
رئيس لجنة بلدية جرش يلتقي المدير التنفيذي لمهرجان جرش لبحث ترتيبات التنظيم الداخلي للمهرجان
وبحث الطرفان آليات التعاون لضمان سير أعمال المهرجان بسلاسة وبما يعكس صورة حضارية تليق بمدينة جرش ومكانتها الثقافية حيث جرى التأكيد على أهمية التكامل بين الجهود البلدية والإدارية لتوفير أفضل الخدمات اللوجستية والفنية للزوار.
عقب اللقاء نفذ بني ياسين و سماوي و الموظفين المعنيين جولة ميدانية إلى موقع المهرجان و استمعوا من مساعد مدير الموقع خضر العبسي إلى إيجازاً حول جاهزية المسارح ومراحل تجهيزها لاستقبال الفعاليات الفنية والثقافية.
وشدد الحضور خلال الجولة على أهمية وضع خطة محكمة لتنظيم دخول الزوار والمشاركين والمركبات بما يضمن انسيابية الحركة وراحة الحضور مؤكدين ضرورة الالتزام بأعلى درجات التنظيم والتنسيق لضمان نجاح المهرجان وخروجه بأفضل صورة ممكنة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 8 ساعات
- الغد
"محاولة إخراج ممثلين حمقى".. نافذة على العبث الإنساني
معتصم الرقاد اضافة اعلان عمان- على خشبة عارية إلا من شجرة وحيدة خالية من الأوراق، يفتح المخرج حسام حازم نافذته على العبث الإنساني في عرضه "محاولة إخراج ممثلين حمقى"، عرض يشتبك مع فكرة الضياع الوجودي والبحث المحموم عن الخلاص.شابان يبدوان كظلين تائهين، بقمصان بيضاء وبناطيل داكنة وشيالات بسيطة، أحدهما يسير بلا وجهة والآخر يقتلع حذاءه الموجع بلا جدوى، يتحاوران، يبدلان الأدوار، لكن الألم لا يزول، كل شيء يبدو وكأنه يعيد نفسه في دائرة مغلقة من السؤال واللاجواب.الشجرة الرمز الوحيد في المكان يظنانها إشارة اللقاء، ليفاجئهما صديقهما الثالث، ظلٌ أم سراب؟ أم وهم وجودي آخر؟ يطاردانه بالسؤال: هل رأيناه فعلاً، أم أن الأموات يرون الأموات؟الأسئلة لا تنتهي، لا تلد إلا الشك، ولا تقود إلا إلى مزيد من الحيرة، الأشجار تتكاثر فجأة كما تتكاثر الأوهام، والشاب الغريب يمر، يراقب، ويختفي، وكأن المكان يتنفس عبثه الخاص. الأحذية تتكدس، في محاولة عبثية للتخلص من الألم، ولكن لا مخرج، لا حل.يتحول المكان إلى ساحة عبثية تعاد فيها المشاهد وتستهلك الحوارات، الشجار يتفاقم، ويظهر الصديق الثالث ليكون ضحية أخرى كان ربما خلاصهم، لكنهم يقتلونه بأيديهم، كما يقتل الإنسان خلاصه حين يقيده بالخوف والشك والأسئلة العقيمة. وفي لحظة شبه ميتافيزيقية، يدرك أحدهما أنهما مجرد شخصيتين عالقتين في نص لا يملك لحظة النهاية، يدخلان، ينتظران، يتشاجران ولكن، متى يخرجان؟ لا أحد كتب ذلك.المخرج حسام حازم، عبر رؤية بصرية مقتصدة ولكن محملة بالرموز، وبتكثيف مشهدي يذكرنا بمسرح العبث الوجودي، وضع أبطاله بل الإنسان نفسه أمام محكمة أسئلته العقيمة، حيث يدور في دائرة مفرغة من التكرار والانتظار، ويعاقب ذاته بالخوف واللايقين، في مسرحية كتب فيها كل شيء إلا المخرج.العرض قدم ضمن المسار الشبابي في مهرجان ليالي المسرح الحر الـ20، من تأليف: أحمد إسماعيل، وسينوغرافيا معتز كرامة، وتمثيل معتصم سميرات، عبدالله خليل، يوسف الشوابكة، وبمشاركة الأخير كمساعد مخرج، مع إدارة خشبة لـمنى الرفوع وأحمد القيسي، وإدارة إنتاج أحمد عياش.


