
في خطابه التعبوي المهم.. قائد الثورة: الخطر الأكبر على الأمة يكمن في تجاهل حقيقة العدو
وقال السيد القائد في خطابه التعبوي وحول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، "في تأثير العمليات اليمنية على العدو الإسرائيلي، أعلنت شركتا الخطوط الجوية الهندية والإيطالية عن تأجيل عودتهما للعمل بمطار اللد الذي يسميه كيان العدو باسم أسوأ مجرميه "بن غوريون" حتى 30 سبتمبر و25 من أكتوبر نتيجة الوضع في فلسطين".
وتحدث عن فعالية ودور جبهة الإسناد اليمنية في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، مبينًا أن القوات المسلحة نفذت الأسبوع الماضي عمليات ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وبئر السبع والنقب وأم الرشراش في فلسطين المحتلة.
استهداف سفينة مخالفة
وأوضح أن الأسبوع الماضي شهد أيضا تنفيذ عملية استهداف ضد سفينة مخالفة لقرار الحظر في أقصى شمال البحر الأحمر، مؤكدًا أن الموقف اليمني متكامل رسميًا وشعبيًا وعسكريًا وفي كل المجالات، ويمثل نموذجًا فريدا، مشيرا إلى أن الثبات في الموقف الصحيح هو ترجمة وتجسيد عملي للبصيرة والوعي والرشد.
3500 شهيد وجريح
واستهل قائد الثورة كلمته بالحديث عن مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة، مبينًا أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي بشراكة أمريكية أكثر من 3500 من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والنازحين.
وقال "من شهداء جريمة الإبادة الجماعية للعدو الإسرائيلي هذا الأسبوع، نتيجة الصناديق والطرود التي تلقى على رؤوس الفلسطينيين من الجو باسم المساعدات"، معتبرًا جريمة التجويع من أقبح وأسوأ جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يخادع العالم بأنه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس الشعب الفلسطيني وفق مخطط يستهدفه، مضيفًا "لو يتم الاستمرار بهذه الوتيرة من إلقاء المساعدات جوًا لما توفر منها خلال ثمانية أشهر ما يقابل يومًا واحد مما يدخل عبر المعابر المغلقة".
وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مع الضجة العالمية الكبرى، يترك المجال لإدخال القليل جداً منها مما يحمل مواد غذائية قد انتهت صلاحية استخدامها، كما احتجز كيان العدو الشاحنات على أبواب المنافذ حتى انتهت صلاحيتها ثم يسمح بدخول القليل منها بما لها من أضرار على الشعب الفلسطيني.
تجويع وسوء تغذية
وتابع "لا يزال هناك شهداء يومياً من التجويع وهناك كل يوم ارتقاء المزيد من الشهداء ولا سيما من الأطفال الأكثر تضرراً والأقل تحملاً"، واصفًا معاناة الأطفال بالكبيرة جداً نتيجةً التجويع وسوء التغذية.
ولفت إلى مصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية التي ما تزال تقدم وجبات القتل باستمرار في كل يوم، مشيرًا إلى أن جنود العدو الإسرائيلي يتعمدون الاستهداف المباشر والقنص المتعمد للأطفال بإصابات قاتلة عمداً.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي قتل حشودًا بأكملها بالرصاص أثناء تجمعات المواطنين في نقاط التوزيع، ويستهدف جيلاً كاملاً من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولهذا يتم توصيف الجرائم بالإبادة الجماعية في القطاع وحقيقتها فرضت نفسها حتى في المجتمعات الغربية.
وأكد السيد القائد، أن استهداف الأطفال يعبر عن قسوة وإجرام ووحشية وانتهاك لكل الحرمات وتجاوز لكل الاعتبارات المتعارف عليها، معتبرًا جرائم العدو الإسرائيلي شاهدًا على أنه قد بلغ إلى حد التجرد من كل المشاعر الإنسانية والقيم الفطرية وأنه لا يعترف بشرع إلهي، ولا بقوانين، ولا بمواثيق، ولا بحقوق ولا بأعراف.
استهداف الإعلاميين
وتطرق إلى تعمد العدو الإسرائيلي استهداف الإعلاميين، حيث استهدف هذا الأسبوع ستة من الصحافيين في خيمتهم وهي مجزرة متعمدة واستهداف مقصود، وحين يستهدف الإعلاميين هو لا يريد للحقيقة أن تصل للناس في مختلف أنحاء العالم.
وعد الحقيقة الإجرامية للعصبة المجرمة الطاغية الصهيونية، بلغت من الإجرام ما لم يبلغ غيرها في كل أنحاء الأرض، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لم يبق شيئاً من الجرائم بأشكالها وأصنافها إلا واستخدمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومضى بالقول "الأعداء الصهاينة هم مجرمون من جهة ومتفننون في ابتكار أساليب الاضطهاد والتعذيب والظلم والإجرام، وعندما نتأمل في أنواع الجرائم التي يرتكبها الأعداء الصهاينة يصاب الإنسان بالذهول مما بلغوه من التوحش والعدوانية والحقد".
وذكر قائد الثورة أن جرائم العدو تعبر عن النفسية المتوحشة والحقودة وعن أهداف الإبادة الجماعية، والأعداء الصهاينة يريدون أن يقتلوا أكبر قدر ممكن من أبناء الأمة بكل أشكال ووسائل الإبادة، ومن أهداف الأعداء الرئيسية الإبادة بكل الوسائل والأساليب، عبر الأوبئة، والقتل المباشر، وبالتجويع والتعطيش، والتهجير القسري.
وأشار إلى أن الأعداء لديهم هدف تجاه الأمة وهو السعي لإبادة أكبر قدر ممكن منها، وتهجير أيضاً أعداد كبيرة منها، والإخضاع والسيطرة على البقية، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يسعى عبر الآخرين من خلال الفتن التي يهندس لها ويصنعها إلى تحقيق هدف الإبادة للآخرين.
وبين أن الإسراف هو العنوان لإجرام اليهود الصهاينة بتجاوزهم لكل الحدود في الكم والنوع والكيف في مستوى الإجرام، وفي كل مرحلة يعلن العدو الإسرائيلي عن مناطق آمنة، ثم يستهدف النازحين فيها ليتم تهجيرهم إلى مناطق أخرى.
نزعة إجرامية
وأكد أن العدو الإسرائيلي لا يترك فرصة الاستقرار للنازحين في قطاع غزة، ضمن أساليبه وممارساته الإجرامية التي تهدف إلى التضييق الشديد عليهم، موضحًا أن قادة الصهاينة وزعاماتهم الدينية والروحية جميعهم في حالة رهيبة جداً من النزعة الإجرامية التي هي بالنسبة لهم فكر ومعتقد وثقافة.
واعتبر السيد القائد قادة الصهاينة، الجهة الموجهة للمجتمع والمربية لجيله الناشئ على الإجرام كثقافة ورؤية، لافتًا إلى أن بعض المجندات الصهيونيات يتباهين بقتل عدد كبير من الأطفال بشكل متعمد كوسيلة للتسلية.
وأردف قائلًا "لا ينبغي أن ننظر إلى جرائم العدو وأفعاله وكأنها تصرفات لا صلة لها بما هم عليه من فكر وثقافة وتوجه سياسي، فجرائم الصهاينة تجسد حقيقة ما هم عليه من الفكر والثقافة، وبالتالي هم خطر حقيقي على شعوب أمتنا".
الخطر الأكبر
وأشار إلى أن الخطر الأكبر على الأمة هو في التجاهل والتغافل عن حقيقة العدو، وفي التقبل للصورة الإيجابية التي يقدمها الموالون له، ما يجب على الأمة وبالذات العلماء والمثقفون والمعلمون والخطباء أن يرسخوا في أوساط أبناء الأمة قدسية المسجد الأقصى.
وشدد السيد القائد على ضرورة أن تبقى قدسية المسجد الأقصى راسخة في أوساط الأمة وأن تعي خطورة التفريط بالمقدسات، ومن الأشياء المؤسفة في واقع الأمة الإسلامية هو تأثير اليهود عليها بسياسة الترويض.
وقال "هناك إغفال في النشاط التوجيهي والتعليمي والتثقيفي لكثير من المسائل المهمة، فالعدو الإسرائيلي يشتغل في اتجاه معاكس لفصل ارتباط الأمة بكل ما هو مهم لها من مبادئ إسلامية، والمبادئ الأكثر أهمية للأمة يعمد العدو لفصل الأمة عنها ويقدم النقيض والبديل الذي له أثره المختلف تماما في واقع الأمة".
