logo
احمد عبدالله الحسين خربشة ومغزى.. "واشنطن دي سي عاصمة: حكاية اختيارها" الأحد 25 مايو 2025

احمد عبدالله الحسين خربشة ومغزى.. "واشنطن دي سي عاصمة: حكاية اختيارها" الأحد 25 مايو 2025

واشنطن دي سي حكاية اختيارها عاصمه عام 1790م، بدأت الفكرة من اجتماع أعضاء الكونغرس في قاعة مبني قديم في فيلاديلفيا حزيران سنة 1783م. كانت الدولة آنذاك تبحث عن موقع مركزي في منطقة نائية تكون عاصمة، فتخيَّروا موقع بعيد هادئ على أرض سبخة مغطاة بالمستنقعات والأشجار، بُغية التركيز على مهام الدولة والتشريع دونما ضجيج يُعيقهم.
خزينة الدولة حينها كانت فارغة بعد انتهاء حرب الاستقلال، ومثقَّلة بديون أجور متأخرة لصالح جنودها المتذمرين، ولطالما تجمهروا دونما جدوى في فيلادلفيا ليعبروا عن سخطهم، وبعضهم واجه الكونغرس بعنف. هذه الضيق الذي طال الشعب ولّد قلق أضعف الدولة، وكان أحد العوامل في تعجيل بناء مدينة اتحادية يكون صاحب القرار يمارس مهامه بعيدا عن تهديد أو رضوخ.
بالطبع قبل هذا الاختيار، هنالك عدة أماكن مطروقة منها مثلا؛ سكان نيو إنكلند بقيادة الكساندر هاملتون من نيويورك أردوا عاصمة في الشمال الأمريكي، وجنوبيون مثَّلهم توماس جيفرسون من فرجينيا رغِبوا العاصمة في الجنوب. ولتهدئة الطرفين عام 1790م، أختار الرئيس المنتخب آنذاك جورج واشنطن موقعا في أعلى نهر بوتوماك، يبعد ثمانية عشر ميلا عن منزله في ماونت ميرتون، وعلى مسافة متوازية بين الشمال والجنوب. وكانت المنطقة مزدهرة بمرافئ فرجينيا وجورج تاون وميرلاند ومساحة الموقع عشرة أميال مربعة على مستنقعات.
بعد سنوات من التخطيط، وضع الرئيس جورج بنفسه لها حجر الأساس الأولي وهي مباني مكتب الكابيتول للولايات المتحدة حيث شُيدت سريعا. عام 1800م نقلت الحكومة رسميا مركزها من فيلاديلفيا إلى واشنطن.
واشنطن الجديدة لم تعجب الأغلب، ومنهم أعضاء الكونغرس وحكوميون وجدوها موحشة لبناء منازل لعوائلهم، وهنالك مدنيون تذمروا وتسألوا لماذا لم يكون مكان ملائم يسهل الوصول اليه. ولهذا تبين أن ما أعتقده الرئيس انه مكان ذات مسافات هائلة، أضحى في عيون الأخرين عاصمة الأكواخ البائسة وبؤرة وحل. حتى أن زوجة أول رئيس أقام في القصر الرئاسي أبيغال آدمز عبّرت عن رغبتها بالانتقال منه، ورثَت وضعها قائلة إننا نفتقد أقل وسائل الملائمة والراحة. وهذا أنتاب حال رؤساء الدول الأخرى الزائرين، والسفراء المقيمون الأجانب مشقة المُكث مع قل الأجر من حكوماتهم. عاصمة طرقاتها فيها وحل يلفظه نهر بوتوماك، ولهذا ندرت فيها مؤسسات ثقافية وجمعيات مدنية.
إلا أنه بانتهاء مدة توماس جيفرسون منصبه عام 1809م، بلغ عدد سكان واشنطن 5000 نسمة. ومع مجيء المحرك البخاري والتلغراف أوصل هذه العاصمة بالعالم الخارجي. ومع هذا لم يغير تفكير القاطنين في العاصمة.
عام 1814م غزت بريطانيا المدينة مع انها كانت صعبت الوصول وغير مرغوب العيش بها، فما كان منهم إلا أن احرقوا قصر الرئاسة والكابيتول ومخزن الأسلحة البحرية. هذا الغزو أثار سخط الأمريكيين فاتحدوا معا ضد عدو حاول أن يدمر عاصمة دولتهم. ورد الفعل هذا أوقف الاحتجاجات والمطالبة بإيجاد موقع آخر للعاصمة. بل تكوّنت مشاعر وطنية وشغف لإعادة إعمار المدينة.
قدم جيفرسون مجموعة كبيرة من كتبه الخاصة هدية إلى مكتبة الكونغرس بدل مجموعة الكُتب المحروقة، وكذلك دُهنت الألواح الخشبية المتفحمة في قصر الرئيس بلون أبيض مضيء مانحا لقب البيت الأبيض.
سنة 1874م بدأ فريدرك لو ألمستو مصمم حديقة نيويورك المركزية بترتيب البستنة المناظرية على أرض الكابيتول مع أشجار من ولايات ودول أجنبية مختلفة، وكانت اليابان أحدها حيث قدمت عام 1912م ثلاثة آلاف شجرة كرز مزهرة أخذت فيما بعد طابعا مميزا، ومناسبة زاهية اتسمت بمهرجان سنوي فرح للمدينة أسمه مهرجان الكرز المزهر.
وهكذا تحول موقع نهر البوتوماك من تجمهر الناس ضد الكونغرس ليصبح منزلا وملاذا لتجمع الناس مع الكونغرس.
تلك حكاية عاصمة سياسية، لها ثقل عالمي تستفرد ذروة نفوذ على خارطة كُرتنا الأرضية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تأهب أمريكي من ضربة إسرائيلية على إيران.. وترامب «خطر محتمل»
تأهب أمريكي من ضربة إسرائيلية على إيران.. وترامب «خطر محتمل»

