logo
نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكومة السودانية بعرقلة جهود السلام

نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكومة السودانية بعرقلة جهود السلام

الوسطمنذ 2 أيام
Getty Images
رحمة كاكي جبارة وابناها فرح وجبر، يعانون من سوء تغذية حاد ويتلقون المساعدات في مركز المنار للتغذية بأم درمان، السودان
أفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية، الأحد، بأن مدينة الفاشر في إقليم دارفور، المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، شهدت وفاة ما لا يقل عن 63 شخصاً خلال أسبوع واحد بسبب سوء التغذية.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "عدد الذين ماتوا بسبب سوء التغذية في مدينة الفاشر بين يومي 3 و10 أغسطس/آب بلغ 63 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال".
وأوضح المسؤول الطبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه الحصيلة تقتصر على من تمكّنوا من الوصول إلى المستشفيات، مشيراً إلى أن كثيرين يعجزون عن ذلك بسبب العنف.
في السياق، أوضحت مصادر طبية لبي بي سي أن معظم المتوفين هم من الأطفال وكبار السن القاطنين في معسكرات النزوح، مضيفة أن عدد الوفيات مرشح للزيادة في ظل عدم توفر المساعدات الإنسانية داخل المدينة منذ أشهر.
يأتي ذلك بعد أيام من تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من أنّ نحو مليون شخص محاصرين في الفاشر، يواجهون خطر الموت جوعاً في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية لهم.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، يعاني 40 في المئة من الأطفال دون الخامسة في الفاشر سوء التغذية، بينهم 11 في المئة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي لين كينزلي لبي بي سي، إن الكثير من الناس سيموتون إذا لم تصل المساعدات بشكل فوري.
"بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات"
وفي إقليم دارفور، أصبح معظم السكان يعتمدون في طعامهم على "التكايا" أو المطابخ العامة التي تقدم وجبات للمواطنين، وباتت تعاني بدورها نقصاً كبيراً في الموارد.
ومع اضطرار المطابخ العامة إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات، تشير تقارير إلى أن بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات أو بقايا الطعام.
وقال المسؤول في تكية الفاشر مجدي يوسف لفرانس برس، إن التكية "باتت تقدم وجبة واحدة فقط في اليوم بعد أن كانت تقدم وجبتين قبل ستة أشهر".
وأضاف أن الطبق الذي كان يتقاسمه ثلاثة أشخاص صار يتقاسمه سبعة، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء الذين يصلون إلى المطبخ تظهر عليهم علامات واضحة على سوء التغذية، بينها بطون منتفخة وعيون غائرة.
وأُعلنت المجاعة قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة بالفاشر، وتوقعت الأمم المتحدة أن تمتد إلى المدينة نفسها بحلول مايو/أيار الماضي. إلا أن نقص البيانات حال دون إعلان المجاعة رسمياً.
وأكد طبيب أطفال في مستشفى الفاشر أن هناك زيادة في عدد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى ويعانون سوء التغذية الحاد.
وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس أن "معظم الحالات تعاني سوء التغذية الحاد، والإمدادات الطبية اللازمة لعلاجهم منخفضة بشكل خطير".
وفي مخيم أبو شوك القريب الذي يعاني بدوره من المجاعة، قال المسؤول المحلي آدم عيسى لوكالة فرانس برس إن معدل وفيات الأطفال في المخيم يراوح ما بين خمس وسبع وفيات يومياً.
ووصف ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت الوضع هذا الأسبوع بأنه "كارثة محدقة"، محذراً من "ضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال".
"حالات الإصابة بالكوليرا في تصاعد"
Reuters
حليمة محمد آدم تتلقى العلاج من الكوليرا في عيادة أممية مؤقتة بشمال دارفور
وقالت وزارة الصحة في إقليم دارفور إن أكثر من أربعمائة شخص لقوا حتفهم جراء إصابتهم بمرض الكوليرا في دارفور.
وأكدت أن عدد الإصابات بالمرض تجاوز ستة آلاف مصاب منذ بدء تفشي الكوليرا قبل أشهر.
وقالت الوزارة إن حالات الإصابة مازالت متصاعدة بشكل كبير، داعية الجهات المعنية بالتدخل السريع وتقديم المساعدات اللازمة.
وتحاصر قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عامين، الفاشر منذ مايو/ أيار 2024. وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.
وأدى هجوم عنيف للدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في ضواحي الفاشر في أبريل/نيسان إلى نزوح عشرات الآلاف، الذين أصبحوا الآن لاجئين داخل المدينة.
الإمارات: ادعاءات "سلطة بورتسودان" تعرقل جهود السلام
Getty Images
النزاع في السودان اندلع في أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني
وعلى صعيد سياسي، أكدت الإمارات مجدداً على موقفها المتمثل في دعم الشعب السوداني لتحقيق السلام والاستقرار وضمان مستقبل كريم.
وأشارت الخارجية الإماراتية في بيان لها إلى تصاعد ما وصفته بالادعاءات الزائفة "ضمن حملة ممنهجة من قبل ما تسمى بسلطة بورتسودان أحد أطراف الحرب الأهلية، التي تعمل على تقويض الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع واستعادة الاستقرار"، وأضافت أن هذه المزاعم التي وصفتها بالباطلة، "تشكل جزءاً من نهج مقصود للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين والتنصل من تبعات أفعالهم، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام".
وأكدت الإمارات عزمها على العمل عن كثب مع شركائها لتعزيز الحوار وحشد الدعم الدولي والمساهمة في المبادرات الهادفة إلى معالجة الأزمة الإنسانية وإرساء الأسس لتحقيق سلام مستدام، بما يسهم في بناء مستقبل آمن ومستقر للسودان يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية، بحسب نص البيان.
ويتبادل السودان والإمارات الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين وعرقلة جهود الوساطة.
والأسبوع الماضي أعلن الجيش السوداني تدمير طائرة قال إنها إماراتية كانت تقل "مرتزقة كولومبيين" في جنوب دارفور، وهو الأمر الذي نفته أبو ظبي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نزوح نصف مليون شخص.. سودانيون يواجهون الكوليرا بـ«الماء والليمون»
نزوح نصف مليون شخص.. سودانيون يواجهون الكوليرا بـ«الماء والليمون»