وأضاف "في الموجهات والسياسات الرسمية تشطب وتضيع المبادئ والقيم الإسلامية وكل ما يساهم في نهضة أمتنا ووعيها وبصيرتها، وقدسية المسجد الأقصى من أهم ما ينبغي التركيز عليه في واقع الأمة وعلاقة الأمة بالمقدسات وخطورة التفريط بها".
التهويد
ولفت إلى أن الأعداء الصهاينة يستمرون في الاقتحامات في مساعي التهويد ويركزون على رفع الأعلام الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، ووصل الحال إلى رفع العلم علم اليهود الصهاينة على صحن مسجد قبة الصخرة".
وتحدث قائد الثورة عن استمرار الاعتداءات في الضفة الغربية، فيما يفعله العدو بالمخيمات الكبرى في مخيم الجنين في مخيم طولكرم ونور شمس، وما يمارسه من عملية تهجير مستمرة للأهالي من المخيمات الكبرى في الضفة والتدمير والنسف والتغيير لمعالمها.
وأكد أن العدو الإسرائيلي مستمر في التهجير القسري للأهالي في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية مع كل أشكال الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم، وفي الأسبوع الماضي بلغت العمليات أكثر من 61 عملية تدمير ممتلكات في الضفة الغربية، وأكثر من 170 عملية مداهمة.
وتابع "العدو الإسرائيلي في حالة استهداف مستمر للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وينشئ المزيد من البؤر الاستيطانية على أراض مغتصبة، وشعار "الموت للعرب" شعار إسرائيلي منذ بداية الاحتلال الصهيوني اليهودي لفلسطين وهم يهتفون به في مناسباتهم".
وجددّ التأكيد على توجه العدو الإسرائيلي العملي والسياسي والمشروع الصهيوني فعلاً لإماتة العرب، مشيرًا إلى أن الأعداء يريدون أن تكون الأمة ذليلة خانعة لهم وأن يستعبدوها بكل ما تعنيه كلمة استعباد.
ومضى بالقول "تعبيد العرب أنفسهم للعدو الإسرائيلي أسوأ وأقبح من الحالة التي كان العرب فيها يعبّدون أنفسهم للأصنام الحجرية، وقبول الأمة التي هي بمئات الملايين بأن تخنع وتخضع بشكل تام للعدو الإسرائيلي هو عبودية بكل ما تعني الكلمة".
وأضاف "لا يمكن لأي مؤمن بقي له ذرة من إيمان، ولأي إنسان حر بقي له ذرة من إنسانية وشعور بالكرامة أن يقبل بالعبودية للعدو الإسرائيلي الظلامي والمفسد والمضل الذي هو امتداد لحركة الشيطان وعداوته وسوئه في الأرض".
دعوة للأمة
وجددّ السيد القائد الدعوة للأمة بأن تفيق من حقيقة الانحدار الخطير جدًا والسيء للغاية في واقعها، خاصة والعدو الإسرائيلي يريد فعلاً أن يميت العرب، وهذا الشعار اليهودي الصهيوني يعبر عن حقدهم ورؤيتهم وتوجهاتهم وممارساتهم.
وعبر عن الأسف في أن الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تمنع هتاف "الموت لإسرائيل" للتعبير عن العداء للكيان الصهيوني الذي ابتدأ بالعداء والحقد والظلم والإجرام واستهدف الأمة ودينها ومقدساتها.
وأوضح أن كيان العدو الإسرائيلي سعى منذ البداية لاحتلال قطاع غزة، والإعلان الجديد عن احتلال مدينة غزة هو سعي لاستهداف مليون فلسطيني بالقتل والمضايقة والتهجير واستهداف ما تبقى في المدينة.
وعد الإعلان عن احتلال مدينة غزة خطوة تصعيدية في إطار الإجرام المتواصل الفظيع ضد الشعب الفلسطيني.. مبينا أن إعلان العدو خطوة احتلال غزة لقي استنكاراً كبيراً على المستوى العالمي في التصريحات والإعلانات والبيانات ولكن ذلك لا يكفي.
وقال "لا بد من توجهات عملية للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف إجرامه وعدوانه الذي يستهدف بشكل رئيسي الشعب الفلسطيني، والمتضرر الأكبر في غزة هم المدنيون العزل من السلاح أما الإخوة المجاهدون فهم يتصدون ببسالة وأثر عملياتهم الفاعلة واضح".
وأكد السيد القائد، أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تهجير مليون فلسطيني من مدينة غزة، وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية وتدمير بقايا المساكن في مدينة غزة في جريمة رهيبة جداً، ما يجب أن يكون هناك توجه عام لمنع العدو الإسرائيلي من هذه الخطوة.
اهم عناصر القوة
وأشاد بمواصلة المجاهدين في قطاع غزة لعملياتهم الجهادية البطولية العظيمة في التصدي للعدو الإسرائيلي، حيث نفذت كتائب القسام في هذه الأيام قرابة 12 عملية متنوعة من قنص وتدمير آليات وقصف تحشيدات للعدو في كافة المحاور، فيما سرايا القدس نفذت عمليات متنوعة، منها القصف بصواريخ قدس ثلاثة لثلاث مغتصبات ومواقع قيادة وسيطرة للعدو.
وقال "هناك عمليات أيضاً للفصائل الفلسطينية الأخرى ومن أجمل ما نشاهده في قطاع غزة هو مستوى التعاون بين الفصائل المجاهدة، والتنسيق والتعاون بين الفصائل الفلسطينية من أهم عناصر القوة".
العدوان على سوريا
وتوقف عند مواصلة العدو الإسرائيلي لاعتداءاته في سوريا بكل الأشكال متجاوزاً للاتفاقيات مع الجماعات المسيطرة على سوريا، مؤكدًا أن اعتداءات كيان العدو مستمرة في سوريا بالرغم من التزام الجماعات المسيطرة بإخلاء الجنوب السوري من كل تواجد عسكري، ويريد كيان العدو أن يتم إخلاء الجنوب السوري له وأن يبقى خالياً له.
وتطرق قائد الثورة إلى استمرار العدو الإسرائيلي في نشاطه بالجنوب السوري وبكل أشكال الاعتداءات وكأنه مملوك له، وينفذ دوريات عسكرية في الجنوب السوري وإقامة حواجز في الطرقات وتفتيش ومداهمة الأهالي ومنازلهم.
واستعرض مسار العدو في سوريا والذي يتجاوز كل الاتفاقيات، ما يثبت عملياً أنه لا يريد السلام، وإنما يريد الاستسلام، مشيرًا إلى استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية دون أي اعتبار للضمناء الدوليين.
وقال "الخروقات الصهيونية في لبنان هي عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، وكان الشيء الطبيعي جدًا والفطري في نطاق المسؤولية أن يكون جهد الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها هو السعي لإيقاف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل خطرا على لبنان".
خيانة للبنان
وأضاف "إعلان الحكومة اللبنانية خضوعها وتبنيها للورقة الأمريكية المتضمنة إملاءات إسرائيلية خيانة للبنان وتفريط بسيادته وإساءة للشعب اللبناني وهذه مسألة واضحة وعلنية".. مؤكدًا أن الورقة الأمريكية ليست في مصلحة لبنان وإنما هي خطر عليه وتهدف لإثارة الفتنة الداخلية وأن يتحول دور الحكومة اللبنانية كشرطي للإسرائيلي.
وأفاد بأن تبني الورقة الأمريكية ليس قرارًا لبنانيًا وليس حراً ولا مسؤولاً ويجب النظر إليه دائماً على أنه قرار إسرائيلي أمريكي، ولا يجوز أبداً الخنوع للقرار الإسرائيلي، الأمريكي لمجرد أن الحكومة اللبنانية تبنته بحجة الضغوط.
وذكر السيد القائد أن الحكومات العربية تعاني من الضعف المخزي لأنها سريعة الانضغاط لأي ضغوط أمريكية وإسرائيلية، مؤكدًا أن المصالح الأمريكية هي شر على الأمة وليس هناك مصالح مشتركة مع الإسرائيلي بل خالصة له.
وجددّ التأكيد على أن العدو الإسرائيلي يريد تجريد لبنان من السلاح الوحيد الذي يحميه، ومن الواضح لكل الناس أن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وقال "لن يصدر أي قرار سياسي من الجهات الرسمية في لبنان بالمواجهة للعدو الإسرائيلي والواقع يثبت ذلك، فمنذ أكثر من 40 عامًا والعدو الإسرائيلي في حالة اعتداء واستهداف للبنان واحتلال لأراضيه ومحطات التحرير كانت بفضل الله على أيدي المقاومة اللبنانية".
وأضاف "من الآن فصاعدًا من الواضح أن الجيش اللبناني هو أبعد ما سيكون عن أن يوجه له قرار سياسي رسمي بمواجهة إسرائيل، والمصلحة للبنان في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عاماً".
