
أولها التشميع.. نصائح لحفظ اللحوم طازجة بعد الذبح
ذبح الأضحية هو الشعيرة الأساسية المرتبطة بعيد الأضحى، التي يحرص المسلمون في أنحاء العالم على أدائها تقربًا إلى الله، كلٌّ حسب استطاعته وظروفه المادية. وعلى اختلاف الوسائل، يجتمع الجميع على نية الفداء والطاعة في الساعات الأولى من صباح العيد وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق.
ويُعتاد تقسيم الأضحية إلى 3 أقسام: ثلث لأهل البيت، وثلث للأقارب، وثلث يُمنح للفقراء.
ويؤكد الدكتور محمد توفيق، الطبيب البيطري بهيئة الخدمات البيطرية، أهمية مراعاة عمر الأضحية عند الذبح، لما له من تأثير مباشر على جودة اللحم. فالإبل يجب ألا يتجاوز عمرها 5 سنوات، والأبقار عامين، أما الأغنام فالعمر المثالي لها هو 6 أشهر، للحصول على لحم طري ودهون أقل.
هناك بعض الاشتراطات التي يعرفها الجميع في اختيار الأضحية قبل الذبح، لكن بروتوكول التعامل مع الأضحية بعد ذبحها هو ما يتوقف عليه جودة اللحم وجودة نضجه، إذ يقول الدكتور توفيق إن أهم مرحلة بعد الذبح بسكين حاد والتشفية تتمثل في ترك الذبيحة في مرحلة التشميع، وهي المرحلة التي تأتي بعد التقطيع المبدئي للأضحية، فيجب أن تترك في الهواء أو تحت هواء بارد كي تنخفض درجة حرارتها، و تغادرها سخونة الحياة، لذا يجب أن تترك في مكان بارد لمدة ساعتين على الأقل، ويمكن أن تزيد المدة إذا كانت الأجواء أكثر حرارة.
ويضيف الدكتور توفيق أن هذه المرحلة مهمة للغاية، لتجنب أن يصاب اللحم باللزوجة أو تنبعث منه روائح كريهة.
التجميد
يجب تجنب وضع الذبيحة في ثلاجة التجميد (الفريزر)، إذ يقول الطبيب في هيئة الخدمات البيطرية إن تعريضها لدرجات حرارة شديدة الانخفاض مباشرة بعد الذبح "يعرضها للتلف سريعا ويغير طعمها مباشرة، لذا يجب الانتظار حتى تصبح درجة حرارة اللحم في حدود 10 درجات مئوية".
التقطيع والتخزين
اللحم المخصص للتوزيع يفضل عدم تقطيعه، وتركه لأصحابه يقطعونه كما يروق لهم، أما ما يترك للبيت وأهله، فيفضل تقطيعه بالأحجام والكميات المناسبة للطهي قبل تخزينه، لأن تجميده وإعادة فكه سيفقد اللحم جزءا كبيرا من قيمته الغذائية .
يخزن اللحم في أكياس ملائمة لحجمه، وتكون نظيفة تماما وبلا أي روائح أو شوائب، ويدون عليها تاريخ التخزين ونوع قطعية اللحم، حتى يسهل استخدامها بعد ذلك، ويفضل استهلاك اللحم خلال 3 أشهر بعد الذبح، ولا يفضل أن يترك بعد ذلك.
"أعط العيش لخبازه".. والأضحية للجزار
من ناحيته، يؤكد الجزار الشاب محمد جودة، الذي ورث مهنته عن أبيه وجده، في حديثه للجزيرة نت، أن درجات الحرارة هذا العام لم تصل إلى مستويات قد تفسد اللحوم سريعًا، غير أنه يحرص دائمًا على نصح زبائنه بضرورة ترك اللحم في مرحلة "التشميع" قبل تقطيعه.
ويضيف أن "الزبائن يتعجلون في إنهاء الذبيحة بسرعة، لكن هذا يؤثر سلبًا على جودة اللحم. من خلال خبرتي، أدركت أن التشميع لا يحافظ فقط على نضارة اللحم، بل يمنحني أيضًا قدرة أكبر على تقطيعه بطريقة تحفظ شكله وتمنع تهتكه".
