
الأمم المتحدة: الجوع يتراجع عالمياً والصراعات والمناخ يهدّدان التقدّم المسجّل
قطاع غزة
، أشارت المنظمة إلى أنّ عدد الجوعى في العالم انخفض في عام 2024، وذلك للعام الثالث على التوالي. وأضافت في تقرير نُشر اليوم الاثنين، أنّ عدد الذين يعانون من الجوع تراجع عن الارتفاع الحاد الذي سجّله في خلال أزمة كورونا الوبائية، حتى مع تفاقم سوء التغذية في معظم أنحاء أفريقيا وغرب آسيا بسبب
النزاعات
والصدمات المناخية.
وأظهر تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، الذي أعدّته خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، أنّ نحو 673 مليون شخص أو 8.2% من سكان العالم عانوا من الجوع في عام 2024، بعد أن كانت النسبة 8.5% في عام 2023.
🔴 8.2% of the global population, about 673 million people, experienced hunger in 2024, down from 8.5% in 2023 -
#SOFI2025
shows.
Despite progress, levels exceed pre-pandemic figures, with high food inflation slowing food security recovery.
#UNFSS
+4
https://t.co/1VBrMUILsO
— FAO Newsroom (@FAOnews)
July 28, 2025
وذكرت الوكالات الأممية أنّ تقريرها ركّز على المشكلات المزمنة وطويلة الأجل، ولم يعكس بصورة كاملة تأثير الأزمات الحادة الناجمة عن أحداث وحروب محدّدة، من بينها الأزمة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف.
وقال كبير الاقتصاديين لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ماكسيمو توريرو إنّ تحسّن إمكانية الحصول على الغذاء في أميركا الجنوبية والهند أدّى إلى انخفاض عام في معدّلات النموّ، لكنّه حذّر من أنّ الصراعات وعوامل أخرى في أماكن مثل أفريقيا والشرق الأوسط قد تؤدّي إلى تراجع تلك المكاسب.
ورأى توريرو، في تصريح لوكالة رويترز، على هامش قمّة الأمم المتحدة لنظم الأغذية المنعقدة في إثيوبيا ما بين 27 يوليو/ تموز الجاري و29 منه، "إذا استمرّ الصراع في الازدياد، وإذا استمرّت مواطن الضعف ومكامن الخطر في التنامي، واستمرّ ضغط الديون في الزيادة، فإنّ الأرقام سوف ترتفع مرة أخرى".
قضايا وناس
التحديثات الحية
الأمم المتحدة: الجوع يتفاقم في 13 منطقة ساخنة والمجاعة تهدّد 5 منها
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تصريحات أدلى بها عبر تقنية الفيديو في خلال القمة، إنّ "الصراع يمضي في دفع الجوع من قطاع غزة إلى السودان وما وراءه"، محذّراً من أنّ "الجوع يغذّي عدم الاستقرار في المستقبل ويقوّض السلام".
تجدر الإشارة إلى أنّ أرقام الجوع الإجمالية في عام 2024 ما زالت أعلى من 7.5% المسجّلة في عام 2019، قبل جائحة كورونا. أمّا في أفريقيا، فتختلف الصورة كثيراً، إذ لا تواكب مكاسب الإنتاجية النموّ السكاني المرتفع وآثار النزاعات والطقس القاسي والتضخّم.
