
الكلاب الضالة في عمّان: أزمة مستمرة وإخفاق رسمي في احتوائها
الكابتن اسامة شقمان
جو 24 :
رغم الوعود المتكررة والمبادرات المعلنة، لا تزال مشكلة الكلاب الضالة في العاصمة الأردنية عمّان تؤرق السكان وتزداد حدتها يومًا بعد يوم، خاصة في ساعات الليل، حيث تتحول بعض الأحياء السكنية إلى ساحات مفتوحة لعواء الكلاب ومطارداتها، وسط غياب ملموس للإجراءات الحقيقية الكفيلة بإنهاء الأزمة.
برامج معلنة... وتطبيق غائب
أعلنت أمانة عمّان الكبرى منذ سنوات عن اعتمادها لبرنامج "ABC" (الجمع، التعقيم، الإعادة) للحد من انتشار الكلاب الضالة، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها إنسانية وعلمية. إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يشير إلى فشل واضح في تطبيق هذا البرنامج بشكل فعّال وشامل.
فالعديد من المناطق، خاصة في أطراف عمّان الشرقية والغربية، لا تزال تعاني من وجود مجموعات كبيرة من الكلاب، تظهر ليلًا وتجوب الشوارع بحرية، مهددة سلامة المواطنين، خصوصًا الأطفال وكبار السن. ومع تكرار حوادث العقر والاعتداء، تتصاعد شكاوى السكان دون أن يقابلها تحرك ملموس من الجهات المعنية.
غياب الاستجابة السريعة
من أبرز أوجه القصور التي يشير إليها المواطنون، هو ضعف الاستجابة السريعة من قبل فرق الأمانة عند تقديم البلاغات. فعلى الرغم من وجود قنوات إلكترونية للإبلاغ، مثل تطبيق أمانة عمّان، إلا أن الكثير من الشكاوى تمر دون معالجة حقيقية أو متابعة.
"نُبلغ عن وجود مجموعات من الكلاب في الحي، ولا أحد يستجيب، تعود الكلاب كل ليلة وتهاجم المارة، خاصة في أوقات الفجر"، يقول أحد سكان منطقة طبربور، مضيفًا: "أشعر أن هذه الكلاب أصبحت هي من يسيطر على الشارع، وليس الناس."
خلل في التخطيط والتنفيذ
تكشف هذه الأزمة عن خلل مزدوج في التخطيط والتنفيذ. فمن جهة، تفتقر الأمانة إلى خطة واضحة المعالم لتوزيع الجهود بشكل عادل بين الأحياء، ومن جهة أخرى، فإن تطبيق برنامج "ABC" يبدو انتقائيًا ومحدودًا، دون أن يغطي كل المناطق المتضررة بالشكل المطلوب.
كما أن إطلاق الكلاب مجددًا في ذات الأماكن بعد تعقيمها، وإن كان علميًا في ظاهره، إلا أنه لا يأخذ بعين الاعتبار كثافة الكلاب في بعض الأحياء، أو ظروفها السكانية والبيئية الخاصة. والنتيجة أن السكان يجدون أنفسهم مضطرين للتعايش مع الوضع، دون حلول حقيقية.
المواطن بين الخوف واليأس
تزداد حالة القلق واليأس لدى كثير من سكان العاصمة، خاصة أولئك الذين يسكنون في المناطق الطرفية أو ذات الكثافة السكانية العالية. فهم يعيشون يوميًا مع هذا الخطر، ويتحملون تبعات التقصير الرسمي، سواء من حيث التهديد الجسدي أو الضغط النفسي.
الكلاب الضالة ليست مجرد "كائنات مشردة"، بل أصبحت ظاهرة مقلقة تهدد الصحة العامة، وتُضعف الشعور بالأمان، وهو ما يتطلب موقفًا أكثر جدية وصرامة من الجهات المعنية.
هل من حلول جذرية؟
ربما لا يكفي مجرد اعتماد برامج نظرية دون التزام فعلي في تنفيذها على الأرض. المطلوب اليوم:
•تخصيص فرق ميدانية دائمة تعمل ليلًا ونهارًا.
•توسيع نطاق برنامج ABC ليشمل كل أحياء العاصمة دون استثناء.
•تحسين الاستجابة الفورية للشكاوى.
•إشراك المجتمع المحلي بشكل فعلي، لا شكلي، في الحلول.