في السنوات الأخيرة، أصبح من الشائع في مصر أن يتولى المضحي فقط عملية الذبح، بينما يُسند تقطيع اللحم وتغليفه وتوزيعه للجزارين المتخصصين. هذا التغير في العادة دفع الجزار محمد جودة إلى تكوين فريق عمل خاص بأيام العيد، لمساعدته في تنفيذ المهام بكفاءة وسرعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الفرق بين "السيروم" والزيوت الطبيعية.. دليلك لاختيار المناسب لشعرك
معظم منتجات العناية بالشعر تُستخدم بوضوح وسهولة: الشامبو للتنظيف، والبلسم للترطيب. لكن عند الحديث عن السيروم وزيوت الشعر، قد يختلط الأمر على كثيرين، لأن كلا المنتجين يمنحان الشعر لمعانا ونعومة، ويبدوان للوهلة الأولى متشابهين في التأثير. مع ذلك، هناك فروق جوهرية بينهما، من حيث التركيب، وطريقة الاستخدام، والنتائج المرجوّة، ومن المهم معرفتها قبل إدخال أي منهما ضمن روتينك اليومي للعناية بالشعر. ما الفرق بين سيروم الشعر والزيت الطبيعي؟ كلا المنتجين يهدفان إلى تعزيز صحة الشعر ولمعانه، لكن لكل منهما استخدامات محددة وميزات خاصة. سيروم الشعر أو "مصل الشعر" مصمم للتحكم في التجعد، وتغليف الشعرة بطبقة ناعمة تعكس اللمعان وتحسن المظهر العام. ويحتوي عادة على السيليكون، الذي يكوّن حاجزا واقيا حول الشعر لحمايته من الرطوبة والحرارة والتلوث، مما يجعله مثاليا للاستخدام قبل تصفيف الشعر الحراري أو الخروج للأماكن المفتوحة. على الجانب الآخر، تُستخدم زيوت الشعر لتغذية فروة الرأس وتقوية بصيلات الشعر من الداخل، وغالبا ما تُطبّق على الشعر الجاف أو تُستخدم كحمام زيت قبل الغسل، للمساعدة في تقليل التقصف والجفاف. السيروم مثالي للحماية واللمعان الفوري والتحكم في مظهر الشعر. الزيت يعمل على علاج الشعر على الأمد الطويل، من الجذور وحتى الأطراف. معرفة هذا الفرق ستساعدك على اختيار الأنسب لشعرك بحسب حالته واحتياجاته. أبرز فوائد السيروم للشعر: تستخدم بعض مستحضرات العناية بالشعر لمنح خصلاته مظهرا ناعما وثابتا، كما تساعد في السيطرة على التجعد والهيشان، وتضيف لمسة لامعة تجعل الشعر يبدو أكثر صحة وقوة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه المستحضرات في حماية الشعر من التلوث البيئي والأشعة فوق البنفسجية، مما يجعلها مثالية للأجواء الحارة أو المدن المزدحمة. في المقابل، تعتمد الزيوت على مكونات طبيعية مثل زيت جوز الهند والخروع واللوز، أو مزيج منها، وتعرف بقدرتها على التغلغل في فروة الرأس وتغذيتها من الداخل، مما يمنح الشعر ترطيبا عميقا ومغذيات تساعده على النمو بقوة. أبرز فوائد الزيوت الطبيعية للشعر: التغذية: تعمل على تعويض الزيوت الطبيعية التي يفقدها الشعر، وتعيد إليه الرطوبة. التقوية: تقلل من تكسر الشعر وتقصف الأطراف