
الجوع في غزة سبب في سوء التغذية
في هذا المقال القصير لا أتحدث كخبير في مجال التغذية، ولكن في ظل حرب التجويع وما أعيشه، دفعتي ذلك للبحث أكثر عن مفهوم سوء التغذية التي حذرت وما زالت جميع الجهات الصحية والانسانية الدولية والفلسطينية، من تداعيات الكارثة الإنسانية الحالية والمستمرة منذ 19 شهراً في قطاع غزة على واقع الأطفال. والاثار الكارثية التي تسبب بسوء التغذية منذ الثاني من شهر مارس/ اذار الماضي، من تشديد الحصار والعقوبات الجماعية، واغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الانسانية والامدادات الطبية والصحية.
كما يواجه العاملين في المجال الإنساني نقصا في المعدات اللازمة لتنفيذ العمليات الخاصة، إضافة إلى نفاذا الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، وهو ما أدى إلى تعطل توزيع المساعدات الإنسانية.
ونفاذ الكثير من اصناف المواد الغذائية الأساسية، والصحية ومن بينها الحليب والبيض واللحوم، وغيرها من مواد تتضمن الفيتامينات والبروتينات والمواد الضرورية لنمو الأطفال بشكل طبيعي، إضافة الى صحة الأمهات المرضعات وكذلك الحوامل وتأثير ذلك على الأجنة.
حسب ما ذكرته منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية. وكل رقم في هذه الإحصاءات يمثل إنسانا وحياة، وكفاحا من أجل البقاء.
سوء التغذية هو مصطلح يُستخدم للتعبير عن وضع لا يحصل فيه الجسم على جميع المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو على جزء منها. تتراوح حدة سوء التغذية بين الطفيفة الهامشية، وبين الحالات الشديدة التي تُسبب أضرارًا بالغه غير قابلة للإصلاح وحتى التعويض لاستعادة تمو الجسم، ولو كتب للشخص البقاء على قيد الحياة.
يتطور سوء التغذية للأشخاص وخاصة المرضى منهم تدريجيًاً، ويكون من الصعب في ظل هذا الوضع التشخيص في بدايته، ومن شأنه أن يزداد الامر سوءً إلى أن يلحق ويتسبب بإضرار جسمانيًة كبيرة، من أجل ذلك تُساهم المعرفة المسبقة بأعراض سوء التغذية المتفاقمة لدى أعداد كبيرة.
يحصل هذا النقص إذا لم يحصل الجسم على واحد أو أكثر من العناصر الحيوية والمطلوبة للقيام بوظائفه بصورة طبيعية، أو بسبب سوء امتصاص المواد الغذائية الموجودة في قسم من الطعام رغم توفر الكمية والعناصر المطلوبة فيه.
سوء التغذية الشديد الناجم عن الجوع أو نقص الغذاء هي ظاهرة تُميز الدول النامية، أما في الدول المتطورة ويظهر هذا النوع من سوء التغذية لدى الطبقات الاجتماعية الاقتصادية المتدنية، أو نتيجة إهمال طبي أو في حالة الأشخاص الذين يُعانون من نزوات غذائية (Food faddism) غير طبيعية.
وعلى الرغم من تناول كمية كافية من الطعام يُمكن أن ينجم سوء التغذية عن مرض مزمن صعب، أو نتيجة سوء امتصاص المواد الغذائية من الطعام في الجهاز الهضمي لسبب دائم أو مؤقت.
كما أن النقص بمادة غذائية واحدة فقط مثل فيتامين معين يُعتبر هو الآخر سوء تغذية.
وهذا يتطلب من الأطراف المعنية تدارك الوضع الإنساني الكارثي في ظل أن مؤشر الأمن الغذائي العالمي (IPC)، الذي يُستخدم لتقييم الأمن الغذائي في أنحاء العالم، وتشارك فيه وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، حذّر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مراراً، من أن جزءاً كبيراً من سكان القطاع على عتبة المجاعة. وهي أخطر درجة من انعدام الأمن الغذائي.
القانون الدولي يُلزم إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضرورة إيصالها بشكل عاجل واجب قانوني واخلاقي على المجتمع الدولي للقيام بالتزاماته.
