
تحذير من فوضى عالمية وتوتر أمريكي–صيني.. كوريا الجنوبية وسط نار المصالح المتقاطعة
حذر الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي-ميونغ، من أن التغيرات السريعة في النظام العالمي، بما في ذلك تصاعد السياسات الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل الإمداد، تشكل تهديدًا لبقاء بلاده، في إشارة واضحة إلى الفوضى التجارية العالمية التي تسببت بها رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال لي في خطابه التنصيبي:"التغيرات السريعة في النظام العالمي، كتصاعد الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، تُشكّل تهديدًا لبقائنا ذاته."
جاء الخطاب بعد ساعات فقط من إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الثلاثاء. وأكد خلاله عزمه على تعزيز الشراكة الثلاثية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. من جهته، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التحالف الأمني مع سيول بأنه "صلب كالفولاذ".
الولايات المتحدة قلقة وتعارض التدخل والتأثير الصيني
لكن تصريحًا منفصلًا من مسؤول لم يُذكر اسمه في البيت الأبيض أثار القلق، حيث قال إن الولايات المتحدة "قلقة وتعارض التدخل والتأثير الصيني في الأنظمة الديمقراطية حول العالم". ورغم أن التصريح لم يربط مباشرة بين التدخل الصيني والانتخابات الكورية، إلا أن وصف الانتخابات بأنها كانت "حرة ونزيهة" لم يمنع الجدل.
هذا التعليق أثار حفيظة بعض السياسيين في كوريا الجنوبية، في ظل تقارير عن محاولات حلفاء ترامب تشويه صورة لي، الذي أعرب مرارًا عن رغبته في تحقيق توازن في علاقات بلاده بين الولايات المتحدة والصين.
واكتفت الرئاسة الكورية بالقول إن "التصريح قيد المراجعة".
وصرّح نائب برلماني عن حزب لي الديمقراطي، وعضو في لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية، لصحيفة هانكيوريه أن "الولايات المتحدة أساءت فهم المجتمع الكوري" بإيحاءها إلى وجود تدخل صيني.
وكان خصوم لي المحافظون قد حاولوا خلال الحملة الانتخابية تصويره على أنه "موالٍ للصين"، ويبدو أن ذلك أثّر في نظرة واشنطن إليه.
يُذكر أن الاتهامات بالتدخل الصيني تعود إلى عام 2020، وازدادت خلال ولاية الرئيس السابق يون سوك-يول، الذي روج لنظريات مؤامرة تزعم سيطرة الصين وكوريا الشمالية على الأحزاب المعارضة. وكان يون قد أُقيل من منصبه في أبريل بعد إعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر، متذرعًا بوجود "قوى معادية للدولة" في البرلمان.
واعتمدت جماعات يمينية متطرفة على شعار "أوقفوا السرقة" (Stop the Steal) الذي استخدمه أنصار ترامب، وادعوا أن الحزب الشيوعي الصيني يتدخل في السياسة الكورية.
لطالما كان لي هدفًا لحملات تشويه تصفه بالشيوعية، وتزعم أنه "سيبيع" البلاد للصين وكوريا الشمالية في حال توليه السلطة. وتكثفت هذه الروايات خلال الحملة الانتخابية، ويُعتقد أن جزءًا كبيرًا منها نُشر أولًا عبر شبكات أمريكية قبل أن ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي الكورية وتطبيقات المراسلة الشائعة لدى الناخبين المحافظين.
وفي خطابه، أكد لي أن حكومته ستواجه أي اعتداء محتمل من الشمال بـ"ردع قوي" يستند إلى التحالف العسكري مع الولايات المتحدة، لكنه أضاف أنه سيبقي باب الحوار مفتوحًا مع كوريا الشمالية من أجل إرساء السلام في شبه الجزيرة.
وبحسب النتائج الرسمية، فاز لي بنسبة 49.42% من قرابة 35 مليون صوت، مقابل 41.15% لمنافسه المحافظ كيم مون-سو، في أعلى نسبة مشاركة بانتخابات رئاسية منذ عام 1997.
وقال لي:"حكومتي ستكون براغماتية وسوقية التوجه"، مشيرًا إلى أنه نشأ في فقر مدقع، وأصبح أبرز سياسي ليبرالي في كوريا الجنوبية، مع تركيزه على مكافحة الفساد وعدم المساواة.
بدأت ولايته فورًا دون فترة انتقالية تقليدية، بعد إعلان لجنة الانتخابات الوطنية فوزه رسميًا صباح الأربعاء.
وخلال اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة كيم ميونغ-سو، دعا لي الجيش إلى مراقبة التحركات الكورية الشمالية عن كثب والحفاظ على درجة عالية من الجاهزية.
كما زار لاحقًا المقبرة الوطنية في سيول لتكريم قادة البلاد الراحلين والشهداء.
ويواجه الرئيس الجديد تحديات جسيمة، بدءًا من التباطؤ الاقتصادي الحاد، والحرب التجارية العالمية، إلى تصاعد المخاوف من تعميق العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وروسيا.
وبعد ساعات من توليه المنصب، تعرضت صادرات كوريا من الصلب والألمنيوم لرسوم أمريكية جديدة بنسبة 50%، في إطار قرار ترامب الأخير برفع الرسوم الجمركية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 28 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : زيلينسكي ينتقد تشبيه ترامب للحرب الأوكرانية بـ"شجار أطفال": استخفاف بالمعاناة
السبت 7 يونيو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - مباشر: انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي شبّه فيها الحرب في أوكرانيا بشجار بين طفلين في الحديقة، معتبراً أن هذا التصريح يُظهر "عدم فهم حقيقي للمأساة التي يعيشها الشعب الأوكراني". وكان ترامب قد قال خلال لقائه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في البيت الأبيض: "أحياناً ترى طفلين صغيرين يتشاجران بجنون، يكرهان بعضهما البعض ويتقاتلان في الحديقة، وعندما تحاول الفصل بينهما؛ لا يريدان ذلك.. أحياناً يكون من الأفضل تركهما يتقاتلان قليلاً ثم تتدخل لاحقاً"؛ وفقاً لقناة "صدى البلد"، اليوم السبت. وأشار ترامب، إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا قد تكون "صارمة للغاية"؛ لكنه لفت إلى إمكانية تأثيرها على أوكرانيا أيضاً، قائلاً: "يمكن تطبيق العقوبات على كلا البلدين... كما تعلمون، يتطلب الأمر شخصين للرقص". وأضاف أن مثل هذه الإجراءات ستُطبق فقط عندما لا تكون هناك فرصة حقيقية لوقف الحرب. من جهته، أعرب الكرملين عن استيائه من تصريحات ترامب، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن "تشبيه الحرب بشجار أطفال لا يعكس حقيقة الصراع"، مؤكداً أن "ما يحدث يتعلق بوجود روسيا ومصالحها الوطنية وأمنها ومستقبلها". حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات "السعودية للمياه": ضخ 904.9 ألف متر مكعب في المشاعر المقدسة بعيد الأضحى


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ إزالة اسم سوريا من قائمة 'الدول المارقة' – S A N A
واشنطن-سانا أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي إزالة اسم سوريا من لائحة 'الدول المارقة' التي لا يسمح للولايات المتحدة التعاون معها أو مساعدتها في مجال الطاقة النووية المدنية. وأوضح البيت الأبيض على صفحته الرسمية باللغة العربية على منصة إكس أن اسم سوريا في القائمة كان إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا ودول أخرى، ولم يعد موجوداً الآن. وتُعد لائحة 'الدول المارقة' تصنيفاً سياسياً تستخدمه الولايات المتحدة كأداة في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي منذ نحو ثلاثين عاماً، للإشارة إلى الدول التي تعادي المصالح الأميركية، أو تُتَّهَم بدعم الإرهاب، أو السعي لحيازة أسلحة دمار شامل، أو ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
أول رد من القسام بعد إعلان جيش الاحتلال استعادة جثة رهينة
أول رد من القسام بعد إعلان جيش الاحتلال استعادة جثة رهينة حذّر المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من أن الجيش الإسرائيلي يحاصر الموقع الذي يُحتجز فيه الأسير الإسرائيلي متان تسنجاوكر داخل قطاع غزة. أول رد من القسام بعد إعلان جيش الاحتلال استعادة جثة رهينة مواضيع مشابهة: ماسك يهدد بإحداث تغيير سياسي بعد صدامه مع ترامب أبو عبيدة: إسرائيل لن تتمكن من استعادته حيًا وفي تسجيل نُشر اليوم السبت، أكد 'أبو عبيدة' أن 'إسرائيل لن تتمكن من استعادته حيًّا'، مشددًا على أن 'أي محاولة لتحريره قد تؤدي إلى مقتله، وسيكون الجيش الإسرائيلي هو المسؤول، بعد أن حافظت الكتائب على حياته لمدة عام وثمانية أشهر'. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الجيش استعاد جثة الرهينة التايلاندي ناتابونج بينتا، الذي أُسر خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وأكد كاتس أن الحكومة الإسرائيلية 'لن تهدأ حتى يعود جميع المختطفين الأحياء وجثامين القتلى إلى البلاد'. جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعيد الجثة يوم الخميس ويُذكر أن الجيش الإسرائيلي استعاد، يوم الخميس الماضي، جثتي الأسيرين جودي وينشتاين-هاجي وغادي هاجي. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد صرّح في مطلع مايو الماضي بأن عدد الرهائن الأحياء هو 21، مخالفًا بذلك منسق شؤون الأسرى والمفقودين في إسرائيل، غال هيرش، الذي أصرّ على أن العدد 24 ولم يتغيّر. مقال مقترح: زيارة المستشار الألماني لترامب في البيت الأبيض تُحدث تحولاً في العلاقات وتُقدّر الجهات الإسرائيلية الرسمية أن 35 من الأسرى الإسرائيليين قُتلوا منذ السابع من أكتوبر 2023. إسرائيل توسع هجماتها في جميع أنحاء غزة ومنذ ذلك الحين، وسعت إسرائيل هجومها في جميع أنحاء قطاع غزة مع تعثر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر لتأمين وقف آخر لإطلاق النار. استشهاد 45 شخصًا في غزة وقال مسعفون في غزة إن 45 شخصًا استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية في أنحاء القطاع اليوم السبت. وقالت السلطات الصحية المحلية إن 15 فلسطينيًا على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون في غارات جوية في منطقة صبرا بمدينة غزة شمال قطاع غزة يوم السبت، وسقط أكثر من صاروخ في المنطقة، ويبدو أن الهدف كان مبنى سكنيًا متعدد الطوابق، لكن الانفجار ألحق أضرارًا بعدة منازل أخرى قريبة، وفقًا لشهود عيان ووسائل إعلام.