
«جيه-10سي» الصينية أم «ميغ-29إم» الروسية.. أيهما المقاتلة الأفضل لمصر؟
مع تنامي التحديات الإقليمية وتزايد الحاجة لتحديث القدرات العسكرية، تسعى مصر على الدوام إلى تعزيز قواتها الجوية بأحدث المقاتلات.
وفي هذا السياق، تبرز مقاتلتا جيه-10سي الصينية وميغ-29إم الروسية كمحورين رئيسيين للمقارنة، خصوصًا بعد مشاركة طائرات جيه-10سي مؤخرًا في مناورات "نسور الحضارة 2025" في الأجواء المصرية إلى جانب مقاتلات ميغ-29إم التابعة لسلاح الجو المصري.
وقام موقع مليتري ووتش المختص بالشؤون العسكرية بعقد مقارنة بين المقاتلتين الصينية والروسية، تكشفان أهم مميزات كل منهما.
وبحسب الموقع، تمتلك مصر 46 مقاتلة من طراز ميغ-29إم الروسية، مما يجعلها أكبر مشغّل لهذا النوع من المقاتلات في العالم.
ورغم ظهور تكهنات حول إمكانية طلب مصر المزيد من طائرات ميغ-29إم أو طراز ميغ-35 الأكثر تطورًا، تقدم المقارنات بين هذه المقاتلات ومقاتلة جيه-10سي الصينية مؤشرات مهمة حول الأسباب التي قد تجعل المقاتلات الصينية تحظى باهتمام أكبر من قبل سلاح الجو المصري مقارنة بالطائرات الروسية المنافسة..
تم تطوير كلٍّ من مقاتلتي جيه-10 وميغ-29 كمقاتلات خفيفة مكمّلة لطائرة سو-27 الثقيلة، والتي شكّلت نخبة سلاح الجو السوفياتي منذ عام 1984 وسلاح الجو الصيني منذ عام 1992.
وخلال تسعينيات القرن الماضي، اشترت الصين طائرات Su-27 بأعداد تفوق ما يمتلكه سلاح الجو الروسي، وبدأت بإنتاجها محليًا بموجب ترخيص قبل أن تقوم بإدخال تحسينات على التصميم لتطوير طرازات جيه-11، و جيه-11بي، وأخيرًا المقاتلة جيه-16 المتطورة من الجيل فوق الرابع.
ودخلت مقاتلة جيه-10 الخدمة في عام 2004 بتقنيات متطورة مماثلة لـ جيه-11بي، ثم تم إدخال النسخة المحسّنة جيه-10سي للخدمة في عام 2018 كمقاتلة من الجيل فوق الرابع ذات مستوى تطور مماثل لـ جيه-16.
على النقيض من ذلك، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تخلّى سلاح الجو الروسي الذي يعاني من نقص التمويل عن استراتيجية المزج بين المقاتلات الثقيلة والخفيفة، وركّز بدلًا من ذلك على تطوير نسخ محسّنة من طائرة سو-27، مثل سو-34 وسو-35، مع استثمارات ضئيلة جدًا في تطوير أو شراء مقاتلات ميع-29.
ونتيجة لذلك، مقارنة بنحو 300 طائرة جيه-10سي في الخدمة الصينية، لا تمتلك روسيا أي طائرات ميغ-29إم في الخدمة وتملك فقط ست طائرات MiG-35.
الاستثمار الصيني الأكبر بكثير في تشغيل جيه-10سي ودمج أحدث تقنياتها على هذه الطائرة يجعلها أكثر جاذبية بكثير من ميغ-29إم، كما أن البرنامج الصيني يستفيد من وفورات الحجم الإنتاجي بشكل كبير.
الاستثمارات الأكبر بكثير التي قامت بها الصين في تشغيل جيه-10سي ودمج أحدث التقنيات فيها تجعلها أكثر جاذبية بكثير من ميغ-29إم، كما أن برنامج المقاتلة يستفيد أيضاً من وفورات الحجم الكبيرة. ميزة أخرى رئيسية لـ جيه-10سي هي التطور الكبير في قطاع الطيران القتالي الصيني.
ويظهر هذا التباين بوضوح في برامج المقاتلات من الجيل الخامس، إذ تُعتبر المقاتلة الصينية J-20 واحدة من أكثر المقاتلات تطوراً في العالم إلى جانب الأمريكية إف-35، في الوقت الذي دخلت فيه المقاتلة سو-57 الروسية للخدمة بوتيرة أبطأ بكثير، كما أنها أقل تطوراً بشكل ملحوظ في مجالات مثل التخفي وغياب أنظمة الاستشعار الموزعة.
