
ثورة الشعوب تنتصر منذ الأزل
محمود عيسى ــ
تُعتبر التجربة الكردية واحدة من أبرز النماذج التاريخية التي تجسد قدرة الشعوب على تحويل المعاناة إلى قوة، والهوية إلى سلاح، والإرادة إلى مسار ثوري متجدد.
فقد استطاع الشعب الكردي، الذي يُقسم بين أربع دول (تركيا، إيران، العراق، وسوريا)، أن يتجاوز ظروف التشتت والاضطهاد، محولًا إياهما إلى مختبر لإبداع أشكال متعددة من المقاومة، تتراوح بين السلمية والمسلحة، والسياسية والثقافية، مع التركيز على الحفاظ على الذاكرة وبناء المستقبل.
برز الأكراد في العقود الأخيرة كفاعل رئيسي في المشهد السياسي السلمي، خاصة في تركيا، حيث نجح حزب الشعوب الديمقراطي HDPفي تمثيل المطالب الكردية عبر البرلمان، رغم الحملات الأمنية والقضائية التي استهدفت قياداته ونوابه.
لم تكن تجربة النائبة ليلى زانا، التي قضت عقدًا كاملًا في السجن بسبب دفاعها عن اللغة الكردية، مجرد قضية حقوقية، بل أصبحت رمزًا لتحويل الصمت إلى صوت عالمي. هذه النماذج تؤكد أن الاحتجاج السلمي، رغم بطء نتائجه، قادرٌ على إحداث شرخ في جدار القمع من خلال فضح انتهاكات الأنظمة وكسب التعاطف الدولي.
لم تقتصر المقاومة السلمية على العمل البرلماني، بل امتدت إلى تنظيم مسِيرات جماهيرية، وإضرابات عن الطعام، وحملات حقوقية ناجحة، مثل تلك التي أدت إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي. هذه الحركات لم تكن ردود فعل عابرة، بل تعبيرًا عن استراتيجية واعية لبناء شرعية سياسية واجتماعية تؤسس لحقوق الأكراد دون التنازل عن هويتهم.
في مواجهة سياسات التتريك والتعريب والتهميش، أصبحت الثقافة الكردية حصنًا منيعًا للحفاظ على الوجود. من تعليم اللغة الكردية سرًا في المنازل التركية والإيرانية، إلى إحياء الفلكلور والأغاني الثورية في المناسبات الاجتماعية. صاغ الأكراد مقاومة يومية ترفض الانصهار في بوتقة الهويات المهيمنة. حتى الفنون التشكيلية والأدب تحولا إلى وسيلتين لسرد تاريخ الشعب الكردي وإعادة إنتاجه كسردية مقاومة بديلة عن الرواية الرسمية للدول.
في قرى كردستان النائية، لا تزال الحكايات الشعبية تُنقل شفهياً بين الأجيال، كأرشيف حي لذكرى النضال. أما الأغاني الثورية، مثل تلك التي تُغنَّى باللغة 'الكورمانجية' أو 'السورانية'، فلم تكن مجرد تعبير عن الحنين، بل تحولت إلى نشيد يومي يُذكِّر الأكراد بأن وجودهم قضية لا تُمس.
عندما تُغلَق أبواب الحلول السياسية، وتُسحق الحقوق تحت ذرائع 'الأمن القومي'، تتحول المقاومة المسلحة إلى خيار ضروري لبعض المجموعة الكردية.
تأسيس وحدات حماية الشعب (YPG/YPJ) في سوريا، على سبيل المثال، لم يكن سوى رد على عقود من التهميش
والحرمان، وتحولت لاحقًا إلى قوة فاعلة في محاربة تنظيم داعش، ما أكسبها تعاطفًا دوليًا. ورغم الجدل الأخلاقي حول استخدام السلاح، تظل هذه التجربة دليلاً على أن الشعوب المهمشة قد تضطر لتبني خيارات صعبة عندما تفشل كل سبل الحوار.
لكن الثمن كان باهظًا: آلاف الشهداء، وتشريد ملايين المدنيين، وتدمير مدن بأكملها، كما حدث في عفرين وكري سبي/تل أبيض وسري كانية/ رأس العين. هذه التضحيات تطرح أسئلة مُلِحَّة حول حدود فعالية المقاومة المسلحة، وضرورة موازنتها بحسابات سياسية تمنع تحولها إلى حلقة مفرغة من العنف.
