
بعد سقوط الأسد... "داعش" يعلن أول هجوم ضد القوات الحكومية السورية الجديدة
أعلن تنظيم "داعش"، امس الخميس، مسؤوليته عن أول هجوم يستهدف القوات الحكومية السورية الجديدة، في مؤشر لافت إلى عودة نشاطه في المناطق الجنوبية من البلاد، منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد أواخر كانون الأول الماضي.
ونقل موقع "سايت" الاستخباري، المتخصص في رصد تحركات التنظيمات المتشددة، بيانًا أصدره "داعش" أعلن فيه تفجير عبوة ناسفة زرعها مقاتلوه مسبقًا على آلية تابعة لما وصفه بـ"النظام السوري المرتد"، في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وأكد الموقع أن الهجوم، الذي وقع الأربعاء، أدى إلى استشهاد عنصر من القوات النظامية وإصابة ثلاثة آخرين من عناصر "الفرقة 70" في الجيش السوري الجديد، نتيجة تفجير لغم عن بُعد استهدف الدورية أثناء مرورها في منطقة جبلية.
ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يتبناه التنظيم ضد القوات السورية منذ تولّي الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الحكم، عقب فرار بشار الأسد في كانون الأول الماضي، مع انهيار نظامه بفعل التمرد الداخلي والانشقاقات العسكرية المتتالية.
ورغم الهزيمة العسكرية الكبيرة التي مُني بها "داعش" في سوريا عام 2019، بعد خسارته معاقله في دير الزور والرقة، حافظ التنظيم على وجود سري ونشط في بادية سوريا، حيث استغل الفراغ الأمني ووعورة التضاريس لشن هجمات خاطفة.
وعلى مدى الأعوام الماضية، تركزت عمليات "داعش" في مواجهة "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، إلا أن الهجوم الأخير في السويداء يشير إلى توسّع عملياته إلى المناطق الخاضعة للحكومة السورية الجديدة، وهو تطور يحمل أبعادا أمنية واستراتيجية حساسة.
بالتوازي مع الهجوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية هذا الأسبوع تفكيك خلية تابعة للتنظيم في محيط دمشق، اتُهم أعضاؤها بالتخطيط لهجمات على منشآت حيوية. كما شهدت مدينة حلب عملية أمنية نفّذتها القوات الحكومية أدت إلى مقتل عنصر في الأمن العام وثلاثة من عناصر داعش.
وفي تطوّر سياسي لافت، بحث الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائهما في الرياض هذا الشهر، مسألة مواجهة التنظيم. ووفق بيان للبيت الأبيض، دعا ترامب نظيره السوري إلى "مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور التنظيم".
في السياق ذاته، افتتح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، مقر إقامة السفير الأميركي في العاصمة دمشق، في أول زيارة رسمية أميركية من هذا النوع منذ إغلاق السفارة عام 2012.
وقال باراك في تصريحات لقناتي "العربية" و"الحدث"، إن ترامب "سيعلن سوريا دولة لا تدعم الجماعات المسلحة قريبا"، مضيفًا أن واشنطن تسعى إلى تمكين الحكومة السورية الحالية، ومؤكدًا أن "مهمة قواتنا في سوريا هي القضاء على داعش".
كما أشار إلى نية بلاده تشجيع التجارة والاستثمار في سوريا بهدف التخفيف من آثار العقوبات السابقة، ودعم مرحلة إعادة الإعمار والاستقرار السياسي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
سوريا والتطبيع: 'الثورة' بربطة عنق أميركية
اسراء الفاس 'هذه الجماعات التكفيرية هي تقاتل خدمة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي، علمت أو لم تعلم، قياداتهم يعرفون ذلك، 'المعترين' هم المقاتلون الذين أخذتهم الشعارات الكذابة والبراقة'. الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة بُثَّت في ٢٨ آب/اغسطس ٢٠١٧ نحو عقد مر، واستحال كلام السيد الشهيد واقعاً توثقه الكاميرات ببثٍّ حي، وأخباراً وتصريحات يومية، تتصدر العناوين. تبدلت الأسماء والمواقف، وخرجت الوقائع شاهدة على بصيرة سبقت عصرها إلى ما بعده. بين ليلة وضحاها غدا 'أبو محمد الجولاني' أحمد الشرع، واستُبدلت العِمّة ببدلة رسمية وربطة عنق، وشعارات الفتح والتحرير كما الأشكال شُذبت وهذبت لأن المرحلة تقتضي التعاطي بواقعية سياسية، والحكام العرب الذي وصفهم الجولاني ذات يوم بأنهم 'يدفعون الجزية لأمريكا لكي يبقوا على كراسيهم وعلى عروشهم'، بات واحداً منهم… لتخرج صورته منحنياً بخجل أمام ترامب كلقطة كانت تعلن دخول سوريا العصر الأميركي. لقاءات مباشرة مع اسرائيليين لقاءات مباشرة وجهاً لوجه انعقدت بين