logo
البرنامج النووى أم إسقاط النظام؟

البرنامج النووى أم إسقاط النظام؟

بوابة الأهراممنذ 4 ساعات

فى ضربة استباقية، لم تتوقعها إيران، قامت إسرائيل بهجوم كاسح على إيران، طال مواقع عسكرية حساسة ومنصات الصواريخ ومنشآت نووية، كما اشتمل على أكبر عملية اغتيال لقيادات الصف الأول بالجيش والحرس الثوري، إضافة إلى العشرات من العلماء المسئولين عن برنامجها النووي، مستخدمة طائرات مسيرة انطلقت من داخل الأراضى الإيرانية، فى اكبر عملية اختراق أمنى قام بها الموساد بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العسكرية، ُتذكر بتفجيرات البيجر التى استخدمت ضد حزب الله فى لبنان العام الماضي، ولكن على نطاق أوسع وأخطر، كما لم تقتصر على أحياء فى العاصمة طهران، ولكن امتدت إلى مدن اخرى كأصفهان وتبريز وشيراز التى تكتسب أهمية استراتيجية بحكم القواعد العسكرية والمفاعلات النووية الموجودة فيها.
وبحسب النيويورك تايمز فإن إسرائيل خططت لهذه العملية الضخمة منذ سنوات، وبالتالى فهى ليست من قبيل الضربات الخاطفة التى تصيب هدفا معينا ثم تتراجع بعده، ولذلك صرح رئيس وزرائها نيتانياهو «أنها ستستمر بقدر ما يلزم من الأيام، لأنه يغير التاريخ».
راهنت طهران على الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، ليقيها من هذا الهجوم الذى سبق للدولة العبرية أن لوحت به مرارا، لكنها تناست أنه خلاف مؤقت وفى التفاصيل بين حليفين، فالقواسم المشتركة والمصالح المتشابكة تكون أكبر وأقوى وأكثر استدامة، والتنسيق بينهما حاضر دوما، وليست مصادفة أن يجيءتوقيت العملية بعد يوم واحد فقط من انتهاء المهلة التى حددها الرئيس الأمريكى وهى 60 يوما للقبول بشروطه بتفكيك كامل مشروعها النووي، ومن ثم لم يدن الهجوم، بل ألقى باللوم على الإيرانيين لعدم توقيعهم على الاتفاق المفترض، وقال إنه أعطاهم فرصة لم يحسنوا استخدامها، ودعاهم للاستجابة لشروطه كفرصة أخيرة، وإلا «لن يتبق لديهم شييء ليتفاوضوا عليه»، ولن يكون أمامهم سوى الاستسلام، ووفق وول ستريت جورنال فإن الإدارة الأمريكية كانت على علم بخطة إسرائيل، بخلاف ما كان يصرح به ترامب. وبالتزامن أيضا، صدر قرارالوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانتها لعدم إيفائها بإلتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانشار النووي، فى أول خطوة من نوعها ضدها منذ 20 عاما، ما يُنذر بتفعيل العقوبات مجددا عليها.
وإلى جانب هذه الضغوط الدولية، فقد عملت إسرائيل طوال الشهور العشرين الماضية لحرب غزة على إضعافها إلى أقصى درجة ممكنة من خلال ضرب وكلائها وأذرعها فى المنطقة ونزع أسلحتهم بدءا من حركة حماس مرورا بحزب الله وانتهاء بمعاقل المقاومة فى سوريا واليمن، حتى تتركها وحيدة مضطرة لخوض معركتها بنفسها فى مواجهة مباشرة معها، والتى يقينا لن تكون متكافئة من حيث توازن القوة، يضاف إلى ذلك أنها ألحقت أضرارا بالغة بدفاعاتها الجوية وقدراتها على انتاج الصواريخ، بفعل غاراتها المتتالية عليها أكتوبر الماضي، لهذا اعتقدت إسرائيل أن لديها فرصة فريدة لمهاجمتها، وثمة سبب آخر، هو أن إيران كانت تقترب بالفعل من انتاج القنبلة النووية بعد أن وصلت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى نحو 60% وبحسب مسئول عسكرى إسرائيلي، فإنها تملك مواد تكفى لصنع 15 قنبلة نووية فى غضون أيام.
