logo
"رويترز": نمو الاقتصاد الصيني يفوق التوقعات لكن صدمة الرسوم الجمركية تلوح في الأفق

"رويترز": نمو الاقتصاد الصيني يفوق التوقعات لكن صدمة الرسوم الجمركية تلوح في الأفق

صحيفة سبق١٦-٠٤-٢٠٢٥

تجاوز النمو الاقتصادي الصيني في الربع الأول من عام 2025 التوقعات، مدعومًا باستهلاك قوي وإنتاج صناعي، لكنّ المحللين يخشون أن يشهد الزخم انخفاضًا حادًا، حيث تُشكّل الرسوم الجمركية الأمريكية أكبر خطر على القوة الاقتصادية الآسيوية منذ عقود، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
ورفع الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستوياتٍ مُبالغٍ فيها، مما دفع بكين إلى فرض رسوم انتقامية على الواردات الأمريكية، مما زاد من حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم وأثار قلق الأسواق المالية.
وأظهرت بيانات يوم الأربعاء نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.4 % في الربع الثاني من العام الحالي، دون تغيير عن الربع الأخير، لكنه تجاوز توقعات المحللين في استطلاعٍ أجرته "رويترز"، والتي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 5.1 %.
ومع ذلك، من المتوقع أن يتباطأ زخم النمو بشكل حاد في الأرباع القليلة القادمة، حيث تُؤثر صدمة الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على محرك التصدير الحيوي، مما يزيد الضغوط على القادة الصينيين لتطبيق المزيد من إجراءات الدعم للحفاظ على استقرار ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال اقتصاديون من بنك نومورا في مذكرة : "يواجه الاقتصاد الصيني عاملين أساسيين في آن واحد : التداعيات المستمرة لأزمة العقارات داخليًا، والحرب التجارية غير المسبوقة بين الولايات المتحدة والصين خارجيًا".
في حين عززت الحوافز الحكومية الاستهلاك ودعمت الاستثمار، صرّح شو تيانشن، كبير الاقتصاديين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، بضرورة "استجابة سياسية قوية وفي الوقت المناسب" في ظل الضغوط الإضافية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية.
الصادرات نقطة مضيئة وحيدة
ظلت الصادرات نقطة مضيئة وحيدة في الاقتصاد الصيني، حيث ساعد فائض تجاري بلغ تريليون دولار العام الماضي في دعم النمو حتى مع استمرار ركود قطاع العقارات المطول وتباطؤ الطلب المحلي في تقويض الانتعاش القوي.
وهذا يُعقّد التحدي السياسي لبكين، حيث يُهدد تركيز ترامب المُستمر على محرك التجارة الصيني الضخم بخنق مُحرك رئيسي للنمو.
وقال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ هذا الأسبوع إن مُصدّري البلاد سيضطرون إلى التأقلم مع التغيرات الخارجية "العميقة"، وتعهد بدعم المزيد من الاستهلاك المحلي.
تجاهل المستثمرون إلى حد كبير البيانات التي فاقت التوقعات، حيث أنهى مؤشر شنغهاي المركب الصيني القياسي (.SSEC) جلسة متذبذبة بارتفاع طفيف، بينما انخفض اليوان، مع استمرار ضعف الثقة وسط توقعات قاتمة للنمو.
في الواقع، سلّط الزخم على أساس ربع سنوي الضوء على ضعف في الأداء، حيث توسع الاقتصاد بنسبة 1.2 % في الربع الأول، متباطئًا من 1.6 % في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر.
أظهر استطلاع "رويترز" أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 4.5 % على أساس سنوي في عام 2025، متباطئًا من 5 % في العام الماضي، وأقل من الهدف الرسمي البالغ نحو 5 %. وقد خفضت بنوك الاستثمار العالمية توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي للصين لهذا العام بشكل حاد.
بنوك تخفض توقعاتها
في معرض تعليقه على الرسوم الجمركية الأمريكية العقابية، خفض بنك " ANZ " يوم الأربعاء توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2025 من 4.8 % إلى 4.2 %، بينما خفض بنك " Nomura " توقعاته من 4.5 % إلى 4 %.
وكان بنك " UBS " أكثر تشاؤمًا، حيث خفض هذا الأسبوع توقعاته لنمو العملاق الآسيوي لعام 2025 من 4 % إلى 3.4 %، على افتراض استمرار رفع الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، وأن بكين ستطرح حوافز إضافية.
وقال محللو " UBS " في مذكرة : "نعتقد أن صدمة الرسوم الجمركية تُشكل تحديات غير مسبوقة لصادرات الصين، وستُحدث تغييرات كبيرة في الاقتصاد المحلي أيضًا".
في حين أن العديد من الدول الأخرى قد تأثرت بالرسوم الجمركية الأمريكية، فقد استهدف ترامب الصين بأكبر رسوم جمركية بلغت 145 %. رفضت بكين الإجراءات التجارية الأمريكية واعتبرتها "مزحة"، وردّت بفرض رسوم جمركية بنسبة 125 % على السلع الأمريكية.
أضعفت الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة بعضًا من بريق البيانات الاقتصادية الإيجابية.
ارتفعت مبيعات التجزئة، وهي مؤشر رئيسي للاستهلاك، بنسبة 5.9 % على أساس سنوي في مارس، بعد أن ارتفعت بنسبة 4.0 % في يناير وفبراير، بينما تسارع نمو إنتاج المصانع إلى 7.7 % من 5.9 % في الشهرين الأولين. وفاق كلا الرقمين توقعات المحللين.
جاء ارتفاع مبيعات التجزئة مدفوعًا بمكاسب حادة من رقمين في مبيعات الإلكترونيات المنزلية والأثاث، مدعومة ببرنامج الحكومة لتبادل السلع الاستهلاكية.
لكن تباطؤ سوق العقارات في الصين ظل عائقًا أمام النمو الإجمالي، حيث انخفض الاستثمار في القطاع بنسبة 9.9 % على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى. ولم تتغير أسعار المنازل الجديدة في مارس مقارنة بالشهر السابق.
لا يزال الدافع الأوسع نطاقًا من بيانات يوم الأربعاء يشير إلى انتعاش اقتصادي غير متكافئ، ولا سيما مع ارتفاع معدلات البطالة واستمرار الضغوط الانكماشية التي تُغذي المخاوف بشأن ضعف الطلب.
صرّح ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك " ANZ " بأن الناتج المحلي الإجمالي الجيد لا يُمثل الصحة الاقتصادية العامة لأي اقتصاد. ولا يزال الانكماش وبطالة الشباب هما الشاغلان الرئيسيان".
علاوة على ذلك، يقول المحللون إن ارتفاع صادرات الصين في مارس - مدفوعًا بتسريع المصانع في الشحنات للتغلب على أحدث رسوم ترامب الجمركية - سينعكس بشكل حاد في الأشهر المقبلة مع دخول الرسوم الأمريكية الضخمة حيز التنفيذ.
أكد صانعو السياسات مرارًا وتكرارًا أن البلاد لديها مساحة واسعة وأدوات لدعم الاقتصاد، ويتوقع المحللون المزيد من إجراءات الدعم في الأشهر المقبلة بعد سلسلة من إجراءات التيسير النقدي أواخر العام الماضي.
في وقت سابق من هذا الشهر، خفّضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني السيادي للصين، مشيرة إلى الارتفاع السريع في الدين الحكومي والمخاطر على المالية العامة، مما يشير إلى صعوبة تحقيق التوازن لصانعي السياسات الذين يسعون إلى توسيع الاستهلاك للوقاية من تباطؤ التجارة.
وقال "يونغ" من بنك " ANZ ": الوضع الحالي مشابه للصدمات السلبية التي شهدتها الصين في الماضي، مثل تفشي كوفيد-19 في عام 2020 والأزمة المالية العالمية في عام 2008".
"نرى خيارات محدودة أمام السلطات الصينية لمواجهة صدمة الرسوم الجمركية باستثناء التوسع المالي الكبير".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تخارج الاستثمارات من صناديق الأسهم العالمية لأول مرة منذ شهر ونصف
تخارج الاستثمارات من صناديق الأسهم العالمية لأول مرة منذ شهر ونصف

