logo
ترامب يسدّد أوّل لكمة لنتنياهو!

ترامب يسدّد أوّل لكمة لنتنياهو!

وكالة خبر٠٨-٠٥-٢٠٢٥

على عكس كل توقعات بنيامين نتنياهو، وكل طواقمه الحكومية والحزبية الفاشية، وعلى عكس التوقعات كلها أعلن دونالد ترامب «انسحابه» من الحرب مع جماعة أنصار الله «الحوثيين» اليمنية، والوصول إلى وقف لإطلاق النار بوساطة عُمانية ناجحة على ما يبدو، والبيان العُماني هو القول الفصل، بصرف النظر عن تشدُّقات ترامب عن سياق هذا الاتفاق.
الاتفاق بكلّ المقاييس انعطافة كبيرة ستغيّر كل المشهد الإقليمي، وستقلب كل أوضاعه رأساً على عقب، وستبعثر كل الأوراق التي كان يلعبها نتنياهو، وكل الأوراق التي راهن عليها.
ما الذي جرى حتى ينقلب ترامب على نتنياهو؟ ولماذا أقدم على هذه الخطوة الانعطافية والمفصلية في هذه اللحظات الحاسمة، والتي هي لحظات على أعلى درجات الدقّة والحساسية؟
دعونا نعد إلى سياقات أخرى في محاولة الإجابة عن هذا السؤال.
على مدار الأسابيع السابقة، وفي عدة مقالات متتابعة قلنا إن ترامب بنى إستراتيجية على مقولة إعادة العظمة إلى أميركا بواسطة إعادة بناء وإعادة تسليح هذا الاقتصاد بتكنولوجيات جديدة تعتمد على منظومات جديدة تحتاج إلى كميات كبيرة من المعادن الحيوية، وإلى معادن أخرى نادرة لا تتوفر لدى بلاده.
أثرياء أميركا الذين أيّدوا ترامب، والذين أوصلوه إلى البيت الأبيض اتفقوا معه على هذه الإستراتيجية، وأقنعوه أنّ الاقتصاد الأميركي لن يتمكن من منافسة الصين، ولا بمجاراة روسيا في الصناعة والإنتاج المدني والعسكري إلّا بضخّ تريليونات كثيرة في مجال إعادة تسليح الاقتصاد الأميركي على هيئة تدفُّقات مالية يقوم هؤلاء الأثرياء بتوظيفها في دوراتهم الاقتصادية لإعادة بيعها للدولة الأميركية، وبذلك يجني هؤلاء الأرباح الخيالية، ويعود الاقتصاد الأميركي لموقع القوة والكفاءة والريادة العالمية، لكي يصار فيما بعد، وليس قبل ذلك أبداً الى إعادة تسيُّد المشهد العالمي من على قاعدة اقتصادية جديدة وصلبة وراسخة حسب رؤاهم.
لهذا كله فإن الحروب ستبقى مؤجلة إلى ما بعد إنجاز هذه الإستراتيجية، والحقيقة أنّ الحروب إذا لم تكن صغيرة وسهلة بحيث لا تتورّط أميركا بحروب أكبر وأخطر منها هي إحدى ركائز و»ثوابت» ترامب.
قلنا في المقالات المشار إليها إن ترامب، وكذلك بلاده لن تخوض حرباً إقليمية طاحنة لإرضاء نتنياهو، لكنها مستعدة فقط لخوضها إذا كان «أمن ووجود» دولة الاحتلال مهدّداً بصورة حقيقية كما كان عليه الأمر في الأيام التي أعقبت هجوم «طوفان الأقصى»، وقد رمت بكلّ ثقلها في هذه الحرب العدوانية من على هذه القاعدة، بل وتولّت بنفسها قيادتها، وعلى كل جبهاتها من أجل عدم هزيمة دولة الاحتلال، وقد تمكنت من ذلك فعلاً، وبالرغم من أن جو بايدن قد تساوق مع طموحات «الائتلاف العنصري الفاشي» الذي يرأسه نتنياهو، وبالرغم