ومن المتوقع أن توفر الفروقات في التقنيات، بدءاً من المعدات إلى الرادارات وروابط البيانات، ميزة كبيرة لـ جيه-10سي على المقاتلات الروسية من الجيل "الرابع"، بما في ذلك ميغ-29إم وأيضاً الطائرات الأكبر حجماً. وهناك تقارير تشير إلى أن جيه-10سي تفوقت باستمرار على Su-35 الروسية في الاشتباكات الافتراضية.
عند مقارنة جيه-10سي بالمقاتلات الروسية، تظهر أيضاً فروقات كبيرة في تقنيات الصواريخ جو-جو، حيث لم تتخذ روسيا خطوات كبيرة لتشغيل صاروخها R-77M كسلاح رئيسي للمقاتلات الجديدة، بينما دخل نظيره الصيني PL-15 الخدمة منذ أكثر من عقد.
هذا يجعل ميغ-29إم وSu-35 والمقاتلات الروسية الأخرى تعتمد بشكل كبير على صاروخ R-77-1، الذي يعادل تقريباً الصاروخ الأمريكي AIM-120C والصيني PL-12، لكنه لا يمثل أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا. ميزة جيه-10سي في القتال القريب قد تكون أكبر، حيث يستطيع صاروخ PL-10 الاشتباك بزوايا أوسع بكثير من صواريخ R-73/74 الروسية.
وبشكل عام، يمكن القول أن جيه-10سي طائرة أكثر فعالية من حيث التكلفة، وعلى الرغم من أن سعرها أعلى من ميغ-29إم، إلا أن تكاليف تشغيلها أقل بكثير وقدرتها القتالية أعلى بكثير.
كما أن شراء جيه-10سي يتيح لمصر تحديث قواتها الجوية بسرعة أكبر، إذ أن إنتاج روسيا لطائرات ميغ-29إم وMiG-35 محدود بحوالي 14 طائرة سنوياً، وتُنتج هذه الطائرات حصرياً للتصدير ولا توجد لها طلبات محلية. ويمكن للصين تسليم الطائرات بسرعة تقارب ضعف تلك السرعة، إذ تنتج جيه-10سي بمعدل حوالي 50 طائرة سنوياً.
كما أن شراء جيه-10سي يمكن أن يكون خطوة تمهيدية لمصر للحصول على أول مقاتلات من الجيل الخامس، وهي J-35، التي تستخدم العديد من تقنيات J-20 ولكنها أخف وأقل تعقيداً وتعتبر أكثر ملاءمة للعملاء الأجانب من حيث التكلفة.
aXA6IDIxMi40Mi4xOTguMjA5IA==
جزيرة ام اند امز
CH

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«باك دا» و«بي – 21 ».. «صراع السماء» يحتدم بين روسيا وأمريكا
في ظل التنافس المتصاعد بين القوى الكبرى لتطوير قاذفات استراتيجية شبحية متقدمة، تبرز الطائرة الروسية "باك دا" كأحد المشاريع الطموحة التي تهدف لمنافسة الطائرة الأمريكية الحديثة بي21 رايدر. لكن الواقع التقني والعملي يشير إلى تفوق القاذفة الأمريكية على نظيرتها الروسية في عدة جوانب حاسمة، رغم ما تحمله القاذفة باك دا (PAK DA) في طياتها من إمكانيات واعدة على الورق. تصميم ومواصفات الطائرة الروسية باك دا بدأ برنامج تطوير القاذفة الروسية في أواخر التسعينيات، حيث تم وضع المتطلبات الأولية من قبل الحكومة الروسية الجديدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. هذا المشروع، الذي يحمل اسم "المجمع الجوي الواعد للطيران بعيد المدى"، يجري تطويره بالكامل من قبل مكتب تصميم توبوليف الشهير. في البداية، كانت هناك تقارير تشير إلى أن الطائرة ستعتمد بشكل كبير على تصميم الـTu-160 الأسرع من الصوت، إلا أن تصريحات المسؤولين الروس أكدت أن الطائرة ستكون تصميمًا جديدًا كليًا. تتميز القاذفة الروسية بتصميم مشابه للطائرة الأمريكية بي-2 سبريت، مما يمنحها قدرة عالية على التخفي وتقليل البصمة الرادارية. كما تشير التقارير إلى أن الطائرة ستتمتع بمدى يصل إلى حوالي 12,000 كيلومتر وقدرة على حمل أكثر من 30 طنًا من الأسلحة، من بينها صواريخ تقليدية، ونووية، وحتى أسلحة فرط صوتية متطورة، ما يجعلها منصة هجومية قوية، قادرة على تنفيذ ضربات استراتيجية بعيدة المدى. إلا أنه بالرغم من هذه الإمكانيات الواعدة، تواجه القاذفة الروسية العديد من التحديات التي قد تؤخر دخولها الخدمة الفعلية؛ أولها هو العقوبات الدولية المفروضة على روسيا والتي تحد من وصولها إلى التقنيات المتقدمة والمواد اللازمة لتطوير أنظمة التخفي والاتصالات الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع المستمر في أوكرانيا يستهلك موارد كبيرة من الاقتصاد الروسي، مما يؤثر سلبًا على تمويل المشاريع العسكرية الطموحة. من الناحية التقنية، أثار تصميم الأجنحة بعض القلق لدى المحللين، حيث قد تزيد هذه الأجنحة من إمكانية اكتشاف الطائرة بواسطة الرادارات المعادية، وهو ما يقلل من ميزتها في التخفي مقارنة بتصميم جناح الطائر الكامل المستخدم في بي-21 الطائرة الأمريكية بي-21 رايدر: التفوق التكنولوجي والعملي على الجانب الآخر، تتميز الطائرة الأمريكية بي-21 رايدر بتقنيات متقدمة وتصميم متطور يجعلها الطائرة الرئيسية القادمة للقوات الجوية الأمريكية. وجرى تطوير القاذفة ضمن برنامج "قاذفة الضربة بعيدة المدى" الذي يهدف إلى استبدال الطائرات القديمة مثل بي1 وبي2. وتتميز بتصميم بجناح طائر متكامل يقلل من التوقيع الراداري، مع مدى يصل إلى حوالي 12,000 كيلومتر، مما يمنحها قدرة أكبر على الوصول إلى أهداف استراتيجية بعيدة. كما أن الـB-21 صممت بحمولة أسلحة مرنة تصل إلى 12-13 طنًا، مع إمكانية حمل صواريخ نووية متطورة مثل LRSO وقنابل اختراق عميقة مثل MOP. إضافة إلى ذلك، فإن الطائرة مزودة بأنظمة إلكترونية متقدمة تتيح لها العمل ضمن شبكة قتالية متكاملة مع طائرات مسيرة وأقمار صناعية، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ مهام معقدة في بيئات معادية. أحد أبرز مزايا الـB-21 هو تصميمها المفتوح الذي يسمح بتحديثات مستقبلية مستمرة، مما يجعلها منصة قابلة للتكيف مع التطورات التكنولوجية الجديدة، وهو أمر بالغ الأهمية في عالم يتغير بسرعة من حيث تهديدات الأمن والدفاع. مقارنة شاملة بين باك دا وبي-21 رايدر عند مقارنة الطائرتين، نجد أن باك دا تتفوق في بعض الجوانب مثل الحمولة القصوى التي تصل إلى 30 طنًا، ومدى الطيران الذي يكاد يضاهي بي-21. لكن التأخيرات الكبيرة في الإنتاج، والعقوبات الاقتصادية، والمشاكل التقنية تجعل من الصعب على روسيا إدخال هذه الطائرة إلى الخدمة في وقت قريب. في المقابل، فإن بي-21 تشهد تقدما مستمرا في مراحل الاختبار والإنتاج، مع توقع دخولها الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة. كما أن تفوق الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا التخفي، والأنظمة الإلكترونية، والقدرة على التكامل مع الشبكات القتالية الحديثة، يمنح بي-21 ميزة استراتيجية واضحة على منافستها الروسية. aXA6IDE1NC45LjE5LjEzNSA= جزيرة ام اند امز ES


العين الإخبارية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«جيه-10سي» الصينية أم «ميغ-29إم» الروسية.. أيهما المقاتلة الأفضل لمصر؟
مع تنامي التحديات الإقليمية وتزايد الحاجة لتحديث القدرات العسكرية، تسعى مصر على الدوام إلى تعزيز قواتها الجوية بأحدث المقاتلات. وفي هذا السياق، تبرز مقاتلتا جيه-10سي الصينية وميغ-29إم الروسية كمحورين رئيسيين للمقارنة، خصوصًا بعد مشاركة طائرات جيه-10سي مؤخرًا في مناورات "نسور الحضارة 2025" في الأجواء المصرية إلى جانب مقاتلات ميغ-29إم التابعة لسلاح الجو المصري. وقام موقع مليتري ووتش المختص بالشؤون العسكرية بعقد مقارنة بين المقاتلتين الصينية والروسية، تكشفان أهم مميزات كل منهما. وبحسب الموقع، تمتلك مصر 46 مقاتلة من طراز ميغ-29إم الروسية، مما يجعلها أكبر مشغّل لهذا النوع من المقاتلات في العالم. ورغم ظهور تكهنات حول إمكانية طلب مصر المزيد من طائرات ميغ-29إم أو طراز ميغ-35 الأكثر تطورًا، تقدم المقارنات بين هذه المقاتلات ومقاتلة جيه-10سي الصينية مؤشرات مهمة حول الأسباب التي قد تجعل المقاتلات الصينية تحظى باهتمام أكبر من قبل سلاح الجو المصري مقارنة بالطائرات الروسية المنافسة.. تم تطوير كلٍّ من مقاتلتي جيه-10 وميغ-29 كمقاتلات خفيفة مكمّلة لطائرة سو-27 الثقيلة، والتي شكّلت نخبة سلاح الجو السوفياتي منذ عام 1984 وسلاح الجو الصيني منذ عام 1992. وخلال تسعينيات القرن الماضي، اشترت الصين طائرات Su-27 بأعداد تفوق ما يمتلكه سلاح الجو الروسي، وبدأت بإنتاجها محليًا بموجب ترخيص قبل أن تقوم بإدخال تحسينات على التصميم لتطوير طرازات جيه-11، و جيه-11بي، وأخيرًا المقاتلة جيه-16 المتطورة من الجيل فوق الرابع. ودخلت مقاتلة جيه-10 الخدمة في عام 2004 بتقنيات متطورة مماثلة لـ جيه-11بي، ثم تم إدخال النسخة المحسّنة جيه-10سي للخدمة في عام 2018 كمقاتلة من الجيل فوق الرابع ذات مستوى تطور مماثل لـ جيه-16. على النقيض من ذلك، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تخلّى سلاح الجو الروسي الذي يعاني من نقص التمويل عن استراتيجية المزج بين المقاتلات الثقيلة والخفيفة، وركّز بدلًا من ذلك على تطوير نسخ محسّنة من طائرة سو-27، مثل سو-34 وسو-35، مع استثمارات ضئيلة جدًا في تطوير أو شراء مقاتلات ميع-29. ونتيجة لذلك، مقارنة بنحو 300 طائرة جيه-10سي في الخدمة الصينية، لا تمتلك روسيا أي طائرات ميغ-29إم في الخدمة وتملك فقط ست طائرات MiG-35. الاستثمار الصيني الأكبر بكثير في تشغيل جيه-10سي ودمج أحدث تقنياتها على هذه الطائرة يجعلها أكثر جاذبية بكثير من ميغ-29إم، كما أن البرنامج الصيني يستفيد من وفورات الحجم الإنتاجي بشكل كبير. الاستثمارات الأكبر بكثير التي قامت بها الصين في تشغيل جيه-10سي ودمج أحدث التقنيات فيها تجعلها أكثر جاذبية بكثير من ميغ-29إم، كما أن برنامج المقاتلة يستفيد أيضاً من وفورات الحجم الكبيرة. ميزة أخرى رئيسية لـ جيه-10سي هي التطور الكبير في قطاع الطيران القتالي الصيني. ويظهر هذا التباين بوضوح في برامج المقاتلات من الجيل الخامس، إذ تُعتبر المقاتلة الصينية J-20 واحدة من أكثر المقاتلات تطوراً في العالم إلى جانب الأمريكية إف-35، في الوقت الذي دخلت فيه المقاتلة سو-57 الروسية للخدمة بوتيرة أبطأ بكثير، كما أنها أقل تطوراً بشكل ملحوظ في مجالات مثل التخفي وغياب أنظمة الاستشعار الموزعة. ومن المتوقع أن توفر الفروقات في التقنيات، بدءاً من المعدات إلى الرادارات وروابط البيانات، ميزة كبيرة لـ جيه-10سي على المقاتلات الروسية من الجيل "الرابع"، بما في ذلك ميغ-29إم وأيضاً الطائرات الأكبر حجماً. وهناك تقارير تشير إلى أن جيه-10سي تفوقت باستمرار على Su-35 الروسية في الاشتباكات الافتراضية. عند مقارنة جيه-10سي بالمقاتلات الروسية، تظهر