وتنفيذ ما قررته محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو 2024، والتي رأت أن قوانين الاحتلال تسري على قطاع غزة، قبل وبعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبالتالي، تقع على عاتق إسرائيل التزامات واسعة تجاه السكان المدنيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قدس نت
منذ 5 ساعات
- قدس نت
الجامعة العربية تدعو إلى وقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
دعت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن رقم 242 و338، وفتاوى محكمة العدل الدولية. وفي بيان رسمي صدر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بمناسبة ذكرى النكسة (الخامس من يونيو)، شددت الأمانة العامة للجامعة على ضرورة ضمان الفتح الفوري لكافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لتلبية احتياجات السكان المنكوبين. دعم سياسي ومالي لـ"أونروا" ووكالات الأمم المتحدة وأكد البيان أهمية توفير الدعم السياسي والمالي الكامل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكافة أنشطة الأمم المتحدة العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة، لضمان استمرار الخدمات الإنسانية في ظل تفاقم الأزمة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر. دعوة لإنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم وجددت الأمانة العامة للجامعة العربية تأكيدها أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الشرط الأساسي لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، داعية دول العالم إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لإنهاء هذا الاحتلال "غير القانوني"، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة


فلسطين اليوم
منذ 6 أيام
- فلسطين اليوم
ابوحسنة: غزة تحولت إلى مقبرة نتيجة قصف الاحتلال المتواصل
أكد عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة أونروا اليوم الخميس، أنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز الكارثة، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من المواطنين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد، معتمدين على وجبة كل يومين أو ثلاثة من الخبز أو الأرز فقط، موضحا أن المساعدات الغذائية والطبية داخل القطاع نفدت بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تفشي أمراض خطيرة كالتهاب الكبد الوبائي،وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي. وأضاف أبو حسنة في مداخلة هاتفية مع الإعلامية ميرفت المليجي، عبر قناة إكسترا نيوز، أنّ النظام الصحي في غزة انهار بالكامل، وأن 45% من المستلزمات الطبية غير متوفرة: جميع مرضى الفشل الكلوي الذين كانوا يعتمدون على الغسيل الكلوي توفوا، بسبب توقف الأجهزة وانعدام الدعم الطبي. ووصف غزة بأنها تحوّلت من جحيم إلى مقبرة في ظل تدمير 92% من المباني والبنية التحتية، وتصعيد غير مسبوق في استهداف المدنيين، وخاصة الأطفال، حيث استشهد اكثر من ألف طفل منذ منتصف مارس. كما انتقد عدنان أبو حسنة، الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع توزيع المساعدات، مؤكدًا أن واشنطن تتجاهل قدرات وكالات الأمم المتحدة مثل الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، وتفضل إنشاء كيانات جديدة مشكوك في مصداقيتها، مثل مؤسسة غزة، التي وصفها بأنها غير منظمة ولا تملك أدوات العمل الإنساني: ما يحدث هو إهدار للوقت والجهد، ولن يمنع المجاعة كما يُروّج، بل يعمّقها. واختتم أبو حسنة حديثه بالإشارة إلى حراك دولي متصاعد بدأ يظهر نتيجة الصور المروعة والتقارير الأممية، مثل تقارير اليونيسف التي كشفت عن أكثر من 50 ألف طفل بين شهيد ومصاب منذ بدء الحرب: فهناك دول بدأت تتحرك مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا، لكن لا يزال العالم يكيل بمكيالين، فيتحرك في أوكرانيا ويتجاهل غزة. وشدد ابوحسنة على أن ما يحدث في القطاع يهدد بانهيار النظام الدولي القائم على حقوق الإنسان، محذرا من أن صمت العالم قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المستويين الإنساني والسياسي.


قدس نت
منذ 6 أيام
- قدس نت
"الدورة الشهرية أصبحت كابوسًا": الأمم المتحدة تحذّر من انهيار صحي شامل يهدد نساء وفتيات غزة وسط الحصار والمجاعة