من كل الدعم الذي قدمه ترامب لهذا «الائتلاف» إلّا أن نتنياهو، وبسبب المأزق الخاص الذي يعيشه على كل المستويات الداخلية والخارجية، الميدانية والعملياتية «طوّر» الأمر إلى «إستراتيجية» جديدة نحو هيمنة كيانه الكولونيالي على الإقليم كلّه، ونحو بناء كيان السيطرة الكاملة على دول المحيط من خلال الأهداف كلّها، بأقصى درجات القتل والتدمير والإبادة، وأدخل نفسه في حروب عدوانية لا يمكنه الانتصار بها إلّا بتوريط أميركا بها.
أُعطي نتنياهو السلاح والوقت وكل الإمكانيات لكنه لم يتمكن من حسم أي جبهة بما في ذلك السورية، حيث بدأت الأمور تنقلب بصورة تدريجية إلى آخر ما كان يهدف له، وإلى عكس كل مراهناته على نظام أحمد الشرع بعد أن ثبت له أن الأخير لا يملك أيّة أوراق حقيقية في المشهد السوري، بل وثبت له أن الإذعان الكامل للشرع حتى لو أراد لن «يحلّ» أزمته، بل ربّما سيفاقمها أكثر وأكثر.
غلطة الشاطر، و»الحقيقة أن نتنياهو لم يعد شاطراً كما كان»، كانت عندما حاول أن يخرب المحادثات الأميركية الإيرانية من دون علم ترامب، ومن وراء ظهره، فما كان من ترامب، وعلى الفور، ومن دون أيّ إبطاء بأن أقال «زلمة» نتنياهو في البيت الأبيض، وقرّر أن يلقّن الأخير الدرس الأوّل في لعبة من يحكم، ومن يتحكّم بالبيت الأبيض.
وقبل أن تتعرّض حاملاته وبوارجه وسفنه في البحر الأحمر لعمليات كبيرة من التدمير أو الإصابات القاتلة، وخصوصاً بعد تدمير طائرتين من سلاح الجو الأميركي، وقبل أن تؤدّي عمليات القصف المتبادل ما بين جماعة أنصار الله «الحوثيين» اليمنية، ودولة الاحتلال إلى اشتعال حرائق كبيرة تطال الموانئ والمطارات وتجمعات الطاقة والصناعات الحسّاسة والخطرة، قبل أن تؤدّي إلى كل ذلك، وربما إلى ما هو أخطر من ذلك أعلن ترامب قراره بوقف إطلاق النار مع «الحوثيين».
انسحاب البحرية الأميركية من البحر الأحمر أو تجميد نشاطها العسكري كلياً يعني أن على دولة الاحتلال أن تتحمّل وحدها مسؤولية استمرار الحرب والقصف المتبادل مع «الحوثيين»، وأن على الكيان أن يوقف هذه الحرب إذا عجزت عن مواصلتها، وأن عليها بالتالي أن توقفها في غزّة إذا عجزت عن تحمّل أعباء وتبعات القصف «الحوثي» الذي بات كما يجمع الخبراء، كل الخبراء خطراً إلى أبعد حدود الخطر، إضافة إلى مفاعيله المعنوية الهائلة على دولة الاحتلال.
باختصار، مهّد ترامب كل الأرضية المناسبة والمواتية، أيضاً، لزيارته إلى المنطقة، وطرح مبادراته المتوقعة على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي، وعلى مستويات إستراتيجية تعكس تمسّكه بإستراتيجية إعادة بناء الاقتصاد العسكري الأميركي، وإعادة تعملقه، وهي عملية تحتاج إلى الاستقرار، والتهدئة، وإعطاء الفرص، وليس الحروب واستمرارها، خصوصاً عندما تكون على حساب المصالح العليا للدولة الأميركية.
وقع نتنياهو في الفخّ، ولم يعد لديه سوى أن يغادر الحلبة.
ترامب أغدق عليه، وطبطب على كتفيه، ومكّنه من مواصلة الإبادة الجماعية والكارثية، ووفّر له كل ما أراد، لكن نتنياهو حاول أن يلعب ويتلاعب بترامب، وحاول أن يوحي للطواقم الصهيونية المحيطة بالأخير أن نتنياهو ما زال اللاعب أو ما زال لاعباً قوياً في أروقة البيت الأبيض، فكانت له اللكمة الأولى التي تلقّاها باتفاق وقف إطلاق النار بين أميركا و»الحوثيين».
المقاربة التي سيطرحها ترامب، ومن أجل «شفط» تريليونات دول الخليج وضخّها في الاقتصاد الأميركي لن تكون سوى «إطار» عام من دون أي التزامات ملموسة، ولكنها مقاربة ستؤدّي في نهاية المطاف القريب إلى إنهاء الحرب الهمجية على القطاع، وإلى البدء الفعلي بمرحلة جديدة من التهدئة الإقليمية الشاملة. ستنشط القوى الإقليمية كلها لإعادة تموضعها، ولإعادة دورها ومكانتها في خارطة الإقليم.
واضح لكلّ مراقب أن إيران ستكون قد تجنّبت الحرب الكبرى عليها، وأنها ستحصل على اعتراف دولي بحقها في امتلاك التقنية النووية، وسيتم شرعنة هذا الحق مقابل إعادة اندماجها في الاقتصاد الإقليمي والدولي على حد سواء.
وواضح على هذا الصعيد أن إيران ستتنازل عن كثير من أدوارها «السابقة» مقابل ذلك، وستتغير وسائلها وأدواتها في تحقيق مصالحها «القومية».
أما المملكة العربية السعودية، وكما أشرنا أكثر من مرة في المقالات المشار إليها فإنها ستتكرّس كدولة إقليمية كبرى بدور سياسي جديد وكبير، وستكرّس كقيادة أولى للإقليم العربي والإسلامي.
«الحوثيون» موضوعياً خرجوا وسيخرجون منتصرين من هذه المواجهة، وقد نكون أمام مفاجأة العصر العربي بتحوّل بلادهم إلى دولة إقليمية جديدة من خلال ما تملكه من إمكانيات عسكرية، ولكن وقبل كل شيء من خلال ما تملكه من إرادة وطنية، ومن موقف داعم لفلسطين بصورة لم يسبق أن وقفته أي دولة عربية.
دولة الاحتلال العنصرية والفاشية هي الخاسر الأكبر، وتركيا ستتحجّم كثيراً عمّا كانت عليه قبل «سقطتها» بالاندماج في مخطّط الدولة العبرية، ومخطّط الولايات المتحدة لتدمير سورية، وتفتيتها، أو محاولة تفتيتها.
إذا تمكّن ترامب من إرساء قواعد ملزمة لمقاربته المتوقعة فإن الإقليم كله يصبح في الطريق للمرّة الأولى نحو البحث عن المقاربة الأصعب، مقاربة تلبّي الحدود الدنيا من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وهي المقاربة التي تعني ــ بصرف النظر عمّا ستكون عليه من حالة إجحاف بهذه الحقوق ــ أن المشروع الاستعماري الصهيوني سيعود إلى حجمه الحقيقي، وهو حجم يوازي في قيمته النوعية الجديدة ما يشبه الانكفاء التاريخي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موقع أميركي: ترمب يشعر بالإحباط من استمرار نتنياهو بالحرب على غزة
موقع أميركي: ترمب يشعر بالإحباط من استمرار نتنياهو بالحرب على غزة