(رويترز، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 8 ساعات
- القدس العربي
طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة وسط مجاعة مفتعلة
لندن: قال الجراح البريطاني غرايم غروم، العائد من مهمة تطوعية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتجويع إسرائيلي، إن الأطفال هناك 'يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح'، في ظل أزمة إنسانية 'مفتعلة' وصفها بـ'الهمجية التي تعود إلى العصور الوسطى'. وكشف غروم عن مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبي تطوعي في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من مجاعة ونقص في التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار 2025، جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخله. وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الأربعاء نحو 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضح غروم أن الجوع المتزايد يؤثر بشكل مباشر على المصابين ويمنع تعافيهم، ويزيد من معدلات العدوى، ويضاعف من خطر الوفاة. وذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضى، بل يمتد أيضا إلى الطواقم الطبية، مشيرا إلى أن 'ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة'. أطفال يموتون جوعا وقال الجراح البريطاني إنه زار في 27 مايو/ أيار الماضي عيادة مختصة بسوء التغذية في غزة، حيث أبلغه طبيب أطفال بوفاة 60 رضيعا بسبب الجوع منذ بدء الحصار، بعضهم كان يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب) ولم يكن هناك حليب خاص لهم. وأضاف: 'يتم تشخيص 12 طفلا يوميا بسوء تغذية حاد، بينما تعاني بعض الأمهات من الجوع لدرجة تعيق قدرتهن على إرضاع أطفالهن'. والأسبوع الماضي، قالت الطبيبة الأمريكية أمبرين سليمي المتطوعة وتعمل في غزة مع منظمة 'بيت المال' (غير حكومية مقرها الولايات المتحدة)، إنها تضطر لإجراء عمليات ولادة قيصرية مبكرة لنساء فلسطينيات في غزة يعانين من مضاعفات صحية خطيرة بسبب نقص الغذاء والدواء، مشيرة إلى أن العديد من النساء يلدن أطفالًا بأحجام صغيرة وفي توقيت مبكر. حتى الأطباء جائعون وذكر غروم أن المجاعة طالت أيضا العاملين في القطاع الصحي، مستشهدا بزميله طبيب التخدير الفلسطيني نزار أبو دقة، الذي قال له إن عائلته لم تجد ما تأكله. وأضاف: 'أطفاله الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف و13 عاما، ملأوا بطونهم بالماء ولعقوا قليلا من الملح حتى يتمكنوا من النوم'. وذكر أن زميله 'تمكن من شراء 8 كيلوغرامات من الطحين مقابل 300 دولار (فيما كان سعرها قبل الحرب نحو 3 دولارات)، وهو كل ما كان يملكه، وقد يكفيهم لبضعة أيام فقط وبعدها لا يملكون شيئا'. وقال، إن الأطفال يحاولون النوم ببطون ممتلئة بالماء والملح في ظل تفشي الجوع ونقص التغذية، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية. إطلاق نار على منتظري المساعدات كما تحدث غروم عن الشاب الفلسطيني محمد حميم، الذي عمل معه سابقا، وقال إنه اضطر مؤخرا للذهاب إلى نقطة توزيع المساعدات التابعة لـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية'، التي تعمل بتنسيق أمريكي–إسرائيلي. وأرسل حميم لغروم مقاطع مصورة تظهر إطلاق نار على مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات، وسجل فيها صوت الرصاص وبدت الجثث والدماء واضحة. وحذر الجراح البريطاني من أن سوء التغذية يضر بالأطفال بشكل خاص ويترك آثارا صحية ونمائية دائمة. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية'، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا. ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر 'مؤسسة غزة الإنسانية'، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة. ومنذ بدء هذه الآلية وحتى الجمعة، وصل المستشفيات ألف و330 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و818 جريحا، جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر النار على منتظري مساعدات، حسب وزارة الصحة. نداء عاجل وجهود إغاثية ووجه غروم نداء لقادة العالم قال فيه: 'ما نشهده في غزة هو همجية تعود إلى العصور الوسطى، ويجب وقف القصف والسماح بدخول الغذاء'. ويعمل غروم ضمن فريق طبي تطوعي تابع لمنظمتي 'الإغاثة الإسلامية' و'إيديالز' البريطانيتين، واللتين تنفذان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023 برامج طبية في غزة تشمل إجراء عمليات جراحية، في ظل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر الذي يمنع خروج المرضى والجرحى خارج القطاع. وتبرز منظمة الإغاثة الإسلامية، ومقرها بريطانيا، كواحدة من الجهات الفاعلة ميدانيًا في التصدي للأزمة الصحية في غزة، بالشراكة مع مؤسسة 'إيديالز'. ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، ترسل المؤسسة فرقًا من الجراحين والأطباء إلى مستشفيات غزة، لإجراء عمليات طارئة وتوفير علاج فوري للمصابين. كما توفر مستلزمات طبية عاجلة مثل أدوات الجراحة، والمعقمات، والضمادات، والأدوية الأساسية، إلى جانب تطوير استراتيجية دعم طويلة الأمد لتأهيل النظام الصحي الفلسطيني. وتُطلق 'الإغاثة الإسلامية'، حملات توعية لجمع التبرعات، وتغطية تكاليف نقل المعدات والكوادر الطبية إلى القطاع المحاصر. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل- بدعم أمريكي- إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الجماعية في غزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
طبيب بريطاني: غزة تواجه همجية من العصور الوسطى ومجاعة مفتعلة
قال الجراح البريطاني غرايم غروم، العائد من مهمة تطوعية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة و تجويع إسرائيلي ، إن الأطفال هناك "يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح"، في ظل أزمة إنسانية "مفتعلة" وصفها بـ"الهمجية التي تعود إلى العصور الوسطى". وفي حديث لوكالة الأناضول، كشف غروم عن مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبي تطوعي في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من مجاعة ونقص في التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار 2025، جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخله. وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الأربعاء نحو 154 فلسطينياً، بينهم 89 طفلاً، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضح غروم أن الجوع المتزايد يؤثر مباشرةً في المصابين، ويمنع تعافيهم، ويزيد من معدلات العدوى، ويضاعف من خطر الوفاة. وذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضى، بل يمتد أيضاً إلى الطواقم الطبية، مشيراً إلى أن "ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة". أطفال غزة يموتون جوعاً وقال الجراح البريطاني إنه زار في 27 مايو/أيار الماضي عيادة مختصة ب سوء التغذية في غزة، حيث أبلغه طبيب أطفال بوفاة 60 رضيعاً بسبب الجوع منذ بدء الحصار، بعضهم كان يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب)، ولم يكن هناك حليب خاص لهم. وأضاف: "يُشخَّص 12 طفلاً يومياً بسوء تغذية حاد، بينما تعاني بعض الأمهات من الجوع لدرجة تعوق قدرتهن على إرضاع أطفالهن". والأسبوع الماضي، قالت الطبيبة الأميركية أمبرين سليمي المتطوعة التي تعمل في غزة مع منظمة "بيت المال" (غير حكومية مقرها الولايات المتحدة)، في تصريحات للأناضول، إنها تضطر إلى إجراء عمليات ولادة قيصرية مبكرة لنساء فلسطينيات في غزة يعانين من مضاعفات صحية خطيرة بسبب نقص الغذاء والدواء، مشيرة إلى أن العديد من النساء يلدن أطفالاً بأحجام صغيرة وفي توقيت مبكر. حتى الأطباء جائعون وذكر غروم أن المجاعة طاولت أيضاً العاملين في القطاع الصحي، مستشهداً بزميله طبيب التخدير الفلسطيني نزار أبو دقة، الذي قال له إن عائلته لم تجد ما تأكله. وأضاف: "أطفاله الستة، الذين تراوح أعمارهم بين عامين ونصف و13 عاماً، ملأوا بطونهم بالماء ولعقوا قليلاً من الملح حتى يتمكنوا من النوم". وذكر أن زميله "تمكن من شراء 8 كيلوغرامات من الطحين مقابل 300 دولار (فيما كان سعرها قبل الحرب نحو 3 دولارات)، وهو كل ما كان يملكه، وقد يكفيهم لبضعة أيام فقط، وبعدها لا يملكون شيئاً". وقال إن الأطفال يحاولون النوم ببطون ممتلئة بالماء والملح، في ظل تفشي الجوع ونقص التغذية، مؤكداً أن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية. إطلاق النار على منتظري المساعدات وتحدث غروم أيضاً عن الشاب الفلسطيني محمد حميم، الذي عمل معه سابقاً، وقال إنه اضطر أخيراً للذهاب إلى نقطة توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، التي تعمل بتنسيق أميركي–إسرائيلي. وأرسل حميم إلى غروم مقاطع مصورة تظهر إطلاق نار على مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات، وسجل فيها صوت الرصاص وبدت الجثث والدماء واضحة. وحذر الجراح البريطاني من أن سوء التغذية يضر بالأطفال بشكل خاص ويترك آثاراً صحية ونمائية دائمة. وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأميركياً، لكنها مرفوضة أممياً. ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيداً لإعادة احتلال غزة. ومنذ بدء هذه الآلية وحتى الجمعة، وصل إلى المستشفيات ألف و330 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 8 آلاف و818 جريحاً، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على منتظري مساعدات، حسب وزارة الصحة. قضايا وناس التحديثات الحية انهيارات بسبب الجوع... غزيون يفقدون الوعي في الشوارع نداء عاجل وجهود إغاثية ووجّه غروم نداءً لقادة العالم قال فيه: "ما نشهده في غزة همجية تعود إلى العصور الوسطى، ويجب وقف القصف والسماح بدخول الغذاء". ويعمل غروم ضمن فريق طبي تطوعي تابع لمنظمتي "الإغاثة الإسلامية" (Islamic Help) و"إيديالز" (IDEALs) البريطانيتين، واللتين تنفذان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023 برامج طبية في غزة تشمل إجراء عمليات جراحية، في ظل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر الذي يمنع خروج المرضى والجرحى خارج القطاع. وتبرز منظمة الإغاثة الإسلامية، ومقرها بريطانيا، واحدةً من الجهات الفاعلة ميدانياً في التصدي للأزمة الصحية في غزة، بالشراكة مع مؤسسة "إيديالز". ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، ترسل المؤسسة فرقاً من الجراحين والأطباء إلى مستشفيات غزة، لإجراء عمليات طارئة وتوفير علاج فوري للمصابين. كذلك توفر مستلزمات طبية عاجلة مثل أدوات الجراحة، والمعقمات، والضمادات، والأدوية الأساسية، إلى جانب تطوير استراتيجية دعم طويلة الأمد لتأهيل النظام الصحي الفلسطيني. وتُطلق "الإغاثة الإسلامية"، حملات توعية لجمع التبرعات، وتغطية تكاليف نقل المعدات والكوادر الطبية إلى القطاع المحاصر. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أميركي - إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الجماعية في غزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
الفاشر السودانية: تدهور في الأوضاع الإنسانية وحليف لـ «حميدتي» يدعو السكان للمغادرة
الخرطوم – «القدس العربي»: تشهد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تدهوراً مستمراً في الأوضاع الأمنية والإنسانية مع دخول الحصار المفروض عليها من قبل قوات «الدعم السريع» شهره الرابع عشر، فيما دعا الهادي إدريس، عضو المجلس الرئاسي في «الحكومة الموازية» التي أعلنتها «الدعم»، سكان المدينة إلى مغادرتها والتوجه نحو منطقة قرني، التي تقع تحت سيطرة القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي». «منطقة عسكرية» تأتي هذه الدعوة عقب سلسلة من التصريحات الصادرة عن مسؤولين متحالفين مع «الدعم»، تضمنت توصيف الفاشر باعتبارها «منطقة عسكرية»، وهو ما أثار مخاوف أوساط مدنية ومنظمات حقوقية من أن تكون تلك الدعوات مقدمة لمزيد من التصعيد أو تمهيداً لعمليات تهجير قسري، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة داخل المدينة. وتخضع الفاشر منذ عدة أشهر لحصار عسكري أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية والوقود، كما تعرضت لقصف متكرر، طالت آثاره عدداً من المرافق الحيوية من بينها مستشفى الفاشر التعليمي (المعروف بالمستشفى السعودي)، والذي وردت تقارير عن إصابته جراء هجوم جوي بطائرات مسيرة. وتشير إفادات منظمات مدنية محلية إلى أن آلاف السكان أصبحوا غير قادرين على مغادرة منازلهم بسبب استمرار القصف والخوف من الاشتباكات على أطراف المدينة، مع انعدام وسائل النقل وعدم توفر الوقود. في الوقت ذاته، توقفت المطابخ المجتمعية التي كانت تمثل مصدرًا رئيسيًا للغذاء اليومي، بسبب نفاد المواد التموينية وانقطاع التبرعات. وفيات بسبب الجوع في مؤتمر صحافي عقد في نيويورك، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن «الوضع في مدينة الفاشر أصبح أكثر قسوة، وهناك تقارير موثوقة تفيد بحدوث وفيات بسبب الجوع بعد توقف المطابخ المجتمعية عن العمل نتيجة نفاد الأغذية». وأضاف: «أن بعض السكان اضطروا لاستهلاك أعلاف مخصصة للحيوانات، في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة». وأشار إلى أن تفشي الكوليرا في محلية «طويلة» في شمال دارفور، يزيد من تعقيد الأوضاع في ظل غياب الإمدادات الطبية والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي. تخضع لحصار منذ أشهر… ومرافق حيوية فيها تعرّضت للقصف وذكر أن فرق الأمم المتحدة العاملة في الميدان لاحظت تدهورًا سريعًا في الأوضاع الصحية، رغم توسيع بعض قدرات مراكز العلاج. وأكدت الأمم المتحدة أن مخيم «لقاوة» للنازحين في ولاية شرق دارفور، الذي يضم أكثر