
رغم تدخل 'أونسا'.. مرض 'اللسان الأزرق' يواصل إثارة القلق في صفوف المربين، وسط تحذيرات من الفتك بقطعان الأغنام
يواصل مرض 'اللسان الأزرق' إثارة المخاوف في صفوف مربي الماشية في عدة مناطق قروية بإقليمي تازة وإفران، بعد تسجيل حالات إصابة جديدة في قطعان الأغنام.
ويعد مرض 'اللسان الأزرق' من الأمراض الفيروسية الموسمية التي تصيب الأغنام والماعز، وينتقل عن طريق لدغات الحشرات الماصة للدم، حيث يتسبب في تراجع كبير في إنتاج اللحوم والحليب ويؤدي إلى ارتفاع معدلات النفوق، خاصة في فصلي الصيف والخريف، عندما تزداد الحشرات الناقلة له.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن هذا المرض تسبب في نفوق محدود لبعض رؤوس الأغنام في عدة دواوير بإقليمي تازة وإفران، مما أثار مخاوف كبيرة بين المربين الذين يطالبون السلطات البيطرية باتخاذ تدابير وقائية عاجلة.
في هذا السياق، تم تسجيل حالات إصابة في جماعتي تاهلة والزراردة بتازة، وهو ما دفع أحد النواب البرلمانيين إلى توجيه سؤال كتابي لوزير الفلاحة، محذرا من إمكانية حدوث انتشار وبائي قد يعرقل جهود الدولة في إعادة تأهيل القطيع الوطني.
وإلى جانب ذلك، تزايدت حالات الإبلاغ من مربي الماشية في جماعة سيدي المخفي بإفران، حيث تم تسجيل حالات من النفوق في دواوير أيت عبد الخالق، وأمغاس، وأيت حدو أو علي، فيما أعرب المربون عن قلقهم إزاء تأخر حملات التلقيح الوقائي التي تجرى عادة مرتين سنويا، مؤكدين أن هذا التأخير قد ساهم في انتشار المرض.
وفي إطار جهود مكافحة المرض، سارعت السلطات المحلية والمصالح البيطرية إلى تشكيل لجنة ميدانية قامت بمعاينة القطعان المصابة وأخذ عينات بيولوجية لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، كما تم بدء حملة تطعيم واسعة في محاولة لاحتواء المرض ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.
في هذا السياق، أوضح مصدر مسؤول من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أن مرض 'اللسان الأزرق' يعد مرضا فيروسيا موسميا يؤثر بشكل رئيسي على الأغنام والماعز، ولكنه لا يشكل أي خطر على الإنسان.
وأكد ذات المصدر أن المصالح البيطرية تتابع حالة المرض على مدار السنة من خلال نظام يقظة بيطرية متكامل، بهدف الكشف المبكر عن الحالات والتدخل السريع لعزلها ومنع انتشارها.
وأشار المصدر ذاته إلى أن 'أونسا' تتخذ إجراءات استباقية مثل عزل الحالات المصابة، وتلقيح الأغنام المجاورة باستخدام لقاح مرخص، بالإضافة إلى مكافحة الحشرات الناقلة باستخدام مبيدات فعالة.
ورغم القلق السائد بين المربين، طمأن المصدر ذاته الفلاحين والكسابة إلى أن المكتب الوطني للسلامة الصحية استطاع السيطرة على الحالات المبلغ عنها في المناطق المتضررة، مشددا على مواصلة تتبع الوضع الصحي للقطيع الوطني بشكل مستمر، فيما دعا المربين إلى التبليغ الفوري عن أي أعراض غير طبيعية تظهر على قطعانهم لتسريع التدخلات البيطرية.