أيضاً فروقات كبيرة في تقنيات الصواريخ جو-جو، حيث لم تتخذ روسيا خطوات كبيرة لتشغيل صاروخها R-77M كسلاح رئيسي للمقاتلات الجديدة، بينما دخل نظيره الصيني PL-15 الخدمة منذ أكثر من عقد. هذا يجعل ميغ-29إم وSu-35 والمقاتلات الروسية الأخرى تعتمد بشكل كبير على صاروخ R-77-1، الذي يعادل تقريباً الصاروخ الأمريكي AIM-120C والصيني PL-12، لكنه لا يمثل أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا. ميزة جيه-10سي في القتال القريب قد تكون أكبر، حيث يستطيع صاروخ PL-10 الاشتباك بزوايا أوسع بكثير من صواريخ R-73/74 الروسية. وبشكل عام، يمكن القول أن جيه-10سي طائرة أكثر فعالية من حيث التكلفة، وعلى الرغم من أن سعرها أعلى من ميغ-29إم، إلا أن تكاليف تشغيلها أقل بكثير وقدرتها القتالية أعلى بكثير. كما أن شراء جيه-10سي يتيح لمصر تحديث قواتها الجوية بسرعة أكبر، إذ أن إنتاج روسيا لطائرات ميغ-29إم وMiG-35 محدود بحوالي 14 طائرة سنوياً، وتُنتج هذه الطائرات حصرياً للتصدير ولا توجد لها طلبات محلية. ويمكن للصين تسليم الطائرات بسرعة تقارب ضعف تلك السرعة، إذ تنتج جيه-10سي بمعدل حوالي 50 طائرة سنوياً. كما أن شراء جيه-10سي يمكن أن يكون خطوة تمهيدية لمصر للحصول على أول مقاتلات من الجيل الخامس، وهي J-35، التي تستخدم العديد من تقنيات J-20 ولكنها أخف وأقل تعقيداً وتعتبر أكثر ملاءمة للعملاء الأجانب من حيث التكلفة. aXA6IDIxMi40Mi4xOTguMjA5IA== جزيرة ام اند امز CH


العين الإخبارية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«إس – 13».. غواصة سوفياتية صنعتها ألمانيا وأوجعت النازيين
تُعرف الغواصات "إس" رسميًا باسم "سريدنيايا" وتعني بالروسية "متوسطة"، وهي تُمثل فصلًا محوريًا في تاريخ البحرية السوفياتية. وتجسد الغواصة من فئة "إس" مزيجًا مثاليًا من التعاون الدولي والتكيف التكنولوجي والشجاعة في زمن الحرب حيث طورها الاتحاد السوفياتي بالتعاون مع ألمانيا. وظهرت غواصات الفئة "إس" من برنامج إعادة تسليح بحري سوفياتي في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، في ظل الحاجة إلى غواصة حديثة عابرة للمحيطات وقادرة على العمل فيما وراء المياه الضحلة لبحر البلطيق، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي. وذكر الموقع أن التصميمات السوفياتية مثل فئة شوكا، مناسبة للعمليات الساحلية، لكنها افتقرت إلى المدى والتنوع اللازمين للأدوار الاستراتيجية الأوسع ومع إدراكها لهذه القيود، سعت الحكومة السوفياتية إلى الاستعانة بخبرات دولية لسد هذه الفجوة. وهكذا، ظهرت الغواصات "إس" بالتعاون مع مهندسين ألمان، وبتسهيل من شركة هولندية تابعة كانت جزءًا من جهد أكبر بذله الألمان للتهرب من قيود الأسلحة وغيرها من القيود المفروضة عليهم بعد معاهدة فرساي. واستندت الغواصة إس إلى النموذج الأولي الألماني "إيي-1"، الذي تم تطويره في البداية للبحرية الإسبانية، وبعدها تم بيعه إلى تركيا باسم "Gür " عام 1935. وبعد تقييم تلك الغواصة، طلب المهندسون في الاتحاد السوفياتي تعديلات لتناسب الإنتاج المحلي والاحتياجات التشغيلية وتمت الموافقة على التصميم النهائي عام 1934 تحت اسم "السلسلة التاسعة" وبحلول 1936 تم استخدام مكونات سوفياتية الصنع ليتم إنتاج السلسلة التاسعة مكرر، والتي تضمنت "إس-13". وتحمل الغواصة "إس-13" لقبا غير رسمي هو "ستالينيتس" (أي