
كيف نروّض الذكاء الاصطناعي ونسخّر قوته بأمان؟
- وفيما تتسابق المؤسسات على تبنيه بوتيرة غير مسبوقة – حيث تشير "ماكينزي" إلى أن 72% من الشركات باتت تعتمد عليه بشكل أو بآخر – لم يعد غض الطرف عن جانبه المظلم ترفاً، بل ضرباً من العبث.
- من هنا، تبرز "إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي" ليس كمصطلح تقني معقّد، بل كبوصلة لا غنى عنها لتوجيه سفينة الابتكار نحو بر الأمان.
- إنها المنهجية التي تهدف إلى استشراف المخاطر الكامنة وتطويقها ومعالجتها، لضمان تعظيم المنافع والحدّ من الأضرار إلى أبعد مدى ممكن.
الحوكمة وإدارة المخاطر: رسم الحدود قبل انطلاق السباق
لا بد أولاً من التمييز الدقيق بين مفهومين متلازمين، لتبديد اللبس وتوضيح الصورة الكاملة:
- حوكمة الذكاء الاصطناعي: هي الإطار التشريعي والأخلاقي الأشمل، أو "الدستور" الذي يضع القواعد والمعايير لضمان عمل هذه التقنية في خدمة البشرية، وتعزيز قيم العدالة والسلامة وصون حقوق الإنسان.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي: هي الذراع التنفيذية تحت مظلة الحوكمة، والتي تركز بشكل دقيق على اكتشاف الثغرات والتهديدات في الأنظمة القائمة والمستقبلية، وتطبيق استراتيجيات محكمة لتحصينها.
بعبارة أخرى، تضع الحوكمة "قانون السير"، وإدارة المخاطر تتأكد من أن "المركبات" على الطريق آمنة وقادرة على مواجهة أي طارئ.
جرس إنذار: فجوة الثقة التي قد تكلف العالم غالياً
- إن حمى السباق نحو تبني الذكاء الاصطناعي دفعت الكثيرين إلى تجاهل محاذيره. ويكشف استطلاع حديث أجراه معهد "آي بي إم" لقيمة الأعمال عن مفارقة مقلقة: فبينما يقر 96% من القادة بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يفاقم خطر الاختراقات الأمنية، فإن 24% فقط من المشاريع القائمة تتمتع بتحصين كافٍ.
- تُعد هذه الفجوة الهائلة بين إدراك الخطر وحجم الاستجابة له، بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بفقدان البيانات، وتشويه السمعة، وتكبيد المؤسسات عقوبات تنظيمية باهظة، والأهم من كل ذلك، تراجع ثقة الجمهور، وهي الأصل الذي لا يقدر بثمن.
كشف الستار عن المخاطر: ما الذي يختبئ في "الصندوق الأسود"؟
يمكن تصنيف المخاطر التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي ضمن 4 فئات رئيسية مترابطة:
فئات المخاطر التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي
1. مخاطر البيانات: وقود الثورة الرقمية... وسُمُّها القاتل
من المعروف أن البيانات هي شريان الحياة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وأي شائبة فيها قد تؤدي إلى نتائج كارثية.
- الأمن والخصوصية: لا يعني اختراق هذه الأنظمة مجرد سرقة معلومات، بل هو انتهاك صريح لخصوصية الأفراد قد يفتح أبواب الجحيم على الصعيدين القانوني والتنظيمي.
- البيانات المتحيزة: حين تتغذى الخوارزميات على بيانات تعكس تحيزات مجتمعية قائمة (كالتمييز في التوظيف)، فإنها لا تكتفي بتكرار هذا الظلم، بل تعمل على تضخيمه وتكريسه، فتصدر قرارات جائرة وممنهجة.
2. مخاطر النماذج: عندما يتم خداع العقل الرقمي
يستطيع المخترقون استهداف "عقل" الذكاء الاصطناعي مباشرةً وبأساليب ماكرة.