ويبقى مرض 'اللسان الأزرق' من التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع تربية الماشية في المغرب، خاصة في فترات انتشار الحشرات، حيث تبقى التدابير الوقائية والإجراءات الاستباقية التي تتخذها السلطات البيطرية ضرورية للسيطرة على المرض والحد من تأثيراته الاقتصادية، مع وجوب تعاون المربين من خلال الالتزام بالتلقيحات الدورية والإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها في أسرع وقت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أكادير 24
منذ 8 ساعات
- أكادير 24
معاناة متفاقمة تنتظر حلاً من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
agadir24 – أكادير24 يُشكل ملف الأستاذات والأساتذة المعفين من مهام التدريس لأسباب صحية إشكالية حقيقية تتطلب تدخلاً عاجلاً وحاسماً من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. في هذا السياق، أكد النائب البرلماني حسن أومريبط في سؤال وجهه لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بأنه، و :'فبعد سنوات من العطاء داخل الفصول الدراسية، يجد عدد كبير من رجال ونساء التعليم أنفسهم مضطرين لاتباع مسطرة الإعفاء الصحي، ليُسند إليهم مهام إدارية يُفترض أن تتلاءم مع وضعهم الصحي الجديد. إلا أن الواقع غالبًا ما يُخالف التوقعات، لتُصبح هذه الفئة تعيش معاناة مضاعفة تنعكس سلبًا على مردودهم المهني وحالتهم النفسية'. وأكد المتحدث نفسه، بأن أبرز التحديات التي تواجه هذه الفئة تتمثل في غياب نصوص تنظيمية واضحة ومحددة تؤطر وضعهم بعد الإعفاء من التدريس. هذا الغياب القانوني يُفسح المجال لتطبيق إجراءات قد لا تراعي خصوصية وضعهم الصحي، مما يؤدي إلى إسناد مهام إدارية بعدد ساعات عمل يصل إلى 38 ساعة أسبوعيًا، وهو ما يفوق بشكل كبير ساعات عملهم كمعلمين (التي تتراوح بين 21 و 30 ساعة كحد أقصى). ولا يقتصر الأمر على عدد الساعات، بل يتعداه إلى طبيعة المهام التي لا تأخذ في كثير من الحالات الوضع الصحي للمعنيين بعين الاعتبار، مما يُجعل بيئة عملهم الجديدة مصدر إرهاق إضافي بدل أن تكون بيئة داعمة. وبحسب أومريبط، فإن الوضع يزداد تعقيدًا حين نُدرك أن الراتب الشهري لهؤلاء الأساتذة غالبًا ما يصبح أقل مما كان عليه قبل الإعفاء. فهم بذلك يُواجهون حيفًا ماليًا متعدد الأبعاد: لا يستفيدون من التعويضات الخاصة بالعمل الإداري، ولا يحتفظون بتعويضات التدريس التي كانت تُشكل جزءً مهمًا من دخلهم. هذا الوضع المالي المُتدهور، إلى جانب المهام التي قد لا تتناسب مع حالتهم الصحية، يُلقي بظلاله السلبية على استقرارهم المادي والمعنوي، ويُشعرهم بغياب الإنصاف والتقدير لمسيرتهم المهنية. و اعتبر النائب البرلماني عن دائرة أكادير إداوتنان بأن :'هذا الوضع يُسائل ضمائرنا، ويستوجب من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الموقرة النظر بشكل جدي إلى ملف هذه الفئة والعمل على إنصافها. و تساءل عن الإجراءات والتدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها لإنصاف الأستاذات والأساتذة المعفين من التدريس لأسباب صحية، وتجاوز الصعوبات والعراقيل التي تحول دون أدائهم لمهامهم في ظروف ملائمة.


أكادير 24
منذ 8 ساعات
- أكادير 24
أكادير: لقاء جهوي حول الهيموفيليا يدعو لتعزيز التغطية الصحية وتحسين حياة المرضى
agadir24 – أكادير24 نظمت الجمعية المغربية لمساعدة المصابين بداء الهيموفيليا، يوم السبت 26 يوليوز 2025 لقاءً جهويا تحسيسيا بمدينة أكادير، بمناسبة اليوم العالمي للهيموفيليا، تحت شعار 'التغطية الصحية أمل لمرضى الهيموفيليا'، وذلك بحضور عدد من الأطر الطبية والخبراء وممثلي المجتمع المدني وأسر المرضى. وقال محمد أوشن، رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المصابين بداء الهيموفيليا بجهة سوس ماسة، إن هذا اللقاء يندرج في إطار الجهود المبذولة من أجل التحسيس بهذا المرض النادر، وطنيا ودوليا، والمطالبة بمزيد من العناية والدعم لفائدة المصابين به، لاسيما في ما يخص التغطية الصحية والولوج إلى العلاجات المكلفة. وأوضح المتحدث، أن مرض الهيموفيليا مرتبط بخلل في تجلط الدم، ما يجعل المصابين عرضة لنزيف داخلي أو خارجي متكرر، يتطلب علاجات باهظة الثمن يصعب على العديد