من (7) آلاف شخص، يواجه أيضًا نقصًا حادًا في الغذاء، مع صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية بسبب تصاعد القتال في محيط المنطقة. كوارث بيئية تزامنًا مع الأزمات المرتبطة بالنزاع، تواجه أجزاء واسعة من السودان كوارث بيئية فاقمت الأوضاع الإنسانية. ففي ولايتي شمال كردفان وكسلا، تسببت السيول في تشريد آلاف الأشخاص، وتدمير منازل ومرافق أساسية. وفي منطقة الرهد التابعة لشمال كردفان، تم تسجيل تشريد أكثر من (550) شخصًا بعد أن دمرت السيول نحو (170) منزلًا. أما في مخيم «غرب المطار» في كسلا، فقد لحقت أضرار جسيمة بخيام نحو (6) آلاف نازح، معظمهم من النساء والأطفال، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم وسط نقص حاد في المساعدات. وفي مدينة بورتسودان الساحلية، أودت موجة حر شديدة تجاوزت درجات الحرارة فيها (47) درجة مئوية بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل، كما أصيب العشرات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى تعطل خدمات التبريد والرعاية الصحية. ورغم حجم الأزمة، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الاستجابة الإنسانية لا تزال دون المستوى المطلوب. ووفقًا لما صرح به فرحان حق، لم يجمع حتى الآن سوى 23% من التمويل اللازم لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، البالغة 4.2 مليار دولار، والمخصصة لتقديم المساعدات لنحو 21 مليون شخص في السودان. وذكرت أن نقص التمويل يعيق جهودها في إيصال الإمدادات الغذائية والطبية والمياه النقية إلى المناطق المتأثرة، مشيرة إلى أن بعض الوكالات أوقفت أو قلصت عملياتها الميدانية في عدة ولايات، بينها شمال دارفور، بسبب عدم توفر الموارد المالية الكافية. دعوات للتحرك في مدينة الفاشر حذرت تنسيقية لجان المقاومة من استمرار انهيار منظومة الصمود المجتمعي، مطالبة المنظمات المحلية والدولية بتكثيف دعمها للتكايا والمطابخ المجتمعية التي توقف معظمها عن العمل شمال وجنوب المدينة. وأكدت في بيان لها أن المساهمات الإغاثية لا تزال مركزة في مناطق محدودة داخل المدينة، في حين لا تصل إلى آلاف الأسر المتضررة التي تعاني من نقص حاد في الغذاء. وطالبت بضمان توزيع المساعدات بشكل عادل وشامل، خاصة أن التحرك داخل المدينة محفوف بالمخاطر بسبب استمرار تحليق الطائرات المسيّرة واستهداف المدنيين. ودعت إلى عدم تجاهل الفاشر، لافتة إلى أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية بلغ مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز سعر جوال الدخن ستة مليارات جنيه سوداني، ما يجعل من المستحيل على الأسر تأمين احتياجاتها الغذائية. تأتي دعوة الهادي إدريس، الحاكم المعين من حكومة «تأسيس» الموازية، للسكان بمغادرة الفاشر إلى مناطق تخضع لقوات الدعم السريع، في سياق تصعيد سياسي وعسكري متواصل، حيث تواصل «تأسيس» تقديم نفسها كبديل للحكومة السودانية، بينما تحاصر قواتها الفاشر لأكثر من عام. وتواجه هذه الحكومة الموازية رفضًا من جهات سودانية وإقليمية ودولية، التي اعتبرت إعلانها محاولة لإضفاء طابع شرعي على السيطرة العسكرية المفروضة على أجزاء من السودان. ويرى مراقبون أن الدعوة لإخلاء مدينة الفاشر تمثل تطورًا مقلقًا في مسار النزاع، وقد تحمل في طياتها نذرًا بتغيير ديمغرافي قسري، خاصة في ظل ظروف إنسانية تمنع السكان من التنقل بحرية، فضلاً عن غياب الممرات الآمنة أو ضمانات الحماية. على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم 2736 في يونيو/ حزيران 2024، الذي طالب بوقف فوري للقتال في الفاشر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، لم تسجل أي تطورات تنفيذية لهذا القرار على الأرض، وسط استمرار عمليات القصف ومنع الإغاثة وغياب آليات الردع الدولية. وفي الوقت الذي تواصل فيه المنظمات الدولية توثيق الانتهاكات وتقييم الاحتياجات، يزداد الضغط على الجهات المانحة والمؤسسات الدولية لاتخاذ خطوات عملية لتأمين المساعدات، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني. وتكشف التطورات الأخيرة في الفاشر، ومناطق أخرى في السودان، عن أزمة متعددة الأبعاد، في وقت يتطاول أمد الحرب مع استمرار الحصار الميداني على الفاشر الذي يمنع وصول المساعدات، في ظل ضعف في الاستجابة الدولية، إضافة إلى تصاعد التوترات السياسية. وفي ظل كل ذلك، يواجه نحو نصف مليون من السودانيين خطر المجاعة والحصار في الفاشر دون ضمانات كافية للحماية أو البقاء، في وقت يبدو فيه أن الكارثة لا تحظى بالاهتمام الكافي على المستويين الإقليمي والدولي.