logo
"بيلدر إيه آي" تفلس بعد اكتشاف استخدامها لمبرمجين هنود

"بيلدر إيه آي" تفلس بعد اكتشاف استخدامها لمبرمجين هنود

الجزيرةمنذ 11 ساعات
قلّة من الشركات تتمكن من جذب الاهتمام والنجاح بالشكل الذي قامت به شركة "بيلدر إيه آي" (Builder ai)، فقد استطاعت في وقت قياسي الوصول إلى قيمة تخطت 1.5 مليار دولار، بسبب ادعائها استخدام الذكاء الاصطناعي في برمجة التطبيقات، وهو الادعاء الذي ثبت كذبه واعتماد الشركة على مبرمجين بشر للقيام بمهام الذكاء الاصطناعي.
ولكن بحسب التقرير الذي نشرته "فايننشال تايمز" أولا ثم "سيليكون يو كيه" (Silicon UK)، فإن الشركة الآن أعلنت إفلاسها عقب اكتشاف تزوير مبيعات الشركة.
ما "بيلدر إيه آي"؟
ادعت "بيلدر إيه آي" أنها تمثل فكرا جديدا في عالم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبرمجة المعتمدة عليه بشكل كامل، إذ كانت تتيح للمطورين بناء تطبيقات للهواتف المحمولة دون الحاجة لخبرة برمجية كاملة.
وذلك لأن منصتها تعتمد على فلسفة "دراغ آند دروب" (Drag&Drop) عبر سحب الأجزاء المراد وضعها في التطبيق، ويقوم الذكاء الاصطناعي بعد ذلك بعملية البرمجية وكتابة الأكواد والربط اللازم داخله، أو هكذا ادعت قبل أن تظهر الحقيقة.
وتقدم الشركة أيضا خدمة بيع الأدوات والتصميمات داخل المنصة الخاصة بها، وبحسب تقارير "فايننشال تايمز" و"سيليكون يو كيه"، فإن هذه الخدمة كانت من ضمن الخدمات التي تسببت في الأرباح المغلوطة للأداة، إذ وجد التحقيق الداخلي عددا من عمليات إعادة البيع المشبوهة داخل المنصة، وكانت هذه العمليات تأتي من بائعين مختلفين بالشرق الأوسط.
لا وجود للذكاء الاصطناعي في "بيلدر إيه آي"
كشفت مجموعة من التقارير عن فضيحة "بيلدر إيه آي" قبل ظهور أخبار الإفلاس واكتشاف المزيد من أزمات الشركة، إذ ظهرت عدة منشورات في منصة "إكس" تؤكد استخدام الشركة لفرق من 700 مبرمج هندي.
وتقوم هذه الفرق بالمهام التي يفترض للذكاء الاصطناعي القيام بها، أي أن مستخدمي منصة "بيلدر إيه آي" كانوا يتواصلون مع فرق من المبرمجين الهنود من أجل تحقيق طلباتهم.
ومع ازدياد الأزمات المالية بالشركة، احتاج المدير التنفيذي ومؤسسها ساشين ديف دوجال لدفع الرواتب لفرق المطورين الهنود هؤلاء، ولكن كان يجب دفع هذه الأموال بشكل مجهول حتى لا يترك خلفه دليلا يشير للاعتماد على المبرمجين الهنود أو حتى وجودهم.
ودفعه هذا لاستخدام طرق مشبوهة لأخذ الأموال من الشركة وإعادتها مجددا، وهو ما أثار ريبة العديد من الخبراء فضلا عن المساهمين في الشركة، وبعد ظهور الأنباء عن وجود فرق المبرمجين الهنود، تعرضت الشركة لتدقيق مفصل كشف عن الحقيقة المرة، وهي الاعتماد على فرق المبرمجين الهنود بدلا من الذكاء الاصطناعي.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يواجه فيها ساشين ديف دوجال مؤسس الشركة هذه الاتهامات، إذ نشرت "وول ستريت جورنال" تقريرا في عام 2019 عن شركة دوجال الأولى التي تدعى "إنجينير إيه آي" التي كانت تقدم الخدمة نفسها.
وكان دوجال يدعي وقتها أن الشركة تعتمد على تقنية ذكاء اصطناعي بمساعدة الإنسان، ولكن تقرير الصحيفة أشار إلى أن الشركة كانت تعتمد على مبرمجين من الهند للقيام بكافة المهام دون وجود تدخل حقيقي للذكاء الاصطناعي، وقتها اضطر دوجال لإعادة تسمية الشركة لتصبح "بيلدر إيه آي"، وذلك وفق تقرير نشرته "فايننشال تايمز".
