
تخلّص من الصبغات في نظامك الغذائي واحصل على فائدة إضافية
إذ كانت ولاية كاليفورنيا سباقة منذ سنوات عدة بتمهيد الطريق لتشريعات مناهضة للصبغات الاصطناعية المشتقة من البترول، وذلك استنادًا إلى مخاوف صحية، ضمنًا احتمال زيادة خطر الإصابة بالسرطان والمشاكل العصبية والسلوكية لدى الأطفال والحيوانات.
وعليه حَظَر الحاكم غافين نيوسوم الصبغة الحمراء رقم 3 في العام 2023، وست صبغات شائعة أخرى من الأطعمة المقدمة في المدارس بحلول العام 2024. ومنذ ذلك الحين، لحقت 25 ولاية أخرى بكاليفورنيا وأصدرت تشريعات، بعضها تم توقيعه كي يصبح قانونًا، والبعض الآخر ما برح قيد الدراسة للنظر بالحظر، أو التقييد، أو فرض وضع علامات على المنتجات التي تحتوي على صبغات غذائية.
الغذاء والدواء الأمريكية تجيز استخدام 3 ملوّنات طعام طبيعية
لكن الخبراء يرون أنّ على صانعي السياسات والجمهور التذكر بأن الصبغات تمثل عنصرًا واحدًا من مكونات الأطعمة فائقة المعالجة المصنّعة بطريقة معقدة. وعليه، قالت الدكتورة جينيفر بوميرانز، الأستاذة المساعدة في سياسات وإدارة الصحة العامة بكلية الصحة العامة العالمية في جامعة نيويورك، لـCNN: "إزالة الصبغات الغذائية الاصطناعية لا يعني تلقائيًا أن المنتجات أصبحت صحية، أو مناسبة للاستهلاك كأطعمة ومشروبات صحية".
وتدعم دراسة جديدة هذا الرأي عبر تقديم أرقام دقيقة، إذ وجدت أنّ الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على صبغات اصطناعية نسبة السكر فيها أعلى بـ141%، مقارنة بالمنتجات الخالية من هذه الصبغات. إلا أن الدراسة المنشورة في مجلة أكاديمية التغذية وعلم الحميات، الأربعاء، أظهرت أن نسب الصوديوم والدهون المشبعة كانت أقل في المنتجات التي تحتوي على الصبغات.
منها الصبغة الحمراء.. كاليفورنيا تحظر 4 مواد كيميائية ضارة في الغذاء للمرة الأولى بأمريكا
تشير النتائج إلى أنّ الصبغات الغذائية الاصطناعية يمكن اعتبارها بمثابة "إشارة تحذير" على أنّ المنتج أقل صحة عمومًا، وفق ما قاله الدكتور ديفيد أندروز لـCNN، وهو كبير العلماء بالإنابة في منظمة "مجموعة العمل البيئي" غير الربحية (Environmental Working Group)، التي تُعنى بالصحة والدفاع البيئي، غير المشارك في الدراسة.
وعلى غرار العديد من المشرّعين الذين يسعون إلى فرض تشريعات مناهضة للصبغات الغذائية، أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إليزابيث دانفورد، في حديثها إلى CNN، أنّ دافعها لإجراء هذا البحث كان نتيجة "فضول شخصي ومهني على حد سواء".
لاحظت الدكتورة إليزابيث دانفورد، المستشارة بقسم سياسات الأغذية في معهد جورج للصحة العالمية، وأمّ لطفلين صغيرين (7 و5 سنوات) "تغيّرات سلوكية، خصوصًا لدى ابني، بعد تناول أو شرب منتجات سكرية ملوّنة بصبغات اصطناعية". لكنها لفتت إلى أن مجالها المهني البحثي الرئيسي يتركّز "حول دراسة مدى صحّة الإمدادات الغذائية، مع اهتمام خاص بتصنيف المغذيات واستخدام المضافات الغذائية".
وكانت أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) أن الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) تشكل نحو 70% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة، وهي تُنتج باستخدام تقنيات صناعية ومكونات "نادراً أو لا تُستخدم إطلاقًا في المطابخ المنزلية". وعادةً ما تكون هذه الأطعمة منخفضة الألياف وغنية بالسعرات الحرارية والسكريات المضافة، والحبوب والدهون المكررة، والصوديوم، والمضافات، كلها مصمّمة لجعل الطعام أكثر جاذبية.
