logo
بلومبيرغ: أميركا ستكون الخاسر الأكبر من "الانتصارات" الجمركية

بلومبيرغ: أميركا ستكون الخاسر الأكبر من "الانتصارات" الجمركية

الجزيرةمنذ 6 أيام
ترى هيئة تحرير بلومبيرغ أن ما تعتبره الإدارة الأميركية انتصارا بعد اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان، ليس مدعاة للاحتفال، بل صفقات خاسرة لجميع الأطراف، محذّرة من أن أميركا ستكون الخاسر الأكبر إذا استمرت سياسة الرسوم بوصفها أداة أساسية للتفاوض.
فالاتفاقان -بحسب هيئة التحريرـ يفرضان رسومًا بنسبة 15% على معظم الصادرات إلى السوق الأميركية، مع تنازلات إضافية، وهو ما بدا ظاهريًا أنه يضع حدًا لحرب تجارية مفتوحة ويؤكد الهيمنة الأميركية. وشهدت الأسواق المالية ارتفاعا فور الإعلان. لكن العنوان المرافق لتحليل الهيئة يختصر الموقف بالقول: "انتصارٌ جمركي؟ ليس تمامًا".
الرسوم "ضرائب".. والمستهلك الأميركي يدفع الثمن
وتقول بلومبيرغ بوضوح إن الرسوم ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلك الأميركي معظم -إن لم يكن كل- زيادة الكلفة. ولا تقف الأضرار عند ارتفاع كلفة الواردات؛ إذ إن المنتجين المحليين المنافسين سيتعرضون لضغط تنافسي أقل، وهو ما يمكّنهم من رفع الأسعار ويُضعف وتيرة الابتكار.
ووفق هيئة التحرير، ستؤدي هذه العوامل، بمرور الوقت، إلى خفض مستويات المعيشة في أميركا، مع التأكيد على قاعدة تاريخية: 'الخاسر الأكبر من الرسوم هو البلد الذي يفرضها".
وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الكلفة قد تكون قابلة للإدارة على المدى الطويل فقط إذا كانت الاتفاقات تُنهي بالفعل الشجار التجاري القائم، وهو افتراض تعتبره الهيئة غير واقعي.
تفاصيل غامضة ومعارضة سياسية
وتؤكد بلومبيرغ أن اتفاقي أميركا والاتحاد الأوروبي وأميركا واليابان أقرب إلى أطر اتفاق لا صفقات مكتملة. ففي الحالة اليابانية، تَحدّثت الإدارة عن التزامٍ بتمويل صندوق استثماري أميركي يديره البيت الأبيض جرى تصويره وكأنه "مكافأة توقيع" بقيمة 550 مليار دولار، غير أن التفاصيل غامضة والمسؤولين اليابانيين "على الأرجح لا يرون الأمر على هذا النحو". أما في الصفقة مع أوروبا، فهناك إعفاءات جمركية لبعض السلع من دون تحديد واضح لماهيتها حتى الآن.
وتشدد هيئة تحرير بلومبيرغ على أن هذه الضبابية، إلى جانب ظهور الحكومات في أوروبا واليابان بمظهر المذعِن للطلب الأميركي، تغذي معارضة سياسية وترفع منسوب عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين.
"الاستقرار" الأوروبي.. سراب إذا أصبح التهديد نهجًا
وتلفت بلومبيرغ إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين برّرت قبول الشروط الأميركية بالقول إن الاتفاق يعيد "الاستقرار وقابلية التنبؤ" للمستهلكين والمنتجين.
لكنّ المقال يحذّر: إذا باتت الرسوم العقابية أو التلويح بحجب التعاون الأمني نهجًا دائمًا لحسم أي خلاف، فسيتبيّن أن رؤية "الاستقرار" هذه مجرّد سراب.
والأخطر -وفق هيئة التحرير- أن ما تعتبره الإدارة "انتصارات" قد يثبت قناعة لدى صانعي القرار في واشنطن بأن أميركا قادرة على فرض الإذعان لا الشراكة على دول كانت تُعدّ حلفاء.
وتضيف أنه عندها سيتفاقم عدم الاستقرار الذي يقتل التخطيط طويل الأجل والاستثمار والتعاون العالمي عبر المجالات كافة.
وتختم بلومبيرغ بخلاصة حادّة: "القوة عبر التعطيل إستراتيجية تهزم نفسها بنفسها. وعاجلًا أم آجلًا سيتبيّن ذلك بصورة مؤلمة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدارة ترامب تسعى لإعدام منفذ الهجوم على موظفي السفارة الإسرائيلية
إدارة ترامب تسعى لإعدام منفذ الهجوم على موظفي السفارة الإسرائيلية

