logo
على وقع الصحون الفارغة.. الجوع في غزة يقتل الأطفال والأجنة في بطون الأمهات

على وقع الصحون الفارغة.. الجوع في غزة يقتل الأطفال والأجنة في بطون الأمهات

تحيا مصرمنذ 4 أيام
بلغت أزمة الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة مستويات غير مسبوقة، وسط تحذيرات أممية من أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل، في وقت تواصل إسرائيل فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية، مع تسجيل حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينما تحذر الأمم المتحدة من أن القيود الإسرائيلية على المساعدات تهدد بانهيار كامل للجهود الإنسانية.
وفيات الأطفال بسبب الجوع ونقص الرعاية
أفاد الدفاع المدني في غزة بتسجيل حالات وفاة بين الرضع نتيجة الجوع الحاد ونقص التغذية، مشيراً إلى وفاة ثلاثة أطفال على الأقل خلال الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "فرانس برس": "هذه الحالات المؤلمة لم تكن بسبب القصف المباشر، بل نتيجة نقص الغذاء، وغياب الحليب، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية".
وتظهر مشاهد مروعة من مراكز توزيع الغذاء في مخيم النصيرات، حيث ينتظر الأطفال وأسرهم لساعات للحصول على وجبات غذائية شحيحة. وفي أحد المراكز التابعة للأمم المتحدة، بدت علامات الهزال والجوع الشديد على وجوه الأطفال، الذين كانوا يقرعون الصحون والأواني في انتظار دورهم.
أوامر التهجير الإسرائيلية
وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأمر العسكري الإسرائيلي الذي يفرض على سكان دير البلح النزوح جنوباً بأنه "ضربة قاصمة" للجهود الإنسانية. وحذر في بيان من أن "أمر التهجير الجماعي وجه ضربة أخرى لشريان الحياة الهش أصلاً الذي يُبقي الناس على قيد الحياة".
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من مليوني شخص في غزة يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية بنسبة هائلة، وحسب برنامج الأغذية العالمي، ارتفع سعر الدقيق بنحو 3000% مقارنة بفترة ما قبل الحرب، وقال مدير البرنامج كارل سكاو، الذي زار غزة مؤخراً: "الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي. الناس يتضورون جوعاً بينما الطعام موجود على بعد أمتار خلف الحدود".
الأطفال والنساء الحوامل الأكثر تضرراً
تشكل فئة الأطفال والنساء الحوامل الفئة الأكثر تضرراً من الأزمة الإنسانية في غزة. وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن فرقها الطبية تسجل أعلى معدلات سوء التغذية في تاريخ القطاع. وأوضحت الطبيبة جوان بيري أن "سوء التغذية بين الحوامل ونقص الرعاية الصحية يؤدي إلى ولادة أطفال مبتسرين، بينما تعاني وحدات العناية المركزة من اكتظاظ شديد، حيث يتقاسم أربعة أو خمسة أطفال حاضنة واحدة"، كما أشارت المنظمة إلى أن نقص البروتين يعيق تعافي المرضى من الجروح، بينما يؤدي سوء التغذية إلى إطالة فترات الإصابة بالعدوى.
استشهاد المدنيين أثناء انتظار المساعدات
أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 93 فلسطينياً على الأقل جراء إطلاق النار من القوات الإسرائيلية على حشود تنتظر الحصول على مساعدات غذائية، معظمهم في شمال غزة. وقال برنامج الأغذية العالمي إن قافلة مساعدات تابعته تعرضت لهجوم بعد اجتياز نقاط التفتيش الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط ضحايا.
من جهتها، شككت إسرائيل في الحصيلة، مدعية أن جنودها أطلقوا "نيراناً تحذيرية لمواجهة تهديد مباشر"، إلا أن شهوداً عياناً ومنظمات حقوقية اتهموا الجيش الإسرائيلي باستهداف المدنيين بشكل متكرر أثناء توزيع المساعدات.
أدان البابا لاوون الرابع عشر ما وصفه بـ"همجية الحرب"، داعياً إلى "وقف فوري للأعمال العدائية وحل سلمي". كما طالب باحترام القانون الإنساني وحماية المدنيين، وجاءت تصريحاته بعد مقتل ثلاثة أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف كنيسة العائلة المقدسة، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة.
وفي سياق متصل، أعلنت إسرائيل عدم تمديد تأشيرة جوناثان ويتال، مدير مكتب "أوتشا" في القدس، بعد اتهامه بـ"انتهاك قواعد الحياد"، وكان ويتال قد انتقد مراراً الأوضاع الإنسانية في غزة، واصفاً السكان بأنهم "يموتون ببطء".
تعود جذور الأزمة الإنسانية الحادة في غزة إلى فرض إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع منذ مارس الماضي، بعد فشل محادثات تمديد وقف إطلاق النار، ورغم السماح بدخول شحنات محدودة من المساعدات مؤخراً، إلا أن الكميات لا تكفي لسد احتياجات السكان، وسط تحذيرات من مجاعة شاملة تهدد حياة مئات الآلاف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تصميم صواريخ جزيئية لمهاجمة الخلايا السرطانية
تصميم صواريخ جزيئية لمهاجمة الخلايا السرطانية

