
حسين حلمي يكتب: نوبل والسلام المفقود
القتل يتم بوحشية دون ذرة رحمة، وبدم بارد وممارسات تتحدى كل مبادئ الإنسانية والمنطق، أمام أعين عالمٍ يكتفي بالمشاهدة والصمت المترافق بعبارات الإدانة والشجب.
بينما يستمر القاتل، ومن يعينه، في ابتكار طرق أكثر بشاعة في إزهاق الأرواح، وكأنهم تجردوا تمامًا من صفات البشر.
بل إن قلوبهم تحجرت لدرجة أن الوحوش في الطبيعة تبدو أكثر إنسانية منهم، فالأسد المفترس لا يأكل بني جنسه، بينما هؤلاء يحاصرون الأطفال ويمنعون عنهم الماء والطعام ليواجهوا الموت ببطء وعذاب مضاعف.
وسط هذه الوحشية غير المعقولة، يظهر من بينهم من يطالب بجائزة نوبل للسلام، في تناقض صارخ يثير الاستغراب والغضب.
أي سلام يقصده وهو جزء من آلة القتل والتدمير؟ هذا التناقض يعيد للأذهان كلمات الكاتب الأيرلندي الكبير برنارد شو، الذي رفض استلام جائزة نوبل للآداب قائلاً إنه يستطيع أن يغفر لنوبل اختراعه للديناميت، لكنه لا يمكن أن يغفر له ابتكار جائزة نوبل للسلام التي تُمنح للمتسببين في الحروب والخراب وتشريد الأبرياء.
ويبقى السؤال المؤلم الذي يثقل الضمير: أين ذهب إحساس العالم بما يحدث؟ كيف يمكنه أن يشاهد كل هذه المشاهد الصادمة للأطفال الذين يُقتلون جوعاً وعطشاً دون أن يتحرك أو ينتفض للعدالة؟
للمزيد من مقالات الكاتب
اضغط هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 14 ساعات
- خبر صح
الإمارات تواصل دعم وقف النار والحل السلمي رغم تصاعد الأوضاع في السودان
صرح أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، بأن بلاده تتبنى بوضوح مسارًا يهدف إلى إنهاء الحرب في السودان وتحقيق الإغاثة والحكم المدني، وفي منشور له عبر منصة 'إكس'، تساءل قرقاش: 'ما المشكلة في الاتجاه الذي يسعى لوقف فوري لإطلاق النار في حرب تعاني منها المدنيون وتمزق السودان، حيث تكون الإغاثة الإنسانية في صدارة الأولويات، ويمهد الطريق لحكم مدني مستقل؟' وأكد أن هذا الموقف يعكس رؤية دولة الإمارات ومعظم دول العالم، ووجه سؤاله إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، باعتبارهما الطرفين الرئيسيين في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام. شوف كمان: داود الشريان: نوبل تفقد قيمتها عند ترشيح المتهم باسم 'سلام السياسة' تعليق الخارجية الإماراتية على 'المعلومات الزائفة' من جانبها، جددت وزارة الخارجية الإماراتية، يوم الأحد، موقف الإمارات الثابت والداعم لإنهاء الصراع في السودان، متهمة الحكومة السودانية بنشر معلومات مضللة وزائفة. وأضافت الوزارة في بيان رسمي: 'تواصل الإمارات دعم الشعب السوداني في سعيه نحو تحقيق السلام والاستقرار وضمان مستقبل كريم له' وأوضحت أن الإمارات قدمت دعمًا مستمرًا للجهود الإقليمية والدولية منذ بداية الحرب، سواء من خلال العمل على وقف إطلاق النار أو تقديم الإغاثة الإنسانية وحماية المدنيين. شوف كمان: إسرائيل تحذر من عمليات عسكرية وشيكة وتصدر إنذار إخلاء عاجل في طهران الادعاءات الزائفة كما أشارت وزارة الخارجية إلى تصاعد الادعاءات الزائفة من جهة ما يُعرف بـ'سلطة بورتسودان'، ووصفتها بأنها أحد أطراف الحرب الأهلية، حيث اتهمت هذه السلطة بشن 'حملة ممنهجة' لتقويض أي مسار نحو إنهاء النزاع، عبر التهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين، في محاولة لإطالة أمد الحرب وتعطيل الحلول السلمية. دعم السودان أعادت الإمارات التأكيد على التزامها العميق بدعم عملية سياسية يقودها المدنيون، تراعي مصالح الشعب السوداني وليس الأطراف المتصارعة، وشددت على أنها ستواصل العمل عن كثب مع شركائها الدوليين لتعزيز الحوار وحشد الدعم الدولي، والمساهمة في المبادرات الهادفة إلى حل الأزمة الإنسانية وبناء سلام دائم. وجاء في بيان الخارجية: 'نحن عازمون على الإسهام في إرساء أسس الاستقرار في السودان، وبناء مستقبل آمن يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية' أزمة دبلوماسية وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني قد أعلن في مايو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة، إلا أن الإمارات نفت بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وأن موقفها محايد وإنساني، يهدف إلى وقف النزاع وتحقيق الاستقرار.