وتابع "من الخير للبنان أن تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي لا أن تحارب من قوى ومكونات موالية للعدو الإسرائيلي"، مؤكدًا أن التوجهات الرسمية في لبنان خاضعة للعدو الإسرائيلي وملبية لإملاءاته وهذا شيء مخزٍ بكل ما تعنيه الكلمة.
وخاطب السيد القائد شعوب الأمة بالقول "المشكلة يا شعوب أمتنا ويا أيها الشعب اللبناني ليست سلاح المقاومة، هذا سلاح يحميكم، يدافع عنكم، عن حريتكم، عن شرفكم، عن استقلالكم، ما ينبغي أن يكون الموقف العام على مستوى شعوب أمتنا والمستوى الرسمي في بلداننا هو تجاه السلاح الإسرائيلي والتسليح للعدو الإسرائيلي".
ومضى بالقول "ينبغي أن نصرخ في وجه كل الدول التي تزود العدو الإسرائيلي بالسلاح وهذا له أثره لدى بعض الدول الغربية، ومع الضجة القائمة تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة أعلنت بعض الدول ومنها ألمانيا تعليق إمداد العدو بالأسلحة".
وتساءل "ماذا لو كان التحرك كبيرًا في واقع أمتنا رسميًا وشعبيًا ومعه قرارات سياسية واقتصادية لكانت ستشكل ضغطا على المجتمعات الغربية؟"، مؤكدًا أن امتلاك كيان العدو للسلاح خطر على المجتمعات البشرية والأمن والاستقرار العالمي والإقليمي.
وذكر "بأن الشيء الظريف الذي لاحظناه بالأمس فيما يتعلق بالحكومة اللبنانية أنها تظهر الحساسية حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان"، مبينًا أن الحكومة اللبنانية تطلق على من يساند لبنان عسكريًا وسياسيًا تدخلًا في شؤون اللبنانيين ويردون بنبرة عالية وصوت جريء.
وأردف قائلًا "في المقابل نرى الحكومة اللبنانية في حالة خضوع مسيء وذل أمام ما يفعله العدو الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، وما يفعله الأمريكي والإسرائيلي في لبنان أكثر من مسألة تدخل، هو احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامة للسيادة اللبنانية".
وعبر قائد الثورة "عن الأسف لبعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية ممن يظهرون لؤمهم حتى تجاه حزب الله والمقاومة والشعب اللبناني، فمن اللؤم أن تتبنى المنطق الإسرائيلي وتخضع للإملاءات الإسرائيلية ثم تواجه أي مواقف للتضامن مع بلدك وكأنك سيادي!، فيا من تخضع للإملاءات الإسرائيلية وتتبناها ضد شعبك وأحرار شعبك، أنت لست سياديًا".
وقال "السعي لتجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي هو أحد أركان المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمتنا، ولا بأس عند الإسرائيلي والأمريكي أن يقتني البعض من أبناء أمتنا السلاح على أساس خدمتهم ولقتال من يعاديهم".
وأكد أن من يسعى لإثارة الفتن تحت العناوين الطائفية والمناطقية وغيرها إنما يخدم العدو الإسرائيلي، مبينًا أن المغفلين والجاحدين والعملاء يصورون للناس أن المشكلة في السلاح الذي بيد أحرار الأمة وشرفائها.
واعتبر خضوع الحكومة اللبنانية للأوامر والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، دليلًا كافيًا وبرهانًا قاطعًا على أن الحكومة اللبنانية لن تحمي لبنان، مضيفًا "إذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع للأمريكي والإسرائيلي فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي؟".
كما أكد السيد القائد أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يسعون إلى أن يتحول دور حكومات وجيوش وأجهزة أمن بلداننا إلى تنفيذ الأوامر والتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية، موضحًا أن تثبيت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة ينتج عنها أن تخسر الأمة حريتها واستقلالها ومصالحها الكبرى.
سلطة تتعاون مع العدو
وتناول دور السلطة الفلسطينية الذي يندرج في عنوان التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي فلا تحمي شعبها ولا تدافع عن حقوقه، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية تتعاون بفاعلية ملموسة واضحة مع العدو الإسرائيلي ضد أحرار الشعب الفلسطيني، وتعاونت مع كيان العدو في قتل المظلومين من الفلسطينيين واختطافهم.
وأوضح أن أمريكا وإسرائيل تريدان من كل حكومات المنطقة وجيوشها وأجهزتها الأمنية أن تكون أداةً بيد الصهيونية، كما تريدان استخدام الحكومات والجيوش والأمن ومن ينشط معهم من الأحزاب في بلداننا كأداة ضد شعوبهم وأوطانهم.
ولفت إلى أن الأعداء يريدون من النخب والأبواق الإعلامية والأقلام المسمومة أن تسطر الأباطيل في الدعاية لخدمة العدو الإسرائيلي واستهداف من يقف بوجه العدو الذي يسعى لأن يتقبل اللبنانيون المؤامرة لأنها أمر أمريكي ومطلب إسرائيلي، ولا بد من تنفيذه.
وأوضح السيد القائد أن من المخطط الصهيوني أن تتحول مؤامراتهم إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب وفي الجهات الرسمية والنخب، واصفًا الانسياق وراء المخطط الصهيوني بالكارثة الرهيبة على الشعوب العربية والإسلامية في الدين والدنيا وخسارة مطلقة شاملة.
وشدد على أنه لا يمكن القبول بالانسياق وراء المخطط الصهيوني إلا من تحول إلى إنسان متبلد أشبه بالحيوان، كون المسألة واضحة من جانب الأمريكي والإسرائيلي تجاه مشروع "إسرائيل الكبرى"، مضيفًا "ليس هناك أي زعيم عربي يجرؤ على أن يرد على تصريحات نتنياهو مع أنه استهداف لكل الأمة".
واعتبر تصريحات نتنياهو استهانة بكل الأمة، والصهاينة يتحركون على أساس مشروعهم انطلاقا من ثقافتهم وسياستهم، مؤكدًا أن الانسياق وراء المخطط الصهيوني الذي عنوانه "تغيير الشرق الأوسط" ارتداد كبير عن تعاليم والإسلام والقيم الإنسانية.
وأشار إلى أن المخطط الصهيوني يهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" في مقابل تفكيك الأمة وإذلالها وإخضاعها بالمطلق لهم، مضيفًا "الجرائم اليومية للعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية دليل وبرهان في أن يكون لدى أمتنا صورة واضحة عن حقيقة العدو الإسرائيلي".
اليمن يتصدر
وفيما يتعلق بالمظاهرات الداعمة والمساندة لغزة، أوضح قائد الثورة أن هناك تحركاً في خمسة بلدان عربية وإسلامية يتصدرها اليمن، وكان هناك مظاهرات في 17 بلدا من بلدان العالم دعما وإسنادا لغزة.
وقال "بريطانيا التي تدّعي الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان اعتقلت مسناً مقعدا أعمى لتضامنه مع فلسطين، وفي النرويج توجه صندوق الثروة السيادي النرويجي لإيقاف استثماراته في كيان العدو بسبب العدوان على غزة".
واعتبر إيقاف الصندوق السيادي النرويجي لاستثماراته، خطوة إيجابية في المقاطعة الاقتصادية، لكن ما الذي يقابلها عند العرب.
وأضاف "صندوق الثروة النرويجي يقاطع العدو الإسرائيلي اقتصادياً، فيما تتجه مصر العربية لعقد أكبر صفقة في تاريخها مع العدو في الغاز، وفي مقابل مقاطعة النرويج للعدو يحرك النظام السعودي سفينته "بحري ينبع" لتنقل السلاح للعدو الإسرائيلي".
وتابع "ماذا دهى العرب والحكومات العربية التي هبطت إلى درجة أن تعين عدوها وعدو نبيها وإسلامها وشعوبها، فيما هناك أنظمة أجنبية لاعتبارات المصلحة السياسية أو اعتبارات إنسانية، تتحرج وتتخذ قرارات بوقف مستوى التعاون مع العدو، وتقوم الأنظمة العربية بما هو أكثر منه، مفارقات عجيبة".
وتساءل السيد القائد "أين مواقف الجامعة العربية مقابل مواقف بعض الدول الأجنبية في مقاطعة العدو؟"، مؤكدًا أن هناك مشكلة في الواقع العربي ومشكلة واضحة في السياسات الرسمية العربية.
ولفت إلى أن قرارات المساندة للعدو الإسرائيلي بالشراكة والدعم ونقل الأسلحة هي مشاركة في الإجرام وخيانة للأمة، معبرًا عن الأسف الشديد للفوارق في المواقف.
