
هل تصل الإشعاعات النووية من إيران إلى مصر؟ ( دراسة تحليلية بالأرقام)
سؤال تصاعد بقوة في الأوساط الإعلامية والعلمية عقب التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، وما صاحبها من تهديدات متبادلة واستهدافات محتملة لمنشآت نووية إيرانية. ومع أن
كم تبعد المسافة بين مصر ومنشآت إيران النووية؟
المسافة بين
غير أن الخطر الحقيقي، كما يوضح خبراء الطاقة الذرية ، لا يكمن في الإشعاع اللحظي الناتج عن انفجار أو قصف مباشر، بل في ما يُعرف بالسحب المشعة أو الغبار النووي الذي قد ينتقل عبر الرياح إلى مسافات بعيدة.
لكن هذا الاحتمال، وإن كان نظريًا واردًا، يظل ضعيفًا في حالة مصر، إذ أن أنماط الرياح السائدة في المنطقة تتحرك من الغرب إلى الشرق في معظم فصول السنة، أي من
ماذا عن انتقال السحب النووية؟
وفق تقديرات خبراء البيئة النووية، فإن انتقال سحب مشعة لمسافة تتجاوز 2000 كيلومتر يتطلب حدوث انفجار نووي واسع النطاق يؤدي إلى إطلاق كميات ضخمة من المواد المشعة في الغلاف الجوي، مع ارتفاع عمود الغبار إلى أكثر من 5 كيلومترات، بشرط أن تهب الرياح في اتجاه الغرب بشكل قوي ومستمر، وهي ظروف نادرة وغير معتادة في المنطقة.
الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية الدكتور مصطفى عزيز أكد في تصريح خاص لـ' أهل
هل تمتلك مصر منظومة رصد إشعاعي؟
واضاف في تصريحاته أنه من الناحية التقنية، تمتلك
كما أن
اتجاهات الرياح تمنع الفرضية؟
تشير بيانات الأرصاد الجوية العالمية إلى أن اتجاهات الرياح في طبقات الجو العليا على ارتفاعات تتراوح بين 1500 و5000 متر، وهي المستويات التي تنتقل فيها السحب المشعة، تسير في منطقة الشرق الأوسط بنسبة تفوق 80% من الغرب إلى الشرق أو من الشمال إلى الجنوب، بحسب تقارير المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى ECMWF. ويعني ذلك أن احتمالية انتقال غبار نووي من وسط إيران إلى
بلغة الأرقام، تبلغ سرعة الرياح على هذا الارتفاع في المتوسط بين 20 إلى 60 كيلومترًا في الساعة، وهو ما يستغرق نظريًا أكثر من 40 ساعة لوصول أي سحابة إشعاعية من مفاعل إيراني إلى المجال الجوي المصري، هذا إذا كانت الرياح معاكسة للاتجاه الطبيعي، وهو أمر نادر الحدوث، وفقا لبيان رسمي نشر في العام الماضي لخطة الطوارئ الإشعاعية المصرية بالتنسيق مع الدفاع المدني على بوابة مجلس الوزراء وقت التمرين القومي للتدريب على الاستجابة لحادث نووي في
ماذا لو حدث سيناريو استثنائي؟
في حال حدوث سيناريو استثنائي مثل انفجار مفاعل كبير غير محصن، بالتزامن مع موجة رياح شمالية شرقية قوية فإن بعض النظائر المشعة خفيفة الوزن مثل اليود-131 والسيزيوم-137 قد تنتقل لمسافات تتعدى الألفي كيلومتر.
ورغم أن تركيزها يكون قد انخفض بشكل كبير عند الوصول، إلا أن الاحتياطات البيئية تبقى ضرورية، لا سيما إذا استمر الانبعاث لعدة أيام، وفق تقرير لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذرية.
بروتوكولات مصر بشأن الإشعاع؟
لتفادي التأثيرات المحتملة، تعتمد بروتوكولات الاستجابة المصرية على عدة محاور:
أولاً، التنسيق الفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لتقييم مدى خطورة الانبعاث الإشعاعي، وتلقي بيانات الأقمار الصناعية بشأن حركة السحب المشعة.