دراسة تكشف: كل قضمة من الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة
ربطت العديد من الدراسات التي نُشرت خلال العقود القليلة الماضية، بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وبين الإصابة بأمراض أو مشاكل صحية، ضمنًا السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة المفرطة، والوفاة المبكرة، والسرطان، والاكتئاب، والتدهور المعرفي، والسكتة الدماغية، واضطرابات النوم.
ووفقًا لعدد من الدراسات، فإن مخاطر بعض هذه المشاكل قد تبدأ بمجرد تناول وجبة واحدة فقط يوميًا من الأطعمة فائقة المعالجة.
وهذا الكم من الأدلة، دفع بعض الولايات الأمريكية التي سنّت قوانين أو قدّمت مشاريع قوانين لتقييد استخدام الصبغات الغذائية، إلى تضمين مضافات غذائية شائعة أخرى، مثل زيت النبات المبروم أو بروبيل بارابين، ضمن المواد التي يُراد حظرها أو تقنينها.
تشمل المضافات عادةً مواد حافظة للحفاظ على النكهة، والملمس، أو لمقاومة العفن والبكتيريا، وكذلك مستحلبات لمنع فصل المكونات بشكل طبيعي. وتشمل المضافات الشائعة الأخرى معزّزات الرائحة والنكهة، ومواد مضادة للرغوة، ومبيّضات، ومواد لزيادة الحجم، والتماسك، والتلميع.
لم علينا الابتعاد عن الأطعمة فائقة المعالجة.. وماذا نأكل بدلَا منها؟
وهذا أيضًا دفع الخبراء للتحذير من تناول هذه الأطعمة حتى لو كانت ملوّنة بصبغات طبيعية، وهو اتجاه بدأ قطاع الصناعات الغذائية يتّبعه تحت ضغط القوانين الفيدرالية وتلك الصادرة عن الولايات.
وقال الدكتور جيرولد ماندي، الرئيس التنفيذي لمنظمة Nourish Science غير الحكومية، والمختصة بأزمات التغذية في الولايات المتحدة، غير المشارك بالدراسة: "نسبة المنتجات التي تحتوي على صبغات اصطناعية أقل بكثير من نسبة المنتجات التي تُصنف كأطعمة فائقة المعالجة. لذا، فإنّ استخدام الألوان الطبيعية لتشجيع الإفراط في تناول هذه الأطعمة يُبقي المشكلة قائمة".
الهدف الرئيسي من الدراسة الجديدة، كان قياس مدى استخدام الصبغات الاصطناعية في 39,763 منتجًا من الأطعمة والمشروبات، تُباع من قبل أكبر 25 شركة مصنّعة في الولايات المتحدة، باستخدام بيانات العام 2020، من شركة Label Insight التابعة لـNielsenIQ المتخصّصة في تحليلات المنتجات.
وجد الباحثون أن ما يصل إلى 19%، أي حوالي واحد من كل خمسة منتجات، تحتوي على صبغة اصطناعية واحدة إلى سبع صبغات. وكانت الصبغة الأكثر استخدامًا هي الأحمر رقم 40، تليها الأحمر رقم 3 والأزرق رقم 1.أما فئات الأغذية التي سجلت أعلى استخدام للصبغات، فكانت:
المشروبات الرياضية (79%)
مكثفات المشروبات (71%)
الحلويات (54%)
وكتب الباحثون: "المشروبات الغازية شكّلت النسبة الأكبر من إجمالي مبيعات المنتجات التي تحتوي على صبغات اصطناعية (30%)، وذلك لأنها الفئة الأعلى مبيعًا".
ومع ذلك، أشار بعض المصنعين إلى أن التغيرات في السوق منذ العام 2020، قد تؤثر على النسب الحالية. لكن رغم ذلك، لا تزال الصبغات جزءًا بارزًا من النظام الغذائي، ولا تزال العديد من هذه المنتجات معروضة في الأسواق.
وصرّح ماندي أن الدراسة "لا تزال تُقدّم صورة واقعية إلى حد كبير عن الوضع العام، لأن الشركات الكبرى تحتاج عادةً إلى نحو 18 شهرًا لتعديل سلسلة التوريد لديها من أجل تغيير مكوّنات منتجاتها".