وكالة خبر

timeمنذ 5 ساعات

  • وكالة خبر

موقع أميركي: ترمب يشعر بالإحباط من استمرار نتنياهو بالحرب على غزة

- ذكر موقع أكسيوس الأميركي، مساء اليوم الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترمب يشعر بالإحباط من الحرب الدائرة غزة، كما أنه يشعر بالانزعاج من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين. وبحسب الموقع، فإن ترمب طلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبته في إنهاء الحرب، كما نقل ذلك عن مسؤولين في البيت الأبيض. وأقرت مصادر أميركية وإسرائيلية بوجود خلافات سياسية متزايدة بين ترمب ونتنياهو بشأن الحرب على غزة. وقال مسؤول في البيت الأبيض: "الرئيس محبط مما يحدث في غزة. يريد إنهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة". فيما قال مسؤول إسرائيلي، إن نتنياهو لا يشعر حاليًا بضغط كبير من ترمب. وأضاف المسؤول: "إذا أراد الرئيس اتفاقًا لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، فعليه ممارسة ضغط أكبر بكثير على الجانبين". ويحاول زعماء دول أخرى الضغط، حيث أصدر قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بيانًا يوم الاثنين هددوا فيه باتخاذ خطوات ضد إسرائيل بسبب الحرب في غزة. وقالوا: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردًا على ذلك". وبسبب الوضع الإنساني الراهن بغزة، قال مسؤول أميركي لموقع أكسيوس: الرئيس منزعج من صور الأطفال والرضع الذين يعانون في غزة، وضغط على الإسرائيليين لإعادة فتح المعابر. ويوم الأحد، وافق الكابنيت الإسرائيلي على استئناف إيصال المساعدات إلى غزة. وقال مسؤول في البيت الأبيض: لا بد من بذل المزيد من الجهود وإدخال المزيد من المساعدات. وحذرت الأمم المتحدة من أن آلاف الأطفال معرضون لخطر المجاعة إذا لم تُزاد المساعدات بشكل كبير. ووفقًا لمسؤول أميركي: بينما شعر ترمب بنجاح رحلته إلى الشرق الأوسط، إلا أنه يعتقد أن الحرب في غزة تُعيق خططه للمنطقة. وأضاف: "يرى الرئيس فرصة حقيقية للسلام والازدهار في المنطقة، لكن الحرب في غزة هي آخر بؤرة ساخنة، ويريد أن تنتهي". ووصف مسؤول البيت الأبيض الثاني الحرب بأنها تشتت الانتباه عن أمور أخرى يريد ترمب القيام بها. "هناك إحباط كبير من استمرار هذه الأزمة". كما أضاف. ويقول المسؤول: إن قرار ترمب بالتحرك بشكل أحادي لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بدلًا من انتظار موافقة إسرائيل على اتفاق أوسع، كان نتيجة لهذا الإحباط.

