
أمام البرلمان الأوروبي.. نداء ملكي لإصلاح النظام الدولي
قسم الأبحاث والدراسات جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، أمس الثلاثاء، ليكون نداء عاجلا لإصلاح النظام الدولي قبل انهياره الكامل، مستفيدًا من رصيد الأردن التاريخي كـ «صوت العقل» في المنطقة، بقيادة جلالته، وليدفع لتحويل الشجب الأوروبي إلى سياسات ضاغطة على إسرائيل وحلفائها.السياق التاريخي والرمزية الدبلوماسية:* الزيارة السادسة: يمثل هذا الخطاب الزيارة السادسة للملك أمام البرلمان الأوروبي (بعد أعوام 2002، 2007، 2012، 2015، 2020)، مما يؤكد مكانة الأردن كـ»صوت عربي ثابت» و»حلقة وصل استراتيجية» بين العالم العربي وأوروبا.* توقيت حرج: جاء الخطاب في ذروة التصعيد الإقليمي، بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران وتفاقم العدوان على غزة والضفة الغربية، ما يجعله منصة لتوجيه رسالة عاجلة للغرب.المضامين الأساسية للخطاب: رؤية نقدية وإنسانية:1. إدانة الانحدار الأخلاقي العالمي:* غزة نموذجًا: وصف الملك الوضع في غزة بأنه «خذلان عالمي»، مشيرًا إلى تحول الانتهاكات من «أفعال وحشية» إلى «أمور شائعة» تُقبل بصمت. واستشهد بـ:- توثيق منظمة الصحة العالمية لـ 700 هجوم على مرافق صحية في غزة.- استخدام التجويع كسلاح ضد الأطفال واستهداف المدنيين في المخيمات.* مفترق طرق تاريخي: حذّر الملك من خيارين مصيريين:«الاختيار بين السلطة والمبدأ، بين حكم القانون أو حكم القوة، بين التراجع أو التجديد».2. تفكيك ازدواجية المعايير الدولية:* مقارنة تاريخية لاذعة: استحضر الملك تجربة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حين اختارت «الكرامة الإنسانية عوضًا عن الهيمنة»، وتساءل:«كيف يعقل لإنسانيتنا أن تسمح بأن يصبح ما لا يمكن تصوره أمرًا اعتياديًا؟».* فجوة القول والفعل: انتقد الملك تحول القيم الدولية إلى «ادعاءات فارغة» عندما لا تُترجم إلى أفعال، خاصة في حماية المدنيين.3. القدس والقيم المشتركة كجسر حضاري:* الوصاية الهاشمية: ذكّر الملك بمسؤولية الأردن التاريخية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، مستندًا إلى «العهدة العمرية» التي أمرت بحماية الكنائس وعدم إيذاء المدنيين.* النموذج الأردني: قدّم الأردن كدليل عملي على التعايش، حيث:- المسيحيون جزء أصيل من النسيج الوطني.- المقدسات (مثل المغطس) تُحفظ كتراث إنساني مشترك.الرسائل السياسية الاستراتيجية:1. الضفة الغربية: تصعيد متعمد:* ربط الملك بين غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أننا: «نشهد الانتهاكات تلو الأخرى في الضفة الغربية، والوضع يزداد سوءًا يوما بعد يوم» .* هذه الإشارة تهدف لكسر العزلة الدولية عن قضية الضفة، وتحويلها إلى جزء من الأجندة العاجلة.2. الشراكة الأوروبية: بين الدعم والمسؤولية:* استثمار الشراكة الجديدة: جاء الخطاب بعد أشهر فقط من إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» مع الاتحاد الأوروبي (كانون الثاني 2025)، التي تضمنت حزمة دعم بـ 3 مليارات يورو.* تذكير بالمصالح المشتركة: ربط بين استقرار الشرق الأوسط وأمن أوروبا، داعيًا إلى:- وقف التصعيد الإقليمي (خاصة بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران).- تبني سياسات مبنية على القانون الدولي لا على الموازين القوى.3. البعد الإنساني: جسر من القيم إلى العمل:* استند الملك إلى تجربة الأردن في غزة عبر مبادرة «استعادة الأمل»:- تركيب أطراف اصطناعية لأكثر من 400 مصاب (بمن فيهم أطفال).