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

نزوح نصف مليون شخص.. سودانيون يواجهون الكوليرا بـ«الماء والليمون»

يعرض السودانيون ملابس وأواني معدنية تحت أشعة الشمس على أرض رملية، أمام خيام نُصبت على عجل للنازحين في «مدينة طويلة» في أقصى غرب السودان، إذ لا تتوافر مياه كافية لغسلها، ويريدون تعقيمها خوفًا من مرض الكوليرا، ويلجأ مئات الآلاف من السودانيين إلى خلط الماء والليمون في مواجهة البكتيريا المميتة. وتقول النازحة من مدينة الفاشر إلى طويلة في إقليم دارفور في غرب السودان منى إبراهيم، لوكالة «فرانس برس»، «ليست لدينا مياه أو خدمات، ولا حتى دورات مياه، الأطفال يقضون حاجتهم في العراء». وتتابع «لا يوجد علاج في طويلة، نحن نضع الليمون في الماء لأننا لا نملك أي سبيل آخر للوقاية، والمياه ذاتها بعيدة عنا». في الأشهر الأخيرة، وهربًا من المعارك الدامية واستهداف مخيماتهم في الفاشر في شمال دارفور، نزح نحو نصف مليون شخص إلى طويلة (40 كلم إلى الغرب) التي باتت شوارعها تعج بلاجئين يفترشون الطرق وبخيام بلا أسقف بنيت من القش، تحيط بها مستنقعات تجذب أعدادًا هائلة من الذباب، بحسب الأمم المتحدة. الكوليرا تهاجم أطفالًا دون الخامسة والشهر الماضي، قدّمت منظمة أطباء بلا حدود العلاج لـ1500 مريض بالكوليرا، فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها. ويعاني البلد الذي يشهد حربًا مدمرة منذ أكثر من سنتين، من تدهور حاد في البنية التحتية الطبية وفي الاتصالات ما يعوق الوصول للمستشفيات وتسجيل تعداد دقيق للإصابات والوفيات. ويقول أحد المنسقين في منظمة أطباء بلا حدود سيلفان بنيكو لـ«فرانس برس» إنه جرى تسجيل أولى حالات الكوليرا في بداية يونيو في قرية تابت بجنوب طوبلة، مشيرًا إلى أن «الوضع يتطور بسرعة». ويضيف «بعد أسبوعين فقط، بدأنا في رصد الحالات داخل مدينة طويلة خاصة في مخيمات النزوح». وبحلول نهاية يوليو، جرى تسجيل 2140 إصابة و80 وفاة على الأقل في إقليم دارفور، وفقًا للأمم المتحدة. والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تعتبرها «مؤشرًا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية». وتقول المنظمة إن المرض «يمكن أن يكون مميتًا في غضون ساعات إن لم يُعالج»، لكن يمكن علاجه «بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية». ومن جانبه، ينصح مدير «يونيسف» في طويلة إبراهيم عبدالله «أفراد المجتمع أن يهتموا بالنظافة وغسل أياديهم بالصابون وتنظيف الأغطية والمشمعات التي تقدم لهم»، وفقا للوكالة الفرنسية. وبحسب بنيكو، لا يوجد في مخيمات النزوح بطويلة «أي شيء، لا مياه ولا صرف صحي ولا رعاية طبية»، موضحًا أن معظم الإصابات بالكوليرا تحدث داخل هذه المخيمات. تحذير من تفش جديد للكوليرا بسبب الفيضانات وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من انعدام الأمن الغذائي في طويلة، مع تسجيل نقص حاد في المساعدات الإنسانية التي يواجه توصيلها تحديات جمة. كذلك أقامت أطباء بلا حدود مركزًا لعلاج الكوليرًا في طويلة يضم 160 سريرًا، وآخر في مخيم دبا نابرة، أحد أكثر مخيمات اللاجئين تسجيلا للإصابات، وكلاهما «ممتلئ عن آخره» بحسب بنيكو. ويشهد توصيل المساعدات الغذائية والطبية داخل السودان تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل وأعمال العنف واستهداف الطواقم الإغاثية، بالإضافة إلى موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في أغسطس، متسببًا في غلق بعض الطرق. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الثلاثاء إنه «من المتوقع أن تؤدي الفيضانات الأخيرة التي شهدتها أجزاء كبيرة من البلاد، إلى تفاقم سوء التغذية وتأجيج تفش جديد للكوليرا والملاريا وحمى الضنك وأمراض أخرى».

نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكومة السودانية بعرقلة جهود السلام
نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكومة السودانية بعرقلة جهود السلام

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكومة السودانية بعرقلة جهود السلام

