
مساع بريطانية لإسقاط مساعدات على غزة جوا وأونروا تعتبره "تشتيتا للانتباه"
وخلال مكالمة هاتفية ناقش ستارمر وماكرون وميرتس الوضع الإنساني في غزة، واتفقوا جميعا على أنه "مروع".
واستعرض ستارمر -بحسب بيان صادر عن مكتبه- كيف ستمضي بريطانيا قدما في خططها للتعاون مع شركاء مثل الأردن لإسقاط مساعدات غذائية جوا، وإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية.
وأضاف البيان أن القادة الثلاثة اتفقوا على ضرورة وضع خطط قوية لتحويل وقف إطلاق النار المطلوب بشكل عاجل إلى سلام دائم، كما ناقشوا عزمهم على العمل معا بشكل وثيق على خطة من شأنها تمهيد الطريق لحل طويل الأمد يحقق الأمن في المنطقة، واتفقوا على أنه بمجرد صياغة هذه الخطة سيسعون إلى التعاون مع أطراف فاعلة أخرى -بما في ذلك من داخل المنطقة- لدفع هذه الخطة إلى الأمام.
وتأتي هذه المحادثات بعد يوم واحد من توجيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقادات حادة إلى المجتمع الدولي لتجاهله المجاعة الواسعة النطاق في قطاع غزة، واصفا إياها بأنها "أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي".
كما حذرت منظمات إغاثة من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره ومنعت إدخال المساعدات إليه منذ مارس/آذار الماضي.
تشتيت للانتباه
من ناحية أخرى، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن طرح إسقاط المساعدات على غزة عبر الجو مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية، وقد يودي بحياة المدنيين الجائعين.
جاء ذلك ردا على ادعاء وكالة أنباء غربية أن إسرائيل ستسمح للدول الغربية بإسقاط مساعدات من الجو على غزة ليومين اعتبارا من أمس الجمعة، في حين لم يتم رصد أي إسقاط فعلي لتلك المساعدات حتى اللحظة.
وقال لازاريني -في تغريدة على منصة إكس- إن "الإمدادات الجوية لن تعكس واقع الجوع المتفاقم في غزة فهي مكلفة وغير فعالة، بل قد تودي بحياة مدنيين جائعين".
وأضاف لازاريني أن "إدخال المساعدات عبر البر أسهل وأسرع وأرخص وأكثر فاعلية وأمانا وكرامة لأهالي غزة".
وشدد المسؤول الأممي على أن "الجوع المصنوع بأيدي البشر لا يعالج إلا بالإرادة السياسية"، مطالبا برفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر، وضمان حرية الحركة والوصول الكريم للمساعدات إلى الناس المحتاجين، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن الأونروا لديها ما يعادل 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة في الأردن ومصر، وتنتظر فقط الضوء الأخضر للدخول إلى غزة.
وسبق وقوع قتلى وجرحى جراء إسقاط مساعدات أرسلتها دول إلى غزة عبر الجو، وذلك خلال حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل ارتكابها في القطاع للشهر الـ22.
يشار إلى أن منظمات أممية ومؤسسات محلية في غزة تحذر من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات من جانب إسرائيل ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية وانهيار المنظومة الطبية بالكامل.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود، كما تحاصر غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.2 مليون في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
شهداء من المجوّعين والنازحين بنيران الاحتلال في غزة
استشهد نازحون ومجوّعون، اليوم الجمعة، في غارات جوية أو بقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مراكز التحكم في المساعدات في قطاع غزة ، في وقت يزداد فيه عدد الضحايا من السكان المحاصرين تجويعا. وقالت مصادر في مستشفيات غزة، إن 24 استشهدوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم، منهم 5 من طالبي المساعدات. ومنذ الفجر شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مدينة غزة وجباليا في الشمال، و دير البلح في الوسط، و خان يونس في الجنوب موقعا العديد من الشهداء