logo
الهدنة غيّرت المزاج الاستثماري فوراً... لكن ماذا لو؟

الهدنة غيّرت المزاج الاستثماري فوراً... لكن ماذا لو؟

النهارمنذ 6 ساعات

في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، تخلّى العالم عن أنفاسه الثقيلة. خبر واحد أوقف العدّ التصاعدي للتوتر: وقف للنار بين إيران واسرائيل. الأسواق لم تحتج وقتاً طويلاً لتترجم الهدوء إلى شهية مفتوحة للمخاطرة، وبينما تهاوت أسعار النفط، قفزت مؤشرات الأسهم كأنها تنتظر فقط إشارة خلاص عودة الى شهية المخاطرة والتخلي عن الملاذ الآمن.
بين جبهتين… تراجع القلق
لم يكن وقف النار مجرد إعلان سياسي. كان في جوهره عملية إعادة توازن لمزاج العالم المالي.
منذ أن بدأت الغارات المتبادلة بين إيران واسرائيل قبل 12 يوماً، تسلّل الخوف إلى كل زاوية من السوق: من المستثمر في فرانكفورت، إلى مستورد النفط في الهند، إلى شركة الطيران التي علّقت مساراتها فوق الخليج.
لكن مع فجر الثلاثاء، تغيّر المشهد. الرئيس الأميركي دونالد ترامب خرج أولاً ليعلن التوصّل إلى هدنة، ثم تبعه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد أن "التهديد النووي الإيراني أُزيل". أما إيران، فقالت إن الهدنة جاءت بعد ردّها الكامل. المشترك في كل ذلك؟ أن الجميع لا يريدون التصعيد أكثر؛ أو على الأقل ما يظهر.
النفط يتراجع... لكنه ليس وحده
ما إن بدأ الحديث عن الهدنة، حتى تساقطت أسعار النفط اليوم بمقدار 4% بعد انخفاض 7% أمس، ليمسح جميع أرباح التوترات الجيوسياسية الحالية.
قبل أيام فقط، كانت الأسعار تقترب من 80 دولارًا وسط رعب من شلل في مضيق هرمز، الشريان الذي يمر عبره خِمس تجارة النفط العالمية.
لكن ما لم يحدث، كان هو الحدث الأهم: لم تُغلق إيران المضيق، ولم تُستهدف الناقلات ومنشآت الطاقة النفطية.
وهكذا، ذهبت المخاوف أدراج الرياح، وقد تزن الأسواق المزيد من الانخفاضات مع العودة للأساسيات الاقتصادية والنمو الهشّ واندفاع و"أوبك+" لزيادة الإنتاج، ولا ننسى ضغوط ترامب حول سعر نفط مخفوض.
لكن الهروب من الخوف لم يظهر في أسعار النفط وحدها. الذهب، حارس الأسواق في أوقات الاضطراب، وجد نفسه مُهمَلًا فجأة. ومع تحوّل الأنظار إلى الأصول الخطرة، فقد تراجع الذهب من مستويات 3,370 دولاراً للأونصة إلى 3,315 دولاراً خلال جلسة اليوم، لم يكن الأمر مجرّد بيع تقني، بل رسالة من المستثمرين: الخطر تراجع، على الأقل الآن.
شركات الطيران تعود إلى السماء
في لندن، لم يكن الخبر مجرد انتعاش في السوق، بل تنفّس فعلي لشركات الطيران. EasyJet قفز سهمها أكثر من 6.5%، وIAG، مالكة الخطوط البريطانية، ارتفعت بنحو 7%.
قبل أيام، كانت هذه الشركات تلغي رحلاتها إلى الشرق الأوسط وتعيد رسم خرائط مساراتها. الآن، ومع استقرار الأجواء، استعادت ثقة المستثمرين.
لكن المفارقة أن هذا الهدوء جلب معه ضربة أخرى: شركات الطاقة مثل BP وShell تراجعت مع تراجع النفط.
هل انتهت القصة؟ أم بدأ فصل جديد؟
الأسواق تتصرف كأن الأزمة قد انتهت. لكن الواقع، كالعادة، أعقد من الانطباع الأول. برنامج إيران النووي لم يُغلق، ولم يُعلن عن أي اتفاق مستقبلي بشأنه. وفي الخلفية، تلوّح الولايات المتحدة بإمكان تقييد صادرات النفط الإيراني – حوالى مليوني برميل يومياً – وسيلة ضغط في أي مفاوضات مقبلة.
هنا تظهر معادلة جديدة: إذا فُرضت العقوبات، هل تتدخّل "أوبك+" لتعويض النقص؟ وهل سيكون الطلب العالمي كافياً لاستيعاب هذه التغيرات؟
في الوقت الراهن، الأسواق تتصرّف كما لو أن الشتاء انتهى. لكن الصيف السياسي عادةً ما يكون أطول، وأكثر حرارة.
ما بين الخوف والربح… خط رفيع
مع بقاء التفاؤل بالهدنة وعدم خرقها، يبدو أن التداولات ستكون مفتوحة على شهية المخاطرة بشراء الأسهم والعملات الرقمية والتخلي بعض الشيء عن الملاذات الآمنة وأدوات الطاقة.
فهدنة اليوم أعادت البريق الى شاشات التداول. لكن المستثمرين يعرفون أن أي زلة، أي خرق عسكري أو خطاب متشنّج، قد يُعيد العداد إلى النقطة الصفر.
لكن منذ عودة الرئيس الأميركي الى البيت الأبيض، دائماً يطرح السؤال "ماذا لو؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقابل أكثر من مليار دولار.. ايفانكا ترامب وزوجها يشتريان جزيرة ساسان!
مقابل أكثر من مليار دولار.. ايفانكا ترامب وزوجها يشتريان جزيرة ساسان!