الغد
منذ 8 ساعات
- الغد
"النهم الليلي".. جوع تصنعه خوارزميات وليس حاجة حقيقية للطعام
تغريد السعايدة مع اقتراب يومها من نهايته، وما أن تبدأ بمطالعة مجموعة من المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالمأكولات وتحضير الأطباق الشهية، حتى تبدأ شهية نهى نصير بالتزايد، لتجد نفسها تتجه إلى المطبخ في رحلة بحث عن "الزواكي". اضافة اعلان تقول نهى: إن هذا الأمر بات عادة يومية تقريبا، إذ تبدأ خوارزميات السوشال ميديا بعرض عشرات المقاطع التي تستعرض طرق تحضير الطعام بأسلوب سريع وسهل لا يتطلب جهدا كبيرا. وغالبا ما تنتهي هذه الجلسات بتجربتها تحضير بعض الأطباق وتناولها، والخطر الأكبر أنها تفعل ذلك خلال ساعات الليل. تحصد مقاطع تحضير الطعام ملايين المشاهدات بفضل أسلوب المونتاج الجاذب، الذي يستميل إحساس الجوع والرغبة في تناول الطعام، خاصة مع الأطباق التي تحضر بطريقة سريعة وسهلة وسلسة، حتى أصبحت من أكثر أنواع المحتوى مشاهدة ومتابعة عالميا. وبات مئات المشاهير يتبنون هذا الأسلوب لاستقطاب المشاهدين، ويتنافسون فيما بينهم لجذب انتباه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، الذين تجاوز عددهم وفق إحصاءات رسمية أكثر من 5.24 مليار شخص حتى كانون الثاني من العام الحالي، أي ما يعادل نحو 63.9 % من سكان العالم. وتشير الأرقام إلى أن الأشخاص الذين يمضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي معرضون بشكل مضاعف للإصابة باضطرابات الأكل مقارنة بغيرهم. "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، آية قرآنية تحمل دلالة واضحة على النهي عن الإسراف في تناول الطعام، لما يترتب عليه من مخاطر صحية جسدية ونفسية على المدى البعيد. إلا أن الوقت الطويل الذي قد يمضيه الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي، مع وجود محفزات بصرية ونفسية للجوع، قد يسهم في ظهور ما يعرف بـ"النهم المرتبط بالمشاهدات الرقمية". من بين الأمثلة اللافتة، طاه شهير من كوريا الجنوبية يتمتع بأسلوب عرض مميز في تحضير وتقديم الطعام، حيث يظهر الأطباق وكأن تحضيرها لا يستغرق سوى نصف ساعة، ما جذب ملايين المتابعين حول العالم، ودفع كثيرين إلى تقليد وصفاته، خاصة خلال أوقات متأخرة من الليل. كثير من أطباقه تتضمن كميات كبيرة من اللحوم، الأجبان، والمنكهات الغنية، دون النظر إلى تأثيرها الصحي عند تناولها المتكرر. أنسام نصير واحدة من المتابعات الدائمات لهذا الطاهي، وتقول إنها تتابعه بشكل يومي على مختلف منصاته، حيث يقوم بنشر مقطع أو اثنين يوميا. وتشير إلى أنها اعتادت تجربة العديد من وصفاته، خاصة السندويشات، التي تعدها وجبة عشاء خفيفة لها ولعائلتها. وترى أنسام أن الانتشار الكبير لصناع المحتوى المتخصصين في الطهي، وتنوع طرقهم الجذابة في العرض، جعلها تتابع العديد منهم على أمل تعلم وصفات جديدة لإضافتها إلى مائدة عائلتها. لكنها تعترف أن التأثير تجاوز حدود التعلم، حيث باتت طريقة العرض نفسها محفزا لشعور الجوع لديها، ما يدفعها إلى تناول أي أطعمة متوفرة في المنزل، حتى لو لم تكن صحية. تؤكد اختصاصية التغذية سحر العفيف أن ظاهرة الأكل العاطفي باتت منتشرة بشكل ملحوظ بين مختلف الفئات العمرية، حيث يتناول الأشخاص الطعام حتى دون الشعور بالجوع، فقط لمجرد مشاهدة مقاطع تحضير وعرض الأطعمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتوضح العفيف أن السبب يعود إلى إفراز الدماغ لمادة الدوبامين عند مشاهدة هذه المشاهد، خاصة عندما تترافق مع مؤثرات صوتية جاذبة مثل "قرمشة الأكل" و"صوت المقلاة"، ما يؤدي إلى تفاعل الدماغ وإحساس الشخص بمتعة فورية وكأنه حصل على مكافأة، وهو ما يحفز الرغبة بالأكل حتى دون وجود جوع حقيقي. وفيما يتعلق بتناول الطعام خلال ساعات الليل، يشير مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان إلى أن الأكل ليلا، لا سيما أثناء الاستلقاء على السرير، لا يعد مجرد عادة شائعة، بل يرتبط في كثير من الحالات بأسباب نفسية وجسدية مثل اضطرابات النوم، التي قد تؤدي إلى حالة تعرف بـ"النهم الليلي". ويضيف سرحان أن "النهم الليلي" غالبا ما يتسبب في الرغبة بتناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، وقد يتفاقم الأمر في حالات التوتر والقلق الناتجة عن ضغوط الحياة اليومية، حيث يقبل بعضهم على تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم، حتى أثناء الليل. كما أن تناول وجبات ثقيلة قبل النوم قد يؤثر سلبا على جودة النوم ويزيد من احتمالية حدوث الكوابيس. ويجمع أطباء ومتخصصون على أن شعور الجوع أمر طبيعي، لكن حين يتحفز الدماغ بفعل مؤثرات خارجية مثل المقاطع المصورة والأجواء المحيطة، تتحول الرغبة إلى جوع نفسي لا علاقة له بالحاجة الحقيقية للطعام، خاصة خلال ساعات الليل، وهو ما بات واضحا لدى الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وترجع اختصاصية التغذية سحر العفيف السبب إلى أن الدماغ يفرز مادة الدوبامين مباشرة عند مشاهدة مقاطع تحضير الطعام، لا سيما عندما تترافق مع أصوات جاذبة مثل "قرمشة الأكل" وصوت "المقلاة"، وغيرها من المؤثرات البصرية والسمعية المحفزة. هذا التفاعل يؤدي إلى شعور لحظي بالسعادة وكأن الشخص حصل على مكافأة فورية، مما يعزز رغبته في تناول الطعام حتى وإن لم يكن جائعا فعليا. أما عن تناول الطعام خلال ساعات الليل دون وجود حاجة جسدية لذلك، فيوضح مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان أن هذه العادة لا تقتصر على كونها سلوكا شائعا فحسب، بل تقف وراءها أسباب نفسية وجسدية، أبرزها اضطرابات النوم، التي قد تؤدي إلى ما يعرف بمتلازمة "النهم الليلي". ويبين سرحان أن "النهم الليلي" غالبا ما يترافق مع الرغبة الملحة في تناول الطعام خلال فترة الليل، بالإضافة إلى حالات القلق والتوتر التي قد يعيشها الأفراد خلال يومهم، ما يدفعهم لاستهلاك كميات من الطعام كنوع من التعويض النفسي. ويعد هذا النمط من اضطرابات الأكل شائعا لدى من يعانون من الأرق أو يسهرون لساعات متأخرة. ويضيف سرحان: "بعضهم قد يلجأ لتناول الطعام كطريقة للهروب من مشاعر القلق أو التوتر حتى أثناء الليل، لكن تناول وجبات ثقيلة قبل النوم لا ينعكس فقط على زيادة الوزن، بل قد يسبب اضطرابات في نوعية النوم، ويزيد من احتمالات الكوابيس". وفي المجمل، يعد شعور الجوع أمرا طبيعيا لدى الجميع، غير أن وجود محفزات خارجية قوية، مثل المقاطع المرئية والمسموعة المرتبطة بالطعام، قد يحول هذا الشعور إلى جوع نفسي، يتجاوز الحاجة الفعلية للطعام. وهو ما يؤكده كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تؤدي الأجواء المحيطة دورا كبيرا في تحفيز الرغبة في تناول الطعام، خاصة خلال ساعات