
غزة دائماً في الواجهة
اعتبرت تلك العملية من قبل الكثير من المحللين السياسيين، والمتابعين للشأن الفلسطيني، عملية استثنائية.
في الأيام الأولى لتلك العملية، شهد العالم الغربي، المناصر بطبيعته لإسرائيل، مواقف متعاطفة مع إسرائيل، عبّر عنها قدوم الرئيس الأمريكي، جو بايدن إلى تل أبيب وعناقه الحار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وليتبع ذلك مواكب أخرى، من زعامات الدول الغربية، من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا، وعدد آخر من دول العالم، معبرة عن تضامنها مع إسرائيل.
غيبت تلك المواقف، حقيقة أن قطاع غزة، كما الضفة الغربية والقدس الشرقية، هي أراض محتلة، بموجب القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن، وبشكل خاص القراران 242,338 واللذان نص مضمونهما على عدم جواز احتلال الأراضي بالقوة المسلحة، وطالب القراران بانسحاب إسرائيل منهما، ضماناً للأمن والسلم الدوليين.
والواقع أن الموقف الدولي، تجاه القضية الفلسطينية، قد بدأ يتغير لصالح قيام دولة فلسطينية، منذ منتصف السبعينات من القرن المنصرم، أثناء تسلم جيمي كارتر سدة الرئاسة الأمريكية، حيث التقى حينها مع السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي، ليونيد بريجينف، وأصدرا بياناً أكدا فيه أهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة، على الأراضي التي احتلتها إسرائيل، في حرب حزيران/ يونيو 1967
في الأمم المتحدة، وفي اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة، جرى تبني القرار 242، الذي هو في الأصل مسودة بريطانية، أعدها المندوب البريطاني في الأمم المتحدة، اللورد كرادون، نصت على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، من جميع الأراضي التي تم احتلالها في حرب حزيران/يونيو.
يَذكر محمود رياض، وزير الخارجية المصرية أثناء تلك الفترة، أن مندوبَي الهند ويوغوسلافيا، وجها سؤالاً مباشراً، لوزير الخارجية البريطاني، كرادون، عن مضمون القرار 242، المقترح من قبله، وهل يتضمن انسحاباً إسرائيلياً شاملاً من الأراضي التي تم احتلالها في حرب حزيران، بما فيها سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، فأكد جوابه على ذلك.
وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة، وقعت اتفاقية أوسلو، بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، ورئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق رابين، وجرى تبنيها ورعايتها من قبل الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، حيث جرت المصادقة عليها بالمقر الرئاسي بالبيت الأبيض، في واشنطن.
ما يجري الآن من حرب إبادة، في قطاع غزة، ذهب ضحيتها ما ينوف على الستين ألفاً، جلهم من المدنيين، أطفالاً ونساء وشيوخاً، وأربعة أضعاف هذا العدد، من الجرحى، عدا المفقودين، هو جريمة أخلاقية بكل المقاييس، وهو تحد للقانون الدولي وشرعة الأمم. علاوة على ذلك، فإنه يتناقض بالمطلق مع القرارات الأممية الكثيرة، الصادرة عن مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي نصت على أن قطاع غزة، هو أرض محتلة، كفل القانون الدولي حق أهلها في مقاومة الاحتلال، بكل الوسائل والسبل، اتساقاً مع حق الشعوب في الاستقلال وتقرير المصير.
إن ما يجري من سياسة تجويع وتعطيش لأهلنا في غزة، هو عمل غير أخلاقي، مدان ومرفوض من قوانين الأرض وشرعة السماء. ومسؤولية التصدي له، هي بالدرجة الأولى مسؤولية إنسانية، قبل أن تكون عربية، وإسلامية. ومسؤولية التصدي لسياسة إسرائيل الفاشية، هي مسؤولية العرب جميعاً، حكاماً ومحكومين. وفي المقدمة، يجب أن تتصدى لحرب الإبادة جامعة الدول العربية، اتساقاً مع أدوار سابقة أدتها في الصراعات العربية - العربية.
ليس من المقبول، أن يقف العالم بأسره، وفي القلب منه أطراف معتبرة بالولايات المتحدة الأمريكية، ضد سياسة التجويع التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، بحق أهلنا في غزة، ونقف نحن عاجزين عن فعل أي شيء.
