logo
بريطانيا تُحرِك مقاتلات وسفن إلى الشرق الأوسط "للدفاع" عن إسرائيل.. هل يتسع نطاق الحرب؟

بريطانيا تُحرِك مقاتلات وسفن إلى الشرق الأوسط "للدفاع" عن إسرائيل.. هل يتسع نطاق الحرب؟

صحيفة سبقمنذ 9 ساعات

وسط تصاعد غير مسبوق للتوترات في الشرق الأوسط، قررت بريطانيا ممثلة في زعيم حزب العمال كير ستارمر، تحريك طائرات مقاتلة وسفن عسكرية أخرى نحو المنطقة، معلناً رفضه استبعاد "الدفاع" عن إسرائيل في مواجهة الضربات الإيرانية، وهذا التحرك، الذي أتى بعد الهجوم الإسرائيلي على برنامج إيران النووي وقيادتها العسكرية، يضع لندن في موقف حرج أمام تهديدات طهران باستهداف القواعد البريطانية في المنطقة حال تدخلها، وفي خطوة تثير تساؤلات حول الدور البريطاني، بين خفض التصعيد أو الانخراط في صراع أوسع، تستعد القوات الجوية البريطانية لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بينما تتكثف الاتصالات الدبلوماسية مع قادة العالم في محاولة لاحتواء الأزمة.
تحريك الأصول
وأكد كير ستارمر، في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة المتجهة إلى قمة مجموعة السبع، أن "المملكة المتحدة تحرك أصولاً إلى المنطقة، بما في ذلك الطائرات، وذلك للدعم الطارئ"، وهذه التصريحات جاءت بعد سلسلة من المكالمات الهاتفية التي أجراها مع عدد من القادة الدوليين، في الساعات التي تلت الهجوم الإسرائيلي على إيران، ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأوضح ستارمر أن القرارات المتخذة تهدف إلى "اتخاذ القرارات الصحيحة للمملكة المتحدة"، وذلك رداً على التهديدات الإيرانية ضد قواعد أي دول غربية تتدخل لمساعدة إسرائيل، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وذكرت الحكومة البريطانية أن هذا التحرك سيتضمن انضمام طائرات مقاتلة سريعة إضافية إلى تلك الموجودة بالفعل في المنطقة، إلى جانب المزيد من طائرات التزويد بالوقود، بهدف "توفير دعم طارئ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إذا استمر التصعيد"، ويُفهم أن هذه الاستعدادات بدأت صباح الجمعة، عقب الهجوم الإسرائيلي على برنامج إيران النووي وقيادتها العسكرية العليا، ومع ذلك، لم تشارك المملكة المتحدة حتى الآن في أي عمل عسكري مباشر، أو في اعتراض صواريخ إيرانية استهدفت إسرائيل.
وشدد ستارمر على ضرورة خفض التصعيد، مؤكداً أن "هناك خطراً كبيراً للتصعيد في المنطقة وعلى نطاق أوسع فيما يتعلق بالصراع"، لافتاً إلى "تأثير ذلك بالفعل على الاقتصاد وأسعار النفط"، وأشار إلى أن لديهم "مخاوف طويلة الأمد بشأن البرنامج النووي الإيراني"، وفي الوقت نفسه "يدركون حق إسرائيل في الدفاع عن النفس" على حد قوله.
وفيما يتعلق بالتحذيرات المسبقة من الضربة الإسرائيلية، رفض ستارمر الكشف عن تفاصيل، مكتفياً بالقول: "لن أخوض في المعلومات التي كانت لدينا في ذلك الوقت أو منذ ذلك الحين"، وأضاف: "لكننا نناقش هذه الأمور بشكل مكثف مع حلفائنا... إنه تدفق مستمر للمعلومات بين حلفائنا، وبيننا وبين الولايات المتحدة"، وتؤكد لندن على أن رسالتها الدائمة للجميع هي "خفض التصعيد"، وأن جميع المناقشات والتحركات تصب في هذا الاتجاه.
تقدير المخاطر
وحذر الخبراء من أن تهديد إيران بالرد على المملكة المتحدة وحلفائها يجب أن "يؤخذ على محمل الجد"، معتبرين أن طهران قد تتخذ إجراءات كانت "لا يمكن تصورها سابقاً"، وترى بوركو أوزجليك زميلة باحثة أولى في أمن الشرق الأوسط، أن النظام الإيراني في "وضع البقاء" ويسعى للتخلص من الصورة النمطية بأنه "نمر من ورق"، وتضيف أن الخيارات الإيرانية "محدودة"، لكنها "تشعر بأنها محاصرة، وقد تقيم طهران أنه ليس لديها خيار سوى المخاطرة بمخاطر لم تكن متصورة من قبل"، وهذا السياق المعقد يدفع لندن إلى الموازنة بين دعوات الدبلوماسية وضرورة الاستعداد العسكري، تحسباً لأي تصعيد غير محسوب.
وترى ماريون مسمر زميلة باحثة أولى في برنامج الأمن الدولي، أن التهديدات الإيرانية تبدو "تحذيراً استباقياً" للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، وعلى الرغم من أن إسرائيل حليفة لبريطانيا، إلا أن الوضع الراهن لا يشير إلى حاجة فورية لدعم عسكري إضافي لها، فهل تنجح الدبلوماسية المكثفة في احتواء هذا التصعيد الخطير، أم أن المنطقة على موعد مع فصول جديدة ستوسع نطاق الحرب؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية كندا يبحثان مستجدات المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار
فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية كندا يبحثان مستجدات المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار

عكاظ

timeمنذ 20 دقائق

  • عكاظ

فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية كندا يبحثان مستجدات المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار

تلقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اتصالاً هاتفياً اليوم، من وزيرة خارجية كندا أنيتا أناند. وجرى خلال الاتصال بحث المستجدات في المنطقة، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. أخبار ذات صلة

مسؤولان أميركيان: ترمب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني
مسؤولان أميركيان: ترمب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني

الشرق السعودية

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق السعودية

مسؤولان أميركيان: ترمب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني

قال مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز"، الأحد، إن الرئيس دونالد ترمب عارض خطة إسرائيلية في الأيام الأخيرة لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، فيما رفض رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو التعليق على الأمر. وأوضح أحد المصدرين، وهو مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "هل قتل الإيرانيون أميركياً حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية". ورد نتنياهو على تصريحات المسؤولين في إدارة ترمب بشأن وجودة خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني بالقول: "لن أخوض في هذا الأمر". وبدأت القوات الإسرائيلية فجر الجمعة سلسلة ضربات غير مسبوقة على إيران، استهدفت قادة عسكريين كبار، وعلماء نووين،ومنشآت نووية، وقواعد صواريخ، وأطلقت إسرائيل على العملية اسم "الأسد الصاعد"، لافتةً إلى أنها اتخذت القرار بالهجوم بناء على تقديرات استخباراتية بأن طهران باتت على مقربة من الحصول على السلاح النووي. وفي المقابل، ردت إيران بإطلاق عملية "الوعد الصادق 3"، مستهدفت إسرائيل بمئات الصواريخ والمسيّرات التي وصل بعضها إلى تل أبيب وأحدثت أضراراً في مباني ومقرات عسكرية. وقال خامنئي في كلمة متلفزة أعقبت الهجمات على طهران إن إسرائيل لن "تبقى سالمة" بعد الهجوم الواسع الذي شنته على بلاده، مشيراً إلى أن طهران لن تلجأ لأنصاف الحلول في ردها على الهجوم. وأكد أن "القوات المسلحة الإيرانية ستتحرك بكل قوة، وستجعل هذا الكيان الصهيوني الوضيع عاجزاً ومشلولاً"، مهدداً بأن إسرائيل "لن تخرج سالمةً من هذه الجريمة، وعلى الشعب الإيراني أن يطمئن تماماً بأن أي تهاون أو تقصير في هذا الشأن لن يحدث". ومنذ بدء العمليات ضد إيران، اغتالت إسرائيل العديد من القادة الكبار في الجيش الإيراني، مثل رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده، بينما اقتصر الاستهداف الإسرائيلي للشخصيات السياسية على مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني.

إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر
إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر

الرياض

timeمنذ 23 دقائق

  • الرياض

إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر

أظهرت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية اطلعت عليها رويترز أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس توسيع نطاق حظر سفر ليشمل منع مواطني 36 دولة إضافية من دخول الولايات المتحدة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع الرئيس ترامب قرارا يحظر دخول مواطني 12 دولة، قائلا إن هذه الخطوة ضرورية لحماية الولايات المتحدة من "الإرهابيين الأجانب" ومن تهديدات أخرى للأمن القومي. وجاء القرار في إطار حملة على الهجرة أطلقها ترامب هذا العام في بداية ولايته الثانية شملت ترحيل مئات الفنزويليين المشتبه في انتمائهم لعصابات إجرامية إلى السلفادور إضافة إلى محاولات لحرمان بعض الطلاب الأجانب من الالتحاق بالجامعات الأمريكية وترحيل آخرين. وفي مذكرة دبلوماسية داخلية موقعة من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حددت الوزارة مخاوف بشأن البلدان المعنية وسعت إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية. وقالت المذكرة التي صدرت مطلع الأسبوع "حددت الوزارة 36 دولة تشكل مصدرا للقلق وقد يوصى بفرض حظر كلي أو جزئي على دخول مواطنيها إذا لم تف بالمتطلبات المعيارية القائمة خلال 60 يوما". وصحيفة واشنطن بوست هي أول من نشر عن تلك المذكرة. ومن بين المخاوف التي طرحتها وزارة الخارجية في المذكرة افتقار تلك الدول لحكومات تتمتع بالكفاءة أو السلطات المتعاونة معها لإنتاج وثائق هوية يعتمد عليها وموثوقة. وأشارت الوثيقة إلى أن من المخاوف الأخرى هي "التشكك في أمن" عملية إصدار جوازات السفر في بعض تلك الدول. وأشارت المذكرة إلى أن بعض الدول لم تكن متعاونة في تسهيل ترحيل مواطنيها من الولايات المتحدة الذين صدرت أوامر بترحيلهم. كما أن بعض الدول تجاوز مواطنوها مدة الإقامة المسموح لهم بها في الولايات المتحدة. ومن الأسباب الأخرى للقلق التي ذكرتها الوثيقة تورط مواطني تلك الدول في أعمال إرهابية في الولايات المتحدة أو في أنشطة معادية للسامية أو مناهضة لأمريكا. وأشارت المذكرة إلى أن هذه المخاوف لا تنطبق جميعها على كل الدول المذكورة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية "نعيد تقييم سياساتنا باستمرار لضمان سلامة الأمريكيين والتزام الأجانب بقوانيننا" لكنه أحجم عن التعليق على مداولات واتصالات داخلية محددة. وأضاف "وزارة الخارجية ملتزمة بحماية أمتنا ومواطنيها من خلال الالتزام بأعلى معايير الأمن القومي والسلامة العامة خلال عمليات منح التأشيرات". ومن بين الدول التي قد يشملها الحظر الإضافي كليا أو جزئيا إذا أخفقت في الامتثال للمعايير خلال 60 يوما مصر وسوريا وجيبوتي وموريتانيا وجنوب السودان وإثيوبيا وتنزانيا والنيجر ونيجيريا والسنغال وأوغندا وزامبيا وزمبابوي وأنجولا وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وكمبوديا والكاميرون وساحل العاج وجمهورية الكونجو الديمقراطية والجابون وجامبيا وغانا وقرغيزستان وليبيريا وملاوي. وستشكل إضافة 36 دولة توسيعا كبيرا للحظر الذي دخل حيز التنفيذ على 12 دولة في وقت سابق من هذا الشهر وشمل ليبيا والصومال والسودان واليمن وإريتريا وإيران وأفغانستان وميانمار وتشاد والكونجو وغينيا الاستوائية وهايتي. كما فرض الحظر قيودا جزئية على دخول مواطنين من سبع دول أخرى هي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا. وخلال ولايته الأولى، أعلن ترامب حظرا على دخول القادمين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وهي سياسة خضعت لمراجعات عديدة قبل أن تؤيدها المحكمة العليا عام 2018.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store