من الأسر تحملها دون دعم صحي ومؤسساتي،. شدد على ضرورة اعتبار المرضى بهذا المرض من المصابين بالمرض المزمن، وأضاف أن النسبة الحالية لتغطية مرضى الهيموفيليا لا تتعدى 1%، داعيًا الوكالة الوطنية للتأمين الصحي إلى رفع هذه النسبة، لتشمل مرضى لديهم نسب عوامل تخثر أقل من 2% أو حتى 5%،كما توجه بالشكر الجزيل لصاحب الجلالة و الحكومة لدعمهم هذه الفئة. بدورها، أكدت الدكتورة زكية هدان، أخصائية أمراض الدم بمدينة أكادير، أن مرض الهيموفيليا يُعد من الأمراض الوراثية النادرة، وينتج عن نقص في عوامل التخثر (خصوصًا العاملين 8 و9)، ما يجعل المريض معرضًا لنزيف تلقائي أو نتيجة إصابة بسيطة. وأشارت الدكتورة في تصريح خصت به أكادير24 إلى أن اللقاء يشكل فرصة للتواصل المباشر مع المرضى وأسرهم، والتأكيد على أهمية التغطية الصحية الشاملة، مشددة على أن العلاجات صارت متوفرة بشكل أفضل في المغرب، مما يتيح للمرضى عيش حياة أقرب إلى الطبيعية، شرط التتبع والعلاج المنتظم. من جهته، تحدث الحبيب مقهور، والد أحد الأطفال المصابين بالهيموفيليا، عن المعاناة التي واجهتها أسرته في البداية، بسبب غياب التشخيص الدقيق وغلاء الأدوية. وقال: 'في البداية لم نكن نعرف ما هو المرض ولا كيف نتعامل معه، وعانينا كثيرًا خاصة بسبب صعوبة الحصول على الأدوية'. وأضاف أن انخراطه في الجمعية ساعده كثيرًا على تجاوز هذه المرحلة، خاصة بعد توقيع اتفاقيات لتسهيل ولوج الأدوية عبر صيدليات معينة، إلى أن تم توفير تغطية صحية شاملة ساهمت بشكل كبير في تحسين وضعية ابنه. وخلص اللقاء إلى التأكيد على ضرورة التنسيق بين الجهات الوصية والسلطات الصحية والجمعيات، من أجل ضمان استمرارية العلاجات، وتوسيع قاعدة المستفيدين من التغطية الصحية الخاصة بمرضى الهيموفيليا، بما يضمن لهم حياة كريمة وآمنة. أكادير 24 حضرت فعاليات هذا اللقاء و أعدت الروبورتاج التالي :


أكادير 24
منذ 13 ساعات
- أكادير 24
انتشار مقلق لمشروبات الطاقة يجلب تحذيرات خبراء الصحة
agadir24 – أكادير24 لوحظ في السنوات الأخيرة انتشار لافت لمشروبات الطاقة داخل السوق المغربية، إذ انتقلت من كونها منتجات محدودة التداول وموجهة لفئة ضيقة من المستهلكين، إلى سلع متوفرة بكثرة وبأسعار منخفضة، ما زاد من الإقبال عليها بشكل كبير. وقد فتح هذا التحول اللافت في حضور مشروبات الطاقة وتزايد استهلاكها نقاشا واسعا حول انعكاساتها الصحية، خاصة في ظل غياب وعي دقيق بمكوناتها، واستمرار استخدامها بشكل عشوائي دون ضوابط واضحة، ما قد يهدد الصحة العامة، خصوصاً لدى فئة الشباب والمراهقين. وفي تفاعلهم مع هذا الموضوع، حذر أخصائيون في التغذية من الخلط الشائع بين 'المشروبات الطاقية' و'مشروبات الطاقة'، موضحين أن الأولى موجهة أساسا للرياضيين، لاحتوائها على السكريات والماء والأملاح المعدنية، في حين أن مشروبات الطاقة المتوفرة في الأسواق تحمل أسماء توحي بالقوة والتركيز، لكنها غالبا تحتوي على نسب مرتفعة من السكريات، إلى جانب الكافيين ومواد أخرى مجهولة التأثير على الجسم. وأشار الأخصائيون إلى أن هذا النوع من المشروبات قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في دقات القلب وزيادة مؤقتة في النشاط، يليها انخفاض حاد نتيجة امتصاص الجسم للسكريات، ما يؤدي إلى إفراز الأنسولين وانخفاض سريع في نسبة السكر في الدم، وهي حالة تعرف طبياً بالانخفاض التفاعلي للسكر. وأضافوا أن هذا الانخفاض يدفع المستهلك لتناول عبوة أخرى، مما يعزز التعود على هذه المشروبات، ويرفع من مخاطر الإدمان عليها، مؤكدين أنها لا تساهم إطلاقاً في تحسين الأداء الرياضي، بل قد تؤثر سلباً عليه. وشدد ذات الخبراء على أن مشروبات الطاقة لا يُنصح بها لزيادة التركيز أو النشاط، لأنها توفر طاقة مؤقتة تعتمد على السكر والكافيين فقط، ثم تليها حالة من الخمول والتعب، فضلاً عن تأثيرها المحتمل على جودة النوم بسبب محتواها العالي من الكافيين. ويأتي هذا في ظل تحذيرات علمية أطلقتها دراسات حديثة، وثقت تأثيرات خطيرة لهذه المشروبات، من بينها حالات توقف مفاجئ للقلب، ومضاعفات على مستوى الكبد والدماغ، نتيجة الإفراط في الاستهلاك، داعية إلى تقنين بيعها، خصوصاً للفئات العمرية الصغيرة، ووضع حد أقصى للكمية المسموح بها.