الشرق الأوسط بين أيدي ساكنيه
الشرق الأوسط بين أيدي ساكنيه

وكالة خبر

timeمنذ 5 ساعات

  • وكالة خبر

الشرق الأوسط بين أيدي ساكنيه

يمكن القول بثقة، إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، والتي اقتصرت على دول الخليج المركزية الثلاث: السعودية، قطر والإمارات، كانت مهمة بالطبع بالنسبة له، وللدول التي زارها، من حيث إنها عززت علاقة الولايات المتحدة بهذه الدول، إلى حدود بعيدة، أما بالنسبة للآخرين، خاصة في الشرق الأوسط، فهي كانت مهمة من زاوية أخرى، من حيث إنها وضعت النقاط على الحروف، وأظهرت المدى أو الإطار العام لما تريده أميركا في القرن الحادي والعشرين من الشرق الأوسط، وتحديداً بعد أن تغير العالم، في ظل نظام عالمي أحادي، تلا النظام العالمي الثنائي، وهو نظام يبدو أنه في طريقه إلى أن يتغير بدوره إلى نظام آخر، لن يكون على شاكلة أي من النظامين السابقين. والحقيقة أن العالم كله، وليس الشرق الأوسط وحسب، يتطلع ويراقب ما يمكن أن تذهب إليه أميركا، في سبيل تحديد وجهة النظام العالمي المقبل، وهي - أي الولايات المتحدة - خاضت حرباً ساخنة مع روسيا بشكل غير مباشر، وراء أوكرانيا، منذ ثلاثة أعوام، كذلك هي تدخلت عسكرياً، وإن بشكل محدد، وبهدف منع اندلاع الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لكنها أرسلت بوارجها الحربية وشنت غارات جوية عديدة طوال عام ونصف العام على اليمن، وكان يمكن أن تذهب أبعد من ذلك بالانخراط بشكل أو بآخر في حرب في البحر الصيني، دعماً لتايوان ضد الصين، وقد كان العام الماضي عام ترقب لدرجة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو راهن على الساكن الجديد للبيت الأبيض، ليأخذ بيده إلى آخر مشوار الحرب في الشرق الأوسط وهو محطة ضرب إيران بشكل مشترك إسرائيلي/أميركي. لكن ما حدث عشية زيارة ترامب وخلالها وبعدها، أظهر بشكل قاطع، انسحاب أميركا من ملفات الحروب الإقليمية، وانخراطها عميقاً في مسار الصفقات التجارية، وحتى ما أطلق عليه من حرب تجارية، وهي طريق ترامب المفارق لطريق بايدن، أو الخيار الاقتصادي الجمهوري بديل الخيار الديمقراطي العسكري الأميركي، لم تقع، رغم ما أطلقه ترامب الشهر الماضي من إعلانات حول التعرفة الجمركية والتي مست كل العالم، ونال الصين منها الحصة الأكبر، ذلك أن ترامب نفسه سرعان ما تراجع، وأعلن عن التوصل لاتفاق مع الصين، إطاره العام تخفيض النسب التي أعلن عنها من الجانبين، بما يؤكد أن كل ما فعله وأعلنه ترامب لم يكن أكثر من تكتيك تاجر العقارات، الذي يرفع السعر لأبعد مدى حين يعلنه أول مرة، وذلك حتى يكون سعراً تفاوضياً. وبالعودة إلى جولته الشرق أوسطية، ومن جهته، حققت له كل ما يسعى إليه من هدف الإبقاء على الاقتصاد الأميركي تنافسياً، ما دام ليس بمقدوره أن يقطع الطريق على الاقتصاد الصيني ويمنعه نهائياً من البقاء منافساً له لدرجة التفوق عليه بعد سنوات. بنجاح ترامب في الحصول على «تريليونات» الدولارات لتضخ في عجلة الاقتصاد الأميركي بما يقارب 10% من إجمالي الناتج القومي الأميركي، من دول الخليج الثلاث يعني ببساطة كما لو أن الاقتصاد الأميركي قد حقق نسبة نمو 2،5 % سنوياً، وخلال السنوات الأربع التي لترامب في البيت الأبيض، تبقيه متقدماً خلال تلك السنوات على الاقتصاد الصيني، يحتل الموقع الأول عالمياً، وهذا هو الأهم، وفي سبيل ذلك، أغلق كل أبواب أو احتمالات الحرب الإقليمية، وذلك بالضد من رغبة وإرادة نتنياهو، الذي لم يعلم شيئاً عن إقدام ترامب على فتح باب التفاوض مع إيران، قبل أن يعلن ذلك أمامه وعلى الملأ، كما أنه فعل الشيء نفسه، حين توصل لاتفاق مع اليمن يقضي بوقف الاقتتال بين الجانبين، وفي الحقيقة فإن ذلك يعني تراجع أميركا وليس اليمن، واليمن أطلق صواريخه ومسيراته، وطارد البواخر الإسرائيلية والذاهبة إليها عبر البحر الأحمر، منذ شنت الحرب على غزة، والبوارج الأميركية، ذهب لليمن، لتحقيق هدفين، هما: إغلاق جبهة الإسناد اليمنية، بوقف إطلاق الحوثي للصواريخ والمسيرات على إسرائيل، وفتح باب المندب أمام الملاحة نحو إسرائيل، فيما اليمن لم يذهب لضرب القواعد البحرية أو الأرضية الأميركية في المنطقة. أما المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، فهي فضلاً عن أنها تسببت في إحباط المشروع اليميني الإسرائيلي المتطرف والمتمثل بإقامة إسرائيل الكبرى، في سياق أو بعد