في الكونغرس الأمريكي، دان بيرني ساندرز، ومجموعة من نواب الكونغرس بقيادة رشيدة طليب، سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل، وآخرون، وجهوا رسالة تطالب بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية، التي تحد من تدفق المساعدات الأمريكية، مذكرين بالقوانين الفيدرالية التي تمنع تقديم مساعدات أمنية، إذا تم تعطيل المساعدات الإنسانية.
هذا وقد تناولنا في مقالات سابقة، موقف محكمة العدل الدولية، للجرائم التي ترتكبها إسرائيل، بحق المدنيين، وتهديد محكمة الجنايات الدولية، بإلقاء القبض على رئيس الحكومة الإسرائيلية، ووزير الدفاع، وعدد آخر من المسؤولين الإسرائيليين.
إن موقفاً دولياً، مسانداً لقيام دولة فلسطينية مستقلة، بدأ يتصاعد. وقد شمل هذا الموقف دولاً كانت حتى وقت قريب تؤيد المواقف الإسرائيلية. فقد عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تأييده لقيام دولة فلسطينية. وبالمثل وقفت دول أخرى، ضمنها روسيا والصين مؤيدة، من دون أي تحفظ لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
المهم الآن، ولتفويت الفرصة على أية ذرائع، ينبغي أن يعمل الفلسطينيون على تحقيق وحدتهم، بأسرع ما يمكن. ولن يتحقق ذلك إلا بالعزيمة الصادقة والنوايا الحسنة، واللجوء إلى صناديق الاقتراع، في الضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة، لتكون الحكم بين الجميع.
وفي هذه الأثناء ينبغي أن يتواصل العمل لإيقاف حرب الإبادة، وسياسة التجويع والتعطيش التي يتعرض لها الفلسطينيون، بالأراضي المحتلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
ترامب: نعمل على خطة لإطعام الناس في غزة
صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أنه يعمل على خطة لـ"إطعام الناس" في غزة. وقال ترامب لموقع "إكسيوس" الأميركي: "نريد أن نساعد الناس. نريد أن نساعدهم على العيش. نريد أن نُطعمهم. هذا أمر كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل". ورغم إعرابه عن قلقه من تقارير تتحدث عن المجاعة في غزة، ألقى ترامب باللوم على حركة حماس، قائلًا إنها تسرق المساعدات وتعيد بيعها داخل القطاع. كما تحدث عن مبعوثه ستيف ويتكوف، وقال إنه "يقوم بعمل رائع". وزار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والسفير لدى إسرائيل مايك هاكابي، الجمعة، مراكز توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وصرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، يوم الخميس، أن الرئيس يخطط للموافقة على خطة مساعدات جديدة لغزة بعد أن يطلعه ويتكوف على نتائج زيارته. من جانبه، قال ويتكوف "الهدف من زيارة غزة منح الرئيس ترمب تفصيلا شاملا عن الوضع الإنساني"، مبيناً أن زيارته للقطاع الفلسطيني استمرت 5 ساعات. وتابع "نهدف من زيارة غزة وضع الأساس للحقائق على الأرض وتقييم الظروف". كما أضاف "بحثت مع الإسرائيليين الوضع الإنساني في غزة". ووصل ويتكوف في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بغزة والقيود المفروضة على المساعدات في القطاع. قتلوا أثناء انتظار المساعدات وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا منذ 27 مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة المدمر والمهدد بالمجاعة.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
السفير الأمريكي في تغريدة محذوفة «أهل غزة يحبون ترامب»
قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في تغريدة سرعان ما تم حذفها خلال زيارته إلى قطاع غزة، إن سكان غزة "يحبون ترامب". وكان هاكابي، برفقة ستيف ويتكوف – مبعوث الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط – قد حصل على إذن نادر لدخول غزة يوم الجمعة، من أجل تفقد مواقع توزيع المساعدات وتقديم تقرير للرئيس الأمريكي. وعقب زيارته لأحد مواقع المساعدات في مدينة رفح، زعم أن الفلسطينيين يطلقون على مبنى مكوّن من ستة طوابق – وهو "واحد من المباني القليلة التي لا تزال قائمة وسط الدمار الذي لحق بجنوب القطاع – اسم "برج ترامب". وأضافت التغريدة، التي لم تستمر على الموقع لأكثر من دقيقة: "إنهم يحبّون @realDonaldTrump ويعتقدون أنه يساعدهم". وكان ترامب قد صرح يوم الخميس بأنه يريد التأكد من حصول سكان غزة "على الغذاء"، وسط موجة استنكار عالمية بشأن ارتفاع معدلات المجاعة في القطاع. وفي منشور آخر، أشاد هاكابي بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة (GHF)، قائلاً إنها سلّمت "أكثر من 100 مليون وجبة" خلال شهرين فقط. وأضاف أن "حماس تكره نظام توزيع المساعدات هذا"، الذي تعرض لانتقادات واسعة ومقاطعة من الأمم المتحدة ومعظم وكالات الإغاثة، "لأنه يوصل الطعام إلى الناس دون أن تتم سرقته من قبل حماس"، حسب تعبيره. وكانت الأمم المتحدة قد أفادت بأن أكثر من 1,300 شخص قُتلوا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ أواخر مايو/ أيار، معظمهم كانوا "بالقرب من" مواقع مؤسسة غزة الإنسانية. كما وصفت منظمات حقوق الإنسان هذه المراكز بأنها "فخ للموت". ويُعد هاكابي، الذي عيّنه ترامب في فبراير/ شباط، شخصية مثيرة للجدل، ويُعرف بمعارضته الشديدة لحل الدولتين ودعمه القوي لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إن زيارته لمراكز المساعدات في غزة تهدف إلى المساعدة في وضع خطة لتقديم مزيد من المساعدات لسكان القطاع. وكتب ويتكوف على منصة "إكس" يوم الجمعة: "أمضينا اليوم أكثر من خمس ساعات داخل غزة"، مرفقًا صورة له وهو يرتدي سترة واقية ويلتقي بالعاملين في أحد مراكز التوزيع. وأوضح أن هدف الزيارة هو "المساعدة في صياغة خطة لتوصيل الغذاء والمساعدات الطبية لسكان غزة". aXA6IDEwNC4yNTIuMTM5Ljk1IA== جزيرة ام اند امز SG


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
ويتكوف يعلق على زيارته لغزة.. في انتظار «خطة ترامب»
قال المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، إنه زار غزة لمنح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فهما للوضع، قبيل إعداد خطة إيصال المساعدات. وفي أول تعليق بعد الزيارة، قال ويتكوف على منصة "إكس": "بتوجيه من رئيس الولايات المتحدة، التقيتُ أنا وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل أمس بمسؤولين إسرائيليين لمناقشة الوضع الإنساني في غزة". وأضاف: "واليوم، أمضينا أكثر من خمس ساعات داخل غزة، نستعرض فيها الحقائق على الأرض، ونقيّم الأوضاع، ونلتقي بمسؤولي مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات أخرى". وتابع: "وكان الهدف من الزيارة هو منح رئيس الولايات المتحدة فهمًا واضحًا للوضع الإنساني، والمساعدة في وضع خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة". من جهته، قال الرئيس الأمريكي في تعليق مقتضب للقناة الـ12 الإسرائيلية، إنه يعمل على خطة "لتوفير الطعام" في غزة. وأوضح ترامب: "نريد مساعدة الناس. نريد مساعدتهم على العيش. نريد توفير الطعام لهم. كان ينبغي أن يحدث هذا منذ زمن طويل". وهذه الزيارة الثانية لويتكوف إلى غزة. وبعد 22 شهرا من الحرب على حماس، بات قطاع غزة المدمر مهددا بـ"مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، خصوصا أنه يعتمد بشكل أساسي على مساعدات إنسانية تنقلها شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو. واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، وفقا لتعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استنادا إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال الهجوم، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قضوا. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 60249 شخصا. وأوردت الوزارة أيضا أن 9081 شخصا قتلوا منذ استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية بالقطاع في 18 مارس/آذار الماضي، فيما ارتفع عدد القتلى من منتظري المساعدات إلى 1330. aXA6IDEwMy40Ny41NS4yMTAg جزيرة ام اند امز US