ثانيًا، تفعيل محطات الرصد في المحافظات الحدودية وتكثيف القياسات كل ساعتين لرصد أي ارتفاع مفاجئ في معدل الجرعة الإشعاعية، والذي يجب ألا يتجاوز 0.1 ميكروسيفرت في الساعة في الظروف الطبيعية.
ماذا لو تم اكتشاف تلوث؟
وفي حال اكتشاف أي مؤشرات للتلوث وفق لتصريحات هيئة الطاقة الذرية المصرية، تصدر الهيئة العامة للرقابة النووية تحذيرات سريعة تشمل إغلاق مصادر المياه المكشوفة، ووقف تداول الخضروات الورقية مؤقتًا، وتحذير المواطنين من التعرض للهواء الطلق في مناطق محددة، كما يتم تجهيز الملاجئ المدرسية والمستشفيات بأقنعة واقية وأقراص اليود التي تمنع امتصاص الإشعاع من قبل الغدة الدرقية، وهي من الإجراءات التي تم اختبارها تدريبيًا في خطة الطوارئ النووية عام 2021 في منطقة
هذه الإجراءات، وإن كانت معدة كخط دفاع احترازي، تعكس جاهزية الدولة للتعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة، مع التأكيد من قبل الخبراء على أن هذا الخطر يبقى في خانة 'الاحتمال النظري' أكثر من كونه تهديدًا وشيكًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
نافذة - القنبلة "جي بي يو-57".. السلاح الأميركي القادر على اختراق "فوردو" النووية.. 13 طن من الفولاذ المكثف
الأربعاء 18 يونيو 2025 08:50 مساءً وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، عاد الحديث مجددًا عن القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات «GBU-57»، بوصفها السلاح التقليدي الوحيد القادر على تدمير منشأة 'فوردو' النووية الإيرانية، المحصّنة تحت مئات الأمتار من الصخور. وتُعرف القنبلة أيضًا باسم 'MOP' (Massive Ordnance Penetrator)، ويبلغ وزنها أكثر من 30 ألف رطل (13.6 طنًا)، وقد صُمّمت خصيصًا لاختراق 200 قدم (61 مترًا) في الأرض قبل أن تنفجر. وهي غير موجودة في الترسانة الإسرائيلية، التي تفتقر إلى القدرة على تدمير منشآت نووية عميقة مثل 'فوردو'، بحسب تقارير أميركية وغربية. وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، تمتلك قنبلة «جي بي يو-57» هيكلًا فولاذيًا كثيفًا وصاعقًا خاصًا، ويمكن إطلاقها فقط عبر القاذفة الشبح B-2، وهي طائرة استراتيجية بعيدة المدى نادرة الاستخدام، تتطلب أجواءً صافية وسيطرة جوية كاملة، ما يعني أن استخدام القنبلة يرتبط بتحقيق تفوّق جوي تام في سماء إيران. وقد أشارت تقارير إلى نشر قاذفات B-2 في قواعد أميركية بالمحيط الهندي، إضافة إلى إرسال أكثر من 30 طائرة أميركية للتزويد بالوقود جوًا إلى الشرق الأوسط، تحضيرًا لأي تدخل محتمل. وتقع منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم على عمق يُقدّر بـ260 قدمًا (نحو 79 مترًا) داخل جبل، جنوب طهران، وتُعد الأكثر تحصينًا بين المنشآت النووية الإيرانية. وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة لم تُلحق بها أي ضرر. ويرى خبراء في الشأن النووي أن ضرب 'فوردو' يتطلب أكثر من مجرد قصف تقليدي، بل سلسلة ضربات دقيقة باستخدام قنابل خارقة قد تشمل استخدام قنبلتين متتاليتين من طراز GBU-57، وهو ما تستطيع الولايات المتحدة فقط تنفيذه.