وأفاد بأن الخروج المليوني للشعب اليمني في الأسبوع الماضي بلغ 1356 مسيرة ووقفة وتظاهرة، واصفًا الخروج المليوني الأسبوع الماضي بالعظيم والمشرف واللائق بالشعب اليمني، يمن الإيمان والحكمة.
واستعرض الأنشطة المساندة لغزة ومنها التظاهرات الضخمة والحاشدة والكبيرة والمشرفة في جامعة صنعاء وجامعة الحديدة، والجامعات الأهلية في الحديدة، والمعاهد المهنية والفنية، مبينًا أن خروج الطلاب والمعلمين في جامعات إب وعمران والمحويت كان عظيما ومشرفا.
وأوضح قائد الثورة أن النشاط الطلابي المتميز والمتصدر لكل الساحة العالمية ونداءات الجامعات وفي مقدمتها جامعة صنعاء لبقية الجامعات، يعبر عن وعي ورشد ومسؤولية.
وقال "من المفترض أن يكون للنخبة الطلابية والأكاديمية فضيلة السبق في المجتمعات العربية والتصدر للموقف ضد العدو الإسرائيلي، متسائلًا "كيف يغيب النخبة الأكاديمية والتعليمية والطلابية في الساحة العربية والإسلامية كحال البقية!!!".
وأضاف "حتى في الجامعات الأمريكية يواجهون القمع والاضطهاد والبعض فصلوا من الدراسة والبعض سجنوا ومع ذلك يصرون على موقفهم".
هزيمة نفسية
وأوضح السيد القائد أن حالة الجمود والاستسلام والتخاذل، تعبر عن حالة هزيمة نفسية وعمى، ونقص في الوعي والرشد والحكمة والبصيرة، مبينًا أن الموالاة للعدو الأمريكي الإسرائيلي والوقوف معه بأي شكل من الأشكال يعبر عن خيانة وإفلاس إنساني وأخلاقي وبعد تام عن القيم الدينية والإنسانية ومشاركة للأعداء في الإجرام.
وشدد، على الجهد الإعلامي والتثقيفي التوعوي والتعليمي، الذي يُعد أحد الأركان التي تحتاج إليها الأمة لمواجهة المخطط اليهودي الصهيوني، مضيفًا "هناك أهمية كبرى في شعوب أمتنا للتصدي لكل أبواق الصهيونية وأقلامها وعملائها الذين يحاولون إخضاع الأمة وتشويه كل موقف صحيح".
وأكد أن النشاط الاعلامي مهم جداً لفضح العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي لإيصال الصورة الحقيقية لمظلومية الشعب الفلسطيني إلى مختلف الشعوب والبلدان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 18 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
بعملية عسكرية نوعية.. القوات المسلحة تؤكد.. استهداف مطار »اللد« المحتل بصاروخ »فلسطين 2«
أعلنت القوات المسلحة عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين٢". وأكدت القوات المسلحة في بيان صدر عنها أمس، أن العملية التي نفذتها القوة الصاروخية حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في هروع الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتعليق حركة المطار. وأشارت إلى أن هذه العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وردا على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يقترفها العدو الصهيوني بحق الأشقاء في قطاع غزة، وردا على العدوان الإسرائيلي على بلدنا. وأوضحت القوات المسلحة أن ما يجري في غزة منذ ما يقارب العامين لهو تأكيد واضح على مدى استهانة العدو بدماء إخواننا في فلسطين، واستهانته بدماء العرب والمسلمين، فجريمة الإبادة الجماعية غير المسبوقة لم تتوقف، والحصار والتجويع مستمر على مرأى ومسمع العالم أجمع، فإلى متى تستمر الأمة بشعوبها ودولها في كل هذا الصمت وهذا الخذلان. وأضاف البيان" هل هانت على الجميع دماء الأطفال والنساء في غزة، إلى متى يستمر هذا الإجرام وهذا الظلم وهذا العدوان". وجددت القوات المسلحة التأكيد على الاستمرار في تأدية واجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها. وفيما يلي نص البيان: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ قال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ العظيم انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديهِ الأعزاءِ، ورداً على جرائمِ الإبادةِ الجماعيةِ وجرائمِ التجويعِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة.. وردا على العدوانِ الإسرائيليِّ على بلدِنا نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مطارَ اللُّدِ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتي نوع "فلسطين٢"، وقد حققَتِ العمليةُ هدفَهُا بنجاحٍ بفضلِ اللهِ، وتسببَت في هروعِ الملايينِ من قُطعانِ الصهاينةِ الغاصبينَ إلى الملاجئِ، وتعليقِ حركةِ المطارِ. إنَّ ما يَجري في غزَّةَ منذُ ما يُقارِبُ العامَينِ لَهُوَ تأكيدٌ واضحٌ على مدى استهانةِ العدوِّ بدماءِ إخوانِنا في فلسطينَ واستهانتِهِ بدماءِ العربِ والمسلمينَ، فجريمةُ الإبادةِ الجماعيَّةِ غيرُ المسبوقةِ لم تتوقَّفْ، والحصارُ والتجويعُ مستمرٌّ على مَرأى ومَسمعِ العالمِ أجمعَ.. فإلى متى تَستمرُّ الأمَّةُ بشعوبِها ودُولِها في كلِّ هذا الصمتِ وهذا الخُذلانِ؟ هل هانتْ على الجميعِ دماءُ الأطفالِ والنِّساءِ في غزَّةَ؟ إلى متى يَستمرُّ هذا الإجرامُ وهذا الظلمُ وهذا العُدوانُ؟ مُستمرُّونَ بعَونِ اللهِ في تأديةِ واجبِنا الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ حتّى وقفِ العُدوانِ على غزَّةَ ورَفعِ الحِصارِ عنها. واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة صنعاء 23 من صفر 1447 للهجرة الموافق للـ 17 من أغسطس 2025م صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية


26 سبتمبر نيت
منذ 18 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
في خطابه التعبوي المهم.. قائد الثورة: الخطر الأكبر على الأمة يكمن في تجاهل حقيقة العدو
جدّد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن عمليات الإسناد اليمنية مستمرة في مسارها العسكري والبحري، دعمًا للشعب الفلسطيني وإسنادًا لمقاومته والمجاهدين في غزة. وقال السيد القائد في خطابه التعبوي وحول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، "في تأثير العمليات اليمنية على العدو الإسرائيلي، أعلنت شركتا الخطوط الجوية الهندية والإيطالية عن تأجيل عودتهما للعمل بمطار اللد الذي يسميه كيان العدو باسم أسوأ مجرميه "بن غوريون" حتى 30 سبتمبر و25 من أكتوبر نتيجة الوضع في فلسطين". وتحدث عن فعالية ودور جبهة الإسناد اليمنية في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، مبينًا أن القوات المسلحة نفذت الأسبوع الماضي عمليات ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وبئر السبع والنقب وأم الرشراش في فلسطين المحتلة. استهداف سفينة مخالفة وأوضح أن الأسبوع الماضي شهد أيضا تنفيذ عملية استهداف ضد سفينة مخالفة لقرار الحظر في أقصى شمال البحر الأحمر، مؤكدًا أن الموقف اليمني متكامل رسميًا وشعبيًا وعسكريًا وفي كل المجالات، ويمثل نموذجًا فريدا، مشيرا إلى أن الثبات في الموقف الصحيح هو ترجمة وتجسيد عملي للبصيرة والوعي والرشد. 