
مجلس الوزراء يؤكد موقف المملكة الراسخ الداعم لسوريا بمسيرتها نحو النمو الاقتصادي
واطّلع مجلس الوزراء على مضامين المحادثات والاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية بين المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة والصديقة لترسيخ العلاقات وتطوير أوجه التنسيق الثنائي والمتعدد في مختلف المجالات؛ بما يحقق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
وأشاد المجلس، في هذا السياق، بنتائج زيارة الوفد السعودي إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة التي جاءت بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتأكيدًا على موقف المملكة الراسخ الداعم لسوريا في مسيرتها نحو النمو الاقتصادي.
ونوه مجلس الوزراء، بما شهدته الزيارة من توقيع 47 اتفاقية استثمارية بقيمة تقارب 24 مليار ريال في عدد من المجالات، إضافة إلى الإعلان عن تأسيس مجلس أعمال مشترك لدفع عجلة التعاون المتبادل، وتفعيل الشراكات بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين، وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس".
وأوضح وزير الإعلام، سلمان بن يوسف الدوسري، في بيانه عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء تطرق إلى مشاركة المملكة في المنتدى السياسي رفيع المستوى التابع للأمم المتحدة، وما تضمنت من إبراز منجزات رؤيتها الوطنية التي جعلتها الأسرع تقدمًا بين دول مجموعة العشرين في مؤشرات التنمية المستدامة خلال السنوات العشر الماضية، إلى جانب إسهاماتها ومبادراتها الدولية الهادفة إلى تعزيز التقدم والازدهار.
وتابع مجلس الوزراء، تطورات الأحداث ومجرياتها على الساحتين الإقليمية والدولية، مؤكدًا مواصلة المملكة جهودها الرامية إلى إرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ونشر الأمن والاستقرار الدوليين، وإيقاف دائرة العنف التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وأعرب المجلس، عن التطلع إلى أن يسهم "المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية" الذي ترأسه المملكة بالشراكة مع فرنسا؛ في كل ما من شأنه تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإرساء مسار توافقي لتنفيذ حل الدولتين، وتعزيز أمن دول المنطقة واستقرارها.
وجدّد المجلس ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، داعيًا بقية الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة ومواقف داعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأدان المجلس، بأشد العبارات مطالبة الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، وما تمثل من تقويض جهود السلام والإصرار على التخريب والدمار، مشددًا على رفض المملكة التام لانتهاكات سلطات الاحتلال للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وفي الشأن المحلي؛ استعرض مجلس الوزراء مستجدات جهود المملكة في تطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ومن ذلك تشغيل وحدة اختبارية لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة في مدينة الرياض ضمن مساعي المملكة لاستكشاف الحلول التقنية المبتكرة والواعدة في هذا المجال؛ تأكيدًا على ريادتها وسعيها المستمر لتحقيق طموحاتها المناخية بما يتماشى مع رؤية 2030م.
حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا
لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات :
مجلس الوزراء يصدر 9 قرارات في اجتماعه الأسبوعي برئاسة خادم الحرمين الشريفين
أصول البنوك السعودية تقفز إلى 1.2 تريليون دولار بنهاية الربع الثاني من 2025
الراجحي المالية تتوقع تراجع أرباح "أرامكو" إلى 88.5 مليار ريال بالربع الثاني
العلامة التجارية لصندوق الاستثمارات العامة الأعلى عالمياً للعام الثاني
Page 2
الثلاثاء 29 يوليو 2025 04:10 مساءً
Page 3
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ 31 دقائق
- غرب الإخبارية
احياء ليوم الاستحصال..
