
عائشة البصري: تعدُّد الأجناس إثراء.. وتنقُّلي بين السرد والشعر ليس خللاً
• متى بدأت علاقتك بالكتابة؟
•• لا أذكر أول نص كتبته. نشرت قصصاً قصيرة وقصائد شعرية في مجلات حائطية، ومنشورات الثانوية فترة الدراسة. ملأت- كما فعل زملائي الحالمون بالتأليف- دفاتر أنيقة بخواطر وأشعار. نلت جائزة أحسن نص قصصي. تلتها مرحلة صمت في الجامعة. ثم انشغلت بالألوان، كتبت مقاربات لأعمال تشكيليين مغاربة. ظهرت في الساحة الثقافية المغربية بأول مجموعة شعرية «مساءات» وتلتها مجموعات أخرى مسافة عقد من الزمن قبل أن أدخل صدفة مجال الرواية..
• من وقف وراء هذه التجربة بالدعم والمؤازرة ؟
•• والدي كان قارئاً نهماً باللغتين الفرنسية والعربية، رفيقاً وفيّاً للكتاب. ومكتبة البيت كانت أكبر محفز لي لاكتشاف عوالم الكتاب والكتابة. تلك الكتب المرصوصة على رفوف مكتبة والدي هي أول دعوة لي لعالم الحروف والكلمات، من ذكريات طفولتي، أذكر جلسات المساء الصيفي الطويل، حين كان يجلسنا حوله أنا وإخوتي ويقرأ علينا مقتطفات من روائع الأدب الفرنسي خلال القرنين السابع والثامن عشر، مؤكداً على مخارج الحروف وسلامة النطق بها، دون أن ينسى كونه معلماً للغة الفرنسية، ربما أردت أن أحقق له أمنيته في أن يصبح لنا في العائلة كاتب معروف.
• من يتابع نتاجك يشعر أن الهويّة الكتابية لم ترسُ على برّ، فيها الرواية والشعر، والقصة القصيرة، وربما دراسات نقدية، وكتابات إعلامية، ألا يؤثر ذلك على تراكمية مشروعك الكتابي؟
•• لا بد من الإشارة إلى أن مفهوم الكتابة اليوم أصبح أكبر وأوسع؛ لأن الأمر يتعلق بالحرية الإبداعية والحق في التخييل. تعدد الأجناس إثراء مضاعف للكاتب، وعدد كبير من كتاب الرواية في القرن العشرين قدِموا من الشعر: «خوسي سراماغو» «بول أوستير»، «الطاهر بنجلون» «ميشيل بوتور» «بيتر هاندك» «غونتر غراس» وغيرهم.. فيهم من ظل يكتب الشعر والرواية في نفس الآن، وفيهم من عاد إلى الشعر إثر تحقيق منجزات باهرة في الكتابة الروائية. هناك قضايا وانشغالات تختار شكلها الملائم، أكتب بين الفينة والأخرى مقاربات محبة لبعض النصوص التي تعجبني، لكن تجربتي الإبداعية على العموم تنحصر في الشعر والسرد، ورغم اختلاف الأجناس، أنا أشتغل من داخل اللغة، وهي الشيء الثابت في تجربة كل كاتب..
وتحولي بين السرد والشعر ليس خللاً، أو بحثاً عن شكلٍ يستوعب التجربة، بل استجابة لحالة وجدانية وفكرية. لا يمكن وضع تجربة كاتب ما في صندوق وإغلاقه دون التحولات الفكرية والعاطفية للكاتب وإلا سيكون ذلك قمعاً أدبيّاً. لا أظن أن هذا التعدد قد أضعف مشروعي الإبداعي بل عدد قرائي.. لن أشعر في يوم من الأيام بالذنب لأنني تجاوزت تخصصاً أدبيّاً معيناً لبسته زمناً. لأن الكتابة بالنسبة لي هي رحلة طويلة بمحطات مختلفة.
• بموضوعية أين تجدين نفسك، بين هذه العوالم؟
•• أعتبر نفسي شاعرة وأنتصر للشعر. وعقب أعوام وستة أعمال سردية عدت أخيراً إلى الشعر، بيتي الأول، بديوان شعري تحت عنوان «المياه الكبرى». لم أتوقف يوماً عن كتابة الشعر، كل يوم أدون بيتاً أو شذرة. لكن الرواية كانت تأخذ مني الكثير من الوقت لكي أجلس وأرتب بيتي الشعري. تراكمت القصائد المتناثرة بين الجذاذات والكراسات.. كل مرة أدخل مشروعاً روائيّاً آخر وأعدني بالعودة إلى القصيدة لأنها متنفسي الروحي. مع الأسف الجوائز والتنويهات التي حصلت عليها كانت في الرواية.
• متى شعرتِ بالطمأنينة على مشروعك؟ وما مصدر الإلهام الذي تتكئين عليه؟
•• نهاية الكاتب هو ذلك الشعور المزيف بالاطمئنان. لحد الآن وبعد ستة عشر كتاباً، أبدأ عملاً جديداً بنفس القلق والتوجس، والخوف الذي كتبت به أول كتاب. كما لو أنني لم أكتب من قبل، لنقل أنه «رعب الصفحة البيضاء». القلق هو جزء من عملية الكتابة. الكاتب الذي لا يقلق أو يخاف مما يكتبه على الأرجح لا يكتب شيئاً يستحق على حد قول الكاتب الأمريكي ستيفن كينغ.. مع السنوات وممارسة الكتابة لا يعتمد الكاتب كثيراً على الإلهام لا يجلس أمام الكومبيوتر وينتظر، تصبح الكتابة حرفة وعادة يومية. شخصياً تكون على مكتبي ملفات عدة مفتوحة، أجلس أمام الكومبيوتر وأنخرط في الكتابة حسب مزاجي اليومي.
• ما أثر الشاعر حسن نجمي على تجربتك باعتباره كاتباً لا شريكاً؟
•• ليس هناك تأثير متبادل بيننا في التوجهات الأدبية. أنا وزجي الشاعر والروائي حسن نجمي قارتان متباعدتان مختلفان في الكتابة والإبداع. وربما يستغرب البعض أن زوجي الكاتب والمبدع حسن نجمي لم يقرأ لي يوماً، وأنا منذ أعوام لم أقرأ له شيئاً؛ لأنني أرى أنه ليس من الضروري أن يقرأ الزوج للزوجة أو العكس. الزواج مؤسسة لا تلزم لا المرأة ولا الرجل بالمشاركة الأدبية والفكرية. لدي أفكاري ومواقفي ولدى زوجي أفكار ومواقف تختلف تماماً. زوجي لا يعرف عن رواياتي ولا دواويني الشعرية إلا ما يسمعه من نقاشات جانبية بين الأصدقاء.. نحن مختلفان تماماً في أسلوب الكتابة حتى مرجعياتنا اللغوية تختلف. فبالإضافة إلى اللغة العربية والفرنسية زوجي يقرأ باللغة الإيطالية، وأنا أقرأ بالإسبانية. الاختلاف الأدبي لا يفسد للزواج مودة. حتى المكتبة في البيت لست مشتركة، كل واحد له مكتبته الخاصة. لنقل إنه اتفاق ضمني للحفاظ على الهوية الإبداعية لكل واحد منا.. لا بد من أن يكون للمبدع زاوية ظل، لا يدخلها أحد حتى ولو كان زوجاً أو زوجة.. مهم بالنسبة لي تلك المساحة من الحرية الإبداعية التي أتمتع بها داخل مؤسسة الزواج والتي تفتقدها العديد من الكاتبات.
• بماذا تصفين زواج المبدعين؟
•• بصفة عامة، ليس من السهل اقتسام الحياة مع كاتب بسمات مختلفة إنسانياً وإبداعياً. المساكنة الإبداعية فيها الكثير من المعاناة، إذا أخذنا بعين الاعتبار انتماء المبدعين. ففي مجتمع عربي كمجتمعنا، بكل حمولاته الدينية والاجتماعية والاقتصادية كذلك، غالباً ما تكون المساكنة الإبداعية إعاقة كبيرة بالنسبة للمرأة. يظل الشد والجذب بين الطرفين قائماً إلى أن ينقطع التواصل بينهما. نادراً ما تنجح علاقة في هذا المجال، وهو ما تؤكده نهاية زيجات عديدة في الوسط الثقافي العربي. هناك أربعة أشخاص في زيجة بين مثقفين: المرأة والكاتبة والرجل والكاتب. زحمة وضجيج لا تتحملها مؤسسة الزواج، التي تعرف في واقعنا الحالي تحديات مجتمعية كثيرة.. إذا نجحت هذه الزيجة في أن تعبر السنوات الأولى الخطيرة، فمع الوقت ربما يتقبل الزوج الكاتبة وتتقبل الزوجة الكاتب، الارتباط بكاتب لعنة تتبع المرأة الكاتبة العربية أينما حلت، بحكم النظرة الذكورية الدونية لكل ما تبدعه المرأة، والتشكيك في قدراتها الإبداعية والفكرية. لحد الآن لم يستطع المجتمع العربي ولا حتى الساحة الثقافية التمييز بين مسارين مختلفين في الكتابة. شخصياً، حين أعلنت نفسي كاتبةً، وجدتني أمشي على بقايا ألغام حرب لم أشارك فيها. لهذا أدعو الثنائيات الأدبية الصاعدة أن لا يخضعوا لهذا الابتزاز الثقافي، وأن يستفيدوا من القيمة المضافة للمساكنة الأدبية.
• هل زواج المثقفين من واقع تجربتك مؤهل لمقاومة كل المزعزعات والزوابع؟
•• عطفاً على ما ذكرت، وانطلاقاً من تجارب عديدة لزيجات بين مثقفين فشلت أو تعثرت، أستطيع أن أقول أن مؤسسة الزواج، خصوصاً في العالم العربي، لا تساعد على هذا التداخل، لأسباب منها أن الكاتب والمبدع يمتلك وعياً زائداً بتعقيدات النفس والعلاقات، لكنه أيضاً أكثر عرضة للقلق والتحليل الزائد، وأحياناً للتمرد على الأنماط التقليدية. وهذا لا يخلق دائماً استقراراً، بل ربما يولد صراعاً داخلياً أو بين الطرفين. نرجسية الكاتب أقوى من أي ارتباط أو مؤسسة. للكاتب نرجسية مرتفعة، ما يحدث اصطداماً بين رؤى فكرية مختلفة، كما أنه يتعامل مع العالم كما لو كان نصاً قابلاً للتأويل الدائم، ما ربما أن يعيق التفاعل البسيط والعفوي بين الزوجين، الثقافة تمنح أدوات للفهم والتأمل والتواصل، لكنها لا تُلغي الطبيعة البشرية. وفي أوروبا وأمريكا، هناك القليل من الثنائيات في الأدب والحياة.
• ألا تؤثر الالتزامات الأسرية على النتاج الكتابي؟
•• المرأة في المجتمع العربي، تُحمَّل الجزء الأكبر من أعباء الحياة المنزلية: تربية الأطفال، رعاية الزوج، إدارة البيت. إضافة إلى العمل خارج البيت.. وهذه الانشغالات تستهلك الوقت والجهد الذهني والعاطفي، وتقلّص المساحات الحرة التي يحتاجها الإبداع. الإبداع ليس فعلاً ميكانيكياً، بل يحتاج إلى صفاء، وحدة، ومساحة نفسية، ومكان للكتابة، وهي شروط غالباً ما تكون مهدَّدة في حياة الكاتبة الأم والزوجة. الكتابة فعل فردي وتحتاج مسافة بُعد عن الآخر، كما تحتاج لحرية أكبر، والالتزام المؤسسي يضعها تحت المحك. أعوام طويلة، وأنا لا أستطيع الكتابة إلا في ذلك الوقت الضيق المقتطع من يومي وهو من الخامسة صباحاً إلى الثامنة صباحاً قبل أن يستيقظ مَنْ في البيت. الحقيقة أنه من الصعب خلق توازن بين الكاتبة والزوجة والأم.