وراء الأضواء السياسية والعسكرية، تكمن ثورة الإرادة الخفية التي لا تُوثَّق في التقارير الإعلامية: الأم التي تُعلِّم أطفالها الحروف الكردية سرًا، الفلاح الذي يرفض ترك أرضه رغم التهجير، والشباب الذين يحملون هوية آبائهم المفقودين في السجون. هذه التفاصيل الصغيرة هي ما يحفظ جوهر الثورة من التآكل، وتجعلها قادرة على الاستمرار عبر الأجيال.
الذاكرة الجمعية هنا ليست مجرد سجل للماضي، بل أداة لصناعة المستقبل. فقصص الشهداء، مثل شهيدات كوباني، تتحول إلى رموز تُلهب الحماس، بينما تحمل الأسماء الكردية (التي كانت محظورة) دلالة على انتصار الهوية. حتى الزراعة في الأراضي المصادرة تصبح عملاً ثوريًا، كما
الحال في قرى ديرسم التركية، حيث يُعيد الفلاحون زراعة الأرض كتحدٍّ للسياسات الاستيطانية.
لم يعد النضال الكردي محصورًا في الجغرافيا المقسومة، بل تحول إلى رمز عالمي للنضال من أجل الحقوق، فالدعم الدولي للقضية الكردية، سواء عبر منظمات حقوق الإنسان أو حركات التضامن اليسارية، ساهم في كسر العزلة الدولية وفضح انتهاكات الأنظمة.
التجربة الكردية تثبت أن تحالف القوى التقدمية قادر على خلق ضغط دولي قد يُغير معادلات محلية، حتى لو بشكل محدود.
بعد قرن من اتفاقية سايكس- بيكو (1916) التي قسَّمت كردستان، تظل الثورة الكردية دليلاً على أن هزيمة الشعوب ليست قَدَراً محتوماً. فالشُّعلة التي يحملها طفل يتعلم كلمة كردية في قبو مظلم، أو فلاح يزرع أرضًا مهددة، هي انتصار لا يُقاس بالانتصارات العسكرية، بل بقدرته على خلق أمل متجدد.
القضية الكردية، في جوهرها، ليست صراعًا على الأرض فحسب، بل اختبار لإرادة الإنسان في الحفاظ على كرامته وهويته، وهي تذكير بأن الثورات الحقيقية لا تُقاس بمعاركها الميدانية، بل بقدرتها على البقاء كفكرة تُلهم الأجيال. فالشعب الذي يرفض أن يُدفن تحت ثقل التاريخ، لابد أن يُولد من جديد، حاملاً دروس الماضي وأحلام المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 10 ساعات
- شفق نيوز
سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا
شفق نيوز/ سلّط موقع "دويتشه فيليه عربية" الألماني، يوم الخميس، الضوء على التطورات المتسارعة في الساحة السورية ما بين الحكومة الجديدة المؤقتة برئاسة أحمد الشرع، والتنظيمات "الإرهابية" وفي مقدمتها "داعش" الذي أخذ في الآونة الأخيرة بتصعيد لهجته المعادية والداعية بشكل واضح إلى توجيه ضربات للنظام الجديد. وبحسب الموقع الألماني فإن تنظيم "داعش" بات يشجع المقاتلين الأجانب على الانقلاب على الحكومة السورية الجديدة، ويصف رئيسها بأنه "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفق ما نشره في العدد الأخير من نشرته الأسبوعية. العداوة السابقة تتجدد ويلفت الموقع إلى أن هذا النوع من العداوة ليس بالجديد بين تنظيم "داعش" وجماعة "هيئة تحرير الشام" التي أسسها وقادها الشرع حين كان يًطلق عليه اسم "أبو محمد الجولاني". فبين عامي 2012 و2013، كانت "هيئة تحرير الشام" جزءاً مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن تتحالف مع تنظيم "القاعدة". وبعد قطع العلاقات مع تنظيم "القاعدة" في العام 2016، أمضت "هيئة تحرير الشام" ما يقرب من عقد من الزمان في قتال "داعش" بأجزاء من البلاد التي كانت تسيطر عليها. لذا فإن انتقاد المسار السياسي الحالي الأكثر اعتدالاً للشرع يعتبر أمراً متوقعاً. المقاتلون الأجانب ولكن هناك جانب آخر مثير للاهتمام في النشرة الإخبارية، إذ دعا تنظيم "داعش" المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الانشقاق عن الحكومة الحالية بقيادة الشرع. وحثت الجماعة المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إلى "داعش". وأعاد هذا الحديث، فضلاً عن اجتماع الشرع مع ترامب، الاهتمام لواحد من أصعب الملفات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، وهو ملف المقاتلين الأجانب الموجودين في البلاد. وكان الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء الذي جمعه بالشرع، قد ضغط "لإجبار جميع الإرهابيين الأجانب على مغادرة سوريا" كواحد من شروط تخفيف العقوبات. وأدلى المبعوثون الفرنسيون والألمان بتصريحات مماثلة، إذ يخشى كثيرون من أن تصبح سوريا ملاذاً للجماعات ذات الإيديولوجيات المتطرفة التي يمكن أن تنشط دولياً لاحقاً. من الصعب تحديد عدد الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب "هيئة تحرير الشام". ويمكن أن يتراوح العدد ما بين 1500 و6000 مقاتل، وفقاً لخبراء يرجحوا أن يكون الرقم الحقيقي ما بين العددين. وتتكون أكبر مجموعة من المقاتلين من الأويغور، الذين يشار إليهم أيضاً باسم "التركستان"، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. ويأتي المقاتلون الآخرون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ومنطقة البلقان وتركيا ودول عربية ودول أوروبية. وجاء معظم المقاتلين إلى سوريا في وقت مبكر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا استجابة لدعوات من تنظيم "داعش"، الذي كان يحاول حينها إقامة ما يسمى بـ"خلافة". ولكن بعد قطع "هيئة تحرير الشام" لعلاقتها مع "داعش" و"القاعدة"، غادر بعض الأجانب التنظيم بينما بقي آخرون. وفي أواخر عام 2024، خلال العملية التي قادها تنظيم "هيئة تحرير الشام" للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، لعبت عدة مجموعات من الأجانب، بمن فيهم الأويغور والشيشان، دوراً أساسياً في نجاح الحملة. المقاتلون الأجانب في قمة الهرم وقال الشرع في حينها إنه يجب مكافأتهم على مساعدتهم، وتم تعيين عدد منهم في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بمناصب عليا في الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار بعض الجدل. ويرى الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في حوار مع الموقع الألماني، أنه من الصعب تحديد مدى أهمية المقاتلين الأجانب لقوات الأمن السورية الآن "لأن عدد السوريين يفوق بكثير عدد الأجانب". لكنه أشار إلى أن بعضهم يتمتع بأهمية أكبر، فعلى سبيل المثال، يعمل مقاتلو الكتيبة الأويغورية الآن كقوة أمنية شخصية للشرع. ويقول زيلين "هم أساساً من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح في القتال ضد الأسد". ويذكر لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه التقى بعدد من المقاتلين الأجانب أثناء قتاله قوات نظام الأسد في مدينة حلب السورية. وقال اللاجئ السوري للموقع الألماني "كان بعضهم جيداً، بينما لم يكن البعضهم الآخر جيداً. كانوا شديدي التركيز على القتال، وكان لدى الكثير منهم عقلية سلفية. أرادوا الذهاب إلى حيث تدور المعارك". ويضيف المصدر "الذين بقوا الآن لديهم عائلات في سوريا. لهذا، شخصياً، سأمنحهم فرصة، خاصة لأننا لو طردناهم، سنطرد أيضاً النساء والأطفال. على أي حال، لا تنسوا أن هناك أيضاً الكثير من السوريين الذين يشاركون ولو جزءاً من هذه العقلية (الدينية)". خطورة المقاتلين الأجانب اتُهم مقاتلون أجانب ذوو توجه ديني أكثر تشدداً بالمشاركة في أعمال عنف وقعت حديثاً ضد الأقليات السورية، كما أُلقي عليهم اللوم في محاولات فرض رقابة على ملابس النساء والسلوكيات الاجتماعية في المدن السورية. ويوضح الباحث والخبير في الشؤون السورية، عروة عجوب، في تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أنه حتى وقت قريب جداً، كانت "هيئة تحرير الشام" ما تزال تُصوّر نفسها على أنها "مدافعة عن الإسلام السني". ولكن بعد سقوط نظام الأسد، اتخذت الجماعة مساراً أكثر ليبرالية، بحسب التقرير. ويقول عجوب "يُمثل هذا التغيير المفاجئ في السردية تعديلاً كبيراً للصفوف. قد يكون هذا التحول تحدياً للمقاتلين الذين اعتادوا على وجهة نظر طائفية أضيق. يواجه العديد من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين لم يغادروا أبدًا البيئة المحافظة في إدلب، مجتمعات أقل تحفظًا في دمشق". الانضمام إلى "داعش" ويرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، محمد صالح، أنه "إذا استمرت هيئة تحرير الشام في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، مثل التسامح مع النساء غير المحجبات والسماح ببيع الكحول والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، فقد تنشق العناصر المتشددة داخل هيئة تحرير الشام، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تنشق عنهم، أو تتعاون مع داعش أو القاعدة". ولكن يتشكك الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في أن يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا "أي تهديد واسع النطاق"، على حد تعبيره. ويري زيلين أن "أولئك الذين شعروا أن هيئة تحرير الشام لم تعد متشددة بما يكفي بالنسبة لهم قد غادروا بالفعل على الأرجح، وأن العديد من المقاتلين الأجانب الأقل تطرفاً الذين بقوا، يتمتعون بانضباط شديد". كما حاول الشرع لفترة طويلة تهميش أو اعتقال أو طرد أي مقاتل أجنبي قاوم المسار الجديد للجماعة. وما يزال بإمكان المقاتلين الأجانب بالطبع ارتكاب جرائم أو التسبب في مشاكل. إلا أن التهديد الأكبر يأتي حقيقة من المقاتلين الأجانب الأعضاء في تنظيم "داعش"، والذين يواصلون تمردًا محدودًا في شرق سوريا، بالإضافة إلى مقاتلين معتقلين في شمال شرق سوريا. وماذا بعد؟ بعد اجتماع الشرع مع ترامب، ظهرت أنباء بشأن مداهمات من قوات الأمن السورية لقواعد خاصة بالمقاتلين الأجانب في محافظة إدلب. ويرى مراقبون ومحللون أنه ما يزال من غير الواضح ما إن كان الأمر صحيح أم مجرد شائعات أو "مسرحيات سياسية". ويبدو أن شن حملة كبيرة ضدهم هو أمر غير مرجح. ويجادل أعضاء في الحكومة السورية الجديدة بأن المقاتلين الأجانب لا يشكلون أي تهديد للدول الأخرى وأن عددهم أقل من أن يؤثر بشكل كبير على الجيش السوري الجديد، كما أنهم موالون لإدارة الشرع الجديدة على أي حال. بل ويرى البعض أن دمج المقاتلين الأجانب في القوات السورية الجديدة ربما يكون أفضل طريقة للتعامل معهم على أرض الواقع. ويقول زيلين: "من بين جميع الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة، ربما يكون هذا هو الأصعب بالنسبة لسوريا. لا أعتقد أنهم يريدون حقاً تسليم المقاتلين الأجانب إلا إذا كانوا، على سبيل المثال، يفعلون شيئاً مخالفاً للقانون".


الحركات الإسلامية
منذ يوم واحد
- الحركات الإسلامية
ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند
أعلنت قوات دفاع بونتلاند (PDF) مقتل أحد أبرز قادة فرع تنظيم داعش في الصومال، في عملية أمنية دقيقة نفذتها قواتها البرية والجوية في جبال كال-مسكاد، الثلاثاء الماضي، في إطار العملية العسكرية المستمرة "البرق". وأفادت السلطات المحلية أن القيادي المقتول هو أحمد موسى سعيد، والذي وصفته بأنه "هدف ذو قيمة عالية" و"أحد العقول المدبرة للتنظيم"، وكان يتمتع بنفوذ واسع داخل شبكة داعش في شمال شرق الصومال. تحركات دولية وصلات خارجية وفقا لمصادر أمنية مطلعة، كان سعيد يسافر باستمرار إلى الخارج، خاصة إلى إثيوبيا، وسلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، وهي دول تربطها علاقات أمنية وثيقة مع ولاية بونتلاند. وقد ساهمت الإمارات، بشكل خاص، في توفير خدمات المراقبة الجوية خلال العمليات العسكرية الأخيرة ضد التنظيم. وأوضحت قوات بونتلاند أن سعيد كان على صلة بعدد من المقاتلين الأجانب، الذين دخلوا الصومال في السنوات الأخيرة، حيث عثر على جوازات سفر أجنبية في الكهوف والمخابئ التي استولى عليها الجيش في المناطق الجبلية خلال حملة "البرق". تفاصيل العملية العسكرية أشاد قائد العملية، العميد أحمد عبد الله شيخ، بنجاح القوات المحلية في تصفية هذا العنصر القيادي، قائلا: "يمثل القضاء على أحمد موسى سعيد ضربة موجعة لقدرات داعش، ويعكس التزامنا الراسخ بمكافحة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي". وأشار الشيخ إلى أن العملية تمت بدقة واحترافية عالية، لكن لم تكشف تفاصيل إضافية بشأن توقيت أو ظروف الهجوم لدواع أمنية. حملة "البرق" وتقدم قوات بونتلاند شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا ميدانيا كبيرا ضمن عملية "البرق"، حيث نجحت قوات بونتلاند في استعادة عدد من القرى الاستراتيجية في منطقة باري، وطرد عناصر التنظيم من مواقعهم، ما قلص من مساحة نفوذ داعش. ورغم أن تنظيم داعش يحتفظ بوجود محدود في المناطق الجبلية لبونتلاند، إلا أن المحللين الأمنيين يحذرون من تزايد نشاطه، خاصة في ظل فراغات أمنية وانسحابات تكتيكية لبعض القوات الفيدرالية في مناطق أخرى. خلفية أمنية يذكر أن داعش في الصومال، رغم كونه أصغر حجما وأقل تنظيما من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، إلا أنه يشكل تهديدا متناميا في الشمال الشرقي، ويخوض صراعات متكررة مع كل من الحكومة الفيدرالية ومسلحي حركة الشباب. يشكل مقتل أحمد موسى سعيد تطورا بارزا في الحرب على الإرهاب في القرن الأفريقي، كما يسلط الضوء على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الجماعات المتطرفة العابرة للحدود. وقد دعت السلطات في بونتلاند إلى مواصلة الدعم الدولي لتعزيز أمن المنطقة ومنع عودة هذه التنظيمات الإرهابية إلى قواعدها السابقة.