المصدر - نظّمت سفارة باكستان بالقاهرة اليوم ندوة بعنوان "كشمير: جرحٌ نازفٌ يُهزّ الضمير الجماعي للعالم الحر" احياء ليوم الاستحصال. وضمّ المتحدثون شخصيات مصرية بارزة من الإعلام والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية. استُهلّ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عُزف النشيدان الوطنيان لمصر وباكستان. وقُرئت رسائل الرئيس ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء/وزير الخارجية بمناسبة يوم الاستحصال على الحضور. أدان المشاركون في عروضهم المنفصلة، وإن كانت مؤثرة بنفس القدر، قمع قوات الاحتلال الهندي المتواصل للكشميريين الأبرياء، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتساءلوا عن الإدانة والأخكام الغير نزيهة التى صدرت بحق القيادة السياسية الكشميرية ونشطاء حقوق الإنسان. وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء سياسات الحكومة الهندية المناهضة للكشميريين والمسلمين، ومحاولاتها لتغيير التركيبة السكانية للأراضي المحتلة من خلال تغيير الوضع المستقل للمنطقة بشكل أحادي وغير قانوني في 5 أغسطس 2019، وحثوا المجتمع الدولي على الاضطلاع بدور في تسهيل التوصل إلى حل عادل وسلمي لنزاع جامو وكشمير، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ورغبات الشعب الكشميري. أشاد المتحدثون بشكل خاص بالقيادة الباكستانية المدنية والعسكرية لردها الناضج والمناسب والبارز على العدوان الهندي غير المبرر على باكستان خلال عملية "البنيان المرصوص". كما أشاد المتحدثون بالتدخل السريع للمجتمع الدولي، ولا سيما الدور المحوري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تجنب كارثة ذات أبعاد ملحمية خلال الحرب بين الجارتين النوويتين. أكد السفير عامر شوكت في كلمته على ضرورة الحل الفوري لنزاع كشمير لتجنب كابوس كارثي في جنوب آسيا. وذكر أن قضيتي كشمير وفلسطين ظلتا دون حل لعقود لأن الهند وإسرائيل لا تريدان أن يجد شعب كشمير وفلسطين الباسل السلام. وأوضح السفير أن مشاركة هذا التجمع المتنوع والكبير من الإخوة المصريين اليوم تبعث برسالة قوية إلى الشعب المضطهد في جامو وكشمير وفلسطين بأننا ندعمهم أخلاقيًا وسياسيًا ودبلوماسيًا. أشار السفير بارتياح إلى نجاح باكستان ومصر في دحر خطر الإرهاب من أجل السلام والاستقرار والتنمية. واختتم السفير كلمته مؤكدًا أن السلام في جنوب آسيا والشرق الأوسط سيظل بعيد المنال حتى تُحل قضيتا كشمير وفلسطين بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبما يتوافق مع رغبات وتطلعات الكشميريين والفلسطينيين. حضر الحفل عدد كبير من المثقفين والصحفيين والطلاب والباكستانيين. و تضمنت الندوة عرض فيلم وثائقى عن كشمير و معاناة أهلها من أجل حقهم الأصيل فى تقرير المصير.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
حكومة إسرائيل الأمنية تبحث توسيع الحرب في غزة رغم معارضة الجيش
يلتئم المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر اليوم الخميس لمناقشة المرحلة المقبلة في غزة، بحسب وسائل إعلام محلية تتحدث عن خطط للسيطرة على كامل القطاع الفلسطيني، على وقع تصاعد الضغوط الشعبية، لا سيما من عائلات الرهائن، لوقف الحرب المتواصلة منذ 22 شهراً. ويتزامن انعقاد الاجتماع مع انتقادات وضغوط دولية تواجهها إسرائيل إزاء الوضع الإنساني المأساوي في غزة إذ حذرت وكالات الأمم المتحدة من مجاعة محتملة. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الاجتماع من المتوقع أن يبدأ نحو السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينتش). ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يعتزم المضي قدماً في التصعيد وتوسيع العملية العسكرية لتشمل مناطق مكتظة يُعتقد بوجود الرهائن فيها مثل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين. رئيس الأركان مصر على موقفه وقبيل الاجتماع الحكومي المرتقب، برزت أصوات معارضة في صفوف كبار العسكريين، إذ أعرب رئيس الأركان إيال زامير عن رفضه فكرة الاحتلال الكامل للقطاع التي قال إنها كمن "يسير بقدميه نحو فخ"، وعرض في اجتماع حضره نتنياهو خيارات أخرى. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد أن على الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي قرارات تتخذها الحكومة في ما يتعلق بقطاع غزة. وقال كاتس، "حق وواجب رئيس الأركان أن يعبر عن موقفه في المنابر المختلفة... لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب". لكن زامير أكد في تصريحات لاحقة بأنه سيواصل التعبير عن موقفه "من دون خوف". ونقل بيان عسكري عن زامير قوله خلال لقائه كبار ضباط الجيش، "سنواصل التعبير عن مواقفنا من دون خوف، بشكل موضوعي، مستقل ومهني". وقال زامير، "نحن لا نتعامل مع النظريات، نتعامل مع مسائل حياة أو موت، مع الدفاع عن الدولة، نقوم بذلك ونحن ننظر مباشرة في عيون جنودنا ومواطني الدولة". ورأى رئيس الأركان أن الجيش "حقق" أهداف العملية العسكرية الأخيرة التي أطلق عليها اسم "مركبات جدعون" بل و"تجاوزناها". وأكد، "نحن عازمون على هزيمة وإسقاط حماس، سنواصل العمل وعيوننا على رهائننا، وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادتهم". الرهائن الإسرائيليون أثارت فكرة توغل القوات الإسرائيلية في المناطق التي لا تسيطر عليها بالفعل في القطاع الفلسطيني المدمر قلقاً في إسرائيل. وحثت والدة أحد الرهائن اليوم الناس على الخروج إلى الشوارع للتعبير عن معارضتهم لتوسيع الحملة. وكتبت عيناف زانجاوكر على منصة "إكس" في تعليقات موجهة إلى نتنياهو، "من يتحدث عن اتفاق شامل لا يذهب لاحتلال القطاع ويعرض الرهائن والجنود للخطر". وحث منتدى عائلات الرهائن، الذي يمثل المحتجزين في غزة، رئيس أركان الجيش على معارضة توسيع نطاق الحرب، ودعا المنتدى الحكومة إلى قبول اتفاق ينهي الحرب ويحرر الرهائن المتبقين. ومن ميناء عسقلان جنوب إسرائيل، انطلقت اليوم قوارب تقل أفراداً من عائلات الرهائن في طريقها نحو قطاع غزة في محاولة للضغط للإفراج عنهم. وأبحرت قوارب تقل عائلات الرهائن قبالة سواحل غزة للمطالبة بالإفراج عنهم، ونقلت أكثر من 20 شخصاً يحملون رايات صفراء وصوراً للرهائن هاتفين بأسمائهم. وقال المنظمون إن أقارب الرهائن أرادوا "الاقتراب قدر الإمكان من أحبائهم" المحتجزين منذ عام 2023. وعبر مكبر للصوت، صرخ يهودا كوهين، والد الرهينة نمرود كوهين، "النجدة، النجدة، النجدة، نحن بحاجة إلى كل مساعدة دولية لإنقاذ الرهائن الـ50 المحتجزين منذ نحو عامين". الضربات مستمرة في وقت تتسارع الأحداث والتكهنات بشأن ما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة، تتواصل الضربات الإسرائيلية موقعةً عشرات القتلى. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل مقتل 33 شخصاً منذ فجر اليوم، بينهم ثمانية من منتظري المساعدات. وتركزت الضربات الإسرائيلية على غرب مدينة خان يونس في جنوب القطاع حيث سقط ما لا يقل عن 14 شخصاً. وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمس الأربعاء أوامر إخلاء جديدة في كل من مدينة غزة وفي خان يونس جنوباً. أهالي غزة عبّروا عن مخاوفهم من الحديث عن توسيع إسرائيل لعمليتها العسكرية. وقال أحمد سالم الذي نزح من مخيم جباليا في شمال القطاع إلى غربه، "نعيش كل يوم بقلق وخوف من المجهول". ورأى سالم (45 سنة) أن توسيع إسرائيل لعملياتها البرية يعني "دمار أكثر وموت، لا توجد منطقة آمنة في كل غزة... لم نعد نحتمل". وأما سناء عبدالله (40 سنة) فقالت، "يتحدثون عن خطط توسيع عملياتهم وكأننا لسنا بشر... ومجرد أرقام". وبالنسبة لها فإن "توسعاً برياً جديداً يعني نزوحاً جديداً وخوفاً جديداً ولن نجد مكاناً نحتمي فيه". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "ما يشبه الإبادة" في الموازاة، قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي لوكالة "رويترز" اليوم الخميس إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيراً للغاية وذلك بعد أن أطلعت ذراع السياسة الخارجية والمساعدات الإنسانية بالتكتل الدول الأعضاء في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، على وضع الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع إسرائيل الشهر الماضي في شأن تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال المسؤول إن هناك بعض التطورات الإيجابية في ما يتعلق بتوريد الوقود وإعادة فتح بعض الممرات وارتفاع عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية. ومع ذلك، أضاف المسؤول الأوروبي أن "عوامل تشكل عوائق كبيرة لا تزال تقوض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات إلى غزة، وأهمها غياب بيئة عمل آمنة تسمح بتوزيع المساعدات على نطاق واسع". بدورها، قالت تيريزا ريبيرا، وهي ثاني أكبر مسؤول في المفوضية الأوروبية، في مقابلة نشرتها مجلة "بوليتيكو" اليوم، إن التهجير والقتل في غزة يشبه إلى حد كبير جداً الإبادة الجماعية، وهي أول مفوضة بالتكتل توجه اتهاماً بهذا القدر وتخرج علناً عن موقف المفوضية من الحرب. وأضافت، "إذا لم تكن إبادة جماعية، فهي تشبه إلى حد كبير جداً تعريف معناها". ورفضت إسرائيل مراراً اتهامها بارتكاب إبادة جماعية في غزة. ولم ترد بعثة إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي بعد على طلب للتعليق. وتشغل ريبيرا منصب نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين. وهي سياسية اشتراكية إسبانية تضم اختصاصاتها قضايا المناخ ومكافحة الاحتكار، لكنها لا تتولى مسؤولية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. وذكرت ريبيرا لموقع "بوليتيكو"، "ما نراه هو استهداف سكان حقيقيين وقتلهم والحكم عليهم بالموت جوعاً". وذهبت في تعليقاتها إلى أبعد مما تقوله المفوضية الأوروبية التي اتهمت إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان في غزة، لكنها لم تصل إلى حد اتهامها بالإبادة الجماعية.


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- Independent عربية
ما وراء الاعتراف الأوروبي بفلسطين حرب غزة أم أعباء 100 عام؟
في الحديث عن قرار الاعتراف بدولة فلسطين استشهد كل من وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا بالتاريخ لدعم هذه الخطوة التي تأتي بعد عقود من التنافس المحموم على النفوذ بينهما، الذي يعتبره مؤرخون سبباً في إدخال الشرق الأوسط إلى دوامة من النزاعات المعقدة. فمن منبر الأمم المتحدة، قال ديفيد لامي إن البريطانيين يعترفون بفلسطين "ويد التاريخ على أكتافهم"، مستعيداً "وعد بلفور" الذي نشأت معه القضية الفلسطينية. أما نظيره الفرنسي جان نويل بارو فقال إن قادة بلاده منذ شارل ديغول يدعون إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على أساس اعتراف كل دولة بالأخرى. لكن ما لم يتحدث عنه الوزيران هو دور بريطانيا وفرنسا الجدلي في اتفاقية "سايكس بيكو" لعام 1916، المعاهدة السرية التي قسّمت أراضي المشرق التابعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، إذ لفت الكاتب مارك لاندلر إلى أن القوتين الأوروبيتين تجاهلتا تلك الاتفاقية التي يُستشهد بها كمثال على "الغطرسة الإمبريالية الغربية"، ويرى كثير من العرب بأنها زرعت بذور صراعات دموية في الشرق الأوسط. وأقر لاندلر في تحليل نشرته "نيويورك تايمز" بأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، من مجاعة الأطفال وقيود إسرائيل على وصول المساعدات، إلى حوادث قتل الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، كان لها من دون شك وقع أكثر تأثيراً من أعباء الماضي في رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومع ذلك فإن قراراتهما المصيرية سلطت الضوء على الأدوار الملتبسة لدولتيهما في منطقة كثيراً ما تنازعتا فيها على النفوذ. ووصف أستاذ التاريخ الحديث في جامعة أكسفورد يوجين روغن الاعتراف الفرنسي والبريطاني بفلسطين بأنه تصحيح لأخطاء الماضي، مشيداً بهذه الخطوة لأسباب ترتبط بالماضي والحاضر على حد سواء، فوفقاً له، تفتح إسرائيل، بسلوكها الحالي، الباب أمام تخيير الفلسطينيين بين التهجير من غزة أو ما هو أسوأ. أما الاعتراف بالدولة الفلسطينية فهو في صالح إسرائيل أيضاً كونه يمهد الطريق لـ"شكل من أشكال التعايش المستدام"، بحسب تعبيره. الشق الثاني من وعد بلفور لمح وزير الخارجية البريطاني في كلمته أمام الأمم المتحدة بأن الاعتراف بدولة فلسطينية يعد تصحيحاً لظلم تاريخي تعرض له الفلسطينيون بعد "وعد بلفور" الذي أيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد تضمن الإعلان شرطاً مفاده عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين، وهو الشرط الذي لم يتحقق بشهادة الوضع الحالي في غزة، فبعد 21 شهراً من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، قال لامي إن لبريطانيا "مسؤولية تجاه السكان الفلسطينيين المضطهدين منذ زمن طويل". ولفت روغن، الذي ألّف كتباً عن تاريخ العرب ووعد بلفور بأن حجة وزير الخارجية البريطاني تتمثل في أن الوقت قد حان للوفاء بالشق الثاني من ذلك الوعد، وأضاف "في زمن وعد بلفور كانت بريطانيا إمبراطورية عالمية، لم يكن يخطر في بالها عام 1917 أنها قد تفقدها يوماً ما. أما ديفيد لامي فيعمل اليوم في بريطانيا ما بعد الاستعمار، وما بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لكنه يستخدم التاريخ كأداة لمنح شرعية لقراره". وفيما صرح وزير الخارجية البريطاني بأن بلاده فخورة بمساهمتها في إرساء أسس وطن قومي للشعب اليهودي، إلا أن روغن قال إن "الدافع