
بايرو يوقظ الجدل حول الـ "إسلاموفوبيا" داخل السلطة الفرنسية
في سابقة لافتة، فجّر رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا بايرو جدلاً حاداً داخل المشهد السياسي حين تحدث علناً عن تصاعد مظاهر الـ "إسلاموفوبيا" في البلاد، مستخدماً مصطلحاً لطالما تحاشته النخبة السياسية الفرنسية.
وقوبل تصريح بايرو، الذي وصف الظاهرة بالمقلقة، برفض صريح من بعض وزرائه الذين أنكروا وجود جو معاد للمسلمين أو شككوا في دقة التوصيف، وهذا الانقسام داخل السلطة التنفيذية لا يعكس مجرد خلاف في المصطلحات بل يكشف عن أزمة أعمق في خطاب الدولة تجاه مسلميها، وعن توتر مستمر بين مبادئ العلمانية ومقتضيات العدالة الاجتماعية والتعددية الثقافية.
وفي هذا الخصوص يتهم "اليسار الفرنسي" ممثلاً في نواب "الجبهة الشعبية الجديدة"، وزير الداخلية الفرنسية برونو روتايو بتبني مواقف معادية للمسلمين في البلاد، ويشددون على أنه يتبنى خطاباً تحريضياً يستهدف المسلمين والمهاجرين على السواء، مما يفاقم التوترات الاجتماعية ويعزز مشاعر العداء.
العلمانية والـ "إسلاموفوبيا"
يعتبر هذا المصطلح في بعض الأوقات عرضة للتحريف أو التفسير الانتقائي، إذ يظل الحديث عن الـ "إسلاموفوبيا" موضوعاً حساساً تتداخل فيه كثير من الأبعاد السياسية والاجتماعية والدينية، مما يثير الجدل ويضع مناقشة قضايا العداء ضد المسلمين في موقع صعب ومعقد.
وتتزايد هذه الظواهر على خلفية تعقيدات المجتمع الفرنسي، حيث يمكن لأي خطاب يدور حول الإسلام والمسلمين أن يتحول إلى أرضية خصبة للاتهامات المتبادلة، فهناك من يعتقد أن الحديث عن الـ "إسلاموفوبيا" يعزز الانقسامات الاجتماعية ويشجع على نمو التشدد، سواء في صفوف المسلمين أو في الأوساط المعادية للإسلام، وهذا التوتر يمكن أن يؤدي إلى انحراف النقاش نحو مسارات أكثر تعقيداً، إذ يُخلط بين النقد البناء والمراجعة الجادة لمواقف المجتمع، وبين استخدام المصطلح للتغطية على ممارسات سياسية مشكوك فيها.
ومع مرور الوقت أصبح المصطلح ذاته جزءاً من النقاشات الحادة في فرنسا، بخاصة بعد الهجمات الإرهابية التي هزت البلاد خلال الأعوام الأخيرة، وفي بعض الأوساط ينظر إلى الحديث عن الـ "إسلاموفوبيا" على أنه تسليط الضوء على مظاهر العدائية الممنهجة تجاه المسلمين أو الإسلام في المجتمع الفرنسي.
ومن جهة أخرى فهناك من يراه أداة يستخدمها بعضهم للضغط السياسي أو خلق مساحات من التعاطف مع تيارات دينية أو سياسية بعينها، مثل جماعة "الإخوان المسلمين" أو الحركات الإسلامية المتطرفة، وفي حوار مع رئيس تحرير موقع "لوفيغارو" فنسان روو، أوضح أن مصطلح الـ "إسلاموفوبيا" يستخدم من أطراف متطرفة أو من بعض الأشخاص الذين لا يوظفون العلمانية، بل يستغلون مكافحة العنصرية لأغراض سياسية، فمنذ الثمانينيات بدأوا يستعملون مصطلح "فوبيا" إضافة إلى عدد من المصطلحات الأخرى، لا بهدف تغذية النقاش أو وصف واقع معين، بل بغرض تشويه صورة خصومهم والتقليل من شأنهم.