أطلقت الأمم المتحدة عبر صندوق السكان (UNFPA) تحذيرًا جديدًا في تقريرها الإنساني رقم 17، مؤكدة أن قطاع غزة يشهد كارثة غير مسبوقة تمس النساء والفتيات على نحو خاص، وسط تفاقم الحصار الكامل وتدهور كافة مؤشرات الأمن الغذائي والرعاية الصحية. يشير التقرير إلى أن أكثر من 700,000 امرأة وفتاة في غزة يواجهن صعوبات قاسية في الحصول على مستلزمات النظافة الشخصية، وخاصة الفوط الصحية، وسط انهيار منظومة الإمدادات وارتفاع الأسعار إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب. وبحسب التقديرات، تحتاج غزة شهريًا إلى 10.3 مليون فوطة صحية، إلا أن هذه المواد أصبحت شبه معدومة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الحصار الشامل المفروض من قبل قوات الاحتلال. وأكد التقرير أن الدورة الشهرية تحولت إلى "كابوس شهري" للفتيات والنساء في غزة، خاصة في ظل انعدام الخصوصية، وشح المياه، وغياب دورات المياه النظيفة، مما يعرض صحتهن الجسدية والنفسية إلى مخاطر متزايدة. نساء حوامل بلا رعاية ومواليد يواجهون الموت في الوقت نفسه، تستمر معاناة أكثر من 11,000 امرأة حامل في مناطق تصنّف ضمن "كارثة المجاعة" (المرحلة الخامسة وفق تصنيف IPC)، حيث يعانين من سوء تغذية حاد، وفقر دم، وغياب الرعاية الطبية الأساسية. يولد الأطفال في ظروف مأساوية، وبوزن ناقص في الغالب، فيما لا تعمل سوى 7 مستشفيات تقدم رعاية ولادة جزئية. نقص حاد في الأدوية والأجهزة أدى استمرار الحصار إلى نقص حاد في الأدوية الضرورية، مثل عقاقير منع النزيف ما بعد الولادة، والأجهزة الطبية، بما في ذلك أجهزة التصوير والموجات فوق الصوتية. كما تكدست المساعدات الطبية الحيوية على المعابر، دون إذن بالدخول منذ أكثر من عشرة أسابيع، ما يهدد بانهيار منظومة الصحة الإنجابية بالكامل. خدمات الحماية في مهب الريح وثّق التقرير إغلاق 3 مراكز آمنة للنساء، بينما تعمل 14 مركزًا آخر بقدرة منخفضة، ما يعرّض النساء لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاستغلال، والزواج القسري، والاعتداءات الجسدية. وسُجّلت 43 حالة انتحار لنساء خلال أربعة أشهر، في مؤشر خطير على عمق الأزمة النفسية والاجتماعية. انهيار كامل في سبل الحياة مع ارتفاع نسبة النزوح الداخلي إلى 1.9 مليون نازح، وانهيار منظومة المياه والصرف الصحي، سجل التقرير زيادة في معدلات العدوى، وارتفاعًا حادًا في الأمراض الجلدية والإسهال بين الأطفال والنساء. وفي ظل توقف أكثر من 60% من المستشفيات عن العمل، أصبحت الولادات تجري في أماكن غير آمنة، بما فيها الطرقات والملاجئ المكتظة. تحذير أممي من تفاقم المأساة رفضت الأمم المتحدة خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر مراكز عسكرية، محذرة من أنها ستمنع النساء والفتيات من الوصول الآمن للغذاء والخدمات الصحية. واعتبرت الخطة تهديدًا مباشرًا لمبادئ العمل الإنساني، مؤكدة أن الحياد والاستقلالية في تقديم المساعدات أمر غير قابل للتفاوض. دعوات أممية عاجلة لإنقاذ نساء وفتيات غزة في ضوء التدهور الحاد في الوضع الإنساني والصحي بقطاع غزة، وجّه صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) جملة من الدعوات العاجلة إلى المجتمع الدولي، بهدف حماية النساء والفتيات وتفادي كارثة إنسانية أعمق: رفع الحصار فورًا ودون شروط: طالبت الأمم المتحدة بإنهاء الحصار الإسرائيلي الكامل المفروض على قطاع غزة، باعتباره العائق الأساسي أمام وصول الإمدادات الطبية والغذائية، مؤكدة أن استمرار الحصار يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي ويشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم: شددت المنظمة على ضرورة تسهيل وصول المساعدات، وخاصة المستلزمات الطبية والصحية الخاصة بالنساء، بما يشمل الفوط الصحية وأدوية الرعاية الإنجابية، دون تدخلات أو عراقيل سياسية أو عسكرية. حماية النساء والفتيات من العنف والانتهاكات: دعت الأمم المتحدة إلى توفير بيئة آمنة للنساء والفتيات في ظل تصاعد معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وطالبت بإعادة تفعيل المراكز الآمنة والخدمات النفسية والاجتماعية التي أغلقت بسبب الحرب. توفير خدمات الصحة الإنجابية بشكل فوري: أكدت المنظمة أن قطاع الصحة الإنجابية على وشك الانهيار، ما يتطلب استجابة طارئة تضمن وجود فرق طبية مؤهلة، وفتح ممرات إنسانية لإجلاء النساء الحوامل والمصابين إلى أماكن آمنة. ضمان توفير مستلزمات الدورة الشهرية والنظافة الشخصية: أشارت إلى أن غياب هذه المستلزمات يُعرض أكثر من 700,000 امرأة وفتاة لمخاطر صحية جسيمة، داعية إلى تخصيص دعم عاجل لتأمين الفوط الصحية والمياه النظيفة ومرافق النظافة الأساسية. محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وفق القانون الدولي: طالبت المنظمة بفتح تحقيقات مستقلة في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، وعلى رأسهم النساء والفتيات، ومحاسبة الجناة أمام المحاكم الدولية، في إطار احترام اتفاقية حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة