logo
إيران وواشنطن.. تنازلات محسوبة أم صفقة اللحظة الأخيرة؟

إيران وواشنطن.. تنازلات محسوبة أم صفقة اللحظة الأخيرة؟

سكاي نيوز عربيةمنذ يوم واحد

وبينما يُنظر إلى الجولة القادمة من المحادثات باعتبارها فرصة أخيرة لتجنب الانزلاق نحو التصعيد العسكري، يتصاعد جدل محوري: هل قدمت إيران تنازلات حقيقية لإحياء الاتفاق، أم أن ما يحدث هو مجرد إعادة تموضع تكتيكي على طاولة المفاوضات؟
تنازلات أم إعادة تموضع؟
بحسب محمد صالح صدقيان، المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية ، فإن رواية "التنازلات الإيرانية" التي تسوقها مصادر أميركية لا تعكس بالضرورة الواقع الإيراني الداخلي.
ويوضح في تحليله أن "الجانب الإيراني لم يؤكد أي من تلك التسريبات عن التوصل إلى توافق، بل إن عباس عراقجي نفسه تحدث عن التمسك بالحق الإيراني في التخصيب"، ما يدل على أن طهران لا تزال تعتبر نشاطها النووي داخل أراضيها خط أحمر.
ويتابع صدقيان في قوله إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية : "الإيرانيون لم يقولوا إنهم تخلوا أو علقوا أو فككوا أنشطة التخصيب"، مؤكدًا أن المقترح الأميركي بإنشاء مجمع صناعي إقليمي لتخصيب اليورانيوم بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يحظى بالقبول فقط إذا أقيم على الأراضي الإيرانية. أما دون ذلك، فسيُعتبر تجاوزًا للسيادة الوطنية.
وإذ يشير صدقيان إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستكون "حاسمة"، يكشف عن وجود مقترحات عُمانية "تعرف جيدا خطوط الطرفين الحمراء"، وعلى رأسها تعليق الأنشطة النووية لستة أشهر مقابل تقدم في ملف العقوبات.
لكنه يستدرك قائلاً: "هناك اقتراحات أخرى لتعليق التخصيب لثلاث سنوات، وهي ما تبقى من عهد ترامب، مقابل إزالة شاملة للعقوبات، بما في ذلك فتح منظومة سويفت المالية".
هنا يضع صدقيان النقطة المفصلية: إيران لا تفاوض فقط لحماية برنامجها النووي، بل لإزالة العقوبات الاقتصادية التي تخنقها. ومن هذا المنطلق، فإن كل خطوة "تنازلية" من طهران مرتبطة ارتباطا عضويا بتقدم ملموس في الملف الاقتصادي.
من جانبه، يرى مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون ريتشارد وايتز خلال حديثه إلى غرفة الأخبار أن التقارب المفاجئ بين طهران و واشنطن لا يمكن فصله عن حسابات اللحظة السياسية لكلا الطرفين.
ويؤكد أن "الرئيس ترامب متفائل بطبعه ويسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي كبير"، خاصة بعد انسداد أفق الحل في ملفات أخرى مثل أوكرانيا و كوريا الشمالية.
ويشير وايتز إلى أن الوضع الاقتصادي في إيران "لا يزال يتدهور تحت وطأة العقوبات"، إضافة إلى تراجع نفوذها الإقليمي، لا سيما في سوريا و لبنان.