أهل مصر
منذ 4 ساعات
- أهل مصر
هل تصل الإشعاعات النووية من إيران إلى مصر؟ ( دراسة تحليلية بالأرقام)
سؤال تصاعد بقوة في الأوساط الإعلامية والعلمية عقب التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، وما صاحبها من تهديدات متبادلة واستهدافات محتملة لمنشآت نووية إيرانية. ومع أن كم تبعد المسافة بين مصر ومنشآت إيران النووية؟ المسافة بين غير أن الخطر الحقيقي، كما يوضح خبراء الطاقة الذرية ، لا يكمن في الإشعاع اللحظي الناتج عن انفجار أو قصف مباشر، بل في ما يُعرف بالسحب المشعة أو الغبار النووي الذي قد ينتقل عبر الرياح إلى مسافات بعيدة. لكن هذا الاحتمال، وإن كان نظريًا واردًا، يظل ضعيفًا في حالة مصر، إذ أن أنماط الرياح السائدة في المنطقة تتحرك من الغرب إلى الشرق في معظم فصول السنة، أي من ماذا عن انتقال السحب النووية؟ وفق تقديرات خبراء البيئة النووية، فإن انتقال سحب مشعة لمسافة تتجاوز 2000 كيلومتر يتطلب حدوث انفجار نووي واسع النطاق يؤدي إلى إطلاق كميات ضخمة من المواد المشعة في الغلاف الجوي، مع ارتفاع عمود الغبار إلى أكثر من 5 كيلومترات، بشرط أن تهب الرياح في اتجاه الغرب بشكل قوي ومستمر، وهي ظروف نادرة وغير معتادة في المنطقة. الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية الدكتور مصطفى عزيز أكد في تصريح خاص لـ' أهل هل تمتلك مصر منظومة رصد إشعاعي؟ واضاف في تصريحاته أنه من الناحية التقنية، تمتلك كما أن اتجاهات الرياح تمنع الفرضية؟ تشير بيانات الأرصاد الجوية العالمية إلى أن اتجاهات الرياح في طبقات الجو العليا على ارتفاعات تتراوح بين 1500 و5000 متر، وهي المستويات التي تنتقل فيها السحب المشعة، تسير في منطقة الشرق الأوسط بنسبة تفوق 80% من الغرب إلى الشرق أو من الشمال إلى الجنوب، بحسب تقارير المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى ECMWF. ويعني ذلك أن احتمالية انتقال غبار نووي من وسط إيران إلى بلغة الأرقام، تبلغ سرعة الرياح على هذا الارتفاع في المتوسط بين 20 إلى 60 كيلومترًا في الساعة، وهو ما يستغرق نظريًا أكثر من 40 ساعة لوصول أي سحابة إشعاعية من مفاعل إيراني إلى المجال الجوي المصري، هذا إذا كانت الرياح معاكسة للاتجاه الطبيعي، وهو أمر نادر الحدوث، وفقا لبيان رسمي نشر في العام الماضي لخطة الطوارئ الإشعاعية المصرية بالتنسيق مع الدفاع المدني على بوابة مجلس الوزراء وقت التمرين القومي للتدريب على الاستجابة لحادث نووي في ماذا لو حدث سيناريو استثنائي؟ في حال حدوث سيناريو استثنائي مثل انفجار مفاعل كبير غير محصن، بالتزامن مع موجة رياح شمالية شرقية قوية فإن بعض النظائر المشعة خفيفة الوزن مثل اليود-131 والسيزيوم-137 قد تنتقل لمسافات تتعدى الألفي كيلومتر. ورغم أن تركيزها يكون قد انخفض بشكل كبير عند الوصول، إلا أن الاحتياطات البيئية تبقى ضرورية، لا سيما إذا استمر الانبعاث لعدة أيام، وفق تقرير لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذرية. بروتوكولات مصر بشأن الإشعاع؟ لتفادي التأثيرات المحتملة، تعتمد بروتوكولات الاستجابة المصرية على عدة محاور: أولاً، التنسيق الفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لتقييم مدى خطورة الانبعاث الإشعاعي، وتلقي بيانات الأقمار الصناعية بشأن حركة السحب المشعة. ثانيًا، تفعيل محطات الرصد في المحافظات الحدودية وتكثيف القياسات كل ساعتين لرصد أي ارتفاع مفاجئ في معدل الجرعة الإشعاعية، والذي يجب ألا يتجاوز 0.1 ميكروسيفرت في الساعة في الظروف الطبيعية. ماذا لو تم اكتشاف تلوث؟ وفي حال اكتشاف أي مؤشرات للتلوث وفق لتصريحات هيئة الطاقة الذرية المصرية، تصدر الهيئة العامة للرقابة النووية تحذيرات سريعة تشمل إغلاق مصادر المياه المكشوفة، ووقف تداول الخضروات الورقية مؤقتًا، وتحذير المواطنين من التعرض للهواء الطلق في مناطق محددة، كما يتم تجهيز الملاجئ المدرسية والمستشفيات بأقنعة واقية وأقراص اليود التي تمنع امتصاص الإشعاع من قبل الغدة الدرقية، وهي من الإجراءات التي تم اختبارها تدريبيًا في خطة الطوارئ النووية عام 2021 في منطقة هذه الإجراءات، وإن كانت معدة كخط دفاع احترازي، تعكس جاهزية الدولة للتعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة، مع التأكيد من قبل الخبراء على أن هذا الخطر يبقى في خانة 'الاحتمال النظري' أكثر من كونه تهديدًا وشيكًا.

مصرس
منذ 8 ساعات
- مصرس
ضربات محسوبة أم حظ سعيد.. لماذا لم تتحول الغارات على إيران إلى «تشيرنوبل ثانية»
أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني مخاوف دولية من احتمالية حدوث كارثة إشعاعية، إذ وصف رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، استهداف البنية التحتية النووية بأنه "مثير للقلق العميق"، محذراً من أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل "يزيد من احتمالية حدوث تسرب إشعاعي بعواقب خطيرة على الناس والبيئة". تلوث إشعاعي محدود في المنشآت المستهدفةكشفت صحيفة "فاينيشال تايمز" أن الهجوم على منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تسبب في تلوث إشعاعي محلي، وفقاً لما أكدته السلطات النووية الإيرانية والدولية، لكن التلوث لا يبدو شديداً.وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقييمين هذا الأسبوع إلى أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بقاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز وبالمرافق فوق الأرض، بما في ذلك محطة تجريبية لتخصيب الوقود.أوضح جروسي أن مستويات الإشعاع خارج مجمع نطنز بقيت دون تغيير وضمن المستويات الطبيعية، مما يشير إلى "عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة".والتلوث الإشعاعي في المنشأة يتألف أساساً من جسيمات ألفا، التي قال جروسي إنه يمكن "إدارتها بفعالية" باستخدام الحماية المناسبة مثل أجهزة التنفس.هذه الجسيمات يمكن أن تسبب أضراراً شديدة للأنسجة الحية الداخلية إذا تم استنشاقها أو دخلت الجسم عبر جرح، لكن تأثيراتها قصيرة المدى جداً، وإذا بقيت خارج الجسم فإن الجلد البشري يحجبها عموماً.كما بقيت مستويات الإشعاع خارج الموقع دون تغيير في موقع أصفهان النووي بعد ضربة هناك الجمعة، وفقاً لجروسي.ولم يتم الإبلاغ عن أضرار في محطة فوردو لتخصيب الوقود أو مفاعل خونداب للماء الثقيل.والأضرار في أصفهان كانت في المختبر الكيميائي المركزي ومحطة تحويل اليورانيوم ومحطة تصنيع وقود المفاعل ومنشأة معالجة المعادن قيد الإنشاء.أثار استهداف منشأة نطنزحماية الطبيعية والتصميم الهندسييرى الخبراء النوويون أن اليورانيوم نفسه ضعيف الإشعاع، وهو أكثر خطورة بكثير عندما يخضع لتفاعل انشطاري، مثل الذي يحدث في مفاعل نووي أو قنبلة، والذي يطلق كميات كبيرة من الطاقة والمواد الكيميائية المشعة الأخرى.