وأشارت بوميرانز، غير المشاركة في إعداد الدراسة، إلى أن البحث يوفّر معلومات أساسية ضرورية للتغيير في ظل تسليط الضوء الوطني على إزالة بعض الملوّنات من الإمدادات الغذائية، خصوصًا من الأغذية المقدمة في المدارس.
وقالت سارة غالو، النائبة الأولى لرئيس قسم سياسات المنتجات في رابطة العلامات التجارية للمستهلكين (التي تمثل صناعة الأغذية)، إنه "من الضروري استمرار الجهات التنظيمية في إعطاء الأولوية للأبحاث العلمية التي تخضع لمراجعة الأقران وتكون مرتبطة بصحة وسلامة الإنسان".
قالت بوميرانز إنه على الأشخاص القلقين من الصبغات الغذائية والأطعمة فائقة المعالجة أن يتجهوا قدر الإمكان نحو الأطعمة الكاملة والمشروبات غير المحلّاة.
زيادة استهلاك الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والمكسّرات، والبذور، والبقوليات. كما ينبغي أن تكون واعيًا لكمية الصوديوم التي تتناولها ومدى تأثير بعض الأطعمة على شعورك، فالأطعمة فائقة المعالجة قد تُبقيك راغبًا بالمزيد، في حين أن الأطعمة الطبيعية الكاملة تُشعرك بالشبع لفترة أطول. كما ينصح الخبراء بقراءة ملصقات المكونات عند التسوق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 9 ساعات
- CNN عربية
إليكم قصة فتاة ماتت من حريق بعد شهر من تعافيها من السرطان
في مأساة مؤلمة هزّت حيًا في ولاية ميسوري الأمريكية، تُوفيت طفلة في حريق اندلع بمنزل عائلتها خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أسابيع فقط من احتفالها بالشفاء من مرض السرطان. جيري لين براون، 13 عامًا، التي ألهمت من حولها بشجاعتها وإيمانها، كانت قد أنهت رحلة علاج استمرت 8 أشهر، واحتفلت مؤخرًا بقرع جرس التعافي في مستشفى "تشيلدرين ميرسي". ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحريق الذي أودى بحياتها. قد يهمك أيضًا.. طعن وإشعال نار وصراخ أطفال.. إليكم ما حدث بجريمة مروعة ارتكبتها سيدة قراءة المزيد أطفال حرائق حوادث كاميرات كوارث مرض السرطان


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
تخلّص من الصبغات في نظامك الغذائي واحصل على فائدة إضافية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في إطار الحملة الرامية إلى الحد من الأمراض المزمنة والمشاكل العصبية والسلوكية في الولايات المتحدة، أصبحت الصبغات الغذائية الاصطناعية هدفًا رئيسيًا. إذ كانت ولاية كاليفورنيا سباقة منذ سنوات عدة بتمهيد الطريق لتشريعات مناهضة للصبغات الاصطناعية المشتقة من البترول، وذلك استنادًا إلى مخاوف صحية، ضمنًا احتمال زيادة خطر الإصابة بالسرطان والمشاكل العصبية والسلوكية لدى الأطفال والحيوانات. وعليه حَظَر الحاكم غافين نيوسوم الصبغة الحمراء رقم 3 في العام 2023، وست صبغات شائعة أخرى من الأطعمة المقدمة في المدارس بحلول العام 2024. ومنذ ذلك الحين، لحقت 25 ولاية أخرى بكاليفورنيا وأصدرت تشريعات، بعضها تم توقيعه كي يصبح قانونًا، والبعض الآخر ما برح قيد الدراسة للنظر بالحظر، أو التقييد، أو فرض وضع علامات على المنتجات التي تحتوي على صبغات غذائية. الغذاء والدواء الأمريكية تجيز استخدام 3 ملوّنات طعام طبيعية لكن الخبراء يرون أنّ على صانعي السياسات والجمهور التذكر بأن الصبغات تمثل عنصرًا واحدًا من مكونات الأطعمة فائقة المعالجة المصنّعة بطريقة معقدة. وعليه، قالت الدكتورة جينيفر بوميرانز، الأستاذة المساعدة في سياسات وإدارة الصحة