3500 شهيد وجريح واستهل قائد الثورة كلمته بالحديث عن مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة، مبينًا أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي بشراكة أمريكية أكثر من 3500 من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والنازحين. وقال "من شهداء جريمة الإبادة الجماعية للعدو الإسرائيلي هذا الأسبوع، نتيجة الصناديق والطرود التي تلقى على رؤوس الفلسطينيين من الجو باسم المساعدات"، معتبرًا جريمة التجويع من أقبح وأسوأ جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يخادع العالم بأنه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس الشعب الفلسطيني وفق مخطط يستهدفه، مضيفًا "لو يتم الاستمرار بهذه الوتيرة من إلقاء المساعدات جوًا لما توفر منها خلال ثمانية أشهر ما يقابل يومًا واحد مما يدخل عبر المعابر المغلقة". وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مع الضجة العالمية الكبرى، يترك المجال لإدخال القليل جداً منها مما يحمل مواد غذائية قد انتهت صلاحية استخدامها، كما احتجز كيان العدو الشاحنات على أبواب المنافذ حتى انتهت صلاحيتها ثم يسمح بدخول القليل منها بما لها من أضرار على الشعب الفلسطيني. تجويع وسوء تغذية وتابع "لا يزال هناك شهداء يومياً من التجويع وهناك كل يوم ارتقاء المزيد من الشهداء ولا سيما من الأطفال الأكثر تضرراً والأقل تحملاً"، واصفًا معاناة الأطفال بالكبيرة جداً نتيجةً التجويع وسوء التغذية. ولفت إلى مصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية التي ما تزال تقدم وجبات القتل باستمرار في كل يوم، مشيرًا إلى أن جنود العدو الإسرائيلي يتعمدون الاستهداف المباشر والقنص المتعمد للأطفال بإصابات قاتلة عمداً. وأفاد بأن العدو الإسرائيلي قتل حشودًا بأكملها بالرصاص أثناء تجمعات المواطنين في نقاط التوزيع، ويستهدف جيلاً كاملاً من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولهذا يتم توصيف الجرائم بالإبادة الجماعية في القطاع وحقيقتها فرضت نفسها حتى في المجتمعات الغربية. وأكد السيد القائد، أن استهداف الأطفال يعبر عن قسوة وإجرام ووحشية وانتهاك لكل الحرمات وتجاوز لكل الاعتبارات المتعارف عليها، معتبرًا جرائم العدو الإسرائيلي شاهدًا على أنه قد بلغ إلى حد التجرد من كل المشاعر الإنسانية والقيم الفطرية وأنه لا يعترف بشرع إلهي، ولا بقوانين، ولا بمواثيق، ولا بحقوق ولا بأعراف. استهداف الإعلاميين وتطرق إلى تعمد العدو الإسرائيلي استهداف الإعلاميين، حيث استهدف هذا الأسبوع ستة من الصحافيين في خيمتهم وهي مجزرة متعمدة واستهداف مقصود، وحين يستهدف الإعلاميين هو لا يريد للحقيقة أن تصل للناس في مختلف أنحاء العالم. وعد الحقيقة الإجرامية للعصبة المجرمة الطاغية الصهيونية، بلغت من الإجرام ما لم يبلغ غيرها في كل أنحاء الأرض، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لم يبق شيئاً من الجرائم بأشكالها وأصنافها إلا واستخدمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ومضى بالقول "الأعداء الصهاينة هم مجرمون من جهة ومتفننون في ابتكار أساليب الاضطهاد والتعذيب والظلم والإجرام، وعندما نتأمل في أنواع الجرائم التي يرتكبها الأعداء الصهاينة يصاب الإنسان بالذهول مما بلغوه من التوحش والعدوانية والحقد". وذكر قائد الثورة أن جرائم العدو تعبر عن النفسية المتوحشة والحقودة وعن أهداف الإبادة الجماعية، والأعداء الصهاينة يريدون أن يقتلوا أكبر قدر ممكن من أبناء الأمة بكل أشكال ووسائل الإبادة، ومن أهداف الأعداء الرئيسية الإبادة بكل الوسائل والأساليب، عبر الأوبئة، والقتل المباشر، وبالتجويع والتعطيش، والتهجير القسري. وأشار إلى أن الأعداء لديهم هدف تجاه الأمة وهو السعي لإبادة أكبر قدر ممكن منها، وتهجير أيضاً أعداد كبيرة منها، والإخضاع والسيطرة على البقية، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يسعى عبر الآخرين من خلال الفتن التي يهندس لها ويصنعها إلى تحقيق هدف الإبادة للآخرين. وبين أن الإسراف هو العنوان لإجرام اليهود الصهاينة بتجاوزهم لكل الحدود في الكم والنوع والكيف في مستوى الإجرام، وفي كل مرحلة يعلن العدو الإسرائيلي عن مناطق آمنة، ثم يستهدف النازحين فيها ليتم تهجيرهم إلى مناطق أخرى. نزعة إجرامية وأكد أن العدو الإسرائيلي لا يترك فرصة الاستقرار للنازحين في قطاع غزة، ضمن أساليبه وممارساته الإجرامية التي تهدف إلى التضييق الشديد عليهم، موضحًا أن قادة الصهاينة وزعاماتهم الدينية والروحية جميعهم في حالة رهيبة جداً من النزعة الإجرامية التي هي بالنسبة لهم فكر ومعتقد وثقافة. واعتبر السيد القائد قادة الصهاينة، الجهة الموجهة للمجتمع والمربية لجيله الناشئ على الإجرام كثقافة ورؤية، لافتًا إلى أن بعض المجندات الصهيونيات يتباهين بقتل عدد كبير من الأطفال بشكل متعمد كوسيلة للتسلية. وأردف قائلًا "لا ينبغي أن ننظر إلى جرائم العدو وأفعاله وكأنها تصرفات لا صلة لها بما هم عليه من فكر وثقافة وتوجه سياسي، فجرائم الصهاينة تجسد حقيقة ما هم عليه من الفكر والثقافة، وبالتالي هم خطر حقيقي على شعوب أمتنا". الخطر الأكبر وأشار إلى أن الخطر الأكبر على الأمة هو في التجاهل والتغافل عن حقيقة العدو، وفي التقبل للصورة الإيجابية التي يقدمها الموالون له، ما يجب على الأمة وبالذات العلماء والمثقفون والمعلمون والخطباء أن يرسخوا في أوساط أبناء الأمة قدسية المسجد الأقصى. وشدد السيد القائد على ضرورة أن تبقى قدسية المسجد الأقصى راسخة في أوساط الأمة وأن تعي خطورة التفريط بالمقدسات، ومن الأشياء المؤسفة في واقع الأمة الإسلامية هو تأثير اليهود عليها بسياسة الترويض. وقال "هناك إغفال في النشاط التوجيهي والتعليمي والتثقيفي لكثير من المسائل المهمة، فالعدو الإسرائيلي يشتغل في اتجاه معاكس لفصل ارتباط الأمة بكل ما هو مهم لها من مبادئ إسلامية، والمبادئ الأكثر أهمية للأمة يعمد العدو لفصل الأمة عنها ويقدم النقيض والبديل الذي له أثره المختلف تماما في واقع الأمة". وأضاف "في الموجهات والسياسات الرسمية تشطب وتضيع المبادئ والقيم الإسلامية وكل ما يساهم في نهضة أمتنا ووعيها وبصيرتها، وقدسية المسجد الأقصى من أهم ما ينبغي التركيز عليه في واقع الأمة وعلاقة الأمة بالمقدسات وخطورة التفريط بها". التهويد ولفت إلى أن الأعداء الصهاينة يستمرون في الاقتحامات في مساعي التهويد ويركزون على رفع الأعلام الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، ووصل الحال إلى رفع العلم علم اليهود الصهاينة على صحن مسجد قبة الصخرة". وتحدث قائد الثورة عن استمرار الاعتداءات في الضفة الغربية، فيما يفعله العدو بالمخيمات الكبرى في مخيم الجنين في مخيم طولكرم ونور شمس، وما يمارسه من عملية تهجير مستمرة للأهالي من المخيمات الكبرى في الضفة والتدمير والنسف والتغيير لمعالمها. وأكد أن العدو الإسرائيلي مستمر في التهجير القسري للأهالي في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية مع كل أشكال الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم، وفي الأسبوع الماضي بلغت العمليات أكثر من 61 عملية تدمير ممتلكات في الضفة الغربية، وأكثر من 170 عملية مداهمة. وتابع "العدو الإسرائيلي في حالة استهداف مستمر للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وينشئ المزيد من البؤر الاستيطانية على أراض مغتصبة، وشعار "الموت للعرب" شعار إسرائيلي منذ بداية الاحتلال الصهيوني اليهودي لفلسطين وهم يهتفون به في مناسباتهم". وجددّ التأكيد على توجه العدو الإسرائيلي العملي والسياسي والمشروع الصهيوني فعلاً لإماتة العرب، مشيرًا إلى أن الأعداء يريدون أن تكون الأمة ذليلة خانعة لهم وأن يستعبدوها بكل ما تعنيه كلمة استعباد. ومضى بالقول "تعبيد العرب أنفسهم للعدو الإسرائيلي أسوأ وأقبح من الحالة التي كان العرب فيها يعبّدون أنفسهم للأصنام الحجرية، وقبول الأمة التي هي بمئات الملايين بأن تخنع وتخضع بشكل تام للعدو الإسرائيلي هو عبودية بكل ما تعني الكلمة". وأضاف "لا يمكن لأي مؤمن بقي له ذرة من إيمان، ولأي إنسان حر بقي له ذرة من إنسانية وشعور بالكرامة أن يقبل بالعبودية للعدو الإسرائيلي الظلامي والمفسد والمضل الذي هو امتداد لحركة الشيطان وعداوته وسوئه في الأرض". دعوة للأمة وجددّ السيد القائد الدعوة للأمة بأن تفيق من حقيقة الانحدار الخطير جدًا والسيء للغاية في واقعها، خاصة والعدو الإسرائيلي يريد فعلاً أن يميت العرب، وهذا الشعار اليهودي الصهيوني يعبر عن حقدهم ورؤيتهم وتوجهاتهم وممارساتهم. وعبر عن الأسف في أن الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تمنع هتاف "الموت لإسرائيل" للتعبير عن العداء للكيان الصهيوني الذي ابتدأ بالعداء والحقد والظلم والإجرام واستهدف الأمة ودينها ومقدساتها. وأوضح أن كيان العدو الإسرائيلي سعى منذ البداية لاحتلال قطاع غزة، والإعلان الجديد عن احتلال مدينة غزة هو سعي لاستهداف مليون فلسطيني بالقتل والمضايقة والتهجير واستهداف ما تبقى في المدينة. وعد الإعلان عن احتلال مدينة غزة خطوة تصعيدية في إطار الإجرام المتواصل الفظيع ضد الشعب الفلسطيني.. مبينا أن إعلان العدو خطوة احتلال غزة لقي استنكاراً كبيراً على المستوى العالمي في التصريحات والإعلانات والبيانات ولكن ذلك لا يكفي. وقال "لا بد من توجهات عملية للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف إجرامه وعدوانه الذي يستهدف بشكل رئيسي الشعب الفلسطيني، والمتضرر الأكبر في غزة هم المدنيون العزل من السلاح أما الإخوة المجاهدون فهم يتصدون ببسالة وأثر عملياتهم الفاعلة واضح". وأكد السيد القائد، أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تهجير مليون فلسطيني من مدينة غزة، وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية وتدمير بقايا المساكن في مدينة غزة في جريمة رهيبة جداً، ما يجب أن يكون هناك توجه عام لمنع العدو الإسرائيلي من هذه الخطوة. اهم عناصر القوة وأشاد بمواصلة المجاهدين في قطاع غزة لعملياتهم الجهادية البطولية العظيمة في التصدي للعدو الإسرائيلي، حيث نفذت كتائب القسام في هذه الأيام قرابة 12 عملية متنوعة من قنص وتدمير آليات وقصف تحشيدات للعدو في كافة المحاور، فيما سرايا القدس نفذت عمليات متنوعة، منها القصف بصواريخ قدس ثلاثة لثلاث مغتصبات ومواقع قيادة وسيطرة للعدو. وقال "هناك عمليات أيضاً للفصائل الفلسطينية الأخرى ومن أجمل ما نشاهده في قطاع غزة هو مستوى التعاون بين الفصائل المجاهدة، والتنسيق والتعاون بين الفصائل الفلسطينية من أهم عناصر القوة". العدوان على سوريا وتوقف عند مواصلة العدو الإسرائيلي لاعتداءاته في سوريا بكل الأشكال متجاوزاً للاتفاقيات مع الجماعات المسيطرة على سوريا، مؤكدًا أن اعتداءات كيان العدو مستمرة في سوريا بالرغم من التزام الجماعات المسيطرة بإخلاء الجنوب السوري من كل تواجد عسكري، ويريد كيان العدو أن يتم إخلاء الجنوب السوري له وأن يبقى خالياً له. وتطرق قائد الثورة إلى استمرار العدو الإسرائيلي في نشاطه بالجنوب السوري وبكل أشكال الاعتداءات وكأنه مملوك له، وينفذ دوريات عسكرية في الجنوب السوري وإقامة حواجز في الطرقات وتفتيش ومداهمة الأهالي ومنازلهم. واستعرض مسار العدو في سوريا والذي يتجاوز كل الاتفاقيات، ما يثبت عملياً أنه لا يريد السلام، وإنما يريد الاستسلام، مشيرًا إلى استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية دون أي اعتبار للضمناء الدوليين. وقال "الخروقات الصهيونية في لبنان هي عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، وكان الشيء الطبيعي جدًا والفطري في نطاق المسؤولية أن يكون جهد الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها هو السعي لإيقاف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل خطرا على لبنان". خيانة للبنان وأضاف "إعلان الحكومة اللبنانية خضوعها وتبنيها للورقة الأمريكية المتضمنة إملاءات إسرائيلية خيانة للبنان وتفريط بسيادته وإساءة للشعب اللبناني وهذه مسألة واضحة وعلنية".. مؤكدًا أن الورقة الأمريكية ليست في مصلحة لبنان وإنما هي خطر عليه وتهدف لإثارة الفتنة الداخلية وأن يتحول دور الحكومة اللبنانية كشرطي للإسرائيلي. وأفاد بأن تبني الورقة الأمريكية ليس قرارًا لبنانيًا وليس حراً ولا مسؤولاً ويجب النظر إليه دائماً على أنه قرار إسرائيلي أمريكي، ولا يجوز أبداً الخنوع للقرار الإسرائيلي، الأمريكي لمجرد أن الحكومة اللبنانية تبنته بحجة الضغوط. وذكر السيد القائد أن الحكومات العربية تعاني من الضعف المخزي لأنها سريعة الانضغاط لأي ضغوط أمريكية وإسرائيلية، مؤكدًا أن المصالح الأمريكية هي شر على الأمة وليس هناك مصالح مشتركة مع الإسرائيلي بل خالصة له. وجددّ التأكيد على أن العدو الإسرائيلي يريد تجريد لبنان من السلاح الوحيد الذي يحميه، ومن الواضح لكل الناس أن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. وقال "لن يصدر أي قرار سياسي من الجهات الرسمية في لبنان بالمواجهة للعدو الإسرائيلي والواقع يثبت ذلك، فمنذ أكثر من 40 عامًا والعدو الإسرائيلي في حالة اعتداء واستهداف للبنان واحتلال لأراضيه ومحطات التحرير كانت بفضل الله على أيدي المقاومة اللبنانية". وأضاف "من الآن فصاعدًا من الواضح أن الجيش اللبناني هو أبعد ما سيكون عن أن يوجه له قرار سياسي رسمي بمواجهة إسرائيل، والمصلحة للبنان في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عاماً". وتابع "من الخير للبنان أن تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي لا أن تحارب من قوى ومكونات موالية للعدو الإسرائيلي"، مؤكدًا أن التوجهات الرسمية في لبنان خاضعة للعدو الإسرائيلي وملبية لإملاءاته وهذا شيء مخزٍ بكل ما تعنيه الكلمة. وخاطب السيد القائد شعوب الأمة بالقول "المشكلة يا شعوب أمتنا ويا أيها الشعب اللبناني ليست سلاح المقاومة، هذا سلاح يحميكم، يدافع عنكم، عن حريتكم، عن شرفكم، عن استقلالكم، ما ينبغي أن يكون الموقف العام على مستوى شعوب أمتنا والمستوى الرسمي في بلداننا هو تجاه السلاح الإسرائيلي والتسليح للعدو الإسرائيلي". ومضى بالقول "ينبغي أن نصرخ في وجه كل الدول التي تزود العدو الإسرائيلي بالسلاح وهذا له أثره لدى بعض الدول الغربية، ومع الضجة القائمة تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة أعلنت بعض الدول ومنها ألمانيا تعليق إمداد العدو بالأسلحة". وتساءل "ماذا لو كان التحرك كبيرًا في واقع أمتنا رسميًا وشعبيًا ومعه قرارات سياسية واقتصادية لكانت ستشكل ضغطا على المجتمعات الغربية؟"، مؤكدًا أن امتلاك كيان العدو للسلاح خطر على المجتمعات البشرية والأمن والاستقرار العالمي والإقليمي. وذكر "بأن الشيء الظريف الذي لاحظناه بالأمس فيما يتعلق بالحكومة اللبنانية أنها تظهر الحساسية حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان"، مبينًا أن الحكومة اللبنانية تطلق على من يساند لبنان عسكريًا وسياسيًا تدخلًا في شؤون اللبنانيين ويردون بنبرة عالية وصوت جريء. وأردف قائلًا "في المقابل نرى الحكومة اللبنانية في حالة خضوع مسيء وذل أمام ما يفعله العدو الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، وما يفعله الأمريكي والإسرائيلي في لبنان أكثر من مسألة تدخل، هو احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامة للسيادة اللبنانية". وعبر قائد الثورة "عن الأسف لبعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية ممن يظهرون لؤمهم حتى تجاه حزب الله والمقاومة والشعب اللبناني، فمن اللؤم أن تتبنى المنطق الإسرائيلي وتخضع للإملاءات الإسرائيلية ثم تواجه أي مواقف للتضامن مع بلدك وكأنك سيادي!