تابعة ستالين) وكانت أنجح غواصة سوفياتية في الحرب العالمية الثانية بأكملها. وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 1938، وضعت إس-13 في حوض بناء السفن كراسنوي سورموفو في غوركي (نيجني نوفغورود حاليًا)، وأُطلقت في 25 أبريل/نيسان 1939 ودخلت الخدمة في أسطول البلطيق التابع للبحرية السوفياتية في 31 يوليو/تموز 1941 بشكل سريع نظرًا للحرب التي أشعلتها ألمانيا النازية. كانت "إس-13" سريعة وسهلة المناورة، وقادرة على الإبحار بسرعة 18.85 عقدة (21 ميلًا في الساعة) على السطح، و8.8 عقدة (10 أميال في الساعة) تحت الماء. وبمحركي ديزل (4000 حصان) ومحركين كهربائيين (1100 حصان)، بلغ مداها 9500 ميل بحري، مما يجعلها مثالية لدوريات قتالية طويلة. وتضمن تسليحها 6 أنابيب طوربيد عيار 533 مم (4 في المقدمة و2 في المؤخرة)، بالإضافة إلى مدفع على سطح السفينة عيار 100 مم، ومدفع مضاد للطائرات عيار 45 مم، ومؤن لزرع الألغام، مما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات لمواجهة الأهداف البحرية التجارية والمنافسة على حد سواء. وصلت "إس-13" إلى أعالي البحار بعد أسابيع فقط من خيانة ألمانيا النازية لاتفاق "مولوتوف-ريبنتروب"، حيث غزت الاتحاد السوفياتي الذي لم يكن على دراية بالأمر وغير مستعد، وحققت برلين مكاسب إقليمية هائلة في الأسابيع الأولى من الحرب. ودخلت الغواصة الخدمة تحت قيادة الكابتن بيوتر مالانينكو في أسطول البلطيق، وخاضت معارك ضد ألمانيا وفنلندا، من عام 1941 إلى عام 1944. وفي سبتمبر/أيلول 1942، أغرقت الغواصة 3 سفن تجارية بإجمالي حمولة إجمالية مسجلة 4042 طنًا وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول 1942، واجهت "إس-13" حادثًا كاد أن يكون كارثيًا حيث علقت على السطح أثناء شحن بطارياتها، فتعرضت لهجوم من غواصات فنلندية. وخلال غوص طارئ، اصطدمت الغواصة بقاع البحر، مما أدى إلى إتلاف دفتها ومعدات توجيهها بشكل بالغ لكنها تمكنت من العودة إلى كرونشتادت لإجراء الإصلاحات، مظهرةً مرونة تصميمها وطاقمها. وبعد عامين، قاد الكابتن ألكسندر مارينسكو، الغواصة إلى أعظم لحظاتها وأكثرها إثارة للجدل في 30 يناير/كانون الثاني 1945. ففي ستولب بانك قبالة الساحل البولندي، استهدفت "إس-13" السفينة الألمانية فيلهلم جوستلوف وهي سفينة سياحية مُعدّلة لإجلاء المدنيين والجنود الجرحى والعسكريين من شرق بروسيا وكانت محمّلة بأكثر من 10 آلاف شخص. وأصابت طوربيدات "إس-13" السفينة، فأغرقتها في أقل من ساعة، وأسفرت عن مقتل حوالي 9400 شخص في أخطر حادثة غرق لسفينة في التاريخ البحري وبعد 10 أيام، أغرقت الغواصة سفينة نقل ألمانية أخرى، هي ستوبن، مما أسفر عن مقتل حوالي 4500 شخص، معظمهم من المدنيين والجرحى مما جعل الغواصة السوفياتية مسؤولة عن خسائر بشرية غير مسبوقة لكنها نالت إعجاب جوزيف ستالين. وكان القائد مارينسكو، مثيرا للجدل؛ فقد كان معروفًا بسلوكه المتهور وإدمانه على الكحول، مما أدى إلى توترات مع السلطات البحرية السوفياتية وحُرم في النهاية من لقب بطل الاتحاد السوفياتي بسبب هذه الإخفاقات حيث غادر البحرية عام 1946 شاعرا بالمرارة، لكنه كُرِّم بعد وفاته عام 1990. وفي 7 سبتمبر/أيلول 1954، خرجت الغواصة "إس-13" من الخدمة وتم شطبها من السجل البحري في 17 ديسمبر/كانون الأول 1956. aXA6IDE1NC41NS45NC4xIA== جزيرة ام اند امز FR