مسؤولين سوريين واسرائيليين، الخبر نقلته 'رويترز'. وفي تأكيد أرادته لصحة المنشور قالت الوكالة انها استقته من مصادر خمس اثنان منها سوريان، وآخران غربيان، والخامس مصدر مخابراتي مطلع على حد وصف الوكالة. وفيما تناول الاعلام العربي الخبر بكثافة، كان الموقف الوحيد الذي صدر عن الجانب السوري نفياً جاء على لسان المسؤول الامني أحمد الدالاتي، الذي أوردت اسمه 'رويترز'. نفى الدالاتي مشاركته في أي مفاوضات مباشرة، دون أن ينفي وقوع المفاوضات نفسها. ما لم تفلح الضغوطات والعقوبات إلى جانب الحرب والحصار تحقيقه في سوريا لعقود، قدمته الادارة الانتقالية الجديدة خلال أشهر قليلة. ومقابل 33 دقيقة منحها ترامب من وقته للقاء حضر فيه الجولاني، بنسخته المنقحة: أحمد الشرع. كان الأخير قد وافق مسبقاً على شروط أعلنتها المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان صريح وواضح، والتفاصيل هذه نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' السعودية. في بيانها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الابيض، كارولين ليفيت، أن ترامب حدّد 5 شروط للقاء الجولاني، والأخير قبل بها، والشروط تقضي بالتزام سوريا بـ : التوقيع على اتفاقيات التطبيع مع 'اسرائيل'. مطالبة جميع المقاتلين الأجانب بمغادرة سوريا.3. ترحيل عناصر المنظمات الفلسطينية المسلحة. مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة «داعش». تحمل مسؤولية مراكز احتجاز «داعش» في شمال شرقي سوريا. قبل لقائه بترامب، كان أحمد الشرع قد أعلن من باريس أن بلاده تخوض محادثات غير مباشرة مع 'إسرائيل' عبر وسطاء. تقارير إعلامية تحدثت في حينه عن دور تلعبه الإمارات في إنشاء قناة خلفية للتواصل بين الجانبين: السوري والإسرائيلي، وأن المباحثات تتناول قضايا أمنية واستخباراتية لبناء الثقة. وسرعان ما أخذت تتكشف مفاعيل الوساطة الإماراتية. فنشرت 'تايمز اوف اسرائيل' بتاريخ 15 أيار/مايو أن اجتماعات مباشرة استضافتها أذربيجان، ضمّت مسؤولين إسرائيليين وسوريين وأتراك،وناقشت انضمام سوريا الى اتفاقيات التطبيع مع 'اسرائيل'. ولاحقاً، أطل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن متحدثاً عن أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى بشكل مباشر بمسؤولين اسرائيليين، وأن لقاءاً آخراً جمع ضباطاً كبار اً في وزارة الدفاع السورية مع مسؤولين اسرائيليين في أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي. وأخبار اللقاءات تزامنت مع أكثر من موقف صدرت عن الجانب السوري. سواء محافظ دمشق ماهر مروان الذي سبق الكل للتأكيد بأن مشكلة دمشق الجولاني ليست مع تل أبيب، وأن القيادة السورية الجديدة تريد السلام. بعدها توالت سلسلة من المواقف، الا ان اللافت كان إطلالة مدير وزارة الاعلام السورية علي الرفاعي عبر قناة 'كان' العبرية مصرحاً بأن سوريا تسعى للسلام مع الجميع، من دون استثناء، في رد على أسئلة تعمدت القناة الاسرائيلية التأكيد عليها تتعلق بالموقف من كيان العدو تحديداً دون غيره. تطبيع وتمثيل دبلوماسي نهاية 2026 اللقاءات والتصريحات كما التعهدات التي خرجت الى العلن، بدت متقاطعة مع معلومات كشف عنها الدبلوماسي البريطاني السابق كريغ موراي في مقال نشره على موقعه. موراي قال إنه علم من مصادر دبلوماسية بريطانية أن الرئيس السوري الانتقالي أكد للمملكة المتحدة أن بلاده ستطبع العلاقات مع 'إسرائيل'، وستعترف بها كدولة وتتبادل معها السفراء نهاية عام 2026، كـ 'جزء من صفقة مقابل دعم مالي غربي كبير ورفع العقوبات عن سوريا'. وأضاف موراي: 'سألتُ (المصدر) عما إذا كان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من سوريا جزءًا من الاتفاق، والمثير للدهشة أن أيًّا من الطرفين لم يُثر هذا الموضوع. تعتبر المملكة المتحدة الأمر مسألةً ثنائيةً بين سوريا وإسرائيل، ولا يبدو أن الجولاني يُعطي أولويةً لانسحاب 'إسرائيل''. كريغ موراي الذي شغل سابقاً منصب سفير في كازاخستان، كشف في مقاله الذي نشره في منتصف نيسان/ أبريل الماضي أن الجولاني يحظى بدعم جهاز المخابرات البريطاني (MI6) والقوات الخاصة البريطانية . وأن الدعم الذي يتلقاه يأتي لدرء أي 'تمرد محتمل من قِبل مسلحيه الذين شقوا طريقهم من إدلب. اذ يشعر المسلحون الشيشان والأوزبك والأويغور بسعادة بالغة الآن بغنائم