الوطن

timeمنذ 9 ساعات

  • الوطن

تأهب أمريكي من ضربة إسرائيلية على إيران.. وترامب «خطر محتمل»

علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ما كشفته مصادر بأن الولايات المتحدة باتت في حالة تأهب قصوى تحسبا لضربة إسرائيلية محتملة على إيران. فقد أعلن سيد البيت الأبيض الأربعاء، أنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط؛ لأنه قد يكون «مكانا خطرا»، وذلك في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران، مشددا على أن الأخيرة لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. وخلال حضوره عرض فيلم في مركز كينيدي بواشنطن، قال ترامب للصحافيين تعليقا على تقارير بشأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط «حسنا، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكانا خطرا» ثم قال: «سنرى ما سيحدث». وذكرت مصادر أمريكية وعراقية الأربعاء، أن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيا، وسمحت لأسر العسكريين بمغادرة أجزاء من الشرق الأوسط؛ بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة. فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، أنه أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأمريكيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط.

ترامب: ماسك كان 'لطيفاً للغاية' في التعبير عن ندمه على منشوراته
ترامب: ماسك كان 'لطيفاً للغاية' في التعبير عن ندمه على منشوراته

الوطن

timeمنذ 20 ساعات

  • الوطن

ترامب: ماسك كان 'لطيفاً للغاية' في التعبير عن ندمه على منشوراته

رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، على إيلون ماسك الذي عبر عن ندمه على بعض منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي استهدفت الرئيس. وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" إنه يعتقد بأنه من اللطيف جدا أن ماسك فعل ذلك. من جانبه، أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الرئيس دونالد ترامب "يثمن" لمستشاره السابق إيلون ماسك إبداء "أسف" على بعض انتقاداته الأخيرة في سياق الخلاف العلني بينهما. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن "الرئيس يأخذ علما بالتصريح الذي أصدره إيلون هذا الصباح، وهو يثمّنه" مضيفة أن الإدارة لم تباشر أي خطوة بشأن تهديد ترامب بفسخ عقود ماسك مع الحكومة.اتصال مع ترامب بدورها، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن ماسك تحدث مع ترامب قبل إبداء الندم على منشوراته على وسائل التواصل، مبينة أن الاتصال حدث مساء يوم الاثنين. أتى ذلك، بعدما أبدى ماسك ندمه في وقت سابق اليوم على بعض المنشورات التي نشرها، الأسبوع الماضي، عن ترامب لأنها "تجاوزت الحد"، في أحدث إشارة إلى مصالحة مبدئية بين الرجلين. وقال في تغريدة على حسابه في "إكس"، اليوم الأربعاء، "نادم على بعض منشوراتي عن الرئيس ترامب، الأسبوع الماضي"، مؤكداً "أنه تجاوز الحد وتمادى، وذهب بعيداً في تلك المسألة". "أتمنى له الخير" أتى ذلك، بعد يومين على تأكيد الرئيس الأميركي أن علاقته برئيس تسلا كانت جيدة، قائلا "أتمنى له الخير". ليرد ماسك على أحد المستخدمين الذين شاركوا فيديو ترامب، برمز تعبيري كناية عن قلب. وكان الخلاف تفجر على حين غرة، الخميس الماضي، بين الحليفين السابقين، إثر توجيه مالك منصة "إكس" انتقادات لاذعة إلى مشروع الميزانية الذي وصفه ترامب بالرائع. انتقادات لاذعة فيما تبادل الرجلان انتقادات لاذعة وصلت حتى اتهام الرئيس الأميركي لماسك بالجنون، وتعاطي المخدرات. بينما زعم الرئيس التنفيذي لـ"سبايس إكس" أنه لولا دعمه في الانتخابات الرئاسية لما فاز ترامب. وخلال الخلاف، قال الرئيس إن "أسهل طريقة لتوفير المال" في الميزانية الفيدرالية ستكون "إنهاء" العقود الحكومية التي تذهب إلى شركات ماسك. أتت تلك الحرب الكلامية بعدما ندد ماسك بمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب لإقراره في الكونغرس، ويصفه بأنه "كبير وجميل ورائع". واعتبر قطب التكنولوجيا "أن هذا المشروع "ضخم وشائن ورجس يثير الاشمئزاز". كما جاء هذا السجال العلني بعد أسبوع على حفل وداعي أقامه ترامب لماسك في المكتب البيضاوي مع انتهاء مدة توليه إدارة هيئة الكفاءة المكلفة بخفض النفقات الفيدرالية.