•مراجعة آلية إطلاق الكلاب المعقمة في الأحياء السكنية.
خلاصة
ما تعانيه عمّان من تفشٍ للكلاب الضالة، خصوصًا ليلًا، ليس مجرد مشكلة عابرة، بل نتيجة لتراكم سنوات من ضعف التخطيط والتقاعس في التنفيذ. وعلى أمانة عمّان أن تعترف بأن الحلول النظرية وحدها لا تكفي، وأن المواطن لم يعد يحتمل المزيد من التبريرات. المطلوب اليوم إرادة حقيقية، وخطة فاعلة تنقذ المدينة من هذا التهديد اليومي.
كابتن اسامه شقمان
.
تابعو الأردن 24 على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- جو 24
الخليل... المدينة التي تمشي على شظايا الروح
الكابتن اسامة شقمان جو 24 : - في صباحٍ لم تشرق فيه الشمس، بل انسحبت من السماء كمن يعتذر عن الغياب، توجهتُ جنوبًا... نحو مدينة لا تُزار للسياحة، بل تُحجّ إليها للوجع. الخليل ليست مدينة، بل مرآةٌ مكسورة يرى فيها الإنسان هشاشته الوجودية. حين وصلت، لم أشعر بالغربة... شعرت أنني عدتُ إلى جرحٍ قديم في داخلي لم أكن أعرف أنه ما زال ينزف. الزمن في الخليل ليس شيئًا يُقاس بالساعة، بل بالنبض المتسارع أمام بوابة عسكرية، وبالدمعة التي تتراجع خجلاً كي لا تُتهم بالضعف. حين وقفت أمام الحرم الإبراهيمي، لم أرَ مَعْلمًا دينيًا، بل رأيت قلبًا مقسومًا نصفين، كما تُقسّم الضمائر في زمن الاحتلال. الحجارة هناك لا تُخبرك بالتاريخ، بل تهمس لك أن التاريخ بكى كثيرًا قبل أن يُكتب. سألت إبراهيم عليه السلام، بصمتٍ داخليٍّ موجع: "هل تسمعنا من أعماق الغياب؟ هل رأيت كم هو العالم أعمى أمام الضوء الذي دفنته هنا؟" لم يُجبني، لكن الهواء ارتجف... وربما كانت تلك الإجابة الوحيدة الممكنة. في الخليل، لا تسبقك خطواتك، بل شكوكك. تُفتَّش الأرواح قبل الجيوب، وتُقاس الكرامة بعدد المرات التي لم تُصفَع فيها. الجنود لا يحرسون شيئًا... بل يتكئون على فراغهم. يمشون فوق أرصفة الذاكرة كما يمشي أحدهم على زجاج مكسور: كل خطوة تترك أثرًا من الألم، لكن التوقف ليس خيارًا؛ لأن الموت البطيء أشد رعبًا. الخليل ليست منقسمة جغرافيًا فقط، بل وجوديًا. جزء منها ما زال ينبض رغم الرصاص، وجزءٌ آخر يحتضر على أرصفة الانتظار، أما الجزء الأخير، فقد اختار أن يصمت لأن الصراخ صار رفاهية لا يملكها. البائع الصغير – حكمة الطفولة تحت القيد كان الطفل يقف قرب السوق القديم، يحمل علبة علكة كأنها قمرٌ صغيرٌ يوزع النور على العابرين. سألته: "ألا تذهب إلى المدرسة؟" فأجابني، بابتسامة فيها ما يكفي من الحكمة لإرباك الفلاسفة: "مدرستي اسمها حاجز ١٨... أتعلم فيه كيف أبتسم للجندي كي لا يُفتشني، وكيف أختصر أحلامي لتناسب جيبي الصغير." ابتسمت له، لكن قلبي ارتطم بالحجارة. في مدن مثل الخليل، الطفولة ليست مرحلة... بل معركة تُخاض كل صباح. الأرملة وباب الخيبة مررت بجانب بابٍ خشبيٍّ متآكلٍ من كثرة الانتظار، فوقه ملصقات قديمة وصمتٌ أكثر قسوة من الموت. جلست خلفه امرأةٌ تجاوزت السبعين، كانت تطرّز اسم ابنها الثالث على منديلٍ أبيض. قلت لها: "هل ما زلتِ تؤمنين بالسلام؟" أجابت دون أن ترفع رأسها: "السلام؟ لقد دفنته مع ولدي الثالث. أنا لا أؤمن بشيء بعد الآن... فقط أطرّز الذاكرة." ثم أضافت: "أغلقنا أبوابنا حين أدركنا أن القادم لن يحمل سوى الخذلان." في الخليل، هناك أبوابٌ لا تُغلق خوفًا من الغرباء، بل لأنها تعبت من استقبال الأمل الكاذب. الشيخ الذي يسكن ظل الحرم دخلت الحرم الإبراهيمي من بوابته الحديدية المشروخة، وداخل الجناح المقطوع من قدسيته، التقيت شيخًا جاوز السبعين، يجلس عند الزاوية التي تفصل الجدران كما يفصل الاحتلال بين الإيمان والحرية. كان يحمل مصحفًا قديمًا بيد، ومسبحةً تتلو معه نبض قلبه. سألته: "كيف تحتمل كل هذا التقسيم؟" أجابني: "نحن لا نحتمل... نحن نُختبر. كل صلاةٍ هنا عبورٌ فوق جسرٍ من العذاب، لكننا نصلي لأننا ما زلنا نؤمن أن الله لا يحتاج لتصاريح عبور." نظرت إليه، فشعرت أن كلماته تضيء الغرف المظلمة في داخلي. في الخليل، حتى الصلاة تحتاج شجاعة... لكن الإيمان لا يُقسم بجدار. إلى أبنائي، إلى أحفادي، وإلى كل من تصل إليه هذه الكلمات: الخليل ليست حكاية نرويها، بل اختبارٌ أخلاقي لمن ما زال يملك قلبًا. مدينة لا تُريك كل وجعها دفعة واحدة، بل تهمس لك: "هل تستطيع أن تنظر إليّ دون أن تبكي؟" وحين هممت بالمغادرة، لم أودّعها، بل اعتذرت منها. قلت لها: "أيتها المدينة التي تمشي على الزجاج... أنت لستِ مكانًا، بل مرآة للإنسانية. وأنا آسف... لأننا حين وقفنا أمامك، رسبنا جميعًا." . تابعو الأردن 24 على


جو 24
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- جو 24
الكلاب الضالة في عمّان: أزمة مستمرة وإخفاق رسمي في احتوائها
الكابتن اسامة شقمان جو 24 : رغم الوعود المتكررة والمبادرات المعلنة، لا تزال مشكلة الكلاب الضالة في العاصمة الأردنية عمّان تؤرق السكان وتزداد حدتها يومًا بعد يوم، خاصة في ساعات الليل، حيث تتحول بعض الأحياء السكنية إلى ساحات مفتوحة لعواء الكلاب ومطارداتها، وسط غياب ملموس للإجراءات الحقيقية الكفيلة بإنهاء الأزمة. برامج معلنة... وتطبيق غائب أعلنت أمانة عمّان الكبرى منذ سنوات عن اعتمادها لبرنامج "ABC" (الجمع، التعقيم، الإعادة) للحد من انتشار الكلاب الضالة، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها إنسانية وعلمية. إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يشير إلى فشل واضح في تطبيق هذا البرنامج بشكل فعّال وشامل. فالعديد من المناطق، خاصة في أطراف عمّان الشرقية والغربية، لا تزال تعاني من وجود مجموعات كبيرة من الكلاب، تظهر ليلًا وتجوب الشوارع بحرية، مهددة سلامة المواطنين، خصوصًا الأطفال وكبار السن. ومع تكرار حوادث العقر والاعتداء، تتصاعد شكاوى السكان دون أن يقابلها تحرك ملموس من الجهات المعنية. غياب الاستجابة السريعة من أبرز أوجه القصور التي يشير إليها المواطنون، هو ضعف الاستجابة السريعة من قبل فرق الأمانة عند تقديم البلاغات. فعلى الرغم من وجود قنوات إلكترونية للإبلاغ، مثل تطبيق أمانة عمّان، إلا أن الكثير من الشكاوى تمر دون معالجة حقيقية أو متابعة. "نُبلغ عن وجود مجموعات من الكلاب في الحي، ولا أحد يستجيب، تعود الكلاب كل ليلة وتهاجم المارة، خاصة في أوقات الفجر"، يقول أحد سكان منطقة طبربور، مضيفًا: "أشعر أن هذه الكلاب أصبحت هي من يسيطر على الشارع، وليس الناس." خلل في التخطيط والتنفيذ تكشف هذه الأزمة عن خلل مزدوج في التخطيط