
خلاف ماسك وترامب: لمَن تكون الزعامة الرقمية؟
رئيس الولايات المتحدة
و
الرجل الأغنى في العالم
تدور رحاه على منصات التواصل الاجتماعي حيث يتابعه المستخدمون لحظة بلحظة. وهو أحدث مثال، وربما الأبرز، على تحول
منصة إكس
إلى منبر شخصي لمالكها إيلون ماسك مقابل
"تروث سوشال"
المملوكة لدونالد ترامب.
من وحي الخلاف بين الرجلين، أُطلق عدد لا يحصى من الرسوم الساخرة (memes) والآراء الحادة والتكهنات، وأغرقت "إكس" برمز الفشار، تعبيراً عن حماسة المستخدمين وفرحة بعضهم بعودة المنصة إلى سابق عهدها، حين كانت لا تزال تسمى "تويتر". وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كان هذا الخلاف سيؤثر بشكل دائم على حجم جمهور "إكس" أو على أعمال الإعلانات على المنصة، أعاد مالكها نشر رسم ساخر، مساء الخميس الماضي، يُشير إلى أن الخلاف، أقله في الوقت الحالي، ساعد في جذب المستخدمين النشطين. وساندت الرئيسة التنفيذية لـ"إكس"، ليندا ياكارينو، هذا الرأي بتغريدة.
وعلى ضوء ذلك، أشارت مديرة معهد سياسات التكنولوجيا في جامعة كورنيل، سارة كريبس، إلى أن "إكس" تعمل على أنه "منصة تتمحور حول الشخصيات، ويمكن أن تُغذّي الصراعات البارزة التي يخوضها ماسك والتفاعل، على الأقل على المدى القصير". وأضافت كريبس متحدثة لوكالة أسوشييتد برس الاثنين: "تبنّت المنصة الاستعراض استراتيجية للنمو، وغالباً ما يكون الجدل وسيلة فعالة لجذب الزوار".
وبالنسبة لأعمال "إكس" الإعلانية، قالت المحللة في "إي ماركيتر"، ياسمين إنبرغ، إنها تشكّ في أن الخلاف سيكون له تأثير مادي ملموس. وأضافت متحدثة لـ"أسوشييتد برس": "المعلِنون الذين كانوا ينفقون مبالغ صغيرة على المنصة بسبب قرب ماسك من ترامب قد يعيدون النظر في التزاماتهم. في الوقت نفسه، فإن الانفصال بين ماسك وترامب لم يُلغِ التهديد بإجراءات قانونية أو تبعات تجارية، خاصة في ظل تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية حول مزاعم بمقاطعة إعلانية، ما يبقي لدى بعض العلامات التجارية دوافع للبقاء على المنصة".
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر لم تُسمّها، تُحقق لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية فيما إذا كانت نحو 12 جهة إعلانية وترويجية قد انتهكت قانون مكافحة الاحتكار من خلال تنسيق حملات مقاطعة بين المعلنين الذين لا يرغبون في ظهور علاماتهم التجارية إلى جانب محتوى يحضّ على الكراهية أو يُعتبر مسيئاً.
في المقابل، نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعليقاته حول الخلاف عبر منصته الشخصية تروث سوشال، حيث وجّه الخميس ثلاث رسائل مباشرة إلى ماسك. لكن جمهور "تروث سوشال" لا يُقارن بجمهور "إكس"، ولا يرى خبراء الإعلام الرقمي في هذه المرحلة أن المنصة قادرة على سحب قاعدة مستخدمي الأخيرة نتيجة لهذا الخلاف. يُذكر أن ترامب حُظر من "تويتر" عام 2021 بعد أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني من ذلك العام، ولم يعد إلى المنصة إلا بعد أكثر من عامين ونصف، عندما أعاد ماسك تفعيل حسابه. على "إكس"، لدى ترامب نحو 106 ملايين متابع، مقارنة بأقل من 10 ملايين على "تروث سوشال". أما ماسك فيتابعه 220 مليون شخص على "إكس".
وعلقت سارة كريبس: "إنها منصة نخبوية ذات وصول محدود خارج القاعدة الأساسية لترامب". وأضافت: "مع ذلك، إذا قرر ترامب الانخراط الكامل في تروث سوشال والتخلي تماماً عن إكس، فقد يؤدي ذلك إلى تشرذم جمهور اليمين إلى حد ما. لكن ما لم تحدث هجرة جماعية كبيرة للمستخدمين، فإن إكس ستبقى مهيمنة على الخطاب السياسي".
لم يُلمّح ترامب إلى نيته مغادرة "إكس"، كما لم يُصرّح ماسك بأنه يفكّر في حظره، إلا أن الرئيس الأميركي لم ينشر أي شيء على المنصة منذ الثالث من يونيو/حزيران، رغم أن الحساب الرسمي للبيت الأبيض واصل نشر التحديثات.
ارتفاع في استخدام "إكس" و"تروث سوشال"
وبحسب شركة سينسور تاور المتخصصة في تحليلات تطبيقات الهواتف المحمولة، شهد استخدام "إكس" و"تروث سوشال" ارتفاعاً حاداً الخميس، مع تصاعد الخلاف بين ماسك وترامب على منصّتيهما. ارتفع عدد المستخدمين النشطين في "إكس" داخل الولايات المتحدة بنسبة 54% بين الساعة الثانية والسادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي، بينما سجّلت "تروث سوشال" زيادة بمقدار خمسة أضعاف. وبشكل عام، تُقدّر "سينسور تاور" أن جمهور "إكس" يفوق جمهور "تروث سوشال" بنحو مائة مرة. أما "بلوسكاي"، المنصة التي شهدت صعوداً بعد نزوح المستخدمين الغاضبين من سياسات ماسك إليها، فحظيت بحصتها من التفاعل حول هذا الخلاف؛ تابع المستخدمون التنابز بين ماسك وترامب، ونشروا لقطات مأخوذة من "إكس" و"تروث سوشال". ومع ذلك، من غير المرجح أن تجذب "بلوسكاي" جمهور ترامب المتشدد.
ورأت سارة كريبس أنه "من المبكر قياس أي تحولات طويلة الأمد في سلوك المستخدمين، لكن جمهور السياسة على منصة إكس أظهر في العادة قدرة على الصمود حتى في وجه الجدل". وأضافت: "من غير المرجح أن يتخلى أنصار ترامب عن المنصة جماعياً، إلا إذا استمر التوتر أو حدث تغيير ملموس في سياسة الإشراف على المحتوى. في الوقت الحالي، يبدو ما يحدث أقرب إلى صدام شخصي منه إلى انقسام أيديولوجي، لذا فإن الحديث عن هجرة المستخدمين لا يزال في إطار التكهنات".
انقلاب ماسك على ترامب و"إكس" بينهما
طوال ما يقرب من عام، سخّر إيلون ماسك كامل قوة "إكس"، التي تبلغ قيمتها 45 مليار دولار، لدعم الحظوظ السياسية لدونالد ترامب وسعيه نحو ولاية رئاسية ثانية. فبعد أقل من ساعة من نجاة ترامب من محاولة اغتيال في يوليو/تموز 2024، أعلن ماسك دعمه له في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واعتمد لصورته الشخصية على المنصة واحدة ارتدى فيها قبعة عليها شعار حملة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وأدار فعالية صوتية حية استمرت لساعات على "إكس" مع ترامب. كما نشر صوراً مزيفة مولدة بالذكاء الاصطناعي للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، مرتدية زياً عليه شعار الشيوعية. وفي أكثر من مناسبة، تعرضت حسابات مؤيدة لهاريس إلى تقييد مؤقت أو تعليق، مما دفع بعض الديمقراطيين للادعاء بحدوث تلاعب. وفي فبراير/شباط الماضي، وبناءً على طلب ترامب، اجتاحت "إدارة الكفاءة الحكومية" بقيادة ماسك واشنطن، وتحولت "إكس" إلى مركز قيادة رقمي للإدارة الجديدة. استخدم ماسك المنصة لتضخيم مزاعم الهدر والفساد، بعضها من دون أي دليل، في الوكالات والبرامج التي استهدفها برنامجه. كما استفزّ منتقديه بنشر صور ساخرة لنفسه تصوره على أنه "العراب"، واستطلع رأي متابعيه حول البرامج التي يجب أن يستهدفها ضمن مهامه.
