
Tunisie Telegraph بعد الهجوم الأمريكي هل تستطيع إيران إنتاج القنبلة النووية
مرور أيام على وقف إطلاق النار الذي أنهى المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت اثني عشر يوما، لا يزال الجدل قائما حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومدى قدرته الفعلية على مواصلة مساره نحو إنتاج قنبلة نووية.
الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل استهدفت منشآت حيوية داخل العمق الإيراني، وشملت مراكز التخصيب والتحويل والتصنيع، في ما وصفه خبراء بأنه 'أوسع عملية عسكرية ضد البنية النووية الإيرانية منذ أكثر من عقدين'.
وحسب ما نقلته 'نيويورك تايمز'، فقد طالت الهجمات مجمع نطنز – مركز التخصيب الرئيسي – ومنشأة فوردو المحصنة داخل الجبال، إضافة إلى منشآت التحويل وصناعة معدن اليورانيوم في أصفهان. وتؤكد صور الأقمار الصناعية وتقارير أولية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذه المواقع تضررت بشكل بالغ، وأن عددا كبيرا من أجهزة الطرد المركزي خرج من الخدمة. في الوقت نفسه، تم تدمير المنشأة الوحيدة المعروفة التي كانت قادرة على تحويل اليورانيوم المخصب إلى صورته المعدنية، وهي خطوة أساسية في تصنيع نواة قنبلة نووية.
لكن رغم حجم الخسائر، فإنه لا يبدو أن البرنامج قد مُحي بالكامل. فوفق تقارير استخباراتية غربية، كانت إيران قد نقلت جزءا من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة إلى مواقع غير معروفة قبل الضربات. هذا المخزون، وإن لم يكن في حد ذاته قنبلة، فإنه يقرب إيران كثيرا من الوصول إلى مستوى التخصيب المطلوب لصناعة سلاح نووي، وهو 90 في المائة. كما أن بعض أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطورا لم تكن قد ركّبت بعد، ويُرجح أنها لم تتعرض للتدمير.
في هذا الإطار، صدر عن البيت الأبيض تقييم أوّلي يشير إلى أن الضربات ربما أخّرت البرنامج الإيراني 'لبضعة أشهر'؛ بينما قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية إن 'الأضرار التي لحقت بالبنية الصناعية عميقة بما يكفي لتمديد هذا التأخير لسنوات عديدة'، خصوصا مع تدمير قدرات المعالجة النهائية لليورانيوم. وتابع أن استعادة البرنامج إلى سابق عهده، في ظل العقوبات والرقابة، سيكون مهمة طويلة ومعقّدة.
من جانبها، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن 'قلق بالغ' إزاء الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية، ولا سيما في فوردو، حيث أفادت بأن المنشأة أصبحت 'غير قابلة للتشغيل في وضعها الحالي'. ودعت الوكالة إيران إلى السماح بدخول مفتشيها فورا ودون شروط إلى المواقع المتضررة، للتحقق من حجم الخسائر وضمان عدم نقل المواد النووية إلى مواقع غير معلنة. وأشار رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، في بيان رسمي، إلى أن 'استمرار التعتيم في هذه المرحلة يضر بمصداقية إيران، ويعرقل فرص العودة إلى مسار التفاهم النووي'.
على المستوى الإيراني، لم تصدر تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي حجم الخسائر بدقة؛ فقد أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن 'الخبراء يجرون تقييما شاملا'، مضيفا أن بلاده 'ستواصل تطوير قدراتها النووية وفق القوانين الدولية'؛ لكنه لم يشر إلى مصير المنشآت المتضررة، ولا إلى إمكان السماح بعودة المفتشين الدوليين، ما يزيد من ضبابية الموقف.
أما في واشنطن، فقد تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن 'فرصة تاريخية يجب ألا تفوّتها طهران'، قائلا إن وقف إطلاق النار قد يُمهّد لعودة المسار الدبلوماسي إذا التزمت إيران بتجميد التخصيب وفتح منشآتها للمراقبة؛ لكنه حذّر من أن أية مؤشرات على إعادة تشغيل البرنامج في الخفاء 'ستقابل بحزم عسكري واستخباراتي أكبر من السابق'، على حد تعبيره.
في المقابل، نقلت 'وول ستريت جورنال' عن مصادر في الإدارة الأمريكية تخوّفها من أن وقف إطلاق النار قد يمنح إيران وقتا لإعادة ترتيب بنيتها النووية، خاصة في ظل تقارير استخباراتية عن منشآت لم تُستهدف بعد، يُعتقد أنها بُنيت تحت الأرض خلال السنوات الأخيرة.
وحسب تقديرات خبراء ومحللين مستقلين في شؤون الانتشار النووي، فإن طهران، رغم ما لحق ببرنامجها من أضرار، ما زالت تحتفظ ببعض القدرات الحيوية التي تُبقي على خيار التسلح النووي قائما من الناحية التقنية، وإن على المدى المتوسط.