النصر، لكنهم قد لا يرحبون بفكرة الاعتراف بإسرائيل'. واللافت أن كلام الدبلوماسي البريطاني أتى قبل ايام من الفيديو الذي انتشر للسفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، وهو يتحدث عن دور واشنطن ولندن في إعداد أحمد الشرع، مستعرضاً ما أداه في عملية تأهيل الرجل بعد تلقيه طلب من 'مؤسسة بريطانية غير حكومية، تعنى بحلّ الصراعات، للمساعدة في إخراج هذا الشاب من عالم الإرهاب وإدخاله في السياسة'، بحسب تعبير فورد. ولم يكن فورد بوارد اجراء مكاشفة عن ادوار خفية لواشنطن ولندن، الكلام عن تدريب ابو محمد الجولاني واخضاعه لعملية تأهيل للعبور من ضفة الارهاب إلى عالم السياسة، كان بمثابة رسالة تقول إننا نتعاطى مع اليوم أحمد الشرع صنيعتنا، مع رجل آخر تماماً غير الذي عرفناه في سوريا والعراق. وبالعودة إلى التطبيع، وفي مقابلة صرّح السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر قبل أيام أن التطبيع مع سوريا ولبنان قد يسبق اعلان تطبيع كامل العلاقات مع السعودية. السفير الاسرائيلي كان يتحدث بنشوة عن نجاح كيانه بتغيير المشهد في المنطقة وتحديداً في سوريا ولبنان. 'لا يوجد سبب الآن يمنعنا من الانتقال إلى تسوية مع سوريا ولبنان. لقد غيّرنا النموذج هناك بشكل جذري. أنا متفائل للغاية بشأن إمكانية إبرام اتفاق إبراهيم مع سوريا ولبنان، وقد يسبق ذلك المملكة العربية السعودية'. وأضاف أن 'اسرائيل' تنتظر من أحمد الشرع أن يتحرك باتجاه تحقيق جملة أهداف، تتقاطع مع شروط ترامب الخمسة، على رأسها افراغ الحدود من المسلحين، وحظر الفصائل الفلسطينية والمقاومة مثل حماس وحزب الله. تحدي الداخل مساعي ادارة الجولاني نحو التطبيع لا تتوقف على اللقاءات والتصريحات، فثمة تحديات داخلية تتمثل في الموقف الشعبي والتمكن من أخذه إلى ضفة يتصالح فيها مع الوجود 'الاسرائيلي' كواقع مرحب به في زمن الإبادة التي ينفذها الاحتلال في غزة. الى جانب تحد يشكل العقبة الأكبر ويتمثل في موقف المسلحين قاتلوا إلى جانب الجولاني، من أجل اسقاط سوريا الأسد ، التي كان يأخذ عليها هؤلاء أنها لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه 'اسرائيل'. كيف تتعاطى سوريا مع هذه التحديات؟ على الصعيد الاعلامي تنشط المنصات الرقمية ومراكز بحثية، تدعي استقلاليتها، للتسويق إلى التطبيع ومبرراته بعنوان الواقعية السياسية، ولتصوير الأمر بأنه يحظى بمقبولية شعبية يعززها التعاطي الاعلامي الجديد مع ملفات المنطقة وأحداثها. المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى)، نموذج عما نتحدث عنه. يعرّف المركز عن نفسه كمؤسسة بحثية مستقلة، وهي مؤسسة يديرها حسام السعد، شخصية أكاديمية برزت بعد 2011 من ضمن الوجوه الداعمة للثورة. أقام السعد في اسطنبول، وشارك في المؤتمرات التي كانت تقيمها المعارضة السورية، كما حل ضيفاً دائما على شاشة تلفزيون سوريا المعارض الذي كان يبث من اسطنبول. ولاتزال كتاباته منشورة في مركز حرمون للدراسات المعاصرة الذي يتلقى التمويل والدعم من قطر وتركيا. في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي أصدر مركز الدراسات السوري (مدى) نتائج استطلاع للرأي قال إنه أجراه على عينة من 2550 سورياً من عموم المحافظات حول قضية التطبيع. وجاء في النتائج أن 46.35 في المئة من العينة المستطلَعة لا يؤيدون توقيع اتفاق سلام مع 'اسرائيل'، مقابل 39.88 في المئة أيدوا ذلك، ليتوقف المركز عند هذا الرقم كمؤشر. وبحسب ما نُشر، فقد ربط غالبية السوريين بين الاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا والتطبيع، 'حيث رأى أكثر من 70 بالمئة أن التطبيع سوف يعمل على قدوم الاستثمارات العربية والدولية إلى سوريا، وبالتالي تحسّن الوضع الاقتصادي'، إلا أن الاحصاء نفسه بيَّن أن 62% من السوريين رؤوا أن التطبيع سيؤدي إلى أن احتلال مزيد من الأراضي السورية. وقال المركز:'رغم التوجه الكبير والتحول في آراء السوريين تجاه إسرائيل والموافقة على عقد اتفاقية سلام، اعتبروها الدولة الأكثر خطرًا… وهذا يفسر أن قرار الاتجاه نحو تأييد السلام معها يأتي من باب درء المخاطر، لا سيما وأنها على تماس مباشر مع سوريا بشكل عام، وبعض المحافظات السورية الحدودية على وجه الخصوص'. وبمعزل عن حقيقة مزاج السوريين ودقّة ما يتم تسويقه، التحدي الأخطر للحكم الجديد لا يتمثل