مع الاستخدام المنتظم. تحسين صحة الفروة: تسهم في مكافحة القشرة وتحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس. وعادة ما تكون الزيوت أثقل قواما من المنتجات الخفيفة المخصصة للمظهر الخارجي، لذلك يُنصح باستخدامها على شعر جاف، لا على شعر مبلل أو قبل غسله، لأن ذلك قد يمنع الشعر من امتصاص الرطوبة والعناصر المفيدة من الشامبو أو البلسم، ويؤثر على ثبات التصفيف لاحقا. وفي بعض الحالات، يمكن دمج الزيت مع منتجات خفيفة أخرى مخصصة لتصفيف الشعر، للحصول على ترطيب أعمق وتحكم أفضل في المظهر النهائي، شرط اختيار النوع المناسب لطبيعة شعرك. كيف تختارين المنتج المناسب لشعرك؟ يعد السيروم الخفيف خيارا مثاليا لمن يرغب في خصلات أكثر نعومة ولمعانا فوريا، مع طبقة حماية إضافية ضد الحرارة والعوامل البيئية. فهو يستخدم بشكل أساسي لتحسين مظهر الشعر السطحي دون إثقاله، مما يجعله مناسبا بشكل خاص للشعر الخفيف إلى المتوسط. في المقابل، تعد الزيوت الطبيعية علاجات غنية وعميقة، تعمل على ترميم الشعر وتغذيته من الداخل. وهي مثالية للشعر الكثيف أو الخشن أو التالف، حيث توفر ترطيبا مكثفا وتجدد الخصلات المتضررة بفضل تركيبتها الدهنية المركزة. ولا يعني اختيار أحدهما التخلي عن الآخر؛ فبإمكانك استخدام كلا النوعين ضمن روتينك اليومي، أو حتى مزجهما معا، بما يتناسب مع احتياجات شعرك. المهم هو الاستخدام الصحيح حسب التوقيت وحالة الشعر. والجدير بالذكر أن بعض المنتجات الحديثة باتت تجمع بين خصائص الملمس الخفيف والزيوت المغذية في تركيبة واحدة، لتمنح شعرك التغذية والحماية والتصفيف السهل في خطوة واحدة، مما يوفر الوقت ويُبسط العناية اليومية. خطوات استخدام سيروم الشعر أفضل طريقة لوضع سيروم الشعر هي على شعر مغسول حديثا، سواء كان رطبا نسبيا أو مبللا بالكامل. وتذكري، بضع قطرات فقط تكفي. ولسهولة وفعالية وضع السيروم، اقلبي شعرك وابدئي بوضعه من الأطراف إلى الأعلى، مع التركيز على الأطراف والأجزاء السفلية والخلفية من الشعر. خطوات استخدام زيوت الشعر عند استخدام الزيوت، أهم أمرين يجب مراعاتهما هما التوزيع المتساوي، وتطبيقه بعيدا عن الجذور، وتحديدا من منتصف الشعر إلى أسفله حتى أطرافه. ومع ذلك، في بعض الحالات، مثل الزيوت المقاومة للقشرة وحكة فروة الرأس ومنها زيت شجرة الشاي أو زيت جوز الهند، يمكن وضعها في جذور الشعر والتدليك جيدا. وتُعد الزيوت خيارات رائعة أيضا لإخفاء الأطراف المتقصفة. ولتحقيق المزيد من التحكم عند التطبيق، قد يفيد تقسيم شعرك قسمين أفقيين أو أكثر، وتوزيع الزيت على كل قسم على حدة وتدليكه جيدا، مع الأخذ في الاعتبار أن أصحاب الشعر الكثيف والخشن سيحتاجون إلى بضع قطرات إضافية للحصول على أفضل النتائج.