هذه الأسباب هى التى فرضت التوقيت ومهدت للهجوم الأخير، ويبقى الهدف الرئيسى متعلقا بتجريدها من إمكان امتلاكها للسلاح النووي. فعلى مدى أربعة عقود لم يتوقف النظام الإيرانى عن محاولات التوسع والهيمنة الإقليمية، ولذا كان مصدر قلق وتهديد لغالبية الدول الخليجية، كما يُنظر لمساعيه النووية على أنها سلاح للتمكين لمخططه التوسعي، وهو ما يبرر به نيتانياهو قيامه بهذا الهجوم حيث أشار فى خطاب تليفزيونى «أن التهديد الإيرانى هو تهديد وجودى لإسرائيل وستستمر العملية حتى إزالته»، وأضاف «ضربنا رأس برنامج التسلح النووى الإيراني، وندافع عن أنفسنا وجيراننا العرب». لاشك أن إيران تجد نفسها اليوم فى وضع شديد الصعوبة، ومجبرة على الرد بقوة، وهناك عدة سيناريوهات ستحدد سير المعركة، الأول ويُعتبر أبسطها، أن تطلق وابلا من الصواريخ التى تمتلك الآلاف منها باتجاه تل أبيب، وهو ما حدث بالفعل، حيث أطلقت ما يزيد على الخمسمائة صاروخ، ولكن أغلبها تم اعتراضه وأوقع خسائر محدودة عند الخصم، والثانى أن تحاول استنهاض وكلائها خاصة حزب الله حليفها الرئيسى الذى مازال يمتلك مخزونا هائلا من الأسلحة رغم الضربات الموجعة التى تلقاها، ولكنه سيناريو مشكوك فيه بعد أن أعلن هو نفسه أنه لن يهاجم إسرائيل، هناك أيضا الذراع الحوثية فى اليمن التى لم تتوقف عن اطلاق الصواريخ والمسيرات، إلا أنها ضئيلة التأثير، ولن تغير مسار الحرب، والثالث، أن تقدم على إغلاق مضيق هرمز وتعطيل الملاحة الدولية فى البحر الأحمر شريان التجارة العالمية، إلا أنه سيناريو محفوف بالمخاطر لأنه سيستعدى كل القوى الدولية عليها، والرابع، أن تهاجم حقول النفط، وسبق أن حدث ذلك جزئيا منذ سنوات وأدى إلى خفض الانتاج السعودي، والانتاج العالمى بنسبة 5%، وأخيرا، وهو ضرب القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة، لكنه سيعنى نوعا من الانتحار، لأنه سيُدخل الولايات المتحدة كطرف مباشر، بما يشبه مهاجمة اليابان لقاعدة «بيرل هاربر» أثناء الحرب العالمية الثانية.
وأيا ما كان المخرج الذى يتحتم على إيران أن تسلكه، فقد أصبحت فى مأزق، فالتداعيات الحاصلة على أرضها تجاوزت معضلتها النووية، إذ أصبح الحديث يدور حول تغيير نظامها السياسي، وهذا ما قاله نيتانياهو، وذكرته صحيفة إسرائيل هيوم التى أكدت أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعد مكالمته المطولة مع نظيره الأمريكي، وجه تحذيرا للمرشد على خامنئى بأن نظامه فى خطر.
والآن، فالثابت أن فجر الجمعة الثالث عشر من يونيو، بات يشكل تاريخا فارقا، فما قبله لم يعد موجودا، وما كانت تتمسك به وتصر عليه فى المفاوضات لن يكون مطروحا أصلا للنقاش فى أى مفاوضات مقبلة، والتى ستكون جديدة وليس استكمالا لما سبق، ولذا دعاها ترامب إلى الاستسلام غير المشروط، فى الوقت الذى تحدثت فيه السى إن إن عن أن الجيش الأمريكى يستعد لضربة محتملة ضدها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مديرة الاستخبارات الأمريكية تؤيد ادعاء ترامب بشأن طموحات إيران النووية
مديرة الاستخبارات الأمريكية تؤيد ادعاء ترامب بشأن طموحات إيران النووية