لكن ذلك تغير منذ الخميس، حين قال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي إن علاقته "العظيمة" مع ماسك قد تكون منتهية. على مدار الساعات التالية، اتهم ماسك ترامب وقادة جمهوريين آخرين بالخيانة وتخلّيهم عن مبادئهم، وأعاد نشر انتقادات موجهة لهم من حسابات أخرى معبراً عن موافقته عليها. كما استطلع آراء متابعيه بشأن نيته تأسيس حزب سياسي الجمعة، قبل إعلانه السبت تأسيس "حزب أميركا" الذي نعته ترامب بـ"السخافة". وفي هذا الانقلاب، استخدم ماسك أساليب مألوفة من معاركه السابقة على المنصة؛ أعاد نشر تغريدات قديمة لترامب ليشير إلى تناقضه، وروّج لمنشورات من مستخدمين آخرين ينتقدونه. كما اتهم ترامب بـ"الكذب الواضح" بشأن سبب الخلاف بينهما، وهاجمه بسبب "نكران الجميل" لدعمه السياسي، مدّعياً أنه "لولاه، لكان ترامب خسر الانتخابات". كما لجأ إلى أسلوب اعتاد على استخدامه ضد من يختلف معهم: التلميح بوجود فضائح شخصية. كتب في منشور: "حان وقت إسقاط القنبلة الحقيقية"، مضيفاً أن ترامب "مذكور في ملفات إبستين. وهذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها"، في إشارة إلى قضية جيفري إبستين التي تتعلق بإدارة شبكة اتجار جنسي استهدفت قاصرات، وارتبطت بأسماء من نخبة السياسة والمال. توفي إبستين في السجن بظروف غامضة عام 2019، ولا تزال ملفات القضية الكاملة طيّ الكتمان.
الإعلام والمال والسياسة
الخلاف المتصاعد بين الرجلين الثريين يكشف عن تقاطع معقد بين الإعلام والسياسة والاقتصاد في زمن المنصات الرقمية. فمن جهة، لم تعد وسائل الإعلام التقليدية أو المؤسسات السياسية وحدها تتحكم في صياغة الخطاب العام، بل باتت المنصات الخاصة، مثل "إكس"، تُمارس نفوذاً مباشراً على المزاج الجماهيري، وتُعيد تشكيل الرأي العام بما يتجاوز أطر "الإعلام الجماهيري" القديم. ومن جهة أخرى، يتجلى في هذا الصراع نمط جديد من "الزعامة الرقمية"، حيث تتداخل مصلحة المالك (ماسك) مع التوجه السياسي للمستخدمين، ويُوظَّف رأس المال التكنولوجي بكونه أداةَ تأثير سياسي صريح، سواء عبر دعم مباشر لمرشحين، أو من خلال التأثير في السياسات العامة والنقاشات الحيوية. وفي الوقت نفسه، ترتبط القرارات السياسية بردود فعل المستثمرين والمعلنين، ما يجعل من كل خلاف علني بين شخصيتين نافذتين مثل ترامب وماسك حدثاً ذا تداعيات اقتصادية ملموسة، كما هو الحال مع تقلّبات استخدام المنصة وتردّد المعلنين بين الانسحاب أو الترقب. ما نشهده، في جوهره، تفكك الحدود بين الفاعلين السياسيين، والمعلنين التجاريين، وأباطرة الإعلام الجدد. في هذا المشهد المتقاطع، تصبح الخلافات الشخصية مادة لتوجيه الأسواق، وتحقيق المكاسب السياسية، وصناعة الرأي العام، في وقت واحد. وبينما يحتدم الجدل في من يملك "منصة التأثير"، تتشكل أمامنا ملامح نظام إعلامي-سياسي-اقتصادي جديد، تتحرك فيه السلطة على هيئة تغريدة، أو "ميم"، أو قرار استثماري مفاجئ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
اليونان تعلّق طلبات اللجوء في مواجهة تدفق المهاجرين من ليبيا
أعلنت اليونان أنّها سوف تعلّق، لمدّة ثلاثة أشهر في مرحلة أولى، النظر في طلبات اللجوء المقدّمة من المهاجرين الواصلين إلى أراضيها على متن قوارب من دول شمال أفريقيا، في مواجهة زيادة حادة في أعداد الوافدين من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط . وقال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إنّ بلاده في صدد "إغلاق الطريق إلى اليونان... وأيّ مهاجر يدخل البلاد بطريقة غير قانونية سوف يجري توقيفه واحتجازه". وأشار ميتسوتاكيس، الذي انتهج سياسة متشدّدة إزاء الهجرة منذ توليه السلطة في اليونان في عام 2019، إلى أنّه سوف يبلّغ الاتحاد