ويشير هؤلاء الخبراء والمحللون إلى أن امتلاك إيران لمخزون مخصب عالي النقاء ومعرفة تراكمية واسعة وشبكة منشآت يصعب تعقّبها بالكامل يجعل من الصعب الجزم بنهاية المشروع، رغم الضربة القوية التي تعرض لها.
وبناء على هذه المعطيات، يرجح مراقبون أن قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية لم تُلغَ تماما، وإنما تراجعت إلى مرحلة تتطلب وقتا وجهدا إضافيين لإعادة البناء، في حال قررت القيادة الإيرانية المضي في هذا المسار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
منذ 5 ساعات
- Babnet
ترامب: البنتاغون والـ"FBI" يحققان في تسريب تقارير الضربات على إيران
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأحد، إن وزارة الدفاع (البنتاغون) ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) يحققان في تسريب تقارير نتائج الضربات الأمريكية على إيران. وأضاف ترامب أن ايران لم تنقل اليورانيوم المخصب ولا يمكنها فعل ذلك لثقل المواد وصعوبة نقلها. وصرح الرئيس الأمريكي بأن آخر شيء سيفعله الإيرانيون هو تخصيب اليورانيوم. وفي السياق، قال الجنرال دان كين رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأحد، إن تقييمات الأضرار الأولية للمعركة تشير إلى أن "المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار بالغة ودمار"، لكنه أقر بأن التقييم النهائي "سيستغرق بعض الوقت". والخميس، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يحقق لمعرفة من سرب التقييم الاستخباراتي المبدئي الذي نشرته شبكة "سي إن إن" والذي شكك في فاعلية الضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية. وقالت ليفيت في مؤتمر صحفي حينها، إن "تسريب تقييم الاستخبارات السري جريمة ويجب محاسبة من قام بذلك لأنه غير قانوني، وجرى من خلال اقتطاع أجزاء من التقييم لتقديم سرد ومعلومات كاذبة". ووجهت ليفيت انتقادات حادة لشبكة "سي إن إن"، مشيرة إلى أن مجمل المعلومات الاستخباراتية حتى الآن تشير إلى أن الضربة الأمريكية على المواقع النووية في إيران "ناجحة تماما"، وأن "التقرير الاستخباراتي الأول الذي جرى نشره في ""سي إن إن"" كان منخفض الثقة". وأضافت أن الموقف في إيران كان يخضع لمراقبة دقيقة ولم يكن هناك أي مؤشر على أن اليورانيوم المخصب قد نقل من منشأة فوردو أو من مواقع أخرى قبل الضربات الأمريكية ليلة السبت. إلى ذلك، قررت إدارة الرئيس الأمريكي تقليص مستوى مشاركة المعلومات السرية مع الكونغرس في أعقاب تسريبات صحفية أثارت جدلا واسعا داخل الولايات المتحدة بشأن نتائج الضربات العسكرية الأخيرة ضد إيران. ووفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن الإدارة تعتقد أن التقييم الأولي الذي أعدّته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية قد تم تسريبه بعد نشره عبر منصة مخصصة لتبادل المعلومات المصنفة بين الأجهزة الأمنية وأعضاء الكونغرس، مساء الاثنين. وأضاف المسؤول: "بناء على ذلك، ستقوم الإدارة بالحد من كمية المعلومات التي تُشارك على هذا النظام، مشيراً إلى أن تحقيقاً داخليا قد بدأ لتحديد مصدر التسريب". ويثير التقرير المسرب الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية شكوكا حول ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأن الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على إيران "دمرت بالكامل" ثلاث منشآت نووية إيرانية، واستنتج بدلا من ذلك أن المهمة أعادت فقط برنامج إيران إلى الوراء عدة أشهر. وصدر التقرير الذي نشرته شبكة CNN وصحيفة "نيويورك تايمز" بعد أيام قليلة من ضربات أمريكية على إيران وسط تصاعد التوترات بين تل أبيب وطهران، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في خطاب وطني عقب العملية مباشرة، أن المواقع "دمّرت بالكامل". ورسمت التقارير الإعلامية صورة مختلفة، حيث أشارت إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمّر في الغارات، نقلا عن سبعة أشخاص اطلعوا على التقرير.


الصحراء
منذ 8 ساعات
- الصحراء
نهاية المواجهة أم هي استراحة؟
كلُّ طرفٍ في الحرب أعلن انتصاره. ترمب تولَّى الإعلان عن الهجوم بـ14 قنبلة خارقة وتدميرِ ثلاث منشآت نووية، ودعا لصفقة سلام. وإسرائيل وصفت «عم كلافي»، وهو اسم عمليتها، بالتاريخيّة. اغتالت قياداتٍ وخبراء ودمرت نصفَ ترسانة خصمها الباليستي. إيران، التي أطلقت على عمليتها «الوعد الصادق 3»، ألحقت بتلِّ أبيب الكبرى وبئر السبع دماراً غير مسبوق وكتَبَ المرشدُ الأعلى خامنئي: «كانت صفعة قوية إلى أميركا». ما حدث في الأسبوعين الماضيين لم يكن مجردَ اشتباك، بل تطور عسكري فريد وخطير، أولُّ حربٍ مباشرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، توقفت، والتوقف الحالي لا يعدو أن يكونَ استراحة، ما لم نرَ اتفاقاً بين الأطراف الثلاثة، هكذا تُوقَف الحروب. مع ادعاء الانتصارات، مَن سيقدم تنازلات من الأطراف الثلاثة؟ الأميركيون وحدهم عرضوا على عجل مشروع سلام، افتضح بعد غضب الرئيس ترمب من لغة المرشد الأعلى. قال ترمب إنَّه منع إسرائيل من مشروع اغتياله، وإنَّه وافق على إعطاء إيران ستة مليارات دولار، وهي أموال محتجَزة. وسمح برفع فوري لبعض العقوبات. ويقال إنها هدايا لترطيب الأجواء مع إيران للتفاوض، ويُشاع أن واشنطن عرضت على إيران مساعدتها على إعادة بناء برنامجها النووي ليكون مدنياً فقط. رئيس الأركان الإسرائيلي زامير قال إن الحرب لم تنتهِ، وقائمة الأهداف المتبقية طويلة. مهما قال، نعرف أن قرار تل أبيب مرتبط بالبيت الأبيض. وقد وقعت حادثة مهمة، فقد سارع ترمب لإنقاذ نتنياهو الذي كان على وشك السقوط، وأنقذه من حبل مشنقة المحاكمة. أعلن تضامنه مع «بيبي»، وأن على الإسرائيليين ألا يعزلوه أو يحاكموه. لهذا التدخل ثمن على رئيس الوزراء أن يسدده لترمب الذي يتطلع إلى اتفاق سلام كبير يحيكه بين العدوين. على أي حال، مفتاح هذه الأزمة في يد طهران لا في واشنطن أو تل أبيب. بيدها أن تقول لا وتستمر النزاعات، ولها أن تقول نعم. حتى تنهي المواجهة المستمرة منذ عام 1980 عليها أن تقبل بمبدأ التعايش الإقليمي، وتلتحق بقطار دول المنطقة. جميعها أصبحت إما دولاً منخرطة في اتفاقات ثنائية مع إسرائيل أو دولاً بلا مشروع مواجهة. سوريا كانت آخر الركاب، وبذلك انتهت دول الممانعة. ومع تدمير قدرات «حزب الله» و«حماس» وسقوط نظام بشار، خارت جبهة التصدي وبقيت إيران وحيدة في وجه إسرائيل. التراجع عن سياسة 45 عاماً من المواجهة لن يكون بالأمر الهين على النظام الإيراني، وقد تسرع نتائج حرب الاثني عشر يوماً مع إسرائيل وتزيد من الضغوط على طهران. بعيداً عن حساب الخسائر لا تزال إيران تحتفظ ببعض عناصر القوة. فهي تمتلك اليورانيوم المخصب المهمّ سواء لبناء سلاح نووي، ولو بدائياً، أو للتفاوض عليه. واستطاعت سريعاً تعويض قادتها الذين فقدتهم، وكذلك تمكَّنت من السيطرة على الوضع الداخلي. مكاسب إسرائيل أنها استمالت ترمب، ونفَّذ ما كانت إسرائيل تعجز عنه وحدها؛ تدمير المنشآت النووية الرئيسية. فإذا كان في يد طهران مفتاح السلام فإن اليد العليا في الحرب لتل أبيب، فقد نجحت في القضاء على التهديدات الإقليمية الموالية لإيران. ومن يدري، فإن هذه المواجهة ربما هي خاتمة الحروب. نقلا عن الشرق الأوسط


جوهرة FM
منذ 13 ساعات
- جوهرة FM
بـ6 كلمات.. منشور حازم لترامب عن غزّة
في منشور نُشر في وقت متأخر من ليلة السبت على منصته "تروث سوشال"، دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب كلًّا من إسرائيل وحركة حماس إلى التوصل لإتفاق في غزّة يهدف إلى إعادة الرهائن. وكتب ترامب: "أبرموا الصفقة في غزة. أعيدوا الرهائن".وجاء المنشور خاليًا من أي تفاصيل إضافية، لكنه يُفهم على أنه دعوة مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا في اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما سبق أن تنبأ ترامب بإتمامه "خلال أسبوع" في تصريحات سابقة. ويأتي هذا التصريح بعد ساعات فقط من مطالبة ترامب مجددًا للنيابة العامة الإسرائيلية بإغلاق الملفات القضائية ضد نتنياهو، مبررًا ذلك بأن رئيس الوزراء "يعمل حاليًا على التفاوض مع حماس لإبرام صفقة تشمل استعادة الرهائن".