Getty Images رحمة كاكي جبارة وابناها فرح وجبر، يعانون من سوء تغذية حاد ويتلقون المساعدات في مركز المنار للتغذية بأم درمان، السودان أفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية، الأحد، بأن مدينة الفاشر في إقليم دارفور، المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، شهدت وفاة ما لا يقل عن 63 شخصاً خلال أسبوع واحد بسبب سوء التغذية. وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "عدد الذين ماتوا بسبب سوء التغذية في مدينة الفاشر بين يومي 3 و10 أغسطس/آب بلغ 63 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال". وأوضح المسؤول الطبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه الحصيلة تقتصر على من تمكّنوا من الوصول إلى المستشفيات، مشيراً إلى أن كثيرين يعجزون عن ذلك بسبب العنف. في السياق، أوضحت مصادر طبية لبي بي سي أن معظم المتوفين هم من الأطفال وكبار السن القاطنين في معسكرات النزوح، مضيفة أن عدد الوفيات مرشح للزيادة في ظل عدم توفر المساعدات الإنسانية داخل المدينة منذ أشهر. يأتي ذلك بعد أيام من تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من أنّ نحو مليون شخص محاصرين في الفاشر، يواجهون خطر الموت جوعاً في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية لهم. ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، يعاني 40 في المئة من الأطفال دون الخامسة في الفاشر سوء التغذية، بينهم 11 في المئة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي لين كينزلي لبي بي سي، إن الكثير من الناس سيموتون إذا لم تصل المساعدات بشكل فوري. "بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات" وفي إقليم دارفور، أصبح معظم السكان يعتمدون في طعامهم على "التكايا" أو المطابخ العامة التي تقدم وجبات للمواطنين، وباتت تعاني بدورها نقصاً كبيراً في الموارد. ومع اضطرار المطابخ العامة إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات، تشير تقارير إلى أن بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات أو بقايا الطعام. وقال المسؤول في تكية الفاشر مجدي يوسف لفرانس برس، إن التكية "باتت تقدم وجبة واحدة فقط في اليوم بعد أن كانت تقدم وجبتين قبل ستة أشهر". وأضاف أن الطبق الذي كان يتقاسمه ثلاثة أشخاص صار يتقاسمه سبعة، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء الذين يصلون إلى المطبخ تظهر عليهم علامات واضحة على سوء التغذية، بينها بطون منتفخة وعيون غائرة. وأُعلنت المجاعة قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة بالفاشر، وتوقعت الأمم المتحدة أن تمتد إلى المدينة نفسها بحلول مايو/أيار الماضي. إلا أن نقص البيانات حال دون إعلان المجاعة رسمياً. وأكد طبيب أطفال في مستشفى الفاشر أن هناك زيادة في عدد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى ويعانون سوء التغذية الحاد. وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس أن "معظم الحالات تعاني سوء التغذية الحاد، والإمدادات الطبية اللازمة لعلاجهم منخفضة بشكل خطير". وفي مخيم أبو شوك القريب الذي يعاني بدوره من المجاعة، قال المسؤول المحلي آدم عيسى لوكالة فرانس برس إن معدل وفيات الأطفال في المخيم يراوح ما بين خمس وسبع وفيات يومياً. ووصف ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت الوضع هذا الأسبوع بأنه "كارثة محدقة"، محذراً من "ضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال". "حالات الإصابة بالكوليرا في تصاعد" Reuters حليمة محمد آدم تتلقى العلاج من الكوليرا في عيادة أممية مؤقتة بشمال دارفور وقالت وزارة الصحة في إقليم دارفور إن أكثر من أربعمائة شخص لقوا حتفهم جراء إصابتهم بمرض الكوليرا في دارفور. وأكدت أن عدد الإصابات بالمرض تجاوز ستة آلاف مصاب منذ بدء تفشي الكوليرا قبل أشهر. وقالت الوزارة إن حالات الإصابة مازالت متصاعدة بشكل كبير، داعية الجهات المعنية بالتدخل السريع وتقديم المساعدات اللازمة. وتحاصر قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عامين، الفاشر منذ مايو/ أيار 2024. وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش. وأدى هجوم عنيف للدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في ضواحي الفاشر في أبريل/نيسان إلى نزوح عشرات الآلاف، الذين أصبحوا الآن لاجئين داخل المدينة. الإمارات: ادعاءات "سلطة بورتسودان" تعرقل جهود السلام Getty Images النزاع في السودان اندلع في أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وعلى صعيد سياسي، أكدت الإمارات مجدداً على موقفها المتمثل في دعم الشعب السوداني لتحقيق السلام والاستقرار وضمان مستقبل كريم. وأشارت الخارجية الإماراتية في بيان لها إلى تصاعد ما وصفته بالادعاءات الزائفة "ضمن حملة ممنهجة من قبل ما تسمى بسلطة بورتسودان أحد أطراف الحرب الأهلية، التي تعمل على تقويض الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع واستعادة الاستقرار"، وأضافت أن هذه المزاعم التي وصفتها بالباطلة، "تشكل جزءاً من نهج مقصود للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين والتنصل من تبعات أفعالهم، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام". وأكدت الإمارات عزمها على العمل عن كثب مع شركائها لتعزيز الحوار وحشد الدعم الدولي والمساهمة في المبادرات الهادفة إلى معالجة الأزمة الإنسانية وإرساء الأسس لتحقيق سلام مستدام، بما يسهم في بناء مستقبل آمن ومستقر للسودان يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية، بحسب نص البيان. ويتبادل السودان والإمارات الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين وعرقلة جهود الوساطة. والأسبوع الماضي أعلن الجيش السوداني تدمير طائرة قال إنها إماراتية كانت تقل "مرتزقة كولومبيين" في جنوب دارفور، وهو الأمر الذي نفته أبو ظبي.