والمصابين. ولاحقا، عاودت قوات الاحتلال استهداف حشود المجوّعين الباحثين عن الطعام شمال رفح في الجنوب وقرب محور نتساريم في وسط القطاع. وفي التفاصيل، قالت مصادر فلسطينية، إن 3 استشهدوا وأصيب 30، عندما أطلقت دبابات الاحتلال النار على حشد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على بعض الطعام بمنطقة الشاكوش في رفح جنوبي قطاع غزة. ويأتي إطلاق النار على الحشد، بينما كان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يزور مركزا للتحكم في المساعدات تديره ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية. ومنذ بدء هذه المؤسسة الأميركية إدارة توزيع المساعدات أواخر مايو/أيار الماضي، استشهد عند مراكزها أكثر من 1370 فلسطينيا وأصيب 8800، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة في القطاع. وفي جنوب القطاع أيضا، استشهد فجر اليوم 7 أشخاص جراء قصف الاحتلال خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. ولاحقا استهدفت طائرات الاحتلال منزلا قرب مجمع ناصر غرب خان يونس مما أسفر عن مصابين. كما استهدفت دبابات الاحتلال وسط خان يونس ومنطقة القرارة التي تقع شرقيها. وفي تطورات أخرى، أفاد الدفاع المدني باستشهاد 5 شهداء وجرح أكثر من 20 بنيران جيش الاحتلال في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. إعلان وشمل القصف الجوي والمدفعي أحياء أخرى شرق وجنوب غزة، منها التفاح والزيتون. كما أوقعت غارات متزامنة شهداء في حي الرمال غربي مدينة غزة. وفي شمال القطاع، استهدفت مسيّرات إسرائيلية تجمعا لفلسطينيين في جباليا مما أسفر عن شهداء ومصابين. وفي وسط القطاع، استشهد 4 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في مدينة دير البلح. كما سُجلت إصابات إثر إطلاق النار من آليات الاحتلال في محيط محور نتساريم وسط القطاع أيضا. ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار الماضي، استشهد نحو 9100 فلسطيني وأصيب أكثر من 35 ألفا، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في القطاع.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
تحقيق مثير: اللوبي المؤيد لإسرائيل وسرّ تأخر فرنسا في الاعتراف بفلسطين
سلطت دورية لوموند دبلوماتيك الفرنسية الشهيرة الضوء في نسخة أغسطس/آب الجاري على اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا وكيف يؤثر هناك في الأوساط الرسمية والأكاديمية والإعلامية، ويسهم في صناعة القرار الفرنسي وفي توجيه جزء من الرأي العام بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي تحقيق مطول يحمل توقيع الصحفيين سيرج حليمي وبيير ريمبير، انطلقت الدورية الشهرية من قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل، وقالت إنه يأتي بعد أن "حولت إسرائيل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال، ولا تزال تواصل ضمّ الضفة الغربية". ولاحظت الصحيفة أن فرنسا، وهي دولة كانت ذات نفوذ في منطقة الشرق الأوسط، اتخذت ذلك القرار بشكل متأخر جدا، لتصبح الدولة رقم 149 التي تقدم على تلك الخطوة، وعزت تأخر باريس إلى ما وصفته بـ"دور تكتل سياسي وإعلامي قوي يعمل لصالح تل أبيب". وتحت ذلك التأثير ظلت فرنسا خلال العقدين الماضيين مصطفة ضمن المعسكر الغربي في انحيازه التام ودعمه المطلق للحكومة الإسرائيلية التي تُثبت ممارساتها اليومية أنها تتعارض مع القيم التي يتبناها الغرب. وهنا تتساءل لوموند دبلوماتيك: لماذا تصرفت قوة نووية كفرنسا، وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لفترة طويلة كشريك صامت لـ"دولة مارقة"؟ وترى أن ذلك "التواطؤ" يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية أولها انحياز باريس التدريجي إلى ما سمته المجلة "دبلوماسية القيم" التي تفترض التفوق الحضاري والأخلاقي للغرب الذي تُعدّ إسرائيل رأس حربته في منطقة الشرق الأوسط. لوبي نشط أما السبب الثاني فإنه يكمن في إعادة الهيكلة السياسية الفرنسية التي تُكيّف خطاب حرب الحضارات في فرنسا بهدف توحيد اليمين وأقصى اليمين وأنصار الرئيس ماكرون في المعركة ضد اليسارالذي يأتي ذكره مرادفا لانعدام الأمن وللنزعة الإسلامية ومعاداة السامية. ويتجلى السبب الثالث في فعالية اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا الذي يُستخدم غالبا لدعم نظريات المؤامرة، ويحيل ذلك اللوبي إلى القوى والأطراف، وهي ليست بالضرورة كلها يهودية، التي تدعم سياسات إسرائيل في كل لحظة حاسمة. وفي تعريفها التفصيلي لذلك اللوبي توضح لوموند دبلوماتيك أنه يُشكّل مجرّة متباينة المكونات وتضم منظمات راسخة في المشهد الفرنسي مثل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف/CRIF)، المتحالف مع حزب الليكود الإسرائيلي؛ وجماعات الصداقة البرلمانية، و"جمعية فرنسا-إسرائيل". ويشمل ذلك اللوبي أيضا وسائل إعلام مجتمعية بينها (راديو جي J)؛ وشخصيات ملتزمة بصدق بالدفاع المستميت عن دولة تراها ملاذا لليهود؛ إضافة إلى شبكة غير رسمية من وسائل الإعلام والشخصيات البارزة التي تجاهر بمناهضة الإسلام وترى في إسرائيل البوصلة الموجهة لتحركاتها. وقالت لوموند دبلوماتيك إن كل مكونات اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا (سواء في الشق الدبلوماسي أو السياسي ومجال التأثير) تصبح على قلب رجل واحد في أوقات الأزمات، وتتبنى نفس الخطاب الذي تُروّجه تل أبيب وينتعش بشكل جلي في الصحافة الفرنسية المحافظة. مصير الغرب وإسرائيل ولتفسير ذلك الدعم المطلق، تستشهد الدورية الفرنسية ب برنارد هنري ليفي ، الذي تصفه بالمؤثر الرئيسي والمقرب جدا من الرئيس ماكرون، إضافة إلى أنه كاتب عمود في مجلة لوبوان (ذات التوجه اليميني المحافظ) ومحرر في دار النشر الشهيرة غراسي (Grasset) المملوكة لمجموعة بولوري الداعمة لليمين المتطرف ورئيس مجلس إدارة قناة آرتي. ويقول برنارد هنري ليفي "أنتج كلود لانزمان (عام 1973) فيلما بعنوان "لماذا إسرائيل". وكان جواب كلود لانزمان: لأن مصير الغرب يعتمد على ذلك. (…) لو لم تولد إسرائيل أو تختفي، لكان ذلك بمثابة انهيار رمزي وأخلاقي للغرب لن يتعافى منه أبدا". وترى لوموند دبلوماتيك أن اللوبي المؤيد لإسرائيل ساهم في إعادة توجيه الدبلوماسية الفرنسية على مدى العشرين عاما الماضية وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسي في أوروبا برمتها. وتجلى ذلك التأثير في الساحة الفرنسية بتلاشي ما كان يعرف بـ"سياسة فرنسا في العالم العربي" ومن أبرز محطاتها دعم الجنرال شارل ديغول المبدئي عام 1967 للمقاومة في الأراضي المحتلة، وزيارة الرئيس جاك شيراك للقدس عام 1996، ومرافعة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عام 2003 ضد مشاركة بلاده في غزو العراق. اللوبي المؤيد لإسرائيل ساهم في إعادة توجيه الدبلوماسية الفرنسية على مدى العشرين عاما الماضية وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسي في أوروبا برمتها. وبعد ذلك التاريخ، تراجع صوت فرنسا بعد إعادة اندماجها الكامل في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي أعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي في واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 وكان من آثاره أن القرار الفرنسي أصبح جزءا من الكتلة الغربية ولم تعد لباريس سياسة شرق أوسطية أصيلة ومحترمة. وبينما كان اليمين الديغولي يقيم علاقات جيدة مع كبرى العواصم العربية المعنية بشكل مباشر بالقضية الفلسطينية ووفر الرعاية للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حتى وفاته في المستشفى العسكري بكلامار بباريس عام 2004، فإن بعض الأحزاب التي تدّعي النسب لديغول وشيراك، مثل حزب " الجمهوريون" تغالي في تبني مواقف مؤيدة لإسرائيل. وتروج تلك الأوساط السياسية لخطاب مفعم بمفردات الإرهاب ومعاداة السامية وتحاول إقناع جمهورها بإن الفرنسيين