- الهجمات العدائية وحقن الأوامر: يمكن للمخترقين التلاعب بالمدخلات لخداع النموذج، كأن يتم إقناع سيارة ذاتية القيادة بأن إشارة "قف" هي "انطلق"، أو دفع روبوت محادثة لتجاوز قيوده ونشر معلومات مضللة أو إفشاء أسرار حساسة.
- معضلة "الصندوق الأسود": إن غموض آليات عمل العديد من النماذج المعقدة - حتى بالنسبة لصانعيها - يجعل من العسير تتبع أخطائها أو اكتشاف تحيزاتها، ويقوّض أي محاولة للمساءلة والشفافية.
3. المخاطر التشغيلية: أعطال ما خلف الكواليس
في نهاية المطاف، يبقى الذكاء الاصطناعي برنامجاً عرضة للأخطاء الفنية.
- تدهور الأداء (Drift): العالم متغير بطبعه، وإذا لم يتم تحديث النموذج باستمرار ليتواءم مع الواقع الجديد، فإنه يفقد دقته ويصبح غير ملم بالمستجدات، كحال نموذج كشف احتيال مالي لم يعد قادراً على رصد الأساليب المبتكرة.
- فوضى التكامل والمساءلة: قد يؤدي دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي مع البنى الأساسية القديمة إلى خلق منافذ جديدة للاختراق، والأسوأ من ذلك هو غياب هياكل حوكمة واضحة تجعل السؤال الأهم "من المسؤول عند وقوع الكارثة؟" بلا إجابة.
4. المخاطر الأخلاقية والقانونية: أزمة الضمير الرقمي
هنا تدخل التقنية في مواجهة مباشرة مع القيم الإنسانية.
- التحيزات الخوارزمية: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح أداة لترسيخ التمييز في قطاعات مصيرية كالقروض البنكية، والرعاية الصحية، والعدالة الجنائية.
- اللوائح التنظيمية: في ظل قوانين صارمة مثل "اللائحة العامة لحماية البيانات" الأوروبية، فإن أي إخفاق في الامتثال قد يؤدي إلى غرامات فلكية تصل إلى ملايين الدولارات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
وزير الطاقة يطلق أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة داخل مرافق "كابسارك"
الرياض - مباشر: أطلق الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، تشغيل أول وحدة اختبار لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة بعد تركيبها داخل مرافق مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، في الرياض، بالشراكة مع شركة كلايموركس. وأوضحت وزارة الطاقة، في بيان أن الوحدة المتنقلة بدأت عملها فعلياً، حيث تقوم بالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة؛ مما يؤكد فعالية هذه التقنية الرائدة حتى في الظروف المناخية الحارة والجافة. وأشارت إلى أن تلك الخطوة تعكس ريادة المملكة في مجال الاقتصاد الدائري للكربون، كما تؤكد حرص المملكة على تطبيق حلول التقاط الكربون من الهواء مباشرة لتحقيق أهدافها المناخية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 واستراتيجياتها الوطنية. ويُعد تشغيل الوحدة خطوة مهمة في دعم جهود المملكة لتطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون؛ لا سيما في مجال التقاط الكربون من الهواء مباشرة. كما يهدف المشروع إلى تقييم النظام في ظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة مرتفعة، تختلف عن المناخات الباردة التي تعمل فيها الوحدة عادة مثل أيسلندا، وستقدم هذه التجربة رؤى مهمة حول إمكانية تطبيق هذه التقنية في مناطق أخرى من المملكة، وفي بيئات مناخية مشابهة حول العالم. وتعكس استضافة الوحدة داخل مرافق "كابسارك" دور المركز بصفته جهة فكرية رائدة في قطاع الطاقة في المملكة، وأحد المساهمين الرئيسيين في تطوير استراتيجيات المناخ وإدارة الكربون على المستوى الوطني. كما يمتلك مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" خبرة