logo
السلاح يوسّع الهوة بين «حزب الله» وحلفائه

السلاح يوسّع الهوة بين «حزب الله» وحلفائه

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات

لم يعد هناك عملياً أي فريق سياسي لبناني وازن يدعم تمسك «حزب الله» بسلاحه، أو يتبنى المقايضة التي يطرحها الأخير لجهة استعداده لبحث مصير السلاح، بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها.
وحدها حركة «أمل»، التي يتزعمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لا تزال تتلاقى مع موقف «الحزب»؛ حرصاً على عدم إحداث تشققات في الجسم الشيعي اللبناني تصعب معالجتها.
وبدأ حلفاء «حزب الله» يبتعدون عنه تباعاً منذ اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله في غارة إسرائيلية، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وبلغ التباعد مداه مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، واستشعارهم الحصار والضعف الذي بدأ يضرب «الحزب»، في حين تستمر القوى المعارِضة له على موقفها الداعي إلى نزع سلاحه، وبشكل أساسي حزب «القوات اللبنانية»، وحزب «الكتائب اللبنانية».
ومؤخراً، وفي ظل الضغوط الدولية الكبيرة الممارَسة على لبنان لوضع حد لكل السلاح غير الشرعي، سواء في جنوب نهر الليطاني أو شماله، والتي تترافق مع تصعيد إسرائيلي ميداني، خرج الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ليُطالبا «حزب الله» بتسليم السلاح فوراً ودون شروط.
وفي مؤتمر صحافي عقده، الخميس الماضي، عَدّ جنبلاط أنّ السلاح «يجب أن يكون حصراً بيد الدولة»، داعياً «حزب الله» إلى «تسليم سلاحه»، في حين رأى باسيل، خلال مقابلة تلفزيونية، الجمعة، أن «السلاح بات يؤدي إلى ضررٍ على لبنان»، مشدداً على أن «مهمة الدفاع يجب أن تكون في يد الدولة، وأن يُسلَّم السلاح إليها». ودعا جنبلاط «حزب الله» إلى «الانخراط في مشروع الدولة».
ولا يبدو رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي، الذي طالما كان حليف «حزب الله»، بعيداً عن موقفيْ جنبلاط وباسيل، إذ لفت إلى أن موقفه من سلاح «حزب الله» «مطابق لموقف ورؤية الدولة، والدستور الذي يقول إن لبنان دولة ذات سيادة، والسلاح يُفترض أن يكون بيدِ الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية». ويقول كرامي، لـ«الشرق الأوسط»: «لكن ذلك لا يمنع حقنا بتحرير أرضنا بكل الوسائل المتاحة، وهذا مذكور في البيان الوزاري وخطاب القَسَم».
ويدعم كرامي مقاربة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لملف السلاح، بحيث «يسعى لإيجاد حل له من خلال الحوار مع (حزب الله)، على أن تكون هناك أيضاً أجوبة واضحة عن السؤال الأساسي: كيف نحمي لبنان؟!».
مُناصر لـ«حزب الله» يرفع عَلمه ويلتقط صورة قرب السفارة الإيرانية ببيروت (أ.ب)
وعن دعمه، في مرحلة سابقة، سلاح «الحزب» بوصفه ردعاً لإسرائيل وحامياً للبنان، يقول كرامي: «بعد الحرب الأخيرة، تبيَّن أن هناك تفوقاً إسرائيلياً تقنياً واستخباراتياً وعسكرياً، ومن ثم فإن ما يحمي لبنان راهناً هو استراتيجية وطنية وليست عسكرية حصراً، تلحظ بشكل أساسي محاربة الفساد والاعتماد على الذكاء الاصطناعي»، لافتاً إلى أن «العلاقة مع الحزب ليست مقطوعة، لكنها لم تعد كما كانت عليه في السابق نتيجة وضع الحزب اللوجيستي، ونعتقد أنه يُفترض أن يكون هناك اعتراف بالخطأ، وإعادة تقييم للأوضاع وللخروقات التي أدت إلى ما أدت إليه». ويشدد كرامي على أن «الأهم، وفي الطريق إلى حصرية السلاح، ألا يشعر أي فريق بأنه مستهدَف أو يجري الاستفراد به».
من جهته، يشرح عضو تكتل «التيار الوطني الحر» النائب جيمي جبور الأسباب التي دفعتهم للدعوة إلى تسليم السلاح، بعدما كانوا يؤيدون تمسك «حزب الله» به، قائلاً: «هذا السلاح ردع إسرائيل عن مهاجمة لبنان لنحو 20 عاماً، لكن وبعدما انتهى هذا الردع في الحرب الأخيرة والأثمان الباهظة التي دفعها الحزب ولبنان بِتنا نعد ألا جدوى وحاجة لهذا السلاح».
وعن مصير التحالف بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله، يقول جبور، لـ«الشرق الأوسط»: «التحالف مع الحزب انتهى قبل حرب الإسناد نتيجة خلافنا معه على الأولويات السياسية، وخاصة مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية، وعمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي، وقد اتسعت الهوة بيننا مع قراره إسناد (حماس) متجاوزاً الحكومة والإرادة اللبنانية السياسية والشعبية، ولذلك نحن لم نكن، ومنذ فترة، في الموقع السياسي نفسه للحزب كي يُقال إننا نتخلى عنه اليوم».
من لقاء سابق بين باسيل والأمين العام السابق لـ«حزب الله» نصر الله (من مواقع التواصل)
وكان ممثل «حزب الله» في الحكومة السابقة، الوزير السابق مصطفى بيرم، قد ردّ على باسيل ودعوته «الحزب» لتسليم سلاحه قائلاً: «لولا المقاومة ورجالها لما كانت هناك دولة وانتظام دستوري، ولكان الإسرائيلي في بيروت، كما حصل في دولة شقيقة مجاورة لنا. وكل جهد يجب أن يوجه نحو العدو ووقف عدوانه».
ويرى الكاتب السياسي قاسم قصير، المقرَّب من «حزب الله»، أنه على الرغم من المواقف الأخيرة من سلاح «الحزب»، «لا يزال يتمتع بدعم شعبي وسياسي كبير، وهو سبق أن تعرَّض لحملات سياسية أقسى لكنه لا يزال قوياً». ويضيف قصير، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد الحرب على إيران، هناك معلومات ومعطيات أننا ذاهبون إلى مرحلة جديدة وإلى مشروع سياسي كبير في المنطقة قد يؤدي للتطبيع. وإذا لم يندمج لبنان في المشروع فقد يتعرض لحرب جديدة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليندسي غراهام: على إيران الاعتراف بإسرائيل في أي محادثات بين واشنطن وطهران
ليندسي غراهام: على إيران الاعتراف بإسرائيل في أي محادثات بين واشنطن وطهران