والتنفيذ. فمن جهة، تفتقر الأمانة إلى خطة واضحة المعالم لتوزيع الجهود بشكل عادل بين الأحياء، ومن جهة أخرى، فإن تطبيق برنامج "ABC" يبدو انتقائيًا ومحدودًا، دون أن يغطي كل المناطق المتضررة بالشكل المطلوب. كما أن إطلاق الكلاب مجددًا في ذات الأماكن بعد تعقيمها، وإن كان علميًا في ظاهره، إلا أنه لا يأخذ بعين الاعتبار كثافة الكلاب في بعض الأحياء، أو ظروفها السكانية والبيئية الخاصة. والنتيجة أن السكان يجدون أنفسهم مضطرين للتعايش مع الوضع، دون حلول حقيقية. المواطن بين الخوف واليأس تزداد حالة القلق واليأس لدى كثير من سكان العاصمة، خاصة أولئك الذين يسكنون في المناطق الطرفية أو ذات الكثافة السكانية العالية. فهم يعيشون يوميًا مع هذا الخطر، ويتحملون تبعات التقصير الرسمي، سواء من حيث التهديد الجسدي أو الضغط النفسي. الكلاب الضالة ليست مجرد "كائنات مشردة"، بل أصبحت ظاهرة مقلقة تهدد الصحة العامة، وتُضعف الشعور بالأمان، وهو ما يتطلب موقفًا أكثر جدية وصرامة من الجهات المعنية. هل من حلول جذرية؟ ربما لا يكفي مجرد اعتماد برامج نظرية دون التزام فعلي في تنفيذها على الأرض. المطلوب اليوم: •تخصيص فرق ميدانية دائمة تعمل ليلًا ونهارًا. •توسيع نطاق برنامج ABC ليشمل كل أحياء العاصمة دون استثناء. •تحسين الاستجابة الفورية للشكاوى. •إشراك المجتمع المحلي بشكل فعلي، لا شكلي، في الحلول. •مراجعة آلية إطلاق الكلاب المعقمة في الأحياء السكنية. خلاصة ما تعانيه عمّان من تفشٍ للكلاب الضالة، خصوصًا ليلًا، ليس مجرد مشكلة عابرة، بل نتيجة لتراكم سنوات من ضعف التخطيط والتقاعس في التنفيذ. وعلى أمانة عمّان أن تعترف بأن الحلول النظرية وحدها لا تكفي، وأن المواطن لم يعد يحتمل المزيد من التبريرات. المطلوب اليوم إرادة حقيقية، وخطة فاعلة تنقذ المدينة من هذا التهديد اليومي. كابتن اسامه شقمان . تابعو الأردن 24 على

السوسنة
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- السوسنة
حادث إطلاق نار مأساوي يهز مدرسة أمريكية
السوسنة- لقيت فتاة، تبلغ من العمر 14 عامًا، مصرعها جراء تعرضها لإطلاق نار من قِبل زميلها في الفصل، وذلك عقب نشوب خلاف بينهما داخل حافلة مدرسية، وفقًا لتقارير إعلامية متعددة.وقُتلت أنيا زاكاري بأربع طلقات نارية على يد صبي يبلغ من العمر 13 عامًا من مدرستها في ساحة لعب خارج مجمع سكني في بايتاون بولاية تكساس، حوالي الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي يوم الجمعة 21 آذار، حسبما ذكرت شبكتا ABC 13 و Fox 26.وذكرت الشرطة، وفقًا لقناة فوكس 26، أن أنايا نُقلت إلى المستشفى وأُعلنت وفاتها لاحقًا. وأكد ممثل من منطقة جوس كريك كونسوليديتد المستقلة التعليمية وقوع حادث إطلاق نار مميت بعد انتهاء الدوام المدرسي بالقرب من منزل الضحية، وفقًا لقناة ABC 13.ولم يستجب قسم شرطة بايتاون وقسم التعليم في جوس كريك على الفور لطلب مجلة بيبول للحصول على مزيد من المعلومات يوم السبت 22 آذار.وأشارت المعلومات أن إطلاق النار وقع بعد أن "تصادمت" الفتاة المراهقة وزميلها في الفصل، الذي لم تكشف الشرطة عن هويته بسبب كونه قاصراً، في الحافلة في طريق العودة إلى المنزل من المدرسة في ذلك اليوم: