logo
حرب احتلال غزة لا توقفها صفقة الهدنة

حرب احتلال غزة لا توقفها صفقة الهدنة

المدنمنذ 2 أيام

لا يزال ضبابياً مصير هدنة الشهرين في غزة لما تتضمنه من شروط خيبت آمال حماس بها، وجعل موقفها يتأرجح بين الرفض ومواصلة دراستها. وكما في الهدنة السابقة، لا يتضمن مشروعها أي ضمانات بعدم عودة إسرائيل إلى حربها على القطاع بعد انتهاء المدة وفشل المفاوضات بين الطرفين التي تفترضها لتمديد وقف إطلاق النار.
ليس رفض حماس غير الحاسم لمشروع الهدنة، هو السبب الوحيد لتوقع مواصلة إسرائيل حربها على القطاع بعد انقضاء فترة الهدنة في حال أقرت. فالنقاش الذي يدور في إسرائيل، قبل الإعلان عن مشروع الهدنة وبعده، يرجح عدم تراجع نتنياهو عن إصراره بالخروج من هذه الحرب "منتصراً". فالانتصار بأي ثمن، هو السبيل الوحيد الذي يتيح لنتنياهو تفادي السجن. والأهم من السجن بالنسبة له، ضمان الموقع الذي يطمح إليه في تاريخ إسرائيل. وهو لايرضى بموقع أدنى رتبة من موقع المؤسس ديفيد بن غوريون.
ترحيب نتنياهو أثار حفيظة وزرائه اليمينيين المتطرفين، الذين هدد أحدهم بالخروج من الحكومة والإطاحة بها، في حال الموافقة على اقتراح ويتكوف. فقد نقل موقع Vesty الإسرائيلي الناطق بالروسية والتابع لمجموعة يديعوت أحرونوت، عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قوله إنه، في حال وافقت الحكومة على صفقة الهدنة، فسوف لن يخرج من الحكومة فقط، بل "سأطيح بها بأسرع وقت ممكن". وأضاف بأنه لم يستمر في الحكومة إلا ليضمن بلوغ الحرب أهدافها، وبالدرجة الأولى هزيمة حماس وعودة الرهائن. وقال أنه، في اللحظة التي يشعر فيها بتخلي إسرائيل عن النصر في غزة واستعدادها للاستسلام أمام الإرهابيين، فسيطيح بها بما أمكنه من سرعة.
يضيف الموقع، أن سموتريتش دعا مساء 29 الجاري إلى مواصلة "شد الخناق" على عنق حماس، وإجبارها على الاستسلام الكامل، مع إطلاق سراح جميع الرهائن في الوقت نفسه. ورأى أنه سيكون من الحماقة تخفيف الضغط على حماس الآن، وتوقيع اتفاق جزئي يمنحها الأوكسجين، مما يسمح لها بالتعافي: "لن أسمح بحدوث ذلك، ونقطة على السطر".
نقل الموقع في 29 الجاري عن وزير السكان اليهود أميحاي إلياهو قوله في مقابلة له مع يديعوت أحرونوت إنه ينضم إلى الدعوة لمواصلة الحرب حتى النصر. لكنه يقول إن حزبه "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير لا ينوي الخروج من الائتلاف الحاكم، إذ "يمكنك توجيه السفينة حتى لو كانت هناك خلافات". ورأى أن حماس في وضع يائس، إذ أنها فقدت السيطرة على الوضع، ومخازنها يتم نهبها.
كما نقل الموقع عن زعيم المعارضة يائير لابيد، دعوته الحكومة لقبول الصفقة فوراً. وتوجه إلى نتنياهو بالقول إن بوسعه الاعتماد على دعمه الكلي في قبول الصفقة، "حتى لو حاول بن غفير وسموتريتش تعطيلها".
طرحت "المدن" على خبير أوكراني وآخر روسي عدداً من الأسئلة حول تقييم صفقة الهدنة وخطة إسرائيل لاحتلال 75% من أراضي غزة، وتأثير الخطة في حال تنفيذها على مصير الرهائن الإسرائيليين، وعلى العلاقات الإسرائيلية الأميركية، على افتراض أن إدارة ترامب ليست متحمسة لتوسيع إسرائيل حربها على غزة. كما على افتراض أن عدد الضحايا الفلسطينين اليومي الكبير، وحظر المساعدات الإنسانية منذ أشهر وقتل الفلسطينيين جوعاً، أخذ "يحرج" ترامب الطامح إلى نوبل للسلام أمام العالم، وأمام أصدقائه في الشرق الأوسط.
المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط الأوكراني Igor Semivolos، ولدى سؤاله عن صفقة الهدنة وتأثيرها على مصير الرهائن والحرب، قال إن المشكلة في الهدنة المؤقتة أنها لا تقدم الإجابة عن السؤال الرئيسي، ولا تحل المشكلة الرئيسية: احتلال الأراضي الفلسطينية. أضف إلى ذلك، تشير تجربة الهدنة المؤقتة السابقة، والتي خرقتها إسرائيل، إلى أنه من دون آلية العقوبات والضغط على القيادة الإسرائيلية، ستكون الهدنة بلا جدوى.