والإسرائيليين يواجهون العدو نفسه وكل من لا يصف عناصر حركة حماس بـ"الإرهابيين" مُدانٌ بمعاداة السامية. وترى لوموند دبلوماتيك أن هذه الأفكار تحمل توقيع السلطات الإسرائيلية وتنتشر بكل سلاسة في الصحافة اليمينية وفي قنوات الأخبار التي يتسيد فيها اللوبي المؤيد لإسرائيل من قبيل القنوات التلفزيونية سي نيوز، وإل سي إي، وبي أف أم تي في. من إبرز الوجوه الإعلامية في تلك الأوساط المذيعة لورنس فيراري (إل سي إي) وكاتب افتتاحيات مجلة لوبوان، فرانز أوليفييه جيسبرت الذين دعيا في 27 مايو/أيار الماضي إلى حفل دعم للجيش الإسرائيلي وحصلا على جائزة تقديرية "لدعمهما المتحمس لإسرائيل والشتات". متخصصون في الدعاية وإضافة لوسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، حسب لوموند دبلوماتيك، فإن اللوبي المؤيد لإسرائيل يضم أيضا قطاعا من الشخصيات المحسوبة على الوسط واليسار التي تتمسك بفكرة "الحرب المشتركة" وتدافع عن إسرائيل باعتبارها، في نظرهم، حليفا وإحدى قلاع التنوير المهددة من محيطها الجغرافي. وقدمت الدورية الفرنسية قائمة بشخصيات من هذا القطاع المؤيد لإسرائيل بينها صوفيا آرام، الممثلة الكوميدية بإذاعة فرانس إنتر وفيليب فال، المدير السابق لمجلة شارلي إيبدو وإذاعة فرانس إنتر؛ والكاتب رافائيل إنثوفن، المؤسس المشارك مع الإعلامية كارولين فوريست لصحيفة "فران-تيرور" (Franc-Tireur)؛ والإمام المثير للجدل حسن شلغومي، وأمين الخاتمي، العضو السابق في الحزب الاشتراكي والمؤسس المشارك لحركة "الربيع الجمهوري" وهي حركة متطرفة تدافع عن العلمانية. ونقلت المجلة عن ناتاشا بولوني، المديرة السابقة لمجلة ماريان (اليمينية)، حديثها مطلع العام الجاري عن انحراف هذه المجموعة الغامضة، التي كانت مقربة منها، قائلة "لقد تحولت الحركة التابعة للربيع الجمهوري (الذي أُنشئ في مارس/آذار 2016، في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس) إلى الدفاع ليس فقط عن إسرائيل، بل أيضا عن سياسات بنيامين نتنياهو". وإلى جانب هؤلاء، يوجد في معسكر الداعمين لإسرئيل، أكاديميون متخصصون، بينهم الكاتب فريديريك إنسيل الذي يناقش من منظور إسرائيلي صرف ملفات الشرق الأوسط في مجلة لوفيغارو، وفي الكثير من المنابر الإعلامية الأخرى. وتورد المجلة وجها آخر هو المؤرخ جورج بن سوسان الذي تتهافت عليه نفس وسائل الإعلام اليمينية وهو يردد أفكار ونظريات بنيامين نتنياهو التي يدافع فيها عن سلوك الجنود الإسرائيليين الذين "أعادوا الحياة والبقاء" إلى غزة، وفق تعبيره. في المقابل، تحجم تلك المنابر الإعلامية عن استضافة خبراء من طينة باسكال بونيفاس أو آلان غريش القادرين على الرد على أطروحات وأفكار أولئك الخبراء الداعمين بشكل أعمى لإسرائيل. إضافة لوسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، فإن اللوبي المؤيد لإسرائيل يضم أيضا قطاعا من الشخصيات المحسوبة على الوسط واليسار التي تتمسك بفكرة "الحرب المشتركة" وتدافع عن إسرائيل باعتبارها، في نظرهم، حليفا وإحدى قلاع التنوير المهددة من محيطها الجغرافي. تصنيع معاداة السامية وترى لوموند دبلوماتيك أن تأثير جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لا يقتصر على توجيه السياسة الخارجية الفرنسية وسياسات معظم وسائل الإعلام؛ بل يمتد إلى تشويه سمعة الشهود، سواء كانوا صحفيين أم لا، الذين ينقلون ببساطة ما يرونه في غزة. وفي هذا الصدد، ساقت عينة من عمل صحيفة لوفيغارو التي خصصت في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحقيقا حول تغطية صحيفة "لوموند" الفرنسية لما يجري في قطاع غزة وانتقدت ما سمته "القلق المتزايد" و"الخوف" و"الصمت" الناجم عن التحيز (المزعوم) المؤيد للفلسطينيين من طرف جزء من هيئة تحرير تلك الصحيفة. مستقبل إسرائيل وخلصت لوموند ديبلوماتيك إلى أن الدعم الأعمى الذي تتلقاه إسرائيل من القوى الغربية بما فيها فرنسا لا يصب في مصلحتها، وعادت