الليل. السهر غالبا ما يترافق مع تصفح الهاتف ومتابعة المقاطع المسلية، على أمل أن تخفف من حدة التوتر، لكن سرعان ما تبدأ مقاطع تحضير الطعام بالظهور، بأسلوب جاذب ولافت وسهل، وهو ما قد يشكل دافعا إضافيا لتناول الطعام مع مرور الوقت، خصوصا أن الشخص في هذه الحالة غالبا "لا يستطيع النوم، فينشأ لديه شعور بالجوع". يضاف إلى ذلك عوامل بيولوجية أخرى، مثل التغيرات في مستويات الهرمونات والحاجة للطاقة، ما يساهم بدوره في الرغبة بتناول الطعام خلال ساعات الليل. ولتبني نظام صحي أكثر توازنا، توضح اختصاصية التغذية سحر العفيف أن الخطوة الأولى تبدأ بكسر دائرة السلوك المعتاد، عبر توجيه الانتباه بعيدا عن مشاهد مقاطع الطعام التي تروج لها مواقع التواصل الاجتماعي. وتنصح بالابتعاد عن الهاتف عند الشعور بالجوع الوهمي، واللجوء إلى شرب الماء أو ممارسة نشاط مختلف، كما يمكن تعديل خوارزميات التصفح عبر تغيير نوعية المحتوى المتابع، حيث إن الخوارزميات تكرر عرض ما يشاهده الفرد بشكل متكرر. وتشير العفيف إلى أن متابعة المحتوى الصحي يمكن أن تساهم في تقليل التفاعل مع مقاطع الطعام غير الصحي. وإن تعذر ذلك، تنصح باختيار بدائل صحية خفيفة خلال ساعات الليل، مثل: اللبن مع العسل بدلا من الحلويات، تحضير بودينغ صحي، الفشار كبديل عن المقرمشات غير الصحية، أو تناول الفواكه المحمصة في الفرن، إضافة إلى المشروبات الدافئة مثل الماء مع الليمون أو شاي الأعشاب. وتؤكد أن الإنسان يمكنه تدريب نفسه على هذه العادات، حيث تشير الدراسات النفسية إلى أن أي عادة يمكن تغييرها بعد الاستمرار على نمط جديد لمدة 21 يوما متتالية. وتضيف العفيف أن مستقبلات التذوق في اللسان تعتاد تدريجيا على النكهات الصحية مع مرور الوقت، ما يُقلل من اشتهاء الأطعمة غير الصحية. وتوصي بضرورة التعرف على الأسباب التي تدفع الشخص إلى تناول الطعام ليلا، سواء كانت نفسية أو سلوكية، والعمل على مواجهتها، كأن يدون ملاحظات تحفيزية لمساعدته في تنظيم سلوك الأكل، سواء على مكتبه أو في غرفته، أو حتى على باب الثلاجة. اقرأ أيضاً: السوشال ميديا ودعوتها المبطنة للفرار من الجسد


الغد
منذ 9 ساعات
- الغد
اليوسف يحاول الاقتراب من زياد أبو لبن في "على حافة الضوء"
عزيزة علي اضافة اعلان عمان- كتاب "زياد أبو لبن على حافة الضوء"، ليس تمجيدا، ولا سيرة شخصية تقليدية، بل هو محاولة للاقتراب من صورة مركّبة، متعددة الأبعاد، لكاتب وفاعل ثقافي ظلّ واقفا على حافة الضوء، يطل على العالم من زاوية مختلفة، ويكتب من موقعٍ نادر: موقع من يرى، ويفكر، ويختار الصمت حين يعجز الضجيج عن قول شيء ذي قيمة.ويعد هذا الكتاب الذي صدر عن دار الخليج للنشر والتوزيع، وقام بإعداده وتقديم له الكاتب سمير اليوسف، محاولة لقراءة ملامح مشروع ثقافي اتسع للنقد، والسرد، والحوار، والتعليم، وجمع بين الحضور العام والعزلة المنتجة. هو شهادة وقراءة، بعض وفاءٍ لرجل آمن بالكلمة، وترك أثرا لا يُرى بسهولة، لكنه لا يُمحى."زياد أبو لبن على حافة الضوء"، الذي جاء ضمن سلسلة "بعض وفاء"، ليس مجرد عنوان، بل توصيف دقيق لمكانه في المشهد الثقافي: قريب بما يكفي ليُرى، عميق بما يكفي ليُقرأ، ومتفرّد بما يكفي ليظلّ حاضرا، ولو بصمت.في كلمة له، يقول سمير اليوسف: "كل كتابة عن مبدع هي غرس شجرة في حديقة الزمن، تورق حين يذبل كثيرون. من خلال هذه السلسلة (بعض وفاء)، نغرس أسماءهم في تربة الذاكرة الثقافية، لتمنح الأجيال شجرة للظل والمعنى".