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

مقابل أكثر من مليار دولار.. ايفانكا ترامب وزوجها يشتريان جزيرة ساسان!

أوردت صحيفة 'الغارديان' البريطانية ان صفقة عقارية ضخمة أبرمتها إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر، تمثلت في شراء جزيرة ساسان الألبانية غير المطوّرة، الواقعة في البحر الأدرياتيكي، مقابل أكثر من مليار دولار؛ بهدف تحويلها إلى منتجع فاخر يستقطب الأثرياء من مختلف أنحاء العالم. الجزيرة، المعروفة محليًا باسم 'جزيرة ترامب'، تبلغ مساحتها 1400 فدان، وتتمتع بتنوع بيولوجي مذهل ومناخ شبه استوائي؛ ما يجعلها من المواقع الطبيعية الفريدة في المنطقة. ومع ذلك، فإن تحويلها إلى مشروع سياحي فاخر أثار موجة من الانتقادات، خصوصًا من نشطاء بيئيين؛ نظرًا لموقعها داخل حديقة 'كارابورون-ساسان' البحرية الوطنية. وتعود أهمية الجزيرة إلى تاريخها العسكري خلال الحقبة الشيوعية في ألبانيا؛ إذ كانت قاعدة استراتيجية مغلقة للجيش، ومليئة بالأنفاق والمخابئ والمباني المهجورة. ولا تزال بعض مناطقها تحتوي على ذخائر غير منفجرة؛ ما يجعل الوصول إليها محفوفًا بالمخاطر. وقد حصل كوشنر على موافقة مبدئية من الحكومة الألبانية في كانون الأول 2024 لتنفيذ المشروع. ويؤكد رئيس الوزراء إيدي راما أن 'ألبانيا بحاجة لمثل هذه المشاريع الفاخرة للنهوض بالاقتصاد'؛ مشيرًا إلى إعفاءات ضريبية واسعة وتوفير الدولة للبنية التحتية الأساسية. من جهتها، دافعت وزيرة السياحة الألبانية عن المشروع باعتباره خطوة نحو 'السياحة عالية الجودة'، مقابل تقليل الاعتماد على السياحة الجماهيرية. في المقابل، يرى خبراء البيئة أن الأعمال الإنشائية ستؤثر سلبًا على الحياة البحرية والنظام البيئي في المنطقة؛ رغم تعهد شركة 'أروب' العالمية بمراعاة معايير الاستدامة.(إرم نيوز)

ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط من إيران
ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط من إيران

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط من إيران

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط من طهران بعد قصف الولايات المتحدة منشآت نووية تابعة لإيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وعبر عن أمله في أن تشتري "كميات كبيرة" من الخام من الولايات المتحدة. وكتب في منشور على موقع تروث سوشيال قائلًا: "يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران. ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضًا". وجاء منشور ترامب بعد إعلانه أن إيران وإسرائيل اتفقتا على وقف إطلاق النار في أعقاب القصف الأميركي في مطلع الأسبوع على ثلاث منشآت نووية. ووبخ ترامب البلدين بسبب الانتهاكات المبكرة للهدنة. وفي وقت مبكر من ولايته الثانية التي بدأت في كانون الثاني، قال ترامب إنه سيعاود فرض سياسة "أقصى الضغوط" على إيران بسبب برنامجها النووي وتمويلها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط. وفرض موجات من العقوبات المتعلقة بإيران، بما في ذلك على عدد من المصافي الصينية المستقلة، ومشغلي محطات الموانىء بسبب شراء النفط الإيراني. وسيتطلب الرفع الفعلي للعقوبات المفروضة على النفط الإيراني إجراءات من وزارتي الخزانة والخارجية والكونغرس. ولكن يمكن لإدارة ترامب أن تختار عدم تطبيق العقوبات الحالية، ما قد يزيد من تدفق النفط إلى الأسواق العالمية. والصين أكبر مشتر للنفط الإيراني عالميًا، ودأبت على معارضة ما وصفتها بأنها "إساءة استخدام واشنطن للعقوبات الأحادية غير القانونية"، ولم ترد سفارة الصين في واشنطن بعد على طلب للتعليق على منشور ترامب. ومن شأن زيادة الصين ومستهلكين آخرين مشترياتهم من النفط الإيراني أن تزعج السعودية حليفة الولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم. وأحالت وزارة الخارجية طلب التعليق إلى البيت الأبيض الذي لم يرد بعد.