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
قُصف الخبز في غزة فماتت الإنسانية في العالم
في أروقة التاريخ الحديث، حيث تُسجَّل الفظائع بأحرف من دم ودموع؛ تقف غزة اليوم شاهدة على فصل جديد من فصول العار الإنساني. إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس حرباً تقليدية، كتلك القائمة بين روسيا وأكرانيا، وليس نزاعاً سياسياً عادياً، إنما هو الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث، وهو إبادة ممنهجة تُنفَّذ بتُؤدة ودموية، تحت سمع العالم وبصره، بينما الضمير العالمي يغضّ الطرف ويشيح بوجهه. نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي تجاوزت 96% من سكان غزة، مع وجود قرابة 495 ألف شخص في حالة انعدام أمن غذائي كارثي، حسب دراسة حديثة نشرتها اليونيسف في مارس/ آذار 2025، وتقارير أممية ودولية مشتركة الجوع كسلاح والمجازر كأداة إبادة مزدوجة لم يعد القصف وحده هو القاتل الأكبر في غزة، بل صار الجوع والمجازر المتعمّدة أدوات متكاملة للقتل البطيء والسريع، فمنذ أكتوبر 2023، تحوَّل الحصار إلى آلة للطحن البطيء، بينما حوّلت مجازر -مثل مجزرة رفح قبل أيام- مراكزَ المساعدات إلى "مصائد موت" تُدار بأيدي قوات الاحتلال وشركائها. إحصائيات صادمة صدرت خلال الأشهر الماضية من 2025، تؤكّد أن أكثر من 66 ألف طفل فلسطيني يعانون من سوء تغذية حاد، وفق بيانات وزارة الصحة في غزّة، ومنظمة الصحة العالمية. وفي ذات الفترة، أفادت تقارير طبية أن أكثر من 50 طفلاً فلسطينياً توفوا نتيجة الجوع أو مضاعفاته في المستشفيات الحكومية خلال أقل من 4 أشهر. كما أن نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي تجاوزت 96% من سكان غزة، مع وجود قرابة 495 ألف شخص في حالة انعدام أمن غذائي كارثي، حسب دراسة حديثة نشرتها اليونيسف في مارس/ آذار 2025، وتقارير أممية ودولية مشتركة. تتزامن هذه الأرقام مع تدمير ما لا يقل عن 94% من المرافق الصحية الحيوية في القطاع، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية حتى أواخر مايو/ أيار 2025. وقد وثّقت المنظمة 516 هجوماً على المرافق الصحية ووسائل النقل الطبي، ما أسفر عن ارتقاء 765 شخصاً، وإصابة ما يقرب من 1000 آخرين. هذا التصعيد الممنهج في استهداف البنية التحتية الصحية يعكس الوحشية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية؛ ويحول دون تلقي المرضى والمصابين الرعاية اللازمة، ما يزيد من عدد الوفيات بين المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء. وآخر المجازر البشعة، التي تجاوزت الوصف، كانت في مايو/ أيار وفي يونيو/ حزيران 2025، حين ارتكب الجيش الإسرائيلي سلسلة مجازر في رفح، حيث استُهدف المدنيون الجوعى وهم ينتظرون المساعدات الإغاثية (في 31 مايو/ أيار 2025: 37 شهيدًا و170 جريحًا برصاصٍ أُطلق على طوابير الخبز. وفي 3 يونيو/ حزيران 2025: 27 شهيداً ونحو 500 جريح في المشهد ذاته).. وتحدث هذه الاستهدافات، بينما العالم يصفها بـ "الحوادث المأساوية" ولا يتجاوز ذلك الوصف. هنا، يُختزل التاريخ في حلقة مفرغة: ففي سنة 1956، ذبح الجيش الإسرائيلي 111 فلسطينياً في رفح بعد استدراجهم إلى مدرسة تحت ذريعة "التفتيش"، والأمثلة الأخرى أكثر من أن تحصرها مقالة. اليوم، يعيد التاريخ نفسه، لكن بأساليب أكثر إجراما: مساعدات أميركية مغموسة بالدماء، حيث يُستدرج المجوّعين إلى نقاط محددة ليتم إعدامهم جماعياً. المفارقة التاريخية.. عندما يصبح الصمت أداة