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

تصميم صواريخ جزيئية لمهاجمة الخلايا السرطانية

طور فريق من الباحثين منصة ذكاء اصطناعي قد تحدث ثورة في علاج السرطان الدقيق، من خلال تصميم بروتينات مخصصة لتوجيه الخلايا المناعية لاستهداف الأورام بسرعة وفعالية. وأوضح الباحثون كيف يمكن لهذه التقنية الحاسوبية تصميم جزيئات pMHC (تلعب دورا محوريا في الاستجابة المناعية، وخصوصا في عرض المستضدات على سطح الخلايا لتتعرف عليها الخلايا المناعية، مثل الخلايا التائية T cells) التي تعيد توجيه الخلايا التائية في الجهاز المناعي لاستهداف الخلايا السرطانية بشكل دقيق. وهذا الابتكار يسرّع بشكل كبير عملية تطوير العلاجات المناعية، حيث يقلص زمنها من سنوات إلى أسابيع قليلة. ويشرح تيموثي ب. جينكينز، الأستاذ المشارك في الجامعة التقنية الدنماركية، أن منصتهم تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم "مفاتيح جزيئية" تستهدف الخلايا السرطانية. وتتم عملية التصميم هذه خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، مقارنة بالأساليب التقليدية التي تستغرق وقتا أطول بكثير. وتعمل منصة الذكاء الاصطناعي على حل مشكلة رئيسية في العلاج المناعي، وهي قدرة الخلايا التائية على التعرف على الأهداف السرطانية المتنوعة. إذ تقوم الخلايا التائية عادة بالتعرف على بروتينات معينة (ببتيدات) تعرضها جزيئات pMHC على سطح الخلايا، لكن التنوع الكبير في مستقبلاتها يصعب ابتكار علاجات مخصصة. واختبر الباحثون المنصة على هدف معروف في العديد من أنواع السرطان، وهو البروتين NY-ESO-1. وصمموا رابطا صغيرا يرتبط بجزيئات هذا البروتين بدقة، وعند إدخاله في الخلايا التائية، أنتجت خلايا جديدة أُطلق عليها اسم IMPAC-T، قادرة على توجيه الخلايا التائية لقتل الخلايا السرطانية بفعالية في التجارب المختبرية. وطور الفريق أيضا فحصا أمنيا باستخدام الذكاء الاصطناعي، يسمح بتقييم الروابط المصممة لضمان عدم تفاعلها مع جزيئات pMHC في الخلايا السليمة، ما يقلل احتمالات الآثار الجانبية. ويتوقع الباحثون بدء التجارب السريرية على البشر خلال 5 سنوات، حيث ستشبه العملية العلاج باستخدام الخلايا التائية المعدلة وراثيا، والمعروفة باسم خلايا CAR-T، إذ تُؤخذ عينات دم من المرضى، وتعدل الخلايا المناعية في المختبر لتحمل البروتينات المصممة، ثم تعاد هذه الخلايا إلى الجسم حيث تعمل كصواريخ موجهة تستهدف الأورام بدقة.

: ثورة ذكية في علاج السرطان.. تصميم صواريخ جزيئية لمهاجمة الخلايا السرطانية
: ثورة ذكية في علاج السرطان.. تصميم صواريخ جزيئية لمهاجمة الخلايا السرطانية