ويضيف: " الميليشيات المرتبطة بإيران باتت أضعف حتى في العراق ، فيما تكبدت طهران خسائر كبيرة في هجماتها الدفاعية ضد إسرائيل".
أما من ناحية واشنطن، فيؤكد وايتز أن إدارة ترامب قد تكون مستعدة لإزالة عدد كبير من العقوبات بشرط التوصل إلى صيغة تقيّد قدرة إيران على تصنيع الوقود النووي داخليا.
ويخلص إلى أن الطريق إلى حل وسط قد يمر عبر "هيئة دولية مشتركة" لتصنيع الوقود النووي، تمنح إيران حفظ للكرامة السياسية وتمنح واشنطن ضمانات أمنية، مضيفًا: "معظم الدول التي لديها برامج نووية لا تخصب اليورانيوم".
صفقة مؤقتة أم تسوية شاملة؟
يرى صدقيان أن طهران قد تميل إلى "اتفاق مؤقت" إذا تعذرت التفاهمات السريعة، شرط أن يتضمن إزالة بعض العقوبات، وهو ما يعتبر ضرورة لأي تفاهم قابل للحياة.
ويقول: "إذا لم نتمكن من التوصل لاتفاق خلال الشهرين القادمين، فالاتفاق المؤقت هو البديل.. شرط أن يتضمن مكاسب اقتصادية لإيران".
في المقابل، تبدو إسرائيل غير راضية عن هذا المسار، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر الجيش بالاستعداد لشن هجوم أحادي على المنشآت الإيرانية، رغم تحذيرات ترامب.
غير أن صدقيان يستبعد هذا الخيار قائلًا: "كل الأجواء غير مناسبة لمثل هذا العمل العسكري. الدول الخليجية لا تريد حربا الآن، والولايات المتحدة لا تبحث عن تصعيد".
لم يغب الرئيس ترامب عن المشهد بتصريحاته المتضاربة. ففي حين أكد أن "المحادثات تسير بشكل جيد"، لم يتخلَ عن نبرته التصعيدية، ملوحًا بـ"نتائج عنيفة" في حال فشل المفاوضات. وهنا يعلّق وايتز بالقول: "ترامب يرغب بإنجاز، لكنه يستخدم التكتيكات التصعيدية لدفع إيران نحو المزيد من التنازلات".
هذا التناقض، حسب المحللين، ليس سوى جزء من استراتيجية التفاوض التي يتقنها الرئيس الأميركي، حيث يخلط بين التهديد والاحتواء لتحقيق مكاسب تفاوضية أكبر.
التنازلات على المحك.. لكن من الرابح؟
المفاوضات بين واشنطن وطهران تدخل مرحلة حساسة عنوانها الأكبر: من يتنازل أولًا؟ وبينما تحاول إيران الحفاظ على مكاسبها النووية والسيادية، تسعى واشنطن إلى فرض ضوابط دائمة تمنع تصنيع سلاح نووي تحت غطاء سلمي.
غير أن ما يتضح من تحليلات صدقيان ووايتز، أن كلا الطرفين بحاجة ماسة إلى الاتفاق، ترامب لتحقيق إنجاز دولي منذ عودته الى البيت الأبيض ، وإيران لفك الطوق الاقتصادي.
في هذا السياق، لا يمكن الحديث عن "تنازلات كبرى" بقدر ما هو إعادة تموضع مرن يمكن كل طرف من ادعاء الانتصار أمام جمهوره.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وكالة الطاقة الذرية تتهم إيران بتنفيذ "أنشطة سرية"
وكالة الطاقة الذرية تتهم إيران بتنفيذ "أنشطة سرية"