مئات الوفيات وآلاف الإصابات.. الكوليرا تجتاح السودان والصحة العالمية تحذّر!
مئات الوفيات وآلاف الإصابات.. الكوليرا تجتاح السودان والصحة العالمية تحذّر!

عين ليبيا

timeمنذ 3 أيام

  • عين ليبيا

مئات الوفيات وآلاف الإصابات.. الكوليرا تجتاح السودان والصحة العالمية تحذّر!

تشهد ولايات إقليم دارفور غربي السودان أزمة صحية حادة، مع تفشي وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في مناطق النزوح، وخاصة في جبل مرة ومخيمات النازحين مثل طويلة ونيالا. وأعلنت المنسقية العامة للنازحين في دارفور عن تسجيل 5,060 حالة إصابة مؤكدة بالوباء، إلى جانب 225 حالة وفاة حتى الآن، وسط توسع رقعة التفشي إلى مناطق جديدة، وفق تصريحات المتحدث باسم المنسقية آدم رجال. وأكد رجال أن وتيرة انتشار الكوليرا غير مسبوقة، مع زيادة مقلقة في أعداد الإصابات اليومية، خاصة في مراكز النزوح ومخيمات النازحين. وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل نحو 100,000 حالة إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو 2024، محذرة من تفاقم الأزمة بسبب استمرار الحرب الأهلية وانتشار سوء التغذية. وأشار المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إلى أن العنف المستمر تسبب في مجاعة ومعاناة واسعة في السودان، وأن جميع الولايات أبلغت عن تفشي الوباء. وأوضح أدهانوم أن هناك حملات تطعيم جارية في عدة ولايات لمكافحة الكوليرا، لكنه نبه إلى أن الفيضانات الأخيرة قد تزيد من مخاطر تفاقم سوء التغذية وانتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك. وذكر أن تقارير من مدينة الفاشر تفيد بأن السكان يلجؤون إلى أكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، مع معاناة ملايين السودانيين من الجوع، محذراً من أن نحو 770 ألف طفل دون الخامسة قد يعانون من سوء تغذية حاد هذا العام. من جانبها، أكدت شبكة 'أطباء السودان' تجاوز عدد الإصابات حاجز 6,000 حالة في دارفور، مع تسجيل 103 وفيات في منطقة طويلة شمال دارفور حتى مطلع أغسطس 2025. واعتبرت الشبكة أن تفشي الوباء بهذه الكارثية يعكس الانهيار الممنهج للنظام الصحي في الإقليم، نتيجة حصار قوات الدعم السريع التي عطلت سلاسل الإمداد وتوقفت برامج الرعاية الأساسية، كما أدى الحصار إلى نقص الدواء وتشريد ونزوح مئات الأطباء والكوادر الطبية. وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن انتشار الكوليرا، مؤكدة حرمان المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية من التدخل العاجل لوقف تمدد الوباء، وطلبت من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية اتخاذ مواقف حازمة ضد قيادات الدعم السريع لضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود وحماية المدنيين من سياسات التجويع والترويع. وفي ولاية شمال كردفان، تواجه عشرات الآلاف من السودانيين أوضاعًا إنسانية صعبة، دفعتهم للنزوح إلى مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، بسبب الحرب وانتشار الكوليرا. وأكدت حكومة الولاية استقبال أعداد كبيرة من النازحين من مناطق شمال بارا والخوي وجنوب الأبيض، وسط تسجيل وفيات وإصابات متزايدة بمرض الكوليرا. وصرح مفوض العون الإنساني محمد إسماعيل أن أكثر من 600 أسرة، بما يقدر بنحو 30 ألف شخص، نزحوا من مناطق النزاع، مشيراً إلى أن القرى المستهدفة لا تشهد أنشطة عسكرية حاليًا، لكنه وصف حالة النزوح بأنها كبيرة، مع وصول سكان قرى مثل أم زين مشيًا على الأقدام أو على الدواب. ويأتي هذا التفشي الكارثي في ظل استمرار الحرب الأهلية التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي أثرت بشكل كبير على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين، مع تفاقم أزمة النزوح داخلياً وخارجياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store