وعن تقييمه لخطة إسرائيل باحتلال 75% من مساحة قطاع غزة، اعتبر الخبير أن الخطة هي خطوة نحو المزيد من التصعيد في الصراع، وهي تشير إلى عزم إسرائيل على مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية. ورأى أن الجيش الإسرئيلي لديه ما يكفي من االقدرات لاحتلال أراضي غزة، لكنه لن يتمكن من السيطرة عليها بوجود الفلسطينيين فيها. وبالتالي، لكي تنجح إسرائيل في التحكم بالقطاع، سيتعين عليها ممارسة التطهير العرقي، أي الإبادة الجماعية. ويأسف لأن الحكومة تبدي استعدادها لهذه الممارسة، مستندة إلى فكرة الرئيس الأميركي المجنونة حول "ريفييرا غزة". ويرى في ما ترتكبه إسرائيل من قصف جوي وحشي للمناطق السكنية، والقتل الجماعي للمدنيين واستخدام التجويع كوسيلة لمحاربة المقاتلين، هو جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، تسببت باندلاع موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم.
وما التأثير الذي سيتركه تنفيذ الخطة على مصير الحرب والرهائن، وعلى العلاقات مع الولايات المتحدة، رأى الخبير أنه، في حال تم تنفيذ الخطة، سيكون مصير الرهائن مُريعًا بلا شكّ. إذ سيلقون حتفهم في مجرى العمليات العسكرية، كما الرهائن الذين قتلواً سابقاً. ويضيف بالقول إن القسوة المفرطة التي يشن بها الجيش الإسرائيلي هذه الحرب، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها، لا بد أن تؤثر على الموقف تجاه إسرائيل. فمع تطبيق سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة اليهودية ضد الفلسطينيين، والتي تتم بالتوازي مع استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات إسرائيلية جديدة، يتحول المزاج والمؤسسة السياسية العالمية بسرعة نحو فرض عقوبات وتحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة في العالم الحديث، على غرار حكومة جنوب إفريقيا العنصرية خلال حقبة الفصل العنصري. وبالتوازي مع ذلك، تتكثف الجهود للاعتراف بالدولة الفلسطينية من قِبَل دول أوروبية مؤثرة مثل فرنسا وبريطانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
الخبير في المجلس الروسي للعلاقات الدولية RIAC والمستشرق Kirill Semonov، رأى أن خطة إسرائيل احتلال 75% من أراضي غزة، لا جديد فيها. فهي خطتها عينها التي أعلنت عنها منذ إنطلاق حربها الحالية في غزة. ومن المحتمل أن إسرائيل لم تعلن سابقاً عن هذه الخطة بالوضوح الحالي، لكن خطة تهجير سكان غزة كانت خطة إسرائيل منذ البداية، ولم يطرأ عليها أي تغيير. أهداف إسرائيل لم تتغير، بل هي عينها منذ ما قبل تشرين الأول/أوكتوبر 2023. وقد يكون العدد الهائل للضحايا الفلسطينيين المدنيين أثناء الحرب، قد جعل العالم يلتفت الآن إلى هذه الخطة، مما يهدد بفرض عقوبات على إسرائيل. وهذا مستبعد. علماً أن إسرائيل لا تبدل أهدافها تحت تأثير أي عقوبات.
وبشأن صفقة هدنة الشهرين، يرى المستشرق أن الهدنة هي لصالح إسرائيل، إذ لا يتضمن ما أعلن عنها حتى الآن أي ضمانات لمنظمة حماس. فالهدنة لا تقدم لها شيئاً، وإسرائيل قد تعود بعد إنقضاء فترة الشهرين، وقد يكون قبل ذلك، إلى العمليات الحربية. الهدنة هي لصالح المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من القتل الجماعي ومن الحظر الإسرائيلي المفروض منذ أشهر على المساعدات الإنسانية.
ويرى أن صفقة الهدنة لا تقدم لحماس أي حوافز لقبولها. والبنية التحتية المتبقية في غزة تتيح لحماس مواصلة المواجهة مع إسرائيل التي لن تتمكن من تدميرها بعد شهري الهدنة. ويرى أن صفقة الهدنة نفسها، هي بمثابة استراحة محارب لن تقدم للطرفين ما يذكر. ويرى أنها بمثابة نشاط دعائي لترامب وافقت إسرائيل على منحه الفرصة للتباهي بها. ويعتبر أنها مجرد إلتقاط أنفاس بين مرحلتين من الحرب. لكنه يستدرك بالقول إنها خطوة على طريق المرحلة النهائية للحرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أول تعليقٍ من نتنياهو على هجوم كولورادو
أول تعليقٍ من نتنياهو على هجوم كولورادو