واسعة في مجال التقاط الكربون والنمذجة التقنية والاقتصادية وتحليل سياسات المناخ؛ مما جعله الشريك الأمثل لهذه التجربة. وتُمكن هذه المقومات المملكة من قيادة جهود إزالة الكربون على نطاق صناعي وبتكاليف مجدية؛ بما يعزز مساهمتها في تحقيق أهدافها المناخية طويلة المدى. وجاء تركيب الوحدة في إطار مبادرة دراسة جدوى أوسع أُطلقت بموجب مذكرة تفاهم وُقّعت خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء في ديسمبر (2024)، وتهدف هذه التجربة إلى توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون في المملكة؛ دعماً لطموحها نحو الوصول إلى الحياد الصفري. وأظهرت هذه الشراكة ما تتمتع به المملكة من إمكانات اقتصادية في توطين تقنيات التقاط الكربون من الهواء مباشرة بفضل وفرة مصادر الطاقة المتجددة، وبنية تحتية عالمية، وموقع استراتيجي؛ مما يجعلها مركزاً رائداً في تطبيق حلول التقاط الكربون من الهواء مباشرة، من خلال قدرتها على توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون على نطاق صناعي وبتكلفة مجدية، والاستفادة من وفرة موارد الطاقة مما يسهم في تحقيق أهدافها المناخية نحو تحقيق الحياد الصفري. ويُعد نجاح التجربة خطوة مهمة تتخذها المملكة لتطوير حلول متقدمة لإدارة الكربون، فقد أعلنت المملكة عن طموحها في التقاط واستخدام ما يصل إلى (44) مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2035، من خلال تطوير مراكز كبرى لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، في كل من المناطق الشرقية والغربية. وتهدف هذه المراكز إلى تجميع الانبعاثات الصناعية لإعادة استخدام الكربون وتحويله إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، كما تواصل الدراسة المتعلقة بتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة تقييم إمكانية توطين المواد والمكونات الأساسية؛ ما يعزز فرص تطوير سلسلة إمداد محلية، ويعكس هذا التوجه الدور الريادي للمملكة في توسيع نطاق استخدام التقنيات التي تسهم في خفض الانبعاثات، مع دعم الابتكار الصناعي وتعزيز التنويع الاقتصادي. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
انطلاق النسخة الثالثة من برنامج آفاق الدرعية
ضمن إطارٍ شاملٍ يهدف إلى تنمية مهارات النشء وتعزيز قيمه الثقافية والوطنية، انطلقت يوم أمس الأحد الموافق 27 يوليو 2025 النسخة الثالثة من برنامج "آفاق الدرعية" ، الذي تُنظّمه هيئة تطوير بوابة الدرعية ، بالشراكة مع عددٍ من الجهات، ويُقام البرنامج بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، ووكالة الفضاء السعودية، ومركز عِلمي لاكتشاف العلوم والابتكار، وأكاديمية مهد الرياضية، في شراكة تهدف إلى تقديم محتوى معرفي وتطبيقي متكامل يُثري تجربة المشاركين ويُعزّز جودة المخرجات التعليمية. أهمية برنامج آفاق الدرعية يذكر أنّ برنامج آفاق الدرعية يأتي في إطار اهتمام هيئة تطوير بوابة الدرعية بتعزيز دورها في مجالي التعليم والمسؤولية الاجتماعية، من خلال توفير بيئة تفاعلية متميزة وغنية بالأنشطة النوعية، التي تُسهم في تنمية مهارات المشاركين وتطوير قدراتهم. وتهدف هذه المبادرات إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس في شخصياتهم، عبر تعزيز أنماط تفكيرهم بطريقة تترك أثرًا مستدامًا في مسيرتهم المهنية والمعرفية. أجندة برنامج آفاق الدرعية يشار إلى أنّ برنامج آفاق الدرعية الذي تستمر فعالياته حتى 21 أغسطس 2025م يتضمن العديد من الأنشطة، ضمن 6 مسارات متخصصة ترتكز على قيم وإرث الدرعية. وتحتوي هذه