الانتهاء من آخر فصولها المتعلق بضرب إيران، والذي يشمل بحده الأدنى ترتيب الشرق الأوسط بما يضمن الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية على الإقليم دون منافسين، وبما يعني أن إسرائيل الكبرى ستشمل كل حدود فلسطين التاريخية أو الانتدابية، أي ضم دولة فلسطين بحدود التقسيم وحدود العام 67، وإضافة لذلك الأراضي السورية واللبنانية المحتلة، وكذلك أراضٍ أخرى أردنية وسورية، عراقية ومصرية، وربما سعودية، بشكل كلي وصريح بضمها لتعلن إسرائيل بحدود جغرافية رسمية، من الفرات للنيل، أو بشكل غير صريح، بتحويل كل تلك المساحات لساحة حرب أو أرض محروقة أو مفتوحة أمام الطائرات والدبابات والجيش الإسرائيلي، بحجة انه يحارب إيران. المفاوضات الأميركية مع إيران، فضلاً عن ذلك، أي عن إغلاق باب الحرب الإقليمية بهدف قطع رأس إيران، وقطع الطريق على مشروع إسرائيل الكبرى، فهي تجري بهدف التوصل لاتفاق ليس أفضل لإسرائيل من اتفاق العام 2015، فأميركا من الواضح أنها ليست مهتمة بصراعات الدول الإقليمية، وهي باتت مهتمة بمصالحها الخاصة والمباشرة، والتي لها علاقة بالاقتصاد أولاً، ولم تعد تفكر بطريقة الحرب الباردة، ولم تعد ترى في إسرائيل حليفها الإقليمي، بل إن عدم ضم إسرائيل لجولة ترامب يؤكد أن حلفاء أميركا وأصدقاء ترامب في الشرق الأوسط باتوا هم أثرياء المنطقة الذين يمكنهم أن يساعدوا الاقتصاد الأميركي على البقاء واقفاً على قدميه في مواجهة النمو المطّرد للاقتصاد الصيني، هذا بعد أن استوعبت أميركا الدرس جيداً، وهو أن الحصول على الثروات لم يعد ممكناً بالنهب عبر القوة العسكرية، بل عبر الصفقات التجارية، وهكذا، بقيت إسرائيل تواجه الشرق الأوسط وحدها، حتى أن موضوعات التطبيع لم يظهر ترامب اهتماماً جدياً بها، كما كانت الحال قبل سنوات خلت. نعود إلى أن المفاوضات الأميركية / الإيرانية يمكن أن تتلاشى، دون إعلان لا وقفها ولا التوصل إلى اتفاق بشأنها، تماماً كما حدث مع الملف الروسي / الأوكراني، حيث تلاشى الاهتمام الأميركي به بعد بضعة شهور قليلة، لكن النتيجة كانت أن انسحبت أميركا من ذلك الملف، بمجرد أن حققت اتفاق المعادن الثمينة مع كييف، وهذا كان كل شيء بالنسبة لترامب، وما يجعلنا نفكر بذلك الاحتمال هو أنه ليس هناك من مصلحة لترامب في التوصل لاتفاق مع إيران لأجل إسرائيل، فعدم الاتفاق يبقي على الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الأميركية، وكل ما يهم إيران هو رفع العقوبات مقابل وقف التخصيب بنسب عالية تقترب من نسبة إنتاج السلاح النووي، لذا بتقديرنا أنه يمكن لإيران أن «تغري» ترامب بالاستثمار في اقتصاده على طريقة دول الخليج العربي، حتى يرفع عنها العقوبات، بما يطلق عجلة اقتصادها القومي. وبالمقارنة بين ما سبق زيارة ترامب للخليج من تصريحات، وما حدث خلالها من وقائع ومن توقيع اتفاقيات، يؤكد أكثر من أمر، أولها: أن ترامب مولع «بالشو الإعلامي»، فهو كمعلن كان يطلب من متابعيه توقع إعلان مهم، ما بين الأربعاء والجمعة، أي فترة زيارته، إعلاناً خاصاً بغزة، وهو حصل على هدية حمساوية تمثلت في إطلاق الأميركي الوحيد المحتجز الحي عيدان الكسندر، لكنه فشل في إجبار نتنياهو على الموافقة على صفقة الكل مقابل الكل، أي الصفقة التي تطلق سراح كل المحتجزين مقابل وقف الحرب، صفقة شاملة وليست صفقة جزئية كما كان قد جرى مرتين من قبل. إسرائيل، أو نتنياهو وبالتحديد اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل، استوعب قطع الطريق على أحلامه البعيدة بإسرائيل الكبرى، وبات مجبراً على الاكتفاء بحلمه في إسرائيل من البحر إلى النهر، أي إسرائيل على أرض فلسطين الانتدابية، وهذا يمر عبر غزة أولاً وبالتوازي مع مواصلة تدمير منهجي لكل أشكال الحياة في الضفة أيضاً، وكانت المفاجأة هي في عدم قدرة أو حتى مطالبة دول الخليج لترامب بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وعلى أقل تقدير وبشكل فوري، إدخال المساعدات الإغاثية فوراً بعد منعها منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر، وبهذا الشأن فلا بد من القول، إن دول الخليج الثلاث لا تقف على موقف واحد تجاه غزة، فكل واحدة منها لها لاعبها الداخلي الفلسطيني، الذي ترغب في أن تراه في اليوم التالي، هذا من جهة السعودية والإمارات، أما قطر ومصر فهما ما زالتا تكتفيان باللعب على طاولة الوساطة التفاوضية.