فانس ومسؤولة أميركية دفعا ماسك للاعتذار من ترامب.. تقرير يكشف
فانس ومسؤولة أميركية دفعا ماسك للاعتذار من ترامب.. تقرير يكشف

البلاد البحرينية

timeمنذ 20 ساعات

  • البلاد البحرينية

فانس ومسؤولة أميركية دفعا ماسك للاعتذار من ترامب.. تقرير يكشف

دفع كل من جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، وسوزي وايلز رئيسة موظفي البيت الأبيض، قطب التكنولوجيا إيلون ماسك لإصلاح علاقته بدونالد ترامب بعد أن انفجر الملياردير في وجه الرئيس في خلاف دراماتيكي وعلني، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر أبلغوا صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية. وفي مكالمة هاتفية يوم الجمعة الماضي، حث نائب الرئيس ورئيسة موظفي البيت الأبيض ماسك على إنهاء الخلاف. بدوره، خفف ماسك من حدة الموقف في وقت مبكر، اليوم الأربعاء. وكتب في منشور على X: "أشعر بالأسف على بعض منشوراتي عن الرئيس ترامب الأسبوع الماضي. لقد ذهبت بعيدًا جدًا". وحافظ فانس على مشاركته في المعركة على مستوى منخفض، وانحاز إلى ترامب لكنه امتنع عن انتقاد ماسك، مما سمح له بالمشاركة في حفظ السلام. ووضع نائب الرئيس الأميركي نفسه كأداة هجوم ومحلل للمشكلات، وفقا للصحيفة. وانفجرت التوترات المتصاعدة بين ماسك والرئيس الأميركي في الخامس من يونيو/حزيران. وجاء هذا الانهيار بعد أيام من رحيل ماسك عن منصبه كمستشار مقرب من ترامب، مما أنذر بانهيار علاقة كانت من أكثر العلاقات تأثيرًا في السياسة الأميركية الحديثة، بحسب الصحيفة. "خيبة أمل" وفي معرض رده علنا على هجوم ماسك على مشروع قانون الضرائب الذي يحمل توقيعه، قال ترامب إنه يشعر بخيبة أمل تجاه مستشاره السابق، وأشار إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا يعاني من "متلازمة اضطراب ترامب". بالمقابل، رد ماسك، الذي أنفق مئات الملايين من الدولارات لمساعدة ترامب على إعادة انتخابه، على الفور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن الرئيس جاحد للجميل، ولن يجلس في المكتب البيضاوي لولا دعمه. واشتدت حدة الاتهامات المتبادلة عندما زعم ماسك على منصة X أن اسم ترامب ظهر في وثائق صادرة عن تحقيق فيدرالي بشأن جيفري إبستين، المدان بالاتجار بالجنس. وحذف المنشور لاحقًا، إلى جانب منشورات أخرى تتهم ترامب بارتكاب مخالفات. إنهاء عقود.. وأسهم "تسلا" تنخفض وخلال الخلاف، قال الرئيس إن "أسهل طريقة لتوفير المال" في الميزانية الفيدرالية ستكون "إنهاء" العقود الحكومية التي تذهب إلى شركات ماسك. وانخفضت أسهم تسلا بنسبة 14% في ذلك اليوم. وأدى هذا الانخفاض إلى خسارة الشركة أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو أكبر انخفاض يومي لها على الإطلاق، على الرغم من أن الأسهم استعادت منذ ذلك الحين معظم خسائر الأسبوع الماضي. كذلك، بدا ترامب أيضًا أكثر مرونة في موقفه. ويوم الاثنين، أعرب عن خيبة أمله من انتقادات ماسك لمشروع قانون الضرائب، لكنه سيفكر في التصالح معه. وقال ترامب خلال مقابلة مسجلة مع صحيفة "نيويورك بوست": "مثل هذه الأمور تحدث، ولا ألومه على أي شيء".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store