ليبانون ديبايت

timeمنذ 27 دقائق

  • ليبانون ديبايت

أول تعليقٍ من نتنياهو على هجوم كولورادو

أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الذي استهدف فعالية للجالية اليهودية في مدينة بولدر بولاية كولورادو الأميركية، معتبرًا أن ما جرى "هجوم إرهابي شرير"، ومؤكدًا أنه يُصلي من أجل "الشفاء العاجل للجرحى". ووفق ما نقل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فإن المهاجم استخدم قاذف لهب وقنابل مولوتوف أثناء اقتحامه فعالية كانت مخصصة لدعم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة. وذكرت التحقيقات الأولية أن المهاجم صاح خلال العملية قائلاً: "الحرية لفلسطين!"، في مؤشر إلى دوافع سياسية مرتبطة بالحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر. وبحسب شرطة مدينة بولدر، فقد أسفر الهجوم عن إصابة 8 أشخاص على الأقل، نُقل بعضهم إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، فيما وقع الحادث عشية عيد "شافووت" اليهودي، ما ضاعف من وقع الصدمة داخل الجالية اليهودية الأميركية. وقال نتنياهو في بيان صدر الإثنين: "هذا الهجوم استهدف أشخاصًا مسالمين أرادوا التعبير عن تضامنهم مع الرهائن المحتجزين لدى حماس، فقط لأنهم يهود". وأضاف أن إسرائيل تتابع القضية مع الجهات الأميركية المختصة، معربًا عن ثقته بأن الولايات المتحدة "ستُحاكم الجاني بأقصى ما يسمح به القانون"، و"بدم بارد"، بحسب تعبيره. ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إثر إطلاق نار وقع خارج متحف يهودي في العاصمة الأميركية. كما شهدت الشهور الأخيرة سلسلة من الاعتداءات والتوترات في الجامعات والمؤسسات الأميركية على خلفية الحرب في غزة، واتهامات متبادلة حول تزايد مظاهر "معاداة السامية" مقابل ما تعتبره جهات حقوقية "قمعًا للتضامن مع الفلسطينيين". وفي بيانه، قال نتنياهو: "الهجمات المعادية للسامية حول العالم هي نتيجة مباشرة للافتراءات التي تُنشر ضد الدولة اليهودية وشعبها، ويجب وقفها فورًا"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "لن تقف مكتوفة" أمام ما وصفه بـ"تصاعد الكراهية ضد اليهود في العواصم الغربية". وبينما لم تصدر وزارة العدل الأميركية بعد أي تفاصيل حول هوية المهاجم أو التهم الموجهة له، يُتوقّع أن تتحوّل الحادثة إلى محور نقاش داخلي أميركي حول تصاعد التوتر بين مؤيدي إسرائيل وداعمي القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، لا سيما في ظل استمرار المظاهرات الطلابية والاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية منذ نيسان الماضي.

حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين
حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين

أكدت حركة المقاومة الفلسطينية 'حماس' أن جرائم القتل البطيء التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني المجرم تتواصل بحق الأسري الفلسطينين داخل سجونه، حيث ارتقى الشهيد الأسير عمرو حاتم عودة (33 عامًا) من غزة، جرّاء التعذيب والظروف غير الإنسانية داخل معسكر 'سديه تيمان'. وقالت الحركة في بيان لها : وإنّنا إذ ننعى الشهيد عودة، لنحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين، ونؤكد أن سياسة الإهمال الطبي المتعمّد، والتعذيب، وحرمان الأسرى من الطعام والشراب وأبسط الحقوق الإنسانية، ما هي إلا وسائل ممنهجة لقتلهم، في ظل صمت دولي مخزٍ تجاه ما يتعرضون له من تنكيل واعتداءات. وأضافت الحركة في بيانها قائلة : وباستشهاد الأسير عمرو عودة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة، بعد بدء جريمة الإبادة الجماعية إلى 70 شهيدًا على الأقل، من بينهم 44 معتقلاً من قطاع غزة، ممن عُرفت هوياتهم، في تأكيد جديد على أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية، وبنود القانون الدولي، واتفاقيات جنيف التي تكفل حقوق الأسرى. وختمت حماس بيانها بالقول : نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، وكل أحرار العالم، بتحمل مسؤولياتهم، والضغط على الاحتلال لوقف هذه السياسات الإجرامية بحق أسرانا داخل السجون.