بموقف الشارع، بقدر ما هو يتعلق موقف المسلحين الذي قاتلوا بعناوين اسلامية حضرت فيها مفردات الفتح والتحرير وبيت المقدس واستعداء اليهود وغيرهم، تماماً كما كان عنوان العداء لـ 'اسرائيل' حاضر كأمر واقع لا مفر منه يوظف تحشيداً، وتغيّبه أولويات المعارك التي يرسمها صنّاعها. في تقرير نشرته 'بي بي سي' يوم أمس طرحت الاذاعة البريطانية سؤالاً: 'هل تقبل العناصر المسلحة، ذات الخلفية الإسلامية المتشددة التي قادها الشرع في حملة الإطاحة بنظام الأسد، باتفاق سلام مع إسرائيل أو حتى تفاهمات أمنية؟' ليخلص التقرير نفسه على ضوء الاجابات السورية إلى أن 'التفاهمات المستقبلية المحتملة قد تشمل محاربة التيارات المتطرفة وإبعاد الجماعات الراديكالية عن الحدود مع 'إسرائيل''. يُذكر أن إبعاد المسلحين عن الحدود مطلب اسرائيلي بالدرجة الأولى، تناوله السفير الاسرائيلي في واشنطن في مقابلته، بشكل واضح لا لُبس فيه، قائلاً: 'لا يمكننا السماح للجهاديين بالتواجد على حدودنا، لقد تعلمنا ذلك منذ ٧ تشرين الأول/اكتوبر. نود أن نرى الشرع يتحرك باتجاه حل المجموعات الجهادية'. وبالعودة إلى كلام كريغ موراي وتعليقاً على هذه النقطة تحديداً، يقول الرجل: 'لأكون واضحًا، وهذا الجزء لم يأتِ من مصدري الدبلوماسي. لكنني أميل الى الاعتقاد بشدة في أن يعمل الجولاني ونظامه المؤيد للصهيونية، والذي تم تنصيبه بدعم غربي، على تقوية قواته حتى يحين وقت 'ليلة السكاكين الطويلة'، حيث سيتم التخلص من أكثر أنصاره تطرفًا… لا أرى كيف يمكنه التوفيق بين دور الأصولي الإسلامي ودور الدمية الأميركية- الإسرائيلية.. لكن اللعبة لم تنتهِ بعد'. المصدر: موقع المنار


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
سوريا والتطبيع: 'الثورة' بربطة عنق أميركية
'هذه الجماعات التكفيرية هي تقاتل خدمة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي، علمت أو لم تعلم، قياداتهم يعرفون ذلك، 'المعترين' هم المقاتلون الذين أخذتهم الشعارات الكذابة والبراقة'. الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة بُثَّت في ٢٨ آب/اغسطس ٢٠١٧ نحو عقد مر، واستحال كلام السيد الشهيد واقعاً توثقه الكاميرات ببثٍّ حي، وأخباراً وتصريحات يومية، تتصدر العناوين. تبدلت الأسماء والمواقف، وخرجت الوقائع شاهدة على بصيرة سبقت عصرها إلى ما بعده. بين ليلة وضحاها غدا 'أبو محمد الجولاني' أحمد الشرع، واستُبدلت العِمّة ببدلة رسمية وربطة عنق، وشعارات الفتح والتحرير كما الأشكال شُذبت وهذبت لأن المرحلة تقتضي التعاطي بواقعية سياسية، والحكام العرب الذي وصفهم الجولاني ذات يوم بأنهم 'يدفعون الجزية لأمريكا لكي يبقوا على كراسيهم وعلى عروشهم'، بات واحداً منهم… لتخرج صورته منحنياً بخجل أمام ترامب كلقطة كانت تعلن دخول سوريا العصر الأميركي. لقاءات مباشرة مع اسرائيليين لقاءات مباشرة وجهاً لوجه انعقدت بين مسؤولين سوريين واسرائيليين، الخبر نقلته 'رويترز'. وفي تأكيد أرادته لصحة المنشور قالت الوكالة انها استقته من مصادر خمس اثنان منها سوريان، وآخران غربيان، والخامس مصدر مخابراتي مطلع على حد وصف الوكالة. وفيما تناول الاعلام العربي الخبر بكثافة، كان الموقف الوحيد الذي صدر عن الجانب السوري نفياً جاء على لسان المسؤول الامني أحمد الدالاتي، الذي أوردت اسمه 'رويترز'. نفى الدالاتي مشاركته في أي مفاوضات مباشرة، دون أن ينفي وقوع المفاوضات نفسها. ما لم تفلح الضغوطات والعقوبات إلى جانب الحرب والحصار تحقيقه في سوريا لعقود، قدمته الادارة الانتقالية الجديدة خلال أشهر قليلة. ومقابل 33 دقيقة منحها ترامب من وقته للقاء حضر فيه الجولاني، بنسخته المنقحة: أحمد الشرع. كان الأخير قد وافق مسبقاً على شروط أعلنتها المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان صريح وواضح، والتفاصيل هذه نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' السعودية. في بيانها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الابيض، كارولين ليفيت، أن ترامب حدّد 5 شروط للقاء الجولاني، والأخير قبل بها، والشروط تقضي بالتزام سوريا بـ : قبل لقائه بترامب، كان أحمد الشرع قد أعلن من باريس أن بلاده تخوض محادثات غير مباشرة مع 'إسرائيل' عبر وسطاء. تقارير إعلامية تحدثت في حينه عن دور تلعبه الإمارات في إنشاء قناة خلفية للتواصل