الحركات الإسلامية
منذ يوم واحد
- الحركات الإسلامية
مقتل (أبو أحمد) أمير تنظيم داعش في جبال بلكانة بضربة جوية عراقية
كشف مصدر أمني، اليوم الأربعاء ، عن أنباء أولية تفيد بمقتل ما يُعرف بـ"أمير داعش" في جبال بلكانة، وأحد معاونيه، خلال ضربة جوية نفذتها طائرات "إف 16" العراقية. وقال المصدر إن "الضربة الجوية التي نفذتها طائرات إف 16 مساء أمس، واستهدفت عدة مواقع في الجزء الغربي من جبال بلكانة ضمن حدود محافظة صلاح الدين، أسفرت عن مقتل ما يسمى بأمير تنظيم داعش في تلك المنطقة المدعو (أبو أحمد)، وأحد مرافقيه". وأضاف أن "القتيلين يحملان الجنسية العراقية، ويعدان من عناصر الخط الثاني في الهيكلية القيادية لتنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "المعلومات الأولية تشير إلى مقتلهما، لكن لم يتم التأكد بشكل نهائي حتى الآن". وتابع، أن "قوة أمنية مشتركة انطلقت منذ ساعات الفجر الأولى لتفتيش المناطق المستهدفة، بهدف الوصول إلى موقع الضربة الجوية وتحديد هوية القتلى، خاصة مع ورود معلومات عن وجود ثلاث إلى أربع جثث في الموقع". ولفت إلى أن "المنطقة المستهدفة ذات تضاريس معقدة، ويُعتقد بوجود مضافات سرية تابعة للتنظيم، ما يصعّب من عملية التمشيط والتأكد من هوية القتلى حتى الآن". وكانت قيادة العمليات المشتركة اعلنت، أمس الثلاثاء، أن طائرات إف-16 العراقية دكت وكرًا لتنظيم داعش الإرهابي شرق محافظة صلاح الدين وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني، أنه "بعمل استخباري نوعي، تم تنفيذ ضربة جوية ناجحة، وفقًا لمعلومات دقيقة من الشجعان في مديرية الاستخبارات العسكرية وبإشراف ومتابعة وتخطيط من خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، إذ دك صقور القوة الجوية بواسطة طائرات F-16 مضافة للإرهابيين في سلسلة جبال بلكانة ضمن قاطع عمليات شرق صلاح الدين". وأوضح البيان أن "الضربة الجوية أسفرت، بحسب المعلومات الأولية، عن قتل مجموعة من عصابات داعش الإرهابية كانوا داخل هذه المضافة وتدمير أسلحة وعتاد ومعدات ومواد لوجستية". كما افاد مصدر أمني، اليوم الأربعاء، بانطلاق عمليّة دهم وتفتيش واسعة في حوض الوقف شمال شرق محافظة ديالى، بمشاركة قوات أمنية مشتركة. وأوضح المصدر أن 'القوات انطلقت من محورين لتنفيذ عمليّة تمشيط في البساتين الواقعة شرق حوض الوقف، بعمق يصل إلى أربعة كيلومترات، ضمن محاور متعددة'. وأضاف أن 'العملية تهدف إلى تأمين البساتين المحاذية لضفاف نهر ديالى، وإعادة تأمين الطرق الزراعية التي تربط تلك البساتين بالطريق الزراعي الرئيسي في المنطقة'. وبيّن أن 'العملية تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة أعدّتها المفارز المختصّة مسبقاً، وتهدف إلى تطهير محيط القرى والمناطق القريبة من أي نشاط للعصابات الإرهابية، خاصة داخل البساتين والطرق الزراعية الحيوية".