضي المزارعين البيض دون محاسبة مرتكبي أعمال العنف بحقهم.