أشار جيم سميث، أستاذ في كلية البيئة وعلوم الحياة بجامعة بورتسموث البريطانية، إلى أن "التلوث الإشعاعي الخطير جداً عادة ما يرتبط بعناصر أخرى، مثل اليود المشع أو الراديوسيزيوم، والتي هي منتجات الانشطار النووي"، هذه المنتجات الانشطارية خطيرة بشكل خاص لأنها تتسلل إلى السلسلة الغذائية وتتراكم في أجسام الحيوانات، بما في ذلك البشر، وكانت مسؤولة عن الكثير من العواقب المدمرة لانفجار محطة تشيرنوبل النووية عام 1986 في أوكرانيا.يرى سايمون بينيت، مدير وحدة السلامة والأمن المدني بجامعة ليستر، أن المجمعات مثل نطنز وفوردو قد تشكل مخاطر إشعاعية خارجية منخفضة نسبياً لأن قلبها مدفون تحت الأرض، مما يعني أن تدميرها يتطلب قوة نيران قد تفوق حتى أقوى أسلحة إسرائيل.وأضاف أن حتى الذخائر القوية جداً ستحتاج على الأرجح إلى توجيه ضربات متعددة "لاختراق مخبأ جوفي محصن" مثل نطنز.وقال لصحيفة "فاينيشال تايمز": "من غير المحتمل أن يكون هناك تلوث كبير خارج حدود الموقع، للسبب البسيط وهو أن منشأة التخصيب أو المفاعل ستكون مدفونة في أطنان من التراب والخرسانة مثل ما هو الحال في منشأة فرودو الموجودة في قلب جبال قُم، علاوة على ذلك، أولئك الذين يديرون الموقع سيكونون مدربين على تقنيات مراقبة الإشعاع والتخفيف".منشأة فرودو النوويةالمخاطر الكيميائية تفوق الإشعاعيةقال كينيث بيترسن، رئيس الجمعية النووية الأمريكية، لصحيفة "فاينيشال تايمز" إن "الاهتمام الأساسي كيميائي، وأقل إشعاعياً"، كما ان أحد المخاطر المحتملة هو إطلاق سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في تخصيب الوقود والموجود في منشآت مثل نطنز وموقع تخزين أصفهان.سادس فلوريد اليورانيوم يشكل خطراً محدوداً إذا تم التعامل معه بعناية في درجات الحرارة البيئية العادية، لكن ملامسته للماء، بما في ذلك الماء الموجود في الهواء، يمكن أن تؤدي إلى إطلاق فلوريد الهيدروجين السام.هذا الغاز يمكن أن ينتشر كغاز وقد يكون قاتلاً إذا تم استنشاقه، حيث يشكل حمض الهيدروفلوريك شديد التآكل عند ملامسته للماء في الجسم.أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين إلى أنه من المحتمل أن يكون سادس فلوريد اليورانيوم وفلوريد اليورانيل وفلوريد الهيدروجين قد انتشروا داخل منشأة نطنز.وفي عام 1986، قتل انفجار عرضي في محطة تحويل اليورانيوم في أوكلاهوما عاملاً وأطلق سادس فلوريد اليورانيوم، ملوثاً التربة والماء لعدة أميال حول المنطقة.أقرا أيضا فوردو.. عندما تصبح الجغرافيا أقوى من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيليةتقييم شامل للمخاطر والاحتمالياترغم المخاوف المشروعة من الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، تشير التقييمات الأولية إلى أن المخاطر الإشعاعية الفورية محدودة نسبياً، حيث تجنبت الضربات الإسرائيلية الأهداف الأكثر خطورة مثل قلب محطات الطاقة النووية.الخطر الأكبر يكمن في التلوث الكيميائي من انتشار المواد السامة مثل فلوريد الهيدروجين، والذي قد يؤثر على المناطق المحيطة، أما احتمالية حدوث كارثة نووية واسعة النطاق فتبقى منخفضة بفضل التصميم الجوفي المحصن للمنشآت الرئيسية، لكن استمرار التصعيد العسكري قد يزيد من هذه المخاطر ويؤدي إلى عواقب بيئية وصحية أوسع في المنطقة.