بين الجانبين: السوري والإسرائيلي، وأن المباحثات تتناول قضايا أمنية واستخباراتية لبناء الثقة. وسرعان ما أخذت تتكشف مفاعيل الوساطة الإماراتية. فنشرت 'تايمز اوف اسرائيل' بتاريخ 15 أيار/مايو أن اجتماعات مباشرة استضافتها أذربيجان، ضمّت مسؤولين إسرائيليين وسوريين وأتراك،وناقشت انضمام سوريا الى اتفاقيات التطبيع مع 'اسرائيل'. ولاحقاً، أطل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن متحدثاً عن أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى بشكل مباشر بمسؤولين اسرائيليين، وأن لقاءاً آخراً جمع ضباطاً كبار اً في وزارة الدفاع السورية مع مسؤولين اسرائيليين في أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي. وأخبار اللقاءات تزامنت مع أكثر من موقف صدرت عن الجانب السوري. سواء محافظ دمشق ماهر مروان الذي سبق الكل للتأكيد بأن مشكلة دمشق الجولاني ليست مع تل أبيب، وأن القيادة السورية الجديدة تريد السلام. بعدها توالت سلسلة من المواقف، الا ان اللافت كان إطلالة مدير وزارة الاعلام السورية علي الرفاعي عبر قناة 'كان' العبرية مصرحاً بأن سوريا تسعى للسلام مع الجميع، من دون استثناء، في رد على أسئلة تعمدت القناة الاسرائيلية التأكيد عليها تتعلق بالموقف من كيان العدو تحديداً دون غيره. تطبيع وتمثيل دبلوماسي نهاية 2026 اللقاءات والتصريحات كما التعهدات التي خرجت الى العلن، بدت متقاطعة مع معلومات كشف عنها الدبلوماسي البريطاني السابق كريغ موراي في مقال نشره على موقعه. موراي قال إنه علم من مصادر دبلوماسية بريطانية أن الرئيس السوري الانتقالي أكد للمملكة المتحدة أن بلاده ستطبع العلاقات مع 'إسرائيل'، وستعترف بها كدولة وتتبادل معها السفراء نهاية عام 2026، كـ 'جزء من صفقة مقابل دعم مالي غربي كبير ورفع العقوبات عن سوريا'. وأضاف موراي: 'سألتُ (المصدر) عما إذا كان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من سوريا جزءًا من الاتفاق، والمثير للدهشة أن أيًّا من الطرفين لم يُثر هذا الموضوع. تعتبر المملكة المتحدة الأمر مسألةً ثنائيةً بين سوريا وإسرائيل، ولا يبدو أن الجولاني يُعطي أولويةً لانسحاب 'إسرائيل''. كريغ موراي الذي شغل سابقاً منصب سفير في كازاخستان، كشف في مقاله الذي نشره في منتصف نيسان/ أبريل الماضي أن الجولاني يحظى بدعم جهاز المخابرات البريطاني (MI6) والقوات الخاصة البريطانية . وأن الدعم الذي يتلقاه يأتي لدرء أي 'تمرد محتمل من قِبل مسلحيه الذين شقوا طريقهم من إدلب. اذ يشعر المسلحون الشيشان والأوزبك والأويغور بسعادة بالغة الآن بغنائم النصر، لكنهم قد لا يرحبون بفكرة الاعتراف بإسرائيل'. واللافت أن كلام الدبلوماسي البريطاني أتى قبل ايام من الفيديو الذي انتشر للسفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، وهو يتحدث عن دور واشنطن ولندن في إعداد أحمد الشرع، مستعرضاً ما أداه في عملية تأهيل الرجل بعد تلقيه طلب من 'مؤسسة بريطانية غير حكومية، تعنى بحلّ الصراعات، للمساعدة في إخراج هذا الشاب من عالم الإرهاب وإدخاله في السياسة'، بحسب تعبير فورد. ولم يكن فورد بوارد اجراء مكاشفة عن ادوار خفية لواشنطن ولندن، الكلام عن تدريب ابو محمد الجولاني واخضاعه لعملية تأهيل للعبور من ضفة الارهاب إلى عالم السياسة، كان بمثابة رسالة تقول إننا نتعاطى مع اليوم أحمد الشرع صنيعتنا، مع رجل آخر تماماً غير الذي عرفناه في سوريا والعراق. وبالعودة إلى التطبيع، وفي مقابلة صرّح السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر قبل أيام أن التطبيع مع سوريا ولبنان قد يسبق اعلان تطبيع كامل العلاقات مع السعودية. السفير الاسرائيلي كان يتحدث بنشوة عن نجاح كيانه بتغيير المشهد في المنطقة وتحديداً في سوريا ولبنان. 'لا يوجد سبب الآن يمنعنا من الانتقال إلى تسوية مع سوريا ولبنان. لقد غيّرنا النموذج هناك بشكل جذري. أنا متفائل للغاية بشأن إمكانية إبرام اتفاق إبراهيم مع سوريا ولبنان، وقد يسبق ذلك المملكة العربية السعودية'. وأضاف أن 'اسرائيل' تنتظر من أحمد الشرع أن يتحرك باتجاه تحقيق جملة أهداف، تتقاطع مع شروط ترامب الخمسة، على رأسها افراغ الحدود من المسلحين، وحظر الفصائل الفلسطينية والمقاومة مثل حماس وحزب الله. تحدي الداخل مساعي ادارة الجولاني نحو التطبيع لا تتوقف على اللقاءات والتصريحات، فثمة تحديات داخلية تتمثل في الموقف الشعبي والتمكن من أخذه إلى ضفة يتصالح فيها مع الوجود 'الاسرائيلي' كواقع مرحب به في زمن الإبادة التي ينفذها الاحتلال في غزة. الى جانب تحد يشكل العقبة الأكبر ويتمثل في موقف المسلحين قاتلوا إلى جانب الجولاني، من أجل اسقاط سوريا الأسد ، التي كان يأخذ عليها هؤلاء أنها لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه 'اسرائيل'. كيف تتعاطى سوريا مع هذه التحديات؟ على الصعيد الاعلامي تنشط المنصات الرقمية ومراكز بحثية، تدعي استقلاليتها، للتسويق إلى التطبيع ومبرراته بعنوان الواقعية السياسية، ولتصوير الأمر بأنه يحظى بمقبولية شعبية يعززها التعاطي الاعلامي الجديد مع ملفات المنطقة وأحداثها. المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى)، نموذج عما نتحدث عنه. يعرّف المركز عن نفسه كمؤسسة بحثية مستقلة، وهي مؤسسة يديرها حسام السعد، شخصية أكاديمية برزت بعد 2011 من ضمن الوجوه الداعمة للثورة. أقام السعد في اسطنبول، وشارك في المؤتمرات التي كانت تقيمها المعارضة السورية، كما حل ضيفاً دائما على شاشة تلفزيون سوريا المعارض الذي كان يبث من اسطنبول. ولاتزال كتاباته منشورة في مركز حرمون للدراسات المعاصرة الذي يتلقى التمويل والدعم من قطر وتركيا. في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي أصدر مركز الدراسات السوري (مدى) نتائج استطلاع للرأي قال إنه أجراه على عينة من 2550 سورياً من عموم المحافظات حول قضية التطبيع. وجاء في النتائج أن 46.35 في المئة من العينة المستطلَعة لا يؤيدون توقيع اتفاق سلام مع 'اسرائيل'، مقابل 39.88 في المئة أيدوا ذلك، ليتوقف المركز عند هذا الرقم كمؤشر. وبحسب ما نُشر، فقد ربط غالبية السوريين بين الاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا والتطبيع، 'حيث رأى أكثر من 70 بالمئة أن التطبيع سوف يعمل على قدوم الاستثمارات العربية والدولية إلى سوريا، وبالتالي تحسّن الوضع الاقتصادي'، إلا أن الاحصاء نفسه بيَّن أن 62% من السوريين رؤوا أن التطبيع سيؤدي إلى أن احتلال مزيد من الأراضي السورية. وقال المركز:'رغم التوجه الكبير والتحول في آراء السوريين تجاه إسرائيل والموافقة على عقد اتفاقية سلام، اعتبروها الدولة الأكثر خطرًا… وهذا يفسر أن قرار الاتجاه نحو تأييد السلام معها يأتي من باب درء المخاطر، لا سيما وأنها على تماس مباشر مع سوريا بشكل عام، وبعض المحافظات السورية الحدودية على وجه الخصوص'. وبمعزل عن حقيقة مزاج السوريين ودقّة ما يتم تسويقه، التحدي الأخطر للحكم الجديد لا يتمثل بموقف الشارع، بقدر ما هو يتعلق موقف المسلحين الذي قاتلوا بعناوين اسلامية حضرت فيها مفردات الفتح والتحرير وبيت المقدس واستعداء اليهود وغيرهم، تماماً كما كان عنوان العداء لـ 'اسرائيل' حاضر كأمر واقع لا مفر منه يوظف تحشيداً، وتغيّبه أولويات المعارك التي يرسمها صنّاعها. في تقرير نشرته 'بي بي سي' يوم أمس طرحت الاذاعة البريطانية سؤالاً: 'هل تقبل العناصر المسلحة، ذات الخلفية الإسلامية المتشددة التي قادها الشرع في حملة الإطاحة بنظام الأسد، باتفاق سلام مع إسرائيل أو حتى تفاهمات أمنية؟' ليخلص التقرير نفسه على ضوء الاجابات السورية إلى أن 'التفاهمات المستقبلية المحتملة قد تشمل محاربة التيارات المتطرفة وإبعاد الجماعات الراديكالية عن الحدود مع 'إسرائيل''. يُذكر أن إبعاد المسلحين عن الحدود مطلب اسرائيلي بالدرجة الأولى، تناوله السفير الاسرائيلي في واشنطن في مقابلته، بشكل واضح لا لُبس فيه، قائلاً: 'لا يمكننا السماح للجهاديين بالتواجد على حدودنا، لقد تعلمنا ذلك منذ ٧ تشرين الأول/اكتوبر. نود أن نرى الشرع يتحرك باتجاه حل المجموعات الجهادية'. وبالعودة إلى كلام كريغ موراي وتعليقاً على هذه النقطة تحديداً، يقول الرجل: 'لأكون واضحًا، وهذا الجزء لم يأتِ من مصدري الدبلوماسي. لكنني أميل الى الاعتقاد بشدة في أن يعمل الجولاني ونظامه المؤيد للصهيونية، والذي تم تنصيبه بدعم غربي، على تقوية قواته حتى يحين وقت 'ليلة السكاكين الطويلة'، حيث سيتم التخلص من أكثر أنصاره تطرفًا… لا أرى كيف يمكنه التوفيق بين دور الأصولي الإسلامي ودور الدمية الأميركية- الإسرائيلية.. لكن اللعبة لم تنتهِ بعد'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
لبنان بين ثلاثة 'س'!