كما يشير روو إلى أن مصطلح الـ "إسلاموفوبيا" يستخدم من قبل بعض الأحزاب السياسية، ومن فئة من "اليسار" كأداة لتوظيف قضية مكافحة العنصرية بما يخدم أجنداتهم الأيديولوجية الخاصة، ويرى أن العلمانية أصبحت تستخدم ضمن هذا السياق، إذ تقدم كأداة لمحاربة التمييز والعنصرية، وهي قيمة أساس يتشبث بها قطاع واسع من الفرنسيين، بمن فيهم جزء كبير من اليسار والرأي العام، وهذا التمسك تعزز منذ تسعينيات القرن الماضي كرد فعل على رفض بعض النشطاء الإسلاميين مبادئ الدولة العلمانية.
ويعتبر روو أن قوة مفهوم العلمانية تبرز بخاصة في السياقات التي تشهد انغلاقاً جماعياً أو طائفياً، إذ يرفض التقليد الجمهوري الفرنسي هذا الانغلاق من خلال التشبث بمبدأ العلمانية.
وبالنسبة إلى روو فإن العلمانية قيمة عليا غير قابلة للمساومة، ومع ذلك يثير هذا التوجه نقاشاً دائماً في فرنسا، إذ يرى بعضهم أن هذه العلمانية أصبحت متشددة وأحياناً تعكس ثقافة مهيمنة تتجاهل أو تقصي الإرث الديني والثقافي لمجتمعات أخرى، ولا سيما المسلمين.
دوافع سياسية أعمق
وعندما يتناول بعضهم قضية الـ "إسلاموفوبيا" في فرنسا فغالباً ما يرتبط هذا الحديث بالصراعات السياسية، ففي إطار الاستقطاب السياسي الذي يعصف بالبلاد ينظر إلى تلك النقاشات على أنها جزء من معركة أكبر حول الهوية الوطنية والعلاقات بين الأديان، وفي بعض الأحيان يُتهم من يتحدث عنها بأنه يروج لأجندات دينية سياسية لا تلتزم بالعلمانية الفرنسية، بينما يرى بعضهم أن الحديث عنها قد يخلق صورة سلبية عن المجتمع الفرنسي نفسه، ويعزز مشاعر العداء تجاه الهوية الفرنسية.
ومن جهة أخرى فهناك من يرى أن هذا النقاش يعد أمراً ضرورياً لمواجهة التحديات الحقيقية التي يواجهها المسلمون في فرنسا، فالـ "إسلاموفوبيا" من هذا المنظور ليست مجرد قضية نظرية بل هي ظاهرة واقعية تتجسد في الهجمات الجسدية والتمييز الاجتماعي والمواقف السلبية المستمرة ضد المسلمين، وبالتالي يصبح النقاش حولها ضرورياً لتحفيز المجتمع على معالجة قضايا التهميش والاستبعاد الذي قد يواجهه بعض المواطنين بسبب انتمائهم الديني أو الثقافي.
وحول سؤال لماذا يرفض بعض المسؤولين الفرنسيين استخدام مصطلح الـ "إسلاموفوبيا"؟ وهل هو خلاف لغوي أم أن خلفه دوافع سياسية أعمق؟ يرى القيادي في "حزب الخضر" ونائب عمدة مدينة بانيو في ضواحي باريس، فريد حسني، أن هذا الرفض لا يمكن فصله عن إنكار ممنهج لتحولات ديموغرافية واجتماعية تعيشها فرنسا، وفي مقدمها صعود الإسلام كدين ثان في البلاد، وهو واقع تؤكده الدراسات والمعطيات الإحصائية الرسمية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر حسني أن هذا الإنكار يعكس حالاً من الارتباك والانقسام داخل الحكومة الفرنسية نفسها، مشيراً إلى غياب الانسجام بين أعضائها ولا سيما في المواقف المتعلقة بالخطاب حول الـ "إسلاموفوبيا"، ويضرب مثالاً بوزير الداخلية الحالي برونو روتايو الذي يعارض استخدام مصطلح الـ "إسلاموفوبيا"، في مقابل تيار آخر داخل الحكومة لا يرى مانعاً من تبنيه بل يعتبره توصيفاً دقيقاً لنوع من العنصرية التي يجب التصدي لها.
ويضيف حسني أن هذا التباين ليس بريئاً بل يرتبط بحسابات سياسية ضيقة، بخاصة في ما يتعلق بطموحات وزير الداخلية داخل حزبه، إذ يعتقد أن تشديد خطابه حول الـ "إسلاموفوبيا" يمكن أن يُكسبه تعاطف جزء من اليمين المتطرف استعداداً لأي استحقاق رئاسي محتمل.
