
جائزة نوبل للشالوم
يمضي العدوان الصهيوني، في خطوات متسارعة نحو إحراز 'نصر مطلق' في غزة عبر وعد 'جهنم' ترمب، الذي أمدّ الكيان بالحطب باعتباره 'حمال الحطب'، وهذا في ما يبدو في سباق زمني مع الوقت الماضي في النفاد لدى البيت الأبيض، الذي بات يدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن 'جهنم' قد تلتهم الكيان ومن معه أيضا، وأن المنطقة كلها باتت على حافة الهاوية، إذا لم يسارع ساكن الكابيتول إلى وقف الإبادة الوحشية في غزة قبل نهاية الشهر أو بداية ماي على أكثر تقدير: هذا ما يبدو أنه بات تحديدا لا تمديدا، لعنان 'حبل الغارب' الذي أطلقه ترمب لرئيس وزراء الكيان ليحقق ما وعد به: حبل مربوط في عنق نتنياهو، ممتد، مطاط، لكنه ليس بلا حدود، ولا يمكن أن يتمزق، إذ على 'الوحش' أن يبقى مربوطا إلى حبل ولو طالت استطالته، متحكما فيه، غير منفلت العقال.
يتسارع العدوان ويتكثف التنكيل ضد الشعب الأعزل، في عمل انتقامي ضده لكونه رفض التخلي عن حماس وعن الأرض ورفض التهجير رغم التجويع والتشريد والتقتيل والإبادة التي لم يشهد لها القرن مثيلا، وكأنما الكيان في صراع مع الزمن.
في المقابل، أنفاس الكيان تضيق من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن مشروع حلم العمل العسكري ضد إيران وبرنامجها النووي، وهو المشروع الذي عمل عليه نتنياهو منذ عقدين، محاولة منه لجرّ الولايات المتحدة إلى هذه المغامرة المحفوفة بكل المخاطر.
الأكيد، أن ترمب، ومشروعه الصهيوني في المنطقة، يلتقي ويتقاطع مع مشروع الحكومة اليمينية في الكيان، لكن، لكل طريقته وسبيله إلى ذلك: الخلاف والاختلاف يكمنان في الوسائل لا في الأهداف، وغير مستبعد أن يصطدم المشروعان ويضطر أحدهما إلى أن يفرض إرادته على الآخر، وبالطبع، لن يكون من يقوم بذلك حكومة الكيان.
المحاولات الحثيثة من أجل العودة إلى مفاوضات معلقة بعد أن أضعفت وخُرقت لمرات عدة من طرف رئيس حكومة الكيان، ضمن خططه نحو إطالة زمن الحرب بغاية تحقيق 'النصر المطلق' الموعود، وضمان بقاء حكومته واقفة على قدم من دون ساق.
المشروع لم يتحقق، ولن يتحقق، وهو ماض نحو إعلان 'الفشل المطلق'، والإدارة الأمريكية تدرك ذلك، لكنها تتمادى في المجاراة ومنح الكيان مزيدا من الوقت، كآخر فرصة له ليحقق ما أراد أو أن يتبدّد بدل أن يتمدّد، إلا عبر مشروع آخر، قد لا يُكتب له هو الآخر 'النجاح المطلق'، على الأقل على مدى المنظور القريب: التطبيع الشامل. هذا المشروع مرتبط بإيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر دولته المستقلة وعاصمتها القدس، لا عبر التهجير والاستيطان والتوسع والتمدد، وهو مشروع لن يكون سهلا تحقيقه بغير ضغط أمريكي، لا نراه حاليا قائما، لكنه غير مستبعد، عندما سيعلم الجميع، أمريكيا خاصة، أنه لا خيار من أجل سلام دائم بالمنطقة إلا من خلال سلام عادل، لا احتلال فيه ولا نقصان للسيادة ولا شروط ولا تدخلات في الشأن الفلسطيني الداخلي، إلا بما يفضي إلى الوحدة الوطنية، تحت راية واحدة وجغرافيا واحدة لا مجزأة ولا منقوصة.
في انتظار أن يموت أكبر عدد من الأطفال جوعا وعطشا ومرضا، وفي انتظار أن تتقلص مساحة غزة لتصبح محتشدا لعدة آلاف من الناجين من المحرقة الصهيونية، على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن التاريخ لن ينسى أن الإبادة في غزة مشتركة، والمسؤولية مقسّمة مناصفة بين الكيان والإدارة الأمريكية السابقة والحالية، وأن 'الشالوم' عبر الحرب والإبادة، لن يكون أبدا هو السبيل لـ 'جائزة نوبل'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر للأنباء
منذ 12 ساعات
- خبر للأنباء
واشنطن: سنفرض عقوبات على السودان بسبب استخدام "أسلحة كيميائية"
وأوضحت الوزارة الأميركية في بيان، أن "الولايات المتحدة توصلت في 24 أبريل الماضي، إلى أن السودان خرق قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والقضاء على استخدامها في الحروب لعام 1991". وجاء القرار ضمن تقرير سلّمه البيت الأبيض إلى الكونجرس الأميركي، يتضمّن أيضاً ملحقاً لتقرير سابق صدر في 15 أبريل حول مدى التزام الدول باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وخلص إلى أن "السودان لم يلتزم بالاتفاقية، رغم كونه طرفاً فيها"، وفق البيان. ومن المقرر أن تدخل العقوبات الأميركية حيّز التنفيذ بعد مرور فترة إخطار للكونجرس مدتها 15 يوماً، على أن تُنشر رسمياً في السجل الفيدرالي في أوائل يونيو. وتشمل العقوبات قيوداً على الصادرات الأميركية إلى السودان، ومنع وصوله إلى خطوط الائتمان الحكومية الأميركية. ودعت واشنطن حكومة السودان إلى "التوقف الفوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها الدولية"، مؤكدة أنها ستواصل محاسبة كل من يساهم في انتشار هذه الأسلحة المحظورة، وفق زعمها. من جهتها، استنكرت الحكومة السودانية القرار الأمريكي واعتبرته شكلا من أشكال الابتزاز السياسي. وقالت إن قرار واشنطن فرض عقوبات جديدة هو تكرار لأخطاء سابقة في تعامل الإدارات الأميركية مع قضايا البلاد. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في يناير نقلاً عن 4 مسؤولين أميركيين كبار أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية مرتين على الأقل خلال الصراع. عقوبات على البرهان وحميدتي وفي يناير الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على طرفي النزاع في السودان، رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي". وجاء في بيان وزارة الخزانة الأميركية خلال فرض العقوبات على البرهان، أن "تكتيكات الحرب التي ينتهجها الجيش السوداني تحت قيادة البرهان، شملت القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدامات خارج نطاق القانون، وحرمان المدنيين من المساعدات". وذكر البيان أنه "تم إدراج البرهان بموجب الأمر التنفيذي، كقائد كيان أو عضو في القوات المسلحة السودانية، وهي جهة أو أعضاؤها، شاركوا في أعمال أو سياسات تهدد السلم أو الأمن أو الاستقرار في السودان". وفي الشهر ذاته، أعلنت الولايات المتحدة، فرْض عقوبات على قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو وشخص آخر، إضافة إلى 7 شركات تابعة لهم، متهمة إياهم بارتكاب ما وصفته بـ"إبادة جماعية في السودان". وقالت الخارجية الأميركية في بيان حينها، إن قوات "الدعم السريع" والفصائل المتحالفة معها "استمرت في مهاجمة المدنيين، وقتْل رجال وصبية على أساس عرقي، واستهداف نساء وفتيات من جماعات عرقية بعينها عمداً لاغتصابهن وممارسة أشكال أخرى من العنف الجنسي".


خبر للأنباء
منذ 18 ساعات
- خبر للأنباء
بعد زيلينسكي.. رئيس جنوب أفريقيا ضحية جديدة لـ"مسرحيات" ترامب الدبلوماسية
جاء هذا المشهد المُعد مسبقاً من البيت الأبيض لتحقيق أقصى تأثير إعلامي، في إحياء لسابقة مماثلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فبراير الماضي، حيث واجه ترامب رامافوسا باتهامات كاذبة بـ"إبادة جماعية" ضد البيض في جنوب أفريقيا، مزعوماً حدوث مجازر ومصادرات للأراضي. يكشف الحادث عن استعداد ترامب لتحويل المكتب البيضاوي - المقام الرسمي المخصص عادة لاستقبال الضيوف الأجانب بكل تكريم - إلى منصة لإذلال قادة الدول الأقل نفوذاً أو ممارسة الضغوط عليهم بشأن قضاياه الشخصية. قد يؤدي هذا النهج غير المسبوق إلى تردد القادة الأجانب في قبول دعوات ترامب، خشية التعرض للإهانة العلنية، ما قد يعيق بناء تحالفات مع حلفاء تتنافس واشنطن مع الصين على كسبهم. وصف باتريك جاسبار، السفير الأمريكي السابق لدى جنوب أفريقيا في عهد أوباما، اللقاء بأنه "مشهد مخزٍ" حيث "تعرض رامافوسا لهجوم بواسطة مقاطع مصورة مزيفة وخطاب تحريضي". وأضاف جاسبار، الباحث حالياً في مركز "أمريكان بروغرس": "التعامل مع ترامب بشروطه ينتهي دوماً بشكل سيء للجميع". كان من المفترض أن يمثل اللقاء فرصة لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين، خاصة بعد فرض ترامب رسوماً جمركية، وتهدئة الجدل حول مزاعمه غير المدعومة بـ"إبادة البيض" وعرضه إعادة توطين جماعة الأفريكان البيض. وبعد بداية ودية، أمر ترامب - نجم تلفزيون الواقع السابق - بتعتيم الأضواء لعرض مقاطع فيديو ومقالات زعم أنها تثبت اضطهاد البيض، في مشهد مسرحي مبالغ فيه. حافظ رامافوسا على هدوئه رغم استفزازه الواضح، محدثاً توازناً دبلوماسياً بين تفنيد الادعاءات وتجنب المواجهة المباشرة مع الرئيس الأمريكي المعروف بحساسيته المفرطة. ومازح رامافوسا قائلاً: "آسف لعدم امتلاكي طائرة لأهديك إياها"، في إشارة إلى عرض قطر تزويد ترامب بطائرة فاخرة بديلة لـ"إير فورس وان". وأكد متحدثه الرسمي أن الرئيس "تعرض لاستفزاز واضح لكنه تجنب الوقوع في الفخ". يأتي هذا الحادث بعد أشهر فقط من مشادة علنية بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، حيث اتهمه الأخير بعدم الامتنان للمساعدات الأمريكية، مما أثار قلق حلف الناتو. ورغم أن جنوب أفريقيا ليست في قلب صراع جيوسياسي، إلا أنها تمثل قوة اقتصادية أفريقية رئيسية، حيث تحتل الصين المرتبة الأولى بين شركائها التجاريين، تليها الولايات المتحدة. يذكر أن جنوب أفريقيا، التي أنهت نظام الفصل العنصري عام 1994، ترفض بشدة مزاعم ترامب، فيما يُعتبر خطابه موجهًا بشكل واضح لقاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف. منذ عودته للسلطة، ألغى ترامب مساعدات لدول أفريقية وطرد دبلوماسيين، بينما يواصل تقييد قبول اللاجئين من معظم أنحاء العالم. يُذكر أن قانون إصلاح الأراضي في جنوب أفريقيا - الذي يهدف لتصحيح مظالم الماضي - يسمح بالمصادرة دون تعويض في حالات المصلحة العامة، مع ضمانات قضائية كاملة. علق محلل الشؤون الدولية تيم مارشال: "من كان يشك في أن حادثة زيلينسكي كانت مدبرة، فليتأكد الآن أن الأمر يتكرر بنفس السيناريو".


خبر للأنباء
منذ 19 ساعات
- خبر للأنباء
البيت الأبيض: الاتفاق مع إيران يمكن أن ينتهي بطريقة إيجابية ودبلوماسية أو بوضع سيئ لإيران
البيت الأبيض: الاتفاق مع إيران يمكن أن ينتهي بطريقة إيجابية ودبلوماسية أو بوضع سيئ لإيران قبل 17 دقيقة