تحت غبار الحرب على غزة... نتنياهو يسرّع خطة ضم الضفة
تحت غبار الحرب على غزة... نتنياهو يسرّع خطة ضم الضفة

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

تحت غبار الحرب على غزة... نتنياهو يسرّع خطة ضم الضفة

في ظلّ انشغال العالم بالحرب الدامية على قطاع غزة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ خطة متسارعة لفرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وفق ما كشف تقرير جديد لصحيفة "هآرتس" العبرية. وأكد التقرير أن نتنياهو يعمل "بهدوء وبخطى متسارعة" على ضمّ الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع، مستفيدًا من انشغال المجتمع الدولي بالحرب، ومراهناً على بقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، لتجنّب الضغوط السياسية من واشنطن. ولفت إلى أنّ هذه الخطة لم تولد مع الحرب، بل تعود إلى ما قبل السابع من تشرين الأول، إلا أنّ العدوان المستمر على غزة شكّل فرصة مثالية لتسريع وتيرة التنفيذ. بحسب الصحيفة، تترافق هذه الخطة مع خطوات متزامنة وممنهجة أبرزها: الإعلان عن بناء 22 مستوطنة جديدة، معظمها في مناطق حساسة استراتيجياً، لا سيما على طول الحدود مع الأردن، إضافة إلى شرعنة بؤر استيطانية معزولة كانت حتى الأمس غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي نفسه. كما تشمل الخطوات توسيع شبكة الطرق الالتفافية التي تخترق الضفة الغربية، في محاولة لتكريس واقع استعماري دائم، يعزل المدن الفلسطينية ويمنح المستوطنين حرية الحركة والسيطرة. وبحسب "هآرتس"، فإنّ هذه الإجراءات لا تترافق مع أي نية لمنح الفلسطينيين في تلك المناطق الحقوق المدنية أو الجنسية أو حتى حقّ التصويت، ما يعكس نية واضحة بترسيخ نظام فصل عنصري يخالف المبادئ الدولية. وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرّت، الخميس الفائت، خطة إنشاء المستوطنات الجديدة، في قرار وصفته مصادر إسرائيلية بأنه "الأكثر أهمية منذ عام 1967". القرار جاء بتنسيق مباشر بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ويقضي بإلغاء مفاعيل قانون "فك الارتباط" شمال الضفة، الذي صدر عام 2005 وتم بموجبه تفكيك أربع مستوطنات آنذاك. ويشمل القرار تقنين البؤر الاستيطانية العشوائية، وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، وهو ما تعتبره جهات دولية وإقليمية تصعيدًا خطيرًا من شأنه تقويض أي أمل بعملية سياسية جدّية. وفي خطوة أثارت امتعاضًا عربيًا واسعًا، منعت إسرائيل وفدًا ضمّ وزراء خارجية عربًا من زيارة مدينة رام الله في الضفة الغربية، ما فسّرته أوساط فلسطينية على أنه رسالة متعمّدة لتكريس عزل السلطة الفلسطينية، وتقويض أي مبادرة وساطة عربية. ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الخطوات المتسارعة إلى صدام دبلوماسي مفتوح مع عدد من العواصم الأوروبية والعربية، بل ومع واشنطن نفسها، خصوصاً في حال تغيّرت مواقف الإدارة الأميركية أو حدث تبدّل سياسي في البيت الأبيض. يُذكر أن الضفة الغربية تشهد منذ سنوات تصاعدًا في التوتر، مع تنامي الاعتداءات اليومية التي يشنّها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون على القرى والمدن الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين وتهجير مئات العائلات، وسط صمت دولي شبه كامل. وتُشكّل هذه الخطوات تصعيدًا إضافيًا في مشروع السيطرة الإسرائيلية الشاملة على الضفة، في ظلّ غياب أي أفق سياسي، وغياب موقف عربي موحّد قادر على التأثير الفعلي في المشهد. ويرى مراقبون أن مشروع الضم المتسارع هذا لا يهدد فقط الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم، بل ينسف أيضًا أي إمكانية للاستقرار الإقليمي، ويعيد إلى الواجهة خطر اندلاع موجات عنف أوسع تشمل الضفة والقدس وغزة في آن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store