، فيا من تخضع للإملاءات الإسرائيلية وتتبناها ضد شعبك وأحرار شعبك، أنت لست سياديًا". وقال "السعي لتجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي هو أحد أركان المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمتنا، ولا بأس عند الإسرائيلي والأمريكي أن يقتني البعض من أبناء أمتنا السلاح على أساس خدمتهم ولقتال من يعاديهم". وأكد أن من يسعى لإثارة الفتن تحت العناوين الطائفية والمناطقية وغيرها إنما يخدم العدو الإسرائيلي، مبينًا أن المغفلين والجاحدين والعملاء يصورون للناس أن المشكلة في السلاح الذي بيد أحرار الأمة وشرفائها. واعتبر خضوع الحكومة اللبنانية للأوامر والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، دليلًا كافيًا وبرهانًا قاطعًا على أن الحكومة اللبنانية لن تحمي لبنان، مضيفًا "إذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع للأمريكي والإسرائيلي فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي؟". كما أكد السيد القائد أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يسعون إلى أن يتحول دور حكومات وجيوش وأجهزة أمن بلداننا إلى تنفيذ الأوامر والتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية، موضحًا أن تثبيت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة ينتج عنها أن تخسر الأمة حريتها واستقلالها ومصالحها الكبرى. سلطة تتعاون مع العدو وتناول دور السلطة الفلسطينية الذي يندرج في عنوان التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي فلا تحمي شعبها ولا تدافع عن حقوقه، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية تتعاون بفاعلية ملموسة واضحة مع العدو الإسرائيلي ضد أحرار الشعب الفلسطيني، وتعاونت مع كيان العدو في قتل المظلومين من الفلسطينيين واختطافهم. وأوضح أن أمريكا وإسرائيل تريدان من كل حكومات المنطقة وجيوشها وأجهزتها الأمنية أن تكون أداةً بيد الصهيونية، كما تريدان استخدام الحكومات والجيوش والأمن ومن ينشط معهم من الأحزاب في بلداننا كأداة ضد شعوبهم وأوطانهم. ولفت إلى أن الأعداء يريدون من النخب والأبواق الإعلامية والأقلام المسمومة أن تسطر الأباطيل في الدعاية لخدمة العدو الإسرائيلي واستهداف من يقف بوجه العدو الذي يسعى لأن يتقبل اللبنانيون المؤامرة لأنها أمر أمريكي ومطلب إسرائيلي، ولا بد من تنفيذه. وأوضح السيد القائد أن من المخطط الصهيوني أن تتحول مؤامراتهم إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب وفي الجهات الرسمية والنخب، واصفًا الانسياق وراء المخطط الصهيوني بالكارثة الرهيبة على الشعوب العربية والإسلامية في الدين والدنيا وخسارة مطلقة شاملة. وشدد على أنه لا يمكن القبول بالانسياق وراء المخطط الصهيوني إلا من تحول إلى إنسان متبلد أشبه بالحيوان، كون المسألة واضحة من جانب الأمريكي والإسرائيلي تجاه مشروع "إسرائيل الكبرى"، مضيفًا "ليس هناك أي زعيم عربي يجرؤ على أن يرد على تصريحات نتنياهو مع أنه استهداف لكل الأمة". واعتبر تصريحات نتنياهو استهانة بكل الأمة، والصهاينة يتحركون على أساس مشروعهم انطلاقا من ثقافتهم وسياستهم، مؤكدًا أن الانسياق وراء المخطط الصهيوني الذي عنوانه "تغيير الشرق الأوسط" ارتداد كبير عن تعاليم والإسلام والقيم الإنسانية. وأشار إلى أن المخطط الصهيوني يهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" في مقابل تفكيك الأمة وإذلالها وإخضاعها بالمطلق لهم، مضيفًا "الجرائم اليومية للعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية دليل وبرهان في أن يكون لدى أمتنا صورة واضحة عن حقيقة العدو الإسرائيلي". اليمن يتصدر وفيما يتعلق بالمظاهرات الداعمة والمساندة لغزة، أوضح قائد الثورة أن هناك تحركاً في خمسة بلدان عربية وإسلامية يتصدرها اليمن، وكان هناك مظاهرات في 17 بلدا من بلدان العالم دعما وإسنادا لغزة. وقال "بريطانيا التي تدّعي الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان اعتقلت مسناً مقعدا أعمى لتضامنه مع فلسطين، وفي النرويج توجه صندوق الثروة السيادي النرويجي لإيقاف استثماراته في كيان العدو بسبب العدوان على غزة". واعتبر إيقاف الصندوق السيادي النرويجي لاستثماراته، خطوة إيجابية في المقاطعة الاقتصادية، لكن ما الذي يقابلها عند العرب. وأضاف "صندوق الثروة النرويجي يقاطع العدو الإسرائيلي اقتصادياً، فيما تتجه مصر العربية لعقد أكبر صفقة في تاريخها مع العدو في الغاز، وفي مقابل مقاطعة النرويج للعدو يحرك النظام السعودي سفينته "بحري ينبع" لتنقل السلاح للعدو الإسرائيلي". وتابع "ماذا دهى العرب والحكومات العربية التي هبطت إلى درجة أن تعين عدوها وعدو نبيها وإسلامها وشعوبها، فيما هناك أنظمة أجنبية لاعتبارات المصلحة السياسية أو اعتبارات إنسانية، تتحرج وتتخذ قرارات بوقف مستوى التعاون مع العدو، وتقوم الأنظمة العربية بما هو أكثر منه، مفارقات عجيبة". وتساءل السيد القائد "أين مواقف الجامعة العربية مقابل مواقف بعض الدول الأجنبية في مقاطعة العدو؟"، مؤكدًا أن هناك مشكلة في الواقع العربي ومشكلة واضحة في السياسات الرسمية العربية. ولفت إلى أن قرارات المساندة للعدو الإسرائيلي بالشراكة والدعم ونقل الأسلحة هي مشاركة في الإجرام وخيانة للأمة، معبرًا عن الأسف الشديد للفوارق في المواقف. وأفاد بأن الخروج المليوني للشعب اليمني في الأسبوع الماضي بلغ 1356 مسيرة ووقفة وتظاهرة، واصفًا الخروج المليوني الأسبوع الماضي بالعظيم والمشرف واللائق بالشعب اليمني، يمن الإيمان والحكمة. واستعرض الأنشطة المساندة لغزة ومنها التظاهرات الضخمة والحاشدة والكبيرة والمشرفة في جامعة صنعاء وجامعة الحديدة، والجامعات الأهلية في الحديدة، والمعاهد المهنية والفنية، مبينًا أن خروج الطلاب والمعلمين في جامعات إب وعمران والمحويت كان عظيما ومشرفا. وأوضح قائد الثورة أن النشاط الطلابي المتميز والمتصدر لكل الساحة العالمية ونداءات الجامعات وفي مقدمتها جامعة صنعاء لبقية الجامعات، يعبر عن وعي ورشد ومسؤولية. وقال "من المفترض أن يكون للنخبة الطلابية والأكاديمية فضيلة السبق في المجتمعات العربية والتصدر للموقف ضد العدو الإسرائيلي، متسائلًا "كيف يغيب النخبة الأكاديمية والتعليمية والطلابية في الساحة العربية والإسلامية كحال البقية!!!". وأضاف "حتى في الجامعات الأمريكية يواجهون القمع والاضطهاد والبعض فصلوا من الدراسة والبعض سجنوا ومع ذلك يصرون على موقفهم". هزيمة نفسية وأوضح السيد القائد أن حالة الجمود والاستسلام والتخاذل، تعبر عن حالة هزيمة نفسية وعمى، ونقص في الوعي والرشد والحكمة والبصيرة، مبينًا أن الموالاة للعدو الأمريكي الإسرائيلي والوقوف معه بأي شكل من الأشكال يعبر عن خيانة وإفلاس إنساني وأخلاقي وبعد تام عن القيم الدينية والإنسانية ومشاركة للأعداء في الإجرام. وشدد، على الجهد الإعلامي والتثقيفي التوعوي والتعليمي، الذي يُعد أحد الأركان التي تحتاج إليها الأمة لمواجهة المخطط اليهودي الصهيوني، مضيفًا "هناك أهمية كبرى في شعوب أمتنا للتصدي لكل أبواق الصهيونية وأقلامها وعملائها الذين يحاولون إخضاع الأمة وتشويه كل موقف صحيح". وأكد أن النشاط الاعلامي مهم جداً لفضح العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي لإيصال الصورة الحقيقية لمظلومية الشعب الفلسطيني إلى مختلف الشعوب والبلدان.