الأوروبي بقراره هذا. ووصف رئيس الوزراء الوضع الراهن بأنّه "حالة طوارئ تستوجب اتّخاذ إجراءات استثنائية"، مضيفاً أنّ هذا القرار يهدف إلى توجيه "رسالة حازمة لكلّ من المهرّبين وزبائنهم على السواء". ويتركّز الوافدون في رحلات هجرة غير نظامية إلى اليونان في جزيرة كريت الواقعة جنوبي البلاد، وكذلك في جزيرة غافدوس الصغيرة على مقربة منها. وهؤلاء، الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي، ينطلقون على متن قوارب من ليبيا ، خصوصاً من مدينة طبرق الساحلية في شرق البلاد الخاضع لسيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ومنذ مطلع عام 2025، وصل 7.300 مهاجر غير نظامي إلى جزيرتَي كريت وغافدوس في مقابل 4.935 طوال عام 2024. ومنذ بداية يونيو/ حزيران الماضي، تسارعت وتيرة وصول المهاجرين ليبلغ عدد الوافدين 2.550 مهاجراً. ووصف وزير الهجرة اليوناني ثانوس بليفريس ما يحصل بأنّه "اجتياح من شمال أفريقيا"، مؤكداً أنّ رسالة رئيس الوزراء "واضحة". أضاف الوزير، العضو السابق في حزب يميني متطرّف، في تدوينة نشرها على موقع إكس، متوجّهاً إلى المهاجرين "ابقوا حيث أنتم، لن نقبل بكم". Immediate actions to counter the invasion from North Africa 1. Suspension of asylum examination 2. Arrest and detention 3. Detention facility also in Crete 4. Blockage of the passage. Clear message: Stay where you are, we do not accept you. Tomorrow the legislative amendment in… — Θάνος Πλεύρης (@thanosplevris) July 9, 2025 وتفتقر جزيرتا كريت وغافدوس إلى مرافق استقبال كافية للوافدين، بخلاف جزر اليونان الواقعة في شمال شرق بحر إيجه مثل جزيرة ليسبوس. وتطالب السلطات المحلية الحكومة اليونانية، باستمرار، باتّخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذه المشكلة. وقد تعهّد رئيس الوزراء، متحدّثاً أمام البرلمان، بـ"إنشاء مركز مغلق دائم في جزيرة كريت في مرحلة أولى، وربّما مركز ثانٍ" لاستقبال المهاجرين. يُذكر أنّ اليونان سبق أن علّقت درس طلبات اللجوء مؤقتاً في مطلع عام 2020، في خلال أزمة الهجرة مع تركيا، حين تدفّقت أعداد كبيرة من المهاجرين طالبي اللجوء إلى حدودها. وفجر اليوم الأربعاء، نفّذت شرطة الموانئ اليونانية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) عملية إنقاذ قبالة سواحل غافدوس لمجموعة جديدة تضمّ نحو 520 مهاجراً تكدّسوا على متن قارب صيد قديم أبحر من الساحل الليبي. وقد نُقل جميع المهاجرين إلى سفينة شحن تبحر في مكان قريب، ونُقلوا إلى مدينة لافريون الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من أثينا، وفقاً لشرطة الموانئ. وكان المتحدّث باسم الحكومة اليونانية بافلوس ماريناكيس قد أفاد، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الثلاثاء، بأنّ "اليونان تشهد تدفقاً كثيفاً مستمراً ومتزايداً (للمهاجرين) في جنوب البلاد". في الإطار نفسه، أعلنت شرطة الموانئ، يوم الأحد الماضي، إنقاذ أكثر من 600 مهاجر في هذه المنطقة من شرق البحر الأبيض المتوسط، في أربع عمليات إنقاذ منفصلة. لجوء واغتراب التحديثات الحية اليونان تنقذ مئات المهاجرين قبالة جزيرتَي غافدوس وكريت تجدر الإشارة إلى أنّ جزر ليسبوس وخيوس وليروس وكوس وساموس كانت تمثّل بوابة دخول رئيسية للمهاجرين من الشواطئ التركية القريبة منذ أزمة الهجرة في عام 2015، لكنّها شهدت انخفاضاً في عدد الوافدين في السنوات الأخيرة. وقد ساعدت اتفاقات مبرمة مع تركيا لمكافحة شبكات التهريب على سواحلها الغربية في الحدّ من أعداد المهاجرين بصورة ملحوظة. ومنذ أكثر من عام ونصف عام، صار مسار الهجرة الأساسي يمرّ عبر ليبيا في اتجاه اليونان وإيطاليا ومالطا، عبر