• ما نصيب الأعمال الوظيفية والنقابية من يومك؟
•• منذ سنوات تركت الوظيفة، وامتهنت الكتابة، ما عوضني عن وقت للكتابة كنت أفتقده من قبل.
• ما الذي يدفعك للكتابة؟
•• ببساطة، أكتب لأنه ليس لدي ما يكفي من الشجاعة كي أواجه الناس والحياة. في الشعر أختبئ وراء المجاز لأقول ما أريد وبحرية. في الرواية ألبس أقنعة الشخصيات لأدين واقعاً مجحفاً للمرأة، لتحسيس المجتمع باختلالاته وخلخلة هذا الواقع. الكتابة ضرورة وجودية بالنسبة لي كأنثى. لقد جاءت الكتابة في حياتي رد فعل على لحظات فاصلة، بعضها مؤلم، وبعضها مربك، وبعضها تركني في مواجهة نفسي وأسئلتي الكبرى. مررتُ بفترات صمت طويلة، سواء بسبب الأمومة أو الانشغالات الحياتية، لكن اللغة بقيت في داخلي كامنة، تبحث عن مخرج. وعندما عادت، عادت بقوة، كحاجة داخلية لا يمكن التفاوض حولها. الكتابة مساحة للتعبير، للتأمل، وللتصالح أحياناً مع ما لا يمكن التصالح معه. لا أكتب لأنني أملك أجوبة، بل لأنني أبحث عن الأسئلة. أكتب عندما أشعر أن هناك صوتاً غائباً يجب أن يُسمَع، أو ظلّ امرأة منسيّة يجب أن يُروى. الكتابة أيضاً شكل من أشكال الشهادة، وليست فقط تمريناً جمالياً. وقبل جمالية النص، الكتابة فعل متضامن بالأساس، هي وسيلتي للاقتراب من تجارب إنسانية قاسية، رغم أن ذلك لم يكن واضحاً خلف المجاز الشعري في المجموعات الشعرية الأولى، لكنه بدا جلياً في رواياتي. أظن أننا ككاتبات ملزمات بالدفاع عن حقنا ومشروعيتنا في التواجد الثقافي والاجتماعي والسياسي، ففي النهاية نحن نكتب دفاعاً عن قيم، وما الإبداع إلا رسائل عبر آليات التخييل.
• أين جسور التواصل بين مشرقنا العربي ومغربه؟
•• بين المشرق والمغرب جسور ثقافية، كانت على الدوام راسخة ومتعددة الأبعاد رغم اختلاف السياقات التاريخية والجغرافية. هذه الجسور لا تُختزل في الجغرافيا أو اللغة فقط، بل تتعداها إلى عمق التجربة الحضارية المشتركة، وتاريخ طويل من التبادل والتفاعل. أكيد أن اللغة العربية لعبت دوراً مركزياً في هذا التلاقح، باعتبارها الحامل الرمزي والثقافي الذي عبّرت من خلاله المجتمعات عن قضاياها وهواجسها. إلا أن التراث المشترك من الفلسفة إلى التصوف، ومن الشعر إلى الفكر الديني ساهم في بلورة نوع من الوعي الجماعي العربي، الذي لا يمكن فصل روافده المشرقية عن نظيرتها المغربية. هذا الوعي الجماعي توطد أخيراً بفضل أشكال التواصل الحديثة. على سبيل المثال لا الحصر، تأثر الكُتّاب المغاربة بتيارات الحداثة الشعرية والفكرية القادمة من المشرق، من بيروت والقاهرة ودمشق، كما تأثر المشرق بموجات التجديد الغربية التي أعاد صياغتها كتاب المغرب من خلال تجربة محلية خاصة، منفتحة على التعدد الثقافي والهوياتي للمغرب. الآن، لا أحد ينكر أن هناك ندية ثقافية واضحة، ورغم التحديات السياسية والاقتصادية يظل بيننا مشترك ثقافي متجذر وممتد.
• هل عززت مواقع التواصل الاجتماعي وشائج التفاعل بين المثقفين؟
•• رغم المخاطر المترتبة على استعمال هذه الوسائل، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي -خلال العقدين الأخيرين- فضاءً جديداً للتفاعل بين المثقفين العرب، وأعادت رسم حدود العلاقة بين المركز الثقافي والهامش، وبين الكاتب والقارئ، بل وبين المثقفين أنفسهم. لقد عززت هذه الوسائط، إلى حدٍّ كبير، وشائج الحوار والتقاطع، وخلقت نوعاً من الديمقراطية الثقافية غير المسبوقة. لم يعد المثقف العربي تحت رحمة مؤسسات النشر، أو رهين مواعيد الملاحق الثقافية الأسبوعية. أصبحت المنصة الإلكترونية امتداداً لصوته، وأحياناً بديله الأوّل. والفكرة تنتقل من الرباط إلى الرياض، ومن بغداد إلى الجزائر، في لحظات معدودة، مصحوبةً بتفاعلات آنية ونقاشات تتجاوز الجغرافيا والبيروقراطيات الثقافية. من جهة أخرى، أسهمت هذه المنصات في كسر المركزية الثقافية المشرقية التي طالما هيمنت على المشهد العربي، وأتاحت لأصوات مغاربية وخليجية وفلسطينية وسودانية أن تتقاطع في فضاء لغوي مشترك، دون أن يُفرَض عليها معيار جغرافي أو سلطوي.