وفي مقدمة الكتاب، يقول اليوسف: "على الحافة التي تؤدي إلى الضوء" ليس مجرد عنوان، ولا "على حافة الضوء" محض استعارة شعرية تُغري بالقراءة، بل هو مدخل تأويلي عميق إلى عالم زياد أبو لبن، الكاتب والناقد والقاص والأكاديمي الأردني، الذي اختار أن يتموضع، طيلة تجربته، في تلك المسافة القلقة بين الضياء والظل، بين مركز الضوء وضفافه.فالضوء هنا ليس اكتمالا، بل هو سؤال مفتوح، والحافة ليست نهاية، بل تخومٌ مرنة يقف عندها من يريد أن يرى الأشياء من زوايا لا تراها العيون المعتادة. ولذلك يبدو زياد أبو لبن كاتبا لا يكتب من قلب الضجيج، بل من الهامش النبيل، من منطقة "الرؤية"، حيث ينمو النص على مهل، ويُصاغ الموقف بعين المسؤول لا بعين الرائج.وحين نستدعي هذا العنوان إلى واجهة هذا الكتاب، فإننا لا نستعيره من لغة الشعر فقط، بل نستلهمه من طبيعة التجربة نفسها، التي اختار صاحبها أن يحيا في حوار دائم مع الفكرة، مع الجمال، مع الوطن، ومع أسئلته الخاصة والعامة.ويضيف اليوسف: زياد أبو لبن هو المثقف الذي لا تغريه الأضواء البراقة، بل ذلك الضوء الداخلي، الخافت أحيانا، لكنه اليقيني، الذي يرشد خطاه في العتمات. فمنذ انطلاقة تجربته الأدبية وحتى يومنا هذا، لم تكن الكتابة عنده ترفا أو سلعة، بل بحثا دائما عن المعنى، وإقامة أخلاقية في فضاء الإبداع.وُلد زياد محمود أبو لبن في عين السلطان بمدينة أريحا عام 1962، ونشأ في بيئة فلسطينية زاخرة بالقيم والانتماء. انتقل لاحقا إلى الأردن، حيث أسس لنفسه موقعا بارزا في المشهد الثقافي الأردني والعربي، وتدرج في التعليم الأكاديمي بدءا من جامعة اليرموك، وصولا إلى معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، حيث أنجز رسالة الماجستير حول "المونولوج الداخلي عند نجيب محفوظ"، وهو موضوع مهّد لبداياته النقدية المبكرة.ثم حصل على شهادة الدكتوراة في النقد الحديث من الجامعة الأردنية عام 2013، ومنذ ذلك الحين انطلق في مشوار معرفي متنوع، جمع فيه بين الإبداع والنقد، بين الكتابة والحوار، وبين التعليم والعمل الثقافي المؤسساتي.عمل أبو لبن في سلك التعليم، كما شغل مواقع مختلفة في وزارة الثقافة الأردنية، منها رئاسة قسم الدراسات والنشر. وقد تولّى رئاسة رابطة الكُتّاب الأردنيين بين عامي 2015 و2017، وكان عضوا فاعلا في اتحاد الكُتّاب العرب، وأتيليه القاهرة، ونادي الرواد الثقافي، وشارك في تحرير مجلة "أوراق".ولم ينقطع عن التعليم الجامعي منذ عام 1999، حيث حاضر في الجامعة الأردنية، وجامعة فيلادلفيا، وجامعة الزيتونة، وجامعة البتراء، والجامعة العربية المفتوحة، وغيرها.ويرى سمير اليوسف أن هذا الامتداد الزمني والعملي لم يكن مجرّد مسار وظيفي، بل كان مصحوبا بمشروع ثقافي واضح، يقوم على الإيمان بفاعلية الكلمة، وضرورة حضور المثقف في صميم التحوّلات الثقافية والاجتماعية.كتب زياد أبو لبن في النقد الأدبي برؤية متعمقة، تتجلى في كتبه: "المونولوج الداخلي عند نجيب محفوظ"، "اللسان المبلوع"، "رؤية النص ودلالته"، "في قضايا النقد والأدب"، "رؤى تقديرية في الشعر"، وغيرها من المؤلفات التي شكّلت إسهاما نوعيا في حقل النقد العربي.