بداية الانهيار والاقتراض
استمرت الأزمة عندما قامت الشركة بقيادة ساشين ديف دوجال بالاقتراض من مجموعة مقرضين مهتمين بالشركات التقنية، ومن بينهم فيولا كريديت، أتيمبو جروث، وكادما كابيتال بارتنرز بحسب ما نقلته "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة رفضت الإفصاح عن هويتها.
حصلت الشركة على قرض وصل إلى 50 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعدها بشهرين، أي في ديسمبر/كانون الأول التالي، طالب دوجال مجلس الإدارة بالمزيد من الأموال حتى تستمر الشركة في العمل، وذلك بحسب تقرير آخر قدمته "بلومبيرغ"، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مجلس الإدارة وشكوكه.
ورغم هذا قام مجلس الإدارة بزيادة التمويل ليصل إلى 100 مليون دولار، وبحلول فبراير/شباط الماضي، قام مجلس الإدارة بإزاحة دوجال من منصبه مانحا المنصب إلى مانبريت راتيا، أحد المديرين التنفيذيين في شركة "جانغل فينتشر" (JungleVentures)، وهي من الشركات التي أقرضت "بيلدر إيه آي" مؤخرا، ليقوم راتيا لاحقا بتعيين مدقق حسابات مستقل لمراجعة مبيعات ودفاتر الشركة.
وكشفت هذه المراجعة الداخلية عن تضخم مبيعات الشركة بنسبة تفوق 300% بناء على تقرير "سيليكون يو كيه"، والأهم، وجود بعض المبيعات التي أضيفت إلى سجلات الشركة وإجمالي مبيعاتها السنوية دون أن يتم تحصيل قيمتها، وهي جميعا مرتبطة بالمدير التنفيذي السابق دوجال.
واستمرت التحقيقات الداخلية حتى قامت بإعادة تقييم مبيعات الشركة في العام الماضي لتصل إلى 55 مليون دولار بدلا من 220 مليون دولار المعلنة من قبل مجلس الإدارة، وأما مبيعات العام الذي يسبقه 2023، فقد أبلغت الشركة أنها وصلت إلى 180 مليون دولار، ولكن بعد المراجعة وصلت إلى 45 مليون دولار تقريبا.
وهذه الاكتشافات جعلت تكتل الشركات المقرضة يستولي تماما على "بيلدر إيه آي" إلى جانب حسابات الشركة التي كانت تضم 37 مليون دولار فقط، وبعدها أرسلت الشركة إلى جميع موظفيها تعلن تعليق وظائفهم وإعادة تقييم الوضع بشكل كامل.
كيف ضخمت الشركة أرباحها؟
نشرت وكالة "بلومبيرغ" في مايو/أيار الماضي تقريرا عن منصة "بيلدر إيه آي"، وأوضحت من خلاله الآلية التي استخدمتها الشركة لتضخيم أرباحها بشكل غير شرعي، إذ تعاونت الشركة مع شركة هندية تدعى "فيرسي إنوفيشن" (VerSe Innovation) من أجل تضخيم الأرباح بشكل وهمي.
وبحسب تقرير "بلومبيرغ"، فإن "بيلدر إيه آي" كانت تتلقى فواتير بشكل دوري في الفترة بين عام 2021 و2024 من الشركة الهندية، وبعد ذلك، تقوم الشركة الهندية بإرسال فواتير بقيمة مماثلة للفواتير التي حصلتها "بيلدر إيه آي" في الفترة ذاتها.
وتهدف هذه العملية إلى رفع المبيعات بشكل كبير دون وجود مبيعات حقيقية دخلت للشركة، إذ كانت تعيد دفع أي أرباح تحصل عليها من مثيلتها الهندية مجددا، وبينما تمكنت "بيلدر إيه آي" من جمع ما يقرب من 60 مليون دولار بالاعتماد على هذه الطريقة، فإنها عاودت دفع القيمة نفسها إلى شركة "فيرسي إنوفيشن".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سنغافورة تفرض غرامات على فروع بنوك عالمية بتهمة تبييض أموال
سنغافورة تفرض غرامات على فروع بنوك عالمية بتهمة تبييض أموال

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

سنغافورة تفرض غرامات على فروع بنوك عالمية بتهمة تبييض أموال

أعلن البنك المركزي في سنغافورة الجمعة فرض غرامات مالية على مؤسسات مالية عالمية كبرى، من بينها البنك الأميركي "سيتي بنك" والبنك السويسري "يو بي إس"، وذلك على خلفية مخالفات تتعلق بأكبر قضية تبييض أموال شهدتها البلاد. وفي هذه القضية التي يقدر حجم المخالفات فيها بـ3 مليارات دولار سنغافوري (ما يعادل نحو ملياري يورو)، أدين 10 أشخاص وحُكم عليهم بالسجن، لاستخدامهم النظام المالي في سنغافورة في تبييض عائدات غير مشروعة من أنشطة قمار في دول عديدة، بحسب السلطات المحلية. وبعد اعتقال المتهمين في العام 2023، باشرت السلطة النقدية في سنغافورة (إم إي إس) تحقيقا موسعا شمل المؤسسات المالية، في محاولة لاستعادة ثقة الناس والحفاظ على سمعة النظام المالي للبلاد. وفرضت السلطة النقدية في سنغافورة غرامات بقيمة إجمالية ناهزت 24.5 مليون دولار سنغافوري على 9 مؤسسات مالية، بسبب تقصيرها في تنفيذ الإجراءات اللازمة لمكافحة تبييض الأموال، بحسب كما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. ومن بين هذه المؤسسات: فرع بنك "كريدي سويس" في سنغافورة الذي استحوذ عليه بنك "يو بي إس" في العام 2023، وفُرضت عليه غرامة بقيمة 5.8 ملايين دولار سنغافوري. كما غُرّم مصرف "يونايتد أوفرسيز بنك" المحلي بمبلغ 5.6 ملايين. وفرع "يو بي إس" في سنغافورة بـ3 ملايين. إضافة إلى فرعين تابعين لـ"سيتي بنك" تم تغريمهما بـ2.6 مليون دولار. شملت العقوبات أيضا فرع بنك "جوليوس باير" السويسري في سنغافورة، الذي فُرضت عليه غرامة قدرها 2.4 مليون دولار سنغافوري. وأوضحت السلطة النقدية أن هذه البنوك أخفقت في رصد عدد من "الإشارات التحذيرية" التي كان ينبغي أن تثير الشكوك حول مصادر أموال بعض عملائها. وقال هيرن شين نائب المدير المسؤول عن الرقابة المالية في هيئة النقد السنغافورية: "على غرار المراكز المالية الدولية الكبرى، تواجه سنغافورة مخاطر مستمرة تتعلق بتبييض الأموال". وأكدت مجموعة "يو بي إس" في بيان التزامها مواصلة التعاون الوثيق مع الهيئات التنظيمية من أجل حماية القطاع المالي في سنغافورة. بدوره، شدد فرع "سيتي بنك" في سنغافورة على التزامه "ضمان أعلى معايير الحوكمة والرقابة لرصد عمليات تبييض الأموال ومنعها". وصادرت الشرطة سيارات فاخرة ومجوهرات وسلعا من علامات تجارية شهيرة، إلى جانب عملات رقمية ومبالغ نقدية، تعود للمدانين الذين كانوا يقيمون في أرقى أحياء سنغافورة.

تقرير أممي يوثق مساهمة شركات كبرى في حرب إسرائيل
تقرير أممي يوثق مساهمة شركات كبرى في حرب إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

تقرير أممي يوثق مساهمة شركات كبرى في حرب إسرائيل

وثق تقرير اممي لأول مرة مساهمة شركات كبرى في حرب إسرائيل على قطاع غزة، مستندا إلى أدلة موثقة عن انتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية ودراسة تكشف عن الأثر الاقتصادي للاستيطان والحرب على غزة. اقرأ المزيد