• ما المنصات والمبادرات التي تحتاجها الثقافة العربية؟
•• ربما لست في موقع يسمح لي باقتراح حلول، لكن في ظل التحوّلات السريعة التي يعرفها المشهد الثقافي العالمي، تبرز الحاجة الملحّة إلى التفكير في منصات عربية ومبادرات ثقافية جديدة تستجيب لمتطلبات العصر، وتعزز التكامل بين الفاعلين الثقافيين من مختلف أقطار الوطن العربي. والعمل على الترجمة ليفهمنا الآخر، والمشاركة في كتابة النص الكوني، بخلق المزيد من المراكز المهتمة بهذا الجانب المهم للثقافة العربية. وإطلاق منصات رقمية للنقد الأدبي. فالملاحظ أن النقد العربي لا يواكب تحولات النص الأدبي الذي عرف طفرة النشر في السنوات الأخيرة. بعض النقاد لم يطوروا أدواتهم النقدية لعدم قدرتهم على مواكبة التجديد، والانخراط في كتابة عالمية حديثة. وأهم من ذلك، التشجيع على القراءة وتربية قارئ مواكب ومهتم بالاعتماد على المناهج مدرسية.
• ما انطباعك عن تحوّل الثقافة الصلبة إلى سائلة أو مسيّلة؟
•• هذا السؤال مرتبط بكيفية تعاملنا مع تقنيات التواصل الحديثة. في زمن لا يكفّ عن التحوّل، لم تعد الثقافة كما عهدناها. نحن اليوم أمام انتقال حقيقي، لا على مستوى الوسائط فقط، بل في طبيعة التلقّي والإنتاج والمكانة الرمزية للمعرفة نفسها، وهو تحوّل يتجاوز التقنية، ليطول جوهر الممارسة الثقافية.
هذا التحول له وجهان، فمن جهة، فتحت الثقافة السائلة المجال أمام فئات أوسع من الناس للتفاعل مع الأفكار والكتب والفنون، بل وأعادت الاعتبار لأصوات كانت مهمّشة أو بعيدة عن «المركز». ومن جهة أخرى، ثمة خطر حقيقي: أن تتحوّل الثقافة إلى «محتوى»، أي إلى شيء سريع الزوال، خفيف، مصمَّم ليُستهلك بسرعة ثم يُنسى. في هذا المشهد، نخشى أن يُفرّغ المعنى من عمقه، وأن تتحوّل المعرفة إلى أداة حضور رمزي بلا مضمون نقدي.
خوفنا الآن، هو أن نكون قد دخلنا زمن هشاشة المفاهيم. أن تفقد الثقافة عمقها، وتتحول إلى لحظة رقمية: سريعة، مختزلة، آنية، تفضّل الانطباع على التحليل، أن نسقط في إغراء السرعة ونخسر المعنى.
• لماذا طغى اسم محمد شكري على النتاج الإبداعي المغربي؟ وهل تعدينه ظاهرة؟
•• لا يمكن إنكار أن محمد شكري مثّل ظاهرة حقيقية في الأدب المغربي والعربي، كاتب خرج من الهامش إلى المتن، ومن العنف إلى اللغة، ومن العزلة إلى الترجمة العالمية، فشكّل صدمة فنية في زمن كان الأدب فيه لا يزال أسير التجميل الثقافي، فجاء هو بلغة الجسد، والانكسار، والنجاة الفردية. «الخبز الحافي» لم تكن رواية فقط، بل كانت انقلاباً على نظرة الناس إلى السيرة الذاتية، وعلى سلطة الرقيب الاجتماعي والأخلاقي والسياسي. لا يمكن الآن اختزال الأدب المغربي في اسم محمد شكري كظاهرة انتعشت أساساً من انبهار الآخر الغربي والشرقي معاً بصورة «الكاتب الملعون»، الخارج عن النظام، المتمرد لغوياً وسلوكاً، فأصبح عند البعض صورة نمطية عن المغرب الثقافي. إن حصر المشهد الروائي المغربي فيه فقط ظلم لأسماء روائية وازنة حققت تراكماً و نجاحاً في العالم العربي والغربي.
• كيف ترين مقولة المغرب يشتهر بمفكريه أكثر من سارديه وشعرائه؟
•• ربما هذه المقولة أصبحت متجاوزة الآن. ففي السنوات الأخيرة لم ينحصر التفوق والشهرة في الجانب الفكري فقط، بل تعداه إلى التفوق في الجانب الإبداعي كذلك. صحيح أن المغرب يتوفر على مفكرين ونقاد وباحثين كبار، وهو الآن يتوفر على كتاب وشعراء ومسرحيين وسيميائيين وفنانين تشكيليين مهمين.. والمشكلة أن النظرة القديمة التي كانت تعتبر المغاربة أهل نحو وفقه ولغة ما زالت سائدة، إلى حدٍّ ما، رغم مجمل التحولات الهائلة في أنظمتنا الثقافية والفكرية والإبداعية والجمالية في المغرب. وكون هذه النظرة التي تعجز عن الاطلاع والمتابعة -عكس ما نقوم به نحن من جهد لمتابعة الإنتاج الفكري والأدبي في الجناح الشرقي لأمتنا -لا يعني أننا لا نتوفر على أدب حقيقي. وإلا ماذا تعني هذه الجوائز العربية الوازنة التي حصل عليها أدباء وشعراء من المغرب. ولا تعوزنا الأسماء والأمثلة المغربية: محمد عابد الجابري، محمد مفتاح، عبدالفتاح كيليطو، محمد الأشعري، محمد بنيس، وغيرهم من الأسماء الشابة والجديدة.