المسارات على (14) ورشة عمل تغطي مجالاتٍ متعددة، حيث يشهد مسار القيادة 3 ورش عمل تغطي مهارات المناظرة العلمية، والعمل التطوعي، والإلقاء والخطابة. ويهدف مسار التراث إلى تعليم تقنيات التنقيب عن الآثار، والبناء التقليدي بالطين، أما مسار الإنتاج الإبداعي فيُركّز على التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام، فيما يشمل مسار العلوم على عددٍ من الورش المتخصصة في أنظمة المياه وعلوم التربة والطاقة المستدامة وصناعة الطائرات. ويشمل مسار الفضاء ورش عمل تفاعلية عن علم الفلك والفضاء وتقنياته، من الماضي وحتى عصرنا الحالي، أما مسار الرياضة فيشمل رياضات مثل المبارزة ورماية السهام. تنطلق اليوم فعاليات برنامج #آفاق_الدرعية 2025، حيث سيبدأ طلاب الدرعية المبدعون رحلتهم عبر المسارات الستة للبرنامج. تابعوا قصصهم وإبداعاتهم خلال الأسابيع القادمة. — هيئة تطوير بوابة الدرعية (@DGDA_SA) July 27, 2025 إلى ماذا يهدف آفاق الدرعية؟ يهدف البرنامج الذي يُقام من الأحد إلى الخميس من الساعة 6:00م إلى 10:00م إلى: تنمية جيل واعٍ ومتمكن، يُجسّد قيم الشباب السعودي ، ويحمل إرث الدرعية الأصيل؛ لتنمية شعورهم بالفخر ورفع مستوى الوعي الثقافي والتاريخي لديهم. تنمية الابتكار وتشجيع الإبداع وتطوير الحلول الإبداعية للمشكلات الواقعية. تعزيز مهارات القيادة لديهم، لتمكينهم من التواصل بشكلٍ فعّال وصناعة القرار والعمل الجماعي. اكتساب الخبرة وتعلّم المهارات على أصعدة مختلفة.


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
السعودية تطلق أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة
أعلن الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، تشغيل أول وحدة اختبار من نوعها في المملكة لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة، وذلك في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) بالرياض، بالشراكة مع شركة "كلايموركس" العالمية المتخصصة في تقنيات احتجاز الكربون. وبدأت الوحدة المتنقلة أعمالها فعلياً داخل مرافق المركز، حيث تعمل على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي، وهو ما يُعد إثباتا عمليا لنجاح هذه التقنية حتى في الظروف المناخية الحارة والجافة التي تميز البيئة السعودية، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الطاقة السعودية. ويأتي تشغيل هذه الوحدة في إطار التزام المملكة بمبادئ الاقتصاد الدائري للكربون، وسعيها لتطبيق تقنيات متقدمة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وخططها المناخية، بما في ذلك الوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060. إنجاز جديد في مسيرة الاستدامة وأكد وزير الطاقة أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا وطنيًا جديدًا في مسيرة الاستدامة، وتعكس جهود المملكة لتبني حلول ابتكارية تواكب التحول العالمي في قطاع الطاقة. ويُعد مركز "كابسارك" من الجهات البحثية الرائدة في المنطقة في مجالات الطاقة والاستدامة، ويمثل منصة علمية لتجربة وتقييم التقنيات الناشئة. كما أن الشراكة مع شركة "كلايموركس" تعزز فرص تطوير وتوطين تقنيات التقاط الكربون، ما يسهم في تنويع الاقتصاد وخفض الانبعاثات، وتوسيع تطبيقات التقنية في مشاريع أخرى داخل المملكة وخارجها. ويمثل تشغيل هذه الوحدة بدايةً لتجارب أوسع تهدف إلى رفع كفاءة احتجاز الكربون وتقييم جدواها الاقتصادية في البيئة المحلية، لتكون أحد الأعمدة الداعمة لاستراتيجية السعودية في قيادة الجهود العالمية لمعالجة التغير المناخي.