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ليندسي غراهام: على إيران الاعتراف بإسرائيل في أي محادثات بين واشنطن وطهران

قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، اليوم الأحد، إن على إيران الاعتراف بإسرائيل في أي محادثات بين واشنطن وطهران. وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت‌ روانتشي قال، في وقت سابق اليوم، إن التقارير التي تحدثت عن تحديد موعد لمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة هي مجرد «تكهنات غير صحيحة». وشنت الولايات المتحدة هجوماً بقاذفات تحمل قنابل خارقة للتحصينات المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في نهاية حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في وقت سابق من الشهر الحالي. وبدأت إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو (حزيران)، بينما كانت طهران تستعد لسادس جولة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي. من جانب آخر، قال السيناتور الجمهوري غراهام إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغه بأنه يفضل المضي قدماً في مشروع قانون متعلق بفرض عقوبات على روسيا.

ماكرون لبزكشيان: يجب حل الأنشطة النووية بالتفاوض
ماكرون لبزكشيان: يجب حل الأنشطة النووية بالتفاوض

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

ماكرون لبزكشيان: يجب حل الأنشطة النووية بالتفاوض

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأحد، أكد خلاله للأخير على ضرورة حل الأنشطة الباليستية والنووية من خلال التفاوض. New phone conversation with Iranian President @drpezeshkian today. My messages: → The release of our compatriots Cécile Kohler and Jacques Paris. → The protection of our nationals and our facilities in Iran, which must not be subject to any threats.… — Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) June 29, 2025 وأضاف في منشور على منصة إكس أن رسائله خلال الاتصال تضمنت التأكيد على العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا المتعلقة بالصواريخ الباليستية والبرنامج النووي، فضلا عن استئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. كما طالب ماكرون من رئيس إيران السماح باستئناف عمل وكالة الطاقة الذرية الدولية في أقرب وقت. وأكد لبزشكيان ضرورة احترام وقف النار للمساعدة في إحلال السلام بالمنطقة. وكان مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، اعتبر في وقت سابق الأحد، أن الظروف غير ملائمة للتفاوض مع الولايات المتحدة. كما أضاف: "إذا أراد الأميركيون فرض شروطهم علينا، فإن التفاوض معهم سيكون مستحيلاً"، مشدداً على أن "تخصيب اليورانيوم لن يتوقف بأية حال من الأحوال". حرب الـ12 يوماً يذكر أن إسرائيل وإيران خاضتا حرباً على مدى 12 يوماً (بدأت في 13 يونيو)، حيث ضربت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية إيرانية ومنصات إطلاق صواريخ، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين أطلقت إيران سلسلة هجمات صاروخية وعبر المسيرات نحو مناطق إسرائيلية عدة. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء 21 يونيو، طالت منشآت: فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 24 يونيو، وقف النار. ومنذ بداية الحرب، وجّهت طهران انتقادات حادة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعدم إدانتها الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المواقع النووية الإيرانية. كما صوّت البرلمان الإيراني، في 25 يونيو، على تعليق التعاون مع الوكالة.

ماكرون: طلبت من إيران السماح لـ"الطاقة الذرية" باستئناف عملها
ماكرون: طلبت من إيران السماح لـ"الطاقة الذرية" باستئناف عملها

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

ماكرون: طلبت من إيران السماح لـ"الطاقة الذرية" باستئناف عملها

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه طلب من نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان في اتصال هاتفي، الأحد، السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية باستئناف عملها في إيران والعودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة مسألة البرنامج النووي والصواريخ الباليستية. وأضاف الرئيس الفرنسي في منشور على "إكس"، أنه طلب كذلك من بيزشكيان احترام معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وذكر ماكرون أنه أبلغ الرئيس الإيراني بضرورة احترام وقف إطلاق النار للمساعدة في استعادة السلام بالمنطقة. كما أوضح أنه أبلغه بضرورة حماية المواطنين الفرنسيين والمنشآت الفرنسية في إيران وعدم تعرضها لأي تهديد. وشنت الولايات المتحدة هجوماً بقاذفات تحمل قنابل خارقة للتحصينات المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في نهاية حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في وقت سابق من الشهر الجاري. وبدأت إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو بينما كانت طهران تستعد لسادس جولة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي. وبعد الهجمات الإسرائيلية والأميركية، صوت البرلمان الإيراني بالموافقة على مشروع قانون لتعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، كما برزت دعوات للانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وقال مسؤولون إيرانيون إن وكالة الطاقة الذرية ليست محل ثقة، وحمل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي المدير العام للوكالة رافائيل جروسي، مسؤولية قصف المواقع النووية الإيرانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store