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
رهانات قمة ترامب وبوتين
يسعى الرئيس الأمريكى ترامب بكل السبل إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك لتحقيق هدفين رئيسين الأول: اقتصادى كرجل أعمال وهو تقليل النفقات العسكرية والاقتصادية الأمريكية فى تلك الحرب، والتى من وجهة نظره أنها استنزفت أمريكا فى عهد بايدن بما يتجاوز 350 مليار دولار، بل ويسعى إلى استعادة تلك الأموال عبر اتفاق المعادن والاستئثار بعملية إعادة إعمار أوكرانيا، والثانى شخصى، يتعلق بمحاولات ترامب الظهور عالميا بأنه رجل سلام، وأنه أسهم فى وقف خمس حروب، وبالتالى نجاحه فى إنهاء حرب أوكرانيا سيعزز صورته عالميا، ويدعم فرصه فى الحصول على جائزة نوبل للسلام. لكن حتى الآن لم ينجح ترامب فى إحداث اختراق حقيقى فى تلك الأزمة، وهذا يرجع بشكل أساسى إلى أولا: غياب رؤية واضحة ومتماسكة لترامب تجاه حل الأزمة، حيث يعتمد بشكل اساسى على قناعاته المتغيرة والمتقلبة بل والمتناقضة فى كثير من الأحيان، كما يعتمد بالأساس على مبعوثه ويتكوف الذى زار روسيا مؤخرا، لكن ويتكوف، الذى كلفه ترامب أيضا بملفات مفاوضات البرنامج النووى الإيرانى وحرب غزة، لم ينجح حتى الآن فى أى منها، كما يلاحظ تهميش ترامب لوزير الخارجية ماركو روبيو أو المؤسسات الأمريكية فى إدارة تلك الملفات. وثانيا: اعتماد ترامب على إستراتيجية العصا والجزرة فى التعامل مع روسيا، لدفعها نحو الحل السياسى وهو ما أفقد ثقة روسيا فى سياساته، فقد هدد ترامب روسيا ومنحها مهلة عشرة أيام لوقف الحرب وإلا سيفرض عقوبات شاملة عليها، وعلى شركائها التجاريين الذين يستوردون النفط الروسى، خاصة الصين والهند، وإعطاء الضوء الأخضر للكونجرس لإصدار التشريع الخاص بمعاقبة روسيا، كما أرسل ترامب غواصتين نوويتين لأماكن قريبة من روسيا ردا على ما اعتبره ترامب تهديد الرئيس الروسى السابق ميدفيديف بتحذير أمريكا من اليد المميتة لروسيا ويقصد بها منظومتها النووية، لكن فى المقابل يلجأ ترامب إلى سياسة الجزرة، عبر إرسال مبعوثه ويتكوف لروسيا لدفع المسار التفاوضى، ويسعى لعقد قمة مع الرئيس بوتين فى محاولة لإحداث اختراق جذرى. القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين فى ألاسكا، كان من المفترض أن تعقد منذ شهور، لكن تطورات الأوضاع على الأرض أدت إلى تأجيلها، خاصة مع تزايد الدعم العسكرى الأمريكى لأوكرانيا وخطاب النقد الشديد لترامب تجاه بوتين. ولاشك أن انعقاد القمة يعكس حرص الرئيسين ترامب على ضرورة حل الأزمة، ويمثل تطورا إيجابيا، ويعكس جدية روسيا فى الانفتاح على الحوار لإنهاء الحرب، لكن يظل السؤال، هل تنجح جهود ترامب بالفعل ولقاؤه مع الرئيس بوتين فى كسر حالة الجمود السائدة منذ سنوات؟. الواقع أن قمة ترامب وبوتين، قد تسهم بالفعل فى إحداث نوع من الحلحلة فى الأزمة، وقد تفضى إلى اتفاق جزئى لوقف إطلاق النار، أو هدنة جزئية تتعلق بعدم استهداف المنشآت الحيوية، خاصة منشآت الطاقة، لكن حل الأزمة بشكل شامل عملية معقدة لا يمكن للقمة لوحدها أن تفك طلاسمها، وذلك لأنها مرتبطة بمضمون التسوية للأزمة. فروسيا لديها شروط واضحة لإنهاء الحرب، وهى الاعتراف بسيطرتها على المناطق الأربع فى شرق أوكرانيا، وهى جمهوريتا لوجانسك ودونيتسك ومقاطعتا زابوريجيا وخيرسون، إضافة لشبه جزيرة القرم، باعتبارها أراضى روسية، وكذلك عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وحيادها وتخفيض جيشها وعدم نشر الناتو لأسلحته الإستراتيجية فى شرق أوروبا بالقرب من الحدود الروسية، وأكدت موسكو موقفها، وأنها لن تتنازل عن تلك الشروط، التى هى فى المقابل غير مقبولة من أوكرانيا ومن الدول الأوروبية حيث يطالبون بانسحاب روسى كامل من تلك المناطق، إضافة إلى مطالبات أوكرانيا روسيا بدفع تعويضات عن الحرب ومحاكمة المسئولين الروسيين وهى بالطبع مرفوضة بالنسبة لروسيا. وبالتالى فى ظل تناقض المواقف والرؤى الكبير بين روسيا، وكل من أوكرانيا وأوروبا، يسعى ترامب إلى إيجاد طريق ثالث لوقف الحرب عبر مقاربته الواقعية التى تتضمن أن يرتكز الحل على الوضع الميدانى، وأن تتخلى أوكرانيا عن بعض أراضيها مقابل التسوية الشاملة والضمانات الأمريكية لأوكرانيا، لكن الإشكالية أن ترامب يتراجع مرة أخرى إلى الوراء أمام ضغوط الدول الأوروبية وضعوط الدولة العميقة الأمريكية، خاصة المجمع الصناعى العسكرى ولوبى الطاقة، المستفيدين الأول من استمرار الحرب، ثم يلجأ ترامب إلى التصعيد تجاه روسيا واستخدام سلاحه المفضل وهو العقوبات الاقتصادية، لكن تأثير العقوبات يظل محدودا فى تغيير موقف روسيا أو دفعها للتسوية، فقد تعرضت لأكبر موجة من العقوبات الغربية خلال السنوات الماضية، ولم تؤثر بشكل كبير على اقتصادها، كما ان الصين والهند لن تتجاوب مع العقوبات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق باستيراد النفط الروسى، الذى تستورده البلدان بأسعار رخيصة. كما يعتبران العقوبات الأمريكية والغربية غير قانونية، لأنها لم تصدر عن الأمم المتحدة، وبالتالى غير ملتزمين بها. قمة بوتين وترامب تعد خطوة مهمة فى طريق إنهاء الحرب، لأن التسوية الشاملة هى بالأساس بيد موسكو وواشنطن، لكن هذا يتطلب تغير المواقف الأمريكية والأوروبية بشكل ملموس، خاصة فيما يتعلق بالإصرار على ضم أوكرانيا للناتو، أو توسع الحلف شرقا وتهديد روسيا، وبدون ذلك ستظل جهود ترامب فى حل الأزمة كمن يطلق النار فى الهواء، وهو ما تجسد فى فشل جهوده على مدى الشهور الستة الماضية فى إنهاء الحرب.