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 27 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

وكالة الطاقة الذرية تتهم إيران بتنفيذ "أنشطة سرية"

وجاء في التقرير "الشامل" الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر أن "هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءا من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها". كما كشف التقرير أن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. ويوضح أنه حتى 17 مايو، قامت إيران بتخزين 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة. وهذه زيادة بواقع 133.8 كيلوغرام منذ آخر تقرير أجرته الوكالة في فبراير. وأضافت الوكالة أن " إيران جمعت كمية إضافية من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من المستخدم في سلاح نووي"، داعية طهران للتعاون مع تحقيقاتها. وتبعد هذه المادة خطوة تقنية قصيرة عن المستويات الصالحة لصناعة أسلحة ونسبتها 90 في المئة. ويأتي التقرير في وقت حساس فيما تجري طهران وواشنطن العديد من جولات المحادثات بشأن اتفاق نووي محتمل يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل إليه. وكانت إيران جددت عدم رغبتها في امتلاك سلاح نووي واعتبرته أمرا غير مقبول، ولكنها أبدت تمسكها في حقها في تخصيب اليورانيوم. جاء ذلك عقب تفاؤل أميركي بقرب تحقيق اختراق للتوصل إلى اتفاق نووي مع تلويح بضرب المنشآت النووية الإيرانية في حال رفضت طهران المضي في عقد صفقة نووية تنهي أزمة الملف المثير للجدل. وقال دبلوماسيون مطلعون إن القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تستعد للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إصدار إعلان رسمي بعدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ قرابة عقدين، وقد تُفاقم التوترات مع طهران. ويُرتقب أن ينعقد الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، المكوّن من 35 دولة، في 9 يونيو المقبل. وبحسب الدبلوماسيين، فإن مشروع القرار الغربي يسعى إلى تكثيف الضغط على إيران لتقديم تفسيرات بشأن آثار اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة في مواقع لم يُعلن عنها مسبقا، وسط قلق متصاعد من وتيرة التقدم السريع في برنامجها النووي.

على الرغم من استئناف المساعدات.. الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة كارثية
على الرغم من استئناف المساعدات.. الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة كارثية

صحيفة الخليج

timeمنذ 40 دقائق

  • صحيفة الخليج

على الرغم من استئناف المساعدات.. الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة كارثية

الأمم المتحدة - رويترز أكدت الأمم المتحدة، الجمعة، أن الوضع في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب الإسرائيلية قبل 19 شهراً، على الرغم من استئناف التسليم المحدود للمساعدات في القطاع الفلسطيني الذي تلوح فيه المجاعة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين في نيويورك: «من الجيد وصول أي مساعدات إلى أيدي المحتاجين». لكنه أضاف أن عمليات تسليم المساعدات ليس لها تأثير يذكر حتى الآن عامة. وقال: «الوضع الكارثي في ​​غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب». وأنهت إسرائيل، تحت ضغط عالمي متزايد، حصاراً دام 11 أسبوعاً على غزة قبل 12 يوماً، ما سمح باستئناف عمليات محدودة بقيادة الأمم المتحدة. وجرى أيضاً، الاثنين، الإعلان عن آلية جديدة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات، وهي مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية قائلين، إنها غير محايدة وإن آلية توزيعها للمساعدات تجبر الفلسطينيين على النزوح. وتريد إسرائيل في نهاية المطاف، أن تعمل الأمم المتحدة من خلال مؤسسة غزة الإنسانية التي تستخدم شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها من فرق مدنية في ما يُسمى بمواقع توزيع آمنة. ومع ذلك، قال داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة قبل أيام، إن إسرائيل ستسمح بتوصيل المساعدات «في المستقبل القريب» عبر عمليات الأمم المتحدة ومؤسسة غزة الإنسانية. وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، الجمعة، إنها تمكنت حتى الآن من توزيع أكثر من 2.1 مليون وجبة.

رئيس الدولة والرئيس اللبناني يبحثان هاتفياً علاقات التعاون بين البلدين
رئيس الدولة والرئيس اللبناني يبحثان هاتفياً علاقات التعاون بين البلدين

البيان

timeمنذ 41 دقائق

  • البيان

رئيس الدولة والرئيس اللبناني يبحثان هاتفياً علاقات التعاون بين البلدين

تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، اليوم اتصالاً هاتفياً من فخامة جوزيف عون رئيس الجمهورية اللبنانية، بحثا خلاله العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك والحرص على مواصلة تنميتهما بما يحقق مصالح البلدين ويعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين. كما استعرض الجانبان، خلال الاتصال، عددا من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين في هذا السياق أهمية العمل على تعزيز أسباب الاستقرار والأمن والدفع تجاه مسار السلام في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها وتنمية دولها وازدهارها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store