عرب نت 5

timeمنذ ساعة واحدة

  • عرب نت 5

: ثورة ذكية في علاج السرطان.. تصميم صواريخ جزيئية لمهاجمة الخلايا السرطانية

صوره ارشيفيهالجمعة, ‏25 ‏يوليو, ‏2025طور فريق من الباحثين منصة ذكاء اصطناعي قد تحدث ثورة في علاج السرطان الدقيق، من خلال تصميم بروتينات مخصصة لتوجيه الخلايا المناعية لاستهداف الأورام بسرعة وفعالية.إقرأ أيضاً..أهم الفيتامينات لصحة المرأة .. تعرف عليهاطبيب أعصاب أمريكي يُحذّر من خطر خدش القططتمرين 7 دقائق | رشاقة بدون جيم أو معداتأفضل مشروبات صباحية لحرق دهون البطنوأوضح الباحثون كيف يمكن لهذه التقنية الحاسوبية تصميم جزيئات pMHC (تلعب دورا محوريا في الاستجابة المناعية، وخصوصا في عرض المستضدات على سطح الخلايا لتتعرف عليها الخلايا المناعية، مثل الخلايا التائية T cells) التي تعيد توجيه الخلايا التائية في الجهاز المناعي لاستهداف الخلايا السرطانية بشكل دقيق. وهذا الابتكار يسرّع بشكل كبير عملية تطوير العلاجات المناعية، حيث يقلص زمنها من سنوات إلى أسابيع قليلة.ويشرح تيموثي ب. جينكينز، الأستاذ المشارك في الجامعة التقنية الدنماركية، أن منصتهم تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم "مفاتيح جزيئية" تستهدف الخلايا السرطانية. وتتم عملية التصميم هذه خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، مقارنة بالأساليب التقليدية التي تستغرق وقتا أطول بكثير.وتعمل منصة الذكاء الاصطناعي على حل مشكلة رئيسية في العلاج المناعي، وهي قدرة الخلايا التائية على التعرف على الأهداف السرطانية المتنوعة. إذ تقوم الخلايا التائية عادة بالتعرف على بروتينات معينة (ببتيدات) تعرضها جزيئات pMHC على سطح الخلايا، لكن التنوع الكبير في مستقبلاتها يصعب ابتكار علاجات مخصصة.واختبر الباحثون المنصة على هدف معروف في العديد من أنواع السرطان، وهو البروتين NY-ESO-1. وصمموا رابطا صغيرا يرتبط بجزيئات هذا البروتين بدقة، وعند إدخاله في الخلايا التائية، أنتجت خلايا جديدة أُطلق عليها اسم IMPAC-T، قادرة على توجيه الخلايا التائية لقتل الخلايا السرطانية بفعالية في التجارب المختبرية.وطور الفريق أيضا فحصا أمنيا باستخدام الذكاء الاصطناعي، يسمح بتقييم الروابط المصممة لضمان عدم تفاعلها مع جزيئات pMHC في الخلايا السليمة، ما يقلل احتمالات الآثار الجانبية.ويتوقع الباحثون بدء التجارب السريرية على البشر خلال 5 سنوات، حيث ستشبه العملية العلاج باستخدام الخلايا التائية المعدلة وراثيا، والمعروفة باسم خلايا CAR-T، إذ تُؤخذ عينات دم من المرضى، وتعدل الخلايا المناعية في المختبر لتحمل البروتينات المصممة، ثم تعاد هذه الخلايا إلى الجسم حيث تعمل كصواريخ موجهة تستهدف الأورام بدقة.نشرت الدراسة في مجلة "ساينس".المصدر: روسيا اليوم قد يعجبك أيضا...

"الحشيش ليس كالخمر" فتوى سعاد صالح تثير الجدل.. والأوقاف والإفتاء يردان
"الحشيش ليس كالخمر" فتوى سعاد صالح تثير الجدل.. والأوقاف والإفتاء يردان