إلى شق آخر من إجابة المخرج الفرنسي كلود لانزمان (1925-2018) عن سؤال "لماذا إسرائيل؟" عندما قال "هناك حاجة إلى بلد يُمكن لليهود من جميع أنحاء العالم العيش فيه بأمان، بعيدا عن الاضطهاد". وعلقت على ذلك التبرير بالقول إن المجازر التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطينيين، والحرب التي تشنها باستمرار ضد جيرانها، وما تحظى به من دعم غربي مطلق كلها عوامل تُهدد مبرر وجود هذا الدولة التي أُنشئت عام 1948. ونقلت لوموند ديبلوماتيك في هذا الصدد مخاوف الكاتب الأميركي البارز في نيويورك تايمز، توماس فريدمان ، الذي يخشى اليوم الذي "ينظر فيه اليهود إلى إسرائيل، ليس باعتبارها ملاذا لهم من معاداة السامية، ولكن على أنها آلة جديدة لإنتاج معاداة السامية". وهو ما دفعه للقول في مقال نشر في 11 يونيو/حزيران 2025، إنه يجب على الشتات اليهودي في العالم أن يستعد بالفعل "ليكون يهوديا في عالم تُعتبر فيه الدولة اليهودية دولة منبوذة، ومصدر عار لا مصدر فخر".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
صحف عالمية: شركات أميركية تجني أرباحا هائلة على حساب معاناة غزة
اهتمت صحف عالمية بآخر التطورات الإنسانية في قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة واستخدام تل أبيب سياسة التجويع سلاحا ضد الفلسطينيين. ونقلت مجلة ذي أتلانتيك الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم لا يتوقعون أن يحمّل الرئيس دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية حقيقية عن وقف الحرب على غزة. ووفق أحد هؤلاء المسؤولين، فإن نفاد صبر ترامب موجّه بالأساس نحو حركة حماس ، وليس نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية. كما ذكّروا بتصريحات الرئيس الأميركي قبل أسبوع فقط حين قال -بعد مكالمة مع نتنياهو- إن "على إسرائيل أن تنهي مهمة التخلص من حماس"، لأنها -حسب رأيه- لا تريد التفاوض لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. ونشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالا لكاترينا فاندن هوفيل، وهي رئيسة تحرير مجلة "ذا نيشن"، قالت فيه إنه في الوقت الذي تُمنع فيه شحنات الغذاء عن غزة "هناك شحنات من نوع آخر تمر إلى إسرائيل بحرية تامة ويتدفق إليها السلاح الثقيل والذخائر بلا انقطاع". واستندت الكاتبة إلى تقرير أممي كشف أن المجمع الصناعي العسكري التكنولوجي الأميركي يجني أرباحا وصفها بالهائلة، وفيهم السبعة الكبار الأكثر نفاقا -حسب وصفها- بين عمالقة التكنولوجيا الأميركيين. من جانبها، رأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن دائرة العزلة تتسع بالنسبة إلى إسرائيل بفعل تزايد الغضب الدولي إزاء المجاعة في غزة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي سابق قوله إن هناك تحولا جذريا في كيفية النظر إلى إسرائيل التي اعتقدت أن التلويح بالهولوكوست ومعاداة السامية سيُخرس الجميع، لكن "الزمن تغير، وصوت الغضب الإسرائيلي بات يؤثر فقط في شريحة قليلة من الناس". وأشار مقال في صحيفة واشنطن بوست إلى أن العالم بدأ ينتبه إلى حقيقة المجاعة المروّعة في غزة، حتى بين بعض أشد المدافعين عن إسرائيل "الذين اعترفوا أخيرا بوجود جوع يائس بعد إنكارهم للأدلة على مدى شهور". لكن كاتب المقال رأى أن هذه الاعترافات تكتسب أهمية في هذا التوقيت، "رغم طغيان التحفظات". وبدورها، أكدت المديرة التنفيذية للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل تال شتاينر أن إقرار الكنيست مؤخرا قانونا يسمح باحتجاز سكان غزة من دون محاكمة لفترات قد تمتد سنوات "لن يؤدي سوى إلى تعرض الإسرائيليين أنفسهم للخطر، وتوسيع دائرة العنف". وأشارت شتاينر -في مقال بصحيفة هآرتس- إلى أن هذا القانون صُمم لإضفاء الشرعية بأثر رجعي على احتجاز جماعي للفلسطينيين من غزة في ظروف تثير مخاوف جدية من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.