تغريدة مثيرة لترامب توحي برفع الحظر عن إيران... لماذا تراجعت أسعار النفط حتى في ذروة احتمالات إغلاق هرمز؟
تغريدة مثيرة لترامب توحي برفع الحظر عن إيران... لماذا تراجعت أسعار النفط حتى في ذروة احتمالات إغلاق هرمز؟

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

تغريدة مثيرة لترامب توحي برفع الحظر عن إيران... لماذا تراجعت أسعار النفط حتى في ذروة احتمالات إغلاق هرمز؟

في فترات الحروب في الشرق الأوسط، كانت أسعار النفط تشهد ارتفاعاً ملموساً، فمثلاً كان سعر برميل النفط في منتصف تسعينيات القرن الماضي بين 16 و 18دولاراً، لكنه صعد بعد الغزو العراقي للكويت إلى ما بين 30 و40 دولاراً. في بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران، ثم التدخل الأميركي وقصف المواقع النووية في إيران، ارتفع سعر خام برنت في لندن إلى 80 دولاراً للبرميل، ثم عندما اتجهت الصواريخ الإيرانية إلى قاعدة العديد في قطر انخفض سعر النفط بشكل لافت إلى حوالى68 و70 دولاراً. ورغم الحديث خلال الأيام الماضية عن احتمال إغلاق مضيق هرمز بعد الغارات الأميركية، لم يكن متوقعاً أن تقفز أسعار النفط قفزات كبيرة لأسباب تتعلق بتغيّرات السوق النفطية العالمية. فتجار النفط والمستثمرون في أكبر سوق عالمية وهي الولايات المتحدة لم يتخوفوا من احتمال إغلاق المضيق الذي يمر عبره 20 في المئة من النفط من كل من إيران والعراق والكويت والسعودية والإمارات وغاز قطر الذي يمثل خمسة في المئة من الغاز العالمي، إلى الصين، وهي المستهلك الأكبر لنفط الخليج، وإلى الهند واليابان وكوريا. وقد راهن تجار النفط والمتعاملون في الأسواق على عدم احتمال إغلاق المضيق لأن إيران تحتاج إلى بيع نفطها أولاً، ثم إن الصين لن تسمح بإغلاقه ولا الإدارة الأميركية أيضاً، علماً بأن الولايات المتحدة لم تعد تعتمد على هذا المضيق منذ ثورة النفط الصخري التي رفعت إنتاج النفط في أميركا من 7,5 ملايين برميل في اليوم قبل 20 سنة إلى 20 مليون برميل في اليوم حالياً، أي أكثر من إنتاج روسيا أو السعودية. وكانت الولايات المتحدة تستورد النفط السعودي لكنها أصبحت مصدّرة للنفط ولم تعد تستورده منذ زيادة إنتاجها. ويدعو الرئيس دونالد ترامب الشركات النفطية إلى الحفر والاستكشاف وهو يكرّر Drill baby drill يريد المزيد من الإنتاج دون المبالاة بالاهتمامات البيئية. لكن الشركات الصغرى لن تستثمر في الاستكشاف والتنقيب إن كان سعر النفط أقل من 75 دولاراً. وحالياً أسعار البنزين في الولايات المتحدة معقولة بالنسبة إلى المستهلك الأميركي الذي يشتري غالون البنزين بحوالى 3 دولارات بعدما كان يدفع في بداية الغزو الروسي 5 دولارات للغالون. ومما يعزز عدم تخوف المتعاملين في أسواق النفط أن دول أوبك وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت وكذلك دول اوبك+ تستعيد حصصها الإنتاجية التي كانت قد خفضتها في مراحل سابقة، وهي تزيد الإنتاج حالياً وتجري تعبئة المخزون العالمي الذي ما زال منخفضاً ما جعل أسعار النفط تصمد عند مستويات 70 دولاراً رغم الزيادات التي قررتها دول تحالف أوبك+. الولايات المتحدة لا تريد أسعار نفط عالمية مرتفعة وتؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي، والصين لا تريد انقطاع إمداداتها من نفط الخليج وإيران غير راغبة في معاقبة نفسها ومنع وارداتها من الوصول إلى آسيا لذا بقيت أسعار النفط منخفضة رغم الصواريخ الإيرانية فوق سماء الدوحة. وفي وقت لاحق غرد ترامب الثلاثاء قائلا:"الآن يمكن للصين ان تستمر في شراء النفط الإيرني وأملي أيضا أن تشتري الكثير من الولايات المتحدة أيضا وكل ذلك بفضلي". تغريدة ترامب توحي بغض نظر عن العقوبات الأميركية على صادرات ايران من النفط، واحتمال رفع العقوبات عن نفط ايران قد يؤدي، اذا حصل، الى المزيد من تراجع أسعار النفط. لكن أحد المغردين علق قائلا على تغريدة ترامب أنه اخطأ بين إيران وماليزيا وكانت تغريدته تقصد استمرار شراء الصين النفط من ماليزيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store