ويحذر حسني من أن هذا الخطاب يسهم في تعميق الانقسامات داخل المجتمع الفرنسي بدلاً من أن يعزز التماسك الوطني، مشدداً على أن توظيف الإسلام كأداة للصراع السياسي يعد انزلاقاً خطراً.
ويختم نائب عمدة مدينة بانيو بتأكيد ضرورة أن تنسجم مواقف الحكومة الفرنسية مع الدعوات الدولية، ولا سيما تلك الصادرة عن الأمم المتحدة والتي أقرت الـ 15 من مارس (آذار) كل عام يوماً عالمياً لمناهضة الـ "إسلاموفوبيا"، داعياً باريس إلى الدخول الجدي في هذا المسار الحقوقي العالمي.
توازن دقيق
ويتطلب النقاش حول الـ "إسلاموفوبيا" في فرنسا توازناً دقيقاً بين حرية التعبير عن الرأي والمسؤولية في تجنب نشر الخطابات التي قد تُستغل لتحقيق أهداف سياسية أو دينية معينة، فقد يكون الحديث عن الـ "إسلاموفوبيا" محط جدل لكنه في الوقت ذاته يفتح المجال للبحث عن حلول جذرية لآثار العداء ضد المسلمين، ولهذا يجب أن يتسم النقاش بالتعقل والبحث الموضوعي بدلاً من تحويله إلى أداة للتشويش أو تحقيق مكاسب سياسية أو دينية، فمعالجة الـ "إسلاموفوبيا" ليست فقط مسألة سياسية أو دينية، بل هي جزء من بناء مجتمع فرنسي قادر على التعامل مع تنوعه الثقافي والديني بطريقة عادلة ومتوازنة، ويجب أن يكون الهدف بناء جسر من الحوار والتفاهم بين مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية بعيداً من التعصب أو التحريض على العنف.
وفي النهاية لا يمكن أن ينظر إلى الـ "إسلاموفوبيا" في فرنسا بصورة أحادية، بل يجب أن يعترف الجميع بوجود تحديات حقيقية تتطلب معالجة دقيقة وواقعية، كما أن من المهم أن يستمر النقاش حول هذه القضية ولكن بعيداً من الاختزالات أو التفسير الأحادي للمواقف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 11 ساعات
- Independent عربية
تقرير يحذر من تهديد الإخوان للتلاحم الوطني في فرنسا
خلص تقرير حول "الإخوان المسلمين" أُعد بطلب من الحكومة الفرنسية إلى أن الجماعة تشكل "تهديداً للتلاحم الوطني" مع تنامي تشدد إسلامي "من القاعدة صعوداً" على المستوى البلدي، وفق وثيقة سيدرسها مجلس الدفاع الأربعاء. وجاء في التقرير "إن هذا التهديد وحتى في غياب اللجوء إلى التحركات العنفية، يولد خطر المساس بنسيج الجمعيات وبالمؤسسات الجمهورية (..) وبشكل أوسع بالتلاحم الوطني". وشدد التقرير على أن جماعة الإخوان المسلمين "تستند إلى تنظيم متين إلا أن الإسلام السياسي ينتشر أولاً على الصعيد المحلي"، معتبراً أن انتشار هذا التشدد الإسلامي "يحصل من القاعدة صعوداً" ويشكل "تهديداً على المدى القصير وكذلك المتوسط". وأشار إلى "الطابع الهدام للمشروع الذي يعتمده الإخوان المسلمون"، مشدداً على أن هذا المشروع يهدف "إلى العمل على المدى الطويل للتوصل تدريجاً إلى تعديلات للقواعد المحلية أو الوطنية ولا سيما تلك المتعلقة بالعلمانية والمساواة بين الرجال والنساء". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعد التقرير موظفان رسميان رفيعا المستوى أجريا مقابلات مع 45 أستاذاً جامعياً وزيارات داخل فرنسا وفي أوروبا. ورأى معدا التقرير أن هذا "التشدد الإسلامي على المستوى البلدي" قد يكون له "تأثير متنام في الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية" مع "شبكات تعمل على حصول انطواء مجتمعي وصولاً إلى تشكل بيئات إسلامية تزداد عدداً". إلا أن المشرفين على التقرير أكدا "عدم وجود أي وثيقة حديثة تظهر سعي الإخوان المسلمين إلى إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق الشريعة فيها". ونصح معدا التقرير "بتحرك طويل الأمد على الأرض للجم صعود الإسلام السياسي" مشيرين إلى ضرورة أن يترافق ذلك مع "توعية الرأي العام" من خلال "خطاب علماني متجدد وبادرات قوية وإيجابية حيال المسلمين".