يؤخذ على لبنان أنه مدمن عدم القدرة على مزامنة (synchronizing) إيقاع تطوره مع حركة الشرق الأوسط الجديد المتكوّن برعاية دولية وإقليمية فيبقى عالقاً وسط سرعة ثلاثة تطورات تعرف رمزياُ بحالات الـ 'س'. الـ 'س' السعودية أطلقت حملة تطوير ومحاربة الفساد بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان سنة 2017. والـ 'س' السورية دفنت الإستبداد وسارت مع أحمد الشرع على درب الحرية في ثورة الـ11 يوماً سنة 2024 ، وبقي لبنان أسير 'س' سلاح حزب تفنن في قتل قادته وسرقة موارده وإفساد إقتصاده والتسبب بتدميره منذ إغتيال رئيس حكومته رفيق الحريري سنة 2005 وإصراره على المشاركة في السيطرة على سيادته والتحكم بمستقبله لتفادي الخضوع للمحاسبة والمعاقبة. السعودية أطلقت حملة تطوير في 5 تشرين الثاني العام 2017 وشملت توقيف ومحاسبة ما لا يقل عن 400 من أبرز الشخصيات السعودية بينهم أمراء ووزراء وقادة عسكريون ورجال مال وأعمال ورئيس سابق للديوان الملكي تم إحتجازهم في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض الذي أطلقت عليه الصحافة الدولية لقب 'أفخر السجون في العالم.' وقدّر مجموع التسويات المالية مع الذين شملتهم التوقيفات بما لا يقل عن 107 مليارات دولار تمت إستعادتها لصالح الخزينة السعودية من 'بعض ضعاف النفوس الذين غلّبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، واعتدوا على المال العام.' وبعد 3 سنوات، وتحديداُ في 15 آذار العام 2020 ، أطلقت السعودية حملة تطهير ثانية شملت اعتقال 298 شخصاً بينهم ضباط شرطة وأمن 'ومسؤولين كباراً من وزارتي الدفاع والداخلية يشتبه في تقاضيهم رشى وتبييض أموال في ما يتعلق بالعقود الحكومية والمعاملات الإدارية خلال السنوات 2005 – 2015.' الثورة السورية الفتية، التي لم يتجاوز عمرها الستة أشهر، ورثت إنتفاضة إشتعلت سنة 2011 كما تحملت 54 سنة من الإستبداد المتوحش، أطلقت في 26 كانون الأول الماضي حملة ملاحقات للمطلوبين من رموز النظام البائد وحلفائه أسفرت عن توقيف أو مقتل ما لا يقل عن 600 منهم 'بينهم بعض اللبنانيين،' وفق مصدر أمني سوري. أبرز الموقوفين مدير مكتب ماهر الأسد اللواء علي محمود الذي عثر عليه 'بين الحياة والموت' في مكتبه بريف دمشق بعد سقوط العاصمة السورية. ولم يعرف ما إذا كان قد توفي، أو أعدم، أو ما زال على قيد الحياة. ولا تعلق القيادة السورية، كما لا يعلق لبنان، على مصير اللواء علي مملوك الذي يقال أنه غادر سوريا عبر لبنان إلى جبل قنديل في العراق حيث معسكرات حزب العمال الكردستاني على مقربة من الحدود مع إيران، علماً بأنه مطلوب للقضاء اللبناني بموجب مذكرة من النيابة العامة لعلاقته بما يعرف بمتفجرات ميشال سماحة وجرائم أخرى. خارج السياق الأمني لا تتوفر معلومات 'تفصيلية' في سوريا، كما في لبنان، عن ملاحقة الفساد وتبييض الأموال وصناعة وتهريب المخدرات. وإذا توفرت أخبار أو حتى بيانات حيال هذه الجرائم الثلاث، فإنها تكون عادة خالية من الأسماء والتفاصيل. وإذا تم تصوير متهمين موقوفين تكون الصور، كما ينص القانون اللبناني، خلفية بالكامل إحتراماً للمبدأ القانوني الذي يعتبر أن 'المتهم بريء حتى تثبت إدانته' حتى وإن كان قد أوقف بالجرم المشهود ما يستفيد منه الموقوف الذي يبقى غير معروف للمجتمع صاحب الحق الإساسي في معرفته لتفادي الإختلاط به أو لملاحظة وجوده بعد إخلاء سبيلة أو إتمام محكوميته. وعلى سبيل المثال نشرت صحيفة خليجية يوم أمس الخميس خبراً من قرابة 160 كلمة نقلاً عن 'سلطات رسمية لبنانية رفيعة' عن عملية أمنية لبنانية-سورية مشتركة أسفرت عن 'القضاء على غالبية المصانع المنتجة للمخدرات على الحدود المشتركة … الحكومة اللبنانية ألقت القبض على العديد من مافيات هذه التجارة غير المشروعة…' الخبر لم يذكر أي تفصل، لا المناطق التي ضبطت فيها المصانع والمخازن، ولا عدد المصانع أو المخازن، ولا الكميات المصادرة، ولا أسماء الموقوفين، ولا نوعية المخدرات ولا مصير المصادرات. السؤال البديهي هو: ماذا يستفيد القارئ من هذه الخبر؟ الإعتقاد العام هو أن التكتم على تفاصيل موقوفي الممنوعات مرتبط بإعلان 'عفو عام شامل' موعود يبدأ بالموقوفين الإسلاميين ويضم تحت شماعتهم جماعات صناعة وترويج المخدرات وبقية الموبقات، ما يعتبرجريمة بحق المجتمعات في الدول الراقية. الدول المعنية بالشأن اللبناني، من عربية وغير عربية، تأخذ على السلطة اللبنانية تساهلها مع المخربين، سواء لجهة التراخي في نزع أسلحة الميليشيات أو التساهل في معاقبة المهربين والفاسدين ومبيضي الأموال والمرتشين الذين يعرقلون المعاملات الإدارية لقبض رشى لقاء تسهيلها، وهو ما وجه له وزير الخارجية يوسف رجي ضربة قاضية في قسم المصادقات بوزارته عندما أنّب الموظفين وتعهّد بمنع السماسرة وموظفي مكاتب الترجمة من تمرير معاملات زبائنهم قبل أو بعد الدوام الرسمي. بالإضافة إلى التساهل، كي لا يقال التراخي، في التعاطي مع فاسدي المجتمع، تأخذ دول الخارج المعنية بالشأن اللبناني، بشقيها العربي والأجنبي، على السلطة اللبنانية عدم ربط موضوع نزع أسلحة الميليشيات بخارطة طريق وجدول زمني وهو ما يرفضه 'حزب الله' ولا تبدي السلطة اللبنانية ترحيباً به. يحاول لبنان تأجيل نزع سلاح الميليشيات بإصراره على أولوية نزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على أمل كسب وقت يتيح إنفراج مسألة تجريد الميليشيات من سلاحها. الرئيس الفلسطيني محمود عباس فاجأ الدولة اللبنانية بموافقته الكلية على تجريد المخيمات من الأسلحة لحرصه على أمنها. وكشف مصدر فلسطيني رفيع أن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية 'لا تقبلان أن تحكم ميليشيا مخيمات شعبنا في لبنان وتستجلب له الدمار الإسرائيلي كما إستجلبت الدمار لشعبنا في غزه.' ولا شك في أن المقصود من المقاربة هو رفض قبول تحكم حركتي حماس والجهاد الإسلامي بمخيمات لبنان كي لا يصيبها مصاب غزة فتدفع ثمن الرعونة دماً ودماراً وتشرداً وشتاتاً جديداً. وفي هذا الصدد، يقول المصدر الفلسطيني، تم الإتفاق على خارطة طريق قسّمت المخيمات إلى أربع مراحل هي: *- المرحلة الأولى تشمل مخيمات بيروت الثلاثة: مخيم مار الياس، مخيم شاتيلا ومخيم برج البراجنة، التي لا وجود ضمنها لقواعد لحماس أو الجهاد الإسلامي أو الجماعات الإسلامية، على أن يبدأ جمع سلاحها منتصف شهر حزيران. *- المرحلة الثانية تشمل مخيمات شمال لبنان، وتضم مخيم البداوي ومخيم نهر البارد. وأوضح المصدر أن مخيم البداوي الذي لا وجود ضمنه لفصائل خارج مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، يخضع الآن لعملية فصل تداخل بنيانه مع أبنية بلدة البداوي عبر بناء أسوار إسمنتية تفصل مواقف عمارات البداوي عن أبنية المخيم . كما لا توجد تنظيمات غير ملتزمة بمنظمة التحرير الفلسطينية في مخيم نهر البارد الذي أعيد بناؤه بإشراف الجيش اللبناني، وقد هجرته فصائل التكفيريين وإلتجأت إلى البلدات الشيعية تحت مظلة حزب الله في الكورة وزغرتا والبترون وهذه تقع مسؤولية معالجتها 'على الدولة اللبنانية لأن حاميها غير فلسطيني،' حسب تعبير المصدر. *- المرحلة الثالثة هي منطقة البقاع التي تضم مخيماً واحد اًقرب مدينة بعلبك هو مخيم ويفل المعروف بمخيم الجليل، ويقع عموما تحت سيطرة اليسار الماركسي الفلسطيني الذي لا يتعايش مع فصائل إسلامية، لذلك لا مشكلة في ترتيب وضع سلاحه الفردي, *- المرحلة الرابعة والأخيرة وهي الأكثر تعقيداً تضم خمسة مخيمات في جنوب لبنان هي مخيم الرشيدية، مخيم البص، مخيم برج الشمالي، مخيم المية ومية، ومخيم عين الحلوة، وجميعها، بإستثناء المية ومية، تضم قوعد لحماس والجهاد الإسلامي إضافة إلى ثلاث جماعات تكفيرية في مخيم عين الحلوة هي عصبة الأنصار، الشباب المسلم، وجند الشام. فمن سيشرف على جمع سلاح جماعة 'الشباب المسلم' التي قتلت مسؤول حركة فتح أبو أشرف العمروشي في تموز العام 2024 ولم تسلم القتلة حتى الآن؟؟؟ ومن سيشرف على جمع سلاح 'جند الشام' التي يقال أن قائدها غير فلسطيني ولا عربي بل شيشاني؟؟ المقلق هو أن المخيمات الأربعة، لا سيما مخيم برج الشمالي الذي إنفجر بداخله مخزن ذخيرة حماس تحت المسجد في كانون الأول 2021، مترابطة مصيرياً وليس من السهل إستفراد كل مخيم على حدة. فكيف ستحل عقدة 'س' السلاح في لبنان؟؟؟ محمد سلام -'هنا لبنان' انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News