الجمهورية

timeمنذ 29 دقائق

  • الجمهورية

مديرة الاستخبارات الأمريكية تؤيد ادعاء ترامب بشأن طموحات إيران النووية

وكتبت تولسي غابارد عبر منصة "إكس": "تم اقتطاع كلماتي عمدا من سياقها عبر أخبار مزيفة لتصوير الأمر على أنه خلاف". وأعادت تأكيد تصريح ترامب بأن إيران تفصلها عن صنع سلاح نووي - حسب المزاعم- فترة تتراوح بين أسابيع وأشهر "إذا قرروا إكمال ذلك". وأرفقت منشورها بمقطع فيديو لجلسات استماع في الكونغرس مارس الماضي، قالت فيه إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن إيران لا تطور سلاحا نوويا، ووصف ترامب هذا التصريح بأنه خطأ. وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائما على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط. وخلافا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء ال إسرائيل ي بنيامين نتنياهو، بأن إيران اقتربت من امتلاك سلاح نووي، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن إيران لم تكن تسعى بنشاط لتصنيع سلاح نووي على الأقل في الوقت الحالي، بل كانت بعيدة بمقدار 3 سنوات عن هذا الهدف.

إسرائيل: 15 طائرة مقاتلة شاركت في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران
إسرائيل: 15 طائرة مقاتلة شاركت في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران

الزمان

timeمنذ 31 دقائق

  • الزمان

إسرائيل: 15 طائرة مقاتلة شاركت في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، عن مشاركة 15 مقاتلة في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران، مستهدفة مواقع إطلاق صواريخ، غربي البلاد. ونقلت صحيفة "يدعوت أحرونوت"، نقلا عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قوله إن الجيش "أكمل موجة أخرى من الضربات في إيران، بمشاركة 15 طائرة مقاتلة". صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن إسرائيل نجحت في تأخير قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي لمدة لا تقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات. قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الولايات المتحدة تستخدم المحادثات النووية كغطاء للهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران. وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي جاء في وقت حساس، بعد بدء محادثات تهدف إلى تخفيف التوترات بين طهران والدول الغربية، مؤكدًا أن هذه التطورات تثير تساؤلات حول نوايا واشنطن. وأضاف عراقجي: "ما حدث يظهر بوضوح كيف أن أمريكا استخدمت المحادثات كغطاء للهجوم الإسرائيلي على إيران، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع". وأكد أن الأمر الآن متروك لإدارة ترامب لإظهار تصميمها على الذهاب إلى حل تفاوضي حقيقي، معتبرًا أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول "انتصار إسرائيل" تلقي بظلال من الشك على إمكانية التوصل إلى اتفاق مستقبلي. كما أضاف أن "ترامب لا يفي بوعده". وتابع: لا ندري كيف يمكننا الوثوق بترامب وإدارته بعد ما فعلته في الماضي، معتبرًا أن ما قامت به الإدارة الأمريكية خلال المفاوضات النووية السابقة كان بمثابة "خيانة للدبلوماسية"، وذلك في إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران مستعدة للتفاوض لكن بشرط أن توقف إسرائيل هجماتها أولًا، مشددًا على أن "إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وأن تخصيب اليورانيوم هو جزء أساسي من برنامجها النووي السلمي.

إسرائيل: 15 طائرة مقاتلة شاركت في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران
إسرائيل: 15 طائرة مقاتلة شاركت في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران

مصرس

timeمنذ 40 دقائق

  • مصرس

إسرائيل: 15 طائرة مقاتلة شاركت في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، عن مشاركة 15 مقاتلة في الموجة الأخيرة من الغارات على إيران، مستهدفة مواقع إطلاق صواريخ، غربي البلاد. ونقلت صحيفة "يدعوت أحرونوت"، نقلا عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قوله إن الجيش "أكمل موجة أخرى من الضربات في إيران، بمشاركة 15 طائرة مقاتلة".صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن إسرائيل نجحت في تأخير قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي لمدة لا تقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات.عراقجي: أمريكا استخدمت المحادثات كغطاء للهجوم الإسرائيلي على إيرانقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الولايات المتحدة تستخدم المحادثات النووية كغطاء للهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران. وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي جاء في وقت حساس، بعد بدء محادثات تهدف إلى تخفيف التوترات بين طهران والدول الغربية، مؤكدًا أن هذه التطورات تثير تساؤلات حول نوايا واشنطن.وأضاف عراقجي: "ما حدث يظهر بوضوح كيف أن أمريكا استخدمت المحادثات كغطاء للهجوم الإسرائيلي على إيران، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع".وأكد أن الأمر الآن متروك لإدارة ترامب لإظهار تصميمها على الذهاب إلى حل تفاوضي حقيقي، معتبرًا أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول "انتصار إسرائيل" تلقي بظلال من الشك على إمكانية التوصل إلى اتفاق مستقبلي. كما أضاف أن "ترامب لا يفي بوعده".عراقجي: تصرفات إدارة ترامب "خيانة للدبلوماسية"وتابع: لا ندري كيف يمكننا الوثوق بترامب وإدارته بعد ما فعلته في الماضي، معتبرًا أن ما قامت به الإدارة الأمريكية خلال المفاوضات النووية السابقة كان بمثابة "خيانة للدبلوماسية"، وذلك في إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018.وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران مستعدة للتفاوض لكن بشرط أن توقف إسرائيل هجماتها أولًا، مشددًا على أن "إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وأن تخصيب اليورانيوم هو جزء أساسي من برنامجها النووي السلمي.جامعة الدول العربية تدعو إلى استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيرانيدعا مجلس جامعة الدول العربية إلى العودة للمفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكدًا ضرورة دعم الجهود الرامية إلى التهدئة في المنطقة.كما أدان مجلس جامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي الإيرانية، مُعتبرًا أنه يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store