البريطاني لدعم الكيان الذي أصبح لاحقاً إسرائيل لم يكن أخلاقياً بقدر ما كان إستراتيجياً، فقد كانت بريطانيا تبحث عن مجتمع حليف في فلسطين يمنع سقوط الإقليم في أيدي أعدائها، وكانت تخشى أن يُستخدم كمنصة انطلاق لهجمات على قناة السويس التي كانت تخضع آنذاك للسيطرة البريطانية". وتراجعت بريطانيا لاحقاً عن موقفها المؤيد للصهيونية عندما وجدت صعوبة في التوفيق بين قيام دولة يهودية والحفاظ على علاقاتها مع العالم العربي، فاقترحت في الوثيقة المعروفة باسم "الورقة البيضاء" لعام 1939، إقامة وطن قومي لليهود ضمن دولة فلسطينية مستقلة ذات أغلبية عربية، مع تقييد عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين بـ75 ألفاً لمدة خمسة أعوام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) معارضة إسرائيلية نددت حكومة بنيامين نتنياهو بالاعتراف البريطاني والفرنسي، وسعى مسؤولون سابقون مثل مايكل أورن الذي عمل سفيرا لإسرائيل في واشنطن إلى التقليل من القرار، قائلاً إنه "لن يسرع إنهاء الصراع في غزة بل سيطيله"، وأضاف بأن "هذه القوى كانت فاعلة في المنطقة وتريد اليوم أن تشعر بأنها لا تزال كذلك". ويرى آخرون أنه لو لم يكن لتلك الخطوة أي تأثير لما استدعت ردود الفعل الغاضبة التي أبدتها حكومة نتنياهو والمسؤولون الإسرائيليون، فمع انضمام بريطانيا وفرنسا إضافة إلى كندا ومالطا، اللتين أعلنتا الأسبوع الماضي أنهما ستدعمان الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، أصبح أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة الـ193 يعترفون بالدولة الفلسطينية. وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن فرنسا لديها مصلحة أقل مباشرة في فلسطين مقارنة ببريطانيا، بعدما تخلت عن مطالبها بموجب اتفاقية "سايكس – بيكو"، إلا أن اعترافها يمثل تحولاً مصيرياً جديداً في علاقتها بإسرائيل. ومن عام 1945 إلى 1967 كانت فرنسا أكبر داعم غربي لإسرائيل، ويرتبط ذلك جزئياً بتجربتها مع تداعيات الاستعمار، ففي عام 1954 لاقت الانتفاضة التحررية في الجزائر دعم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، فرأت فرنسا في إسرائيل سداً منيعاً في وجه عبدالناصر، فتقاربت معها، ومدّتها بمقاتلات "ميراج"، والتكنولوجيا النووية التي شكّلت أساس برنامجها النووي غير المُعلن، لكن التحول بدأ في عام 1967، فبعدما شنت إسرائيل ضربة عسكرية ضد مصر، فرض الرئيس الفرنسي شارل ديغول حظراً على بيع الأسلحة لإسرائيل وبدأ في توجيه بوصلة باريس نحو الدول العربية. ومهد هذا التحول في السياسة الفرنسية إلى صعود أميركا كأقرب حليف غربي لإسرائيل، حين دعمتها في حرب 1967، في حين مدت فرنسا يدها للفلسطينيين وأصبحت بعد ذلك أول دولة غربية تُقيم علاقات وثيقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الدولي للفلسطينيين، التي يقودها اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ويقول السفير الفرنسي لدى إسرائيل بين 2003 و2006، جيرار آرو، إن ذلك التحول ترك أثراً لا يمحى، مشيراً إلى أنه كان يشعر دائماً بوجود انطباع داخل الدوائر الإسرائيلية الرسمية مفاده "لا تثقوا بالفرنسيين". ويرى آرو أن "فرنسا وبريطانيا لم تُدركا أن زمن الاستعمار قد انتهى، وتصرفتا وكأنهما لا تزالان تملكان كل النفوذ"، في حين أوضح مؤرخون بأنه إذا كانت الدولتان تعتزمان الاعتراف بدولة فلسطينية، فعليهما أيضاً الاعتراف بتراجع نفوذهما في منطقة كانتا تحكمانها ذات يوم، بعد عقود من تقسيم مهندسي "سايكس – بيكو" الشرق الأوسط، مما خلف تداعيات ملموسة لليوم، وفق "نيويورك تايمز".