للقتل في رواندا والبوسنة، انقسم العالم بين مُندِّدٍ ومتواطئ.. أمّا في غزّة، فالجميع يشارك في جريمة واحدة: الصمت! المفارقة الأكثر إيلاماً أن إسرائيل، بعد 70 عاماً من استخدام ذريعة "عداء السامية" و"الدفاع عن النفس" المصنَّعة غربياً، تنفّذ إبادة جماعية، بينما الذخائر الأميركية التي قُتِل بها أجداد الإسرائيليين نفسُها تُستخدم لحرق أطفال فلسطين. الأمم المتحدة تصف الوضع بأنه "أسوأ أزمة إنسانية"، لكن قراراتها تتحوَّل إلى حبر على ورق. حتى محكمة العدل الدولية، التي أمرت بوقف الهجوم على رفح، وأصدرت مذكرات اعتقال بحق "نتنياهو" و"غالانت"، تُنتهك أوامرها علناً. والنتيجة؟ غزّة 2025 تُكرر مأساة سنة 1948: تهجير جماعي، ومجاعة مخطَّط لها، ومجازر تُرتكب بذات الأسلوب ولكن بأدوات "حديثة". دليل آخر على ذلك هو القصف الإسرائيلي الذي تعمّد استهداف الفلسطينيين وهم يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية؛ حيث راح ضحيته قرابة 40 شخصاً إضافة إلى إصابة حوالي 200 آخرين، في غارات استهدفت نقاط تجمع للمساعدات خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما يؤكّد أن هذا الهجوم لا يقتصر فقط على السلاح التقليدي، بل يشمل استدراج المجوعين إلى مراكز إغاثية تم إعدادها بشكل ممنهج لتكون كميناً دموياً للعزّل. إبادة لا تشبه سابقاتها التاريخ يعرف الإبادات الجماعية، لكن غزة كسرت القوالب: إبادة مصوَّرة بالبث المباشر، بينما تُختزل الضحايا في "أرقام مؤقّتة". وفي سياق التعتيم المُتعمّد، ارتقى حتى يونيو/ حزيران 2025 ما لا يقل عن 212 صحفياً، حسب تقرير قناة الجزيرة، في ما يمكن تسميته بـ "الإبادة الإعلامية"، التي تهدف إلى إسكات العدسة والكلمة، ومنع توثيق الجريمة في زمن البث المباشر. تكتيك مُزدوج: تجويع بطيء يسبق المجازر السريعة، كما في رفح حيث يُجبر المجوعون على التجمُّع ثم يُقتلون. يتبع ذلك تواطؤ مُركّب: الذخائر الأميركية تُستخدم لتنفيذ المجازر، بينما الإعلام الأميركي يصفها بـ "الأخطاء المأساوية". كما كشفت تقارير أممية أن جيش الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي، لتحديد الأهداف البشرية والمنازل والمركبات في وقت لا يتجاز الثواني، ما يجعل من الخطأ احتمالاً محسوباً ضمن هامش الإبادة، ويحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة تطوير إلى أداة فتك. إعلان حتى القانون الدولي، الذي وقف عاجزًا أمام مجازر "سربرنيتشا"، يُظهر عجزه الأكبر اليوم: ففي 2025، تُنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية (1948) علنًا، بينما واشنطن تُزوِّد الجلّاد بالأسلحة الفتّاكة. ما يزيد الألم عمقًا هو أن إسرائيل تعتمد على شركات أميركية لإدارة توزيع المساعدات الإغاثية في القطاع، ما يجعل هذه المؤسسات شركاء في الجريمة. فقد أصبحت المساعدات، التي كان يفترض أن تخفّف من معاناة الغزيين، أداة لاستدراج المجوعين، حيث يتم استغلال حاجتهم الماسّة إلى الغذاء والإغاثة، ثم تُقصف مراكز التجمّع، في أبشع أنواع القتل المنهجي. غزّة، الشاهدة على إنسانية ميتة إن رفح -وقطاع غزة بشكل عام- اختبار للضمير العالمي: في سنة 1956، ذُبح أهلها لأنهم "مقاومون"، وفي سنة 2025 يُذبحون لأنهم أيضاً قاوموا، فحُوصروا وجُوِّعوا، وها هم الآن على مرأى من العالم يُقتلون.. الضحايا أنفسهم، والجلّاد نفسه، ولكن الذرائع تتجدَّد، والصمت يتعمَّق. السؤالُ الذي يُطارد التاريخ الآن ليس: كيف نوقف هذه الجريمة؟ بل هو: هل بقي للعالم ضميرٌ ليُدان؟ غزةُ تكتب فصول إبادتها بدماء أطفالها، والعالم يُدوّن إفلاسه الأخلاقي والإنساني بحروف من ذهب وصمت من تآمر.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
أولها التشميع.. نصائح لحفظ اللحوم طازجة بعد الذبح
ذبح الأضحية هو الشعيرة الأساسية المرتبطة بعيد الأضحى، التي يحرص المسلمون في أنحاء العالم على أدائها تقربًا إلى الله، كلٌّ حسب استطاعته وظروفه المادية. وعلى اختلاف الوسائل، يجتمع الجميع على نية الفداء والطاعة في الساعات الأولى من صباح العيد وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق. ويُعتاد تقسيم الأضحية إلى 3 أقسام: ثلث لأهل البيت، وثلث للأقارب، وثلث يُمنح للفقراء. ويؤكد الدكتور محمد توفيق، الطبيب البيطري بهيئة الخدمات البيطرية، أهمية مراعاة عمر الأضحية عند الذبح، لما له من تأثير مباشر على جودة اللحم. فالإبل يجب ألا يتجاوز عمرها 5 سنوات، والأبقار عامين، أما الأغنام فالعمر المثالي لها هو 6 أشهر، للحصول على لحم طري ودهون أقل. هناك بعض الاشتراطات التي يعرفها الجميع في اختيار الأضحية قبل الذبح، لكن بروتوكول التعامل مع الأضحية بعد ذبحها هو ما يتوقف عليه جودة اللحم وجودة نضجه، إذ يقول الدكتور توفيق إن أهم مرحلة بعد الذبح بسكين حاد والتشفية تتمثل في ترك الذبيحة في مرحلة التشميع، وهي المرحلة التي تأتي بعد التقطيع المبدئي للأضحية، فيجب أن تترك في الهواء أو تحت هواء بارد كي تنخفض درجة حرارتها، و تغادرها سخونة الحياة، لذا يجب أن تترك في مكان بارد لمدة ساعتين على الأقل، ويمكن أن تزيد المدة إذا كانت الأجواء أكثر حرارة. ويضيف الدكتور توفيق أن هذه المرحلة مهمة للغاية، لتجنب أن يصاب اللحم باللزوجة أو تنبعث منه روائح كريهة. التجميد يجب تجنب وضع الذبيحة في ثلاجة التجميد (الفريزر)، إذ يقول الطبيب في هيئة الخدمات البيطرية إن تعريضها لدرجات حرارة شديدة الانخفاض مباشرة بعد الذبح "يعرضها للتلف سريعا ويغير طعمها مباشرة، لذا يجب الانتظار حتى تصبح درجة حرارة اللحم في حدود 10 درجات مئوية". التقطيع والتخزين اللحم المخصص للتوزيع يفضل عدم تقطيعه، وتركه لأصحابه يقطعونه كما يروق لهم، أما ما يترك للبيت وأهله، فيفضل تقطيعه بالأحجام والكميات المناسبة للطهي قبل تخزينه، لأن تجميده وإعادة فكه سيفقد اللحم جزءا كبيرا من قيمته الغذائية . يخزن اللحم في أكياس ملائمة لحجمه، وتكون نظيفة تماما وبلا أي روائح أو شوائب، ويدون عليها تاريخ التخزين ونوع قطعية اللحم، حتى يسهل استخدامها بعد ذلك، ويفضل استهلاك اللحم خلال 3 أشهر بعد الذبح، ولا يفضل أن يترك بعد ذلك. "أعط العيش لخبازه".. والأضحية للجزار من ناحيته، يؤكد الجزار الشاب محمد جودة، الذي ورث مهنته عن أبيه وجده، في حديثه للجزيرة نت، أن درجات الحرارة هذا العام لم تصل إلى مستويات قد تفسد اللحوم سريعًا، غير أنه يحرص دائمًا على نصح زبائنه بضرورة ترك اللحم في مرحلة "التشميع" قبل تقطيعه. ويضيف أن "الزبائن يتعجلون في إنهاء الذبيحة بسرعة، لكن هذا يؤثر سلبًا على جودة اللحم. من خلال خبرتي، أدركت أن التشميع لا يحافظ فقط على نضارة اللحم، بل يمنحني أيضًا قدرة أكبر على تقطيعه بطريقة تحفظ شكله وتمنع تهتكه". في السنوات الأخيرة، أصبح من الشائع في مصر أن يتولى المضحي فقط عملية الذبح، بينما يُسند تقطيع اللحم وتغليفه وتوزيعه للجزارين المتخصصين. هذا التغير في العادة دفع الجزار محمد جودة إلى تكوين فريق عمل خاص بأيام العيد، لمساعدته في تنفيذ المهام بكفاءة وسرعة.