الشرق السعودية
منذ 11 ساعات
- الشرق السعودية
باريس: فرنسا وبريطانيا وكندا ماضية في الاعتراف بدولة فلسطين
أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، الثلاثاء، أن حركة الاعتراف بدولة فلسطين، التي تعتزم فرنسا وبريطانيا وكندا إعلانها، "لن تتوقف"، واصفاً الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ"غير المقبول"، وذلك وسط إجراءات بريطانية وأوروبية ضد إسرائيل رداً على توسيع عملياتها في القطاع. وقال بايرو أمام الجمعية الوطنية، رداً على سؤال من رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب "فرنسا الأبية" (أقصى اليسار) ماتيلد بانو، بشأن ما إذا كانت باريس تنوي الاعتراف بدولة فلسطين: "لأول مرة، قررت 3 دول وهي بريطانيا وفرنسا وكندا أن تعارض ما يحدث في قطاع غزة، وأن تعترف بدولة فلسطين، وهذه الحركة التي تم إطلاقها لن تتوقف"، وفق ما أوردت صحيفة "لوفيجارو". وهدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الاثنين، باتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم توقف حربها التي استأنفتها على قطاع غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات، مما يزيد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، فيما قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل سيتم مراجعتها. "عنف أعمى" من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الثلاثاء، إن إعلان إسرائيل دخول بعض المساعدات إلى غزة "غير كاف"، محذراً تل أبيب من عواقب إذا لم توقف هجومها الجديد على القطاع. واعتبر بارو، في حديث لإذاعة "فرانس إنتر"، أن "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأن العنف الأعمى الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ومنع المساعدات الإنسانية، حوّلا غزة إلى مكان للموت إن لم نقل مقبرة". وأضاف بارو، أن المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها "غير كافية على الإطلاق.. يجب أن يتوقف كل هذا، لا يمكن أن نغض الطرف عن معاناة سكان غزة، يجب تقديم مساعدات فورية وضخمة، وبدون أي عوائق". وأشار إلى أن "الصور التي تصلنا من غزة ووضع المدنيين والنساء والأطفال يجبراننا اليوم على المضي قدماً". ورحب بارو، في وقت لاحق أمام الجمعية العامة، بإعلان الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، مضيفاً أن 17 دولة عضواً من أصل 27 أيدت هذه الخطوة.


شبكة عيون
منذ 2 أيام
- شبكة عيون
خادم الحرمين يصدر توجيهه الكريم باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين على نفقته الخاصة لأداء مناسك حج هذا العام 1446هـ
خادم الحرمين يصدر توجيهه الكريم باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين على نفقته الخاصة لأداء مناسك حج هذا العام 1446هـ ★ ★ ★ ★ ★ وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق على نفقته الخاصة، لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وبهذه المناسبة، رفع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على هذه اللفتة الكريمة التي تعكس اهتمام المملكة وقيادتها الحكيمة، وحرصها الدائم على دعم أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وترسيخ أواصر الأخوة الإسلامية. وأكد أن هذه الاستضافة تأتي امتدادًا لما توليه القيادة -رعاها الله- من حرص على تيسير أداء مناسك الحج لأبناء الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الوزارة باشرت فور صدور التوجيه بوضع خطة تنفيذية متكاملة لتقديم التسهيلات والخدمات للحجاج الفلسطينيين، بدءًا من مغادرتهم بلادهم وحتى عودتهم بعد أداء المناسك، وسط منظومة متكاملة خلال إقامتهم في مكة المكرمة، والمدينة المنورة. وأوضح آل الشيخ أن البرنامج استضاف منذ انطلاقه عام 1417هـ أكثر من (64) ألف حاج وحاجة من مختلف دول العالم، وهو ما يعكس الجهود المستمرة لقيادة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز مكانتها كونها قلبًا للعالم الإسلامي وقبلةً للمسلمين. ودعا -الله جل وعلا- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على الدعم السخي المتواصل للأشقاء في فلسطين، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والنماء والاستقرار. الوطن السعودية