• لمن تقرئين من الكتاب السعوديين؟
•• لدي صديقات وأصدقاء من الكتاب السعوديين. التقيت أغلبهم في مناسبات ثقافية: مهرجانات، معارض الكتب، وهناك من شاركتهم ندوات. رغم أنني لم أشارك في أنشطة بالمملكة السعودية فأنا أواكب إنتاجهم وتحولات الساحة الثقافية التي عرفت أخيراً انفتاحاً وتجديداً ملحوظاً؛ نظراً لعناية المملكة بالجانب الثقافي والفني. ولا بد من التنويه هنا بأن الحداثة الأدبية في السعودية مرت بمراحل مثيرة وثرية، وواجهت تحديات فكرية واجتماعية كبيرة، خصوصاً في ظل السياق المحافظ الذي كان يحيط بالنشاط الثقافي لعقود. ومع ذلك، ظهر جيل من الكتّاب السعوديين الحداثيين الذين لعبوا دوراً بارزاً في زعزعة البنية التقليدية للكتابة وإدخال مفاهيم جديدة في الشكل والمضمون. أتابع إصدارات الكثيرين أذكر بعض الأسماء مع الاعتذار لآخرين قد أسهو عنهم، في الشعر أحمد الملا، علي الحازمي، في الرواية عبدالرحمن منيف، عبده الخال ورجاء عالم، وزينب حفني، في النقد عبدالله الغذامي.
• هل أنصف النقاد تجربتك؟
•• لا أنكر أن الكثير من النقاد اهتموا بتجربتي الإبداعية، أذكر من بينهم الناقد المصري الدكتور صلاح فضل رحمه الله، كما حظيت إصداراتي باحتفاء الكثير من الكتاب كذلك. لكن بحكم ترجمة كتبي إلى لغات أخرى، كانت كتابات الآخرين وتقييمهم للتجربة أكثر إنصافاً، ربما لأنهم احتكموا للنص بغض النظر عن جنس كاتبه أو انتمائه.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 32 دقائق
- مجلة سيدتي
نجوم الفن اللبناني والعربي يتوافدون لمواساة زياد برجي في وفاة شقيقه
توافد كوكبة من نجوم الوسط الفني اللبناني والعربي إلى "جمعية التخصص والتوجيه العلمي" في بيروت اليوم الثلاثاء 15 يوليو، لتقديم واجب العزاء للفنان اللبناني زياد برجي بعد وفاة شقيقه محمد حسني البرجي يوم الأحد الماضي. عزاء شقيق الفنان زياد برجي شهدت قاعة العزاء توافد العديد من النجوم، حيث تواجد الثنائي ناصيف زيتون ودانييلا رحمة اللذين حضرا معًا في لفتة تضامنية، حيث التقطت عدسات الكاميرات لحظات عناقهما الحار للفنان زياد برجي ، كما كان من ضمن الحضور كل من وائل جسار وباسم مغنية حيث وقفا إلى جانب زياد برجي طوال مراسم العزاء. وتواجد أيضًا كل من رحمة رياض، عاصي الحلاني، نيشان، محمد الأحمد، الموسيقار ميشال فاضل، والإعلامية أنابيلا هلال برفقة زوجها الدكتور نادر صعب، بالإضافة إلى دينا حايك، وفارس كرم. View this post on Instagram A post shared by ET بالعربي (@etbilarabi) تفاصيل صادمة أدت إلى الوفاة وكشف ناصر برجي (شقيق الراحل) في تصريحات لـ"ET بالعربي" عن تفاصيل صادمة لوفاة شقيقه حيث قال إنه نتيجة إهمال طبي داخل أحد المستشفيات بلبنان. كما صرح بأن العائلة قد رفعت دعوى قضائية ضد المستشفى بتهمة "القتل بالإهمال". يمكنك قراءة.. زياد برجي يكشف أسراراً فنية ويتجنب الأزمات... وهذا موقفه من دخول أبنائه الوسط الفني زياد برجي بـ مهرجان موازين 2025 وكان قد أطلّ النجم اللبناني زياد برجي على جمهوره في حفلٍ فني كبير، شهد حضوراً واسعاً وتفاعلاً جماهيرياً لافتاً، وعلى هامش مشاركته في الدورة العشرين من مهرجان موازين 2025 التي أقيمت بالمغرب. وعلى هامش المؤتمر الذي أقيم بعد الحفل، كشف برجي أنه كان يعمل على أغنية باللهجة المغربية، لكنه لم يتمكن من إنهائها بعد، مشيراً إلى أنها لا تزال قيد التنفيذ، وقال: "حضّرت أغنية مغربية منذ فترة، ولكن طرأ بعض التأخير على تنفيذها، وأعمل حالياً على استكمال هذا المشروع بكل حبّ". لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن


مجلة هي
منذ 4 ساعات
- مجلة هي
قوة السعوديات خلف العدسة: 5 مصورات على خريطة التصوير العالمي
في السنوات الأخيرة، لم تعد الكاميرا مجرد أداة فنية في أيدي المصورات السعوديات، بل تحوّلت إلى وسيلة قوية لسرد الحكايات في قلب المشهد البصري العالمي، حيث برزت أسماء سعودية نسائية فرضت حضورها خلف العدسة، فشاركن في معارض دولية، بل وحصدن الكثير من الجوائز المرموقة.. لنتعرف على 5 مصورات سعوديات حملن العدسة بشغف، وأوصلن رؤاهن البصرية إلى المنصات العالمية، وأثبتن أن الصورة القادمة من السعودية تملك صوتًا، ووجهة نظر، وقوة لا يُستهان بها. يُمن المنلا صورة يمن المنلا الفائزة بجائزة HIPA العالمية 2025 تواصل المصورة السعودية "يُمن محمد المنلا" ترسيخ حضورها المميز في المشهد الفوتوغرافي العالمي، حيث وضعت مؤخرا بصمة جديدة لها على خريطة التصوير العالمي، وحققت إنجازًا مميزًا بحصادها المركز الثاني في جائزة HIPA "حمدان بن محمد الدولية للتصوير" العالمية 2025 عن فئة المحور العام الملوّن، والتي تعد واحدة من أرقى الجوائز في عالم التصوير، والتي يترشح لها نخبة المصورين من حول العالم، وذلك عن لوحتها التي تحمل عنوان "نيران التراث"، من أحد مهرجانات الخيل في المغرب، وهي الصورة التي خلدت من خلالها مشهد فلكلوري ساحر، وقدمته بعدستها بروح معاصرة تخطف الأنفاس، وتواصل بذلك مسيرتها اللافتة بمشاركاتها المستمرة في الكثير من المسابقات الدولية والمحلية، وحصادها للجوائز المشرفة والميداليات المتنوعة، ومن أبرزها حصادها جائزة