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

تخارج الاستثمارات من صناديق الأسهم العالمية لأول مرة منذ شهر ونصف

شهدت صناديق الأسهم العالمية عمليات تخارج للاستثمارات هذا الأسبوع، وذلك للمرة الأولى منذ شهر ونصف بسبب ارتفاع عوائد السندات السيادية الأمريكية، وتزايد مخاطر أعباء الديون الأمريكية. وبحسب مزودة بيانات الصناديق "إل إس إي جي ليبر"، تعرضت صناديق الأسهم العالمية لصافي تخارج بقيمة 9.4 مليار دولار خلال الأسبوع، بعدما استقطبت تدفقات تجاوزت 20 مليار دولار في الأسبوع السابق. وتصدرت صناديق الأسهم الأمريكية عمليات التخارج، إذ استرد مستثمريها 11 مليار دولار من الوثائق، تليها الصناديق الآسيوية بتخارج بلغ 4.6 مليار دولار. وفي المقابل، استطاعت الصناديق الأوروبية جذب رؤوس أموال جديدة بقيمة 5.4 مليار دولار، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز". ساد الاضطراب في أسواق الدين على مستوى العالم هذا الأسبوع إثر تداعيات خفض وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل لأعلى مستوى منذ 19 شهراً يوم أمس، الخميس. هذا بالإضافة إلى موافقة مجلس النواب على مشروع قانون التخفيضات الضريبية الذي قدمه الرئيس "دونالد ترامب"، ما أجج مخاوف تفاقم عجز الموازنة الأمريكية، واستمرار ارتفاع الدين العام الذي بلغ بالفعل مستوى غير مسبوق تجاوز 36.2 تريليون دولار. لكن على العكس من صناديق الأسهم، وفي ظل ارتفاع العوائد، جذبت صناديق السندات العالمية تدفقات بقيمة 21.6 مليار دولار، منها 7.6 مليار دولار استقطبتها الصناديق الأمريكية، و11 مليار دولار للصناديق الأوروبية، و1.8 مليار دولار تدفقات صافية للصناديق الآسيوية. وعن الذهب والمعادن النفيسة، شهدت صناديق هذه السلع الأساسية خروج 1.7 مليار دولار، لتواصل رؤوس أموالها التراجع للأسبوع الثالث على التوالي.

بيسنت: الرئيس ترامب يعتقد أن مقترحات الأوروبيين التجارية ليست جيدة
بيسنت: الرئيس ترامب يعتقد أن مقترحات الأوروبيين التجارية ليست جيدة

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

بيسنت: الرئيس ترامب يعتقد أن مقترحات الأوروبيين التجارية ليست جيدة

مباشر: قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، اليوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب يعتقد أن المقترحات التجارية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة ليست جيدة بشكل كاف. أضاف أنه يأمل في أن يؤدي التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% في الأول من يونيو إلى "تحفيز الاتحاد الأوروبي" في المفاوضات مع واشنطن. كما أكد أن العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي بحسب "رويترز".

الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر
الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر

الموقع بوست

timeمنذ 2 ساعات

  • الموقع بوست

الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر

يتجه الذهب خلال التعاملات، اليوم الجمعة، لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالامئة إلى 3299.79 دولار للأونصة (الأوقية). وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة أيضا إلى 3299.60 دولار. وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة بالمائة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store