- تقديم نموذج عملي للتعامل مع الإعاقة في مناطق الصراع.السياقات والتداعيات المتوقعة:* استهداف الرأي العام الأوروبي: الخطاب موجّه بشكل مباشر إلى شعوب أوروبا وبرلماناتها، مستخدمًا تاريخها الأخلاقي لدفعها للضغط على حكوماتها.* تكتيك «الصدمة الأخلاقية»: استخدام لغة شديدة اللهجة (مثل «الانحدار الأخلاقي»، «النسخة المخزية من إنسانيتنا») يهدف لكسر حاجز التطبيع مع العنف.* تعزيز الدور الأردني الإقليمي: يرسخ الأردن مكانته كـ»قوة أخلاقية» قادرة على حشد الدعم الدولي.الخاتمة: خطاب في مفترق التاريخ:يمثل خطاب الملك عبدالله الثاني مراجعةً قاسيةً للضمير الغربي، وبلاغةً سياسيةً تجمع بين:- البعد الأخلاقي: تفكيك تناقضات المجتمع الدولي.- البعد البراغماتي: ربط استقرار أوروبا بحل القضية الفلسطينية.- البعد الحضاري: تقديم الأردن كحارس للقيم المشتركة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هلا اخبار
منذ ساعة واحدة
- هلا اخبار
رئيس مجلس النواب: خطاب الملك دعوة لإنقاذ البشرية
هلا أخبار – قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الاوروبي جسد معاني القيم الإنسانية العليا والمتطلبات الواجبة على المجتمع الدولي إزاء التطاول على كرامة الشعوب والمساس بأمنها. وأضاف الصفدي أن خطاب جلالة الملك يعكس مدى ثقة واحترام وتقدير القارة الأوروبية بمواقف وحكمة جلالته الداعية دوماً إلى الحوار سبيلاً لمختلف الأزمات، ويشكل دعوة لإنقاذ البشرية من سقوط المعايير الأخلاقية. وقال الصفدي: نشعر بالفخر والاعتزاز في مجلس النواب ونحن نرى جلالة الملك أمام برلمان أوروبا يعبر عن صوت وضمير أبناء شعبنا وأمتنا وكل دعاة الأمن والسلام والاستقرار في العالم بمواجهة أصوات الخراب والدمار التي باتت تهدد قيم الإنسانية ومصير ومستقبل الأجيال في مختلف أنحاء العالم. وتابع الصفدي بالقول: لقد وضع خطاب جلالة الملك مؤسسات ومراكز القرار الدولي أمام اختبار حقيقي لتكريس الجهود نحو السلام في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحولات خطيرة، ولذا وجه الخطاب الملكي نداءً أخلاقياً وإنسانياً للعودة إلى قيم الإنسانية المشتركة بوصفها الضامن لاستقرار البشرية. وقال رئيس مجلس النواب إن عدالة الحق الفلسطيني، ومأساة قطاع غزة، شكّلتا جوهر الخطاب الملكي الساعي إلى إعادة البوصلة لحق الأشقاء الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة، ووقف الحرب الوحشية على غزة، محذراً من تداعيات الهجمات الإيرانية الإسرائيلية على مستقبل المنطقة والعالم. وأضاف الصفدي، 'حمل الخطاب تحذيراً من خطورة السقوط الجماعي للمعايير الأخلاقية والدولية في حال استمرار الحرب على غزة والنكران للحق الفلسطيني، إذ إن ما يجري في غزة يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية، ويزيد الأوضاع مأساة استمرار الانتهاكات في الضفة الغربية. وختم الصفدي بالقول: جاءت أهمية ودلالات الخطاب الملكي في استحضار مشهد نهضة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اختارت البناء والتنمية بدلاً من الكراهية والثأر، وتعظيم قيم الإنسانية والقانون الدولي الأمر الذي مكنها من تحقيق الرفاه لشعوبها والمشاركة الفاعلة والرئيسة في قيادة العالم، وما خطاب الملك إلا دعوة لإحياء الدور الأوروبي وأهميته لتحقيق الأمن والاستقرار في مناطق الصراعات.

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
محمد يونس العبادي يكتب: الفطنة لدى رجل الدولة
بقلم : لطالما كانت سياسة الملك الراحل عبد الله الأول المؤسس تحمل كثيراً من عناوين الوحدة العربية ومسعى جاداً لخير هذه الامة بكافة اقطارها. وهي سيرة عطرها يملؤها تعبير واضح عن دور هذا الوطن منذ التأسيس حتى اليوم. وسيرة الملك المؤسس رحمه الله مليئة بالمواقف والعبر ترويها الوثائق، ومن بينها رسالته رحمه الله إلى إبراهيم هاشم بتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة سمير الرفاعي عام 1945م. الحادثة هنا جاءت في مرحلة مهمة من تاريخ الأردن فترة ما قبل الاستقلال ونهاية الحرب العالمية الثانية، استقالت وزارة سمير الرفاعي بعد حادثة القصر التي اعتقد بها الرفاعي وجود اهانة لشخصه وفريقه الوزاري من رئيس التشريفات الملكية آنذاك. وهي القيام بإدخال ضباط الجيش قبل الحكومة. وفي هذه الحادثة عبرة يتجسد أولها في احترام الملك المؤسس لمواقيت المقابلة التي كانت مخصصة للقاء من كل جمعة حين يلتقي اولاً من يزوره في القصر، ليكون قريبا من الناس منصتاً لهم متواصلا مع أبناء شعبه قبل لقاء الحكومة والجيش، فكما تشير الوثيقة عن هذا البرتوكول: من المعتاد ان يجلس سموه مجلسا عاما يقابل فيه الزوار كل جمعة بعد ذلك يتلوها لقاء الحكومة والجيش على التوالي. وتقديرا للوقت امر سمو الملك المؤسس ان يدخل ضباط الجيش لما راى في الوقت فسحة قبل لقاء الحكومة، ثم بعد ذلك لقاء الحكومة، فما كان من سمير الرفاعي الا ان وبخ رئيس التشريفات الملكية على مخالفة البرتوكول، وعبر عن غضبه. بعد سماع الملك المؤسس عن تصرف الرفاعي هاتفه ان رئيس التشريفات الملكية قد امتثل لرأيه وبمشورته وان الامر لا يحمل الإهانة له، ولكن رغم ذلك فان سموه لا يقبل ان يهان احد العاملين في قصره. وبعد ذلك جرت استقالة حكومة سمير الرفاعي، وكما تشير الوثيقة رد سموه على الرفاعي بقوله: «تلقيت كتاب استقالتكم فاسفت لذلك وحزنت، وعلى كل فمن الواجب ان احرص ان لا يهان احد وان تحترم الكرامة في محل اكثر من القصر، وان رجال القصر يصدعون باوامري ويعملون بارشاداتي من اكرام لوافد واحترام لوزير، مع تقديري لدولتكم وفطنتكم ».


جفرا نيوز
منذ 3 ساعات
- جفرا نيوز
الاتحاد الأوروبي: خطاب الملك بالبرلمان الأوروبي رسالة تعكس عمق الشراكة
جفرا نيوز - قال سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، بيير كريستوف، إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي حمل رسالة قوية تعكس الثقة المتبادلة والأهمية الكبيرة التي يوليها جلالته للعلاقات الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي. وأضاف كريستوف أن جلالة الملك اختار توقيتا دقيقا للقيام بزيارته إلى أوروبا، بالتزامن مع التوترات الإقليمية، لاسيما عقب الاستهداف الإسرائيلي لإيران، وهو ما يبرز البعد السياسي العميق للزيارة والخطاب معا. وأشار إلى أن الخطاب الذي ألقاه جلالته أمام الأعضاء المنتخبين في البرلمان الأوروبي، يُعدّ رسالة بليغة ومؤثرة، تعكس رؤية واضحة ومتماسكة تجاه قضايا المنطقة، وعلى رأسها السلام في الشرق الأوسط". وتابع السفير الأوروبي "لقد ذهلنا من رؤية الملك بشأن السلام، والتي ركزت على مركزية القانون الدولي، مؤكدا أن هذا القانون يتعرض لانتهاكات متكررة في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي إيران، وأوكرانيا، وهذه الرسالة تحظى باحترام واهتمام بالغين في الأوساط الأوروبية". وفيما يتعلق بالشراكة الاقتصادية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، كشف كريستوف عن تنفيذ أكثر من 6 مشاريع حيوية في قطاع المياه بمختلف مناطق المملكة، نظرًا لأهمية هذا القطاع وتعدد التحديات التي تواجهه. وأوضح أن هذه المشاريع تأتي ضمن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع الأردن قبل حوالي خمسة أشهر، بقيمة 3 مليارات يورو، والتي تشمل أيضًا مجالات الطاقة، الاتصالات، والتكنولوجيا. وأشار إلى أن هناك مراجعة جارية للعلاقات بين الجانبين بهدف تطوير التعاون في مجالات جديدة مثل الأبحاث العلمية والتغير المناخي، مشيرًا إلى أنه من المتوقع إطلاق مشاريع إضافية بعد انتهاء الصيف الحالي.