26 سبتمبر نيت
منذ 18 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
الإسناد العسكري اليمني لفلسطين.. الدلالات والأبعاد
في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني واستمرار الجرائم الوحشية في قطاع غزة تبرز العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها قواتنا المسلحة كعامل مؤثر في التصدي للمحتل إذ تمثل إسنادًا مباشرًا للمقاومة الفلسطينية وتجسيدًا عمليًا لموقف اليمن الثابت تجاه القضية المركزية للأمة، هذه العمليات التي تُنفذ بدقة عالية في عمق الأراضي المحتلة تؤكد قدرة اليمن على خوض مواجهة مفتوحة جوًا وبحرًا ضد الكيان الصهيوني وتكشف عن تطور لافت في القدرات العسكرية اليمنية سواء في مجال صناعة وتطوير الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيّرة بعيدة المدى. "26سبتمبر" – خاص أحدثت العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية تحولًا لافتًا في المشهد الإقليمي، بعد أن نجحت في استهداف مواقع حساسة للعدو الصهيوني، سواء عبر ضرب السفن المخالفة لقرار حظر الملاحة في مياه البحر الأحمر، أو عبر استهداف منشآت حيوية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة على مسافات تتجاوز 2000 كيلومتر. وقد أربكت هذه الضربات الدقيقة حسابات الاحتلال، وألحقت به خسائر فادحة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، ما دفع العديد من شركات الطيران العالمية إلى تعليق رحلاتها نحو المناطق المحتلة، في حين شهدت الممرات البحرية المرتبطة بالكيان الصهيوني شللًا شبه كامل، شمل البحر الأحمر، والبحر العربي، وخليج عدن، وباب المندب. ويؤكد مراقبون أن هذا التصعيد النوعي يعكس حجم التأثير الاستراتيجي للعمليات اليمنية، ويعيد رسم معادلات الردع في المنطقة، في ظل عجز الاحتلال عن احتواء تداعيات الضربات المتواصلة. تطور نوعي من خلال مراحل التصعيد المتتالية التي تنفذها القوات المسلحة، سواء في عمق المناطق المحتلة أو ضد الملاحة البحرية في المسطحات المائية الممتدة من المحيط الهندي مرورًا بالبحرين العربي والأحمر وحتى البحر الأبيض المتوسط، برز تطور نوعي في القوة الصاروخية والطائرات المسيّرة من مختلف الأجيال، التي كشفت عنها اليمن خلال مراحل التصعيد الخمس. وقد جعل هذا التطور كل مرحلة أشد فتكًا وإيلامًا للعدو، وأسهم في تضييق الحصار البحري عليه، وأثر بشكل كبير على حركة الطيران إلى مطار اللد بشكل شبه متواصل. وعلى الرغم من كثافة الغارات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية على اليمن، التي طالت العاصمة صنعاء وعددًا من المحافظات واستهدفت أعيانًا مدنية، لم تحقق أهدافها في الحد من استمرار العمليات العسكرية المساندة لفلسطين ودعم مقاومتها الصامدة في قطاع غزة. بل دفعت القوات المسلحة اليمنية إلى مضاعفة عملياتها وتكثيف ضرباتها بشكل أكبر وبمديات أبعد، لتؤكد أن السبيل الوحيد لوقف استهداف الاحتلال مرتبط بوقف عدوانه وحصاره الجائر على سكان قطاع غزة. دلالات وأبعاد هامة يرى عدد من المحللين السياسيين والعسكريين أن قدرة اليمن على الثبات والصمود أمام تحالف المعتدين لما يقارب عقدًا ونيف من الزمن واستمراره في إسناد قطاع غزة بشكل مستمر وبمختلف أسلحة الدفاع المتاحة، من الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة والدفاعات الجوية، والمديات التي تصل إليها تلك الصواريخ والطائرات، تحمل العديد من الدلالات والأبعاد الهامة، من أبرزها: • استشعار اليمن للواجب الديني والإنساني والأخلاقي تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني. • امتلاك اليمن لترسانة عسكرية حديثة ومتطورة، ومخزون استراتيجي من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومختلف أسلحة القوات البرية والبحرية والجوية. • القدرة على التصنيع الحربي وتطوير الصواريخ والمسيرات على أيدي خبراء ومهندسين عسكريين يمنيين، ما أضاف بعدًا هامًا في الجانب العسكري، وأثبت أن كل المحاولات للحد من العمليات العسكرية ضد المعتدين غير مجدية. • أن الرهان على الأدوات لتحقيق ما عجزت عنه الولايات المتحدة والدول المنخرطة في تحالفها في اليمن لن ينجح، ولن تستطيع أي من أوراقها المحروقة تحقيقه. • أن سلاح اليمن النوعي يمثل إحدى ركائز الأمن القومي العربي، وقوة بيد اليمن تحمي سيادته وتصون أمنه واستقراره. • أن اليمن نجح في فرض معادلات جيوسياسية في البحر الأحمر، تعزز الأمن البحري للملاحة الدولية، وتضع حدًا لعربدة كيان الاحتلال في مياه اليمن الإقليمية. • تسخير الموقع الاستراتيجي لليمن في تعزيز الأمن القومي العربي ضد المخاطر التي تهدد العرب جميعًا، ما جعل اليمن يتصدر المشهد بثقل سياسي وعسكري في الساحة الإقليمية والدولية. إسناد مستمر لا يكاد يمر أسبوع إلا ويشهد عمليات عسكرية نوعية تطال أهدافًا حساسة للاحتلال الصهيوني، ما يؤكد ثبات الموقف اليمني، وتتنوع هذه العمليات بين ما يتم الإعلان عنه رسميًا من قبل القوات المسلحة، وما يُنفذ دون إعلان، وهو ما أدخل الاحتلال في حرب استنزاف طويلة، جعلته في مأزق وورطة اختارها بنفسه، وخلال الأسبوع المنصرم، نفذت القوات المسلحة اليمنية عدة عمليات نوعية، من أبرزها: • استهداف مطار اللد نفذت القوات المسلحة يوم أمس الأحد عملية نوعية استهدفت من خلالها مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي للعدو الصهيوني وفرار الملايين من المستوطنين الى الملاجئ. وكانت القوة الصاروخية قد استهدفت مطار اللد ايضاً في الـ 14 من الشهر الجاري بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع «فلسطين2» مما أدى الى وقف الرحلات الجوية من وإلى المطار. • أربع عمليات عسكرية في 12 أغسطس، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ أربع عمليات عسكرية استهدفت أربعة أهداف للعدو الإسرائيلي في مناطق حيفا، أم الرشراش، النقب، وبئر السبع، باستخدام ست طائرات مسيّرة. • استهداف يافا وعسقلان وبئر السبع في 8 أغسطس، أعلنت القوات المسلحة تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت مواقع للعدو الإسرائيلي في مناطق يافا، عسقلان، وبئر السبع، بثلاث طائرات مسيّرة. دعوات وتحذيرات من خلال الخطاب السياسي والعسكري اليمني، توجه القيادة السياسية والثورية والعسكرية العليا دعوات للأمة العربية والإسلامية للقيام بواجبها الديني والإنساني والأخلاقي، لوقف جرائم الإبادة الصهيونية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة بشكل غير مسبوق. وبالتوازي مع هذه الدعوات، تُطلق تحذيرات من الخطر الداهم الذي تمثله الصهيونية على العرب والمسلمين جميعًا، وهو ما يحرص عليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاباته التعبوية، التي تتناول آخر التطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وتضع العرب والمسلمين أمام مسؤولية تاريخية دينية وإنسانية وأخلاقية تجاه المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة. وتأتي هذه التحذيرات والدعوات في إطار الحرص على وحدة الصف العربي والإسلامي أمام عدو يستهدف الجميع، ويستبيح سيادة الشعوب، ويدنس مقدساتها، وهنا، ينبغي أن يفيق العرب والمسلمون من غفلتهم، وأن يدركوا أن خطر الصهيونية لا يقتصر على المناطق التي يحتلها في فلسطين وسوريا وجنوب لبنان، بل يتجاوز ذلك ليصل، وفق الادعاء التوراتي لقادة الكيان، إلى المساحة الممتدة ما بين نهر الفرات ونهر النيل وحتى شمال السعودية، كما كشف عنه مجددًا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي رفع خارطة للشرق الأوسط الجديد حسب المخطط الصهيوني التوسعي. فهل يعي قادة الأنظمة العربية هذا الخطر المحدق بالجميع؟ وهل يدركون أن لا خيار أمامهم سوى صد ومواجهة المشروع الصهيوني، وإسناد المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والرجال، وقطع كل أشكال التعاون مع العدو الصهيوني الغاصب؟ ذلك هو السبيل الوحيد لاستعادة مكانة العرب والمسلمين، وصون كرامتهم، وحماية سيادتهم ومقدساتهم، والحفاظ على مواردهم وثرواتهم.