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

"الحشيش ليس كالخمر" فتوى سعاد صالح تثير الجدل.. والأوقاف والإفتاء يردان

أثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حالة من الجدل بعد أن أكدت أن تدخين الحشيش يُعتبر جائزًا شرعًا لعدم تأثيره على العقل كالخمور. كما أشارت "صالح" من خلال البرومو دعائي لبودكاست "السر" مع الإعلامية إيمان أبو طالب، إلى أن ترقيع غشاء البكارة مُباح من أجل حماية ستر المرأة. هذه الفتوى دفعت العديد من الجهات لإصدار بيانات عاجلة للحفاظ على الشباب من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع وهي تناول الحشيش حيث أصدرت كل من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وأيضا صندوق مكافح وعلاج الإدمان، تحذيرًا من الحشيش والتي تعتبر جريمة أخلاقية ودينية ووطنية. مادة تسبب الهلاوس والضلالات وأكد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن مخدر الحشيش يحتوى على مادة تسبب الهلاوس والضلالات، كما يسبب تعاطى مخدر الحشيش تليف الرئة والإصابة بالربو وانخفاضا في ضغط الدم واحمرارا دائما في العين وضمور خلايا المخ وفقدان الشهية وضعف القدرة الجنسية والاكتئاب والقلق وقلة النوم واضطرابات في السلوك وضعف التركيز، كذلك الخلل في إدراك المسافات والزمن. وتابع الصندوق أنه في ظل تكثيف جهود الدولة لرفع وعي الفئات المختلفة بخطورة تعاطى المواد المخدرة وحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان نجد بعض التصريحات غير المسؤولة صدرت من أستاذة جامعية بجواز تعاطى مخدر الحشيش، في الوقت الذي تؤكد فيه الأمم المتحدة أن السائقين الذين يقودون تحت تأثير مخدر الحشيش تزداد احتمالية تسببهم في الحوادث بمقدار 3 أضعاف مقارنة بغيرهم من السائقين. وأضاف أن أكثر من 50% ممن يتقدمون للعلاج من الإدمان من خلال الخط الساخن رقم "16023" كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، الأمر الذي يؤكد مدى الأضرار الجسيمة التي يسببها مخدر الحشيش على الصحة الجسدية والنفسية للشخص الذي يتعاطى هذا المخدر. وأوضح صندوق مكافحة الإدمان أنه جارٍ التنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن التصدي لمثل هذه التصريحات الهدامة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تعمل ضد جهود الدولة في تنفيذ محاور الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان. الأوقاف ترد من جانبه أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرًا من التهاون في هذا الباب أو محاولة تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور، مشيرًا إلى أن الادعاء بأنه حلال هو خطأ فادح، لا سيما إذا صدر عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن في ذلك تضليلًا للرأي العام، وفتحًا لأبواب الانحراف والإدمان. وقال وزير الأوقاف: "لن أطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حُرمته، وإنما أكتفي بالإشارة إلى ما سطّره علماء الإسلام الراسخون، ومنهم الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه زهر العريش في تحريم الحشيش، وهو كتاب مطبوع مشهور ومتداول، وكذلك العلامة السيد عبد الله بن الصدِّيق في كتابه واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن، وقد طُبع مرات عديدة". وشدّد على أن الاستسهال في تعاطي الحشيش أو الترويج لتحليله هو جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، وأن الإثم يتضاعف إذا كان المتعاطي ممن يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما في ذلك من تعريض لحياته وحياة الناس للخطر، مضيفًا: "فإنه حينئذ لا يرتكب محرّمًا فقط، بل يعرّض أرواحًا بريئة للفناء، وإثم ذلك عند الله عظيم". واختتم وزير الأوقاف بالتنبيه إلى ضرورة تحصين الوعي العام، والرجوع إلى أهل العلم الثقات في فهم الأحكام، وتحمّل المسئولية الوطنية والشرعية في التصدي لكل ما من شأنه أن يُضلّل الناس أو يُشجع على الانحراف. وأكدت دار الإفتاء أنه يَحْرُم شرعًا تناول وتعاطي المخدِّرات بجميع أنواعها وعلى اختلاف مسمياتها؛ لأنها تؤدي إلى مضار جسيمة ومفاسد كثيرة. وأشارت الإفتاء إلى أن المخدِّرات في اللغة جمع مُخدِّر، والمخدِّر مشتق من مادة (خ د ر)، وهذه المادة تدل بالاشتراك على معانٍ: منها: الستر والتغطية، ومنه قيل: امرأة مخدَّرة؛ أي مستترة بخِدْرها، ومنها: الظلمة الشديدة، ومنها: الكسل والفتور والاسترخاء، ومنها: الغَيْم والمطر، ومنها: الحيرة. ينظر: "لسان العرب" (4/ 230-232، ط. دار صادر). والمخدِّرات وفقًا لمنظمة الصحة العالمية هي: (كل مادة خام أو مستحضرة أو مصنعة، يُؤدِّي تناولها إلى اختلال في وظائف الجهاز العصبي المركزي سواء بالتهبيط أو التنشيط أو الهلوسة، مما يُؤثِّر على العقل والحواس، ويسبب الإدمان). ويلاحظ أن التعريف اللغوي والفقهي والطَّبَعي للمخدِّرات يكاد يكون واحدًا، والمعنى الجامع المشترك بين هذه التعاريف أن المخدِّرات يتولَّد عنها فقدانٌ للحس أو فتور. حكم الشرع في تعاطي المخدرات والأدلة على ذلك الإسلام قد كرم الإنسان، وجعل المحافظة على النفس والعقل مِن الضروريات الخمس التي دعا إلى المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال؛ حتى يمكن للإنسان أن يكون خليفةً لله في الأرض ويقوم بعِمارتها. لذلك حرَّم الإسلام تحريمًا قاطعًا كل ما يضُرُّ بالنفس والعقل، ومن هذه الأشياء التي حرمها: المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيمائية، وأيًّا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدي إلى مضار جسيمة ومفاسد كثيرة، فهي تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضارِّ والمفاسد؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ويقول تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، فقد نصت الآيتان على النهي عن الإضرار بالنفس، والإلقاء بها في المهالك، والأمر بالمحافظة عليها من المخاطر، ومعلوم أنَّ في تعاطي المخدِّرات هلاكًا ظاهرًا، وإلقاءً بالنفس في المخاطر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store