كما كتب القصة القصيرة بنفس التأمل العميق؛ لا يلاحق الحدث، بل يكشف الداخل الإنساني ويستخرج المعنى من التفاصيل الصغيرة، ويتجلى هذا النهج في مجموعاته القصصية مثل: "هذيان ميت"، "أبي والشيخ"، "ذات صباح".ولأن ثقافته لم تكن انعزالية، خاض أبو لبن مجال الحوار الثقافي، وأجرى مقابلات مع عشرات الأدباء العرب، جمعها في كتب منها: "حوارات مع أدباء من الأردن وفلسطين"، "حوارات من الداخل"، مُقدّما بذلك أرشيفا حيا للتجارب الأدبية العربية، وموثّقا لحظات التأمل الذاتي لدى الشعراء والروائيين الذين التقاهم.وكان له أيضا إسهامات بارزة في أدب الطفل، وفي إعداد مختارات شعرية لأسماء عربية لامعة مثل نزار قباني، ومظفّر النوّاب، وأحمد مطر. كما عمل على جمع وتحقيق تراث عدد من الأدباء الأردنيين المنسيين، مثل خليل زقطان، ونديم الملاح، وعبد الفتاح الكواملة.يرى اليوسف أن هذا التنوع في الإنتاج، يقابله تنوع في الدور؛ فأبو لبن ليس مجرد كاتب، بل "فاعل ثقافي" بامتياز، يؤمن بالمؤسسة كما يؤمن بالفرد، ويجمع بين العمل المكتبي والكتابة الحرة، بين التدريس والتأليف، وبين الحضور في الفعاليات الثقافية، والمكوث في عزلته ليكتب.وهذه الصورة الكاملة، أو هذا "البورتريه المركّب"، هو ما يسعى هذا الكتاب إلى تقديمه، من خلال مجموعة من المقالات والشهادات والقراءات التي تسبر عوالمه النقدية والإبداعية والفكرية.يقول سمير اليوسف إنه قسّم الكتاب إلى مجموعة من الفصول التي تتناول أعمال زياد أبو لبن بالتحليل أو العرض أو الشهادة، وتكشف عن أبعاد مختلفة من تجربته. ففي بعض النصوص، نراه ناقدا يعيد تفكيك النصوص الكبرى بعيون ناقدٍ مدرّب، وفي بعضها الآخر قاصا يكتب بأسلوبٍ مشحون بالحساسية والمفارقة، وفي نصوص ثالثة يبدو المحاور المستمع، أو المحقق الجامع، أو الباحث الصبور عن التفاصيل المطمورة.ويُبين أن الأهم من كل ذلك، هو أن هذا الكتاب لا يتعامل مع أبو لبن بوصفه كاتبا مُنجزا فحسب، بل بوصفه واحدا من أولئك الذين أسهموا، بوعي ومثابرة، في تشكيل ذائقة جيل، وصياغة خطاب ثقافي لا يُساوِم، ويضع الكلمة في موقعها الطبيعي: أداة للوعي، وجسرا للحرية، وصوتا للإنسان.ويأتي هذا العمل استكمالا لما انتهجته سلسلة "بعض وفاء" في احتفائها بالمبدعين وتوثيق منجزهم، مواصلة خطّها الذي بدأته في كتبها السابقة: "رؤيا النقد والإبداع: قراءات في أعمال عبد الله رضوان"، "إبراهيم العجلوني: مرايا الحضور"، "العجلوني وآفاق المعرفة والانتماء"، "الصعود إلى النص: أضواء على خطاب إبراهيم تحليل النقدي – الجزء الأول"، "الصعود إلى النص: حول المنجز النقدي لإبراهيم خليل – الجزء الثاني".ويُشكّل هذا الإصدار لبنة جديدة في صرح الذاكرة الثقافية الأردنية والعربية، واستمرارا وفيّا لمسعى التوثيق النقدي الهادف، وشيئا من الوفاء لأولئك الذين منحونا من إبداعهم ما يستحق أن يُقرأ ويُخلَّد. فهذه السلسلة ليست تمجيدا للأشخاص بقدر ما هي محاولة لإنصافهم، ولإبقاء ذاكرتهم حيّة في الوجدان الجمعي، من خلال قراءة أعمالهم وتقديمهم للأجيال القادمة.وإذا كانت سلسلة "بعض وفاء" تسعى إلى تقديم صورة بانورامية للمبدعين الأردنيين والعرب، فإن زياد أبو لبن، بحضوره الخافت اللامع، وبمنجزه المتنوع، كان ممن يستحقون هذا الوقوف والتوثيق. لافتا إلى أن كتاب "على حافة الضوء" ليس فقط عنوانا لكتاب عن زياد أبو لبن، بل هو توصيف دقيق لمكانه الرمزي: كاتبٌ ظلّ على مقربة من النور، دون أن يبهت في وهجه، ودون أن يخاف من الظلال.