العامة بكلية الصحة العامة العالمية في جامعة نيويورك، لـCNN: "إزالة الصبغات الغذائية الاصطناعية لا يعني تلقائيًا أن المنتجات أصبحت صحية، أو مناسبة للاستهلاك كأطعمة ومشروبات صحية". وتدعم دراسة جديدة هذا الرأي عبر تقديم أرقام دقيقة، إذ وجدت أنّ الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على صبغات اصطناعية نسبة السكر فيها أعلى بـ141%، مقارنة بالمنتجات الخالية من هذه الصبغات. إلا أن الدراسة المنشورة في مجلة أكاديمية التغذية وعلم الحميات، الأربعاء، أظهرت أن نسب الصوديوم والدهون المشبعة كانت أقل في المنتجات التي تحتوي على الصبغات. منها الصبغة الحمراء.. كاليفورنيا تحظر 4 مواد كيميائية ضارة في الغذاء للمرة الأولى بأمريكا تشير النتائج إلى أنّ الصبغات الغذائية الاصطناعية يمكن اعتبارها بمثابة "إشارة تحذير" على أنّ المنتج أقل صحة عمومًا، وفق ما قاله الدكتور ديفيد أندروز لـCNN، وهو كبير العلماء بالإنابة في منظمة "مجموعة العمل البيئي" غير الربحية (Environmental Working Group)، التي تُعنى بالصحة والدفاع البيئي، غير المشارك في الدراسة. وعلى غرار العديد من المشرّعين الذين يسعون إلى فرض تشريعات مناهضة للصبغات الغذائية، أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إليزابيث دانفورد، في حديثها إلى CNN، أنّ دافعها لإجراء هذا البحث كان نتيجة "فضول شخصي ومهني على حد سواء". لاحظت الدكتورة إليزابيث دانفورد، المستشارة بقسم سياسات الأغذية في معهد جورج للصحة العالمية، وأمّ لطفلين صغيرين (7 و5 سنوات) "تغيّرات سلوكية، خصوصًا لدى ابني، بعد تناول أو شرب منتجات سكرية ملوّنة بصبغات اصطناعية". لكنها لفتت إلى أن مجالها المهني البحثي الرئيسي يتركّز "حول دراسة مدى صحّة الإمدادات الغذائية، مع اهتمام خاص بتصنيف المغذيات واستخدام المضافات الغذائية". وكانت أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) أن الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) تشكل نحو 70% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة، وهي تُنتج باستخدام تقنيات صناعية ومكونات "نادراً أو لا تُستخدم إطلاقًا في المطابخ المنزلية". وعادةً ما تكون هذه الأطعمة منخفضة الألياف وغنية بالسعرات الحرارية والسكريات المضافة، والحبوب والدهون المكررة، والصوديوم، والمضافات، كلها مصمّمة لجعل الطعام أكثر جاذبية. دراسة تكشف: كل قضمة من الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة ربطت العديد من الدراسات التي نُشرت خلال العقود القليلة الماضية، بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وبين الإصابة بأمراض أو مشاكل صحية، ضمنًا السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة المفرطة، والوفاة المبكرة، والسرطان، والاكتئاب، والتدهور المعرفي، والسكتة الدماغية، واضطرابات النوم. ووفقًا لعدد من الدراسات، فإن مخاطر بعض هذه المشاكل قد تبدأ بمجرد تناول وجبة واحدة فقط يوميًا من الأطعمة فائقة المعالجة. وهذا الكم من الأدلة، دفع بعض الولايات الأمريكية التي سنّت قوانين أو قدّمت مشاريع قوانين لتقييد استخدام الصبغات الغذائية، إلى تضمين مضافات غذائية شائعة أخرى، مثل زيت النبات المبروم أو بروبيل بارابين، ضمن المواد التي يُراد حظرها أو تقنينها. تشمل المضافات عادةً مواد حافظة للحفاظ على النكهة، والملمس، أو لمقاومة العفن والبكتيريا، وكذلك مستحلبات لمنع فصل المكونات بشكل طبيعي. وتشمل المضافات الشائعة الأخرى معزّزات الرائحة والنكهة، ومواد مضادة للرغوة، ومبيّضات، ومواد لزيادة الحجم، والتماسك، والتلميع. لم علينا الابتعاد عن الأطعمة فائقة المعالجة.. وماذا نأكل بدلَا منها؟ وهذا أيضًا دفع الخبراء للتحذير من تناول هذه الأطعمة حتى لو كانت ملوّنة بصبغات طبيعية، وهو اتجاه بدأ قطاع الصناعات الغذائية يتّبعه تحت ضغط القوانين الفيدرالية وتلك الصادرة عن الولايات. وقال الدكتور جيرولد ماندي، الرئيس التنفيذي لمنظمة Nourish Science غير الحكومية، والمختصة بأزمات التغذية في الولايات المتحدة، غير المشارك بالدراسة: "نسبة المنتجات التي تحتوي على صبغات اصطناعية أقل بكثير من نسبة المنتجات التي تُصنف كأطعمة فائقة المعالجة. لذا، فإنّ استخدام الألوان الطبيعية لتشجيع الإفراط في تناول هذه الأطعمة يُبقي المشكلة قائمة". الهدف الرئيسي من الدراسة الجديدة، كان قياس مدى استخدام الصبغات الاصطناعية في 39,763 منتجًا من الأطعمة والمشروبات، تُباع من قبل أكبر 25 شركة مصنّعة في الولايات المتحدة، باستخدام بيانات العام 2020، من شركة Label Insight التابعة لـNielsenIQ المتخصّصة في تحليلات المنتجات. وجد الباحثون أن ما يصل إلى 19%، أي حوالي واحد من كل خمسة منتجات، تحتوي على صبغة اصطناعية واحدة إلى سبع صبغات. وكانت الصبغة الأكثر استخدامًا هي الأحمر رقم 40، تليها الأحمر رقم 3 والأزرق رقم 1.أما فئات الأغذية التي سجلت أعلى استخدام للصبغات، فكانت: المشروبات الرياضية (79%) مكثفات المشروبات (71%) الحلويات (54%) وكتب الباحثون: "المشروبات الغازية شكّلت النسبة الأكبر من إجمالي مبيعات المنتجات التي تحتوي على صبغات اصطناعية (30%)، وذلك لأنها الفئة الأعلى مبيعًا". ومع ذلك، أشار بعض المصنعين إلى أن التغيرات في السوق منذ العام 2020، قد تؤثر على النسب الحالية. لكن رغم ذلك، لا تزال الصبغات جزءًا بارزًا من النظام الغذائي، ولا تزال العديد من هذه المنتجات معروضة في الأسواق. وصرّح ماندي أن الدراسة "لا تزال تُقدّم صورة واقعية إلى حد كبير عن الوضع العام، لأن الشركات الكبرى تحتاج عادةً إلى نحو 18 شهرًا لتعديل سلسلة التوريد لديها من أجل تغيير مكوّنات منتجاتها". وأشارت بوميرانز، غير المشاركة في إعداد الدراسة، إلى أن البحث يوفّر معلومات أساسية ضرورية للتغيير في ظل تسليط الضوء الوطني على إزالة بعض الملوّنات من الإمدادات الغذائية، خصوصًا من الأغذية المقدمة في المدارس. وقالت سارة غالو، النائبة الأولى لرئيس قسم سياسات المنتجات في رابطة العلامات التجارية للمستهلكين (التي تمثل صناعة الأغذية)، إنه "من الضروري استمرار الجهات التنظيمية في إعطاء الأولوية للأبحاث العلمية التي تخضع لمراجعة الأقران وتكون مرتبطة بصحة وسلامة الإنسان". قالت بوميرانز إنه على الأشخاص القلقين من الصبغات الغذائية والأطعمة فائقة المعالجة أن يتجهوا قدر الإمكان نحو الأطعمة الكاملة والمشروبات غير المحلّاة. زيادة استهلاك الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والمكسّرات، والبذور، والبقوليات. كما ينبغي أن تكون واعيًا لكمية الصوديوم التي تتناولها ومدى تأثير بعض الأطعمة على شعورك، فالأطعمة فائقة المعالجة قد تُبقيك راغبًا بالمزيد، في حين أن الأطعمة الطبيعية الكاملة تُشعرك بالشبع لفترة أطول. كما ينصح الخبراء بقراءة ملصقات المكونات عند التسوق.