الأسبوع
منذ يوم واحد
- الأسبوع
ممر ترامب
خالد محمد علي خالد محمد على يصاب المتابعون لتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالارتباك الشديد لأن الرجل يقول الشيء وعكسه، يقتل عشرات الآلاف ويسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، ويفتح خزائن سلاحه لتدمير شعب غزة والقضاء عليه ويدعو لتحويل القطاع إلى منتجع سياحي عالمي، إنه ممثل الاستعمار الجديد الذي يطلب من الضحية تقبيل حذائه لأنه أتاح له الفرصة للبقاء حيًا. لا يمكن لأي عاقل أن يصدق شعارات السلام الأمريكية، وعليه أن يفتش خلف الصورة، ليجد جرائم وقتلا ونفوذا وسرقة ثروات، وهذا ما حدث في الاتفاق الذي وُقّع الجمعة 8 أغسطس 2025 في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بين أذربيجان وأرمينيا، حيث كشف الاتفاق عن خطط أمريكا العظمى بالاستيلاء على ثروات العالم وتخريب مبادرة الحزام والطريق التي تنفذها الصين وتحاول بها اختطاف عرش السيادة الاقتصادية على العالم، واشتمل الاتفاق على وقف دائم للقتال، وفتح علاقات دبلوماسية، واحترام سيادة أراضي الطرفين. ويمكن الإشارة إلى خطورة الاتفاق في الآتي: 1 - هيمنة أمريكا على الممر الاستراتيجي «زانغزور» الذي سُمي رسميًا «ممر ترامب»، وضمان الولايات المتحدة لحقوق التطوير الحصرية لمدة 99 سنة. 2- الممر يتمدد عبر الأراضي الأرمينية لربط أذربيجان بمنطقتها المنعزلة «ناخيتشيفان»، وقد عقدت الدولة الأمريكية حق تأجيره وتطويره لبناء سكك حديد وخطوط أنابيب للطاقة، واتصالات سلكية. 3- الاتفاق شكل ضربة موجعة للنفوذ الروسي في منطقة القوقاز التي كانت محيطا استراتيجيا له. واجمالًا يمكن الإشارة إلى ما حققته أمريكا من اتفاق أذربيجان وأرمينيا، في الآتي: 1- نفوذ جيوسياسي مباشر في قلب القوقاز: حيث يربط الممر بين أذربيجان «الغنية بالنفط والغاز» بمنطقة «ناخيتشيفان» عبر أرمينيا، ويمثل نقطة عبور بين آسيا الوسطى وأوروبا. وبتولي أمريكا حق التطوير لمدة 99 سنة، فهي تضع قدمها في منطقة كانت سابقًا تحت النفوذ الروسي والإيراني مما يعزز قدرة واشنطن على تطويق روسيا من الجنوب والضغط على إيران من الشمال. 2- تتحكم به أمريكا في خطوط الطاقة، حيث يمكن للممر أن يحمل أنابيب غاز ونفط من أذربيجان عبر تركيا إلى أوروبا، متجاوزًا روسيا وإيران وهذا يتفق مع سياسة واشنطن في تقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية بعد أزمة أوكرانيا. 3- فتح الاتفاق للشركات الأمريكية فرصًا هائلة عبر إنشاء سكك حديد وطرق سريعة وشبكات اتصالات ومحطات شحن، وستحصل الولايات المتحدة الأمريكية على عقود بمليارات الدولارات في مجالات: «البناء، الطاقة، والخدمات اللوجستية»، وسيصبح محور تجارة دولي مما يعطي أمريكا الحق في الحصول على مزيد من الرسوم والضرائب على الشحنات. 4- من خلال مبادرة الحزام والطريق تسعى الصين إلى إقامة ممرات تجارية تمر عبر آسيا الوسطى إلى أوروبا والممر الأمريكي الجديد يقطع الطريق على الصين ويسحب حركة التجارة نحو طريق بديل تديره واشنطن. 6- تسمية الممر باسم «ترامب» يعكس النفوذ الأمريكي القسري في هذه المنطقة الهامة في مواجهة روسيا والصين، ويؤكد أن خدع السلام التي تطلقها الإدارة الأمريكية ما هي إلا نفوذ وهيمنة استعمارية واستيلاء على ثروات العالم بالقوة حتى تصبح أمريكا عظيمة وحدها.