"بيلدر إيه آي" تفلس بعد اكتشاف استخدامها لمبرمجين هنود
"بيلدر إيه آي" تفلس بعد اكتشاف استخدامها لمبرمجين هنود

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

"بيلدر إيه آي" تفلس بعد اكتشاف استخدامها لمبرمجين هنود

قلّة من الشركات تتمكن من جذب الاهتمام والنجاح بالشكل الذي قامت به شركة "بيلدر إيه آي" (Builder ai)، فقد استطاعت في وقت قياسي الوصول إلى قيمة تخطت 1.5 مليار دولار، بسبب ادعائها استخدام الذكاء الاصطناعي في برمجة التطبيقات، وهو الادعاء الذي ثبت كذبه واعتماد الشركة على مبرمجين بشر للقيام بمهام الذكاء الاصطناعي. ولكن بحسب التقرير الذي نشرته "فايننشال تايمز" أولا ثم "سيليكون يو كيه" (Silicon UK)، فإن الشركة الآن أعلنت إفلاسها عقب اكتشاف تزوير مبيعات الشركة. ما "بيلدر إيه آي"؟ ادعت "بيلدر إيه آي" أنها تمثل فكرا جديدا في عالم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبرمجة المعتمدة عليه بشكل كامل، إذ كانت تتيح للمطورين بناء تطبيقات للهواتف المحمولة دون الحاجة لخبرة برمجية كاملة. وذلك لأن منصتها تعتمد على فلسفة "دراغ آند دروب" (Drag&Drop) عبر سحب الأجزاء المراد وضعها في التطبيق، ويقوم الذكاء الاصطناعي بعد ذلك بعملية البرمجية وكتابة الأكواد والربط اللازم داخله، أو هكذا ادعت قبل أن تظهر الحقيقة. وتقدم الشركة أيضا خدمة بيع الأدوات والتصميمات داخل المنصة الخاصة بها، وبحسب تقارير "فايننشال تايمز" و"سيليكون يو كيه"، فإن هذه الخدمة كانت من ضمن الخدمات التي تسببت في الأرباح المغلوطة للأداة، إذ وجد التحقيق الداخلي عددا من عمليات إعادة البيع المشبوهة داخل المنصة، وكانت هذه العمليات تأتي من بائعين مختلفين بالشرق الأوسط. لا وجود للذكاء الاصطناعي في "بيلدر إيه آي" كشفت مجموعة من التقارير عن فضيحة "بيلدر إيه آي" قبل ظهور أخبار الإفلاس واكتشاف المزيد من أزمات الشركة، إذ ظهرت عدة منشورات في منصة "إكس" تؤكد استخدام الشركة لفرق من 700 مبرمج هندي. وتقوم هذه الفرق بالمهام التي يفترض للذكاء الاصطناعي القيام بها، أي أن مستخدمي منصة "بيلدر إيه آي" كانوا يتواصلون مع فرق من المبرمجين الهنود من أجل تحقيق طلباتهم. ومع ازدياد الأزمات المالية بالشركة، احتاج المدير التنفيذي ومؤسسها ساشين ديف دوجال لدفع الرواتب لفرق المطورين الهنود هؤلاء، ولكن كان يجب دفع هذه الأموال بشكل مجهول حتى لا يترك خلفه دليلا يشير للاعتماد على المبرمجين الهنود أو حتى وجودهم. ودفعه هذا لاستخدام طرق مشبوهة لأخذ الأموال من الشركة وإعادتها مجددا، وهو ما أثار ريبة العديد من الخبراء فضلا عن المساهمين في الشركة، وبعد ظهور الأنباء عن وجود فرق المبرمجين الهنود، تعرضت الشركة لتدقيق مفصل كشف عن الحقيقة المرة، وهي الاعتماد على فرق المبرمجين الهنود بدلا من الذكاء الاصطناعي. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يواجه فيها ساشين ديف دوجال مؤسس الشركة هذه الاتهامات، إذ نشرت "وول ستريت جورنال" تقريرا في عام 2019 عن شركة دوجال الأولى التي تدعى "إنجينير إيه آي" التي كانت تقدم الخدمة نفسها. وكان دوجال يدعي وقتها أن الشركة تعتمد على تقنية ذكاء اصطناعي بمساعدة الإنسان، ولكن تقرير الصحيفة أشار إلى أن الشركة كانت تعتمد على مبرمجين من الهند للقيام بكافة المهام دون وجود تدخل حقيقي للذكاء الاصطناعي، وقتها اضطر دوجال لإعادة تسمية الشركة لتصبح "بيلدر إيه آي"، وذلك وفق تقرير نشرته "فايننشال تايمز". بداية الانهيار والاقتراض استمرت الأزمة عندما قامت الشركة بقيادة ساشين ديف دوجال بالاقتراض من مجموعة مقرضين مهتمين بالشركات التقنية، ومن بينهم فيولا كريديت، أتيمبو جروث، وكادما كابيتال بارتنرز بحسب ما نقلته "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة رفضت الإفصاح عن هويتها. حصلت الشركة على قرض وصل إلى 50 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعدها بشهرين، أي في ديسمبر/كانون الأول التالي، طالب دوجال مجلس الإدارة بالمزيد من الأموال حتى تستمر الشركة في العمل، وذلك بحسب تقرير آخر قدمته "بلومبيرغ"، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مجلس الإدارة وشكوكه. ورغم هذا قام مجلس الإدارة بزيادة التمويل ليصل إلى 100 مليون دولار، وبحلول فبراير/شباط الماضي، قام مجلس الإدارة بإزاحة دوجال من منصبه مانحا المنصب إلى مانبريت راتيا، أحد المديرين التنفيذيين في شركة "جانغل فينتشر" (JungleVentures)، وهي من الشركات التي أقرضت "بيلدر إيه آي" مؤخرا، ليقوم راتيا لاحقا بتعيين مدقق حسابات مستقل لمراجعة مبيعات ودفاتر الشركة. وكشفت هذه المراجعة الداخلية عن تضخم مبيعات الشركة بنسبة تفوق 300% بناء على تقرير "سيليكون يو كيه"، والأهم، وجود بعض المبيعات التي أضيفت إلى سجلات الشركة وإجمالي مبيعاتها السنوية دون أن يتم تحصيل قيمتها، وهي جميعا مرتبطة بالمدير التنفيذي السابق دوجال. واستمرت التحقيقات الداخلية حتى قامت بإعادة تقييم مبيعات الشركة في العام الماضي لتصل إلى 55 مليون دولار بدلا من 220 مليون دولار المعلنة من قبل مجلس الإدارة، وأما مبيعات العام الذي يسبقه 2023، فقد أبلغت الشركة أنها وصلت إلى 180 مليون دولار، ولكن بعد المراجعة وصلت إلى 45 مليون دولار تقريبا. وهذه الاكتشافات جعلت تكتل الشركات المقرضة يستولي تماما على "بيلدر إيه آي" إلى جانب حسابات الشركة التي كانت تضم 37 مليون دولار فقط، وبعدها أرسلت الشركة إلى جميع موظفيها تعلن تعليق وظائفهم وإعادة تقييم الوضع بشكل كامل. كيف ضخمت الشركة أرباحها؟ نشرت وكالة "بلومبيرغ" في مايو/أيار الماضي تقريرا عن منصة "بيلدر إيه آي"، وأوضحت من خلاله الآلية التي استخدمتها الشركة لتضخيم أرباحها بشكل غير شرعي، إذ تعاونت الشركة مع شركة هندية تدعى "فيرسي إنوفيشن" (VerSe Innovation) من أجل تضخيم الأرباح بشكل وهمي. وبحسب تقرير "بلومبيرغ"، فإن "بيلدر إيه آي" كانت تتلقى فواتير بشكل دوري في الفترة بين عام 2021 و2024 من الشركة الهندية، وبعد ذلك، تقوم الشركة الهندية بإرسال فواتير بقيمة مماثلة للفواتير التي حصلتها "بيلدر إيه آي" في الفترة ذاتها. وتهدف هذه العملية إلى رفع المبيعات بشكل كبير دون وجود مبيعات حقيقية دخلت للشركة، إذ كانت تعيد دفع أي أرباح تحصل عليها من مثيلتها الهندية مجددا، وبينما تمكنت "بيلدر إيه آي" من جمع ما يقرب من 60 مليون دولار بالاعتماد على هذه الطريقة، فإنها عاودت دفع القيمة نفسها إلى شركة "فيرسي إنوفيشن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store