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
وقت الطفل أمام الشاشة يقلق الأهل.. لكن المشكلة بمكان آخر
ملاحظة المحرر: كارا ألايمو، أستاذة مساعدة بقسم الاتصال في جامعة فيرلي ديكنسون. صدر لها كتاب بعنوان: "Over the Influence: Why Social Media Is Toxic for Women and Girls — And How We Can Take It Back"في العام 2024، لدى دار النشر Alcove Press. دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يشعر الكثير من الأهل بالقلق حيال الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات. لكن دراسة جديدة أشارت إلى أنهم ربما يركزون على الأمر الخاطئ. فبحسب دراسة نُشرت في مجلة JAMA التابعة للجمعية الطبية الأمريكية، الأربعاء 18 يونيو/ تموز، فإنّ مدة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة، وألعاب الفيديو غير مرتبطة بشكل مباشر بزيادة أعراض مشاكل الصحة النفسية، أكانت: داخلية: مثل القلق والاكتئاب، أو خارجية: مثل العدوانية ومخالفة القواعد، أو حتى أفكار أو سلوكيات انتحارية. فالعامل الأهم الذي يُحدث كل الفرق في الصحة النفسية، يتمثل بإذا كان الطفل مدمنًا على استخدام الشاشة أم لا. وأوضحت الدكتورة يونيو شياو، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة في كلية طب "وايل كورنيل" بنيويورك، أنّ "الاستخدام الإدماني هو الاستخدام المفرط الذي يتعارض مع مسؤوليات الطفل في المنزل، أو الدراسة أو الأنشطة الأخرى. الطفل يشعر بحاجة ملحّة لاستخدام الجهاز، ولا يستطيع التوقف". وبحسب النتائج تبيّن أنّ لدى قرابة نصف الأطفال نمط إدماني متزايد من الاستخدام للهواتف المحمولة، وأكثر من 40% منهم أظهروا سلوكًا مماثلًا تجاه ألعاب الفيديو. الوقت المحدّد للأطفال أمام الشاشات تضاعف خلال الجائحة... ما الحل؟ وتابعت الدراسة أكثر من 4,000 طفل في الولايات المتحدة على مدى أربع سنوات، وأظهرت أنّ الأطفال الذين لديهم استخدام مرتفع أو متزايد لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، كانوا أكثر عرضة لخطر السلوكيات والأفكار الانتحارية بمعدل يزيد بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالأطفال ذوي الاستخدام المنخفض.وقد تراوح عمر المشاركين بين 9 و10 سنوات عند بداية الدراسة. فالأطفال الذين كان استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي مرتفعًا أو آخذًا بالازدياد، أظهروا أيضًا معدلات أعلى في أعراض مشاكل الصحة النفسية كما ارتبط الاستخدام الكبير لألعاب الفيديو بزيادة خطر: أعراض المشاكل النفسية، السلوكيات الانتحارية، والأفكار الانتحارية. ولحظت نتائج الدراسة تفاوتًا بين الجنسين كالتالي: الفتيات كنّ أكثر عرضة لأنماط الاستخدام الإدماني المرتفع لوسائل التواصل الاجتماعي. الفتيان أكثر عرضة لأنماط الاستخدام الإدماني المرتفع لألعاب الفيديو. وأشارت شياو إلى أن النتائج مبنية على تقارير ذاتية من الأطفال وأسرهم، ولم تتمكن الدراسة من عزل التأثيرات الجينية أو البيئية التي قد تكون أثّرت على النتائج. توضح الدراسة بشكل قاطع أنّ على الأهل بذل جهد لمساعدة أطفالهم على تجنّب الوقوع في هذا النوع من الإدمان. هكذا يؤثر إدمان الإنترنت على أدمغة المراهقين بحسب دراسة جديدة فبحسب ميليسا غرينبرغ، اختصاصية علم النفس الإكلينيكي في مركز برينستون للعلاج النفسي بنيوجيرسي، غير المشاركة في الدراسة: "يجب وضع الحدود منذ البداية. يجب أن يعرف الأطفال أن ثمة أوقاتًا لا يجوز فيها استخدام الهواتف المحمولة، أو ألعاب الفيديو، أو سواها من التقنيات". كما اقترحت وضع برنامج يحدّد أوقات خالية من الشاشات، خصوصًا أثناء الوجبات وقبل النوم، لمساعدة العائلة على الاسترخاء وإنهاء