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

إدارة ترامب تسعى لإعدام منفذ الهجوم على موظفي السفارة الإسرائيلية

نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصادر قولها إن وزارة العدل الأميركية تسعى لتوجيه وثيقة اتهام فدرالية بحق إلياس رودريغيز المتهم بقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن ، ضمن مسار يخولها المطالبة بإعدامه. وقالت المصادر إن الوزارة ستوصف الأمر على أنه "جريمة كراهية" في وثيقة الاتهام التي تعتزم التقدم بها هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تشمل الوثيقة "نتائج خاصة تستدعي عقوبة الإعدام"، وفقا لأحد المصادر. وأوضحت "سي إن إن" أنه في حال إقرار هيئة المحلفين للاتهامات الموجهة لرودريغيز فإن هذه القضية ستكون نموذجا رئيسيا لمنهج إدارة دونالد ترامب في التعامل مع القضايا التي تخص الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. واتُّهم رودريغيز (30 عاما) وهو ناشط حقوقي يساري بتنفيذ هجوم مسلح أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية واشنطن في 21 مايو/أيار 2025 أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. ولم يهرب رودريغيز من المكان بل دخل المتحف وطلب إحضار الشرطة، وقد أوقفه عناصر الأمن سريعا وهتف أثناء اعتقاله "الحرية لفلسطين". وربط ترامب الحادثة آنذاك بـ"معاداة السامية"، بينما أكد ناشطون أن ما جرى نتيجة للغضب المتصاعد في أنحاء العالم بسبب جرائم إسرائيل في قطاع غزة. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 150 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

لماذا يتصاعد سعر شطيرة البرغر؟
لماذا يتصاعد سعر شطيرة البرغر؟

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

لماذا يتصاعد سعر شطيرة البرغر؟

تحوّل البرغر، أحد أشهر رموز الطعام الأميركي، إلى سلعة مرتفعة الكلفة بشكل غير مسبوق، وسط مزيج معقّد من الضغوط المناخية، ونقص الإمدادات، وارتفاع التكاليف الزراعية. وفي تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، قالت الوكالة إن أسعار لحوم الأبقار في أميركا بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، نتيجة سنوات طويلة من الجفاف والحر الشديد، ما بات يُعرف بـ" التضخم المناخي" الذي لا يرفع فقط أسعار التأمينات والمواد الغذائية، بل يعيد تشكيل منظومة الإمدادات الغذائية بالكامل. حمّى أسعار متصاعدة وتشير بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، إلى أن سعر لحم البقر غير المطبوخ بلغ في يونيو/حزيران الماضي نحو 11.50 دولارًا للرطل الواحد (نحو 453 غرام)، في حين تجاوز متوسط سعر اللحم المفروم 6 دولارات، وهي أعلى مستويات تُسجل منذ أكثر من عشر سنوات. وبحسب تحليل مركز معلومات تسويق المواشي ووزارة الزراعة الأميركية، فإن هذا الارتفاع يعود إلى تراجع أعداد القطيع بفعل الجفاف الذي دفع مربّي الماشية إلى ذبح الأبقار مبكرًا بدلًا من تغذيتها لسنوات، خاصة مع استمرار الطلب الاستهلاكي المرتفع على لحوم البقر. الجفاف يضرب العمق.. والتكلفة تتضاعف ورغم التحسن النسبي في بعض المناطق، لا تزال تداعيات الجفاف الحاد الذي ضرب مناطق الإنتاج في أميركا – خاصة وادي سان خواكين – مستمرة، إذ تؤكد بلومبيرغ نقلاً عن خبراء أن تغير المناخ وظواهر كـ" النينيا" ضاعفت شدة الجفاف خلال العقود الأخيرة، ما أدى إلى تقليص القطيع الأميركي إلى أدنى مستوياته، ورفع أسعار الأعلاف، ودفع المربين إلى ذبح الأبقار مبكرًا بدلاً من تربيتها. في المقابل، لم يتراجع الطلب على لحوم الأبقار، بل ارتفع، مما زاد من اختلال التوازن بين العرض والطلب، وهو ما وصفه بن ليلستون مدير استراتيجيات الريف وتغير المناخ في معهد السياسات الزراعية والتجارية بأنه "أحد المؤشرات المبكرة على تأثير التغير المناخي في نظام الغذاء العالمي". وتزداد التحديات مع ارتفاع سعر الفائدة وتكاليف الإنتاج، إلى جانب تأثيرات الحرارة الشديدة على نمو الأبقار وصحتها الإنجابية، وصولًا إلى تهديد جديد يتمثل في عودة "الدودة اللولبية" من المكسيك، وهي طفيلي قاتل قد يعيد انتشاره تغيّر المناخ، وفق تحذيرات نقلتها بلومبيرغ عن خبراء زراعيين. الواردات في خطر أيضًا ورغم أن معظم إنتاج اللحوم في أميركا محلي، فإن البلاد تعتمد على استيراد نحو 4% من عجولها الصغيرة من المكسيك، حيث يتم تسمينها في مزارع أميركية. لكن، بحسب ديفيد أندرسون، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة تكساس، فإن هذا الإمداد "توقّف مرارًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني بسبب المخاوف من انتشار الدودة اللولبية". ويقول أندرسون: "بالنسبة للسوق، هذا الرقم ليس ضئيلًا… وهو يسهم في رفع الأسعار". وترى بلومبيرغ أن ما يحدث حاليًا ليس ظاهرة مؤقتة، بل جزء من نمط طويل الأمد يُعرف بـ"التضخم المناخي" – حيث تؤدي الظروف الجوية القاسية، من جفاف وحرائق وفيضانات، إلى رفع أسعار السلع الأساسية، من الغذاء إلى التأمين. وبينما قد تعود بعض الأسعار للانخفاض، تشير التقديرات إلى أن لحوم الأبقار ستبقى مرتفعة الثمن لسنوات مقبلة، ما يجعل البرغر اليوم أكثر من مجرد وجبة سريعة، بل مؤشر مبكر على كلفة التغير المناخي على موائد الأميركيين.

الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر بشأن السلاح النووي في ذكرى قصف هيروشيما وناغازاكي
الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر بشأن السلاح النووي في ذكرى قصف هيروشيما وناغازاكي

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر بشأن السلاح النووي في ذكرى قصف هيروشيما وناغازاكي

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الصليب الأحمر الياباني من المخاطر المحدقة بالعالم جراء تكديس الأسلحة النووية. ودعتا جميع الدول لاتخاذ خطوات حقيقية نحو التخلي بشكل كامل عن هذه الأسلحة الفتاكة. جاء ذلك في بيان مشترك للجمعيتين الحقوقيتين في الذكرى الثمانين لقصف الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي بقنابل نووية. واستهل البيان بكلمات نُقشت على نصب السلام التذكاري في هيروشيما: "ارقدي بسلام أيتها الأرواح، فلن نعيد هذا الشر أبدا"، وتساءل ما إن كان العالم قد أوفى بعهده فعليا ولم يكرر هذه المأساة، وهل كانت جهود البشرية كافية للإبقاء على ذكرى هيروشيما وناغازاكي حية في الذاكرة الإنسانية، والأهم: هل بُذلت جهود جادة للتخلص من الأسلحة النووية؟ وأوضح البيان أن القصف النووي حوّل المدينتين إلى رماد في لحظات، وأودى بحياة عشرات الآلاف في ثوان معدودة، بينما تجاوز عدد الضحايا، بمن فيهم من توفي لاحقا متأثرا بالإشعاع، 540 ألف شخص "ولا يزال العدد في ازدياد حتى اليوم". وأكد أن الناجين لا يزالون يعانون حتى اللحظة من آثار تلك الأسلحة، ويتلقون العلاج في مستشفيات الصليب الأحمر الياباني، في دليل حي على استمرار جراح تلك الحرب. وأشار البيان إلى تصاعد الخطر النووي اليوم، حيث بات عدد الأسلحة النووية يفوق بأضعاف ما كان قائما قبل 80 عاما، وازدادت قوتها التدميرية، حتى إن القنبلة التي ألقيت على هيروشيما -بقوة تعادل 15 ألف طن من مادة "تي إن تي"- أصبحت تُصنف الآن ضمن الأسلحة النووية "الصغيرة". وحذرت اللجنة الدولية من أن استخدام أي سلاح نووي سيكون إخفاقا كارثيا للإنسانية، وأن الكارثة الناتجة عن أي تفجير نووي في منطقة مأهولة تعجز أي استجابة إنسانية عن التعامل مع تبعاتها، مشددة على أن استخدام هذه الأسلحة لا يمكن أن يتوافق مع القانون الدولي الإنساني. ورغم الدعوات المتكررة، ومنها بيان مشترك للصليب الأحمر صدر قبل قمة مجموعة السبع في هيروشيما عام 2023، أشار البيان إلى أن دولا عديدة تضاعف وتجدد ترساناتها النووية وتعتمد عليها في عقائدها العسكرية. ومع ذلك رأى البيان في استمرار اتساع قاعدة الدول الموقعة على معاهدة حظر الأسلحة النووية بصيص أمل، إذ بلغ عدد الدول الأطراف 73 دولة، بالإضافة إلى توقيع 25 دولة أخرى. وأكدت اللجنة الدولية أن مأساة هيروشيما وناغازاكي دليل كاف على أن مخاطر الأسلحة النووية تفوق قدرة البشرية على تحملها، داعية جميع الدول إلى عدم استخدام أو التهديد باستخدام السلاح النووي ، واعتماد تدابير فعالة للحد من المخاطر المرتبطة به، والتخلي عن اعتماده وسيلة لتحقيق الأمن القومي، والعمل من أجل نزع السلاح النووي كليا. كما شدد البيان على أهمية رفع الوعي العام بمخاطر هذه الأسلحة، وضمان استمرار نقل ذكرى معاناة المدنيين بسببها إلى الأجيال القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store