البحر الأبيض المتوسط، علماً أنّه من مسارات الهجرة غير النظامية الأشدّ خطورة. وقد أثارت اليونان هذه القضية مع شركائها الأوروبيين في خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، في نهاية يونيو الماضي. وجاء إعلان رئيس الوزراء اليوناني بعد يوم واحد من الخلاف الدبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي وحكومة شرق ليبيا المنافسة لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس (غرب). فبمجرّد وصول الوفد الأوروبي إلى بنغازي، أُبلغ المفوّض الأوروبي للهجرة ماغنوس برونر ووزراء داخلية اليونان وإيطاليا ومالطا بضرورة "مغادرة الأراضي الليبية" وقد "عُدّوا أشخاصاً غير مرغوب فيهم". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
وزيرة عدل إدارة ترامب تسقط التهم عن طبيب أتلف لقاحات مضادة لكوفيد-19
أعلنت وزيرة العدل الأميركية، بام بوندي، أنّها أمرت بإسقاط التهم الموجّهة إلى طبيب عمد إلى إتلاف جرعات من لقاحات مضادة لكوفيد-19 وسط أزمة كورونا الوبائية وإصدار شهادات تطعيم مزوّرة. يأتي هذا القرار المفاجئ بعد أيام معدودة من بدء محاكمة الطبيب، الأمر الذي يمثّل أحدث بادرة دعم من إدارة الرئيس دونالد ترامب لحركة المشكّكين في اللقاحات ب الولايات المتحدة الأميركية . وكانت وزارة العدل قد وجّهت في عام 2023، في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، اتّهامات إلى جرّاح التجميل مايكل كيرك مور وثلاثة أشخاص آخرين بـ"إدارة مخطط" للاحتيال على الحكومة. واتُّهم مور بإتلاف أو التخلّص من جرعات من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 تعود للحكومة تزيد قيمتها عن 28 ألف دولار أميركي، إلى جانب إصدار ما لا يقلّ عن 1.937 بطاقة تطعيم كاذبة في مقابل مبالغ مالية. إلى جانب ذلك، اتُّهم مور، الذي يواجه عقوبة بالسجن لعقود، بتزويد الأطفال بمحلول ملحي بناءً على طلب آبائهم للإيهام بأنّهم تلقّوا لقاحاً يقيهم من فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) الذي أرّق العالم منذ أوائل عام 2020، علماً أنّه رُصد للمرّة الأولى في الصين في أواخر عام 2019. Thank you AG Pam Bondi for dropping the WRONGFUL charges against Dr. Kirk Moore! @Moore22K is a hero who refused to inject his patients with a government mandated unsafe vaccine!. We can never again allow our government to turn tyrannical under our watch. Thankfully, as soon… — Rep. Marjorie Taylor Greene🇺🇸 (@RepMTG) July 12, 2025 وانطلقت محاكمة مور، هذا الأسبوع، في محكمة فيدرالية بمدينة سولت ليك سيتي في ولاية يوتا الأميركية. ويوم الثلاثاء الماضي، صرّحت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين المحسوبة على اليمين المتطرّف والمؤيدة للرئيس ترامب شخصياً، بأنّها طالبت بوندي بإسقاط التهم الموجّهة إلى مور. وكتبت بوندي، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، أنّ "الدكتور مور منح مرضاه خياراً عندما رفضت الحكومة الفيدرالية القيام بذلك". وأضافت أنّه "لم يكن يستحق سنوات السجن التي كان يواجهها"، مؤكدةً أنّ "هذا الأمر ينتهي اليوم (أمس السبت)". At my direction @TheJusticeDept has dismissed charges against Dr. Kirk Moore. Dr. Moore gave his patients a choice when the federal government refused to do so. He did not deserve the years in prison he was facing. It ends today. — Attorney General Pamela Bondi (@AGPamBondi) July 12, 2025 وأصدرت وزيرة العدل في إدارة ترامب قرارها في الوقت الذي تواجه فيه انتقادات من ناشطين يمينيّين بسبب طريقة تعاملها مع التحقيق في قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين. وقد شكرت بوندي النائبة غرين وعضو مجلس الشيوخ اليميني المتشدّد مايك لي، لدعوتهما إلى إسقاط التهم الموجّهة إلى مور. وكانت أزمة كورونا الوبائية قد أحدثت انقساماً سياسياً حاداً في الولايات المتحدة الأميركية بين مؤيّدي الإغلاق وحملات التطعيم ضدّ كوفيد-19، وبين الذين عدّوا هذه الإجراءات مقيّدة للحرية، مع العلم أنّ هذه الإجراءات اعتمدت على الصعيد العالمي، بعدما اجتاح الفيروس المستجدّ ثمّ متحوّراته الكرة الأرضية بمعظمها. صحة التحديثات الحية انطلاق مراجعة اللقاحات وعمليات التطعيم بأوامر من إدارة ترامب وبعد تولّي ترامب ولايته الرئاسية الثانية، هو الذي تلقّى بدوره لقاحاً مضاداً لكوفيد-19، عمد إلى تعيين روبرت كينيدي جونيور وزيراً للصحة في إدارته، وأطلق الأخير "عملية إصلاح شامل" لسياسة اللقاحات الأميركية. يُذكر أنّ كينيدي كان قد كتب، في تدوينة نشرها على موقع إكس في شهر إبريل/ نيسان الماضي، أنّ مور "يستحقّ وساماً لشجاعته" وكذلك لـ"التزامه بالمداواة". وفي نهاية شهر مايو/ أيار التالي، أعلن وزير الصحة أنّ السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية لن توصي بعد الآن بتطعيم الأطفال والنساء الحوامل ضدّ كوفيد-19. Dr Moore deserves a medal for his courage and his commitment to healing ! — Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) April 28, 2025 تجدر الإشارة إلى أنّ كينيدي، صديق ترامب، عمد في مناسبات عدّة إلى نشر معلومات مضلّلة حول اللقاحات عموماً، من بينها لقاح الحصبة، في حين تواجه الولايات المتحدة أسوأ وباء حصبة تشهده منذ 30 عاماً. وفي أوائل يونيو/ حزيران الماضي، أقال وزير الصحة جميع الخبراء الأعضاء في لجنة استشارية خاصة باللقاحات والتحصين، البالغ عددهم 14 خبيراً، بدعوى "تضارب المصالح"، ثمّ عيّن ثمانية آخرين بدلاً منهم، من بينهم الخبير الأميركي روبرت مالون المعروف بنشر معلومات كاذبة في خلال أزمة كورونا. (فرانس برس، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
الاتحاد الأوروبي سيمدد تعليق الرسوم الجمركية المضادة بحق الولايات المتحدة حتى أغسطس
بروكسل: أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد أن بروكسل ستمدد تعليق الرسوم الجمركية المضادة ردا على الرسوم الأمريكية على الصلب والألومنيوم، مع سعيها للتوصل إلى اتفاق يجنب الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية بنسبة ثلاثين في المئة. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت أنه يعتزم فرض رسوم بنسبة 30 في المئة على المكسيك والاتحاد الأوروبي، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من آب/ أغسطس. وقالت فون دير لايين إن 'الولايات المتحدة وجهت الينا رسالة تنص على إجراءات سيبدأ تنفيذها إلا إذا كان هناك حل تفاوضي. لذا، سنمدد بدورنا تعليق إجراءاتنا المضادة حتى الاول من آب/ أغسطس'، علما أن مهلة تعليق هذه التدابير كانت ستنتهي منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وشدّدت على أن الاتحاد الأوروبي 'لطالما كان واضحا في تفضيله حلا تفاوضيا. ما زال ذلك قائما، وسنستغل الوقت المتاح لنا حتى الأول من آب/ أغسطس'. وكانت بروكسل تستعد لفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بقيمة حوالي 21 مليار يورو ردا على الرسوم التي فرضها ترامب على واردات المعادن في وقت سابق من هذا العام. لكنّها أعلنت في نيسان/ أبريل أنها ستعلّق تلك الإجراءات لتفسح المجال أمام التوصل إلى اتفاق تجاري أوسع مع إدارة ترامب. وقالت فون دير لايين 'نحن مستعدون للرد بإجراءات مضادة. لقد أعددنا أنفسنا لذلك، ويمكننا الرد بإجراءات مضادة إذا لزم الأمر'. (أ ف ب)