اليوم بهدوء. يمنع الهواتف من دخول غرف المراهقين بعد وقت معين مساء. يشجع الأنشطة الخالية من الشاشات، وإن لزم الأمر، التخطيط لها مسبقًا. وأضافت غرينبرغ أنه "عندما أتحدث إلى الأهل، أخبرهم بضرورة السماح لأبنائهم بقضاء الوقت مع أصدقائهم وجهًا لوجه. كثير من الأهل يقلقون من الناحية الأمنية حين يخرج أولادهم، لكن الجلوس في غرف النوم على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما يكون أكثر خطورة، إذ يمكن أن يتعرضوا خلالها لمتحرشين، أو محاولات ابتزاز جنسي، أو ببساطة يطورون إدمانًا يصعب السيطرة عليه". ما سبب إدماننا على تقييمات منصات التواصل الاجتماعي الصامتة؟ وتابعت غرينبرغ بأن على الأهل أن يكونوا قدوة في تعاملهم مع الأجهزة الرقمية، وأن ينتبهوا لاستخدامها أمام أطفالهم، ليُظهروا كيفية الموازنة بين وقت الشاشة والحياة الواقعية. وكانت حركة The Anxious Generation أطلقت تحديًا العام الماضي، تشجع من خلاله الشباب على قضاء أسبوع صيفي من دون شاشات، لتجربة الحياة بلا فلاتر أو تنبيهات. واقترحت غرينبرغ البدء بتدريب أنفسنا وأطفالنا على التوقف عن اللجوء للهاتف، عبر أنشطة بسيطة مثل المشي في الهواء الطلق من دون سماعات، ومشاهدة غروب الشمس، أو الاسترخاء على أرجوحة. كما أكدت على أهمية الحديث مع الأطفال عن إدمان الشاشات بطريقة هادئة وغير تصادمية، مشيرة إلى أن الشاشات ووسائل التواصل مصممة لجذب انتباهنا وإبقائنا لفترات طويلة، وضرورة وعي الأطفال بهذا الواقع. التنمّر الإلكتروني ضد الأطفال بسبب الوزن.. كيف يتصرّف الأهل؟ كما أوصت غرينبرغ كذلك بـوضع اتفاق واضح بين الأهل والأطفال بشأن استخدام الأجهزة، يتضمن: الاستخدامات المقبولة، عدد الساعات اليومية المسموح بها، والعقوبات في حال عدم الالتزام بالقواعد. وشددت على أهمية إشراك المراهق في النقاش ووضع هذه القواعد، "كي يفهم المنطق وراء هذه الحدود، لا أن يُفرض عليه تنفيذها فقط". بعد وضع الحدود واتفاقيات الاستخدام، من الضروري مراقبة الأطفال لمعرفة فعالية هذه الاستراتيجيات. وفقًا لشياو، إذا لم ننتبه إلى علامات الاستخدام الإدماني، فقد نفوّتها. تتضمن علامات إدمان الأطفال على الشاشات بحسب غرينبرغ: الاستخدام القهري والرغبة الملحّة في استخدام الأجهزة، مثل التحقق المستمر من الهاتف أو اللعب في أوقات غير مناسبة. محاولات للحد من الاستخدام مع فشل في الالتزام بالقيود. وقوع مشاكل في المدرسة أو العمل، أو تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية. إخفاء أو الكذب بشأن استخدام الأجهزة، وردود فعل دفاعية عند السؤال. أعراض انسحاب كالقلق والغضب عند عدم توفر الأجهزة. دراسة: ألعاب الفيديو قد تساهم بتنمية تحكم الأطفال الإدراكي والانفعالي علامات تحذيرية أخرى تشمل تجاهل الواجبات، والانشغال المفرط بالشاشات، مع فقدان الاهتمام بالتفاعل المباشر أو المسؤوليات المنزلية. وأخيرًا، يجب الانتباه إلى نقص النوم الناتج عن الاستخدام المفرط، والذي قد يؤدي إلى التعب، الانفعال، القلق، والاكتئاب. عند ملاحظة هذه العلامات، من المهم التدخل ومساعدة الطفل على استخدام الشاشات بشكل صحي. إذا شككت بأن طفلك مدمن على الشاشات، نصحت غرينبرغ بعدم الحكم عليه أو انتقاده، مع التذكّر بأنّ طفلك لا يريد أن يكون مدمنًا في الغالب، وأن هذا لا يعني فشلك كوالد. المشكلة تكمن في تصميم هذه الأجهزة لجذبنا وإبقائنا مدمنين عليها. لذلك، 'نحتاج إلى تعليمهم، لا لومهم'. تحدث مع طفلك عن مشاعره وحاول فهم سبب قضائه وقتًا طويلًا على هذه المنصات. ونظّم له أنشطة بديلة وراجعوا معًا اتفاقية استخدام الأجهزة. وإذا تسبب الإدمان في مشاكل أو أثر سلبًا على أداء طفلك اليومي، ينصح باللجوء إلى مختص نفسي.