المركز الأول لأفضل صورة عن فئة "التصوير الليلي" في المسابقة الدولية الفوتوغرافية الإلكترونية الأولى 2020 بتنظيم الجامعة العربية للإبداع والعلوم الإنسانية بالمملكة المغربية. هناء تركستاني المصورة هناء تركستاني تتميز أعمال المصورة السعودية "هناء تركستاني" المتخصصة في تصوير اللاندسكيب والمناظر الطبيعية الخلابة، بتوثيق تنوّع الطبيعة والتضاريس السعودية والعربية، بأسلوب هادئ، مليء بالتفاصيل والضوء، يترجم إحساساً عميقاً بجمال البيئة وسكونها، وتجسدت قوة عدستها بحصولها على العديد من الجوائز المحلية والدولية في مسابقات تصوير الطبيعة والمناظر الطبيعية، كما عُرضت أعمالها في منصات مرموقة، وشاركت في معارض فوتوغرافية احتفت بجمال المشهد البصري في المملكة والعالم العربي، وتم اختيارها ضمن أبرز المصورين المهتمين باكتشاف الطبيعة بعدسات مختلفة، ومن أبرز نجاحاتها أن تم تكريمها من قبل الشيخ سلطان القاسمي بمهرجان اكسبوجر العالمي كأول سعودية مشاركة بمعرض 2023 ، كما كانت أول سعودية نشر لها وصفة الوان خاصة بموقع نيكون الرسمي2023 ، وكانت اول سعودية مشاركة بمعرض ضوئي ليلي في مانوسكي فرنسا، وتم اختيار صورة لمتحف لابدريرا برشلونة لتكن رمز للمتحف بكتاب بريطاني متخصص بالفن المعماري، ونشر بعض من تصويرها لمباني زها حديد بحسابها الرسمي، كما حكمت في عدة مسابقات تصوير من أبرزها مسابقة تصوير بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام جدة، والتحكيم في مسابقات عالمية في إسبانيا، المانيا، مصر، وتركيا. أمل الأمير المصورة أمل الأمير تتابع عدسة المصورة السعودية "أمل الأمير" رحلتها القوية من خلال مشاركاتها المتنوعة في المسابقات الدولية، وتحقيقها لنجاحات مبهرة، وحصادها لمئات الجوائز العالمية، وعرض العديد من صورها الفائزة في عدة معارض ومتاحف عالمية، هذا بالإضافة إلى عملها كمحكمة تصوير، وقيامها بتحكيم أكثر من 30 مسابقة فوتوغرافية حول العالم، ولقد كان لصورها نصيب في خريطة التصوير العالمي منذ مطلع هذا العام بحصادها للكثير من الجوائز العالمية، ومن أبرزها المسابقة السنوية الكبيرة التي أقامتها الجمعية الأمريكية للتصوير، للاحتفال هذا العام بمرور خمسة وثمانين عاما في خدمة المصورين، والتي تشهد تنافسا قويا بين الأعداد الكثيرة من المصورين حول العالم، حيث حصدت الأمير ميدالية ذهبية وشهادة شرفية في محور الصور الأحادية، وميداليتين فضية في محور الصور الصحفية، وشهادة شرفية في محور صور الطبيعة، كما فازت في مراحل المسابقة الأولمبية للتصوير الفوتوغرافي المقامة في روسيا في جميع جولاتها الثلاثة، ونالت المرتبة الأولى في مسابقة مظاهر رمضان والعيد للتصوير الفوتوغرافي التي أقامها الاتحاد العربي للثقافة Arab Union For Culture، كما حصلت إحدى صورها المشاركة في المحور الهندسي على جائزة (الشريط الذهبي) وذلك في مسابقة PHOTO EXPO AWARD. أماني القحطاني المصورة أماني القحطاني كانت قوة عدسة المصورة السعودية "أماني القحطاني" وراء نيلها لقب أول مصورة سعودية تحصل على 1300 جائزة وخمسة القاب في التصوير، حيث تمتلك سلسلة تجارب محلية وعالمية في عالم التصوير والتوثيق، ولها مشاركات متنوعة في المسابقات والمهرجانات والفعاليات العالمية المتخصصة في مجال التصوير، ولقد حصدت الكثير من الميداليات والجوائز الدولية والأوسمة الشرفية، ومن أبرزها حصادها ميدالية ذهبية (PAGB) في صالون بريستول الدولي للتصوير الفوتوغرافي في النسخة 74 المقامة في إنجلترا، وكذلك تتويجها بالميدالية الذهبية (FIAP) في مسابقة بنين الدولية للتصوير في النسخة الثالثة للمسابقة في جمهورية بنين، وكذلك الميدالية الفضية في صالون مسابقة infinity 2020 الدولية التي أٌقيمت في البوسنة والهرسك، ووسامين شرفيين في مسابقة somoni 2020 الدولية في طاجيكستان، وحصولها على جائزتين دوليتين (ميدالية ذهبية وأخرى فضية) في مسابقة لمواجهة كورونا، وهي عضوة في منظمة الاتحاد الدولي لفن التصوير FIAP واتحاد المصورين العالمي GPU، كما تشارك في الكثير من رحلات التصوير الدولية في بلدان مختلفة ولها مشاركات متنوعة في فعاليات عالمية. نجلاء الخليفة صورة نجلاء الخليفة الفائزة بمسابقة منظمة السياحة العالمية مثلت المصورة "نجلاء الخليفة" المملكة في العديد من المحافل الدولية، وحصلت على أكثر من 40 جائزة ووسام في مسابقات عالمية ومحلية، كما عرضت أعمالها في أكثر من ستين صالون ومعرض دولي ومحلي في روما وباريس وفرانكفورت وبلجيكا وشانغهاي ولندن وتورنتو والتشيك والإمارات وتونس وعمان، ومن أبرز إنجازاتها تمثيل المملكة في معرض بينالي برلين للتصوير الفوتوغرافي، وحصولها على الميداليتين الذهبية والبرونزية في مسابقة طوكيو العالمية للتصوير الفوتوغرافي، ومسابقة بري دي لا فوتوغرافي PX3 الفرنسية، بالإضافة إلى العديد من المسابقات كمسابقة IPA إنترناشيونال فوتوغرافي أوردز بنيويورك، وسوني العالمية، ومسابقة الوطن في عيون الفوتوغرافيات، والمهرجان العربي الأوروبي، كما فازت بمسابقة منظمة السياحة العالمية بصورة لقرية ذي عين الأثرية. الصور من حسابات المصورات ومواقع مسابقات التصوير والاتحادات.


مجلة سيدتي
منذ 4 ساعات
- مجلة سيدتي
أكسسوارات لتحويل غرف نوم الزوجين إلى مساحة رومانسية
تدلّ غرفة نوم الزوجين على قلبين محبين يجدان في المساحة المذكورة الهدوء والراحة، ويكتبان الحب، بكل تفاصيله؛ مما يستدعي العناية بالتصميم الداخلي لغرفة النوم الزوجية، كما تنسيق ديكوراتها وتزيينها بالأكسسوارات. إليكِ، في السطور الآتية أفكاراً مناسبة لإضفاء لمسات رومانسية على غرفة نومك وزوجك؛ علماً بأن علاقتكما تتأثر بشكل كبير بتصميم غرفة نومكما؛ فالمساحة المُخططة بعناية، تُنشئ رابطاً عاطفياً وجسدياً، وتُخفف التوتر، وتُتيح نوماً أفضل، كما هي تُجسّد قصتكما المشتركة. تزيين غرف نوم الزوجين إذا كانت قارئة هذه السطور مهتمة بتزيين غرفة النوم الزوجية بأكسسوارات جذابة؛ فإن أفكار الديكور الآتية مناسبة، وهي تقوم على إضافات ولمسات كفيلة بالتعبير عن تفضيلاتها، وعملية، ولا تخلو من جمالية. إضاءة غرفة نوم الزوجين من الصحيح تعزيز الإضاءة في غرفة نوم الزوجين؛ لتكون متعددة الاستخدامات وقابلة للتكيُّف مع أيّة لحظة؛ مما يُضفي الرومانسية، عند الحاجة إليها، أو الاسترخاء. لذلك؛ بدلاً من الاعتماد على مصدر إضاءة واحد، أنشئي طبقات من الإضاءة لتعزيز مزاج الغرفة ووظائفها: الإضاءة المحيطة: إنها مصدر الإضاءة الرئيس في غرفة النوم؛ لذا فهي تُشبه تركيبات الإضاءة في السقف أو ما شابه. إضاءة المهام: تُعَدّ مصابيح السرير أو الشمعدانات مثالية للقراءة أو روتينٍ ما قبل النوم. علاوة على ذلك، يُمكن تعديل تصميمها ليتمكن كلّ شريك من ضبط الإضاءة حسب رغبته من دون إزعاج الآخر. إضاءة مميزة: تُضفي الأضواء السلكية، أو شرائط LED أسفل الأثاث، أو وحدات الإضاءة المثبّتة على الحائط، عمقاً وإثارة. تتميز بتوهُّج رومانسي خفيف مثالي للاسترخاء. لنصيحة احترافية، استثمري أموالكِ في الأضواء القابلة للتعتيم أو أنظمة الإضاءة الذكية، التي تتيح لكِ ضبط السطوع وحتى درجة حرارة اللون حسب حالتكِ المزاجية. التخزين الحرص على تأمين أمكنة متعددة للتخزين ، بما في ذلك الرفوف المكشوفة والمغلقة، وصناديق التخزين والأدراج أسفل السرير، وذلك لتوضيب الكتب والأكسسوارات والبطانيات والحقائب والأحذية وغيرها. علماً بأن الفوضى عدوّ الهدوء، وحلول التخزين العملية بالتالي ضرورية للحفاظ على نظافة غرفة النوم وتناسقها. إشارة إلى أن خزائن الملابس المدمجة تتيح تخزيناً أنيقاً ومنظماً إذا سمحت المساحة. ركن للجلوس تصميم ركن صغير للجلوس عن طريق تأمين أريكتين صغيرتين وطاولة صغيرة، أو ركن القراءة عن طريق وضع طاولة صغيرة ومصباح وكرسيّ بذراعين مريح. لكن، إذا كانت مساحة غرفة نوم الزوجين لا تتسع لتصميم الركن المذكور، ما رأيكِ في الاستعاضة عن ذلك بإضافة مقعد إلى نهاية السرير؛ فالمقعد الأنيق يُضفي لمسةً من الرقي على المكان. إضافة لمسات شخصية عديدة هي العناصر التي تجعل غرفة النوم الزوجية تعبّر عن تفضيلات شاغليها، لاسيّما الآتي، لكن يجدر عدم الإغفال عن أن تصميم غرفة نوم الزوجين يتمحور حول التوازن: مفروشات السرير؛ إذ الاستثمار في ملاءات وبطانيات ووسائد عالية الجودة، أساسي للراحة والأناقة. في هذا الإطار، اشتري ملاءات عالية الخيوط أو بياضات قابلة للتهوية- إنها تستحق ثمنها. كما يحلو تغليف مخدة بغطاء يضم الحرفين الأولين من اسمي الزوجين. الستائر: تشمل اللمسات المميزة أيضاً، إضافة ستائر شفافة تسمح بدخول ضوء طبيعي ناعم ومنتشر إلى الغرفة. الشموع: مهما كانت أحجام الشموع ، هي قادرة على إضفاء لمسة دافئة ومتألقة على غرفة النوم الخاصة بالزوجين. لمسات من الطبيعة: تقوم اللمسات الطبيعية على النباتات الداخلية ، التي تجعل غرفة النوم منتعشة وجذابة. في هذا