عناوين الصحف الفلسطينية الثلاثاء 20 مايو 2025
عناوين الصحف الفلسطينية الثلاثاء 20 مايو 2025

وكالة خبر

timeمنذ 10 ساعات

  • وكالة خبر

عناوين الصحف الفلسطينية الثلاثاء 20 مايو 2025

ركزت الصحف الفلسطينية الثلاث "الحياة الجديدة، الأيام، القدس"، الصادرة اليوم الثلاثاء، في عناوينها الرئيسية، على تطورات حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وموقف بريطانيا وفرنسا وكندا المطالب بوقف العدوان، وتهديد الإدارة الأمريكية بقطع الدعم عن إسرائيل، والدعوات الواسعة لإدخال المساعدات، إضافة إلى تواصل العدوان على جنين وطولكرم وبروقين وكفر الديك. وفيما يلي أبرز العناوين: *"الحياة الجديدة": جوع بعد الستين بريطانيا وفرنسا وكندا: لن تقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال المشينة لحكومة نتنياهو في غزة الإدارة الأمريكية تهدد بقطع الدعم عن إسرائيل ونائب ترامب يلغي زيارته لتل أبيب 22 دولة تطالب بإدخال المساعدات فوراً إلى غزة وإدانة أوروبية لاستمرار الحصار الإسرائيلي السويد تدين تصريحات نتنياهو بشأن إعادة احتلال القطاع الكامل العاهل الأردني يجدد التأكيد على ضرورة إنهاء حرب الإبادة في غزة تواصل العدوان على جنين وطولكرم ومخيماتهما وبروقين وكفر الديك إصابات في سعير والخضر وعمليات هدم وتجريف وحرق بالضفة في عتمة الحصار الاحتلالي المستمر.. مأساة المرضى تتفاقم في سلفيت تظاهرات حاشدة بالولايات المتحدة في الذكرى الـ77 للنكبة خادم الحرمين يوجه باستضافة ألف حاج من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين سانشيز: يجب استبعاد إسرائيل من مسابقة "يوروفيجين" وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني *"الأيام": مجازر مروعة في أنحاء القطاع وأوامر بإخلاء 80% من مساحة خان يونس الصحة العالمية: مليونا شخص يتضورون جوعا مسؤول أممي: قرار إدخال المساعدات هو "قطرة في محيط الاحتياجات العاجلة" نتنياهو: سنسيطر على غزة بكاملها ويجب تجنب المجاعة لأسباب دبلوماسية سموتريتش: سنسوي كل غزة بالأرض كما فعلنا في رفح بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال الشنيعة لحكومة نتنياهو في غزة والرئاسة ترحب 22 دولة: يواجه سكان غزة خطر المجاعة ويجب أن يحصلوا على المساعدات فوراً إدارة ترامب تهدد بقطع الدعم عن إسرائيل هدم وتجريف في محافظات عزة ومواصلة حصار بروقين وكفر الديك شهيد و3 إصابات بضربات إسرائيلية على جنوب لبنان *"القدس": عشرات الشهداء والجرحى تضيق بهم المستشفيات في قصف للمنازل والخيام والتكايا غزة تموت جوعاً وقصفاً بيان شديد اللهجة لقادة بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال الفاضحة ونطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية الرئاسة: موقف شجاع ترمب لإسرائيل: أوقفوا الحرب وإلا نتخلى عنكم نتنياهو: سنسيطر على كامل غزة السويد: لسنا بحاجة للتصريحات التي تفاقم الوضع 5 شاحنات فقط دخلت القطاع الذي يحتاج يومياً لـ550 شاحنة مساعدات منقذة للحياة 22 دولة تدعو إسرائيل لإدخال المساعدات فوراً الاتحاد الأوروبي يحذر من تسييس المساعدات إلى غزة الجمود يهيمن على مفاوضات الدوحة وإسرائيل تدرس إعادة وفدها لابيد: غرق الجيش بوحل غزة لسنوات خطأ استراتيجي الإفراج عن 10 أسرى من غزة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store