الإطار، يصح البحث عن أنواع سهلة العناية مثل نباتات الثعبان أو زنابق السلام. إذا كنتما زوجين مولعين بالزراعة؛ فإن نباتاً أكبر مثل شجرة التين ذات الأوراق الكمانية، يمكن أن يكون إضافة جريئة. كما يصح التزيين بالورود أو الزنابق التي تُنعش الأجواء على الفور. تعطير غرفة النوم: فكّري في الروائح المهدّئة، اقتني موزع الزيوت العطرية، وضعي قطرة من الخزامى أو البابونج أو الأوكالبتوس فيه. ولإضفاء أجواء رومانسية ومريحة، ضعي شموعاً معطرة بعطور متناسقة. اللوحات الفنية: اعرضي لوحة فنية كبيرة أو اثنتين فوق السرير لإضفاء لمسة بصرية مميزة؛ فمن الصحيح التزيين بأشياء تحمل معاني لكلٍّ من الزوجين. المرآة: لن تعكس الضوء فحسب؛ بل ستجعل الغرفة تبدو أوسع أيضاً. في هذا الإطار، يُنصح باقتناء مرآة كبيرة الحجم؛ فهي ستضفي على غرفة نومك لمسة من الفخامة، وتمثّل طريقة رائعة لملء جدار فارغ، والضوء المضاف سيجعل مساحتك تبدو أكثر اتساعاً وتهوية. مظلة السرير: تطبيق الفكرة الآتية سهل، وهو يُضفي رومانسية على غرفة النوم. هناك طريقتان لتحقيق هذا المظهر: سرير بأربعة أعمدة، أو تعليق مظلة فوق السرير، كلاهما جميل، ولكن إذا كنتِ لا تملكين مساحة كافية، يُنصح بتعليق مظلة سرير لا تشغل مساحة إضافية، مثل سرير بأربعة أعمدة. ستمنحكِ هذه الفكرة المظهر الرومانسي الذي تتوقين إليه، كما ستساعدكِ على جعل غرفة النوم الصغيرة تبدو أكبر! الأقمشة الدافئة: تُضفي الأقمشة الدافئة، ومنها الفرو الصناعي ، لمسةً رائعةً على غرفة نوم الزوجين، كما الراحة والدفء. في هذا الإطار، تصح الاستعانة بسجادة مشغولة بالفرو الصناعي أو بغطاء السرير أو وسائد من الفرو الصناعي. تغيير مقابض الخزائن والأدراج من الخزائن والمناضد: هذه الخطوة، وعلى الرغم من بساطتها، كفيلة بإضافة لمسة جميلة وشخصية لديكور غرفة النوم الزوجية. ألوان مناسبة لغرفة نوم الزوجين درجات من الأصفر: لون أشعة الشمس، يُشعّ بالدفء والسعادة؛ لذلك دمج درجات الأصفر ببعض تصاميم لوحات الجدران الرومانسية لغرفة النوم، يُمكن أن يخلق بيئة دافئة وجذابة. تُضفي درجات الأصفر الزاهي الناعمة أو درجات الأصفر المائل للصفرة الباهتة، على المكان شعوراً بالتفاؤل والفرح؛ مما يُعزز المودّة والتواصل بين الزوجين. درجات من الأخضر: امزجي بين لون النخيل و الأخضر المصفرّ لغرف نوم تشي بالحيوية؛ علماً بأن اللون الأخضر يُذكّر بالطبيعة، ويُثير مشاعر الهدوء والتناغم. البنفسجي والخزامي: من درجات الباذنجان الداكنة إلى درجات الخزامى الناعمة، تضفي الدرجات اللونية المذكورة لمسة من الأناقة والجاذبية. الوردي والعاجي: لونان ناعمان ورقيقان، يحققان جوّاً حالماً ورومانسياً في غرفة النوم؛ إذ يُضيف الوردي لمسةً رقيقةً، بينما يُضفي الأبيض العاجي أناقةً خالدةً على الغرفة، وهو مثاليٌّ للأزواج الذين يبحثون عن أجواء رومانسية كلاسيكية. الأزرق والفضي: يرتبط اللون الأزرق بالسكينة والهدوء غالباً، وله تأثيرٌ مُهدّئٌ يُعزز الاسترخاء والألفة. لذا، يقود الجمع بين درجات اللون الأزرق الهادئة ولمسات فضية، إلى لمسة من الرقي والفخامة على غرفة النوم. العنابي والذهبي: للزوجين الباحثين عن أجواء أكثر دراماتيكية وعاطفية، يُضفي اللون العنابي الغني والذهبي، لمسةً مميزة؛ فالأول يجلب الدفء والقوة، بينما يرتبط الذهبي بالفخامة والعظمة. يُنشئ هذا المزيج الجريء من الألوان أجواءً فخمة ورومانسية تأسر الحواس. الرمادي والوردي: يُوفّر اللون الرمادي، الذي غالباً ما يرتبط بالأناقة البسيطة، خلفيةً متعددة الاستخدامات لديكور غرفة النوم الرومانسية. ومع الجمع بين اللونين الرمادي الهادئ والوردي، تتغلف غرفة النوم بالنعومة والرومانسية.